نهى اسطاوالي
2014-09-16, 19:38
عباد الله، لا تغرنَّكم الحياة الدنيا ولا يغرنَّكم بالله الغرور، لا تغرنَّكم الأموال لكثرتها ولا يغرنَّكم رغد العيش ونضارة الدنيا وزهرتها، ولا يغرنَّكم ما أنعمَ الله به عليكم من العافية والأمان، ولا يغرنَّكم إمهاله لكم مع تقصيركم في الواجب وارتكابكم العصيان .
إن اغتراركم بهذا من الأماني الباطلة والآمال الكاذبة؛ إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
عباد الله، لقد انتشرت في الأمة الإسلامية كثيرٌ من المعاصي حتى أصبح ما كان منكرًا بالأمس معروفًا اليوم؛ إن بعض الناس أضاعوا الصلاة واتَّبعوا الشهوات؛ إن بعض الناس تعاملوا بالربا ومنعوا الزكاة؛ إن بعض الناس ابتعدوا عن الحياء وانتهكوا الحرمات، إنهم صاروا كالبهائم يطلبون مُتع الدنيا وإن أضاعوا الدين، صدُّوا عن سبيل الله واتّبعوا سبل الكافرين، زُيّن لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحرُّرًا وتقدّمًا وتطورًا وما علموا أن ذلك تحرر من رقِّ العبادة ولكنه رقٌّ في قيد الشيطان؛ لأن الرقَّ تحت قيود الهوى هو التأخر، فاتَّقوا الله أيها المسلمون.وإني أقول:أسباب هذا التهور في كثير من الأمة الإسلامية ترجع إلى أمرين:
أحدهما: ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل .
والثاني: ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله، وإن حماية الدين لا تكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الأمر بما أمر الله به ورسوله والنهي عمَّا نهى الله عنه ورسوله بقصدِ النصيحة لله ولعباد الله .
أيها المسلمون، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة التي هي أفضل الأمم وأكرمها على الله إن استقامت على دين الله فإن لم تستقم على دين الله فهي من أرذلِ عباد الله؛ لأنها كفرت نعمةً هي أفضل النعم التي أنعم الله بها على عباده، لقد قال الله تعالى:﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 104-105] .
فإنْ نحن قمنا بما أمرنا الله به بهذه الآية وبغيرها من الآيات الكريمة وبالسنَّة النبويَّة، إن قمنا بهذا فإننا نحن خير الأمم وأكرمها على الله عزَّ وجل .
وإنه لَيُمكن التساؤل: ما هو المعروف الذي نأمر به وما هو المنكر الذي ننهى عنه ؟
والجواب على ذلك أن المعروف: كلّ ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي القاعدة في بيان المعروف وبيان المنكر، فما أمرَ الله به ورسوله فهو معروف وما نهى الله عنه ورسوله فهو منكر .
إذنْ: لا بدَّ للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من أن يعلم أن هذا معروف يؤمر به وأن هذا منكر يؤمر به، ولا يُعرف المعروف بما اشتهر عند العامة؛ فإن العامة قد يشتهر عندهم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا ولكنّ المرجع في معرفة ذلك إلى كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
[مقتطف من خطبة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" للشيخ العثيمين -رحمه الله- ]
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_83.shtml
إن اغتراركم بهذا من الأماني الباطلة والآمال الكاذبة؛ إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
عباد الله، لقد انتشرت في الأمة الإسلامية كثيرٌ من المعاصي حتى أصبح ما كان منكرًا بالأمس معروفًا اليوم؛ إن بعض الناس أضاعوا الصلاة واتَّبعوا الشهوات؛ إن بعض الناس تعاملوا بالربا ومنعوا الزكاة؛ إن بعض الناس ابتعدوا عن الحياء وانتهكوا الحرمات، إنهم صاروا كالبهائم يطلبون مُتع الدنيا وإن أضاعوا الدين، صدُّوا عن سبيل الله واتّبعوا سبل الكافرين، زُيّن لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحرُّرًا وتقدّمًا وتطورًا وما علموا أن ذلك تحرر من رقِّ العبادة ولكنه رقٌّ في قيد الشيطان؛ لأن الرقَّ تحت قيود الهوى هو التأخر، فاتَّقوا الله أيها المسلمون.وإني أقول:أسباب هذا التهور في كثير من الأمة الإسلامية ترجع إلى أمرين:
أحدهما: ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل .
والثاني: ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله، وإن حماية الدين لا تكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الأمر بما أمر الله به ورسوله والنهي عمَّا نهى الله عنه ورسوله بقصدِ النصيحة لله ولعباد الله .
أيها المسلمون، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة التي هي أفضل الأمم وأكرمها على الله إن استقامت على دين الله فإن لم تستقم على دين الله فهي من أرذلِ عباد الله؛ لأنها كفرت نعمةً هي أفضل النعم التي أنعم الله بها على عباده، لقد قال الله تعالى:﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 104-105] .
فإنْ نحن قمنا بما أمرنا الله به بهذه الآية وبغيرها من الآيات الكريمة وبالسنَّة النبويَّة، إن قمنا بهذا فإننا نحن خير الأمم وأكرمها على الله عزَّ وجل .
وإنه لَيُمكن التساؤل: ما هو المعروف الذي نأمر به وما هو المنكر الذي ننهى عنه ؟
والجواب على ذلك أن المعروف: كلّ ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي القاعدة في بيان المعروف وبيان المنكر، فما أمرَ الله به ورسوله فهو معروف وما نهى الله عنه ورسوله فهو منكر .
إذنْ: لا بدَّ للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من أن يعلم أن هذا معروف يؤمر به وأن هذا منكر يؤمر به، ولا يُعرف المعروف بما اشتهر عند العامة؛ فإن العامة قد يشتهر عندهم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا ولكنّ المرجع في معرفة ذلك إلى كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
[مقتطف من خطبة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" للشيخ العثيمين -رحمه الله- ]
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_83.shtml