المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل التوحيد على العبيد


miramer
2014-09-12, 20:02
«تغريدات» «1» فضل التوحيد على العبيد



توحيد العبادة هو: إفراد الله بالعبادة كلها، وترك عبادة ما سواه ﴿وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِ‌كُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء: ٣٦] وهو معنى لا إله إلا الله، وهو خلاصة دعوة الرسل، فالتوحيد يكفر الله به الذنوب ففي الحديث القدسي: «يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لاتيتك بقرابها مغفرة»، ومن فضل التوحيد أن من حققه فلم يشرك بالله شيئاً دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما في حديث ابن عباس «عرضت علي الأمم ..» الحديث. متفق عليه، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يخاف من الشرك فلا شيء أخطر منه لأنه «من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار» متفق عليه.


فقد خاف إبراهيم الخليل عليه السلام -وهو مَن هو- من الشرك فدعا ربه قائلاً: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[ابراهيم: ٣٥]، فكيف لا نخاف نحن منه؟! ودعوة الرسل جميعاً هي الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه فكان كلّ رسول يقول لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ﴾[الأعراف: ٥٩]، ودعوة أتباع الرسل على بصيرة هي الدعوة إلى التوحيد وترك الشرك كما في آية ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَ‌ةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف: ١٠٨].

ومن عبد الله وعبد غيره معه كمن يستغيث بالله وبالموتى لم تنفعه عبادته لله، فالله كفّر مشركي قريش مع أنهم كانوا يدعونه ولكن يدعون آلهتهم معه،والتمائم والحروز والطلاسم لا تمنع عنك جناً ولاعينا ولا حسداً ولا تجلب لك خيراً وفي الحديث «من تعلق شيئاً وُكِل إليه» أي خُذل فلم ينتفع به.

وفي الصحيحين أمر النبي ﷺ بقطع الأوتار والقلائد التي تربط على أعناق الدواب. ودلت الأحاديث الأخرى أن السبب كونها من الشرك، فتعليق التمائم شرك لحديث «من تعلق تميمة فقد أشرك» فإن اعتقدها تنفع بإذن الله كان شركاً أصغر وإن اعتقدها تنفع بنفسها كان شركاً أكبر، ولا يجوز التبرك بالأشجار والأحجار مطلقاً وأما استلام الحجر الأسود والركن اليماني فتعبداً لله واقتداء برسوله عليه الصلاة والسلام لا للتبرك؛ فقد فتن الشيطانُ بعضَ الناس ببعض الأشجار فعبدوها مع الله كما فتنهم بشجرة «العزى» فعبدوها وبـ«ذات أنواط» فتبركوا بها ﴿أَفَرَ‌أَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ﴾

والذبح لغير الله شرك قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ﴿فَصَلِّ لِرَ‌بِّكَ وَانْحَرْ‌في الحديث الصحيح «لعن الله من ذبح لغير الله»، واللعنُ: الطرد من رحمة الله فما حال من يذبح للجن والسحرة والقبور والأضرحة والعياذ بالله!

ومن حماية النبي ﷺ للتوحيد نهيه عن الذبح لله -وهو عبادة- في مكان يذبح فيه لغير الله أو تقام فيه أعياد جاهلية، والنذر عبادة مدح الله من وفّى به فقال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ‌﴾

كما أن الاستعاذة عبادة؛ قال تعالى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ﴾الاستغاثة عبادة قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَ‌بَّكُمْ، وغير الله لا يملك شيئاً من الضر والنفع حتى قال النبي ﷺ لابنته فاطمة: «لا أغني عنكِ من الله شيئاً» فكيف تصح عبادة غير الله؟فالملائكة على عظم خلقهم، وملازمتهم طاعة الله وعدم معصيته أبداً تخاف الله ويغشى عليها إذا تكلم الله بما شاء من أمره فكيف تعبد مع الله؟

ولا يشفع أحد لأحد يوم القيامة إلا بشرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع له، فلا حظ فيها بالخروج من النار لمن مات مشركا بالله، وغير الله لا يملك ذرة في السماء والأرض، لا استقلالاً ولا شركة مع الله ولا يعين الله في ملكه ولايملك أن يشفع لأحد بلا إذنه فبأي حجة يعبد إذن، وقد حرص النبي ﷺ على هداية عمه أبي طالب فلم يستطع فأنزل الله ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.

وأول شرك بالله في عبادته وقع في الأرض كان بسبب الغلو في خمسة من الصالحين ﴿وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرً‌الما مات الصالحون «ود» و«سواع» و«يغوث» و«يعوق» و«نسر» صورت لهم أصنام للاجتهاد في الطاعة عند تذكرهم ثم طال الزمن ونسي العلم فعبدوها مع الله.

فالغلو في الصالحين والتبرك بهم في حياتهم وتعظيم قبورهم ودفنها في المساجد أو بناء المساجد عليها من أعظم أسباب الشرك بالله.

[النجم: ١٩].﴾[الأنعام: ١٦٢]، وقال تعالى: ﴾ [الكوثر: ٢] فكما تصلي له وحده فلتنحر له وحده، ف[الانسان: ٧]، فمن نذر لغير الله كمن نذر للأضرحة والأولياء فقد صرف العبادة لغير الله تعالى.[الأعراف: ٢٠٠]، فمن استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استعاذ بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك، وكذلك ﴾[الأنفال: ٩] فمن استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أو استغاث بميت أو بحي غائب بلا واسطة فقد أشرك﴾[القصص: ٥٦]، فمن يستحق العبادة: هو من بيده القلوب جل وعز﴾[نوح: ٢٣] بعد آدم بعشرة قرون في قوم نوح، و
كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الاثنين: 06/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ01/سبتمبر/2014

miramer
2014-09-12, 20:04
«تغريدات» «2» فضل التوحيد على العبيد


من آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته تحذيره لها من اتخاذ القبور مساجد، فلا يجوز بناء مسجد على قبر ولا دفن ميت في مسجد، فمن موجبات الخوف من الشرك إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض أمته سيعبد الأوثان وبعضهم يلحق بالمشركين، رب ثبتنا على التوحيد حتى نلقاك. وتَعَلُّم السحر وتعليمه كفر لقوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ‌ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُ‌وا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ‌ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُ‌وتَ وَمَارُ‌وتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ‌ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّ‌قُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْ‌ءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّ‌ينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّ‌هُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَ‌اهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَ‌وْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾[البقرة: ١٠٢]، فللسحر أضرار كبيرة كالتقرب للشياطين، وتدنيس المصحف وأذية الناس في قلوبهم حباً وبغضاً، وجمعاً وتفريقاً وفي عقولهم وفي أبدانهم مرضاً أو موتاً،وحدُّ السحرة قتلهم من قبل ولاة الأمور تخليصاً للناس من شرورهم لحديث «حد الساحر ضربة بالسيف» وعلاج السحر بالرقى الشرعية وبحل عُقَده إذا وجدت.

والغيب لا يعلمه أحد غير الله، فمن ادعى علم الغيب فقد كفر ومن صدّق أحدا أنه يعلم الغيب فقد جعله شريكا لله في صفاته تعالى الله وتقدس
فُتن كثير من الناس بالتنجيم والبروج وظنوا أن لها تأثيرا في السعادة والشقاء والحياة والموت وذلك كله بيد الله وحده ليس للأبراج فيها تأثير
من صور الكهانة الشركية ادعاء علم المغيبات والقراءة في الكف والفنجال والخط في الرمل والاعتقاد في البروج.

يقول بعضهم «خير يا طير» والتطير بالطيور وغيرها من الشرك لحديث «الطيرة شرك» فإذا عزمت على فعل شيء غير محرم فافعله ولا يردك عنه تشاؤم أو تطير.

كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الاثنين: 09/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ04/سبتمبر/2014

miramer
2014-09-12, 20:06
«تغريدات» «3» فضل التوحيد على العبيد


قال الله في حديث قدسي: من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته،فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال:مطرنا بنوء كذا وكذا،فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب، وقد ذكر الله في كتابه الكريم ثلاث حِكَم لخلق النجوم: زينة للسماء الدنيا، ورجوماً للشياطين، وعلامات يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، والاعتقاد في الكواكب أنها تنزل المطر شرك في ربوبية الله لأنه الله هو منزل الغيث وحده، والاعتقاد أنها سبب في نزوله شرك أصغر للأدلة الشرعية.

ومن أحب مع الله شيئاً آخر محبة تأله وتعبد فقد اتخذه نداً لله وسواه به، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾[البقرة: ١٦٥]، فعلامة محبة العبد لله ولرسوله هي طاعته لهما ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ﴾[آل عمران: ٣١]، والمحبة بلا طاعة دعوى بلا دليل، وأوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وأَتْباعُ الأحزاب الدعوية اليوم يحبون ويوالون على الانتماء للحزب لا على الاتّباع للشرع.


والخوف من غير الله كالخوف من الله شرك أكبر، كمن يخاف من الولي صاحب القبر أن يحلف به كاذباً خشية نقمته وعقوبته، وعلى العبد أن يجمع بين الخوف من عذاب ربه ليجتنب معصيته،والرجاء في ثوابه لينشط في طاعته، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِ‌عُونَ فِي الْخَيْرَ‌اتِ وَيَدْعُونَنَا رَ‌غَبًا وَرَ‌هَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾[الأنبياء: ٩٠].

أما التوكل على الله هو الاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه، ولا يمنع التوكل من الأخذ بالأسباب المباحة كطلب الرزق المباح، واتقاء العدو بالسلاح.

ومن أعظم شُعب الإيمان:


الصبر على طاعة الله.
الصبر عن معصية الله
الصبر عن الأهواء والبدع
الصبر على أقدار الله المؤلمة.


وكثير من العُبّاد والزهاد يصبرون عند الفتن الشهوانية ولكن يضعفون عند فتن الشبهات فتهلكهم البدع الاعتقادية والعملية، اللهم سلمنا من الفتن.

ومما ينافي الصبر عند المصيبة:


لطم الخد أو غيره من البدن
نتف الشعر
شق الثوب
الاعتراض على القدر
تعداد محاسن الميت بصوت عال كفعل الجاهلية.


وحزن القلب ودمع العين على الميت من الرحمة التي يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده ولا مؤاخذة فيها والحمد لله.





كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الخميس: 12/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ04/سبتمبر/2014

miramer
2014-09-12, 20:08
«تغريدات» «4» فضل التوحيد على العبيد


قال الله في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه»، فالإخلاص أساس الدين والرياء ينافي الإخلاص، والرياء هو أن يعمل العمل الصالح أو يزيده تحسيناً ليراه الناس فيحمدوه، والتسميع هو أن يرفع صوته بالقول الصالح ليسمعوه أو يخبر به لذلك القصد، وللرياء حالتان؛فإن كان من ابتداء العمل أبطله وأفسده، وإن كان أصلُ العمل لله ثم طرأ الرياء فعلى المسلم مدافعته ومجاهدة نفسه وشيطانه.

ومن الشرك الأصغر أن يقول: ما شاء الله وشئت، وأنا بالله وبك، ولولا الله وفلان؛ والصواب فيما سبق: ثم شئت، ثم بك، ثم فلان، فيستعمل «ثم» بدل «و».

قال النبي ﷺ: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضامن الدنيا لم يجد عَرف الجنةيوم القيامة» عرفها: ريحها
من اعتقد في عالم أو عابد أو أمير أو غيرهم أن الحلال ما أحله والحرام ما حرمه فقد اتخذه رباً لأن الحكم لله وحده ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ﴾[الأنعام: ٥٧]، والتشريع لله وحده، ومن حكم بغير ما أنزل الله مستحلاً لعمله فقد كفر، وإن كان عن غير استحلال فهو كفر أصغر لأثر ابن عباس فيه قال: «كفر دون كفر»، فأهل السنة يؤمنون بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، ولا يتجاوزونهما إلى غيرهما، لأنها توقيف لا اجتهاد فيه.
أهل السنة: لا يجحدون صفات الله ولا يؤلونها، ولا يحرفون معانيها، ولا يمثلون الله بشيء من خلقه لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‌﴾[ الشورى: ١١]، وأهل السنة: يؤمنون بالمعاني الحقيقية لصفات الله و يفوضون كيفيتها إلى الله لأنه حجب عن خلقه الكيفية، قال مالك: «الاستواء معلوم والكيف مجهول».

ومن تعظيم الله تصديق من حلف بالله إذا لم يكن الحالف معروفاً بالحلف بالله كذباً لحديث «من حُلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله».
يكثر على ألسن بعض الناس سب الأيام والليالي، وفي الحديث «لا تسبوا الدهر»، لأن ما يقع فيه إنما هو بتدبير الله وقضائه فمن سبه فكأنما سب الله.

ومن تمام كمال التوحيد ترك التسمية باسم فيه نوع مشاركة لله في صفاته مثل «ملك الملوك» و «قاضي القضاة» ونحو ذلك كما جاء في الأحاديث.
من نواقض الإسلام الاستهزاء بالله أو بكتابه أو برسوله لقوله تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَ‌سُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُ‌وا قَدْ كَفَرْ‌تُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِ‌مِينَ (٦٦)﴾[التوبة: ٦٥-٦٦]، ونسبة النعم الحاصلة للذكاء والعبقرية ونحو ذلك من كفرانها لأن المنعم بها هو الله وحده فمن الإيمان به نسبتها إليه: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ‌ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُ‌ونَ﴾[النحل: ٥٣].

لا يجوز تعبيد الأسماء لغير الله كعبد الأمير وعبد الحسين وعبد الحارث وعبد الكعبة. ومن سمي بذلك لزمه تغييره فالخلق كلهم عبيد الله وملكه. فإذا كان الاسم يحمل معنى مكروهاً كـ«حَزن»، أو تزكية لصاحبه كـ «بَرّة» استحب تغييره للأحاديث الصحيحة في هذا الباب، وقد نهى النبي ﷺ أن يقال «السلام على الله» لأن الله هو السلام الذي لا يبلغه ضر ولا يطرأ عليه نقص، بل هو المسَلِّم غيره من الآفات سبحانه، وما كان من المطالب متَحقَق النفع كالرحمة والمغفرة والجنة والعافية فيدعو به العبد ربه دعاء جازماً ولايقول ارحمني إن شئت أو اغفر لي إن شئت، وما كان من المطالب المعَيّنة متَردداً في تحقق منفعته كسفر أو دراسة أو زواج فالأفضل فيه سؤال الله إياه إن كان خيراً كما في دعاء الاستخارة.

من الأدب المستحب أن يقول السيد لعبده «فتاي» أو «غلامي» ولأمته «فتاتي» بدلا من «عبدي» و«أمتي»، وأن يقول العبد لمالكه «سيدي» بدلا من «ربي».

ومن تعظيم الله جل وعلا أن تجيب مسألة من سألك بالله لحديث «من سأل بالله فأعطوه» الحديث، وإن طلبك محرماً أو كنت تتضرر بإجابته فلا تلزمك، وإذا فاتك محبوب، أو أصابك مكروه، فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فذلك من الإيمان بالله ومن الاتباع لرسوله.

وفي الحديث: «لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسالك من خير هذه الريح ..»،ثم: ما ذنب الريح حتى تُسب فهي مأمورة مسيّرة.

وقد ظن أهل الجاهلية بربهم ظن السوء ومنه، أنه لا ينصر رسوله، وأن ما يصيبهم ليس من قدر الله، أو أن أقدار الله ليس لها حكمة، فاحذر ان تظن بربك ظنهم.

والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان ومن كذّب بالقدر فقد كفر قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ‌﴾[القمر: ٤٩]، وللقدر أربع مراتب:
(1) علم الله بكل شيء.
(2) كتابته للمقادير في اللوح.
(3) مشيئته لها.
(4) خلقه وإيجاده لها.
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

وتماثيل الصالحين كانت أول سبب لوقوع الشرك في بني آدم، وجاءت النصوص بتحريم تصوير ذوات الأرواح، و جاءت بالأمر بطمس ما وجد منها.
مِنْ تعظيم الله حفظ الأيمان ومِن حِفْظها:


أن لا يحلف الا بالله.
ولا يحلف بالله الا صادقا.
ولا يكثر من الحلف.
وإذا حنث في يمينه كفر عنها.

من تعظيم الله الوفاء بالعهد وعدم نقضه بالغدر والخيانة ولو مع العدو الكافر ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّـهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل: ٩١]، ففي الحديث: «قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان فقال الله: "من ذا الذي يتألى علي ان لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك"» رواه مسلم.

ولا يقال لأحد «نستشفع بالله عليك» فإنه يقتضي أن يكون الخالق دون المخلوق في المرتبة -تعالى الله وتقدس-، بل هو أكبر من كل شيء وأعظم وأجل سبحانه، وقد كان النبي ﷺ ينهى عن إطرائه ويحذر من جر الشيطان هذه الأمة إلى الغلو فيه فتهلك كما هلكت النصارى بغلوهم في عيسى بن مريم، وكثير من المدائح النبوية تشتمل على الغلو البدعي أو الغلو الشركي والعياذ بالله لإهمال أصحابها الوصية النبوية بالتزام الاعتدال وترك الغلو، فمن الغلو الشركي وصف النبي ﷺ بما لا يليق إلا بالله كوصفه؛ بعلم الغيب، وإجابته دعوة المضطر، وكون الدنيا والآخرة من جود يده.

ومن دلائل التوحيد الآيات والأحاديث الدالة على عظمة الله وأنه لا شيء أعظم منه فمن كانت السموات والأرض في قبضته فهو المستحق أن يعبد وحده.


كتبه
الشيخ د.علي بن يحيى الحدادي حفظه الله
@amri3232
الثلاثاء: 14/ذو القعدة/1435هـ
الموافق لـ09/سبتمبر/2014

حفيدة الفاروق
2014-09-13, 10:01
بارك الله فيك

hich1988
2014-09-13, 12:31
شكرا جزيلا

miramer
2014-09-17, 21:53
آمين وفيكم بارك الرحمن