المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاوية ،حياتهم الحضرية ،و البدوية في العصر الوسيط ‏


**عابر سبيل **
2014-09-15, 18:38
السلام1



من المعلوم أن سكان الأوراس في العصر الوسيط كانت معاشاتهم تختلف باختلاف أحوالهم ومكان سكناهم بين المدن و الأرياف و البوادي و مما لا شك فيه أن سكانه عرفو التحضر كا غيرهم من سكان المناطق الاخرى

كيف لا يكون دالك و المؤرخون يدكرون رغم كبر مساحته بان فيه العمارة الدائمة والمتصلة وفيه المياه الكثيرة والمراعي الكبيرة وهي امور تظهر ان الكثير من سكانه كانو مستقرين لوجودمظاهر الاستقرار فيه وهدا ما ستبينه الطرق التي اعتمد عليها سكانه في تحصيل معاشهم ،ولما كان الأوراس أرض زرع وضرع فإن اللحوم والألبان، كانت من الأغذية الوفيرة، فقد
( كانت تباع في الأسواق وبأسعار مغرية كما يقول البكري عن أسواق مدينة باغاية.
كما لاحظ ابن حوقل وفرة السمك في سوق مسكيانة والذي يباع بأسعار رخيصة. كما
( يستهلك سكان الأوراس مختلف الفواكه من جوز ولوز وعنب والتمر.)
وكثيرا من النصوص جاءت لتحاكي هده الحقيقة

الأوضاع المعيشية لسكان الأوراس:
تبين النصوص العديدة التي أوردتها كتب الجغرافية الثراء الذي كان عليه جبل أوراس
حواضره وبواديه، فهو جبل خصيب كثير المياه وافر الزروع، متنوع الإنتاج مما أدي إلى ازدهار
الكثير من الأنشطة الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة وحرف. أدى إلى تحسن الأحوال
المعيشية للسكان والتي تتضح من خلال.

الطعام:
يمتاز بالوفرة والتنوع، يتمثل في خبز الحنطة والشعير، وهذا الأخير يعد من الأطباق الرئسية
التي يتناولها إنسان الأوراس، ينتج بكميات كبير في طبنة وباغاية وقد رأينا الكاهنة تصنع
نوعا من الطعام من دقيق الشعير ثم تجمع عليه ولديها، وخالد بن يزيد ليأكلوا منه عندما
والظاهر عمدت إلى دقيق شعير ففلتته بزيت.« »
أن هذا النوع من الأطباق كان له شهرة في المنطقة مما جعله أفضل من غيره من الأطباق/FONT]



الصناعة
الحرفيون: وهم أصحاب المهن المختلفة من صناع، وصاغة وحدادين ونساجين، وهم
الذين يستفيدون من الخامات التي في الأوراس وغير الأوراس من معادن وقطن وكتان، وأوبار وأصواف وأشعار، وهؤلاء يتمركزون بشكل أساس في المدن حيث الأسواق والمستهلكين.
ومن أهم الصناعات التي اشتهر بها الأوراس الأنسجة الصوفية والأكسية القطنية، يروي
أبو زكرياء أن صاحب الحمار عندما كان معسكرا بالأوراس يستجمع قواه استعدادا للقيام بالثورة سأله بعض الخارجين معه:
ماذا تنتظر للأخذ بثأر يزيد بن فندين؟..فقال أبو يزيد : (دعنا
. حتى نفرغ من نسج كسائنا. فإذا فرغنا منها وقعدنا في مصحات اشتغلنا في تنقية كساءاتنا)
مما يبين ازدهار هذه الصناعة، كما أشار المقدسي إلى انتشار حرفة الصباغة بين البربر مما يضفي مسحة جمالية على هذه الملبوسات ويزيد من قيمتها في الأسواق،





التجارة

التجار: ظهرت هذه الفئة كنتيجة لتوفر الإنتاج الزراعي والحيواني ، فكانوا يبيعون هذه
المواد والسلع في أسواق حواضر الأوراس، أو يقومون بنقلها إلى الأسواق خارجه.وقد وُجدت المحارس في العديد من الأماكن في الأوراس وهدا بنية توفير الأمن للتجار وحماية طرق القوافل
التجارية ، فقد تحدث ابن حوقل عن مدينة دار ملول، بأنها تحولت بعد
أن رزحت أوضاعها ......، أن فيها مرصدا يفرض الضرائب على ....( يقصد التجار أو المارين).
كما اهتم حكام الحواضر والمدن بتشجيع النشاط التجاري بما أقاموه من أسواق وشيدوه من فنادق وحمامات.
ولما ضاقت الأسواق التي أقيمت داخل المدن بالتجار والباعة أخرجت خارج
الأسوار،ولعلها تكون أسواقا موسمية تنعقد في بعض أيام الأسبوع، لأن في المدن أسواق دائمة
كما قال الإدريسي عن نقاوس بأن فبها سوقا قائمة.
وقد تميزت منتجات الأوراس بالتنوع والجودة والوفرة حتى غذت بعض المواد ينقلها التجارإلى أسواق إفريقية والمغرب الأوسط، فقد كانت نقاوس التي يسميها البكري « مدينة اللوز »
.( تصدر اللوز والجوز إلى قلعة حماد وبجاية ومعظم بلاد إفريقية
و قد احترف بعض البربر حرفة القصابة، يبيعون اللحوم في الأسواق، كما كان هنا بعض
صيادي الأسماك يصيدون من الأنهار الجارية ويبيعونها في الأسواق، وقد شاهد ابن حوقل في
مسكيانة الحوت الكثير والرخيص.





الرعاة:
وهم الذين يمتلكون قطعان الماشية ويجوبون ا السهوب التي توفر لمواشيهم
العشب، وهذه المنطقة تشتهر بتربية الغنم والبقر
لتوفر المسارح والمراعي الكثيرة في الأوراس مما جعل ابن حوقل يصفه بكثرة
المراعي.كما وصف بلزمة بأنها كثيرة الكراع والماشية. وهؤلاء الرعاة يتنقلون بين السهوب
« فهم يضعنون في زمن الشتاء إلى الرمال حيث لا مطر ولا ثلج خوفا على نتاجهم »
ومن الرعاة من يربى الإبل ويستقر على حواف الصحراء، كما اشتهر سكان الأوراس بتربية
نوع من الخيول.......والتي وصفت بأنها
أصلب الخيول وأسرعها










الزراعة

الزراع: وهم أكثر أهل الأوراس استقرارا لحاجة الزراعة إلى ذلك، لأن فترة الزراعة
تستغرق فترة طويلة فتستغرق شهورا بل أعواما من أجل إصلاح الأرض وزراعتها وغرس الأشجار
المثمرة ، وهؤلاء ينتشرون في جنبات الجبل حيث تتوفر الشروط المساعدة لقيام هذا النشاط، من
تربة خصبة ومياه جارية لسقي المزروعات.
والمصادر التي بين أيدينا تمدنا بنصوص غاية في الأهمية تبين غنى الأوراس وثرائه، فقد ازدهرت
الزراعة فيه إلى الحد الذي جعل قطاع كبير من السكان يمارسون هذا النشاط مما أدى إلى وفرة الانتاج وتنوعه.
ففي مدينة نقاوس يقول ابن حوقل بأن لها« مياه كثيرة وأجنة عظيمة »
، »: ابن الحاج في القرن الثامن عندما زارها وهو الذي شاهدها: قال( وكانت نقاوس هذه على اتساع سوادها
وعظيم أرفادها واستحكام أسباب استعدادها ، وما خصت به من كرم التربة وحسن الخطة
والنصبة وتمنطقها بالأ....ار وتوشحها بالأشجار ومحالفتها للخصب وجدعها لأنف الجدب وجمعها لأشتات المحاسن....)

كما اشتهرت طبنة هي الأخرى بكثرة المزارع والزروع، وفيها كانت
تجمع مياه الأمطار في صهريج كبير وتسقى بمياهه جميع الأراضي والبساتين
» يذكر صحب الروض المعطار أن بادس كانت فيها مزارع جليلة وأن أهلهايزدرعون ا . الشعير مرتين في العام على مياه سائحة



يتبع انشاء الله
************************************************** ***********************





















*بعض مدن منطقة الشاوية في العصر الوسيط:
- بغاي (شمال خنشلة)
-تيجيس (قرية عين البرج اليوم بأم البواقي)
-توبوت :بعد تيجيس بينها وبين جبل أنف النسر جنوب عين مليلة اليوم دكرها البكري
-تابلسكي:قرب جبل نيف النسر بين عين مليلة وبئر الشهداء طريق باتنه (أم البواقي)دكرها البكري
-دارملول :............
-نقاوس : تبعد با95كلم عن مدينة باتنه في غربها وبا 160عن البحر
بلزمه : وتسمى اليوم قصر بلزمة قرب مروانه الحاليه
-تبسة :أقصى شرق الجزائر
-طبنه :قرب مدينة بريكة اليوم
بادس :شمال بسكرة
-تيفاش (جنوب سوق اهراس)
...







*بعض مناطقهم المعروفة في العصر الوسيط:
-منطقة تيجيس :وسط وشمال أم البواقي
-منطقة المردوان (من قبل عين فكرون (تيجيس) الى عين مليلة )
-منطقةالمهريين :المنطقة الواقعة غرب عين مليلة وتشمل تلاغمة ،سوق نعمان ،بئر الشهداء الى منطقة أولاد عبد النور
-منطقة تيفاش (منطقة سوق اهراس)
-منطقة مسكيانه : وتشمل مناطق الحراكته
-منطقة بغاي : ولاية خنشلة اليوم
-منطقة تبسة :ولاية تبسة اليوم
-منطقة نقاوس:غرب باتنه
- منطقة بلزمه :شمال باتنه
-منطقة جبل أوراس ............


يتبع ان شاء الله




************************************************** ************************



بعض ما جاء من نصوص في وصف منطقة الأوراس على الجملة


أوراس: بالسين المهملة. جبل بأرض إفريقية فيه عدة بلاد وقبائل من البربر.
ياقوت الحموي

:
قول ابن حوقل :( وجبل أوراس منها على أميال-('بغاي)وفيه الميّاه الكثيرة والعمارة الدّائمة ..... وطوله نحو اثني عشر يوماً)
حيث يصف بأن فيه العمارة الدائمة مما يدل على مدى الاستقرار الدي كان فيه سكانه
قول الشريف الادريسي : ويقال إنه (جبل اوراس) قطعة من جبل درن بالمغرب ومتصل به وطوله نحو اثني عشر يوماً، ومياهه كثيرة وعمارته متصلة....)










*************************************************
بعض مدن المنطقة من خلال المؤرخين :
اليعقوبي : هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح، الكاتب الأصفهاني الأخباري الشهير باليعقوبي، وبابن الواضح، كان بحّاثة في التأريخ وأخبار البلدان في العصر العباسي الثاني. ولقد قيل فيه أنه يمكن عدّه معلماً جغرافياً للمسلمين وقيل أن الكثير من علماء الجغرافيا التالين لعصره أمثال ابن رستة وابن الفقيه والمسعودي الإصطخري وابن حوقل والمقدسي وغيرهم كانوا يعتبرونه أستاذاً لهم.

نقاوس :ومدينة يقال لها نقاوس كثيرة العمارة والثمر بها قوم من الجند وحواليها البربر من مكنانة بطن من زناتة وحولهم قوم يقال لهم أوريه
..............
بلزمه :ومدينة يقال لها بلزمه، أهلها قوم من بني تميم وموالي لبني تميم وقد خالفوا على ابن الأغلب في هذا الوقت.
.............
بغاي : والزاب بلد واسع فمنه مدينة قديمة يقال لها: باغاية «2» بها قبائل من الجند وعجم من أهل خراسان وعجم من عجم البلد من بقايا الروم حولها قوم من البربر من هوارة بجبل جليل يقال له: أوراس «3» يقع عليه الثلج.
..............
تيجيس :ومدينة يقال لها: تيجس من عمل باغاية حولها قوم بربر عجم يقال لها: نفزة
...............
طبنة : ومدينة الزاب العظمى طبنة «1» وهي التي ينزلها الولاة وبها أخلاط من قريش والعرب والجند والعجم والأفارقة والروم والبربر.......
...............




ابن حوقل :أبو القاسم محمد بن حوقل أو محمد بن علي النصيبي أو النصيبيني. تاجر، رحالة وجغرافي معروف في القرن الرابع الهجري. بدأت رحلاته في البلدان الإسلامية منذ عام 331 هـ واستمرت حتى سنة 359 هـ (943 ج 970 م) وعلى هذا الأساس ألف كتابه صورة الأرض أو المسالك والممالك.
لا توجد معلومات وافية عن حياته. ولد في نصيبين الواقعة بين النهرين العليا ولكن لا يُعلم تاريخ ولادته سوى أنه يحتمل أنها كانت قبل سنة 320 هـ بكثير. كما أن تاريخ وفاته أيضاً غير معلوم والظاهر أنها كانت بعد سنة 367 هـ.

مسكيانه :ومنها الى مسكيانه قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتدّ كالبساط مرحلة وهى أكبر من مرماجنه
..............
بغاي : ومنها الى مدينة باغاى وهى كبيرة عليها سور أزلىّ من حجارة ولها ربض عليه سور والأسواق فيه وكانت الأسواق قديما فى المدينة فنقلت ولها ماء جار من واد يأتيهم من القبلة ومنه شربهم مع أبآر لهم عذبة
...................
دار ملول :ومنها الى دار ملول وكانت مدينة قديمة فرزحت أحوالها وصارت منزلا ينزله المجتازون وفيها مرصد قديم على جميع ما يجتاز بها وماؤها من عين بها مرحلة
..................
طبنه : ومنها الى طبنه مدينة قديمة وكانت عظيمة كبيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولها سور من طابية مرحلة
........................
تيفاش (جنوب سوق اهراس) :تيفاش مرحلة وهى مدينة أيضا أزليّة أوّليّة قديمة عليها سور قديم بالحجر والجير وبها عين ماء جارية ولهم من الأجنّة والبساتين ما يقوتهم
تيجيس: ومنها الى تيجس مدينة لها سور وربض قد استدار من قبلتها الى بحريّها وسوق صالح وماء جار من عين تعرف بتبودا وفى وسط المدينه ماء كثير من عين «18» طيّبة مرحلة
......................
نقاوس : ومدينة نقاوس مدينة كبيرة عليها سور من حجارة قديمة أزليّة ولها مياه كثيرة وأجنّة عظيمة وبها جميع الفواكه كاللوز والجوز والكروم وزرعهم غزير كثير
.......................
بلزمه : ومدينة بلزمه حصن لطيف فيه رجال جلد وله ماء جار وهو فى وسط فحص عليه سور تراب وزروعهم تسقى بمائهم وهو بلد محدث للعرب وفيه بقاياهم الى الآن وهو من الرخص والسعة وكثرة الكراع والماشية والعزّ والمنعة فى غاية حسنة
..........................





البكري : أبو عبيد البكري
قصر الافريقي (مدينة سوق اهراس) :ومنها إلى قصر الإفريقي وهي مدينة جامعة على شرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة. ومنها إلى واد يعرف بوادي الدنانير وهو واد خصيب
........................
تيجيس :مدينة تيجس وهي مدينة أوّلية شامخة البناء كثيرة الكلأ والربيع
....................
توبوت :ومنها إلى مدينة توبوت على بلاد كتامة
...........................................
تابلسكي (جنوب عين مليلة ) : ومنها إلى مدينة تابسلكى «7» وهي صغيرة في سفح جبل يسمّى أنف النسر «8»
...................
نقاوس :وتسير منها إلى مدينة نقاوس) «4» وهي مدينة كثيرة الأنهار والثمار والمزارع، وبشرقيّها مدينة اللوز.
........................
بلزمة :وتسير من هناك إلى بلزمة لمزاتة حصن أوّلي، وهو في بساط من الأرض كثير المزارع والقرى، (وفي قراه حصون كثيرة)

الادريسي: أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي
بلزمه :وبمقربة من قسنطينة حصن يسمى بلزمة وبينهما يومان وهو حصن لطيف وفي أهله عزة ومنعة ولها ربض وسوق وبها آبار طيبة وماؤها أيضا غدق وهو في وسط فحص أفيح وبناؤه الحجارة الكبار القديمة
.....................
نقاوس :ومدينة نقاوس مدينة صغيرة كثيرة الشجر والبساتين وأكثر فواكهها الجوز ومنها يتجهز به إلى ما جاورها من الأقطار وفيها سوق قائمة ومعايش كثيرة

كما قال فيها حسن الوزان المشهور بليون الافريقي : (نقاوس مدينة تتاخم نوميديا و بناها الرومان على بعد نحو مائة و ثمانين ميلا من البحر المتوسط و ثمانين ميلا من المسيلة ، تحيط بها أسوار مبنية عتيقة و يجري قربها نهر ينبت على ضفافه شجر التين و الجوز، و تين البلاد يشتهر بأنه أجود تين في مملكة تونس، و يحمل إلى قسنطينة البعيدة منها ثمانينا ميلا، و توجد حول نقاوس سهول تصلح كلها لزراعة القمح و السكان أغنياء أمناء و كرماء لباسهم لائق كلباس سكان بجاية و للجماعة دار أعدوها ملجأ لأواء الغرباء، و مدرسة للطلاب يتكفلون بلباسهم و يتحملون نفقاتهم، و جامع فسيح ، جدا فيه كل ما يحتاج اليه، و النساء جميلات بيض البشرة سود الشعر اللامع أنهن يترددن على الحمام، ويعتنين بأنفسهن . لا تشتمل الدور في مجملها إلا على طابق أرضي لكن ذلك لا يمنع من كونها أنيقة بهيجة لأن لكل واحد منها حديقة مليئة بمختلف الأزهار و خاصة الورد الدمشقي و الآس والبنفسج و البابونج و القرنفل .. و غيرها من الأزهار المماثلة لها في البهاء و لجميع الدور تقريبا سقاياتها الخاصة و الجانب الاخر من الحديقة كروم معروشات جميلة تعطي أيام الصيف ظل ظليلا ممتعا جدا، كثير البرود و النعم حول الجزء المغطى من المسكن ، بحيث أن من يرد على نقاوس يأسف على مغادرتها لفرط ظروف أهلها و حفاوتهم )
مسكيانه :ثم الى مسكيانة مرحلة وهي قرية عامرة قديمة وبها زروع ومكاسب وعيون ولها سوق ممتدة كالسماط وهي أكبر من مرماجنة
بغاي :فأما مدينة باغاي فمدينة كبيرة عليها سوران من حجر وربض عليه سور وكانت الأسواق فيه وأما الآن فالأسواق في المدينة



************************************************** **********************************





بعض علماء الأوراس و المنطقة كَكُل في العصر الوسيط






*أحمد بن عيسى بن علي بن يعقوب بن شعيب الداودي الأوراسي: أصولي، منطقي، بياني، من فقهاء المالكية. من أهل أوراس. تعلم بتونس. حج سنة 849هـ ودخل القاهرة ولقي السخاوي. له "حواش" على بعض الكتب. (2)

الطبني ( .. - 390هـ / .. - 1000م)



*أحمد بن الحسين بن محمد الطبني، أبو عمر: محدث، من أهل طبنة، قال ابن الفرضي: "وصل الى الاندلس حدثا وسمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم، ورحل الى المشرق حاجا سنة 342 ه وسمع في رحلته سماعا يسيرا. وكان رجلا صالحا فاضلا، حدث، وكتبت عنه أحاديث، وتوفي بقرطبة" (1)



-* أحمد التيفاشي

هو أحمد بن يوسف بن أحمد ابن أبي بكر التيفاشي, نسبة إلى تيفاش جنوب سوق اهراس من القطر الجزائري. ولد بقفصة سنة 1184م, في عهد دولة الموحدين ، عالم معادن وقانون وإجتماع وفلك وشاعر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88% D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%86)

. توفي با القاهره
ودفن بها بمقبرة باب النصر. 580- وقد تعلم بجامع الزيتونة ثم بالأزهر .....


*يحي ابن أحمد التيفاشي..

. كان أديبا وشاعرا مقرب من الحكام والسلاطين وهو عم أحمد التيفاشي السالف الدكر....



*زيادة الله بن علي بن الحسين بن محمد بن أسد التميمي الطبني، أبو مضر: شاعر رفيع الطبقة، أديب، أحد الطبنيين الطارئين على قرطبة بالأندلس من طبنة عاصمة الزاب "وهو أول من بنى بيت شرفهم ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم، وكان نديم محمد بن أبي عامر، ظريفا ممتع الحديث، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، حسن البديهة والروية". ذكر الحميدي له كتابا سماه "الحمام " وقال انه ألفه للمنصور محمد بن أبي عامر. توفي بقرطبة. (2)



*أحمد بن العباس النقاوسي أبو العباس: نحوي، من فقهاء المالكية، حافط، أديب. له مشاركة في علوم التفسير والحديث واللغة والمنطق. أخذ عن أبي علي منصور بن أحمد بن عبد الحق المشذالي (631 - 731هـ) وابن راشد القفصي. رحل من تلمسان قبل الحصار واستقر بتونسوناقلا" سديدا، وناقدا شديدا، وعارفا مديدا، ومدرسا مفيدا، رحل من تلمسان قبل الحصار فدخل تونس وهو الآن أحد مدرسيها الإمام وأوحد من برع في علمي البيان والكلام، وأوجد الناس للدر اذا خاض بحر العلوم بسوابح الأقلام، أديب العصر ونحويه وبيانيه وحكميه ومنطقيه، قرأت عليه تأليفه المسمى "الروض الأريض في علم القريض" وتأليفه في الأدب، و"حديقة الناظر في تلخيص المثل السائر" في البيان، و"شرح المصباح" لابن مالك، و"ايضاح السبيل الى القصد الجليل في علم الخليل" شرح على عروض ابن الحاجب، وله تآليف غيرها عرف قدرها واشتهر ذكرها .. الخ ". (1)




*أحمد بن عبد الرحمن أبي زيد (النقاوسي، أبو العباس):النقاوسي، أبو العباس: فقيه مالكي، من كبارهم، له مشاركة في علمي المعقول والمنقول. ذكره تلميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وقال: "هو شيخنا الإمام المحقق الجامع بين علمي المعقول والمنقول، ذو الاخلاق المرضية، والاحوال الصالحة السنية" وكان الثعالبي قد دخل بجاية سنة 802هـ ولقي بها جماعة من العلماء فأخذ عنهم ومنهم النقاوسي. له "الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة". قال صاحب كشف الظنون: أوله، الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والقدم، المبدىء القادر الذي برأ النسم .. الخ قدم في أوله تعريفين، الاول في ترجمة الشيخ الناظم (ابن النحوي يوسف بن محمد) والثاني في بيان بحر القصيدة" (1)




النقاوسي (848 - بعد 897هـ / 1444 - بعد 1491م)

*محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي، ابو الطيب النقاوسي، القسنطيني: قاض، مفسر، لغوي، منطقي، أصولي، من فقهاء المالكية. ولد بنقاوس، وتعلم بقسنطينة وتونس، ثم انتقل إلى مصر فأخذ عن كبار علماء القاهرة. وفي غضون إقامته بها حج. قال السخاوي: ثم رجع الى بلاده واستقر قاضي العسكر لمولاي مسعود، ثم أعرض عنه لاختياره سكنى تونس وصار أحد عدولها ودام سنين، ثم تحول بعياله قاصدا استيطان الحجاز، فدخل الديار المصرية، فكانت اقامته نحو ثلاثة اشهر، ثم دخل مكة ولقيته هناك، فأقام بها الى ان سافر الى طيبة في أواخر سنة 897هـ، فأقرأ هناك بعض الطلبة وعزم على استيطانها. (1)




*عبد الرحمن بن زيادة الله بن علي بن الحسين الطبني، أبو الحسن: متأدب، محدث. ولد بقرطبة بالاندلس، وكان أبوه قد انتقل اليها من طبنة واستوطنها. قال ابن بشكوال: كان له فضل وأدب وزهد وتنسك، وروى الحديث." (1)





*محكم الأوراسي الهواري: قاض، من أكابر علماء الإباضية في وقته. ولي قضاء تيهرت في عهد الإمام أفلح بن عبد الوهاب ابن رستم (190 - 240هـ). قيل: كان إماما كبيرا مقدما على أهل عصره في الفقه وغيره، كريم الأخلاق، حسن السيرة .. "
وهو والد هود التالية ترجمته. (1)
الهواري ( .. - بعد 250هـ / .. - بعد 864م)





*هود بن محكم الاوراسي الهواري: مفسر، فقيه أباضي، من أقدم مفسري كتاب الله العزيز في المغرب الأوسط. نشأوتعلم بتيهرت، وكان والده (السابقة ترجمته) قاضيها. من آثاره "تفسير القرآن الكريم" خاص بالاباضية، منه نسخ مخطوطة بالعطوف. (1)

المصدر :معجم أعلام الجزائر



الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي)

*محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأريسي، أبو عبد الله: فقيه مالكي، عاش في بجاية في المائة السابعة، ذكره الغبريني وقال: (وكان مشاورا مفتيا معمولا على قوله، موقوفا على ما عنده، له جلال ووقار، وأخلاق مرضية، وكان في غاية الجودة في الخط المشرقي .. الخ". (2)




الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي)

*محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأريسي المعروف بالجزائري، أبو عبد الله:شاعر، أديب، من كبار أدباء الجزائر في أواسط المائة السابعة.كان يسلك في شعره سلوك المتنبي. قال الغبريني:"وهو من أدباء الكتاب، كان حسن النظم والنثر، مليح الكتابة سهل الشعر، كثير التجنيس يأتيه عفوا من غير تكلف، وكان مليح التواشيح، إن طال في شعره أعرب، وإن اقتصر واقتصد أعجب، له شعر كثير في كل فن من فنون الشعر: وكان شيخ كتبة الديوان ببجاية" وهو حفيد الأريسي المتقدم. (1)






أحمد بن علي بن أحمد ،المعروف بابو العباس البغائي، فقيه مالكي ، من منطقة


اسمها الباغاية و اليها ينسب ، رحل الى المشرق و اخذ كثيرا عن علماء مصر و


غيرها ثم دخل الاندلس سنة 376 هـ ، و جلس الى التدريس في المسجد الجامع


بقرطبة ، استأدبه المنصور محمد بن ابي عامر المعارفي لابنه عبد الرحمان كما


رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية ( 400 / 403 هـ) الى خطة


الشورة فلم يطل أمره ثم توفي بعد سنة .. قال عنه احدهم : " كان ربانيا في علوم


الاسلام ، شديد الحفظ ، و كان بحرا من بحار العلم ...."





الطبني محمد بن الحسين ابو عبد الله(300-394ه / 912-1114 م) . شاعر بليغ

،اديب بارع ، ينحدر من بيت أدب و فضل و حكم ،من اهل طبنة عاصمة الزاب ،

و اليها ينسب ، رحل الى الاندلس سنة 323 هـ فكان من شعراء الخليفة الاموي

الاندلسي الحكم بن عبد الرحمان الناصر (302-366 هـ) قال عنه احدهم :" لم

يصل الى الاندلس اشعر منه ، توفي بقرطبة و شهد جنازته المظفر بن عبد الملك

بن ابي عامر "..

المصدر : العلماء الجزائريون في الأندلس


فيما بين القرنين 10 و14م


للدكتور عمار هلال









مايمكن ملاحظته هنا بسرعة ان علماءنا في هذه الفترة

اشتهروا كلهم بنوعية علمية و ادبية راقية شهد عليها اكثر من عالم انذاك



بعض النصوص التي تشير الى التنوع الحضري و البدوي في منطقة الشاوية ( بين المدن ، القرى ،البوادي)في العصر الوسيط وتوضح جميع المظاهر الحضرية والبدوية للشاوية أيْ لأغلب سكان المنطقة :


المدن :
تيجيس:مدينة تيجس وهي مدينة أوّلية شامخة البناء كثيرة الكلأ والربيع

نقاوس:ومدينة يقال لها نقاوس كثيرة العمارة والثمر بها قوم من الجند وحواليها البربر من مكنانة بطن من زناتة وحولهم قوم يقال لهم أوريه



تيجيس:ومدينة يقال لها: تيجس من عمل باغاية حولها قوم بربر عجم يقال لها: نفزة

طبنة: ومدينة الزاب العظمى طبنة «1» وهي التي ينزلها الولاة وبها أخلاط من قريش والعرب والجند والعجم والأفارقة والروم والبربر....
مسكيانه:ومنها الى مسكيانه قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتدّ كالبساط مرحلة وهى أكبر من مرماجنه
دار ملول:ومنها الى دار ملول وكانت مدينة قديمة فرزحت أحوالها وصارت منزلا ينزله المجتازون وفيها مرصد قديم على جميع ما يجتاز بها وماؤها من عين بها مرحلة

(نقاوس مدينة تتاخم نوميديا و بناها الرومان على بعد نحو مائة و ثمانين ميلا من البحر المتوسط و ثمانين ميلا من المسيلة ، تحيط بها أسوار مبنية عتيقة و يجري قربها نهر ينبت على ضفافه شجر التين و الجوز، و تين البلاد يشتهر بأنه أجود تين في مملكة تونس، و يحمل إلى قسنطينة البعيدة منها ثمانينا ميلا، و توجد حول نقاوس سهول تصلح كلها لزراعة القمح و السكان أغنياء أمناء و كرماء لباسهم لائق كلباس سكان بجاية و للجماعة دار أعدوها ملجأ لأواء الغرباء، و مدرسة للطلاب يتكفلون بلباسهم و يتحملون نفقاتهم، و جامع فسيح ، جدا فيه كل ما يحتاج اليه، و النساء جميلات بيض البشرة سود الشعر اللامع أنهن يترددن على الحمام، ويعتنين بأنفسهن . لا تشتمل الدور في مجملها إلا على طابق أرضي لكن ذلك لا يمنع من كونها أنيقة بهيجة لأن لكل واحد منها حديقة مليئة بمختلف الأزهار و خاصة الورد الدمشقي و الآس والبنفسج و البابونج و القرنفل .. و غيرها من الأزهار المماثلة لها في البهاء و لجميع الدور تقريبا سقاياتها الخاصة و الجانب الاخر من الحديقة كروم معروشات جميلة تعطي أيام الصيف ظل ظليلا ممتعا جدا، كثير البرود و النعم حول الجزء المغطى من المسكن ، بحيث أن من يرد على نقاوس يأسف على مغادرتها لفرط ظروف أهلها و حفاوتهم)

توبوت:ومنها إلى مدينة توبوت على بلاد كتامة
تابلسكي (جنوب عين مليلة ) : ومنها إلى مدينة تابسلكى وهي صغيرة في سفح جبل يسمّى أنف النسر

قصر الافريقي (مدينة سوق اهراس) :ومنها إلى قصر الإفريقي وهي مدينة جامعة على شرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة. ومنها إلى واد يعرف بوادي الدنانير وهو واد خصيب

تيفاش (جنوب سوق اهراس) :تيفاش مرحلة وهى مدينة أيضا أزليّة أوّليّة قديمة عليها سور قديم بالحجر والجير وبها عين ماء جارية ولهم من الأجنّة والبساتين ما يقوتهم بغاي :فأما مدينة باغاي فمدينة كبيرة عليها سوران من حجر وربض عليه سور .......وهي أول بلاد التمر ولها واد يجري إليها من جهة القبلة وشربهم منه ولهم أيضاً شرب من آبار عذبة .........وحولها عمارات برابر يعاملون العرب وأكثر غلاتهم الحنطة والشعير وقبض معاوينها وتصرف أحوالها لأشياخها
.................................................. ...........................


القرى:
منطقة بلزمة :وتسير من هناك إلى بلزمة لمزاتة حصن أوّلي، وهو في بساط من الأرض كثير المزارع والقرى، (وفي قراه حصون كثيرة)

منطقة نقاوس : (نقاوس مدينة تتاخم نوميديا و بناها الرومان على بعد نحو مائة و ثمانين ميلا من البحر المتوسط و ثمانين ميلا من المسيلة ، تحيط بها أسوار مبنية عتيقة و يجري قربها نهر ينبت على ضفافه شجر التين و الجوز، و تين البلاد يشتهر بأنه أجود تين في مملكة تونس، و يحمل إلى قسنطينة البعيدة منها ثمانينا ميلا، و توجد حول نقاوس سهول تصلح كلها لزراعة القمح و السكان أغنياء أمناء و كرماء لباسهم لائق كلباس سكان بجاية و للجماعة دار أعدوها ملجأ لأواء الغرباء، و مدرسة للطلاب يتكفلون بلباسهم و يتحملون نفقاتهم، و جامع فسيح ، جدا فيه كل ما يحتاج اليه، و النساء جميلات بيض البشرة سود الشعر اللامع أنهن يترددن على الحمام، ويعتنين بأنفسهن . لا تشتمل الدور في مجملها إلا على طابق أرضي لكن ذلك لا يمنع من كونها أنيقة بهيجة لأن لكل واحد منها حديقة مليئة بمختلف الأزهار و خاصة الورد الدمشقي و الآس والبنفسج و البابونج و القرنفل .. و غيرها من الأزهار المماثلة لها في البهاء و لجميع الدور تقريبا سقاياتها الخاصة و الجانب الاخر من الحديقة كروم معروشات جميلة تعطي أيام الصيف ظل ظليلا ممتعا جدا، كثير البرود و النعم حول الجزء المغطى من المسكن ، بحيث أن من يرد على نقاوس يأسف على مغادرتها لفرط ظروف أهلها و حفاوتهم)

منطقة تيجيس و مردوان :ومن تيجيس الى نمزدوان قريه لهاحاضره وباديه ولها بالبعد منها عيون وشربهم منها وهو بلد قمح وشعير

منطقة النهريين (غرب أم البواقي):ومنها إلى النهرين وهي قرى كثيرة في فحص عريض وبساط من الأرض مديد

.................................................. .......

البوادي :

منطقة النهريين :ومنها إلى النهرين وهي قرى كثيرة في فحص عريض وبساط من الأرض مديد

منطقة تيجيس و المردوان : ومنها إلىمدينة تيجس وهي مدينة أوّلية شامخة البناءكثيرة الكلأ والربيع. ومنها إلىمدينة توبوت على بلاد كتامة. ويسمّى هذا الطريق بالجناح الأخضر
منطقة قصر الافريقي:ومنها إلى قصر الإفريقي وهي مدينة جامعة على شرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة.ومنها إلى واد يعرف بوادي الدنانير وهو واد خصيب

منطقة بلزمة:وتسير من هناك إلى بلزمةلمزاتة حصن أوّلي، وهو في بساط من الأرض كثير المزارع والقرى،


..



والله اعلم

**عابر سبيل **
2014-09-15, 20:33
علاقة الشاوية ببعض دول المغرب في العصر الوسيط

الشاوية و الدولة الاباضية الرستمية :

في الحقيقة، إن العلاقة بين الإباضيين و"الأوراس"، عموما، هي علاقة قديمة بدأت مع نشأة الدولة الرستمية الإباضية سنة 160هـ ـ 776م ، والتي تُعد أول دولة إسلامية ثابتة الدعائم والأركان في المغرب الإسلامي، وقد جرى انشقاقها عن الدولة العباسية في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور على يد عبد الرحمن بن رستم الفارسي نسبا، على أغلب الآراء، والإباضي مذهبا. واستمرت حتى سنة 296هـ ـ 909م وبعد خسوف شمسها التي سطعت مزدهرة ردحا من الزمن، فرّ أنفار منها إلى جبال "الأوراس" المنيعة، واتخذوا منها ملاذات وملاجئ للحفاظ على أنفسهم من التشرد والهلاك، ولصون مذهبهم الديني من الاندثار والزوال و قد كان "الأوراس" الحصين مكان آمن للحفاظ على أنفسهم ولصون مذهبهم الديني لقرون وقرون

يرسم لنا ابن الصغير المالكي المعاصر للدولة الرستمية، والذي عُدّ من ألمع مؤرخيها، وكتب عمن تداولوا الحكم فيها كتابه الشهير: (أخبار الأئمة الرستميين) رغم بغضه المصرح به الذي يحمله في قلبه لهذا الكيان، يرسم لنا صورة ناصعة عن هذه الدولة نستشف منها انفتاح صدرها واتساعه لكل الوافدين عليها في كنف الحرية المعبرة عن المناخ الديمقراطي الذي ساد فيها بمصطلح أيامنا. وهذا ما شجع البربر والعرب والعجم من الانضواء تحت لوائها، إذ يدوّن واصفا ظروف الحياة في ربوعها وتحت ظلالها، قائلا: (قويَّ الضعيف، وانتعش الفقير، وحسنت أحوالهم وخافهم جميع من اتصل به خبرهم، وآمنوا ممن كان يغزوهم، ثم شرعوا في العمارة والبناء، وإحياء الموات، وغرس البساتين، وإجراء الأنهر، واتخاذ الرِّحاء (*)، وغير ذلك. واتسعوا في البلد وتفسحوا فيها، وأتتهم الوفود والرفاق من كل الأمصار وأقاصي الديار. ليس أحدٌ ينزل بهم من الغرباء إلا استوطن معهم، وابتنى بين أظهرهم، لمِاَ يرى من رخاء البلد، وحسن سيرة إمامه وعدله في رعيته، وأمانه على نفسه وماله، حتى لا تُرى دارٌ إلا قيل هذه لفلان الكوفي، وهذه لفلان البصري، وهذه لفلان القروي، وهذا مسجد القرويين ورحبتهم، وهذا مسجد الكوفيين، وهذا مسجد البصريين)(2).

ونجد إحدى الشهادات الراسخة عن قدم العلاقة بين أهل "الأوراس" والإباضيين في ما يقوله المستشرق الفرنسي ويليام مرسييه: (... ومن حسن حظ بني رستم أن اعتمدوا على أبناء "الأوراس"، وهم رحل يتعاطون الفلاحة، وعلى سكان قرى جبال طرابلس. وكانوا يجدون من بينهم الجند المخلصين والدعاة المتحمسين والمموّلين لخزائنهم بما يدفعونه من ضرائب)

وقد برز في تلك الدولة هود بن محكّم بن هود الهوّاري "الإباضي" "الأوراسي" .. أول مفسر للقرآن الكريم في المغرب الإسلامي

اكتفى محقق كتاب: "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" للشيخ عبد الرحمن الثعالبي بإيراد إشارة خاطفة عن هذا الاسم المنسي في مطاوي التاريخ، ولم يسترسل في التعريف به. ومما قاله عنه: (لم ينقطع سكان هذا البلد الجزائري عن درس القرآن، وحفظه وتفسيره في السلم وفي الحرب، في الظروف اليسرى، وفي العسرى، ابتداءً من أول تفسير قام به هود بن محكّم الهواري)(8).

أما أستاذ اللسان العربي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة "الجزائر" بالحاج بن سعيد شريفي، وبعد أن أضاف إلى اسمه نسب "الأوراسي"، فقد اهتم بسيرة حياته مستندا إلى الاستنباط وتغليب الرأي محتكما إلى الشواهد والاستدلالات من غير جزم لشح مصادر المعلومات ، وكذلك فعل مع والده الشيخ هود الهوّاري الذي امتهن القضاء. ويقول بصدد الأول: (أما قبيلته فهي من قبيلة البرانس البربرية، وقد سكنت بطونها عدة مواطن في إفريقيا والمغرب. فقد جاورت هوّارة قبيلة نفوسة بالجبل الذي ينسب إليها، جنوب طرابلس الغرب، وسكنت بطون منها بلاد الجريد، جنوب الحدود الجزائرية التونسية الآن، وكانت قاعدتها توزر. وسكنت بطون منها جبل أوراس ونواحيه. وهذا الموطن الأخير هو الذي يعنينا في موضوعنا)(9).

ويواصل قائلا: (في تلك المواطن من جبال أوراس وما يحيط به، وفي كنف هذا الوالد الورع التقي، القاضي الحازم، وتحت رعايته، نشأ عالمنا الشيخ هود بن محكّم الهواري. إننا لا نعرف بالتحديد عام مولده، ولكننا نقدّر أن يكون في العقد الأول أو الثاني من القرن الثالث الهجري. والذي يبدو لنا أن يكون قد أخذ العلم، أولا، في مراتع طفولته ومرابع صباه عن والده، بعد حفظه لكتاب الله. وأنه قد تفقّه في مجالس العلم وحلقات الدروس التي كانت تعقد بالمساجد في القرى الجبلية أو في البوادي، و حتى في المغارات إذا اختل الأمن، واضطربت الأمور، وخيفت الفتن)(10).

ويضيف في موضع قريب من الاقتباس السابق،: (وفي ظل هذه الحياة يكون الشيخ هود قضى فترة صباه، وشيئا غير قليل من شبابه في بلده، وفي موطنه بأوراس يكون قد أخذ جل علومه. فهل خرج الفتى هود من بلده في رحلة لطلب العلم؟. أنا لا استبعد ذلك، بل إنني أميل إليه، وأكاد أجزم به. ذلك أن مركزين عظيمين كانا في ذلك العهد بإفريقية يشعان بأنواع المعرفة عامة، وبالعلوم الدينية خاصة، وأعني بهما: القيروان وتيهرت)(11).

وأما عن وفاته، فيقول: (أما عن وفاة الشيخ هود، فلم تذكر أيضا بالتحديد في أي مصدر. وأقدّر أنها كانت في العقد الثامن أو التاسع من القرن الثالث الهجري، أي حوالي سنة ثمانين ومائتين. فإن كل ما ذكره من المؤرخين وكتاب السيّر، يؤكد أنه من علماء الطبقة السادسة "250 ـ 300 هـ". فهل أدرك نهاية الدولة الرستمية سنة ستة وتسعين ومائتين للهجرة؟. أنا استبعد ذلك، ولكن لا استطيع أن أجزم بشيء في الموضوع)

الشاوية و الدولة الزيانية

بنو زيان هم من بنو عبد الواد،و هم فرع من فروع زناته هم من ولد يادين بن محمد بن رزجيك بن اسين بن ورسيك ابن زنات ابن مادغيس وقد كانو على رأي الاباضية قبل أن يتحولو الى المدهب السني وقد دكر الأوراس على أنه من مواطنهم مند أحقاب متقدمة وأزمنة غابرة سماه ابن خلدون بالجيل الأول الدي لا يعلم أوليته الا الله ، قال ابن خلدون عن الجيل الأول لزناته :]أما أولية هذا الجيل بإفريقية والمغرب فهي مساوقة لأولية البربر منذ أحقاب متطاولة لا يعلم مبدأها إلا الله تعالى ......‏وكانت مواطن هذا الجيل من لدن جهات طرابلس إلى أوراس والزاب إلى قبلة تلمسان ثم إلى وادي ملوية‏ .....
وقد كانت زناته من الأمازيغ البدو ويدكر المؤرخون و الباحثون بأن بنو عبد الواد كانو يرتادون الأوراس ويشغلون الزاب عموما ولهم بقية دكرها ابن خلدون في جبل أوراس وهي مجموعة موطنة به مند العهد الأقدم لأول الفتح فهي بلا شك من أعرق السكان بالمنطقة وقدأخبر المؤرخ مبارك الميلي بوفود بعض من أمراء بنوزيان بعد انتهاء دولتهم الى منطقة الاوراس ، و الحقيقة أن العلاقة بين بنو زيان والأوراس هي علاقة قديمة ترجع الى أجدادهم أمراء بنو عبد الواد الدين كانو يرتادون المنطقة بما كانت من مواطنهم التي ينتجعون بها ، بل هي قديمة قدم التاريخ وعلى الارجح فان العلاقة ترجع الى أجدادهم الليبو البدو (قد يكونون بدرجة كبيرة أجدادهم الدين دكرهم هيرودوت في ليبيا والبلاد التونسية (نهر ترينتوس) ) الدين اتسعت أراضيهم تدريجيا ولا يزال المعلم الأثري (الضريح النوميدي مدغاسن-) شاهدا على عراقة هده القبائل بالمنطقة و الدي اتفق الباحثين على ان القبر هو لملك من ملوك النوميد الرحل ونجد غوتيه يذهب في تشبيهه لضريح مدغاسن بالخيمة فيرى ان قبائل الجمالة مثل زناتة و البتر تستعمل اضرختها على شكل مساكنها وهي ربما اشارات على عراقة هدا القبيل في المغرب و افريقية و لا يمكن أبدا أن نشك أن ضريح إمدغاسن ليس قبر ملك ، و لهذا السبب سميت
السبخة المتواجدة بالقرب منه بالسبخة الملكية ، كما أن الملوك و الشعب النوميدي كانوا
يسكنون في الخيام ، و لم يستعملوا الحجارة إلا لبناء المقابر ، لذا فمن البديهي أن الآثار
الوحيدة التي يمكننا إيجادها حول الشعب النوميدي ستكون قبورهم فضريح إمدغاسن (شيد في القرن الرابع أو نهاية الثالث قبل الميلاد على حسب بعض الدراسات والأبحاث ) إذا
يعد من شواهدهم في تلك الحقبة بلا ريب وقد تواجدت في الضريح بعض الرسوم لحيوانات صحراوية وتلية مثل الأرانب والأسود والجمال وقد نشرت في أبحاث تخص الضريح
و نجد ابن خلدون يرى بأن أولية زناتة تعود إلى حقبة موغلة
في التاريخ. وهي متماشية في القدم مع أزلية
الأمازيغ كافة ويدكر بأنها موجودة ولها كيانها في العصر البزنطي (الإفرنج كما يسميهم)
هناك دراسة أخرى قام بها كارت الذي لاحظ الجمع البربري في كلمة مدغاسن ،
ففي اللغة الأمازيغية عادة ما يضاف حرف النون للكلمة المفردة حتى نحصل على الجمع،
لذلك بإضافة النون لكلمة مادغوس أو مادغيس تصبح مدغاسن ، و هي متعلقة بأنساب
( البربر ، فمقبرة المدغاسن إذا مكرسة لأبناء مادغيس.(النوميد)
وهناك من الباحثين أمثال لكلرك من يرى أن ضريح إمدغاسن خاص بعائلة
. ماسينيسا ، و التي تعود جذورها إلى ماذغيس ، كما نسبه البعض إلى سيفاكس
وكلهم ملوك نوميد
و أخيرا يأتي ع¤بريال كامبس بفكرة جديدة في محاولة لدراسة أسماء المناطق يقول
((على الحدود التي بنيت بها الجدار ، و التي تنتمي إلى دوار مدروسا ، هذا
الاسم هو جمع معرب لكلمة مادغس ، و هو نفسه الكلمة البربرية مدغاسن ، حيث أن
الزناتيين أعطوا نفس الاسم الأسطوري المأخوذ من أنسابهم لهذه المباني الهامة
الباحث يرى أن مدغاسن قد حافظت على صيغتها البربرية في جبال الأوراس، أما في
المرتفعات الغربية فقد عربت كلية ، فالمدغاسن حافظت على صيغة الجمع و أصبحت
مدروسا

ولكن الشيء المؤكد أنه يستحيل أن يكون صاحب الضريح جد لقبائل البتر ودالك أن الكثير من القبائل قد كانت قبله مثل اللوتوفاس الدين قد يكونون هم أنفسهم لواته ولكن يمكن اعتبار ه أب روحي وقد حدث في قبائل كثيرة أن صار القائد، والزعيم الأول للقبيلة جدا تنسب إليه، فيقال في النظام القبلي بنو فلان وهم ليسوا بنيه ولكنهم أتباعه قبل أن تتحول التبعية إلى بنوة والرئاسة إلى أبوة]).
فالزعيم هو الأب الحنون على الجميع في المفهوم الروحي للسلطة.

و من خلال هدا يتضح لنا اتفاق المؤرخين على عراقة هده القبائل في الأوراس و المغرب وافريقية على حد سواء


فصل حول زناته

زناته القبيلة الام

قال القلقشندي : زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر وهم بطن من البتر من البربر قال في العبر واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين ابن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش بن بربر ونقل ابن حزم عن بعضهم أن ضري بن شقعو بن تبدواد بن ثملا بن مادغش بن هوك بن برسق بن كداد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان ابن حام بن نوح عليه السلام وقيل جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن هريك بن جديلات بن جالود بن رديلات بن عصي بن بادين بن رحيك بن مادغش الأبتر بن قيس عيلان وحينئذ تكون من العرب العدنانية وقيل جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس فتكون من الفرس

مبتدأ زناته

أما مبتدأ هده القبيلة فهو غير معلوم
ودالك لعدم وجود ما يؤكد كل الفرضييات و الروايات و الخبريات التي وردت فيه
خاصه مع غياب النصوص والكتابات التاريخية القديمة قبل الفتح التي تتكلم عن

تعددت الروايا ت واختلفت اختلافا كبيراا حول نسبهم ، فبعضهم يقول أنهم فرس ، و البعض يقول أنهم من حضر موت ، وآخرون يقولون انهم من مضر وآخرون يرجعونهم الى حمير، والبعض يقوا أنهم من مازيغ من كنعان ، و هناك من ينسبهم الى لوى أبو قبائل لواته

وهناك روايات أخرى كثيرة وكثيرة حول مبتداها فبعضهم يقول بأن جانا ابو زناته استقر في واد الشلف و نزل بنو ورتيجن ومغراو في أطراف افريقية من جهة المغرب وبالثالي فا زناته حسب هده الأسطورة أصلهم من وادي شلف ومنهم واسين ومغراوة ويفرن و غيرهم ثم انتقل البعض من أبنائهم من تلك المنطقة الى أطراف افريقية ، و آخر ون يكدبون هدا الأمر ويقولون بأن زناته قبائل بدوية و أن أوليتهم جمالة يعني لم يكن انتقال جدهم كفرد ، و مما يقال أيضا أن ديار البرابر فلسطين وكان ملكهم جالوت بن ضريس بن جانا وهو أبو زناتة المغرب وجانا هو ابن لواء بن بر بن قيس بن الياس بن مضر فلما قتل داود عليه السلام جالوت البربري رحلت البربر إلى المغرب حتى انتهوا إلى أقصى المغرب فتفرقت هناك
،ومما رواه الادريسي أيضا أن زناته انما تبربرو لمجاورتهم لمصمودة في أقصى المغرب : وهم منسوبون إلى جانا وهو أبو زناتة كلها وهو جانا ابن ضريس وضريس هو جالوت الذي قتله داود عليه السلام وضريس ابن لوى بن نفجاو ونفجاو هو أبو نفزاوة كلها ونفجاو ابن لوى الأكبر في برا بن قيس بن الياس بن مضر وزناتة في أول نسبهم عرب صرح وإنما تبربروا بالمجاورة والمحالفة للبرابر من المصاميد. ، وهدا يعني حسب هده الرواية ان اول استقرار لزناته في المغرب هو بجوار المصامدة بالمغرب الاقصى ومنهم اخد الزناتيون يتبربرون تدريجيا و منهم من ينسبهم الى لوا الجد الأكبر لجانا و هناك من يجعل موطن زناته الأول مدينة افريقية وهدا جاء في كتاب ملوك حمير وأقيال اليمن وشرحها المسمى خلاصة السيرة الجامعة لعجائب الملوك التبابعة و الدي ينسب زناته الى التبابعة الحميريين ومنهم من جعل نشأت الجيل الأول من زناته و غيرهم من قبائل البربر من هَوّارة، وصِنْهَاجَةَ، ونبزةُ، وكُتَامةُ، ولَوِاتهَ، ومديونة، وشباته بفلسطين فقيل أنهم كانوا كلهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ، فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا، هكذا في الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر [/COLOR] و الكثير من الروايات المتضاربة التي تتحدث عن ماض غابر لهده القبيلة سماها ابن خلدون با الأساطير وهي تكدب بعضها بعضا و لعل ما يبطل هدا كله هو افتقارها للأدلة المادية و عدم اتفاق هؤلاء المدعين علي أمر بائن ، و الكثير من هده الأخبار تتكلم عن حقبة موغلة في التاريخ ، لا يعلم حقيقتها الا الله

ولوجود حلقات مفقودة في التاريخ الأمازيغي بلا ريب
[/COLOR]
وهدا ما أستخلصه ابن خلدون فقال ((فأما أولية هذا الجيل
[زناتة] بإفريقية، والمغرب؛ فهي مساوقة لأولية
البربر؛ منذ أحقاب متطاولة؛ لا يعلم مبدأها إلا الله

فصل في تسمية زناتة ومعنى هذه الكلمة:

(أعلم) أن كثيرا من الناس يبحثون عن معنى هذه الكلمة واشتقاقها على ما ليس معروفا للعرب ولا لأهل الجيل أنفسهم فيقال: هو اسم وضعته العرب على هذا الجيل، ويقال بل الجيل وضعوه لأنفسهم أو اصطلحوا عليه. ويقال: هو زانا بن جانا فيزيدون في النسب شيئا لم تذكره النسّابة. وقد يقال إنه مشتق ولا يعلم في لسان العرب أصل مستعمل من الأسماء يشتمل على حروفه المادية، وربّما يحاول بعض الجهلة اشتقاقه من لفظ الزنا، ويعضده بحكاية خسيسة يدفعها الحق، وهذه الأقوال كلّها تذهب إلى أنّ العرب وضعت لكل شيء اسماً، وأنّ استعمالها إنّما هو لأوضاعها التي من لغتها ارتجالا واشتقاقا…

وإذا تقرّر ذلك فاعلم أن أصل هذه اللفظة التي هي زناتة من صيغة جانا التي هي اسم أبي الجيل كله، وهو جانا بن يحيى المذكور في نسبهم. وهم إذا أرادوا الجنس في التعميم الحقوا بالاسم المفرد تاء فقالوا جانات. وإذا أرادوا التعميم زادوا مع التاء نونا فصار جاناتن، ونطقهم بهذه الجيم ليس من مخرج الجيم عند العرب بل ينطقون بها بين الجيم والشين وأميل إلى السين، ويقرب للسمع منها بعض الصفير فأبدلوها زايا محضة لاتصال مخرج الزاي بالسين، فصارت زانات لفظا مفردا دالا على الجنس.
ثم الحقوا به هاء النسبة وحذفوا الألف التي بعد الزاي تخفيفا لكثرة دورانه على الألسنة والله أعلم.

زناته المدكورين من طرف هيرودوت في القرن 5 قبل الميلاد
قبائل الجيندانيس او زناتة (فرضية)

يقول المؤرخين على رأسهم ابن خلدون أن الأصل في تسمية زناته هو جانا بن يحيى المذكور في نسبهم. وهم إذا أرادوا الجنس في التعميم الحقوا بالاسم المفرد تاء فقالوا جنات
وقد عرف القلقشندي زناته فقال زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر فتنطق زِناته =zinata ) zenata)
قد يكون المؤرخ هيرودوت قد دكر اسم زناته با لكنة اغريقية فقال جيندانيس وقد نرى أيضا نفس التسمية لقبائل زواغة أيضا من طرف المؤرّخ اللاتيني بلين الأكبر Pline L’ancien 79 (ق.م) تحت اسم زوغيتانيس ZEUGHITANES.وهي كانت من القبائل الراحلة والتي كانت تسكن بليبيا شرق نهر ترينتويس أيضا
وقد كان موطن الجندانيس با الجبل الغربي بليبيا و الصحراء بالتحديد الجريد التونسي وما حولها جنوبا بجوار موطن الجرامنت (طاسيلي وفزان) و المكاي و الاوسيانس و الاترانتيون
هده القبائل فيما بعد كانت أراضيها ضمن ما عرف بجيتوليا
الملاحظ هنا أن أغلب مواطن ما عرف بجيتوليا أصبح لقبائل زناته
أغلب هده القبائل تدعي انتسابها الى جانات أو زناته التي قد تكون جيندانيس
ومن المؤكد أيضا أن بلاد الجيندانيس هي اليوم وماقبله من قبل الفتح هي بلاد لجناتن أو زناته و مازالت أسماء قبائل زناته هي الضاربة بقوة في المنطقة مثل زناته (الاسم المعرب لجناتن أو جندانيس )و يفرن ثم زليطن (هو اسم لأب قبائل بني يزليطن مثل واسين و مغراوة و يفرن و غيرها ) و الزنتان الدي هو ربما الاسم الأقرب لجندانيس أو جندان
ومن المؤكد أيضا أن بلاد الجيندانيس هي اليوم وماقبله من قبل عهد الفتح هي بلاد لجناتن أو زناته و مازالت أسماء قبائل زناته هي الضاربة بقوة في المنطقة مثل زناته (الاسم المعرب لجناتن أو جندانيس )و يفرن ثم زليطن (هو اسم لأب قبائل بني يزليطن مثل واسين و مغراوة و يفرن و غيرها ) و الزنتان الدي هو ربما الاسم الأقرب لجندانيس أو جندان أو جنداي وهي التي لعبت الدور المهم في المنطقة يقول ابن خلدون عن الجيل الاول القديم لزناته ان مواطنهم بجهات طرابلس أيضا

يمكن لنا أن نستخلص أن زناته هي في الحقيقة اتحادية للكثير من قبائل الجيتول
اخدت هده الكنفدرالية اسم قبيلة زناته
قد يكون هدا الاتحاد الجيتولي اتحاد سياسي با الأساس أخد فيما بعد طابع اثني قبلي


قبائل الجيتول فرع بني واسين التي ينحدر منها بني عبد الواد (فرضية):

الشعب الثالث الدي يعمر أفريقيا الشمالية يسمى الجيتول من طرف القدامى ، ومناطق تمركز هؤلاء الجيتول (gaetulii) غير محددة بدقة لأن النصوص أشارت الى الى تواجدهم في المغرب و الجزائر وتونس في دات الوقت ، وانطلاقا من خط عرض معين يحمل الليبيون هدا الاسم تلقائيا ، وهو اسم ظهر في فترة متأخرة في المصادر الأدبية ، ويعتبر سالوست أقدم كاتب أشار اليه وخص الجيتول بلعب دور مهم في تكوين الشعب النوميدي ، أما تيف ليف فأشار الى أنهم يشكلون بعضا من جيوش هانيبال ، وفي الفترة السابقة للحرب البونية أطلق اسم نوميد ، ليبيين ، ومور على أناس يعمرون منطقة جيتولية ، وقد جمع استيفان اقزال عددا من المؤشرات النادرة التي سجلها الكتاب القدامى و التي تسمح بتحديد مناطق تواجد عدد من القبائل الجيتولية ، وهناك شي قليل يضاف الى ما أشار مؤلف التاريخ القديم لأفريقيا الشمالية وهو أن بعض وجهات نظره عن الجيتول ينبغي أن تكون محل مراجعة و أولها تتعلق بالقبائل أو با الأحرى الكنفدراليات الجيتولية في المغرب الأطلسي فهو يرى ومعه كاركوبينو أن جيتول الأوتولول كانو يتواجدون في البداية بجوار واد بورقرق ومدينة سلا الرومانية ، وكانو يهددون خطوط الاتصال بالأطلس وقد افترض كاركوبينو أن الأوتولول (autololes) طردو تبعا لدالك نحوى الجنوب من طرق قبيلة الباقواط التي نزحة الى موريطانيا الطنجية ، وتبين دراسة عميقة لفريزول أنهم لم يكونو مجبرين على التنقل جنوبا وكان موطنهم بين رأس صوليس (cap cantin) ومنطقة السوس (le quosensus) وكانو يعمرون في الواقع اقليما يمتد مابين سلا و الأطلس الكبير ، وخلال تمددهم نحوى اشمال سوف يشغل الجيتول البانيور والاتولول اقليما هو المنطقة الأصلية للمور

الفيسون أو الفيسين الاسم القديم لوسين (فرضية ) الدين كانو ضمن حلف الأوتولول الجيتولي
ملاحظة : ( فيما يخص تغير اسم visen فيسان أو فيسون أو فيسين الى واسين )- هناك الكثير من الأسماء التي كانت تنطق بحرف ف لما عربت نطقت و
على سبيل المثال Levathae = ليفاتا =لواته ، vandal =فاندال =ويندال

يقول الباحث الأكاديمي و الدي في جعبته الكثير من الترجمات للمحققين الفرنسيين مثل كتاب البربر داكرة وهوية لغابريال كامبس الدكتور العربي عقون عن زناته وعلاقتهم بالجيتول*




((يمكن العودة إلى تاريخ أبعد فقد كانت سفوح الأطلس الجنوبية مجالات لقبائل الجيتول (Gaetulii=Gétules) والقرامنت (Garamantes) منذ فترة الملوك النوميد (حوالي 1200 ؟ - 46 ق.م. ) ومن تلك القبائل الأمّ تفرعت قبائل أخرى أهمّها زناتة (les Zénètes ou Zenata) وهوارة (Howara) والتوارق (Touarègues pl. de Targui) وهي قبائل في تعداد شعوب تنتشر في منطقة شاسعة من طرابلس (Tripolitaine) إلى المحيط الأطلسي ويصل البعض منها في انتجاعه إلى السهول العليا (Hauts-Plateaux) وهي كلها في لغتها وأصولها العرقية من ذات الشعب الأمازيغي أصيل الشمال الأفريقي من واحة سيوة في مصر إلى جزر الكناري.*

كما يقول غابرييل كامبس : ما كان هؤلاء الزناتيون ينحدرون من النوميديين
والموريين، بل إنهم حلوا محل الجيتوليين واحتووهم في تجمعات قبيلة جديدة


يرى بعض الباحثين أن اسم واسين دكرو من طرف مؤرخي الرومان باسم فيسون أو فيسين وكانت مجالاتهم بلاد الجيتول وخاصة الجنوب الغربي للجزائر ناحية عين الصفراء و جبال القصور
حسب بلين, الذي أورد أن جيتول ناحية الجنوب الغربي كانوا يسمون سنة 72 ب" فيزون" و كونوا فرعا من اتحاد الأتولول الدي كانت مجالاته خاصة جنوب المغرب الأقصى الى الأطلس الكبير و بفضل "بطليمي" علمنا أيضا أن السلسلة الجبلية المسماة حاليا جبال القصور كانت تدعى " مونس مالتيبالوس " Mons Malethubalus.
نلاحظ غيابا للمصادر اعتبارا من بطوليمي في القرن الثاني. فالجيتول لم يستعملوا سوى لغة غير مكتوبة. لم يبدي الرومان أي اهتمام لجنوب البلاد, فلقد عزلوه بحائــط أقيم جنوب سبدو و قرب سعيدة يدعى " ليماس" و كل البلاد التي كانت جنوبه كانت تدعى بلاد البربر. أما الوندال و البيزنطيون الذين كانوا يحتلون إفريقيا الشمالية بين القرن 5 و 7 لم يأتوا إلى هذه المنطقة التي كانت مستقلة تماما -- يمكن للمهتمين بهذه الفترة الإطلاع على اللمحة التاريخية للجنوب الغربي الجزائري ( الجزء 1 ) من الأصول إلى ظهور الإسلام--. لم يتم الحصول على معلومات أخرى إلا بعد الفتح الإسلامي أواخر القرن 7 (1 هـ) خاصة بفضل مؤلفين عرب مثل أبن الحاكم (ق 9), البكري (ق11), ابن الأثير (ق 12), ابن العذري (ق 13) و الأخوين ابن خلدون (ق 14 ).
دخل الإسلام ناحية الجنوب الغربي مع بداية القرن الثامن اين كانت واسين تنتجع نواحي سلجسامة الى طرابلس (بداية بلاد الزاب ) وما بينهما، . استنادا إلى النويري و عبد الرحمان ابن خلدون تمت الأسلمة بين 708 و 720 (89 إلى 101 للهجرة) في عهد موسى بن نصير و بمساهمة من القائد المغربي طارق بن زياد الذي كان يعمل لحساب الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. لم يبعث المسلمون جيوشا ناحية الجنوب الغربي, وإنما اكتفوا بتكليف مبعوثين لطلب الموالاة إلى رؤساء قبائل و قصور الجنوب فخضعوا لذلك و التزموا بترك الوثنية و تبني الدين الجديد الذي تم تعليمه لهم بواسطة " طلبة " من ناحية تلمسان, فبنوا لجل ذلك قاعات للصلاة. التزموا كذلك بدفع الزكاة و تجنيد المقاتلين لفتح إسبانيا. تجدر الإشارة أن في وقت الأسلمة لم تحدث أي هجرة للعرب إلى الجنوب. استمر السكان في تكوين النسق البربري المتجانس الذي لا يستعمل اللغة العربية إلا أثناء الصلوات و بصفة جزئية أثناء الدروس الدينية التي يلقيها "الطلبة". خلال النفوذ الإسلامي, كان بربر الجنوب الغربي و حضر القصور و البدو الرحل من زناتة من عرش " وسين"
. لم يخف بعض المؤلفين معرفتهم لأصل كلمة "وسين" الذي يعود إلى " فيسون " المستعمل من طرف الجيتول. يستنتج من ذلك, بما أن الجنوب الغربي لم تحدث به هجرات كبيرة خلال القرون السابقة لدخول الإسلام فإن الزناتة وسين يعود أصلهم إلى الجيتول الفيسين.

وهي تدخل في ما كان يعرف بكنفدرالية الأتولول ، يرى جيروم كاركوبينو أن جيتول الأوتولول كانو يتواجدون في البداية بجوار واد بورقرق ومدينة سلا الرومانية ، وكانو يهددون خطوط الاتصال بالأطلس وقد افترض كاركوبينو أن الأوتولول (autololes) طردو تبعا لدالك نحوى الجنوب من طرق قبيلة الباقواط التي نزحة الى موريطانيا الطنجية ، وتبين دراسة عميقة لفريزول أنهم لم يكونو مجبرين على التنقل جنوبا وكان موطنهم بين رأ س صوليس (cap cantin) ومنطقة السوس (le quosensus) وكانو يعمرون في الواقع اقليما يمتد مابين سلا و الأطلس الكبير


بنو عبد الواد ابان الفتح ونصرتهم لعقبة ابن نافع :


يدكر يحي ابن خلدون دالك فيقول ان عقبة ارسل إلى بني عبد الواد فسارعوا إليه بالف فارس أنجاد ...فدعا لهم .... (جراء ما لقى من مساعدة منهم )

حظورهم في معركة الزلاقة مع يوسف ابن تاشفين امير المرابطين :
ففي عهد المرابطين حضر بني عبد الواد مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة في 23 أكتوبر 1086م (معركة سهل الزلاقة بالأندلس التي انتصرت فيها جيوش المسلمين علي جيوش الصليبيين)

دخول بنو عبد الواد في طاعة الموحدين واصبح بنو زيان ولاة من قبل الموحدين

سنة 540هـ/1145م دخل بنو عبد الواد في الطاعة الموحدين واصبح بنو زيان ولاة من قبل الموحدين، و يتقاضون رواتبهم من دولة الموحدين التي كانت أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامي حيث امتدت سلطتها أيام عزها من المحيط الأطلسي إلى حدود مصر شرقا ومن البحر المتوسط وبلاد الأندلس شمالا إلى الصحراء جنوبا

[/font]
بعض أعمالهم أثناء الدولة


شهدت تلمسان في العصر الإسلامي الوسيط حياة فكرية رائدة وحركة واسعة للعلوم والمعارف الإسلامية ، امتدت إشعاعاتها إلى المدن والعواصم الإسلامية الكبرى في المغرب والمشرق ؛ من ذلك بناء المدارس العلمية التي كانت محجّا للعلماء والأدباء وطلبة العلم على السواء.
1ـ المدرسة مصطلحًا ووظيفة :
يذهب المقريزي (ت 845هـ) من حيث تعريف المدرسة ـ نقلا عن ابن جنّي وابن سيّدة ـ أنّها مشتقة من الفعل "درس الكتاب" يدرسه درسًا ودراسة ، إذا كرّره للتمكن منه ، ودارست ودرّست ، والمدرس وهو الموضع الذي يدرس فيه ، والمدرسة منشأة من مستحدثات الإسلام فلم تكن معروفة قبله ، كما لم تكن معروفة في الفترة الإسلامية المبكّرة ، وتربط المصادر ظهورها مع اختلاف بينها في ذلك ، بالربع الثالث من القرن الخامس الهجري(العاشرالميلادي) .[46] فيذكر المقريزي : " المدارس ممّا حدث في الإسلام ...وإنّما حدث عملها في المائة الرابعة من سني الهجرة ، وأوّل من حفظ عنه أنّه بنى مدرسة في الإسلام أهل نيسابور
التي بنيت بها المدرسة البيهقية[47] " [48]. وأوّل من عمّم بناء المدارس في المدن الوزيرالسلجوقي نظام الملك
(ت 485هـ).[49]
والمدرسة تعني في المصطلح الوظيفي ؛ مؤسسة لتدريس العلوم الإنسانية ودراسة علوم الشريعة بصفة خاصة ، وقد ناقش الأستاذ أحمد فكري مجمل الأراء المتداولة بين الباحثين حول وظيفة المدرسة ، وخلص إلى أنّ المدرسة اتّخذت وظيفتها الرئيسة من كونها أعدّت لتضمّ بيوتًا لسكن طبقة متميّزة من الفقهاء والطلبة ، وأنّه لا مجال ـ من وجهة نظره ـ للأخذ بفكرة أنّ إنشاء المدارس كان لمناهضة الشيعة ونشر السنة ، وإذا كان هذا صحيحًا ـ حسبه ـ فإنّ مناهضة المذهب الشيعي كان واحدا من تلك الوظائف.[50]
وتبنى المدارس عادةً خارج المسجد ، والمعنى الإصطلاحي لهذه المؤسسة التعليمية يختلف عن مدلول الأماكن التعليمية والدينية السابقة للمدارس ، كالمساجد والكتّاب والرباط ، وهو مفهوم رسّخته تقاليد نظام المدرسة الشرقية ؛ التي ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري (الحادي عشرميلادي) في خراسان ، وقد تأخّر ظهورها في بلاد المغرب إلى النصف الأوّل من القرن السابع الهجري (الثالث عشرالميلادي).[51]
حيث تكاد معظم الآراء تتّفق على أنّ وصول المدارس إلى المغرب الإسلامي كان بعد سقوط الدولـة
الموحّدية ، وأولى المدارس المنشأة في إفريقية هي التي أنشأها أبا زكرياء الحفصي (624ـ647هـ/ 1227ـ 1249م) وعرفت باسم المدرسة الشمّاعية ، خصّصها لتدريس مذهب التوحيد أو تعاليم إمام الموحّدين المهدي بن تومرت ـ وهو المذهب الرسمي للدولة ـ وكان ذلك سنة 633هـ/1235م. وقد توالى بعد ذلك بناء المدارس في إفريقية منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري(الثالث عشرالميلادي)، وتواصل تشييدها طيلة القرن 08هـ/14م ، حتى فاق عددها في نهايته عشر مدارس .[52] ولم تظهر المدارس في تلمسان إلاّ في مطلع القرن الثامن الهجري(الرابع عشر الميلادي)، وكانت وظيفتها هي استقبال الطلبة لمزاولة تعليمهم.[53]
2ـ مدارس تلمسـان :
في عهد بني زيان أسّست مدارس تلمسان الخمس ، فكانت معاهد عليا للتعليم على غرار المدارس النظامية التي أنشأت في المشرق ، وما تمّ تشييده بعدها في سائر أنحاء العالم الإسلامي .[54] قال عنها ابن الأحمر بقوله : "...ونكفي أن نذكر المدارس الخمس الكبرى التي أنشأت فيها (تلمسان) في أيام تلك الأسرة الطويلة العمر". [55] وذكرها حسن الوزان بقوله : "... وتوجد بتلمسان مساجد...وخمس مدارس حسنة ، جيّدة البناء مزدانة بالفسيفساء...شيّد بعضها ملوك تلمسان وبعضها ملوك فاس ".[56]



ـ دور المدارس في النهضة العلمية بتلمسان :
أحدثت المدارس العلمية التي أنشئت بتلمسان خلال القرن الثامن الهجري(الرابع عشر الميلادي) نهضة علمية بالغة الأهمية ، حيث غدت تلمسان مدينة إستقطبت عددًا كبيرًا من العلماء وطلبة العلم ، فأدى ذلك إلى
ظهور الكثير من العلماء في مختلف العلوم والفنون ، والذين كانت لهم إسهامات في تطوير الحياة العلمية والفكرية في هذه الفترة ، ومن هؤلاء العلماء على سبيل المثال لا الحصر:
أحمد بن مرزوق(ت741هـ) ، محمّد بن مرزوق الجدّ(ت781هـ) ، محمّد بن مرزوق الحفيد(ت842هـ)،
محمّد بن مرزوق الكفيف(ت 901هـ) ، أحمد بن مرزوق حفيد الحفيد(ت690هـ) ، ابن خلف التلمساني (ت690هـ) ، أبو الحسن التنسي(ت706هـ) ، محمّد السلاوي(ت737هـ) ، أبو زيد عبد الرحمان بن الإمام(ت 743هـ) ، وأخوه أبو موسى عيسى بن الإمام(ت794هـ) ، أبو موسى عمران بن موسى المشدالي(ت745هـ) ، أبوعبد الله محمّد التميمي(ت745هـ) ، أبو عبد الله محمّد المقرّي(ت759هـ) ، ابن
الخميس التلمساني(ت708هـ) ، ابن هدية القرشي(ت735هـ) ، أبو زكرياء يحي بن خلدون(ت810هـ) ،
ابن النجار(ت749هـ) ، أبو عبد الله بن إبراهيم الآبلي الأصل التلمساني المولد والنشأة ؛ والذي تتلمذ عليه شيوخ وعلماء أجلاّء على رأسهم عبد الرحمان بن خلدون ،وأخوه يحي ، والمقرّي الكبير، وأبو عبد الله الشريف ، ابن مرزوق الجدّ ، سعيد العُقباني ، وابن الصبّاغ ،...(ت757هـ) ، أبو عبد الله الشريف (ت771هـ) ، إبراهيم المصمودي(ت805هـ) ، سعيد العّقباني(ت871هـ) ، ابن عبد الجليل التنسي (ت899هـ) ، محمّد بن عبد الكريم المغيلي(ت909هـ) وغيرهم... ، وقد ترجم ابن مريم في البستان لاثنين وثمانين ومائة عالم وولي ، ولدوا بتلمسان أو عاشوا بها .[132]
كما ساهمت هذه المدارس في تنمية الحركة الفكرية والتربوية بتلمسان من خلال المجالس المختلفة للعلوم ، والتي كانت تدرّس فيها أمهات الكتب والدواوين ، وزادت من حبّ وتعلّق السلاطين الزيانيين بالعلم، فذكر التنسي عن أبي زيان بن أبي حمّو أنّه : "...نسخ بيدّه الكريمة نُسخًا من القرآن حبسها كلّها بخزانته التي بمقدم الجامع الأعظم من تلمسان ...وصنّف كتبا نحا فيها منحى التصوّف سمّاه " كتاب الإشارة في حكم العقل بين النفس المطمئنة والنفس الأمّارة ".[133]
وكان هؤلاء السلاطين يحضرون مجالس العلم ؛ من ذلك ما ذكره التنسي أيضًا عن أبي حمّو: "... وطوّل الله مدّته حتى ختم السيّد أبو عبد الله الشريف تفسير القرآن العزيز فيها(المدرسة) فاحتفل أيضا لحضور ذلك الختم وأطعم فيه النّاس ، وكان موسمًا عظيمًا ".[134]
ومن نتائج هذه النهضة العلمية أيضًا أن صار السلاطين الزيانيون يسندون المناصب إلى العلماء ، من ذلك إتخاذ أبو زيان بن أبي حمّو للشيخ أبو عبد الله محمّد بن منصور بن علي بن هدية كاتبا في ديوان الرسائل ومستشارًا في أمور تلمسان وولّي قضاءها .[135] كما استخدم أبو حمّو موسى ، يحي بن خلدون حاجبًا وكاتبًا وزيرًا ، وهو الذي أرّخ للدولة التي خدمها حتى هلك سنة 737هـ .[136]








خاتـــمة :
من خلال مدارس تلمسان التي أنشأت في القرن الثامن الهجري(الرابع عشر الميلادي)
تتأكّد لنا وظيفة المدرسة كفضاء للعلم والثقافة ومركزًا للنهوض بالحياة الفكرية في أيّ مجتمع ، كما أنّ تنافس السلاطين الزيانيين على بناء هذه المدارس ، يقدّم مثالا رائعًا لحكّام تلك الفترة ، والذين لم يخل عصرهم من
إضطرابات وأخطاء وظلم للرعيّة ، لكن كانت هذه المنجزات من حسناتهم التي بقيت تلحقهم . ومن جهة أخرى أمكننا القول أنه متى توفّرت الظروف المناسبة لطلب العلم وحظي طالبوه ومعطوه بشيء من الإهتمام فإنّ ذلك حتمًا سيعطي أكله ؛ من بروز العديد من العلماء ، و زيادة حركة التأليف ونشر الكتب ، وإقبال أهل ذلك المجتمع على طلب العلم وتشجيعه واحترام وتوقير حامليه ، وهو ما توفّرت جوانب منه في تلمسان .
كما ساعدت وحدة المذهب وتكفّل الدولة بهذه المدارس على تجنّب الصراعات ، كالتي شهدتها مدارس المشرق ، أين تحوّلت كثير منها من طلب العلم إلى المشادّات الكلامية والتعصّب المذهبي وصل إلى حدّ التقاتل وسفك الدماء.

و الله أعلم



ملاحظة : الزاب قد يشمل تلا وصحراء كل من ليبيا وتونس و الكثير من مناطق الجزائر وقد حدده بعض المؤرخين كأقصى اتساع له من نواحي طرابلس الى تيهرت وقيل تلمسان و الله اعلم

**عابر سبيل **
2014-09-15, 20:45
نقطة نظام

في معرفة العامة لاهل المنطقة :
هدا المصطلح كان يطلق على المتكلمين با الامازيغية في المنطقة وبها يعرفون خاصة في القرون الماضية وحتى اليوم ، يعني الشاوي هو دالك الأمازيغي الدي يتكلم الامازيغية با الدرجة الأولى ولا يقصد به أهل القيام على الشاه فقط لأن العام والخاص يعرف أنّ الشاوية هم أهل تجارة وزراعة ولديهم ايضا صناعاتهم (الحرف التقليدية مثل نسج الزرابي ، صناعة الحلي ، الصباغة .... الخ )
يعني الشاوية قديمًا برزو في عدة مجالات كما هم اليوم .......
أيها الإخوة الكرام ببساطة هدا المصطلح وإن كان يطلق في القرون الوسطى على اهل القيام على الشاه ولم يكن يقصد به اهل اوراس بالخصوص كما هو عليه الآن إلاّ أنه في القرون الأخيرة كان يطلق على سكان المنطقة الدين كانو يتكلمون الامازيغية فيُقال: عنه يتكلم الشاوية اي يتكلم الأمازيغية


وهدا الشيء يعرفه العام والخاص ، فا الشاوية هم هؤلاء الدين حافظو على اللهجة الامازيغية في المنطقة التي نحن بصدد الحديث عنها، الى قرون متقدمة بل إلى غاية الإحتلال الغاشم ، وهم هؤلاء الدين عاشو كل تلك المضاهر سواء الحضرية او البدوية

الخلاصة : الشاوية هم الدين عرفو بأنهم أمازيغ المنطقة ( من زناته ، هوارة ، لواته ، كتامه ، نفزه ...)أو على الأقل المتكلمين با الأمازيغية فيها الى وقت قريب من غيرهم مثل عرب بنو تميم (عرب الفتح ) ، والعرب القادمين في القرن 10 وغيرهم .........و الله أعلم


الشّاويّة، عندنا، في أوراس، لها ارتباط وثيق باللّغة!
قال الدّكتور العربيّ عگّون:
اختزل العامّة، في منطقة الشّاويّة، الانتماء إلى الأصل الأمازيغيّ في اللّغة؛ توهّما منهم أنّ البربريّ هو من يتكلّم الشّاويّة لا غير.......
هدا الكلام منقول من الأخ علي ابوزيان
فاالشاويه في دهنيتنا نحن الجزائريين هم الدين يتكلمون الشاوية [الأمازيغية]في المنطقة (هدا كان شائعا في القرن الماضي خاصة )
وهدا ايضًا يبين أن القول بأن شاوية الاوراس هم عامة السكان (الدين يتكلمون اللغة الامازيغية بشكل اساسي)وأنه قد عاش أجدادهم جميع المظاهر المدكورة سالفًا لهو كلام صحيح ............

بعبارة مبسطة فالشاوية عرفًا :
هم كل السكان الدين كانو يتكلمون الامازيغية في المنطقة التي في الجنوب القسنطيني خاصة في القرنين الماضيين
والله اعلم

**عابر سبيل **
2014-09-15, 20:54
لقد دكرنا فيما سبق أحوال منطقة الشاوية في العصر الوسيط ولكن التساؤل هنا .......
هل الشاوية اليوم هم احفاد هؤلاء الدين كانت عماراتهم دائمة ومتصلة عرفو جميع مضاهر الحياة الحضرية و البدوية و الجواب في عدة نقط وعدة تساؤلات نوردها كا الآتي :



*-قبل دالك القول بأن المنطقة عاشت كل تلك المظاهرفي العصر الوسيط ، لا ينكره عاقل

*ولكن التساؤل هنا :

-هل القبائل التي كانت في منطقة الاوراس وجوانبه حافظت على وجودها في نفس المناطق التي كانت عليه في العصر الوسيط ؟؟؟!!!
الجواب أنّ الكثير منها لم يحافظ على نفس المناطق غير أنها (الكثير والكثير منها) ضل في نفس الحيز الجغرافي تقريبًا إما شرقًا أوغربًا يعني تحركها كان في إطار ضيق (نفس منطقة الشاوية تقريبًا)
وهدا يعني أنهم (الكثير والكثير منهم)بالفعل هم أحفاد هؤلاءوهدا ما ستبينه هده الدراسة عن بعض أصول الاحلاف القبلية في المنطقة حسب المؤرخين الفرنسيين ........


*نتساءل أيضًا عن ظاهرة تشتت بعض القبائل الكبرى ومشاركتها في تكوين بعض الأحلاف :
-اي بعبارة اخرى لمادا نجد لما يدكر المؤرخين منطقة معينة يقولون بان فيها من جبل اوراس من بني يملول فرقة ومن اوجانه فرقة ومن بني سلام فرقة على سبيل المثال ......ألا يدل دالك على أنه هناك حركية غير عادية حدثت في المنطقة ؟؟!!
إن ظاهرة التحالف التي ميزت الفترة التركية أدت بالكثير من القبائل الى تكوين المعسكرات التي تعتمد على القيطون و الخيمة ومثال على دالك ما جاء في رواىة Paul Balleyحول تشكل الحلف القبلي أولاد بوعون ؟؟؟؟!!!!

-يخبرنا المؤرخين الفرنسيين أنه في العهد التركي حدثت تحالفات عظيمة في المنطقة وتكون عدة جبهات ، أدى إلى إضطرابات حصلت بين الدولة و معاونيها وبين مخالفيها من جهة .........
تلك التحالفات أدت بكثير من القبائل الى التشتت فهل لما نرى مثلًا قبيلة مستقرة قد تشتت افرادها في عدة جبهات وأحلاف فمادا يعني هدا؟!هل الأمور تبشر ببوادر للإستقرار أم سيتحول الأمر إلى تكوين مايشبه المعسكرات التي تتطلب الخفة في الحركة مما يستدعي سكن القيطون ، والخيم
-فهنا نلاحظ عدة امور منها تشتت القبائل ، تكوين الأحلاف ، تكوين المعسكرات ، عدم الخضوع لقانون الضرائب يعني المواجهة و بالثالي عدم الإستقرار ......
كل هدا ستجدونه في هدا البحث القيم إن شاء الله ؟؟!!!

وإدا قرأنا ما قاله المؤرخين الفرنسيين فسيتبين لنا دالك ، فا الكلام بأن الكثير والكثير من المعروفين بانهم شاوية هم الدين كان اجدادهم يسكنون نفس المنطقة في العصر الوسيط يدل على صحة ما نقول ......

قدم لنا أحد الأخوة بحثاًرائعًا حول أصل قبائل أو أعراش المنطقة مستدلين با أقوال المؤرخين و الباحثين في فترة الإحتلال الفرنسي يضهر كيف حصلت بعض هده التحالفات منها :
- تاريخ الحلف القبليّ أولاد بو عون:
-- رواية Paul Balley: البلديّة المختلطة لبلزمة، أخذت اسمها من سهل واسع اسمه قصر بلّزمة، المعروف على عهد الرّومان باسم(Lamasba)، تحيط به جبال عاليّة، مكسوّة بغابات الأرز، وسلاسل خضراء.
أنشئت في 27 سبتمبر 1904، بقرار الحاكم العام للجزائر، تضمّ، في هذا التّاريخ، الأقاليم المعيّنة فيما يلي:
المركز الاستيطانيّ الأوربيّBernelle ويضمّ: دوّار واد مروانة، دوّار واد الماء، دوّار أولاد شليح؛ أقاليم تابعة للبلديّة المختلطة عين التّوتة.
المركز الاستيطانيّ الأوربيّCorneille ويضمّ: دوّار شيدّي، دوّار القصر، دوّار أولاد مْهنّة، دوّار بو غزال، دوّار أولاد مّحَمّد بن فرّوج؛ أقاليم تابعة للبلديّة المختلطة عين القصر.
دوّار أولاد فاطمة؛ يتبع البلديّة المختلطة أولاد سلطان.
أربعة قبائل مختلفة، تساهم في تشكيل البلديّة المختلطة بلّزمة، وهي من حيث الأكثر أهميّة:
1. قبيلة أولاد بو عون،
2. قبيلة أولاد سلاّم،
3. قبيلة أولاد سلطان،
4. قبيلة عليّ بن صابور.
-- قبيلة أولاد بو عون:
... الحقبة التّركيّة، كانت طويلة الأمد، رغم طابع سيادتها المطلقة.
في وقت بعيد جدّا [خلال العصر التّركيّ]، قدم شخص اسمه عون، يقولون أنّ أصله من السّاقيّة الحمراء، إلى نقاوس، من الحضنة. هذه النّقطة، كانت آنذاك محتلّة من طرف حاميّة تركيّة صغيرة، والّتي كانت مهمّتها دفع والحصول على الضّرائب من القبائل المحيطة الخاضعة لحكم البايات.
استقرّ عون بنقاوس، وسرعان ما سيجلب انتباه قبائل النّاحيّة.
هذه المواطن كانت محتلّة آنذاك من قبل:
1. أولاد سلطان، موطّنين بجبالهم.
2. أولاد فاطمة المقيمين على منحدرات جبل رفاعة.
3. أولاد شليح وحيدوسة، الّذين يحتلّون سلسلة بلّزمة.
4. الحاليميّة وأولاد مْحمّد بن فرّوج، الّذين يزرعون القمم المرتفعة لجبل مستاوة.
5.من طرف أولاد سلاّم، أولاد سعيد بن سلامة وأولاد عليّ بن صابور، الّذين تمتدّ زراعتهم على السّلسلة الجبليّة الموجودة شماليّ نقاوس.
جميع هذه القبائل تدفع الضّرائب، بصورة منتظمة إلى حدّ ما، للحاميّة التّركيّة بنقاوس.
توصّل عون إلى طريقة لإعلاء نفوذه وذلك يكون بتوجيه ضربة كبيرة. انتدب لها أولاد وجرتن، فرقة من أولاد سلطان. قتل جميع جنود الحاميّة التّركيّة وأعلن استقلال القبائل الّتي أُجبرت على الخضوع لنير الأتراك.
انتقل عون كسيّد إلى نقاوس؛ وأخذ يتلقّى التّهاني يوميّا من القبائل. عندها علم أنّ باي قسنطينة وضع نفسه على رأس جيش كبير وأنّه آت للإنتقام لمصير جنوده.
لم يشعُر أنّه قويّ بشكل كافي، لجأ عون إلى حيدوسة، نصب خيمته بأعاليّ وادي مروانة إلى -الملال برد-.
بوصوله إلى نقاوس، فرض باي قسنطينة غرامة ثقيلة على القبائل الثّائرة، وعاد أدراجه بعد أن أقام حاميّة جديدة أقوى من الأولى.
العديد من الفرق استاءت من سلطة الباي، حينئذ ذهبوا للانضمام إلى الرّجل الذّي رفع لواء التّمرّد.
أولاد ضيف، فرقة من أولاد سلطان، أولاد تلواح(Telouah)، أولاد سعيد بن سلامة، عديد الفرق من أولاد شليح وجميع حيدوسة اعترفوا بعون كقائد لهم.
أحسّ بأنّه قويّ بما يكفي للقيام بالحملة، نزل عون وحلّ بسهل قصر بلّزمة والّذي قسّم أراضيه على جميع أنصاره.
أخاف نفوذ عون بايات قسنطينة، سعوا لجعله صديقا. أرسلوا إليه برنوس التّنصيب وختما مع شعار قائد بلّزمة. ومن جانبه، يتعهّد عون بأن يجمع لهم كلّ عام الضّرائب من القبائل الّتي تعترف له بالأمر عليها.
للوفاء بالإلتزام الّذي تعهّد به للأتراك، نظّم عون، مع أولى القبائل الّتي كانت قد قدمت والتفّت حوله، كتيبة مسلّحة صغيرة.
كان له مزرقيّة (أي: فرسان) والّذين بمساعدتهم قام بتحصيل الضّريبة، بحيث جزء منها فقط يتمّ إرساله إلى قسنطينة.
أمّا بالنّسبة لأولاد محمّد بن فرّوج، الحاليميّة، أولاد سلاّم وأولاد عليّ بن صابور الّذين بقوا أصمّاء عن دعوات عون لهم بأن يأتوا وينضووا تحت لوائه، فقد سار إليهم وأجبرهم على الرّضوخ له.
من جهتهم، أولاد سلطان، أولاد فاطمة وحيدوسة، عاشوا بذكاء تام مع عون، ولكن بأكبر قدر من الاستقلالية. لم يدفعوا أيّة ضرائب.
الأخضر حلفاويّة، لم يكونوا في منأى عن توغّلات عون، وفرقة أولاد منعة من هذه القبيلة أتت واستقرّت ببلّزمة.
بالقرب قليلا من هذه الفتوح، قدمت خيم تنتمي إلى قبائل أولاد سيّدي عبد الرحمان، أولاد سيّدي الحاجّ وأولاد سيّدي حملة، القادمين من السّاقيّة الحمراء، وانضوت تحت راية عون، الّذي منحهم أراضي بسهل قصر بلّزمة.
توفّي عون وترك ابنا، عليّ بن عون، والّذي نجح في قيادة القبيلة.
إحدى فرق أولاد شليح الّتي تحتلّ بلاد باتنة، والّتي يسمّى شيخها "بن عون بن بُنگيان(Bongian)" سعى إلى استعادة حرّية قبيله. سار عليّ معترضا لها، أغار عليها بشكل كامل، ونقل أفرادها، أولاد مهنّة ببلّزمة، والّذين لم يغادروها منذ ذلك الحين.
العلاقات الجيّدة الّتي كانت موجودة دائما بين عليّ والأتراك، أتى وقت وتوقّفت فيها. بسبب عدم الرّضى على سوء أفعال البايات وطريقة تصرّفاتهم، أعلن الاستقلال، ورفض دفع الضّرائب.
استمرارا في سياستهم المتآمرة والماكرة، سعى البايات لجلبه إليهم عن طريق الهدايا، ولكنهم يتمكّنوا من النّجاح. قرّروا أن يطلبوا إحدى بناته للزّواج. سُرّ عون بهذا الطّلب المشرّف. وعجّل بالموافقة.
أخذ الباي بعد ذلك بالسّير مع سريّة قويّة ذهابا للقاء خطيبته .. اتّجه عليّ، مع جميع أفراد عائلته، صوب مقدّمة الجيش التّركيّ، ونصب خيمه (الزّمالة) في عين طاگة.
بعدما وصل البايّ، انهالت السّريّة التّركيّة على خيم عليّ، والّذي لعدم ارتيابه من ناحيّتهم، لم يتّخذ أيّة احترازات. قُطِع رأسه مع كلّ مقرّبيه تقريبا. اثنين من أطفاله الصّغار، الگيدوم (الگيدون) وبو عزيز نجيا بأعجوبة من المذبحة؛ اثنين آخرين، والّذين ضلاّ على ربوة، استثنيا من قبل الباي، وأُشخصا إلى قسنطينة، وهما فرحات وحامد.
على إثر هذا الخبر، جميع القبائل الّتي كان عليّ رئيسا عليها، والّتي سبق لها وأن تسمّت أولاد بو عون، ثارت وسارت نحو السّريّة التّركيّة الّتي عادت على عجل إلى قسنطينة.
الگيدوم، الّذي نصّب أميرا عليهم، ضلّ لبضع سنوات مستقلاّ عن الأتراك، ثمّ انضمّ إليهم في نهاية المطاف.
فرحات، الّذي كان قد أحيط بأقصى قدر من الرّعاية من قبل بايات قسنطينة، غادر هذه المدينة على إثر موت الگيدوم، ارتدى 'برنوس' التّنصيب، وحمل ختم البلاد من خنشلة إلى أولاد سلاّم.
عاش دائما بحنكة بالغة في تعامله مع البايات. ولقي حتفه في المعركة الّتي خاضتها سريّة تركيّة، حيث انضمّ إليها مع قوّاته ضدّ فلّيسة البحر بالقبائل الكبرى.
وخلفه الحاجّ محمّد بن عزيز، حفيد عليّ بن عون، ثمّ محمّد بن فرحات، ابن فرحات بن عليّ.
وقد كانت مغادرة أولاد وجرتن مواطن أولاد سلطان ليأتوا ويستقرّوا حول زمالة قايد واد مروانة، إبّان ولاية هذا الأخير.
ثمّ جاء أحمد بن الحاج، ثمّ، بعده، مناصر بن فرحات.
وبتولّيه اضطَرب السّلام. أحد أبناء عمّ المناصر، الحاجّ بن بو عزيز، حسده على السّلطة الّتي أوجبها له نسبه، توجّه إلى قسنطينة ومنحه البايات لقب قائد. بعودته إلى البلاد، جزء من القبيلة رَفض الإعتراف له بذلك والجزء الآخر انضمّ تحت لوائه.
كلا المتنافسين، دُعما من قبل الأتراك، والّذين يقرّان لهما بلقب قايد. انغمسا في معارك متعدّدة، منتصرَين ومنهزمَين واحدة بواحدة، جميع فرق القبيلة تأتي تباعا لتجتمع تحت إحدى رايتيها. بعض الوقت قبل مجيء الحاجّ أحمد، آخر بايات قسنطينة، اختار الحظّ مناصر بن فرحات. أُجبر منافسه الحاجّ محمّد بن بو عزيز على اللّجوء إلى التّلّ.
ثمّ، في وقت لاحق، استصرخته قبيلة مستاءة، فجاء وأكره مناصر بدوره على مغادرة البلاد .. توفّي الحاج بن بو عزيز، ترك ابنا، محمّد بن بو عزيز.
هذه الصّراعات الدّاخليّة أسفرت عن انقسام القبيلة إلى جزأين أو حلفين:أنصار أولاد فرحات من جهة، ومن الأخرى أنصار أولاد بو عزيز.
ويمكننا بالتّالي أن نقسّم الحلفين المتعاديين إلى: حلف بو عزيز، ويضمّ: أولاد مهنّة، حاليميّة، أولاد ضيف، أولاد منعة؛
حلف أولاد فرحات، ويضمّ: أولاد مْحمّد بن فرّوج، هوّارة(Aouara)، أولاد حملة، أولاد وجرتن، أولاد عبد الرّحمان، أولاد الحاجّ.
حيدوسة وأولاد فاطمة لم يأخذوا بنصيب لا مع هذا ولا مع ذاك من المتنافسين إهـ.
-- رواية Robert Letan:يروى أنّه في زمن بعيد ومن الصّعب للغاية تحديده، شخص اسمه عون أصله من السّاقيّة الحمراء، قدم إلى نقاوس أين بفضل ذكاءه اكتسب بسرعة نفوذا كبيرا. كان يمارس مهنة قصّاب، (عازف على آلة القصبة).
مغامر وجريء، استغلّ السّخط الّذي يتجلّى ضدّ الحاميّة التّركيّة، ليضع نفسه على رأس أتباعه، استولى على نقاوس، أباد الحاميّة، وأعلن استقلال القبائل المجاورةالّتي سبق وأن خضعت للأتراك. توجّه باي قسنطينة بنفسه على رأس سريّة، وقدم للانتقام لمهلك جنوده، لم يشعر عون بأنّه قويّ بما فيه الكفاية، لجأ إلى قبيلة عيدوسة (مروانة) بجبال بلّزمة.
بوصولها إلى نقاوس، قامت السّريّة التّركيّة بمعاقبة المتمرّدين وفرضت عليهم ضريبة كبيرة، ولكن العديد من القبائل تجمّعت وانضمّت إلى عون. أدرك الباي مدى نفوذه الكبير وهنا فكّر بأن يتعامل معه بشكل سياسي أكثر وذلك بجعله صديقا. منحه شعار شيخ بلّزمة. ترك عون بموته ابنه الگيدوم، والّذي بدوره خلفه ابنه عليّ، هذا الأخير ذهب إلى التّلاغمة، إلى أولاد عبد النّور وإلى العلمة، بعد ذلك تمرّد على باي قسنطينة.

بعد أحد الاجتماعات بين الوحدات المسلّحة للباي وأنصاره، والّذي نتائجه ليست معروفة، قام عليّ بن الگيدوم بترسيم سلطته بشكل رسميّ وقام بتوسيع سلطانه وحجم نفوذه وذلك بإقرار من الباي.
حسّان بو حانك، حلّ محلّ هذا الباي (1736-1753) عزم على طرد عليّ بن الگيْدوم والّذي أزعج تنامي نفوذة الرّعيّة. بعد أن طلب منه ابنته للزّواج، استدرجه إلى فخّ، قتلوه وقبضوا على اثنين من أبنائه فرحات وحمّو، وسلّم إمارته إلى شخص يسمّى بو عون، من أولاد بو زيّان.
هذا الأخير بدورة تعرّض للخيانة من قبل الباي لصالح فرحات بن عليّ بن گيدوم، والّذي كان بو حانك قد ربّاه مع عائلته وحظي بمودّته، حيث بعد زمن قصير، عَهِد له الباي بقيادة كلّ المنطقة الّتي تشمل بين عين أزال جنوبي سطيف، والطّارف شماليّ خنشلة في 1804، كان قد قتل على رأس گومه وذلك في قوّات الباي عصمان بالقرب من مصبّ الوادي الكبير (الميليّة) وفقا للبعض، وعند فلّيسة في عهد أحمد باي القلّيّ (1756-1771) وفقا للبعض الآخر إهـ.
-- رواية Louis Rinn (تكملة لما سبق):والد السّعيد بن شريف، كان خلال حكم الأتراك، وفي الأيّام الأولى للاحتلال الفرنسيّ، شيخ متوارث لبلّزمة. بموته تمّ تقسيم رياسته الكبيرة، وأعطيت للسّعيد بن شريف قائد أولاد بو عون.
بالمعنى الدّقيق للكلمة، أولاد بو عون لم تكن سوى مجموعة صغيرة من 200 فارس مرزقيّة، تُشكّل مخزن شيخ بلّزمة. ولكن حول هؤلاء الفرسان كان قد اجتمع النّاس من أصول شتّى وانتهى الأمر بتشكيل تجمّع، سمّي قبيلة أولاد بو عون.خارج هذه القبيلة، قائد أولاد بو عون (الّذي يحصي سبعة وثلاثين مجموعة مستقلّة) تشمل قبائل بربريّة وقبائل مختلطة.
كانوا قد انقسموا جميعا منذ زمن طويل إلى حلفين: الحلف البربريّ، ضلّ مستقلاّ خلال عصر الأتراك؛ وحلف أولاد بو عون. هذا الأخير كان بدوره قد انقسم، بفعل الأتراك، إلى حلفين جديدين: حلف أولاد مناصر بن بو عون، والّذي كان في الحكم سنة 1830؛ وحلف أولاد الحاجّ بو عزيز، مُعَاد للشّريف ولإبنه سعيد.
مرسوم 14 ديسمبر 1867 كان قد قسّم هذه العناصر المختلفة إلى تسعة دواوير مُشتركة أو فرق جماعيّة تحمل رسميّا الأسماء التّالية: أولاد فاطمة (بربر أصليّون، ضلّوا مستقلّين إلى غاية 1830)؛ وادي مروانة، معروفة أكثر باسم عيدوسة(بربر أصليّون، ضلّوا مستقلّين إلى غاية 1830)؛وادي الماء، معروفة أكثر باسم حاليميّة (بربر أصليّون قدماء، نزحوا من جبالهم، واختلطوا مع عناصر مختلفة)؛ محمّد بن فرّوج (خليط من البربر والعرب)؛ القصر (سوق وبرج القايد؛ زمالة أولاد بو عون)؛ شدّي (دوّار يتألّف من عناصر مختلفة، بربريّة أو عربيّة)؛ أولاد مهنّة
(دوّار يتألّف من عناصر مختلفة، بربريّة أو عربيّة)؛ زانة (دوّار يتألّف من عناصر مختلفة، بربريّة أو عربيّة)؛ بو غزال (دوّار يتألّف من عناصر مختلفة، بربريّة أو عربيّة) إهـ.
- أصول قبائل حلف بو عون والقبائل الأخرى ببلّزمة:
قالCh. Feraud: في زمن بعيد، هذه القبيلة [أولاد عبد النّور] كانت حليفة أولاد بو عون، ساكنة شاويّة [أمازيغيّة] كثيرة العدد وقويّة، والمحميّة أصلا من الطّبيعة وذلك في البلاد الجبليّة الّتي تقطنها، والّتي كانت تمثّل دائما ملاذا من الغزوات الأجنبيّة إهـ.
-- أولاد شليح:قالR. Letan: لا نجد عند أولاد شليح أيّة شخصيّة بارزة يرتبط بها أصلهم إهـ. وقال أيضا: تاريخ أولاد شليح لا يقدّم شيئا مميّزا من غير مجموعة أولاد مهنّة الّذين سعوا إلى استرجاع حرّيتهم، في زمن عليّ بن عون. أغار عليهم ونقلهم إلى بلّزمة، حيث لم يغادروها منذ ذلك الحين إهـ. وذكرCh. Feraud أنّه استنادا إلى الرّواية المحلّيّة، فإنّ أولاد مهنّة بن برقوق، هي إحدى أقدم الفرق الّتي شكّلت الحلف القبليّ أولاد عبد النّور. وأنّ برقوق ينحدر من "سدويكش"، سادة البلاد في زمن بربر كتامة. وتشتمل هذه الفرقة على عائلتين مرابطيّتين وهما: أولاد شليح (شلياح)، وأولاد مدلب، وثلاثة دواوير هي: أولاد مهنّة بن برقوق التّلّية، سبايخية، أولاد سعي. ومعهم أيضا إخوانهم أولاد مهنّة بن كباب من نفس الأصل إهـ.
.. ..
-- حيدوسة (العوادسة): يكتبها الفرنسيّون في أغلب المواضع "عيدوسة" أو "العوادسة"، وفي الأقلّ "حيدوسة" أو "الحوادسة". فيما المتعارف عليه اليوم في باتنة هي الصّيغة الثّانية. أصلهم من وادي عبدي، ثمّ انتقلوا فيزمن غير معلوم إلى بلّزمة.وقد فصّل لناE. Masqueray كيفيّة استيطانهم به، وطبيعة علاقاتهم مع القبائل الأخرى، قال: العوادسة أو حيدوسة، كانوا موطّنين فيما مضى بعدد كبير على وادي عبدي، هاجروا بشكل كامل تقريبا وذهبوا ليسكنوا بالقرب من بلّزمة بأعاليّ الجبل الّذي يحمل اسمهم. جزء من سكّان بدرونة (وادي عبديّ) هم عوادسة، اختلطوا في وقت لاحق مع العبداويّة. أمّا بالنّسبة لقرية حيدوسة، الّتي احتفظت باسم أوائل مؤسّسيها، فإليكم ما تذكره الأسطورة: العوادسة قدموا من المغرب الأقصى، كانوا قد استقرّوا بداية في مقابل الجبل، في وسط الآثار الرّومانيّة، وسرعان ما سيستكثرون بأولاد عامر بن عليّ، أولاد عامر بن عمامة، أولاد محمّد بن عبد الله، أولاد بلّيل، كلّهم أيضا قدموا من المغرب الأقصى. الأولى [أولاد عامر بن عليّ] ينظرون إليها على أنّها واحدة من فرقهم. منبعهم الّذي على الضّفّة اليمنى للوادي جفّ، أرادوا العبور إلى الضّفّة اليسرى، الجبال كانت آنذاك مغطّاة بالأشجار، أشعلوا النّيران وبدؤوا في البناء، ولكنّهم بذلك أثاروا استياء أولاد مؤمن، هُزموا في معركة، توسّل العوادسة لمشاركة أولاد عبدي، الّذين ضلّوا مجتمعين بأسافل "غزال" منبعهم، وعَدُوهم بأراض. ضمّ إليهم أولاد عبدي ثلاث رجال، واحد من أولاد عامر بن داود، واحد من أولاد عليّ بن يوسف، واحد من أولاد مهدي، يمثّلون فرقهم الثّلاثة الأكثر أهميّة، خاف أولاد مؤمن وتركوا العوادسة الممتزجين مع أولاد عبدي يبنون القرية الحاليّة .. أضيف أنّ شاويّة حيدوسة، يسمّون قريتهم "مازر" إهـ.
ويبدو أنّ هجرتهم من أوراس إلى بلّزمة، كان سببها اجتياح أبناء بورك للقبائل الأخرى بالمنطقة. ولعلّهم كانوا من بين القبائل الّتي عناها ابن خلدون بقوله أنّ يد لواتة، كانت عالية عليهم في زمنه، وأنّ الدّولة تستكفي بها لجبايتهم، وهذه القبائل هي من هوّارة وكتامة. وأعتقد أنّ الحوادسة، هم أنفسهم أدّاسة، أحد شعوب الأمازيغ البتر، المندرج أغلبه في شعب هوّارة من البرانس. ولم تبقى من حيدوسة، بمواطنهم القديمة بوادي عبدي إلاّ عشيرة واحدة تسمّى أولاد عيسى بن حيدوس، بقريتيّ حيدوس وثنيّة العابد؛ ذكرهاJ. Roland.
-- أولاد وجرتن: هي فرقة من أولاد سلطان. ولكن من خلال بعض المعطيات الّتي نستشفّها من هنا وهناك، مثل تمايز تاريخهم عن تاريخ عن باقي فرق القبيلة، وانفرادهم بأمرهم، وكذلك من خلال موطنهم الأصليّ (نقاوس ونواحيها)، بالإضافة إلى اسم القبيل (وجرتن)، والمذكور في المصادر التّاريخيّة على أنّه لأحد بطون مكناسة، الّتي كانت تقيم قديما في نفس المكان، فهذا يجعلنا نرجّح أنّهم منها، ثمّ اندمجوا في أولاد سلطان وعدّو منهم بالنّسب والحلف.
علما أنّه توجد اليوم فرقة في قبيلة أولاد بسّام بونشريس، تسمّى "بني جرتن"، عدّهاR. Basset في مكناسة على أساس الاسم، والله أعلم بصحّة ذلك.
-- أولاد سعيد بن سلامة:ذكر ابن خلدون في (القرن 15م) من القبائل الأمازيغيّة السّاكنة بضواحيّ نقاوس، على عهده: ريغة ولواتة. فأمّا ريغة، فكانوا بموضع السّهل؛ وأمّا لْواتة، فكانوا بموضع الجبل، تماما حيث كان مستقرّ أولاد سعيد بن سلامة قبل قدوم عون، وقد هاجروا بعد ذلك إلى العلمة أين يتواجدون اليوم.
-- هوّارة:اسم القبيل، أوضح دليل على الأصل.
--أمّا بقيّة القبائل، فليس لدينا من أخبارهم ما نُعمل فيه الأقلام. يبقى أن نشير إلى أنّ منطقة بلّزمة وفضلا عن القبائل المذكورة آنفا، فقد كانت موطنا للكثير من القبائل الأمازيغيّة الأخرى مثل: ضريسة ومطغرة وغيرهم، ومن المؤكّد أنّه قد ضلّت لهم بقيّة هناك، مندمجة مع سكّانها، ودون أن نهمل كذلك العنصر العربيّ، وإن كان ضئيلا وذلك من خلال ما قدّمناه أعلاه، والله أعلم.
- فرق قبائل بلّزمة ومواطنها:
سبق وأنّ نقلنا كلام Rinn حول وضع قبائل بلّزمة في أواخر حكم الأتراك، وذلك من خلال كتابه الموسوم(Histoire de l’insurrection de 1871 en Algérie)، حيث ذكر أنّ قبائل بلّزمة انقسمت إلى الحلف البربريّ [الشّاويّ]، وحلف أولاد بو عون [المشيخة المتوارثة (الإمارة)].
وذكر في كتابه(Le royaume d'Alger sous le dernier Dey)، أنّ قبائل الحلفين كانا على عهد الأتراك من فئة أحرار بايليك قسنطينة (على علاقات محتملة)، وفي زمن الاحتلال تمّ تقسيم قبائل الحلفين على شكل دواوير إدارية، وكانت كما يلي:

-- شاويّة بلّزمة:
كنفدراليّة قبائل بربريّة، .... ببلّزمة. [وهم:]
هوّارة، أولاد وجرتن، الحاليميّة، أولاد فاطمة، حيدوسة -- دوّار أولاد فاطمة؛ جزء من دوّار مروانة (البلديّة المُختلطة أولاد سلطان)؛ دوّار واد الماء؛ دوّار زانة (البلديّة المختلطة عين القصر).
أولاد شليح، أولا إسماعيل، أولاد خلّوف، أولاد عريف، أولاد إبراهيم، عين دْرين -- دوّار أولاد شليح ((البلديّة المختلطة عين التّوتة)؛ الفرع الأصليّ كاسرو؛ المركز الاستيطاني باتنة)).
الأخضر حلفاويّة (1844-1849) -- دوّار البريكات؛ دوّار تيلاطو؛ البلديّة المختلطة عين التّوتة.
أولاد يوسف -- دوّار سگّانة (قيادة إقليم بريكة).
-- المشيخة المتوارثة لبلّزمة:
تحت سلطة الأجواد أولاد بو عون ولا سيما عائلة أولاد الشّريف بن مناصر، والّذين كانوا في أيدي الأتراك، ليست لديهم سلطة أكبر إلاّ على سكّان السّهل. [وهم:]
أولاد بو عون، أولاد مهنّة، أولاد سي حملة، أولاد وجرتن، أولاد منعة، أولاد محمّد بن فرّوج، حراكتة الجرمة والثّلاث [(الأحرار (المستقلّين)] -- دوّار القصر؛ دوّار أولاد مهنّة؛ دوّار شيدّي؛ دوّار أولاد محمّد بن فرّوج؛ دوّار بو غزال؛ دوّار زانة (جزء)؛ دوّار مروانة (جزء)؛ دوّار حراكتة الجرمة الظّهرة؛ دوّار حراكتة الجرمة القبالة؛ دوّار الثّلاث. (البلديّة المختلطة عين القصر
والله اعلم

**عابر سبيل **
2014-09-15, 20:56
أرجو أن نكون قد أخدنا ولو لمحة بسيطة عن طبيعة الحياة في منطقة الأوراس في العصر الوسيط ، ولقد أردنا أن نعطي فكرة معتدلة بعيدًا عن الغلو والتطرف.........

بارك الله فيكم
والله اعلم

brk
2014-09-17, 09:07
بارك الله فيكم أخي

anise2011
2014-09-24, 10:24
بارك الله فيكم أخي

kikizaho
2015-07-13, 17:37
مشكووووووووووووووووووووووووووور.

amira1616
2015-07-13, 18:18
مشكوووووووووووووووووور.

**عابر سبيل **
2016-03-04, 16:58
]شكراا للجميع[/size]

أصيل الـمـسـلـم
2016-12-22, 21:40
تحية لناس شاوية

katkoutb
2017-04-07, 20:34
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الأمبراطورية
2017-04-11, 10:58
بارك الله فيكم

الأستاذ علي علي
2017-04-12, 11:13
بارك الله فيكم

rahniaziz
2017-04-13, 11:58
بارك الله فيكم

rahna.linda
2017-04-15, 20:20
بارك الله فيكم

rahma.Iinda
2017-04-16, 21:53
بارك الله فيكم

محمد 7411
2017-09-06, 23:26
شكرا لك على الموضوع

Raoh
2018-08-20, 14:02
شكرا لك على المجهود

tiout
2018-08-28, 20:49
تبارك الله عليهم

بـــيِسَة
2018-08-29, 16:10
باترك الله فيك

Manelmimigmr
2018-08-29, 16:13
موضوع جدا طويل

Manelmimigmr
2018-08-29, 16:14
على كل حال مرسي خو

Manelmimigmr
2018-08-29, 16:14
وااااااااااااااااااااااو

**عابر سبيل **
2018-09-24, 17:34
على كل حال مرسي خو

السلام عليكم


العفو

crsafou
2018-10-08, 11:12
بارك الله فيكم

**عابر سبيل **
2020-08-21, 12:45
الشاوية و الدول في العصر الوسيط






مملكة كراو المسماة عند العرب جراوة من زناته
كراو بالأمازيغية تعني محارب
المدة : 2قرون و 63سنة
449 الى 712
الملوك المدكورين :
ماستيس
يوداس
أسلاف أبناء ديهية بنت تيفان
أبناء ديهية بنت تيفان
ديهية بنت تيفان
أكبر اتساع لها : في فترة ديهيا بنت تيفان حكت هده المملكة كل المغرب من برقة الى طنجة فعلى حسب عبد الحليم الايلاني المصمودي في كتاب الانساب وغيره صاحب كتاب البيان المغرب ابن عدارى المراكشي اتسعت هده المملكة في كل أرجاء المغرب واكنت ملكتها هي ديهية بنت ماتيا بنت تيفان و كانت مدتها 5سنوات


نشأت هده المملكة في الأوراس مطلع القرن الخامس حيث ادعى ملكها المؤسس ماستييس لقب إمبراطور خلال حكمه في حوالي عام 516 م وقيل أن مدة حكمه أكثر من نصف قرن و في نقيشة عثر عليها بآريس دكرت هدا الحاكم الدي أطلق على نفسه اسم امبراطور و دكر أنه كان عادلا مع رعيته ، ثم تولى الحكم بعده الملك بيداس في الفترة بين 530 و 546 م. لا يعرف من حكم مملكة الأوراس بعد يبداس وحتى ظهور ديهيا (الكاهنة) الا أن المؤرخين المسلمين ومنهم ابن خلدون دكرو أن مملكة كراو أو جراوة كانت من سلف لسلف و أن أبناء الكاهنة ورثو الحكم من سلفهم و ديهيا استأثرت بالحكم من أبنائها







مملكة بنو عبد الواد أو بنو زيان
المدة : 3 قرون
بعض ملوك بنو عبد الواد (الزيانيين)
1 أبو يحي يغمراسن بن زيان


2 أبو سعيد عثمان بن يغمراسن
....-1303

3 أبو زيان محمد بن عثمان
....-....

4 أبو حمو موسى الأول
....-1318

....-....

28 الحسن بن أبي محمد عبد الله


يدكر المؤرخون القدماء منهم والمستحدثين عن أصاله قبيلة زناته في منطقة الشاوية فقد دكرت على أنها من مواطنها الأولى عند عبد الرحمان ابن خلدون و المقصود بالمواطن الأولى لا يعني أنها أصل القبيلة ولكنها من المناطق القديمة جدا المعروفة بها و نجد عبد الحليم الايلاني المصمودي يدكر نقلا عن الاشبيلي في المسالك أن زناته في أول قدومها الى المغرب و افريقية سكنت بقرب جبال أوراس غير
مغراوة التي دكرها أنها سكنت قسطيلية و بعضها با صدينة
ومن الجبال المعروفة تاريخيا في افريقية والمغرب جبال سوس و سالات و اكجان و ونشريس و درن و نفوسة و برقة و أوراس و عن هدا الأخير يدكر الاشبيلي أن زناته أول ما قدمت من الشام سكنت با قربه فرغم أنها حكاية أسطورية الا انها توضح أن هده المنطقة كا غيرها من المواطن كانت موطنا راسخا لها بل يقول المؤرخون أن أكبر كثافة لزناته بالمغرب كانت بأوراس فا جراوة التي كانت أكثرهم عددا و أقواهم سلطانا سماهم المؤرخ ابن خلدون بملوك البتر ابان الفتح
جاء في كتاب الانساب لإبن عبد الحليم الايلاني المصمودي في القرن 13 ميلادي نقلا عن الاشبيلي في المسالك لم قتل جالوت خرج البرابرة من الشام ...فلما دخلو افريقية .....فا نتشرو من افريقية الى طنجة فنزلت لواته أرض برقة ونزلت هوارة طرابلس ونزلت نفوسة صبرة و نزلت مغراوة قسطيلية ونزل بعضهم صدينة ......ونزلت زناته بقرب جبل اوراس
وهو لا يتعدى بدالك مزاعم من قبله ومن جاء بعده لانه في الحقيقة كان يتكلم عن ماض غابر
و ابن خلدون و غيره من المحققين بعدما يدكرون قبائل زناته و تشعبها في المغرب و مواطنها التي كانت تسكنها ينفون و ينكرون مزاعمهم في دكر أوليتهم
قال ابن خلدون أما أولية هذا الجيل بإفريقية والمغرب فهي مساوقة لأولية البربر منذ أحقاب متطاولة لا يعلم مبدأها إلا الله تعالى

بعيدُا عن الأسطورة و التي تعتبر من طرف المحققين نصف الحقيقة و ليست كل الحقيقة يُدكر أن بنو عبد الواد ابان الفتح ا كانو يرتادون منطقة الشاوية سواء بأوراس أو ما قاربه من البسائط جنوبًا و الحقيقة ان مواطن بنو واسين بين التل والصحراء و تتعدى الى منطقة الجريد المدكورين فيها خلال أحداث ثورة ابن مخلد اليفرني و ليس فقط المراعي الصحراوية من سلجسامة الى بلاد الزاب و مؤرخو بنو عبد الواد ومخالطوهم من المحققين يدكرون المنطقة بأنها متأصلة في سكناهم كا غيرها من المواطن ، وان لم يجعلوها أصلا لهم حيث أن أوليتهم هي مساوية لأولية البربر المبتدئين في زمن غابر لا يعلم حقيقته الا الله وان ادعى الزناتيين أنساب كثيرة مصطنعة
و زعم بعضهم و بعض النسابة موطنهم الأصلي بخلق حكايات وأساطير تحكي عن عصر متقادم


و الله أعلم

************************************************** *******************************







زناته قبيلة كل الجزائريين و المغرب الاسلامي



زناته

أبناء زانا (جانا أو شانا )= بن يحي ابن ضري ويعرفون بإسم زناته وهم حسب قول ابن حزم ثلاثة أحياء : الديديت وورسيج وفرني وعند ابن خلدون الديريت ورسيك وفرني وقد تناسلو وتكاثفت أحياؤهم الى حدٍ أصبحو به في مرتبة قبائل أو شعوب ، طبقًا لرأي ابن خلدون الدي يصفهم بصفات تتعدى صفات البطون وبهدا يحتلون ملراتب أعلى من مرتبة بطن ، كما يكثر من قول شعوب زناته وهدا كله يدل على ضخامة زناته وكثافة أحياؤها وتشعبها

أصل زناته
......

أولية هدا الجيل حسب مزاعم المؤرخين و النسابة

يزعم الزناتيين أنهم من التبابعة أبناء النعمان و من العمالقة من أبناء جالوت ومن المضريين أبناء مضر و من الفرس و غير دالك من الأنساب و اختلفو كثيراا حول هدا





قال أبو عمر بن عبد البر ادعت طوائف من البربر أنهم من ولد النعمان بن حميد بن سبا قال ورأيت في كتاب الاسعيداد الحكيم ابن النعمان بن حمير بن سبا كان ملك زمانه في الفترة وأنه استدعى ابناءه وقال لهم أريد أن أبعث منكم للمغرب من يعمره فراجعوه في ذلك وزعم عليهم وأنه بعث منهم ......ونزل جانا وهو أبو زناتة بوادي شلف ونزل بنو ورتجين ومغراو باطراف افريقية من جهة المغرب










جاء في كتاب الحلل الموشية نقلا من كتاب الصراع القبلي الزياني المريني قال ابن رشيق"أصل زناتة من الشام وكانت دارهم بفلسطين وملكهم جالوت فلما قتل داوود عليه السلام جاء البربر إلى المغرب و انتشروا في السوس الأقصى







يقول ابو راس الراشدي الزناتي أن زناته كانو با
فلسطين
و نتقلو منها الى بلاد المغرب فاستقرو بنواحي بطرابلس وهم مغراوة و بنو يفرن و أما زناته الأخرى فقد انتسبو اليها تغليبا









جاء في كتاب ابن الاحمر روضة النسرين


في دكر تشعب بني مرين :
هم أعزهم الله تعالى (بنو مرين ) -من ولد الأمير ماخوخ الزناتي ، وكان أميرا على
زناته
بوطنه من أرض زاب افريقية و الزاب الأسفل و هم من جبل هناك يقال ايكجان(شمال سطيف )

ويقول في نسبهم العربي
: (مات بر ابن قيس في بلاد أخواله ( الشام )فنشأ ولده مادغيس ودريته في البربر حتى كثرو وسارو ألوفا لا تعد ولا تحصى ، لسانهم بلغتهم ناطق ، وحالهم بحالهم وافق ومطابق ، يسكنون البراري والسباسب ويركبون الخيل والنجائب ، ناطقين بأحسن لغاتهم آخدين بأحسن سيرتهم ومناهجهم









يقول صاحب أرجوزة نظم السلوك عبد العزيز الملزوزي
فجاورت زناته البرابر
فصيرو كلامهم كما ترى
ما بدل الدهر سوى أقوالهم
ولم يبدل منتهى أحوالهم
بل فعلهم أربى من فعل العرب
في الحال و الإيثار ثم في الأدب
فانظر كلام العرب قد تبدلا
وحالهم عن حاله تحولا









قال الشريف الادريسي في نزهة المشتاق و مما يقال أيضا أن ديار البرابر فلسطين وكان ملكهم جالوت بن ضريس بن جانا وهو أبو زناتة المغرب وجانا هو ابن لواء بن بر بن قيس بن الياس بن مضر فلما قتل داود عليه السلام جالوت البربري رحلت البربر إلى المغرب حتى انتهوا إلى أقصى المغرب

فتفرقت هناك و يقول وهم منسوبون إلى جانا وهو أبو زناتة كلها وهو جانا ابن ضريس وضريس هو جالوت الذي قتله داود عليه السلام وضريس ابن لوى بن نفجاو ونفجاو هو أبو نفزاوة كلها ونفجاو ابن لوى الأكبر في برا بن قيس بن الياس بن مضر وزناتة في أول نسبهم عرب صرح وإنما تبربروا بالمجاورة والمحالفة للبرابر من المصاميد








جاء في كتاب الانساب لإبن عبد الحليم الايلاني المصمودي في القرن 13 ميلادي نقلا عن الاشبيلي في المسالك لما قتل جالوت خرج البرابرة من الشام ...فلما دخلو افريقية .....فا نتشرو من افريقية الى طنجة فنزلت لواته أرض برقة ونزلت هوارة طرابلس ونزلت نفوسة صبرة و نزلت مغراوة قسطيلية ونزل بعضهم صدينة ......ونزلت زناته بقرب جبل اوراس

و هنا يدكر الاشبيلي بطريقة مباشرة موطنا آخر من مواطن زناته و يجعله با زعمه أول مستقر لها في المغرب و هدا يضاف الى المواطن الأخرى التي يزعمها بعض المؤرخين

ومن الجبال المعروفة تاريخيا با المغرب و افريقية جبل سالات و جبل زغوان و جبال برقة و جبل زنداي و جبل اكجان و جبل ونشريس و جبال درن و جبال سوس و جبال أوراس و عن هدا الأخير يتكلم الاشبيلي أن زناته نزلت بقربه في أول موطن لها و أن مغراوة نزلت بقسطيلية و صدينة

وهو لا يتعدى بدالك مزاعم من قبله ومن جاء بعده لانه في الحقيقة كان يتكلم عن ماض غابر





و ابن خلدون و غيره من المحققين بعدما يدكرون قبائل زناته و تشعبها في المغرب و مواطنها التي كانت تسكنها ينفون و ينكرون مزاعمهم في دكر أوليتهم



قال ابن خلدون أما أولية هذا الجيل بإفريقية والمغرب فهي مساوقة لأولية البربر منذ أحقاب متطاولة لا يعلم مبدأها إلا الله تعالى





هدا بعض ما جاء من مؤرخي القرون الوسطى حول نسب زناته و موطنها الأول في المغرب وهي بحسب ابن خلدون مجرد ا دعاءات والحقيقة لا يعلمها الا الله رغم انه ينسبهم الى مازيغ من كنعان يحاكي بدالك ما قاله اوغسطين ان الأمازيغ في وقته كانو يدعون انهم كنعانيين وهؤلاء الاخيرين اخوة الفلسطينيين و المصريين






والله أعلم

adel4ever16
2020-08-25, 23:00
مشكووووووووووووووووووووووووووور

karigi100
2020-12-13, 11:59
بارك الله فيك
.............

karigi100
2020-12-13, 12:00
مشكوووووووووووووووووور.

karigi100
2020-12-13, 12:00
شكرا لك على المجهود

karigi100
2020-12-13, 12:01
بارك الله فيكم

karigi100
2020-12-13, 12:02
Iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

karigi100
2020-12-13, 12:03
.................................................. ....................

thegolden
2020-12-25, 20:19
مشكور على الافادة

**عابر سبيل **
2021-01-22, 11:36
بارك الله فيكم

[center]


فيك بارك الله

**عابر سبيل **
2021-02-14, 23:30
الشاوية في العصر الوسيط و الدولة الفاطمية

تمهيد :

شهد العصر الوسيط عدة متغيرات
و لعبت القبائل الساكنة في منطقة الشاوية كا غيرها أدورا اتسمت بالقوة في بعض فتراتها
و كان أهل المنطقة بحسب انتماءاتهم العقائدية مختلفين على بعضهم البعض وهدا حالهم أثناء بداية قيام الدولة الفاطمية
فبينما ساند الشيعيون اباعبد الله الداعية الشيعي ومن بعده ملوك الدولة و قف الاباظيون و السنيون ضدهم
و قد وقف في صف الفاطميين العديد من السكان منهم كتامه الدين كانو أهل الدولة وأغلب قادتها في بدايتها و نخص منهم الآن أهل الناحية التي نحن بصدد الكلام عنها ثم تليها عدة قبائل أخرى منها بعض هوارة و بعض نفزة و مدغرة و بنو معاد الدين ربما قد يكونون هم أنفسهم المعدودون في كتامه و كان هؤلاء من أولياء دولة العبيديين الدين ساندوها في مهدها مع أغلب كتامه الأخرى ، و أما الرافضين فقد كانو سنة واباضيين و نكارية ومنهم بنو كملان و لواته و بنو يفرن و نفزة و غيرهم ممن دافع على طائفته من تيار الدولة الجديدة و مدهبها الاسماعيلي

**افتتاح الدعوة الفاطمية و مناطق انتشارها في أول الأمر **:

كان مما دفع بالدعوة الفاطمية للانتشار في بلد كتامه و افريقية داعيان أحدهما يدعى أبو سفيان و الأخر يدعى الحلواني فبينما الأول توقف في مرماجنة استمر الثاني الى سوجمار من أرض افريقية فأتته قبائل تشيعت على يديه أهمها سوماته و نفزه وكتامه و قد كان دالك التشيع يزداد و ينتشر على مدار أكثر من قرن فلما قدم ابا عبد الله الشيعي الى كتامه وجد بها الكثير من أهلها قد تشيعو وكانو بعد دالك هم عماد الدعوة و قامو بأسبابها وقد كان سبب قدوم هدا الداعية الى البلد التقاؤه بحجاج من كتامه و افريقية أعجبهم علمه ورغب فيه شيوخ كتامه و طلبو علمه فلبا دالك لحاجة في نفسه

وكان السبب الحقيقي لقدومه اليهم أن يستكمل مابدأه من قبله ولما نظر من أن الأمر يتم فيهم حيث رآهم في منعة من الدولة حسب قولهم ، ومما قاله الحجاج له أنهم يحتاجون من كا مثله في العلم وانهم مستعدون للأجر الدي يطلبه و كان الداعي يطمح لأكثر من دالك فكان كثير السؤوال عن أحوال بلدهم و عشائره و ولاته ومما سألهم عنه مدى ولائهم للسلطان وعن الأمصار التي بقربهم و كانت أسئلته
في حقيقتها تعبر عن شخص مدرك بالسياسة و أحوالها و مقتضيات
الدول ولا يخفى على دي مطلع عن دور الأمصار
في حياة الدول و استقرارها و مناعتها والمصر كما
يقول ابن خلدون يقوم مقام العساكر المتعددة
لما فيه من الامتناع ونكاية الحرب من وراء الجدران
من غير حاجة إلى كثير عدد ولا عظيم شوكة

فكانو بأجوبتهم كمن يمهد له الطريق ليفصح عن أمره حيث راى من خلالهم أن كل الظروف مواتيه لدالك و بحسب ماقاله المؤرخ النعمان أن الكتاميين في دالك العهد كانو يقيمون حول مدن أهمها سطيف وميلة وبلزمة و أن أمراء هده المدن يلاطفون و يتقون القريبيين منهم من كتامه كي يتمكنو من الاحتفاظ بسلطانهم بكسب مودتهم اد أن هده المدن تعتبر في حدود بلد كتامه و كان أمراء هده المدن في عدد و قوة و لديهم المال الكثير و الرجال الأبطال مامكن لهم الولايات في تلك الناحية و كانت لهم اقطاعات السلطان مما قرب منهم غير أن الكتاميين أخبرو الداعية أنهم لا يطيعون هؤلاء الولاة و أن الصدقات والعشور المفروضة على التجار والزراع يقدمونها بأنفسهم لفقرائهم و خاصتهم من أهلهم

وقد بلغت الدعوة التي كان سببها ابو عبد الله الصنعاني كما يعرف كل أنحاء كتامه مما أثار حفيظة رؤساء القبائل وولاة البلدان التي يفترض أنهم يتبعونها و قادهم دالك للاجتماع و النظر في امره وكان ممن تعاقد رؤساء قبائل كتامه دكر المؤرخين بعضهم و أمراء المدن وهؤلاء كلهم عرب مثل علي بن عسلوجة أمير سطيف وحي بن تميم أمير بلزمه و موسى بن العباس أمير ميلة و أغرو أميرا من كتامه أن يجعلوه ملكا على جميع كتامه والعرب ان هو صرف هدا الداعي أو سلمه الا انه لم يقدر مما أدى الى المواجهة فيما بعد بين الشيعة و السنة و غيرهم

الجزء1 :المناصرين للدولة الفاطمية

بما أن الدعوة قد وصلت الى كل نواحي كتامه في بدايتها فكان من البديهي أن تشمل هده الدعوة تلك المدن ومنها مدينة بلزمة غير أن أمراء هده المدينة قد رفضو بل وحاربو أصحاب الشيعي و أنصاره مما أدى به الى محاولة فتحها مبكرًا
ودالك عبر عدة سنوات ومند أن رغب في أخد مدن اقليم كتامه و هو على مدار 3 سنين يحاربها ولم يظفر بها الا بعد أن جهد أهلها من غلبة الجوع بعد أن أكلو جلود الأنعام و الميتة
و قد استمات أهلها في الدفاع عنها و عن أرباضها و ما تأثل لهم من اقطاعات وملك وقد شهد أكثر من مؤرخ على بطولة سكان مدينة بلزمة و أن أهلها فيهم جلد و عزة وكانت لهم الاقطاعات والولايات في تلك النواحي وكثيرا ما يخالفون الأغالبة وحتى أمراء بنو الأغلب لم يستطيعوهم الا بالغدر والخيانة بعد قتل الف من رجالهم في رقادة بقصر الامارة بافريقية وهدا سبب ضعفهم فيما بعد ورغم دالك فقد كانو من أخلص الرجال في تثبيت ولايتهم و جهدو في دالك بكل ما قدرو عليه ولما قدم أبو حوال القائد الأغلبي في أول تقدم له لحرب الداعي مر على بلزمة وقصد سطيف وقد تلقاه أصحاب هده المدن بمن فيهم ومن حولهم من أهل المنطقة من كتامه ممن لم يدخل في دعوة أبي عبد الله لحربه بعد أن بلغت دعوته كما أسلفنا كل مناطق كتامه و دخل من دخل في دعوته وهم كما قال النعمان من كل ناحية و سار الكثير منهم الى ايكجان التي سميت دار الهجرة ثم تاصروت مهد ثورتهم قبل أن تصبح فيما بعد دولة و ما قاله القاضي النعمان يبين أن القبائل الساكنة قرب مدينة بلزمة من كتامه و غيرهم قد بلغتهم الدعوة في بدايتها موازاتا بكل مناطق كتامه
و قد تركزت الدعوة في أول الأمر ببلد كتامه و دخل أغلبهم في أمر ابن عبد الله بعد صراع مرير و فتن عظيمة ولم يبقى ضده الا أهل المدائن و من دخل في عصمتهم و بعض القبائل المجاورين لهم ممن ألفو طاعة هؤلاء الأمراء الدين ملكو المدن و قد أخبر القاضي النعمان أن أصحاب بلزمة كانت لهم الولايات في تلك الناحية و هدا يؤكده سعي هؤلاء الأمراء بين كتامه فعلاقتهم بهم تظهر أنهم في نفس الاقليم
وكان ممن ساكن ببلزمة من أصبح قاضيا على ميلة في فترة المهدي رجل من نفطة وهو شاعر شيعي تشيعه قديم قبل الدعوة و كان ينتقد بني الأغلب فطلب فتحرم برجال بلزمة من بيوتات العرب هناك واسمهم بنو مالك فحموه فلما انتصر الشيعي عينه ملكهم قاضيا على مدينة ميلة


كتامه نواحي المهريين منطقة بلزمه


بلغت الدعوة التي كان سببها ابو عبد الله الصنعاني و كما يعرف كل أنحاء كتامه مما أثار حفيظة ولاة البلدان التي يفترض أنهم يتبعونها و قادهم دالك للاجتماع و النظر في امره وكان ممن تعاقد حي بن تميم أمير بلزمه الدي كان من عمال الأغالبه في تلك النواحي و كان ممن ساكن بجواره أهل المهريين وهي كما قال ابن حوقل قريه فى فحص ماؤها من أبار ولها سوق والغالب عليها البربر وهى لكتامه ومزاته وقد دكر الكتاميين للداعي أن بلزمه هده تقع في حدود كتامه مثلها مثل سطيف وميلة و كان أصحابها يتقون و يلاطفون الكتاميين القريبين منهم و ممن كان مجاور لأمراء بلزمة أهل بلد مهريين وهي تقع شماليها
و المهريين بالشاوية تسمى تامهريث و تدعى اليوم الحاسي وتتبع دائرة عين جاسر ولاية باتنه و هده القرية كانت مشهورة بهدا الاسم قديما و قد تكلم عنها
الكثير من الجغرافيين في الطريق بين تيجيس و المسيلة مثل ابن حوقل وقبله البكري الدي جعلها مجموعة قرى بين تابلسكي جنوب عين مليلة و بين الطريق التي تؤدي الى المسيلة و بعدهم الادريسي الدين دكرها كا قرية لكتامه و مزاته فا المهريين اسم قديم كان يطلق على قرية تامهريت منطقة الحاسي وكان يلفظ بالشاوية تامهريث وهو المشهور الى الان و الطريق
تمر على جبل نيف النسر ثم ما والاه غربا و تستمر شمال حصن بلزمة لتمر إلى المهريين لتواصل نحوى المسيلة و دكرها أنها من بلاد كتامه و عامرة بهم قبل الدولة الفاطمية و هدا القول أكده مؤرخين و جغرافيين من القاضي النعمان الدي جعل مدينة بلزمة مجاورة لقبائلهم و أنهم على علاقة طيبة معهم من سبيل المدارات و هدا ما أكده البكري و ابن حوقل و الادريسي و ابن خلدون و النويري في تواجدهم هناك كاجمهور و لم يوجد من خالف هدا القول من مؤرخي العصور الوسطى و الله أعلم

وقد كان أمراء بلزمه قد فرضو العشور على كتامه بتلك النواحي و غيرها ممن كان تابعا لها و كانت لهم الولايات و لا يمكننا أن نصدق أن تملكهم
هناك بدون سلطة و نجد القاضي النعمان يصف أهل المدائن و منهم بلزمة بأن لهم العدد والعدة و القوة والمال الكثير و لا يستقيم هدا ان لم يكن لهم قوة في تلك الناحية و هدا مادهب اليه النويري ولكن بعد غدر الأغالبة بأهل بلزمة من بني تميم تغيرت موازين القوى و أصبح حكامها يدارون القريبين منهم من كتامه و بعد انتشار الدعوة الاسماعيلية في البلاد الكتامية و قد دخل في حزبها الكتاميين من كل ناحيه و سار الكثير منهم الى ايكجان التي سميت دار الهجرة خشي أمراء بلزمه على ملكهم و تقدمهم فبادرو للتصدي لها و دالك مما دفع با الكتاميين الى محاولة امتلاكها مبكرا هي و سطيف وميلة وقدتكون منطقة تامسنت أيضا من اقطاعات أمراء بلزمه وهي كما قال ابن حوقل قريه وسوق لكتامه ومزاته ولها أجنّه وماء يجرى وأبار معينه و كل هده المناطق مترابطة و مما قارب مدينة بلزمه من القرى


بنو معاد نواحي رأس الفحصين بين تيجيس و بغاي ومن جاورهم من القبائل من هوارة و غيرهم


كانت هده القبائل متشيعة قبل قدوم الداعي أبا عبد الله الصنعاني وكان سبب دالك
الداعية الدي كان قبله وهو الحلواني

وقد قدمت الى عبد الله في أول دعوته تستأدنه في بث الدعوة في نواحي بلدهم ممن قرب منهم مساندة
له
و قد قبل دالك و منهم من شن الغارات و كانت تضرب من تيجيس الى بغاي ولما رأى أهل تيجيس أن المدائن التي تليها كلها قد
افتتحت للشيعة خافو على أنفسهم واستأمنو أباعبد الله الدي بعث من قادته لحصارها وقد فعل دالك

و كان ممن قدم لمساندة الشيعي اسماعيل ابن نصر المعادي قدم الى أبا عبد الله في وجوه بنو معاد التي ربما
قد عدت في قبائل كتامه خاصة أنَّ من بيْن بطون كتامه المدكورة (بني معاد) حيث قال ابن
خلدون (((ومن غرسن مصالة وقلان وما وطن ومعاذ بنو غرسن ابن كتم)))
و أحلافهم الشيعة من هوارة و غيرهم يستأدنونه في بث الدعوة في نواحيهم و كان منهم
أيضاً حمزة الملزي رجل من الشيعة من تلك النواحي وكان فيهم فارسا جلدا جسورا كما دكره الكتاب أخد كتب بنو
الأغلب وسلمها للشيعي و كان أول من بادر في مساندت الفاطميين في قومه وقام معهم بفتح المدن التي بين تيجيس
وبغاي و يظهر من خلال دالك أن الكثير من أهل تلك الناحية قد تشيعو بسبب الحلواني فلما قدم أبو عبد الله و سمعو به بادرو الى تلقي الدعوة فتاتى للشيعة ماكانو يرجون من العون و المساندة

كتامه و نفزة الساكنتان في منطقة نمزدوان و تجيس و ماجاورهما جنوبا


كان مما دفع بالدعوة الفاطمية للانتشار في بلد كتامه و افريقية داعيان أحدهما يدعى أبو سفيان و الأخر يدعى الحلواني فبينما الأول توقف في مرماجنة استمر الثاني الى سوجمار فأتته قبائل تشيعت على يديه أهمها سوماته و نفزه وكتامه و كان ممن ساكن بنواحي تيجيس قبائل نفزة و قد دكر المؤرخين أن تلك المنطقة كان أهلها مختلفين مدهبياً بين سنة وشيعة و غيرهم و كان الكثير من هؤلاء قد انتحل المدهب الشيعي و قد قدم الكثير منهم الى الداعي مؤازرين له

و كانت بلاد كتامه حسب البكري ملاصقة لتيجيس من الغرب و هي ما تعرف با قبيلة السقنية الشاوية و كانت الطريق بينها وبين المسيلة تمر على بلاد كتامه و بها توبوت أو تربوت عند الحميري الأندلسي الدي أخرجها بتاء وراء و أدرجعا في شرح البلدان كدالك ويقول المحققين أنه وجدها كدالك ولهدا أدرجها هكدا ..تربوت و في نسخة ترحوت .. و الطريق التقليدية تمر على سيقوس و سيلا و ربما على عين فكرون و كرشة جنوب غرب تيجيس الى جبل أنف النسر ثم تواصل نحوى المهريين و هي بدون شك تمر على عين مليلة و سوق نعمان و بير الشهداء و هده المناطق تسكنها كتامه و مزاته في حلف و ألفة تقاسمو فيها عيش الحواضر و رغم أن مزاته و كتامه الدين كانو سنة قد عانو من الشيعة في بداية الدعوة الفاطمية الا أنه استنادا الى الأحداث التي تلتها و التي تكلم فيها كثير من المؤرخين أن مزاته و ربما هم ممن تشيع قد حاربو بجانب كتامه في فتنه ابن كيداد و شكلو حلف ضم الكثير من القبائل كا عجيسة و مزاته و نفزة و زواوة والله أعلم
و نجد أن كرشة دكرت في كتاب افتتاح الدعوة أنها مكان باتت فيها عساكر كتامه بعد أن تجمعت من كل أقاصي كتامه لمدافعة ابن الأغلب على بغاي و لم يدكر المؤرخين أي مناوشة للشيعة و السنة في غرب تيجيس ولا المناطق الأخرى المعدودة في كتامه كا سكيكدة و القل و كأنهم جعلو ا خبار هده المناطق من جملة الأحداث التي عصفت با أهل كتامه و أدرجوها في الأخبار المحلية التي لم يفصلو فيها فكان حديثهم عام بتمكن أبو عبد الله و مناصريه من عامة كتامه و هدا ما يظهر من خلال
كلام القاضي النعمان الدي دكر أن مركز كتامه هو في بلاد
هي أشبه با مستطيل عرضه ما بين البحر إلى مدينة بلزمة
وما يبدو من خلال نظرة جغرافية أن بلاد نمزدوان هي ضمن هدا الحيز و نجد في كلام ابن خلدون في تعريفه
لقبائل كتامه تأكيدا على أن المنطقة التي في جوفي جبل أوراس
أي شماليه كانت مأهولة بهم فقال أن جمهورهم لأول الملة من حدود جبل أوراس
الى سيف البحر و الله أعلم

و عموما من خلال نص ابن حوقل والبكري و ما دكره النعمان في تاريخ افتتاح الدعوة يمكن القول أن تلك المناطق كان فيها أنصار كثر للشيعة في دالك الوقت و كانو عدة قبائل أكثرهم من نفزة و كتامه



قبيلة مدغرة نواحي بغاي


كانت بغاي من أكبر المدائن في افريقية و كان حولها الكثير من البلدان و القبائل مختلفة النحل من سنة وشيعة واباضيين و كان ممن ساكن حولها قبيلة مدغرة تشيع رئيسها بسبب دعوة أبي عبد الله و قد أخد بدعوته قومه فلما عاود الأغالبة لأخد بغاي من الفاطميين تصدى لهم حارث المدغري في 300 فارس من قومه و قد سماهم الكتاب با الأولياء ورغم قلتهم فقد استطاعو أن يصمدو و يغلبو الأغالبه على بغاي و قد عاتب ابراهيم ابن الأغلب رئيس مدغرة في دالك فقال له أن ابا عبد الله الشيعي قد أشاح الغشاوة من عينيه و أنه عرف الحق على يديه ؟! مما يدل على تشيعه وقد قام قومه بدعوته أيضا


الخلاصة : يمكننا القول إن هده المناطق تيجيس و بغاي و رأس الفحصين و نمزدوان كان فيها أنصار كثر من الشيعة و أنها كانت في مرتبة متقدمة في نصرة الداعي الفاطمي و تمكينه
و الحقيقة أن الكثير من قبائل افريقية قد وقفت مع الدولة الفاطمية و آزرتها خاصة أهل مرماجنة و نفطة



الجزء2 : المعادين للدولة الفاطمية:

تناولت الكثير من المصادر الثورات التي حدثتت على الدولة الفاطمية ودالك شيء طبيعي باعتبار التيارات الكثيرة المناوئة لها من جهة و من جهة أخرى محاولة التقرب من الخلافة الأموية في الاندلس و العباسية في بغداد فكانت ثورات بني الأغلب في صقلية و النكارية في افريقية و السنة في المغرب الأوسط وقد خلفت هده الثورات تصدعات كبيرة وصلت أصداءها الى المشرق و الأندلس ومن تلك الثورات و أعظمها الحركة التي قام بها مخلد ابن كداد وهو رجل من توزر أخد من شيوخ النكارية انطلق من أوراس يدعو الى الثورة وقد قاتل على مدهبه وقام بنشر دعوته وقد بلغت جل افريقية ممن نكر دعوة العبيديين من السنة والاباضيين ، تلك الثورة التي زعزعة كيان الفاطميين وكادت أن تقضي عليها في مهدها و التي استطاعت أن تستولي في ظرف قصير على جل مدن وبلدان افريقية و لولا الأخطاء التي قام بها قادتها من تنفير العامة حولهم و الاستهانة بمحرماتهم و تعجل قائدها الأعلى مخلد في اعلان النصر ثم ظهور حقيقته في طلب الدنيا و استهزائه بخصومه الفاطميين الدين استطاعو أن يكرو عليه و يسترجعو دولتهم
للتعقيب على الأحداث فقد كان الصراع مدهبي بحت ولم يكن قبلي كما يروج له المؤرخين المستحدثين



المصادر
1*العبر ابن خلدون
2*المسالك البكري
3*صورة الارض ابن حوقل
4* نهاية الارب النويري
5*افتتاح الدعوة النعمان
6*نزهة المشتاق الإدريسي

و الله أعلم
[/size][/size]

[/center][/size]