تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا يصومون وهكذا نحن نصوم


نينا الجزائرية
2009-08-06, 12:57
]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يومنا ليس كيومهم، وليلنا ليس كأمسهم، قصصهم في الصيام نرددها،‎ ‎نتحدث بها،

ونتكلم عنها، يعرفها ‏أكثرنا ولا يطبقها إلا القليل القليل‎ ‎منا‎..


يستقبلون ونستقبل‎


كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله‎ - ‎صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر ‏رمضان ويفرحون بقدومه،‎ ‎كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم، يستقبلونه بالتوبة‎ ‎النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين‎ ‎الله الإعانة على حسن ‏عبادته‎.

بينما نستقبله نحن بالإقبال المتناهي على‎ ‎المحلات والأسواق لشراء المواد الغذائية من عصائر وفطائر ‏وأكياس من الأرز‎ ‎والمعكرونة وكأننا مقدمون على سنوات عجاف‎..

هذا من جهة ومن جهة أخرى تستقبله‎ ‎بعض البيوت بتحضير الورقة والقلم لا لكتابة جدول تنظم به وقتها في ‏رمضان للالتزام‎ ‎بالعبادات والواجبات الدينية التي يجب أن يؤدوها، وإنما لتسجيل مواعيد المسلسلات‎ ‎والمسابقات والقنوات التي ستبث عليها للتنسيق فيما بينها طبعاً من حيث‎ ‎المشاهدة‎.

يصومون ونصوم‎


كان السلف يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما‎ ‎يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة ‏والكذب، وكانوا يحيون‎ ‎لياليه بالقيام وتلاوة القرآن, كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة‎ ‎والإحسان وإطعام الطعام وإفطار الصائمين‎.

وننام نحن في نهاره، فلا تلحقنا في‎ ‎يومنا غيبة أو نميمة، ولا يبطل صومنا لغو ولا كذب إلا أحلامنا التي ولله ‏الحمد لا‎ ‎نحاسب عليها‎.

نقوم ليله بإخلاص واهتمام بالغين بأحداث المسلسلات الشيقة التي‏‎ ‎تبدأ مع أول يوم من أيام رمضان وتنهي ‏بانتهائه وتزداد أحداثها تشويقاً في العشر‎ ‎الأواخر من هذا الشهر‎.



يغزون ونُغزوا‎


كانوا يجاهدون فيه‎ ‎أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا‎ ‎ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم‏‎ ‎في اليوم السابع ‏عشر من رمضان، وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس‎ ‎في دين الله أفواجا ‏وأصبحت مكة دار إسلام‎.

ونجاهد نحن في النوم جهاد‎ ‎المستقتل في نهاره، بينما تغزونا وبقوة المستميت الفضائيات وتحقق انتصاراتها ‏علينا‎ ‎في ليله، وبقوة وعزيمة يثبت شبابنا وجوده على الأرصفة والملاعب‎.


يأكلون‎ ‎ونتخم‎


كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من‎ ‎العبادات، سواء كان ذلك بإشباع ‏جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر‎. ‎قال رسول الله: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا ‏الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا‎ ‎بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (رواه أحمد والترمذي وصححه ‏الألباني) وقد‎ ‎قال بعض السلف لئن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق‎ ‎عشرة من ولد إسماعيل‎.


وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم‎ ‎عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي ومالك ‏بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان‎ ‎ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم ‏عنه فلم‎ ‎يفطر في تلك الليلة‎.


وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم‎ ‎ويجلس بخدمهم ويروّحهم.. منهم الحسن وابن المبارك‎.

وقال ابن أبي عدي: "صام‎ ‎داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازا يحمل معه غداءه من ‏عندهم،‎ ‎فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيا فيفطر معهم". يقول الحافظ ابن الجوزي معلقا: "يظن‎ ‎أهل ‏السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق‎".


بينما‎ ‎تكدست موائدنا بأصناف الطعام، واقتصرت على أفراد الأسرة الواحدة إن لم يتخلف أحدهم‎ ‎لسبب ما، بل ‏وأصبحت الموائد أكبر وأكثر انتشاراً في أماكن تجمع بين عدد كبير من‎ ‎الصائمين يفطرون سويتاً دون أن ‏يعرف أحدهم الآخر يجمعهم بوفيه مفتوح في مطعم مرموق‎ ‎ومعروف وصحتين وعافيه‎.


يعتكفون ونعتكف مع اختلاف المكان‎


كان‎ ‎السلف يعتكفون وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي‎ ‎العشر تحرياً ‏لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها حيث العمل فيها خير من العمل‎ ‎في ألف شهر سواها، ومن حُرِم ‏خيرها فقد حُرم الكثير‎.

ونعتكف نحن في العشر‎ ‎الأواخر أيضاً ولكن في الأسواق، إذ إن العيد على الأبواب والأولاد ونحن يلزمنا‎ ‎الكثير من المشتريات استعداداً له، فتمضي الأيام ونحن في الأسواق بين الاطلاع على‎ ‎المعروضات ومن ثم ‏معرفة أسعارها والمفاصلة عليها مع الموازنة مع ما خصصناه من مال،‎ ‎وبعد ذلك كله تتم عملية الشراء.. ‏معاملة طويلة مع مستلزمات كثيرة والحصاد اعتكاف في‎ ‎السوق ينتهي مع نهاية رمضان‎.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب‎ ‎البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها‎".


يخفون‎ ‎أعمالهم ونفتخر بقليلها‎


حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم،‎ ‎فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد ‏بن زيد فيقول: (كان أيوب ربما‎ ‎حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام؟ يظهر أنه مزكوم ‏لإخفاء‎ ‎البكاء). وعن محمد بن واسع قال: (لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس‎ ‎امرأته على ‏وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت‎ ‎رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل ‏دموعه على خده ولا يشعر به الذي‎ ‎جنبه‎).

وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصباح‏‎ ‎رفع صوته كأنه قام تلك الساعة، وعن ‏ابن أبي عدي قال: (صام داود بن أبي هند أربعين‎ ‎سنة لا يعلم به أهله وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من ‏عندهم فيتصدق به في الطريق،‎ ‎ويرجع عشياً فيفطر معهم‎).

ونطير نحن فرحاً نخبر القاصي والداني أننا صمنا‎ ‎شهرنا وأقمناه.. ويا ليته صوم ويا ليته قيام.. ويخطئ فلان ‏حين يطلب منا المساعدة،‎ ‎فنهب بتعريف من نعرف بمطلبه مع التأكيد بأنه مسكين وأننا لم نقصر معه وقمنا ‏بالواجب‎ ‎وزيادة‎!

قال سفيان الثوري: (بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به‎ ‎الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم ‏لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه‎ ‎فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء‎).


همسة‎..

قال الله تعالى‎: (‎شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ‎ ‎وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‎)

هل كان فيما قلته ظلم لنا، أم‎ ‎أننا نحن من ظلمنا أنفسنا (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من‎ ‎الظالمين‎).

لابد أن نعيد النظر في صومنا وقيامنا، في عاداتنا وسلوكياتنا،‎ ‎فلنجعل رمضان هذه السنة مختلفاً، ولنستذكر ‏فضائله التي‎

خصه الله بها عن غيره‎ ‎من الشهور منها‎:


‎- ‎خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك‎.


‎- ‎تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا‎.


‎- ‎يزين الله في كل‎ ‎يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك‎. ‎‎


‎- ‎تصفد فيه الشياطين‎.


‎- ‎تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب‎ ‎النار‎.


‎- ‎فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم‎ ‎الخير كله‎.


‎- ‎يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان‎.


‎- ‎لله‎ ‎عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان‎.


ولنستشعر وندرك الأجر الكبير‎ ‎الذي يمكن أن نحصده إذا صمناه كما يجب أن نصوم، وقمناه كما يجب أن‎ ‎نقوم‎..


قال صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها‎ ‎إلى سبعمائة ضعف، يقول عز وجل: إلا ‏الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه‎ ‎وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، ‏وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم‎ ‎الصائم أطيب عند الله من ريح المسك‎»

وقال صلى الله عليه وسلم: «من صام‎ ‎رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه‎».

ولنكثر فيه من الذكر‎ ‎والدعاء والاستغفار وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها‎:

‎- ‎عند الإفطار فللصائم‎ ‎عند فطره دعوة لا ترد‎.

‎- ‎ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى‎ ‎ويقول: «هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له‎».

‎- ‎الاستغفار بالأسحار‎: ‎قال تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‎

منقول

سرور.
2009-08-06, 16:31
بارك الله فيك و في ميزان حسناتك ان شاء الله..........

نينا الجزائرية
2009-08-06, 19:47
بارك الله فيك و في ميزان حسناتك ان شاء الله..........

وفيكي بركة أختي سرور أنتي دائما السباقة في الردود ربي يحفظك ويسترك ويخليك
سلام وتحية مني اليكي:mh31: