مشاهدة النسخة كاملة : سمعت بالوهابية، فمن هم؟........ التعريف والتسمية بما يعرف بـ(الوهابية)
ابو اكرام فتحون
2014-09-20, 00:56
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعريف والتسمية بما يعرف بـ(الوهابية)
الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
سمعت بالوهابية، فمن هم؟
الوهابية هم أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي المتوفى سنة ست ومائتين
وألف من الهجرة، كانت وفاته رحمه الله سنة ست ومائين وألف من الهجرة في الدرعية، قبره معروف هناك
وقد قام بالدعوة إلى الله في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، في نجد في الدرعية وما حولها دعا إلى توحيد الله
وأنكر على الناس التعلق بالقبور والأموات والأصنام وتصديق الكهان والمنجمين وعبادة الأشجار والأحجار على
طريقة السلف الصالح، على الطريقة التي بعث الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الطريقة التي درج عليها
أصحابه فدعا إلى الله ودعا معه العلماء الذين وفقهم الله لمعرفة الحق من أقاربه وأولاده وغيرهم وأظهر الله به الدين
وأزال به الشر من نجد وما حولها
ثم انتشرت دعوته في اليمن والشام والعراق ومصر والهند وغير ذلك، وعرف المحققون صحة دعوته واستقامتها
وأنه على الهدى والطريق القويم وأنه في الحقيقة مجدد لمن اندرس من معالم الإسلام وليس مبتدعاً وليس له
دين جديد ولا مذهب جديد
إنما دعا إلى توحيد الله واتباع شريعته والسير على منهج السلف الصالح من الصحابة ومن سلك سبيلهم هذا هو
مذهب الوهابية ساروا على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه من الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان
ولكن لهم خصوم ولهم أعداء بسبب الحروب التي صارت بينه وبين الأتراك والمصريين في أول القرن الثالث عشر
فكذب عليه الكذابون حتى يستبيحوا دمائهم، كذبوا عليهم وقالوا إنه مذهب خامس وأنهم يسبون الرسول يسبون الصحابة
وكلها كذب، كله باطل بل هم من أحب الناس للرسول - صلى الله عليه وسلم -وهم على طريق الصحابة والرسول
أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وأموالاهم فهم يدعون إلى ما دعا إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -يدعون إلى توحيد
الله واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه والسير على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -وكتبهم طافحة بذلك
كتب الشيخ محمد وأتباعه واضحة في ذلك، من قرأها عرف ذلك، كتاب التوحيد وفتح المجيد وكشف الشبهات الثلاثة
الأصول، تيسر العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله، وكذلك الدرر السنية في فتاوى أهل نجد واضحة في ذلك، وهكذا
كتبهم الأخرى ورسائلهم الأخرى كلها تبين ما هم عليه من الهدى والحق، وكلها تبين كذب أعدائهم وخصومهم من الصوفية
وغير الصوفية ومن عباد القبور من الذين كذبوا عليهم
لأنهم أنكروا عليهم عبادة القبور وأنكروا عليهم، فخصومهم هم عباد القبور، أو جهلة ما عرفوا الحقيقة و صدقوا عباد القبور
أما أهل العلم والإيمان في مصر والشام والعراق وغير ذلك فقد عرفوا صحة ما هم عليه، وشهدوا له بالحق كالشيخ
محمد رشيد رضا، وغيرهم مما عرف دعوتهم رحمة الله عليهم، شهد لهم بالحق كثيراً من علماء الإسلام في مصر
والشام والعراق وغير ذلك.
هذه التسمية الوهابية؟ ما رأيكم فيها؟
نسبة إلى الشيخ أبي الشيخ عبد الوهاب، والصواب محمدية لا وهابية، لأن الداعي محمد، محمد بن عبد الوهاب
لكن لقب لقبه به الأعداء والخصوم، وإلا فلا أساس لها، دعوة لا أساس لها، هي محمدية من جهة الداعي محمد ومن جهة
أنها على طريق محمد عليه الصلاة والسلام.
إذن الأصح أن يقال الدعوة المحمدية؟
المحمدية، نعم، لكن الخصوم يأبون هذا لأجل التنفير، يقولون وهابية حتى ينفروا عنها ويقولون أن الوهابية تبغض
الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتسب الصحابة وكله باطل وكله كذب
بل الوهابية تدعو إلى دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -وتحبه أعظم من محبتها لأنفسها وأولادها وأهلها، وتدعو
إلى سنته وشريعته عليه الصلاة والسلام، وتجاهد في سبيل ذلك.
إذن نشر كتبهم ألا يزيل هذه الغمة سماحة الشيخ؟
لا شك وقد نشرت والحمد لله، وعمت الأوطان وانتشرت بحمد الله.
من الموقع الرسمي
للشيخ :عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
ابو اكرام فتحون
2014-09-20, 08:12
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتهام من يدعو إلى التوحيد بالوهابية
الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
يوجد طائفة من الناس إذا دعوناهم إلى الله سبحانه وتعالى وإلى ترك الشرك بالله
اتهمونا بالوهابية، كيف نواجههم لو تكرمتم؟
يعلمون، الوهابية ما لها مذهب وهابي، إنما هو طاعة الله ورسوله
فالوهابية تدعو إلى ما قاله الله ورسوله، الشيخ محمد عبد الوهاب - رحمه الله تعالى – الذي تنسب إليه الوهابية هو رجل قام في النصف الثاني من القرن الثامن عشر يدعو الناس إلى ما قاله الله ورسوله، يدعو الناس إلى عقيدة السلف الصالح، إلى اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والسير على منهج أصحابه في الأقوال والأعمال
وفقه الله لدعوة الناس إلى إصلاح العقيدة وترك الشرك بالله -عز وجل- وترك البدع والخرافات التي قام بها وتخلق بها المتصوفة أو أصحاب الكلام، فهو يدعو إلى عقيدة السلف الصالح في العمل وفي العقيدة، وينهى عن ما عليه أهل الكلام من البدع وما عليه بعض الصوفية الذين خرجوا عن طريق الصواب إلى البدع
فليس له مذهب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة، بل هو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة فقط
فإذا دعوت أحداً إلى التوحيد ونهيته عن الشرك فقال: الوهابية!
قل: نعم أنا وهابي وأنا محمدي، أدعوكم إلى طاعة الله وشرعه، أدعوكم إلى توحيد الله
فإذا كان من دعا إلى توحيد الله وهابي فأنا وهابي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله ناصبي فأنا ناصبي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله شيعي فأنا شيعي، المهم الدعوة إلى ما كان عليه الرسول وأصحابه
والتنفير الذي ينفر به الناس عن الدعوة لا قيمة له، الواجب على المؤمن أن يتقي الله وأن يستقيم على أمر الله ولو قال له الناس ما قالوا، ولو قالوا منافق، ولو قالوا وهابي، ولو قالوا شيعي، ولو قالوا كذا، إذا عرف أنه يدعو إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله كما قال الله ورسوله فلا يضره المشاغبون والمنفرون بالألقاب التي يخترعونها له
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له الكفار صابئ وقالوا له مجنون، وقالوا له شاعر، وقالوا كاهن وقالوا ساحر ما ضره ذلك، استمر في دعوته إلى الله وعلم الناس توحيد الله ولم يبالي بقولهم له إنك ساحر وكاهن أو ما أشبه ذلك، وهكذا أتباع الحق لا يضرهم إذا قيل لهم وهابي أو قيل له كذا أو قيل له كذا أو قيل متشدد أو قيل متشدد أو قيل منفر، أو قيل متطرف أو قيل متعمق، أو كذا أو كذا يلقبونه حتى ينفروا منه الناس لا يضره هذا عليه أن يصبر وأن يوضح للناس في الحق وأنه ليس عنده شيء يخالف شرع الله المطهر الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
فالوهابية هم هكذا، الوهابية دعاة إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله وليس لهم مذهب جديد إنما هم دعاة إلى توحيد الله وإلى اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهم في الفقه إلا إذا وجدوا شيئاً يخالف الأرجح من أقوال العلماء يعني لوجود الدليل الذي يؤيد ما قاله الآخرون أخذوا بالدليل.
من الموقع الرسمي
للشيخ :عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
ابو اكرام فتحون
2014-09-20, 08:20
حَقَائِقُ عَن الوَهَّابيَّة المَزعُومَة!
يَجِبُ أَن يَعرِفَهَا كُــلُّ جَزَائـــريٍّ
للكاتب: بن يحيى محمد
لا أكتُبُ اليومَ للنَّائِب (فلاَّحِي) ولا لِشَريكِهِ، وإنَّما أكتبُ للأُمَّة الجزائريَّة نُصحًا لها أن تُصدِّقَ النَّاعِبِين بالكذِبِ والإرجَافَات، وتُؤمِنَ للنَّاعِقِين بالتُّهَم والافتِراءات، إنِّي أُنزِّهُ إخواننا الجزائريِّين عَن أن يَستغفِلَهُم كلُّ مُحتالٍ حَاذِق ولَعَّابٍ مَاذِق، فهُم أَجلُّ مِن أن يَستَخِفَّهُم مَن بَرَعُوا في الدَّسِّ وحَازُوا قَصَبَ السَّبْقِ فِي التَّلبِيس والتَّدلِيس! نعم، عُرِفَ الجزائريُّ ولا يَزالُ يُعرَفُ بشرَفِ النَّفسِ والنَّصَفَة والشَّهَادَة بالحقِّ والاعترَافِ بالفضلِ لأهلِهِ، لا يَبخَسُ النَّاسَ حقَّهُم ولاَ يُنقِصُهُم مِقدَارَهُم، وهُوَ مِن أَوَائِلِ مَن يَفِي بحقِّ أُخُوَّةٍ ويَرعَى عَهدَ صِلَةٍ، لا يَتَنَكَّرُ ولا يغمِطُ ولا يَدفعُ في وَجهِ حقيقةٍ تَنصَع وبُرهَانٍ يَسطَع... هذا عَهدُنَا بِكَ أيُّها الجزائريُّ، فلا يَصرفنَّكَ عَن ذلكَ مُجادلٌ عن الباطلِ خَصِيمٌ ولا مُنافِقٌ بلِسانٍ عَلِيم. هِيَ لكَ خالِصَة: «حَقَائِقُ عَن الوَهَّابيَّة المَزعُومَة! يَجِبُ أَن تَعرِفَهَا».
لا أكتبُ اليومَ للنَّائِب (فلاَّحِي)، فإنِّي أُسلِّمُ لهُ ببراعتِهِ في التَّهرُّبِ والتَّملُّصِ وتمكُّنِهِ فِي المُرَاوغَة والحَيْدَة وإجَادَتِهِ لِلكَرِّ وَالفَرِّ، فهُوَ لا يُجارَى في كلِّ ذلِك، كنتُ أكتبُ لهُ لو كانَ طَالبَ حقٍّ وبَاحِثًا عن الحقيقَةِ عَاملاً على نشرِ ما وقفَ عليهِ منهُمَا، دَائبًا على تقريرِ ذلكَ وتَثْبِيتِه بعدَ معرفتِهِ، لكنَّهُ دَاعيةُ تشويشٍ وطالبُ تَشغِيبٍ على السُّنِّيِّينَ السَّلفيِّينَ الّذينَ يُسمِّيهِم (الوهَّابيِّينَ)! وهُو كصاحِبهِ وشَرِيكهِ في هذه الحرب –وهيَ حربٌ بالوَكَالة- وهذه الحَملَة الَّتِي لَيسَ لها مِن غرضٍ إلاَّ التّشكيك في مذهبِ الحقِّ والتَّفتيت في عَضُدِ أنصارِهِ ومُؤيِّديهِ، والصّدّ والتَّنفِير عَنهُما –وهيهاتَ-. (الوهَّابيَّة) عندَ (فلاَّحي) وشريكهِ (سلايميَّة)، كما نطَقَ الأخيرُ ليست هيَ دين أهل السُّنَّة ولا دين الشِّيعَة ولا دين الإِباضيَّة، فما هيَ إذن؟... لا يُريدُ (النَّائِب) أن يُنسبَ إليهِ الجَواب، بل يُريدُ أن يَصلَ النَّاسُ إليهِ بعد أن نَشرَ أمامهم مُقَدِّماتِهِ ونثَرَ عليهِم دلائلَهُ في شكل تساؤلات؟ فيقولوا بعدَ بحثٍ وعَناءٍ كانَ للنَّائبِ دورٌ في تَيسيرِهِ وتذلِيلِهِ: (الوهَّابيَّةُ) صناعةٌ استخباراتيَّةٌ!! هكذا يَسْتَبْلِهُنَا ويَسْتَبْلِهُ الجزائريِّين هذا (النَّائِبُ) غيرُ (النَّاصِح)!
وهذه كلمتُنَا في بيانِ تِلكُم الحقائِق:
1ـ الوهَّابيَّةُ وَهْمٌ وتَخْيِيلٌ: قال الأستاذ الزِّركليّ - صاحب الموسوعة الشَّهيرة؛ «الأَعلام»-: «الوهَّابيّةُ وَهْمٌ، أو اسمٌ اخترعَتْهُ الدِّعاية المُفْتَرِية في عَهْدَي السُّلطانين سليم الثّالث ومحمود الثّاني، مِن سلاطين آل عثمان»اهـ[«شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز» (2/829)].
وقال: «الوهّابيّةُ، ليست وَصْمَةً، ولا هي سُبَّة، ولكنّ العامَّةَ نَفَرَت مِنها زمنًا مَا، بما غَرَسَتهُ الدِّعاية العُثمانيّة التُّركيّة في النُّفوس مِن تشويهٍ لها ولأهدافها ولسِيرتها وتاريخها»، وقال: «أمَّا الإِسلام ، فلا «وَهَّابِيَّةَ» فيهِ ممَّا كَانُوا يَزعُمُون»اهـ[المصدر السابق (2/832)].
2 ـ الشيّخ ابن عبد الوهَّاب لم يُؤسِّس مذهبًا: الشّيخ محمّد ابن عبد الوهَّاب لم يأتِ بجديدٍ ولم يُؤسِّس مذهبًا ولا استقلَّ بطريقةٍ، بل هُوَ داعيةٌ مُجَدِّدٌ، نَبَّهَ أُمَّتَهُ وأَيقَظَ قَومَهُ، لم يخرُج عن طريقةِ السُّنَّة واتِّبَاعِ السَّلَف، وبهذا عرفَهُ المنصِفُونَ، ومنهم إمام الجزائر الشيخ ابن باديس فقد قال عنهُ وعن الّذِين اهتَدَوا بدَعوتِهِ مِن أهلِ نَجْدٍ إنَّهم: «سُنِّيُّون سَلَفيُّونَ» [«آثار ابن باديس» (5/32)، ط. وزارة الشؤون الدِّينيّة، الجزائر].
قال الأستاذ الكبير الأديب الشّهير عليّ الطّنطَاوي في خطابه إلى الوزير المغربي (الحسن الحجويّ) سنة (1937م): «بقي يا سيدي عَدُّكُم (الوهابية) من الطرق الصوفية، مع أن الوهابيّة حركة سلفيّة يُرَادُ مِنهَا تَركُ كُلِّ مُبتدَعٍ في الدّين ومنه هذه الطّرق، والرجوع إلى الكتاب والسنّة. ثُمَّ إنَّهُ ليس في الدّنيا مذهب أو طريقة تُدعى (الوهابيّة)، ولا يَعرف هذه الكلمة أهلُ (نَجْدٍ) أنفسُهم، ولا كان ابن عبد الوهّاب صاحب مذهب وإنَّمَا هُو مُصلِحٌ مُنبِّهٌ، وأهل (نَجْدٍ) حنابلةٌ على مذهب الإمام أحمد ناصر السُّنَّة» [مجلَّة «الرِّسالة»، العدد (270)، (ص1435)].
3 ـ تُهْمَةُ الوهَّابيَّة وَسيلَةٌ لتَحقِيقِ أَغرَاضٍ؟: صارت (الوهَّابيَّة) كلمةَ تَنفيرٍ وتَعْيِيرٍ يُشهِرُها أهلُ الباطلِ في وَجهِ كلٍّ داعيةٍ إلى الحقِّ سُنِّيٍّ غيرِ بِدعيٍّ، والّذينَ يُردِّدُونَ هذه السُّبَّة صنفانِ:
ـ الصِّنف الأوَّل: أهلُ البِدعَةِ مِنَ المتصوِّفَة أهلِ الطُّرُق الّتي فرَّقَت الدِّين، ومِن الشِّيعَة الرَّوافِض الَّذينَ كفَّرُوا المُؤمِنِين، وكلٌّ مِن هذينِ الفريقين يَعبُدُونَ القبُور ويُؤَلِّهُونَ الأشخاص ويُقدِّسُونَ المشَاهِدَ والمزَارَات. وعداوةُ هؤلاءِ ظاهرةٌ لمن هدمَ أنصابَهُم وسفَّهَ أحلامَهُم وكَفَرَ ببِدَعِهِم، فهُو عندهُم من أهلِ الإِلحادِ والإفسَاد! عدوٌّ للدِّين مُحَارِبٌ للمُؤمنينَ!!
ـ والصّنف الثَّاني: أهلُ الكفر والحِقد على الإسلام مِن الصَّلِيبِيِّين وغيرِهِم، فهُم يغيظُهم أن يرجعَ النَّاسُ إلى (الإسلام الصَّحيح) فهُوَ الخَطَرُ كلُّ الخطَرِ على مصالحهم وعلى نفوذِهِم، وقد وجدُوا تهمةَ (الوهَّابيَّة) سبيلاً ممهّدةً إلى مقاصِدِهم فاستعملُوها وعملُوا على التَّخويف والتَّهديدِ بِها، فمُجرَّدُ النِّسبَة إليها إذن جريمةٌ عندَ الحكومة وعندَ العامَّة، وأقربُ مثالٍ عندنا -معاشرَ الجزائريِّين- ما حصل في عهد الحكومة الفرنسيَّة الاستعماريَّة (الصَّليبيَّة الحاقِدَة على الإسلام والمسلمين)، فقد منعُوا العلماء الأحرار وعلى رأسهم في العاصمة العلاَّمة الطّيب العقبي من التّدريس في المساجد الّتي لنَظَرِ الحكومة بتُهمة نشر الوهَّابيَّة! وصنّفَ رجلُهُم (مَاسِينْيُونْ) جمعيَّةَ ابنِ باديس في الوهَّابيَّة المُتشَدِّدَة! وتزلَّفَ أحدُ المتزلِّفين إلى تلك الحكومة بأنَّ العلماء السَّلفيِّين يَعملونَ على الرّجوع بالإسلامِ إلى أصلِهِ، وهذا خطرٌ على فرنسا!... إلخ. وقد عملَ هؤلاء الصّليبيُّون على التّفرقَةِ بين الوهَّابيِّين! وجمهور المسلمين بطرقٍ ماكرَة، ومن أقربِ ما وقفتُ عليهِ: ما بُثَّ في إحدى القنوات الإخباريَّة الغَربيَّة: مِن وصفهِمِ لطريقةِ الدَّفنِ الإسلاميَّة بلا بُنيانٍ ولا تعليَةٍ ولا تشيِيد قبب وسقف وزخارف، بِأنَّها على الطَّريقة الوهَّابيَّة! مع أنَّ عُلماء الإسلام بجميعِ مذاهبهم مُتّفقون على المَنعِ مِن البناء على القبور، وقد قال الإمام اللّيث بن سعد في القرن الثّاني: «ليسَ بُنيانُ القبور مِن عملِ المسلمين»! ما كانَ ليرُوجَ هذا على عامَّة المسلمين لولا الجهل الّذي خيَّمَ عليهِم في الأزمنة المتأخّرة الّتي تسلَّطَ عليهم فيها المتصوِّفَة والشّيعَة الرَّوافِض فحَملُوا النَّاسَ على تقديسِ المشاهِد والقبور، حتَّى جاءَ اللهُ بالدَّاعية المصلح ابن عبد الوهَّاب وأعوانه فطهَّرُوا جزيرة العرب مِن (الشِّرك وَمظاهِرِهِ) على حدِّ عُنوانِ رسالة الشّيخ مبارك الميليّ الّتي دعَّمَ بها الحركة الإصلاحيَّة السَّلفيَّة في الجزائر ونصحَ بها للأُمَّة الجزائريَّة.
وكما دبَّرَت (الحكومات الصّليبيَّة) قديمًا للقضاء على دولة ابن عبد الوهَّاب وأنصاره آل سعود الأوّلين بمعونةِ أنصار البدعة والطّرقيِّين، دبَّروا كذلكَ عندنا في الجزائر مع رؤوس الزَّوايا وشيوخ الطّرق –الّذين زالَ نُفُوذُهُم وتفرَّقَ النَّاسُ عنهم- لمنعِ العُلماء (المشاغِبين) -ابن باديس والعقبيّ وإخوانهما- واضطهادِهِم والتّضييق عليهم، فها هُو أحد الأشراف والمرابطين! يقوم في مجلسٍ رسميّ عندَ الحكومة الاستعماريّة يقترح التَّضييق أكثر على جمعيَّةِ العلماء؛ الجمعيَّة التي تنشُرُ المَذهب الوهَّابيّ وتُرِيد التّسلّط على المساجد لتوظيف أتباعها الوهَّابيِّين[ جريدة «الشَّريعة»، العدد (5)، (ص5)، و«آثار الإبراهيمي» (3/394)].
4 ـ شُرَفاءُ الجَزَائر يَشهَدُونَ بالحقِّ ويَعترفُونَ بالفضلِ لأهِلِهِ: ومِن أوائلِ هؤلاءِ الشُّرفَاء الشّيخ ابن باديس الّذي قالَ: «سَبَقَ الشّيخ بنُ عبد الوهّاب في هذا العصر الأخير غيرَهُ إلى الدَّعوةِ إلى الكتاب والسُّنَّة وهَدْيِ السَّلَفِ الصَّالح مِن الأُمّة، وإلى مُحاربة البدع والضَّلالات. فصار كُلُّ مَن دَعَا إلى هذا يُقَالُ فيهِ وَهَّابيّ..»[ مجلَّة «الشّهاب»، م10، (ص261)].
ـ ومِن هؤلاء الشُّرفاء الشّيخ الطّيب العقبيّ: قالَ لمَّا كثُرَ لغَطُ هؤلاءِ بهذهِ النِّسبَة «...ثُمّ ما هي هذه الوهّابيّة...الّتي تَصَوَّرَها المُتَخَيِّلون أو صَوَّرَها لهُم المجرمون بغير صُورتها الحقيقيّة؟...وإذا كانت الوهَّابيَّة [هي عبادةُ اللهِ وحدَهُ بما شَرَعَهُ لعباده] فإنَّها هِيَ مَذْهَبَنُا ودِينُنَا ومِلَّتُنَا السَّمْحَة الَّتِي نَدِينُ اللهَ بِهَا وعَلَيْهَا نَحْيَى وَعَلْيَها نَمُوتُ ونُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الآمِنِين...»اهـ[جريدة «السُّنَّة»، العدد(2)، (ص1-2)].
ـ ومن هؤلاء الشُّرفاء: بلَديُّكَ يا (سي عَدَّة)! لعلَّكَ تتعلَّمُ منهُ الإِنصافَ والصِّدق والتَّواضُع: الشّيخ المنوّر كلاَّل – دفين مدينة غليزان- (ت:1971م) الَّذِي عمل نَائِبًا لقنصل فرنسا في مكَّة، الّذِي قال في تصريحاتٍ له سنة (1927م) نُشرت في جريدة «النَّجاح» [العدد (531) (ص1)]:
«...سؤال: ما هي صفات الملك ابن السُّعود وأخلاقه، وما هي صفات الوهّابيِّين عمومًا وأخلاقهم؟ الجواب: لا يجوزُ لنَاقِصٍ أن يَصِف كاملاً، وإن كان ولا بُدَّ مِن ذِكْرِ شيءٍ يتعلَّق بذات الملك ابن السُّعود، فالرّجل طويل القامة قويّ البِنية صاحب حَزْمٍ وإِقدام، لا هُو بالمستبِدّ ولا هُو بالضّعيف الإرادة، يَلِينُ ويَشتدُّ حسبما تقتضيه الأحوال، وأمّا النّجديُّون الملَقَّبُون بالوهّابيِّين فلا يُمكنني أن أتكلَّم عنهم؛ لأنِّي ما اجتمعتُ بهم إلاَّ قليلاً.
سؤال: ما هي المبادئ والاِعتقادات الَّتي يُخالف الوهّابيُّون فيها غيرهم؟
الجواب: هذا السُّؤال عِلميٌّ، ولا يجوز لأمثالي العاجزين أن يَبحثوا فيه، ولكنِّي بوجه الإِخبار فقط أُفيدُكم أنَّ وصف أهل نَجْدٍ بالوهّابيّة يُعَدُّ شَتْمًا لهم؛ لأنَّهم مُسلمون بكُلِّ معنى الكلمة، يَعملون بالكتاب والسُّنَّة على حقيقتهما ويَقتدون بالسَّلَف الصّالح، وهُو عندهم الخُلفاء الرَّاشدون والأئمَّة الأربع رضي الله عنهم أجمعين، فمَن أراد الاِطّلاع على مبادِيهِم واعتقاداتهم فعليه بمُراجعة كُتب الشَّيخ ابن تيميَّة وكتب الشّيخ محمّد ابن عبد الوهّاب، ويجبُ عليَّ أن أذكر لكم هنا أنّ أهل (نَجْدٍ) لا يَعملون بالاِجتهاد، ولرُبَّما كان الخلاف القائم بينهم وبين غيرهم محصورًا كلّه في هذه المسألة...»اهـ.
ـ ومِن الشّرفاء: الشّريف ابن الشّريف: الشّيخ أبو يعلى الزَّواويّ –إمام جامع سيدي رمضان بالقصبَة نحوًا من (30) عامًا- الّذي قالَ عن كتاب «الأصول الثلاثة للشيخ ابن عبد الوهَّاب» الّذي طُبع في الجزائر سنة (1930 -1931م) في مطبعة رُودُوسي (المطبعة الثعالبيَّة): «...لا يَستطيعُ سُنِّيٌ أن يَرُدَّ فيه كلمةً ولا نصفَ كلمة، وإِنّ الوهّابيِّين بإجماعِ الأُمَّةِ مُسلمون، سُنِّيُّون، مِن أهل القِبلة»اهـ[جريدة «البصائر»، العدد (167)، (ص2)].
5 ـ لا غلُوّ في الدَّعوةِ السَّلفيَّة ولا في دَعوةِ ابن عبدِ الوهَّاب: لا زِلنا نسمع ونقرأُ -ممَّن يَدَّعِي سلوك قواعِد البحث العلميّ- إلصاق الغلُوّ بالسَّلفيِّين عُمومًا وبالوهَّابيَّة يعني دعوة الشّيخ ابن عبد الوهَّاب خصوصًا، وإليهم هذا الجواب المختصر المُوجَز الّذي يُقنِعُ –إن شاء الله- كُلَّ مُنصِفٍ: يقول الأستاذ الأديب الكبير الشيخ السّعيد الزَّاهري سنة (1929م) في ردِّهِ لاِنتقاداتٍ توجَّه بها إلى إحدى مقالاته المنشورة في مجلّة «الفتح» القاهريَّة كاتبٌ مغربيٌّ، وممّا جاء فيه قولُهُ: «...أنا لا أُوافقُهُ على أنَّ إخواننا المؤمنين السَّلفيِّين في «نَجْدٍ» والحجاز قد غَلَوْا في الإصلاح الإسلاميّ، ولا أصِفُهُم بالغُلوّ؛ لأَنَّ الغُلوّ في الشّيء هُو الخروجُ عنه أو عن حُدوده المشروعة، وإخوتُنا في نَجْدٍ والحجاز إنّما يَدعون إلى ما دعا اللهُ إليه لا يَغْلُون في ذلك ولا يخرجُون في إصلاحهم عن الحُدود المشروعة» اهـ[«الفتح»، العدد (168)، (ص6-7)].
6 ـ براءةُ السَّلفيِّين مِن التَّكفِير غير المُنضَبِط: الحُكمُ بالكُفرِ والرِّدَّة مِن أَحكامِ اللهِ وهُوَ مُسطَّرٌ في كُتُب علماء الإسلام وفقهاء المذاهب، مُقَرَّرٌ ومُحَرَّرٌ، ولا يزالُ يُدرَسُ ويُدَرَّسُ ولم يَزل قُضاةُ الشّرعِ والحُكَّامُ تقضِي وتَحكُمُ بِهِ على مَرِّ قرونٍ! أمَّا اتِّهامُ السُّنِّيِّينَ السَّلفِيِّين بأنَّهم تَكفيريُّون والتَّهويل بترديدِ (السَّلفيَّة التَّكفيريَّة)، والتَّمثيل بالشّيخ ابن عبد الوهَّاب (دونَ تردُّدٍ)، فَهُوَ مِن الظُّلمِ والحَيْفِ ومِن غِيَاب (الوازِع الأخلاقيّ) الّذي يترَدَّدُ ذِكرُهُ في الآونة الأخيرة!
ـ أمَّا رَمْيُهُم المُخالِفَ لَهُم بالكفر، فجوابُهُ عندَ الشّيخ السّعيد الزَّاهري بأخصَرِ عبارةٍ، قالَ (رحمه الله): «والوهّابيّون أو حنابلة نَجْدٍ لا يقولون بكُفر مَن يتوسّل التّوسّل الشّرعيّ، بل يقولون بكُفرِ مَن يَدعُو معَ اللهِ إلهًا آخر، ومِن معاني «التّوسّل» عند الجامدين (مِن أهل السُّنّة) أنّهم يَدعون مِن دون اللهِ ما لا ينفعهم ولا يضرّهم! ... وهذه العقيدة ليست عقيدة حنابلة نَجْدٍ وحدهم بل هي عقيدة السَّلف الصّالح وعقيدة أهل السُّنّة جميعًا (ما عدا الجامدين منهم والمتساهلين)»[جريدة «الصِّراط»، العدد (5)، (ص4-6)].
ـ أمَّا الاِقتتال الّذي كانَ في زمنِ الشّيخ ابن عبد الوهَّاب فقد كانَ من طرفِ سُلطَةٍ شرعيَّةٍ أرادت أن تبسُطَ دِينَ اللهِ في أَرضٍ يَزعُمُ أهلُها أنَّهُم مسلِمُونَ، عَرفُوا ما هُوَ الإسلام لكنَّهُم عَانَدُوهُ وأَصَرُّوا على المُشَاقَّةِ! (وعلى صاحبِ النَّهجِ العِلميِّ في البحث! أن ينظرَ في تَدَاعِيَاتِ ذاكَ القِتال وأَحوالِ المُقاتِلِين وأَحوالِ المُقَاتَلِين، ليخلُصَ إلى حُكمٍ يُوافقُ الحقَّ والحقيقَة).
نعم، تُستَعظمُ الدِّماءُ! والعُلماءُ والمُفتُون والحُكَّامُ بالشَّرعِ أشدّ تعظيمًا لهَا، وليسَ هذا ببِدْعٍ في ابن عبد الوهَّاب وفي السُّلطَة والإمارة الّتي تأتمرُ بأمرِ الشّرعِ الّذي تَقضي بِهِ العلماءُ، فهذا الشّيخ عبد الكريم المغيليّ التّلمسانيّ الجزائريّ في القرن السادس عشر ميلادي، في أجوبته على أسئلة الأَسْكِيَا من بلاد التَّكرور (مالي ونواحيها) سألهُ السُّلطَان عن أقوامٍ في بلاده ينطقون الشهادتين ونحوها من ألفاظ المسلمين ويصومون رمضان ويتصدقون عند المساجد، لكنَّهم يأتونَ أعمالَ المشركينَ ومنها عبادة الأصنام من الأشجار والأحجار ويتصدقون وينذرون لها... إلخ، فقرَّرَ المغيليّ -وهُوَ على العقيدة الأشعريَّة- أحكامَ التَّكفير، ثُمَّ قالَ: «فإن كان الأمرُ كما ذكرتُم فهو كَافِرٌ، وكذلك مَن عَمِلَ بمثلِ عملِهِ، بل يجبُ التَّكفيرُ بما هو أَقَلُّ مِن ذلك...»[«أجوبةِ المغيليّ على أسئلة الأَسْقِيا» (ص:39-40)]. وقالَ: «...وأمَّا القومُ الَّذِين وصفتَ أحوالهم، فهُم مُشرِكُون بلا شكٍّ، لأنَّ التَّكفيرَ في ظاهرِ الحُكمِ يكون بأقلّ مِن ذلك، كما بَيَّنَّاه في السُّؤال الّذي قبلَ هذا، فلا شكَّ أنَّ الجهادَ فيهِم أَوْلَى وأَفْضَل مِن الكفَّار الَّذين لا يقولون لا إله إلاّ الله محمّدٌ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، لأنَّ هؤلاء الَّذِين وصفتَ لَبسوا الحقّ بالباطل، بحيثُ يَضِلُّ بهم كثيرٌ مِن جهلةِ المسلمين حتَّى يَكْفُرَ وهُو لا يَشعر، فهُم أَوْلَى بالجهادِ مِنَ الكُفَّارِ الّذين لا يَقْتَدِي بهم مسلمٌ...»اهـ.
فهل بعدَ هذا يبقَى حَديثٌ عن استحلال الوهَّابيَّة لدِمَاء المسلمين؟
أم أنَّهُ سلطانُ الشَّرع المُقَرَّر في كُتُب جميعِ الفُقهاء.
ـ وأمَّا الأعمال الإرهابيَّة والتَّكفير للمُجتمعات والتّفجير والتَّدمير والتّقتيل للأبرياء، فهو وَلِيدُ الأحزاب والجماعات السِّياسيَّة، المتصارِعَة مع الأنظمة والحُكَّام! لمن كان بتاريخ الجماعات والحركات خبيرًا، والدَّعوةُ السَّلفيَّة التي تتبرَّأُ مِن التّحَزُّبَات والتّنظيمات والجماعات، ومنها الدَّعوة السَّلَفيَّة النَّجديَّة على الخصوص والّتي تُنْبَزُ بالوهَّابيَّة وقعت (ضحيَّةً) لهذا الفِكر الوافِد، فأُلْبِسَهُ فئامٌ مِن أبنائها، وتسرَّب إليهم على حينِ غَفلةٍ أو تسامُحٍ! فمَن كان مُنصِفًا فليُشِر إلى الجَانِي لا المجنيّ عليه، على أنّ مواقف أكابر العلماء السَّلفيِّين –في هذا العصر- مِن هذه الأفكار المنحرفة معلُومَةٌ. انظر كتاب : «فتاوى العُلماء الأكابر فيما أُهْدِرَ مِنْ دِمَاءٍ في الجزائر» وكتاب: «تَخلِيصُ العِبَاد مِن وَحْشِيَّة أبي القَتَاد الدَّاعِي إلى قَتلِ النِّسوان وفلْذَاتِ الأَكبَاد»، ففيهِما حقائقُ مُهِمَّةٌ.
مع حذف يسير
المصدر
(http://www.echoroukonline.com/ara/articles/196391.html)
ابو اكرام فتحون
2014-09-20, 08:28
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف علماء الجزائر
من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية
الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله -( ت 1359 هـ - 1940 م )
الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -( ت 1364 هـ - 1945 م )
الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -( ت 1371 هـ - 1952 م )
الأستاذ الأديب محمد السعيد الزاهري - رحمه الله -( ت 1375 هـ - 1956 م )
الشيخ العلامة الطيب العقبي - رحمه الله -( ت 1379 هـ - 1960 م )
الشيخ العلامة الأديب محمد البشير طالب الإبراهيمي - رحمه الله -( ت 1385 - 1965 م )
الشيخ الفقيه أحمد حماني - رحمه الله -( ت 1419 هـ - 1998م )
الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
( راجعه وصححه فضيلة الشيخ البحاثة سليمان بن صالح الخراشي - حفظه الله - )
توطئة
هذه كلمات جليلة ، وعبارات نبيلة لعلماء أجلاء من القطر الجزائري ، موضوعها الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، ومقصودها الذب عن دعوته الإصلاحية السلفية ، نفضتُ عنها غبار النسيان والإهمال ، حتى تكون شهباً وصواعق على أهل الشرك والضلال .
والسبب الذي دفعني وحفزني إلى ذلك هو إبراز موقف علماء الجزائر - ممن لهم مكانة عند القاصي والداني - من دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب الإصلاحية النجدية ، وفي هذا رد على من طعن ويطعن في الدعوة السلفية بالجزائر وينبزها بـ " الوهابية " ، و" الوهابية " بزعمهم ضلال مبين ، ومروق عن الدين ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
بل وصل الحال بأحدهم أن سطر في إحدى الصحف بالبنط العريض ، قوله البغيض : ( الوهابية أخطر من الشيعة ) ؛ ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .
وقبل الشروع في المقصود ألفت نظرك - أيها القاريء الكريم - إلى أمرين مهمين :
الأول : حرص علماء أهل السنة - وإن نأت بهم الديار - على معرفة حقيقة " الدعوة الوهابية " من خلال كتب علمائها ، أو من خلال ما كتب عنها من الثقات - على قلة ما وصلهم منها - ، مع تجنب الاعتماد على كتب خصومها عنها - على كثرتها - ، وقد وفِّقوا في هذا الأمر إلى حد بعيد ، ولله الحمد .
وقارن بين تحري هؤلاء العلماء للحق - في زمن قلَّت فيه وسائل البحث والتحقيق - ، وبين صنيع عدد من الدكاترة والباحثين - الجزائريين - ممن كتبوا عن الشيخ ابن عبد الوهاب ودعوته الإصلاحية ، وجل اعتمادهم - إن لم يكن كله - على ما كتبه الخصوم عنهم ، ( وأنى تعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف يؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ؟ ) كما قال ابن باديس - رحمه الله - .
الثاني : تضمن الكلمات والعبارات التي ستقر بها عينك - بعد قليل - على رد ونقض أغلب الشبه والتهم المثارة على الدعوة الوهابية ، وفيها - أيضا - رد ونقض للافتراءات التي رميت بها جمعية العلماء لمَّا قامت بدعوة المسلمين في الجزائر إلى التوحيد والاتباع ، ونبذ الشرك والابتداع .
فتهمة الوهابية هي التهمة الجاهزة التي يرمي بها دعاةُ الشرك والضلالة دعاةَ التوحيد والرسالة في كل زمان ومكان ، فما دام المصلحون ينكرون الشرك والبدع فهم وهابيون شاءوا أم أبوا ، وهذه التهمة - بزعمهم - هي الجرح الذي لا برأ منه ، والله المستعان .
بل وصل الأمر بعلماء السوء إلى تحريض إدارة الاحتلال الفرنسي على علماء الدعوة السلفية ، فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة " ميشال " قراره المشهور بتاريخ ( 16 فبراير 1933 م ) ، جاء فيه ما نصه :
( أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة ، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي ... وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية ...
إن المقصد العام من هذه الدعاية هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم ، ولكن لا يبعد أن يكون في نفس الأمر وراء هذه الدعاية مقصد سياسي يرمي إلى المس بالنفوذ الفرنسوي .
لا يخفى أن أكثر رؤساء الزوايا وكثيرا من المرابطين المعظَّمين في نفوس الأهالي اطمأنت قلوبهم للسيادة الفرنسوية ، وبمقتضاه صاروا يطلبون الاعتماد على حكومتنا لمقاومة الأخطار التي أمست تهددهم من جراء تلك الجمعية التي لا يزال أنصارها يتكاثرون يوما فيوما بفضل دعاية متواصلة الجهود ، ماهرة الأساليب ، وعلى الأخص فيما بين الناشئة المتعلمة بالمدارس القرآنية ) .
إلى أن قال : ( وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس ، ولسانها الرسمي في الجزائر [ العاصمة ] الشيخ الطيب العقبي ، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية ) (1) .
والحقيقة التي يتعامى عنها المبتدعون أن ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية - وهي الرجوع إليهما - واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ) كما قال ابن باديس - رحمه الله - .
وبعد ، فقد غصتُ بطون الكتب والمجلات والجرائد ، وجمعتُ كل ما وقفتُ عليه ونسقته في صعيد واحد ، مع اقتصاري - في الغالب - على محل الشاهد ، ورتبت الأقوال على حسب وفيات أصحابها - لا على حسب العلم والشهرة - ، وآثرت عدم التعليق عليها - إلا في القليل الذي لا بد منه - حتى لا يمتد بي الحبل ويتسع المجال ، فليس المقصود - هنا - دراسة مدى تأثر الدعوة السلفية الإصلاحية في الجزائر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، وأكتفي الآن بالإحالة إلى البحوث والدراسات التي سبقت في هذا الصدد ؛ منها رسالة الدكتور عبد الحليم عويس : " أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر " (1) ، وكتاب الدكتور تركي رابح : " الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد بن عبد الوهاب في طريق الإصلاح والسلفية - دراسة مقارنة - " (2) ، ورسالة الشيخ الباحث محمد حاج عيسى الجزائري : " أصول الدعوة السلفية من كلام ابن عبد الوهاب وابن باديس " (3) .
====
(1) وهي مطبوعة متداولة .
(2) عده ضمن ما طُبع له في كتابه " الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر " ( ص 542 ط الخامسة ) ، ولم أقف عليه .
(3) أشار إليها في رسالته " عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية " ( ص 27 ) ، ولم أقف عليها أيضا .
لمتابعة باقي الموضوع من هنا بإذن الله
موقف علماء الجزائر (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1551666&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%C7%E1%CC%D2%C7%C6%D1+%C 7%E1%E6%E5%C7%C8%ED%C9)
من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1551666&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%C7%E1%CC%D2%C7%C6%D1+%C 7%E1%E6%E5%C7%C8%ED%C9)
houssem zizou
2014-09-20, 14:14
بارك الله فيك أخي..
جزاك الله خيرا على بيان الحق..
عبد القادر الطالب
2014-09-21, 14:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك وأعانك الله على بيان الحق
أخي فتحون ليت قلمك تناول من كان السبب في تشويه
العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية
عبد القادر الطالب
2014-09-21, 15:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك وأعانك الله على بيان الحق وإنزال الناس منازلهم وإعطاء كل ذي حق حقه إذ عقيدتنا تقول للذي أحسن أحسنت وللذي أساء أسأت وهذه هي دعوة الإسلام وعقيدة أتباعه والذي ندعوا الله العلي القدير أن نكون منهم إن شاء الله
أخي فتحون ليت قلمك تناول من كان السبب الرئيسي في تشويه
العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية
وخصوصا أولائك القطبيين التكفيريون الحزبيون الذين كنا منخدعين فيهم طوال كل هذه السنين هداهم الله
الذين كانوا على مدار السنين التي خلت يشوهون ويبشعون وينفرون الناس
من هذه الدعوة المحمدية الصافية النقية السلفية محاولين بكل ما عندهم من خبث طمسها وتشويهها لعامة الناس
وتحسين صورة حسن البنى ووصاياه التكفيرية الهدامة وإظهار صورة سيد قطب وجعلهم هم المنقذين للناس وللإسلام
بل وللعالم أجمع وإلى الله المشتكي
وأخيرا بارك الله لك وزادك الله علما على علم وفهم على فهم وأحسنت أحسن الله إليك وشكرا
mbi-ilyes
2014-09-21, 17:01
بارك الله فيك أخي..
ابو اكرام فتحون
2014-09-21, 18:01
* * * لماذا يهاجمون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ * * *
واجهت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – منذ بداية ظهورها حملةً ضارية وعداءً سافراً، سواءً من قبل أمراء وحكام، أو من قبل بعض المنتسبين إلى العلم، وقد تنوعّت أساليب هذه المعارضة وتعددت جوانبها من تأليف وترويج الكتب ضد هذه الدعوة السلفية التجديدية، وتحريض الحكام عليها، ورميها بالتشدد والتكفير وإراقة الدماء.
وقد تحدّث الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عن هذه الهجمة قائلاً: "فلما أظهرت تصديق الرسول فيم جاء به سبّوني غاية المسبة، وزعموا أنّي أكفر أهل الإسلام وأستحل أموالهم" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/26).
ويصف الشيخ عداوة الخصوم وفتنتهم في رسالته للسويدي – أحد علماء العراق – فيقول _رحمه الله_: "ولبّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/36).
ولاحظت من خلال استقراء كتب خصوم هذه الدعوة(1) أن غالبهم إما من الروافض أو غلاة الصوفية، فالروافض ينافحون عن وثنيتهم وعبادتهم للأئمة، وكذلك الصوفية يفعلون.
وعمد العلمانيون في هذه البلاد – ومن تأثّر بهم من التنويريين والإصلاحيين – إلى الطعن في هذه الدعوة من أجل التوثّب على قواعد الشريعة والتفلّت منها، ومنهم من شغب على هذه الدعوة؛ لأن ثوابت هذه الدعوة كالجهاد في سبيل الله _تعالى_، وبُغْض الكافرين والبراءة منهم تعكِّر ما يصبوا إليه من ركون إلى الدنيا وإيثار للسلامة والسلام مع الكفار، فهدف أرباب العقول المعيشية أن يأكلوا ويقتاتوا بسلام ولو على حساب وأد الثوابت العقدية والقواطع الشرعية.
وأما عداوة الغرب لهذه الدعوة فقديمة قدم هذه الدعوة المباركة، فما إن سقطت الدرعية سنة 1234هـ على يد إبراهيم باشا حتى أرسلت الحكومة البريطانية مندوبَها مهنئاً على هذا النجاح، ومبدياً رغبة الإنجليز في سحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل(2)! لا سيما وأن الإنجليز – وفي ذروة غطرستهم وهيمنتهم – قد كابدوا أنواعاً من الهجمات الموجعة من قبل "القواسم" أتباع الدعوة، وذلك في بحر الخليج العربي.
ولا عجب أن يناهض الغرب هذه الدعوة الأصيلة، فالغرب يدين بالتثليث والشرك بالله _تعالى_، وهذه الدعوة قائمة على تحقيق التوحيد لله _تعالى_، وأُشرب الغرب حبّ الشهوات المحرمة وعبودية النساء والمال، وهذه الدعوة على الملة الحنيفية تدعو إلى التعلّق بالله _تعالى_، والإقبال على عبادته والإنابة إليه، والإعراض والميل عما سوى الله _تعالى_.
وأما عن أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية
فيمكن أن نجمل ذلك في الأسباب الآتية:
1- غلبة الجهل بدين الله _تعالى_، وظهور الانحراف العقدي على كثير من أهل الإسلام، فالتعصب لآراء الرجال والتقليد الأعمى، وعبادة القبور، والتحاكم إلى الطاغوت، والركون إلى الكفار والارتماء في أحضانهم.. كل ذلك مظاهر جلية في واقع المسلمين الآن، وهذه الدعوة تأمر باتباع نصوص الوحيين، وتدعو إلى عبادة الله _تعالى_ وحده، وتقرر أن من أطاع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله _تعالى_، وتنهى عن موالاة الكفار، وتقرر أن مظاهرة الكفار ضد المسلمين من نواقض الإسلام، فلما أظهر الله _تعالى_ هذه الدعوة السلفية استنكرها الرعاع وأدعياء العلم والعوام؛ لأنها خالفت عوائدهم الشركية ومألوفاتهم البدعية.
2- ومن أسباب هذه الحملة الجائرة: ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها من التهم الباطلة والشبهات الملبسة، فقد كُذب على الشيخ محمد بن عبدالوهاب كما "كُذب على جعفر الصادق"، ومثال ذلك رسالة ابن سحيم – أحد الخصوم المعاصرين للشيخ – حيث بعث برسالة إلى علماء الأمصار، يحرّضهم ضد الشيخ، وقد حشد في تلك الرسالة الكثير من الأكاذيب والمفتريات، ثم جاءت مؤلفات أحمد دحلان ضد الدعوة فانتشرت في الآفاق والبلاد.
3- النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين الأتراك من جهة، وبين أتباع هذه الدعوة والأشراف من جهة أخرى، فلا تزال آثار تلك النزاعات باقية إلى الآن، يقول محب الدين الخطيب – رحمه الله – في هذا الشأن: "كان الأستاذ محمد عبده – رحمه الله – يستعيذ بالله من السياسة ومن كل ما يتصرف منها؛ لأنها إذا احتاجت إلى قلب الحقائق، وإظهار الشيء بخلاف ما هو عليه اتخذت لذلك جميع الأسباب، واستعانت على ذلك بمن لهم منافع شخصية من وراء إعانتها، فتنجح إلى حين في تعمية الحق على كثير من الخلق، ومن هذا القبيل ما كان يطرق آذان الناس في مصر والشام والعراق وسائر الشرق الأدنى في المائة السنة الماضية من تسمية الدعوة التي دعا بها الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب _رحمه الله_ باسم "الوهابية" اتهاماً بأنه مذهب جديد.. (مجلة الزهراء، 1354هـ، ص84).
ويقول الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله-: "إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي محض، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعاً لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة" (مجلة المنار، م24، ص584).
4- ومن أسباب هذه المناهضة: الجهل بحقيقة هذه الدعوة، وعدم الاطلاع على مؤلفات ورسائل علماء الدعوة، فجملة من المثقفين يتعرّفون على هذه الدعوة من كتب خصومها، أو من خلال كتب غير موثّقة ولا محرّرة.
إن المنصف لهذه الدعوة ليدرك ما تتميز به هذه الدعوة من سلامة مصادر تلقيها، وصفاء عقيدتها، وصحة منهجها، وما قد يقع من زلات أو تجاوزات فهذا يتعلّق بجوانب تطبيقية وممارسات عملية لا ينفك عنها عامة البشر، وعلماء الدعوة لا يدّعون لأنفسهم ولا لغيرهم العصمة، فكل يؤخذ منه ويردّ إلا المصطفى _صلى الله عليه وسلم_.
كما أن الدفاع عن هذه الدعوة ليس مجرد دفاع عن أئمة وأعلام فحسب، بل هو ذبّ عن دين الله _تعالى_، وذودٌ عن منهج السلف الصالح.
وفي الختام ندعو أهل الإسلام عموماً للانتفاع بالجهود العلمية والتراث النفيس الذي سطّره علماء الدعوة، والانتفاع بمواقفهم العملية وتجاربهم الاحتسابية والإصلاحية، والله أعلم.
_____________
(1) ينظر إلى كتاب دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عرض ونقض للكاتب.
(2) انظر كتاب الكابتن سادلير رحلة عبر الجزيرة العربية، ترجمة أنس الرفاعي.
- منقول -
ابو اكرام فتحون
2014-09-22, 18:21
سئل الإمام إبن باديس رحمه الله :
من هم الوهابيون ؟
فأجاب بقوله : " قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بالوهابيين ، لم يدع إلى مذهب
مستقل في الفقه ، فإن أتباع النجديين كانوا قبله و لا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ، يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع
إلى مذهب مستقل في العقائد ، فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ، أهل إثبات و تنزيه ، يؤمنون بالقدر
و يثبتون الكسب و الاختيار ، و يصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، و يترضون عن جميع السلف ، و لا يكفرون
بالكبيرة ، و يثبتون الكرامة .
إنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال و الأعمال و العقائد
و الرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير و زيغهم المبين"
الآثار 5 / 32-34 .
و قال رحمه الله :
(يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عنالدعايات الكاذبة التي
يبثها أهل الأغراض .نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي
عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح .
ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله
- عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا
مما نحن فيه من محن وأوصاب "
الشهاب " ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 - 42 ) ,
و رحم الله الشيخ الإبراهيمي
إذ يقول: «إلاَّ أنهم يقولون عنَّا بغير فهم: إنهم وهابيُّون وكذا وكذا، ولسنا نستغرب صدور ذلك عنهم
فإنَّ من لا يستحيي أن يقول على الله بغير علم لا يَعزُّ عليه أن يقول على المخلوق بغير فهم».
[آثار البشير الإبراهيمي (1/121)].
وقال أيضاً: «ويقولون عنَّا إنَّنا وهابيون، كلمةٌ كثُر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أنست ما قبلها من كلمات:
عبداويين وإباضيين وخوارج، فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحق، ولكن القوم يصبَغوننا في كلِّ
يوم بصبغة ويَسِموننا في كلِّ لحظة بِسِمَة، وهم يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منَّا وإبعادها عنا
وأسلحة يُقاتلوننا بها، وكلَّما كلَّت أداة جاؤوا بأداة، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من
هذه الأسلحة المفلولة التي عرَضوها في هذه الأيام كلمة (وهابي) ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها، وحفلوا بها ما
لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعَها بلقب (مبدع كبير).
إنَّ العامة لا تعرف من مدلول كلمة (وهابي) إلاَّ ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرف منها هؤلاء إلاَّ الاسم، وأشهر
خاصَّةٍ لهذا الاسم وهي أنَّه يذيبُ البدع كما تذيب النارُ الحديدَ، وإنَّ العاقلَ لا يدري مما يعجب: أمِن تنفيرهم باسم لا يعرف
حقيقتَه المخاطِبُ منهم ولا المخاطَب، أم من تعمُّدهم تكفيرَ المسلم الذي لا يعرفونه نكاية في المسلم الذي يعرفونه، فقد وُجِّهت
أسئلةٌ من العامة إلى هؤلاء المفترين من علماء (السنة) عن معنى الوهابي، فقالوا: هو الكافر بالله وبرسوله، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ
مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾.
أمَّا نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العُقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عُقَدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم
بالأشياء، فإنَّنا لا نردُّ ما يصدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكننا نردُّه إلى ما يقصدون به وما يقصدون بهذه الكلمات إلاَّ تنفير
الناس من دعاة الحقِّ، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلاَّ أنَّهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت
بدَعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعةُ الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم، والبدعة رحمٌ ماسَّة
فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة وهابي تقذف في وجه كلِّ داع إلى الحقِّ إلاَّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صَرعى
هذه الوهابية، وتحرُّقاً على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا، وما أثقل هذا الاسم
على أسماعهم، ولكن ما أخفَّه على ألسنتهم حين يتوسَّلون به إلى التنفير من المصلحين، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت
المبتدعة في بدعهم وهي أعزُّ عزيز لديهم، ولم ترحم النفوس الولهانة بحبِّها ولم تَرْثَ للعبرات المراقة من أجلها.
وإذا لم يفهم أصحابنا من معنى الوهابية إلاَّ أنَّه محو البدع، فقد استقام لهم هذا المنطق الغريب على هذا النحو الغريب
وهو أنَّه ما دامت الوهابية هي محو البدع، وما دامت وصفاً لا رجلاً، وما دام كلُّ وصف ككل كسوة عسكرية كلُّ مَن يلبسها
فهو عسكري يُعرف بها ولا تُعرف به، وما دام المصلحون يُنكرون البدع فهم وهابيون، وإن لم يُؤمِّنوا للحُجَّاج سبيلاً، ولم يأتوا
بابن سعود وقومه قبيلاً اهـ من كتاب ابن قشوط. ........
إلى أن قال: يا قوم! إنَّ الحقَّ فوق الأشخاص، وإنَّ السنَّة لا تُسمى باسم من أحياها، وإنَّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم
في الانتساب إلى الإسلام، ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة، وهي
أنَّهم لا يُقرُّون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنَّة رسوله، وتيسَّر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على
تغيير المنكر؟
أإذا وافقنا طائفةً من المسلمين في شيء معلوم من الدِّين بالضرورة وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندهم ـ والمنكر لا
يختلف حكمه بحكم الأوطان ـ تنسبوننا إليهم تحقيراً لنا ولهم، وازدراءً بنا وبهم، وإن فرَّقت بيننا وبينهم الاعتبارات
فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِلُ في طريق الإصلاح
الأقلامَ وهم يُعملون فيها الأقدامَ، وهم يُعملون في الأضرحة المعاول، ونحن نُعمل في بانيها المَقاوِل.
وما رأيكم في أوروباوي لم يُفارق أورباه إلاَّ مرة واحدة طار فيها بطيارة فوقعت به في الهند، فرأى هنديًّا يُصلي، ثم طار
بها أو طارت به فوقعتْ به في مراكش فرأى مراكشيًّا يُصلِّي، فقال له: أنت هندي لأنَّك تصلي، ألا تعدُّون هذا القياس منه سخيفاً؟
إلاَّ لا تعدُّوه كذلك فقد جئتم بأسخف منه في نسبتنا إلى الوهابية.
إنَّنا نجتمع مع الوهابيين في الطريق الجامعة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونُنكر عليهم غلوَّهم في الحقِّ(1)
كما أنكرنا عليكم غلوَّكم في الباطل، فقعوا أو طيروا، فما ذلك بضائرنا، وما هو بنافعكم »
اهـ [آثار البشير (1/123 ـ 125)].
houssem zizou
2014-09-22, 21:55
السلام عليكم
بارك الله فيك على بيان الوهابية بأقلام علماءنا رحمهم الله
ابو اكرام فتحون
2014-09-26, 17:10
السلام عليكم
بارك الله فيك على بيان الوهابية بأقلام علماءنا رحمهم الله
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيك بارك الله و جزاك خيرا
ورحم الله علماءنا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir