المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِذَاعَلِمتَ هذَا أيُّهَا المسلِمْ فلَا حاجَة لكَ بِالعلمِ الكَثيرِ!!


hiba09
2014-09-19, 13:40
أيُّهاَ الولد..!!

إذا علمت هذا الحديث لا حاجة إلى العلم الكثير و تأمل في حكاية أخرى و ذلك أن حاتم الأصم كان من أصحاب الشقيق البلخي رحمة الله تعالى عليهما ، فسأله يوما قال : صاحبتني ثلاثين سنة ما حصّلتَ فيها ؟ قال : حصّلتُ ثماني فوائد من العِلمِ ، و هي تكفيني منه لأنّي أرجو خلاصي و نجاتي فيها ، فقال شقيق : ما هي ؟
ــ قال حاتم الأصمّ ُ :

الفائدة الأولــــى :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبا و معشوقا يحبُّه و يعشقُه و بعضُ ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت و بعضه إلى شفير القبر ، ثم يرجع كله ، و يتركه فريدا وحيدا ، و لا يدخل معه في قبره منهم أحد ، فتفكرتُ و قلت: أفضل محبوب للمرء ما يدخل في قبره ، و يؤانسه فيه ، فما وجدته غير الأعمال الصالحة ، فأخذتها محبوبا لي ، لتكون سراجا لي في قبري ، و تؤانسنِي فيهْ ، و لا تترُكَني فريداً .

الفائدة الثـــــانية :
أني رأيتُ الخلق يقتدون أهواءهم ، و يبادرون إلى مرادات أنفسهم فتأملت قوله تعالى : "و أَمّاَ مَنْ خاَفَ مَقاَمَ رَبِّهِ وَ نَهىَ النَّفسَ عَنِ الهَوىَ فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوىَ "40-41 النازعات ،و تيقَّنتُ أن القرآن حقٌّ صادِق ُُ، فبادرتُ إلى خلاف نفسي و شمّرتُ بمُجاهدتِهاَ ، و ما متَّعتُهاَ بهواها ، حتىَّ رَضيتْ بطاعة ِ الله سبحانه و تعالى و انقادت .

الفائدة الثــــالثة :
أني رأيتُ كُلَّ واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا ، ثم يمسكها قابضا يده عليه ، فتأمَّلتُ في قوله تعالى :"ما عندكم ينفد ُ و ما عندَ الله باق " 97 النحل ، فبذلتُ محصولي من الدنيا لوجه الله تعالى ففرقته بين المساكين ليكون ذخرا لي عند الله تعالى .

الفائدة الرابــعة :
أنِّيِ رأيتُ بعض الخلق ظنَّ شرفه و عزَّهُ في كثرة الأقوام ، و العشائر ، فاعتزّ بهم ، و زعم آخرون أن الثروة في الأموال و كثرة الأولاد ، فافتخروا بها ، و حسب بعضهم الشَّرفَ و العزَّ في غصب أموال الناس و ظلمهم و سفك دمائهم ، و اعتقدت طائفة أنه في ائتلاف المال ، و اسرافِه و تبذيرِه ، و تأَّمّلتُ في قوله تعالى :"إنَّ أَكرَمَكُم عندَ اللهِ أَتقاكُم ُ " فاخترتُ التقوى ، و اعتقدتُ أن القرآن حقٌّ صادِقٌ ، و ظنُّهم و حسبانهُم كلُّهاَ باطلُ زائِل .

الفائدة الخامسة :
أنِّي رأيتُ الناس يذمُّ بعضهُم بعضاَ ، و يغتابُ بعضهم بعضاَ ، فوجدتُ ذلك من الحسد في المال و الجاه و العلم ، فتأملتُ في قوله تعالى :"نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " ، فعلمتُ أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل ، فما حسدتُ أحداً ، و رضيتُ بقسمة اللهِ تعالى .

الفائدة السادسة :
أنِّي رايتُ الناس يعاديِ بَعضهم بعضاً لغرضٍ و سبَب ، فتأمَّلتُ قوله تعالى :" إن الشيطان لكم عدوُّ فاتَّخِذوه عدوّاَ " ،علمتُ أنَّه لا يجوز عداوةُ أحدٍ غيرَ الشيطان .

الفائدة السابعة :
أنِّي رأيتُ كلَّ أحدٍ يسعى بجِدّ ، و يجتهد بمبالغة لطلبِ القوت و المعاش بحيثُ يقع ُبهِ في شبهةٍ و حراَم ، و يُذلُّ نَفسهُ و يَنقُصُ قدرُه فتأملتُ في قوله تعالى :"و ما من دابة في الأرضِ إلاَّ على الله رزقها " فعلِمتُ أن رزقي على الله تعالى و قد ضَمِنَهُ ، فاشتغلتُ بعبادتِه ، و قطَعتُ طمعيِ عمَّن سِواَه .

الفائدة الثامنة :
أَنّيِِ رأيتُ كلَّ واحدٍ معتمداً إلى شيء مخلوق ، بعضُهمُ إلى الدينارِ و الدرهم ، و بعضُهُم إلى المال ، و الملك ، و بعضهمْ إلى الحرفة و الصناعة ، و بعضهُم إلى مخلوق ٍ مثله ، فتأمّلتُ في قوله تعالى :"و من يتوكل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلِّ شيء قدراً " ، فتوكلتُ على الله تعالى فهو حسبي و نِعمَ الوكيل .


فقال شقيق
وفقك الله تعالى إنِّي قد نظرتُ التوراة و الانجيل و الزبور، و الفرقان ، فوجدتُ الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني ، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة .



عِشْ ما شئت فإنَّكَ ميِّتُ ، و أحبِبْ من شئتَ فإنَّكَ مفارقُه ، و اعملْ ما شئتَ فإنَّكَ مجزيٌّ بِه .


http://media-cache-ec0.pinimg.com/736x/7e/f2/50/7ef2509e12b13e62b78368706850c947.jpghttp://media-cache-ec0.pinimg.com/736x/d7/a7/b5/d7a7b525759a28eafb292083c6cc7a34.jpg

hloukaman
2014-09-19, 16:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك فيك الرحمن وجعله في ميزان حسناتك