تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليطمئن قلبي


slimovic
2014-08-30, 15:00
السلام عليكمورحمة الله و بركاته
استوقفتني الآية العظيمة في كتاب الله عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
صدق الله العظيم سورة البقرة260

إن الناظر المتأمل في هذه الآية العظيمة يحمل خطأ معنى كلمة - ليطمئن - محملها المناقض للشك و بهذا يكون سيدنا ابراهيم طالبا لليقين المنافي للشك في القدرة وحاشا ان يكون له مثل ذلك فهو خليل الله نبيه وصفيه .. و هذا ما نبه اليه القرطبي في تفسيره لهذه الآية و حملها على أن ابراهيم عليه السلام طلب الطمأنينة من الرؤية لتعلق النفوس بالرؤية و اليقين بها و كذا جاء في عدة تفاسير لهذه الآية

لكن لرفع اللبس ههنا وجب اعادة النظر في حمل كلمة - ليطمئن - على وجهها الصحيح .. اطمأن في لسان العرب مأخوذة من معنى السكون و الثبات حتى يقال اطمأنت الخيمة أي إذا ثبتت بأطرافها و تشبثت بالأرض فالطمأنينة هنا ليست في علاقة ضدية مع الشك لكنها ثبات على اليقين الحاصل أصلا و لدعم هذه الرؤية نأخذ قوله تعالى في سورة الرعد الآية 28 (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فالكلمة هنا - تطمئن - جاءت بالمعنى المراد في الآية السابقة فالطمأنينة مرتبة تأتي بعد الإيمان اي الرسوخ و الثبات في اليقين بعد الإيمان الحاصل أصلا و ليست مضادة للشك في القدرة كما ذكرت سابقا و الله أعلم