عبدالله سالم
2014-09-25, 21:23
بسم الله الرحمن الرحيم
استطاع الإعلام بأصنافه المختلفة وبفعل تأثيره القوي على العقول والأذواق أن يرفع من شأن مجموعة من الكتب
ويضعها في الواجهة، وأن يهيل التراب على مجموعة أخرى من الكتب بإهماله وتجاهله إياها لتصبح في طي النسيان،
وبالتالي حرمان الأجيال اللاحقة منها.
من هذه الكتب التي جنى عليها الإعلام وحرمت حقها من الدعاية والنشر كتاب (قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن)
الذي عربه عن اللغة التركية وصاغه بأسلوب أدبي مشوق الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس ولبنان المتوفى سنة 1980م.
يتناول الكتاب كبرى القضايا الكونية التي شغلت العلماء والفلاسفة منذ أقدم الحضارات وإلى اليوم ألا وهي قضية وجود
الخالق سبحانه وتعالى.
الكتاب عبارة عن قصة حقيقية بطلها حيران بن الأضعف الطالب في جامعة بيشاور الذي كان صاحب نفس متشوقة للمعرفة،
فكان يسأل عن كنه هذا العالم وعن خالقه، فيقابله أساتذته بالزجر، وزملاؤه بالسخرية، وما زال يجادل ويزداد شكاً وحيرة
حتى طرد من الجامعة.
دله أبوه على الشيخ الفيلسوف أبي النور الموزون الذي كان يقيم معتزلاً الناس منقطعاً للعبادة عند ضريح الإمام البخاري في
قرية خرتنك قرب سمرقند، فارتحل حيران إلى هناك، والتقى الشيخ الموزون كي ينتشله من دوامة الشك والحيرة التي وقع فيها،
فقضى هناك الأيام الأخيرة من حياة شيخه، يجتمع به كل ليلة للتدارس، مستفسراً عن كل ما يشغل باله من أسئلة.
اهتم الشيخ الموزون في دروسه لتلميذه حيران ببسط الحديث عن (مبحث الوجود) و(مبحث المعرفة) من مباحث الفلسفة،
مستعرضاً في ذلك ثمرة العقول الفلسفية الشهيرة، مبتدئاً بفلاسفة اليونان الأولين (ما قبل سقراط)، مروراً بعمالقة الفلسفة
اليونانية (سقراط أفلاطون وأرسطو) منتقلاً إلى الفلاسفة الإسلاميين، منهياً هذا الاستعراض التاريخي للفلسفة بالحديث عن
فلاسفة العصر الحديث.
في الكتاب حديث مسهب عن الأدلة العقلية والبراهين التي توصل عن طريقها الفلاسفة إلى إثبات وجود الله، وبيان لموقف
الفلاسفة من قضية وجود العالم والقائلين بحدوثه أو قدمه، وعن الفلاسفة الإسلاميين (الفارابي وابن سينا وابن طفيل
والغزالي وابن رشد)، وتلخيص لقصة ابن طفيل الفلسفية الشهيرة (حي بن يقظان)، وبيان العلاقة بين السبب والمسبب، وكذا
منهج ديكارت الشكي الذي أخذه من الإمام الغزالي في (المنقذ من الضلال)، وتوضيح نظرية دارون في النشوء والارتقاء،
والبرهنة على خطأ فكرة المصادفة وتهافتها.
ويورد الشيخ الموزون عشرات الآيات القرآنية المتضمنة لبراهين ساطعة على وجود الله وعظيم قدرته واتصافه بكل
صفات الكمال، ثم يستنبط من القرآن (طرق الاستدلال التي سلكها علماء الدين والفلاسفة وتلاقوا فيها على الحق).
ثم يفيض في الحديث عن خلق الكون وعن خلق الإنسان، ودلالة ذلك على وجود الله وعظيم قدرته، وينتهي الكتاب بوصية
الشيخ الموزون لتلميذه حيران بن الأضعف.
استطاع الإعلام بأصنافه المختلفة وبفعل تأثيره القوي على العقول والأذواق أن يرفع من شأن مجموعة من الكتب
ويضعها في الواجهة، وأن يهيل التراب على مجموعة أخرى من الكتب بإهماله وتجاهله إياها لتصبح في طي النسيان،
وبالتالي حرمان الأجيال اللاحقة منها.
من هذه الكتب التي جنى عليها الإعلام وحرمت حقها من الدعاية والنشر كتاب (قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن)
الذي عربه عن اللغة التركية وصاغه بأسلوب أدبي مشوق الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس ولبنان المتوفى سنة 1980م.
يتناول الكتاب كبرى القضايا الكونية التي شغلت العلماء والفلاسفة منذ أقدم الحضارات وإلى اليوم ألا وهي قضية وجود
الخالق سبحانه وتعالى.
الكتاب عبارة عن قصة حقيقية بطلها حيران بن الأضعف الطالب في جامعة بيشاور الذي كان صاحب نفس متشوقة للمعرفة،
فكان يسأل عن كنه هذا العالم وعن خالقه، فيقابله أساتذته بالزجر، وزملاؤه بالسخرية، وما زال يجادل ويزداد شكاً وحيرة
حتى طرد من الجامعة.
دله أبوه على الشيخ الفيلسوف أبي النور الموزون الذي كان يقيم معتزلاً الناس منقطعاً للعبادة عند ضريح الإمام البخاري في
قرية خرتنك قرب سمرقند، فارتحل حيران إلى هناك، والتقى الشيخ الموزون كي ينتشله من دوامة الشك والحيرة التي وقع فيها،
فقضى هناك الأيام الأخيرة من حياة شيخه، يجتمع به كل ليلة للتدارس، مستفسراً عن كل ما يشغل باله من أسئلة.
اهتم الشيخ الموزون في دروسه لتلميذه حيران ببسط الحديث عن (مبحث الوجود) و(مبحث المعرفة) من مباحث الفلسفة،
مستعرضاً في ذلك ثمرة العقول الفلسفية الشهيرة، مبتدئاً بفلاسفة اليونان الأولين (ما قبل سقراط)، مروراً بعمالقة الفلسفة
اليونانية (سقراط أفلاطون وأرسطو) منتقلاً إلى الفلاسفة الإسلاميين، منهياً هذا الاستعراض التاريخي للفلسفة بالحديث عن
فلاسفة العصر الحديث.
في الكتاب حديث مسهب عن الأدلة العقلية والبراهين التي توصل عن طريقها الفلاسفة إلى إثبات وجود الله، وبيان لموقف
الفلاسفة من قضية وجود العالم والقائلين بحدوثه أو قدمه، وعن الفلاسفة الإسلاميين (الفارابي وابن سينا وابن طفيل
والغزالي وابن رشد)، وتلخيص لقصة ابن طفيل الفلسفية الشهيرة (حي بن يقظان)، وبيان العلاقة بين السبب والمسبب، وكذا
منهج ديكارت الشكي الذي أخذه من الإمام الغزالي في (المنقذ من الضلال)، وتوضيح نظرية دارون في النشوء والارتقاء،
والبرهنة على خطأ فكرة المصادفة وتهافتها.
ويورد الشيخ الموزون عشرات الآيات القرآنية المتضمنة لبراهين ساطعة على وجود الله وعظيم قدرته واتصافه بكل
صفات الكمال، ثم يستنبط من القرآن (طرق الاستدلال التي سلكها علماء الدين والفلاسفة وتلاقوا فيها على الحق).
ثم يفيض في الحديث عن خلق الكون وعن خلق الإنسان، ودلالة ذلك على وجود الله وعظيم قدرته، وينتهي الكتاب بوصية
الشيخ الموزون لتلميذه حيران بن الأضعف.