miramer
2014-09-12, 20:02
«تغريدات» «1» فضل التوحيد على العبيد
توحيد العبادة هو: إفراد الله بالعبادة كلها، وترك عبادة ما سواه ﴿وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء: ٣٦] وهو معنى لا إله إلا الله، وهو خلاصة دعوة الرسل، فالتوحيد يكفر الله به الذنوب ففي الحديث القدسي: «يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لاتيتك بقرابها مغفرة»، ومن فضل التوحيد أن من حققه فلم يشرك بالله شيئاً دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما في حديث ابن عباس «عرضت علي الأمم ..» الحديث. متفق عليه، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يخاف من الشرك فلا شيء أخطر منه لأنه «من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار» متفق عليه.
فقد خاف إبراهيم الخليل عليه السلام -وهو مَن هو- من الشرك فدعا ربه قائلاً: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[ابراهيم: ٣٥]، فكيف لا نخاف نحن منه؟! ودعوة الرسل جميعاً هي الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه فكان كلّ رسول يقول لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: ٥٩]، ودعوة أتباع الرسل على بصيرة هي الدعوة إلى التوحيد وترك الشرك كما في آية ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف: ١٠٨].
ومن عبد الله وعبد غيره معه كمن يستغيث بالله وبالموتى لم تنفعه عبادته لله، فالله كفّر مشركي قريش مع أنهم كانوا يدعونه ولكن يدعون آلهتهم معه،والتمائم والحروز والطلاسم لا تمنع عنك جناً ولاعينا ولا حسداً ولا تجلب لك خيراً وفي الحديث «من تعلق شيئاً وُكِل إليه» أي خُذل فلم ينتفع به.
وفي الصحيحين أمر النبي ﷺ بقطع الأوتار والقلائد التي تربط على أعناق الدواب. ودلت الأحاديث الأخرى أن السبب كونها من الشرك، فتعليق التمائم شرك لحديث «من تعلق تميمة فقد أشرك» فإن اعتقدها تنفع بإذن الله كان شركاً أصغر وإن اعتقدها تنفع بنفسها كان شركاً أكبر، ولا يجوز التبرك بالأشجار والأحجار مطلقاً وأما استلام الحجر الأسود والركن اليماني فتعبداً لله واقتداء برسوله عليه الصلاة والسلام لا للتبرك؛ فقد فتن الشيطانُ بعضَ الناس ببعض الأشجار فعبدوها مع الله كما فتنهم بشجرة «العزى» فعبدوها وبـ«ذات أنواط» فتبركوا بها ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ﴾
والذبح لغير الله شرك قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْفي الحديث الصحيح «لعن الله من ذبح لغير الله»، واللعنُ: الطرد من رحمة الله فما حال من يذبح للجن والسحرة والقبور والأضرحة والعياذ بالله!
ومن حماية النبي ﷺ للتوحيد نهيه عن الذبح لله -وهو عبادة- في مكان يذبح فيه لغير الله أو تقام فيه أعياد جاهلية، والنذر عبادة مدح الله من وفّى به فقال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾
كما أن الاستعاذة عبادة؛ قال تعالى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ﴾الاستغاثة عبادة قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ، وغير الله لا يملك شيئاً من الضر والنفع حتى قال النبي ﷺ لابنته فاطمة: «لا أغني عنكِ من الله شيئاً» فكيف تصح عبادة غير الله؟فالملائكة على عظم خلقهم، وملازمتهم طاعة الله وعدم معصيته أبداً تخاف الله ويغشى عليها إذا تكلم الله بما شاء من أمره فكيف تعبد مع الله؟
ولا يشفع أحد لأحد يوم القيامة إلا بشرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع له، فلا حظ فيها بالخروج من النار لمن مات مشركا بالله، وغير الله لا يملك ذرة في السماء والأرض، لا استقلالاً ولا شركة مع الله ولا يعين الله في ملكه ولايملك أن يشفع لأحد بلا إذنه فبأي حجة يعبد إذن، وقد حرص النبي ﷺ على هداية عمه أبي طالب فلم يستطع فأنزل الله ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
وأول شرك بالله في عبادته وقع في الأرض كان بسبب الغلو في خمسة من الصالحين ﴿وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًالما مات الصالحون «ود» و«سواع» و«يغوث» و«يعوق» و«نسر» صورت لهم أصنام للاجتهاد في الطاعة عند تذكرهم ثم طال الزمن ونسي العلم فعبدوها مع الله.
فالغلو في الصالحين والتبرك بهم في حياتهم وتعظيم قبورهم ودفنها في المساجد أو بناء المساجد عليها من أعظم أسباب الشرك بالله.
[النجم: ١٩].﴾[الأنعام: ١٦٢]، وقال تعالى: ﴾ [الكوثر: ٢] فكما تصلي له وحده فلتنحر له وحده، ف[الانسان: ٧]، فمن نذر لغير الله كمن نذر للأضرحة والأولياء فقد صرف العبادة لغير الله تعالى.[الأعراف: ٢٠٠]، فمن استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استعاذ بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك، وكذلك ﴾[الأنفال: ٩] فمن استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استغاث بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك﴾[القصص: ٥٦]، فمن يستحق العبادة: هو من بيده القلوب جل وعز﴾[نوح: ٢٣] بعد آدم بعشرة قرون في قوم نوح، و
كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الاثنين: 06/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ01/سبتمبر/2014
توحيد العبادة هو: إفراد الله بالعبادة كلها، وترك عبادة ما سواه ﴿وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء: ٣٦] وهو معنى لا إله إلا الله، وهو خلاصة دعوة الرسل، فالتوحيد يكفر الله به الذنوب ففي الحديث القدسي: «يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لاتيتك بقرابها مغفرة»، ومن فضل التوحيد أن من حققه فلم يشرك بالله شيئاً دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما في حديث ابن عباس «عرضت علي الأمم ..» الحديث. متفق عليه، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يخاف من الشرك فلا شيء أخطر منه لأنه «من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار» متفق عليه.
فقد خاف إبراهيم الخليل عليه السلام -وهو مَن هو- من الشرك فدعا ربه قائلاً: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[ابراهيم: ٣٥]، فكيف لا نخاف نحن منه؟! ودعوة الرسل جميعاً هي الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه فكان كلّ رسول يقول لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: ٥٩]، ودعوة أتباع الرسل على بصيرة هي الدعوة إلى التوحيد وترك الشرك كما في آية ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف: ١٠٨].
ومن عبد الله وعبد غيره معه كمن يستغيث بالله وبالموتى لم تنفعه عبادته لله، فالله كفّر مشركي قريش مع أنهم كانوا يدعونه ولكن يدعون آلهتهم معه،والتمائم والحروز والطلاسم لا تمنع عنك جناً ولاعينا ولا حسداً ولا تجلب لك خيراً وفي الحديث «من تعلق شيئاً وُكِل إليه» أي خُذل فلم ينتفع به.
وفي الصحيحين أمر النبي ﷺ بقطع الأوتار والقلائد التي تربط على أعناق الدواب. ودلت الأحاديث الأخرى أن السبب كونها من الشرك، فتعليق التمائم شرك لحديث «من تعلق تميمة فقد أشرك» فإن اعتقدها تنفع بإذن الله كان شركاً أصغر وإن اعتقدها تنفع بنفسها كان شركاً أكبر، ولا يجوز التبرك بالأشجار والأحجار مطلقاً وأما استلام الحجر الأسود والركن اليماني فتعبداً لله واقتداء برسوله عليه الصلاة والسلام لا للتبرك؛ فقد فتن الشيطانُ بعضَ الناس ببعض الأشجار فعبدوها مع الله كما فتنهم بشجرة «العزى» فعبدوها وبـ«ذات أنواط» فتبركوا بها ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ﴾
والذبح لغير الله شرك قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْفي الحديث الصحيح «لعن الله من ذبح لغير الله»، واللعنُ: الطرد من رحمة الله فما حال من يذبح للجن والسحرة والقبور والأضرحة والعياذ بالله!
ومن حماية النبي ﷺ للتوحيد نهيه عن الذبح لله -وهو عبادة- في مكان يذبح فيه لغير الله أو تقام فيه أعياد جاهلية، والنذر عبادة مدح الله من وفّى به فقال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾
كما أن الاستعاذة عبادة؛ قال تعالى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ﴾الاستغاثة عبادة قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ، وغير الله لا يملك شيئاً من الضر والنفع حتى قال النبي ﷺ لابنته فاطمة: «لا أغني عنكِ من الله شيئاً» فكيف تصح عبادة غير الله؟فالملائكة على عظم خلقهم، وملازمتهم طاعة الله وعدم معصيته أبداً تخاف الله ويغشى عليها إذا تكلم الله بما شاء من أمره فكيف تعبد مع الله؟
ولا يشفع أحد لأحد يوم القيامة إلا بشرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع له، فلا حظ فيها بالخروج من النار لمن مات مشركا بالله، وغير الله لا يملك ذرة في السماء والأرض، لا استقلالاً ولا شركة مع الله ولا يعين الله في ملكه ولايملك أن يشفع لأحد بلا إذنه فبأي حجة يعبد إذن، وقد حرص النبي ﷺ على هداية عمه أبي طالب فلم يستطع فأنزل الله ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
وأول شرك بالله في عبادته وقع في الأرض كان بسبب الغلو في خمسة من الصالحين ﴿وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًالما مات الصالحون «ود» و«سواع» و«يغوث» و«يعوق» و«نسر» صورت لهم أصنام للاجتهاد في الطاعة عند تذكرهم ثم طال الزمن ونسي العلم فعبدوها مع الله.
فالغلو في الصالحين والتبرك بهم في حياتهم وتعظيم قبورهم ودفنها في المساجد أو بناء المساجد عليها من أعظم أسباب الشرك بالله.
[النجم: ١٩].﴾[الأنعام: ١٦٢]، وقال تعالى: ﴾ [الكوثر: ٢] فكما تصلي له وحده فلتنحر له وحده، ف[الانسان: ٧]، فمن نذر لغير الله كمن نذر للأضرحة والأولياء فقد صرف العبادة لغير الله تعالى.[الأعراف: ٢٠٠]، فمن استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استعاذ بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك، وكذلك ﴾[الأنفال: ٩] فمن استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استغاث بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك﴾[القصص: ٥٦]، فمن يستحق العبادة: هو من بيده القلوب جل وعز﴾[نوح: ٢٣] بعد آدم بعشرة قرون في قوم نوح، و
كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الاثنين: 06/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ01/سبتمبر/2014