المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشاؤم والتطير


حسناء العابدة
2009-08-07, 15:30
التشاؤم عادة من الجاهلية
تعريف التشاؤم والتطير:
التشاؤم لغة: تفاعلٌ من الشؤم وهو خلاف اليُمن، وأصل هذه الكلمة يدل على الجانب اليسار، ولذا سميت أرض الشام شاما لأنها عن يسار الكعبة.
والطيرة لغة: فِعَلَة بالكسر ففتحتين وقد تسكن العين من التطيُّر، وأصل الكلمة واحد يدل على خفة الشيء في الهواء ومن ذلك الطير،قال ابن الأثير رحمه الله: "وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما".
والمراد بهما في لسان الشرع: توهُّم وتوقُّع حصول المكروه بمرئي أو معلوم أو مسموع.
فمثال المرئي التطير برؤية أصحاب العاهات والبوم وغير ذلك.
ومثال المعلوم التشاؤم ببعض الأيام، أو بعض الشهور، أو بعض السنوات.
ومثال المسموع التشاؤم بسماع كلمة نحو: يا خسران، أو يا خائب،أو ما تم ونحو ذلك من الألفاظ.
**حكم التطير***
لقد وردت أدلة الشرع الحنيف بالنهي عن التطير فأخبر الله تعالى عن المشركين أنهم كانوا يتطيرون بالمؤمنين ومن ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:131)
وقوله: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (النمل:47)
ومما لا شك فيه أن هذا ورد على سبيل الذم لهذه العادة القبيحة.
وأما السنة فقد ورد فيها النهي أيضا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الطيرة شرك"
وقال :" لا عدوى ولا طيرة.."الحديث.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "واعلم أن التطير ينافي التوحيد ووجه منافاته له من وجهين، الأول: أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غيره، الثاني: أنه تعلق بأمر لا حقيقة له؛ فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل لك؟! وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد؛ لأن التوحيد عبادة واستعانة، قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، إذن فالطيرة محرمة وهي منافية للتوحيد".
**أسباب التشاؤم والتطير: ***
ذكر العلماء أسبابا للتطير منها:
1- ضعف اليقين والتوكلِ على الله تعالى الذي بيده مقاليد الأمور.
2- ضعف الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
3- عدم استحضار نِعم الله الكثيرة عليه ، في نفسه وماله وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح آمنا في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
4- جعل الدنيا أكبر الهم، والغفلة عن الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
5- الجهل وضعف العقل وقلة البصيرة.
6- ضعف الإيمان وقلة ذكر الله عز وجل.
7- الجبن والضعف والخور، وعدم الشجاعة والحزم والإقدام.

**آثاره ونتائجه***
1- أنه يُنقص الإيمان، ويضعف اليقين، ويضادُّ التوكل، ويجعل صاحبه عبداً للخرافات
2- أنه يفتح على العبد باب الوساوس على مصراعيه، فتضطرب نفسه، ويتبلبل فكره، ويصاب بالهوس، فيتمكن الشيطان منه.
3- أنه سبب لعمَى القلب وطمس البصيرة:
فلا يزال الشيطان بهذا المسكين يجعله يذوق الحسرات ويشعر بالمرارة في كل أمره، قال الماوردي رحمه الله: "اعلم أنه ليس شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خُوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاء أو يدفع مقدوراً فقد جهل".
4- أنه يجعل حياة صاحبه نكَدا وكدَرا وهمًّا وغمًّا:
فالمتطير المتشائم متعَب القلب، منكدِر الصدر، كاسف البال، سيئ الخلق، يتخيل من كل ما يراه أو يسمعه، أشد الناس خوفاً، وأنكدهم عيشاً، وأضيقهم صدراً، وأحزنهم قلباً.
5- أنه نفق يقود إلى الشرك بالله تعالى وهذه ولا شك أعظم أضرار التشاؤم.
6- يقضي على معاني المحبة والإخاء بين أبناء المجتمع ويزرع الشك والتنافر.
**علاج التشاؤم: ***
من رحمة الله بعباده أنه ما أنزل من داء إلا جعل له دواء، ولا شك أن التشاؤم داء عظيم والواجب على من أصيب به أن يأخذ بأسباب دفعه وعلاجه ونجمل بعضها فيما يلي:

1- الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه، واطراح الوساوس والأوهام، وقطع دابرها واجتثاث أصولها، وعدم الالتفاف إليها بالكلية، والمضي في الشأن المقصود بعزم وحزم وقوة، فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان، قال: ((فلا تأتهم))، قال: ومنا رجال يتطيرون، قال: ((ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصُدَّنَّهم)).
قال الماوردي رحمه الله: "ينبغي لمن مُني بالتطير أن يصرف عن نفسه دواعي الخيبة وذرائع الحرمان، ولا يجعل للشيطان سلطاناً في نقض عزائمه، ومعارضة خالقه، ويعلم أن قضاء الله تعالى عليه غالب، وأن رزقه له طالب، إلا أن الحركة سبب، فلا يثنيه عنها ما لا يضير مخلوقاً ولا يدفع مقدوراً، وليمض في عزائمه واثقاً بالله تعالى إن أعطى، وراضيا به إن منع".
2- اليقين أنه لا يقع شيىء في هذا الكون إلا بقدر وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله لابن عباس رضي الله عنهما: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف"
3- أن يقول الدعاء المشروع إذا حصل له تشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم:
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".

4- استخارة الخالق، واستشارة المخلوق:
فمن أكرمه الله تعالى بأن شرع له استخارته سبحانه في الأمور كلها، وفضَّله على كثير ممن خلق تفضيلا فجعل له عقلا يزِن به الأمور، وأرشده إلى أن يستشير غيره ليجمع عقله إلى عقله، كيف يرضى لنفسه بعد ذلك أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فيستقسم بالأزلام، أو يتبرك ويتشاءم بالطيور السوانح والبوارح، أو يستدل بأرقام وأشكال على حوادث ستحصل؟! فهذا غاية القبح ومنتهى السفه.
عن جابر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن.
وفي المأثور: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.

5- احتساب الأجر العظيم الذي يناله المتوكلون، واستحضار الثواب الجزيل المعَدِّ للذين لا يتطيرون،فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولاعذاب وبين لهم صفتهم بأنهم:" لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون".
فنسأل الله بمنه وكرمه أن يصرف عنا وعن المسلمين كل سوء وأن يرزقنا صدق التوكل عليه.
منقوووووووووووووووووووووول

taha178
2009-08-07, 16:28
بارك الله فيك وأسعدك في الدّنيا والآخرة أختي الكريمة حسناء

عائشة حسان
2009-08-08, 07:10
بارك الله فيك على الموضوع القيم
مشكورة

حسناء العابدة
2009-08-09, 11:39
بارك الله فيك وأسعدك في الدّنيا والآخرة أختي الكريمة حسناء

آمين وإياك الجزاء وفيك بارك الرحمان ومشكور على مرورك أخي طه

حسناء العابدة
2009-08-09, 11:44
بارك الله فيك على الموضوع القيم
مشكورة
وفيكي بارك الرحمان والشكر لكي على مروركي

الهامل الهامل
2011-01-07, 10:36
صفر شهر وليس بشؤم
ملخص الخطبة
_________
1- إبطال الإسلام لمعتقدات الجاهلية. 2- حقيقة العدوى. 3- النهي عن التطير والتشاؤم وبيان صور ذلك. 4- أصناف المتشائمين. 5- علاج الطيرة.
_________
الخطبة الأولى
الحمد لله لا إله غيره، ولا رب سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله، بإلوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله، وخليله، وصفوته من خلقه، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد
أيّها الناس، اتقوا اللهَ حق التقوى، فإن تقوى الله تعالى خيرُ زادٍ يُتزوَّدُ به للدار الآخرة، وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ?للَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ?لزَّادِ ?لتَّقْوَى? وَ?تَّقُونِ يأُوْلِي ?لألْبَ?بِ [البقرة:197]، وهي وصيةُ اللهِ تعالى للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْكِتَ?بَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّ?كُمْ أَنِ ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى ?لسَّمَ?و?تِ وَمَا فِى ?لأرْضِ وَكَانَ ?للَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا [النساء:131].
عباد الله، روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: ((لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ)).
فلقد أبطل دينُنا الحنيف الكثيرَ من المسائل المخالفة التي كان عليها أهل الجاهلية من المعتقدات الباطلة والأوهام الزائفة؛ لما لها من الخطر الكبير على الخُلُق والعقل والسلوك، وجاء الكتابُ الكريم والسنة النبوية المطهرةُ بنفي هذه الخرافات والاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب وتُضْعِف الظنَّ الحسَنَ بالله، بل قد تزيله تماما.
فقوله : ((لا عدوى)) يعني: لا عدوى مؤثّرة بطبعها؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن العدوى تؤثر بنفسها تأثيرًا لا مردَّ له، وتأثيرًا لا صارفَ له، وأن العدوى ناقلةٌ للمرض لا محالة ولا بد أن يكون؛ مع أنه لا ينفي أصلَ وجود العدوى، وهي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح بسبب المخالطة بينهما، فإنّ الانتقال بسبب المخالطة حاصلٌ ومُلاحَظٌ ومَشْهُود؛ لذا فقد ثبت عنه أنه قال: ((لا يُورِد ممرضٌ على مُصِحّ، ولا يُورد مصحّ على ممرض)) رواه مسلم من حديث أبي هريرة ، وقال : ((فِرَّ من المجذوم فِرارَكَ من الأسد)) رواه أحمد عن أبي هريرة. ومع هذا فإنّ المرض لا ينتقل إلا بقضاء الله وقدره، وهذا ما لا يعتقده أهلُ الجاهلية ؛ ولذلك لما قال النبي : ((لا عدوى، ولاصفر، ولا هامة)) قال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخل بينها يُجْرِبُها؟! فقال : ((فمن أعدى الأول؟!)) متّفق عليه من حديثِ أبي هريرة. وقوله: ((فمن أعدى الأول؟!)) أي: أنَّ الأول إنما جَرُبَ بقضاء الله وقدره.
ثم قال : ((ولا طِيَرة)) أ ي: لا تشاؤم؛ لأنَّ التشاؤم أمرٌ كان يعتقده أهلُ الجاهلية، بل ربما لم تسلم منه نفسٌ كما قال ابن مسعود : (ما منّا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل) رواه أبو داود والترمذي. وقوله: (ما منا إلاّ) يعني: ما منا إلا تخالطُ الطيرةُ قلبَه، وربما وقع التطيرُ في نفسه.
والتطير أو التشاؤم يكون بالأشخاص، وخصوصًا أهل الاستقامة والصلاح كما تشاءم قومُ موسى بنبيّهم موسى عليه السلام، كما في قول الله تعالى: وإنْ تُصِبْهُم سيِّئةٌ يَطَّيروا بِمُوسى وَمَن مَعَهُ [الأعراف:131]، أي: أنه إذا جاءَهُمُ البلاءُ والجدْبُ والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه، فأبْطل الله هذه العقيدةَ بقولهِ: ألاَ إنما طائِرُهُم عِنْدَ اللهِ ولكنَّ أكْثَرَهُم لا يَعْلَمُون [الأعراف:131]، أي: ما أصابهم من البلاء والجدب والقحط ليس من موسى وقومِه, ولكنه من الله الذي قدَّره، ولا علاقة لموسى وقومه به. وقد يقع به الكثيرون من المسلمين اليوم، فسبحان الله! متى يكون من تمسّك بشرع ربه وبسنة نبيه شؤمًا على الناس والمجتمع؟!
ويكون التطيرُ أو التشاؤم بأشياء قد يراها الشخصُ فيتشاءم منها، كرؤية الرجل الأعور أو الأعرج أو الأشل, وبعضُهم يتشاءم عندما يسمَّى المولودُ الجديدُ باسمه، أو يتشاءم برؤية نوعٍ من أنواع الطيور؛ لذا قال : ((ولا هامَة)) ، والهامة طير معروف يقال له: البومة، تزعم العرب أنه إذا قُتِل القتيل صارت عِظامُه هامةٍ تطير وتَصْرُخُ حتى يُؤخذَ بثأره, وربما اعتقد بعضُهم أنها روحُهُ, وبعضهم يعتقد أنها إذا وقعت على بيتِ أحدِهِم ونَعَقَتْ فهذا دليلٌ على قُرْبِ أجَلِه, ومنهم من يتشاءمُ بالغراب, ومنهم من يتوقف سفرُهُ على رؤية طير؛ فإن رأى الطيرَ طارَ يَمْنةً تفاءل به وسافر، ويُسَمُّونَهُ: السَّانِحَ, وإن رآه طارَ يَسْرَةً تشاءم به وامتنع عن السفر، ويسمونه: البَاِرحَ, وبعضُهم يُرَدِّدُ عِباَرةَ: "خيرٌ يا طير" تشاؤمًا أو تفاؤلاً؛ وهذا كله بلا شكّ تكلفٌ لا أصل له وعقيدة باطلة, وكما قال الأول:
الزجْرُ والطيرُ والكهانُ كلُّهُمُ مُضَلِّلُونَ ودُونَ الغيبِ أقفالُ
ومنهم ـ يا عباد الله ـ من يتشاءمُ بالأزمنة كالأيامِ والشهور؛ فيتشاءم من يوم الأربعاء، فيعتقد أنه يومٌ يحصل فيه من السوء ما لا يحصل بغيره من الأيام، وربما صرفهم ذلك عن أن يمضوا في شؤونهم؛ وبعضُهم يدّعي زورًا أنه يَنْزِلُ في آخرِ أربعاء من صفر داءٌ من السماء، فَيكْفِئونَ قدورَهم ويُغَطُّونَ أوانيهم خوفا من أن ينزل ذلك الداء المزعوم فيها، وهذا اعتقادٌ فاسدٌ وتشاؤمٌ مذموم.
ومنهم من يتشاءمُ بشهر صفر ، وهو الشهر المعروفُ الذي نستقبلُ أيَّامهُ, فيتشاءمون به، ويعتقدون أنه شهرٌ فيه حلولُ المكارِهُ والمصائب، فلا يتزوّج من أراد الزواج فيه لاعتقاده أنه لا يُوَفَّقُ، ومن أراد تجارةً فإنه لا يُمْضِي صفْقَتَهُ فيه لاعتقاده أنه لا يَرْبَح، ومن أراد التَّحَرُّكَ والمْضِيّ في شؤونه البعيدة عن بلده فإنه لا يذهب في ذلك الشهر لاعتقاده أنه شهرٌ تحصلُ فيه المكارِهُ والموبقات؛ ولهذا أبطل عليه الصلاة والسلام هذا الاعتقادَ الزائِفَ بقوله : ((ولا صفر)) ، فشهرُ صفَر شهرٌ من أشهُر الله وزمان مِن أزمنة الله، لا يحصل الأمرُ فيه إلا بقضاء الله وقدَره، ولم يختصّ الله جلّ وعلا هذا الشهر بوقوع مكارهَ ولا بوقوع مصائبَ، بل حصلت في هذا الشهر في تأريخ المسلمين فتوحاتٌ كبرى، وحصل للمؤمنين فيه مكاسبُ كبيرةٍ, وليس بشَهر شؤم، وإنما الشؤم في معصية الله تعالى واقترافِ الذنوب؛ فإنها تسخط الله عز وجل، فيَشْقَى مرتكبها في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سَعدَ في الدنيا والآخرة، فلا يردّ القدر والقضاء إلا الدعاء، ولا تُسْتَدْفعُ أسبابُ الهلاك وأسبابُ الفساد في النفس أو في المجتمع إلا بطاعة الله جل وعلا،.
فاتقوا الله عباد الله، واحْرِصُوا على تحقيق توحيدِكُم وسلامة عقيدَتِكُم.
اللهم أحينا حياة السعداء، وأمتنا ممات الشهداء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

























الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، واشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، وإخوانه
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ المتَطَيِّرَ لا يخلو من حالين: فإما أن يُحْجِمَ ويستجيبَ لهذه الطِّيَرَةِ ويَدَعَ الْعملَ، وهذا من أعظمِ التطيّر والتشاؤم، وإما أن يَمْضِيَ لكِنَّهُ في قَلَقٍ وَهَمّ وغمّ يخشى من تأثير هذا المتطيَّر به, وهذا أهون، وكلا الأمرين نقصٌ في التوحيد وضررٌ على العبيد، بل انطلق إلى ما تُرِيد بانشراح صدرٍ وتيسير وإحسان ظن بالله واعتماد عليه.
واعلموا ـ عباد الله ـ أن ما من خيرٍ إلا دلّنا رسولُنا عليه, وَمَا مِنْ شَرٍّ إلا حذرنا منه، فقد حذرنا الطيرةَ ونهانا عنها, ودلّنا على كفارتها وعلاجها، فقال : ((من رجَّعَتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)) ، قالوا: وَما كفَّارَةُ ذلكَ يا رسُولَ اللهِ؟ قال: ((أَنْ يَقُولَ أحَدُهُم: اللهُمَّ لا طيْرَ إلا طَيْرُكَ، ولا خَيْرَ إِلا خَيْرُكَ، ولا إلهَ غَيْرُكَ)) ثُمَّ يَمْضِي لحاجَتِهِ. أخرجه مسلم في صحيحه. وفي حديثٍ آخرَ لما ذكرت الطيرةُ عند رسول الله قال: ((أحسنها الفأل، ولا تردّ مسلما، فإذا وجد ذلك أحدُكم فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يَذْهَبُ بالسيئات إلا أنت، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بِكَ)) أخرجه أبو داود.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا ما تَنْشُرُهُ بعضُ الصُّحِفِ والمجلات أو ما تَبثهُ بعضُ القنواتِ من قراءةٍ في الأبراج والطوالع، فنجدُ من يبحثُ عن سعادتهِ في بُرْجِ الميزان، وآخرُ يخاف أن يكونَ من أهل برج العقرب، وهكذا تحيا الْخُرَافَة، ويتجدّد مذهبُ مسيلمة وابن صيّاد؛ ولقد ذكر شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ رحمه الله أن عليَّ بن أبي طالب عندما أراد المسِيرَ لقتالِ الخوارجِ عَرض له مُنَجِّمٌ فقال له: يا أمير المؤمنين، لا تسافر، فإن القمرَ في العقرب، وإنّك إذا سافرت والقمر في العقرب هُزِمَ أصْحَابُكَ، فقال : بل نسافر ثِقَةً بالله وتوكلاً على الله وتكذيبًا لك. فسافر فَبورِكَ له في ذلك حتى قتلَ عَامَّةَ الخوارج".
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الحبيب رسول الله محمد بن عبد الله , كما أمركم بذلك ربكم فقال تعالى({ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد إمام المتقين , وسيد الأولين والآخرين' وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهتدين , الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعملون , وعن سائر الصحابة أجمعين ,والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وعن معهم بعفوك وكرمك ياأكرم الأكرمين
اللهم وفق حجاج بيتك الحرام لأداء المناسك، واكتب لهم القبول والبر والمغفرة يا رب العالمين،
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شرّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

سيملة
2011-01-07, 11:13
بارك الله فيك

متفائل
2011-05-04, 15:14
التشاؤم عادة من الجاهلية
تعريف التشاؤم والتطير:
التشاؤم لغة: تفاعلٌ من الشؤم وهو خلاف اليُمن، وأصل هذه الكلمة يدل على الجانب اليسار، ولذا سميت أرض الشام شاما لأنها عن يسار الكعبة.
والطيرة لغة: فِعَلَة بالكسر ففتحتين وقد تسكن العين من التطيُّر، وأصل الكلمة واحد يدل على خفة الشيء في الهواء ومن ذلك الطير،قال ابن الأثير رحمه الله: "وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما".
والمراد بهما في لسان الشرع: توهُّم وتوقُّع حصول المكروه بمرئي أو معلوم أو مسموع.
فمثال المرئي التطير برؤية أصحاب العاهات والبوم وغير ذلك.
ومثال المعلوم التشاؤم ببعض الأيام، أو بعض الشهور، أو بعض السنوات.
ومثال المسموع التشاؤم بسماع كلمة نحو: يا خسران، أو يا خائب،أو ما تم ونحو ذلك من الألفاظ.
**حكم التطير***
لقد وردت أدلة الشرع الحنيف بالنهي عن التطير فأخبر الله تعالى عن المشركين أنهم كانوا يتطيرون بالمؤمنين ومن ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:131)
وقوله: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (النمل:47)
ومما لا شك فيه أن هذا ورد على سبيل الذم لهذه العادة القبيحة.
وأما السنة فقد ورد فيها النهي أيضا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الطيرة شرك"
وقال :" لا عدوى ولا طيرة.."الحديث.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "واعلم أن التطير ينافي التوحيد ووجه منافاته له من وجهين، الأول: أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غيره، الثاني: أنه تعلق بأمر لا حقيقة له؛ فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل لك؟! وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد؛ لأن التوحيد عبادة واستعانة، قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، إذن فالطيرة محرمة وهي منافية للتوحيد".
**أسباب التشاؤم والتطير: ***
ذكر العلماء أسبابا للتطير منها:
1- ضعف اليقين والتوكلِ على الله تعالى الذي بيده مقاليد الأمور.
2- ضعف الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
3- عدم استحضار نِعم الله الكثيرة عليه ، في نفسه وماله وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح آمنا في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
4- جعل الدنيا أكبر الهم، والغفلة عن الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
5- الجهل وضعف العقل وقلة البصيرة.
6- ضعف الإيمان وقلة ذكر الله عز وجل.
7- الجبن والضعف والخور، وعدم الشجاعة والحزم والإقدام.

**آثاره ونتائجه***
1- أنه يُنقص الإيمان، ويضعف اليقين، ويضادُّ التوكل، ويجعل صاحبه عبداً للخرافات
2- أنه يفتح على العبد باب الوساوس على مصراعيه، فتضطرب نفسه، ويتبلبل فكره، ويصاب بالهوس، فيتمكن الشيطان منه.
3- أنه سبب لعمَى القلب وطمس البصيرة:
فلا يزال الشيطان بهذا المسكين يجعله يذوق الحسرات ويشعر بالمرارة في كل أمره، قال الماوردي رحمه الله: "اعلم أنه ليس شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خُوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاء أو يدفع مقدوراً فقد جهل".
4- أنه يجعل حياة صاحبه نكَدا وكدَرا وهمًّا وغمًّا:
فالمتطير المتشائم متعَب القلب، منكدِر الصدر، كاسف البال، سيئ الخلق، يتخيل من كل ما يراه أو يسمعه، أشد الناس خوفاً، وأنكدهم عيشاً، وأضيقهم صدراً، وأحزنهم قلباً.
5- أنه نفق يقود إلى الشرك بالله تعالى وهذه ولا شك أعظم أضرار التشاؤم.
6- يقضي على معاني المحبة والإخاء بين أبناء المجتمع ويزرع الشك والتنافر.
**علاج التشاؤم: ***
من رحمة الله بعباده أنه ما أنزل من داء إلا جعل له دواء، ولا شك أن التشاؤم داء عظيم والواجب على من أصيب به أن يأخذ بأسباب دفعه وعلاجه ونجمل بعضها فيما يلي:

1- الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه، واطراح الوساوس والأوهام، وقطع دابرها واجتثاث أصولها، وعدم الالتفاف إليها بالكلية، والمضي في الشأن المقصود بعزم وحزم وقوة، فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان، قال: ((فلا تأتهم))، قال: ومنا رجال يتطيرون، قال: ((ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصُدَّنَّهم)).
قال الماوردي رحمه الله: "ينبغي لمن مُني بالتطير أن يصرف عن نفسه دواعي الخيبة وذرائع الحرمان، ولا يجعل للشيطان سلطاناً في نقض عزائمه، ومعارضة خالقه، ويعلم أن قضاء الله تعالى عليه غالب، وأن رزقه له طالب، إلا أن الحركة سبب، فلا يثنيه عنها ما لا يضير مخلوقاً ولا يدفع مقدوراً، وليمض في عزائمه واثقاً بالله تعالى إن أعطى، وراضيا به إن منع".
2- اليقين أنه لا يقع شيىء في هذا الكون إلا بقدر وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله لابن عباس رضي الله عنهما: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف"
3- أن يقول الدعاء المشروع إذا حصل له تشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم:
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".

4- استخارة الخالق، واستشارة المخلوق:
فمن أكرمه الله تعالى بأن شرع له استخارته سبحانه في الأمور كلها، وفضَّله على كثير ممن خلق تفضيلا فجعل له عقلا يزِن به الأمور، وأرشده إلى أن يستشير غيره ليجمع عقله إلى عقله، كيف يرضى لنفسه بعد ذلك أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فيستقسم بالأزلام، أو يتبرك ويتشاءم بالطيور السوانح والبوارح، أو يستدل بأرقام وأشكال على حوادث ستحصل؟! فهذا غاية القبح ومنتهى السفه.
عن جابر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن.
وفي المأثور: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.

5- احتساب الأجر العظيم الذي يناله المتوكلون، واستحضار الثواب الجزيل المعَدِّ للذين لا يتطيرون،فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولاعذاب وبين لهم صفتهم بأنهم:" لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون".
فنسأل الله بمنه وكرمه أن يصرف عنا وعن المسلمين كل سوء وأن يرزقنا صدق التوكل عليه.
منقوووووووووووووووووووووول


..

بارك الله فيك اختنا الفاضله
ويسر لك الخير حيثما كنت
موضوع طيب ....................