المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَرْشِيفُ دِكْرَيَاتِي


فاروق الصحراء
2014-09-13, 22:37
جَلَسْتُ فِي دَاكَ المَسَاءِ الهَادِئِ
وَبَيْنَ أَعْشَابِ الرَّبِيعِ
إِتَكَأْتُ عَلَى صَوْتِ الخَرِيرِ المَارِ
بَيْنَ شُجَيْرَاتِ التُّوتِ
وَحَبّاَتِ الكَرَزِ
وَإسْتَرَحْتُ قَلِيلًا علَىَ أَنْغَاِمِ الطُّيُورِ
أَنْظُرُ إِلَى زُرْقَةِ السَّمَاءِ
وَأَرْسُمُ مِنَ الغُيُومِ
لَوَحَاتٍ كُنْتُ قَدْ سَجَّْلْتُهَا فِي أَرْشِيفِ
دِكْرَيَاتِ الطُّفُولَةِ
ثُمَّ تَأْخُدُنِي الدِّكْرَى لِتِلْكَ الأَيَّامِ
اللَّتِي كُنْتُ أَعِيشُهَا
بِكُلِّ بَرَاءَةٍ دُوَنَ أَيِّ خَلَلٍَ يَخْرُقُ كَيَانِي
أَوْ أَيِّ وَجَعٍ يَظُرُّ قَلْبِي ..
كُنْتُ لَمَّا أَسْتَيْقِظُ مِنْ فِرَاشيِ الدَّافِئِ
أُقَبّلِ ُوَجْنَتَا أُمِّي ..وَتُعَانِقُنَِي
وَكَمْ أَتُوقُ لِدَاكَ العِنَاقْ..
كَمْ كُنْتُ أَشْعُرُ بِرَاحَةٍ تَتَسَلّلَُ بَيْنَ أَحْضَانِي ...
وَكَأَنَّنِي فِي جَنَّةِ الرَّحْمَانْ...
هَادِئَةٌ خَفَقَاتُ قَلْبِهَا..كَهُدُوءِ اللَّيْلِ السَّاِكِنْ
وَأَنَا أَتَأَمَّلُ أِبْتِسَامَتَهَا كَسَمَاَءٍَ
صَافِيَةٍ بِلَا أَلْوَانْ...وَبِلَا غُيُومٍ تُغَطّيِ زُرْقَتَهَا
وَفَجَْأَةً تَقُولُ لِي..تَعَالَ يَا فَارِسَ أُمِّهِ
دَعْنَا نَتَنَاوَلِ الفُطُورَ
كَيْ تَكْبَرَ
وَأَسْعَدَ بِكَ أَكْتَرَ
فَأَنْتَ جَوْهَرَةُ أُمِّكَ الغَالِيَةِ
أَنْتَ أَحْلَاِميِ اللَّتِي كُنْتُ أَشْتَاقُهَا
مُنْدُ الصِّغَرِ...
كَانَتْ تَعْزِفُ مِنْ حُرُوفِهَا
مَقَاطِعَ تَأْخُدُنِي لِلْمَزِيدِ مِنَ الأِشْتِيَاقِ..
وَأَنَا كُلّيِ لَهْفَةٌ لِسَمَاعِ صَوْتِهَا العَدْبِ
كَبُلْبُلٍ يُغَرِّدُ فَوقَ غُصْنِ الشَّجَرْ...
وَبَعْدَهَا أَسِيرُ نَحْوَ أَحْلَامِي اللّتِيِ
أُشَارِكُهَا كُلَّ لَيْلَةٍ مَعَ أُمّيِ
وَأَدْخُلُ القِسْمَ بِتَحِيَّةِ السَلَِاَمْ
وَأَجْلِسُ أَمَامَ الأُسْتَادْ
وَكُلِّي تَرْكِيزٌ عَلَى الدَّرْسْ...
وَعِنْدَ الإِسْتِرَاحَةِ..أَسْتَنْشِقُ عُدُوبَةَ الضَّوْضَاءِ
اللَّتِي كَاَنَتْ تُحِيطُِنِي
فَأَخْلُدُ إِلَيْهَا مَعَ أَصْدِقَائِي
وَيَحِلُّ اللَّيْلُ فَأَنَامُ بِكُلِّ رَاحَةٍ
دُونَ أَيِّ تَفْكِيٍرٍ..
وَفَجْأَةً تُوقِضُنِي بَعْضُ الكَوَابِيسِ اللَّتِي
أَحَاطَتْ جُزْءًا مِنْ دِكْرَيَاتِ
مُحَاوِلًا الأِبْتِعَادَ عَنْهَا
لَكِنْ دُوَن َجَدْوَى
فَقَدْ حَلَّتْ وَتَأَرّخَتَ ْبَيْنَ صَفَحَاتِ المَاضِي
وَشَتَّتَْ دِكْرَيَاتِي البَرِيئَة
وَأَسْتَوْطَنَتْنِي..وَكَأَّنَهَا صُدْفَةٌ إلِْتَقَتْنِي
وَقَدْ كَاَنَتْ عَلَى مَعْرِفَةٍ بِي
سَابِقًا...
ثُمَّ أَسْتَنْشِقُ مِنْ أَنْفَاسِي
رَاِِئِحَةَ المَطَرْ..
فَأَقُوُمُ إَِلَى كُوخٍ صَغِيرٍ
لِكَيْ أَتَجَّنَبَ تِلْكَ القَطَرَاتِ النَاعِمَة
وَأَكَتِفِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا
وَهِيَ تَتَنَاوَلُ بَاَقَاتِ الزَّهْرِ
وَتَحَِنُّ لِلْأَرْضِ بِكُلِّ مُرُونَةٍ
وَالأَرْضُ تَظُمّهُاَ بِكُلِّ دِفْئٍ
وَفِي دَالِكَ الكُوِخِ
وَجَدَْتُ أَشْلَاءَ مِنْ صُوَرٍ وَكَرَاسِيَ وَوُرَيْقَاتٍ
وَبَقَايَا كُؤُوسٍ
فَأَخَدَتْنِي الدَّهْشَةُ لِأَنَّنِي أَرَى
ثُرَاتً غَيْرَ عَهْدِنَا هَدَا
وَغَاَدَرْتُ المَكَانَ وَلَاازَمْتُ الصَّمْتَ
كَيْ أَكُونَ لَهُ مُخْلِصًا
وَبَقِيتُ أَحْتَضِنُهُ كُلَّمَا دَاقَتْ بِيَ الدُّنْيَا
وَأَتَصَفّحَ ُمُجَلَّدَاتِهِ وَبَقَايَاهُ ...
وَأَنْثُرُ عَِّني..أَشْوَاكًا تُنَاِزِعُنِي هُدُوئِي
وَأَسْتَرِيحَ قَلِيلًا مِنْهَا عَلَى إِيقَاعٍ مُنْفَرِدٍ
وَهَادِئٍ وَجَمِيلٍ....


بِقَلَمْ / فَارُوقْ الصّحَْرَاءْ

Massilya
2014-09-13, 22:40
رووعة أخي فارووق يعطيك الصحة

فاروق الصحراء
2014-09-13, 22:57
رووعة أخي فارووق يعطيك الصحة

السلام عليك أخي

أشكر لك هدا المرور اللدي أضافها نكهة الفرح

سعدت بكلماتك الجميلة

تحياتي لك ...

Massilya
2014-09-14, 00:00
السلام عليك أخي

أشكر لك هدا المرور اللدي أضافها نكهة الفرح

سعدت بكلماتك الجميلة

تحياتي لك ...

أختك للتصحيح فقط
العفو أخي

فاروق الصحراء
2014-09-16, 03:39
أختك للتصحيح فقط
العفو أخي




في بعض الحالاات يأخدني الشوق في الكتابة فلا أرى غير الحروف وهي تتدلى كنسيم يداعب أوراقي دون تركيز

أسف أختي الطيبة ...وعدرا ...وشكرا

فاطمة الحالمة
2014-09-16, 17:46
"جمال الأدب جعلني أعيش بين أشلاء أمل ضائع في كنف الأقلام..فرحماك يا أوراق على أناملنا الباكية حبرا"..هي تأتأة مجفلة تداعت ذات يوم على سطوري ..فكانت كلماتك الأنيقة مرآة عكستها على ذاكرتي اليوم..

فعلا لقد جعلت من كلماتك نهرا يسقي كل ظمآن تداعت شجونه على جمال الحرف..


أبدعت بحق..
طاقية احترام لحرفكم المبجل...

رحيق الكلمات
2014-09-16, 20:36
السلام عليكم
ثُمَّ أَسْتَنْشِقُ مِنْ أَنْفَاسِي
رَاِِئِحَةَ المَطَرْ..
ولا حنين أكبر من أن يستثيرك عَلَى إِيقَاعٍ مُنْفَرِدٍ
وَهَادِئٍ وَجَمِيلٍ....
أبدعت اخي فاروق