كاتب المقامات
2014-09-08, 05:06
* بُكائيّة طلليّة مدرسيّة
البشير بوكثير
إهداء: إلى أرواح زملائي المعلمين الذين فقدتهم خلال مسيرتي التعليميّة ( ابن ذيب بلقاسم، بوختالة مسعود، زيرق مخلوف، جمال معارشة) أذرف هذه العَبرات ...
اليوم ساقتني الأقدار، مع رفقة أخيار، إلى أوّل مدرسة تفتّحتْ فيها الأبصار، فتحرّكتْ لواعج الحنين والادكّار، وكوامن التحنان والتّذكار، فسَكبتُ الدّمعَ المدرار- بعدما خانتني القوافي والأشعار- على معلّمين أخيار، وأولياء أطهار، وتلامذةٍ أبرار، عزفوا سمفونيّةَ " مدرستي الحبيبة" بكلّ اعتزازٍ وافتخار ، وهِمّةٍ وعزمِ و اقتدار.
وقبل أنْ ألِجَ الباب، تمسّحْتُ بالأعتاب، ولثَمْتُ الحصى والتّراب ، لأنّي تذكّرتُ الصّحْبَ والأتراب، : منهم مَن يكابدُ المرضَ والعَذاب، ومنهم من يصارع قُرصانَ التّهميش والرّداءة والسّلْخ واليباب ، ومنهم من يقفُ شامخا مثل ناطحات السّحاب، لكن دونما نوافذ ولا أبواب، ومنهم مَن غيَّـــــبَه الرّدى وطواه الثّرى والتّراب .
صِحتُ صيحةَ مَنْ لايُرَدُّ له جواب :
هل فيكم مَن يُلبّي دعوةَ آخرِ الأحباب، ويُعيدُ براءةَ الأيام العِذاب، ويمسح عن جفوني القذى والغبش والضّباب ؟!
لكن سمعتُ رجْعَ الصّدى: ما في حـَــدا ، يا باكيَ الأحباب .
كانتْ صيحةً في واد، ونفخةً في رماد، وبُكاءً على أشلاء جبل "توباد" ...
واسَاني الصّدى ، على طول المدى:
وهل يُغْني البكاء، ويُجْدي الرّثاء، بعدما صارَ الموت والحياة سواء ؟!
البشير بوكثير
إهداء: إلى أرواح زملائي المعلمين الذين فقدتهم خلال مسيرتي التعليميّة ( ابن ذيب بلقاسم، بوختالة مسعود، زيرق مخلوف، جمال معارشة) أذرف هذه العَبرات ...
اليوم ساقتني الأقدار، مع رفقة أخيار، إلى أوّل مدرسة تفتّحتْ فيها الأبصار، فتحرّكتْ لواعج الحنين والادكّار، وكوامن التحنان والتّذكار، فسَكبتُ الدّمعَ المدرار- بعدما خانتني القوافي والأشعار- على معلّمين أخيار، وأولياء أطهار، وتلامذةٍ أبرار، عزفوا سمفونيّةَ " مدرستي الحبيبة" بكلّ اعتزازٍ وافتخار ، وهِمّةٍ وعزمِ و اقتدار.
وقبل أنْ ألِجَ الباب، تمسّحْتُ بالأعتاب، ولثَمْتُ الحصى والتّراب ، لأنّي تذكّرتُ الصّحْبَ والأتراب، : منهم مَن يكابدُ المرضَ والعَذاب، ومنهم من يصارع قُرصانَ التّهميش والرّداءة والسّلْخ واليباب ، ومنهم من يقفُ شامخا مثل ناطحات السّحاب، لكن دونما نوافذ ولا أبواب، ومنهم مَن غيَّـــــبَه الرّدى وطواه الثّرى والتّراب .
صِحتُ صيحةَ مَنْ لايُرَدُّ له جواب :
هل فيكم مَن يُلبّي دعوةَ آخرِ الأحباب، ويُعيدُ براءةَ الأيام العِذاب، ويمسح عن جفوني القذى والغبش والضّباب ؟!
لكن سمعتُ رجْعَ الصّدى: ما في حـَــدا ، يا باكيَ الأحباب .
كانتْ صيحةً في واد، ونفخةً في رماد، وبُكاءً على أشلاء جبل "توباد" ...
واسَاني الصّدى ، على طول المدى:
وهل يُغْني البكاء، ويُجْدي الرّثاء، بعدما صارَ الموت والحياة سواء ؟!