المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ الاعتــــداء فــي الدعــــاء ~


ابو اكرام فتحون
2014-09-03, 18:27
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~ الاعتــــداء فــي الدعــــاء ~

قال الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيّم الجوزية رحمه الله:
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: ٥٥] قيل: المراد أنه لا يحب المعتدين في الدعاء، كالذي يسأل ما لا يليق به من
منازل الأنبياء وغير ذلك. وقد روى أبو داود في سننه من حديث حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نعامة أن عبد الله بن
مغفل، سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال: يا بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني
سمعت رسول الله يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء» ([1])

وعلى هذا، فالاعتداء في الدعاء تارة، بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات، وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله
مثل أن يسأله تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب، أو يسأله أن يطلعه على
غيبه أو يسأله أن يجعله من المعصومين، أو يسأله أن يهب له ولدًا من غير زوجة ولا أمة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء فكل سؤال
يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله.

وفسر الاعتداء برفع الصوت أيضا في الدعاء. قال ابن جريج من الاعتداء رفع الصوت في الدعاء والنداء في الدعاء والصياح.وبعد
فالآية أعم من ذلك كله، وإن كان الاعتداء في الدعاء مرادًا بها فهو من جملة المراد. والله لا يحب المعتدين في كل شيء دعاء كان أو
غيره، كما قال: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]، وعلى هذا فيكون قد أمر بدعائه وعبادته وأخبر أنه لا يحب
أهل العدوان وهم الذين يدعون معه غيره، فهؤلاء أعظم المعتدين عدوانًا، فإن أعظم العدوان الشرك وهو وضع العبادة في غير
موضعها. فهذا العدوان لا بد أن يكون داخلًا في قوله: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾[الأعراف: ٥٥].

ومن العدوان أن يدعوه غير متضرع بل دعاء مدل ([2]) كالمستغني بما عنده المدل على ربه به، وهذا من أعظم الاعتداء
المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته، فمن لم يسأل مسألة مسكين متضرع خائف فهو
معتد.ومن الاعتداء أن تعبده بما لم يشرعه وتثني عليه بما لم يثن به على نفسه ولا أذن فيه، فإن هذا اعتداء في دعاء الثناء والعبادة
وهو نظير الاعتداء في دعاء المسألة والطلب وعلى هذا فتكون الآية دالة على شيئين:أحدهما: محبوب للرب تبارك وتعالى مرضي
له، وهو الدعاء تضرعًا وخفية.والثاني: مكروه له مبغوض مسخوط وهو الاعتداء، فأمر بما يحبه الله وندب إليه وحذر مما
يبغضه وزجر عنه بما هو أبلغ طرق الزجر والتحذير، وهو أنه لا يحب فاعله، ومن لم يحبه الله فأي يناله وفي قوله: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: ٥٥] عقب قوله: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: ٥٥] دليل على أن من لم يدعه تضرعًا وخفية فهو من
المعتدين الذين لا يحبهم، فقسمت الآية الناس إلى قسمين داع لله تضرعًا وخفية. ومعتد بترك ذلك.
المصدر: بدائع الفوائد 3/ (17-18).

([1]) أبو داود (96), سنن البيهقي 1/ 197
([2]) المدل الواثق من نفسه

إكليل
2014-09-03, 18:35
شكرا أخي بارك الله فيك

عباس الجزائري
2014-09-03, 18:46
جزاكم الله خيرا

عذب المشاعر
2014-09-03, 19:03
بارك الله فيك
افدتنا كثيرا جعله الله في ميزان حسناتك

* نــــُورَة ♥
2014-09-03, 19:49
بارك الله فيك

ابو اكرام فتحون
2014-09-03, 22:48
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأحسن اليكم

*البنت الدلوعة*
2014-09-03, 23:15
ونعم الافادة ....................بارك الله فيك ...............

حياتي نبع امل
2014-09-03, 23:41
بارك الله فيك

ابو اكرام فتحون
2014-09-05, 21:47
و فيك بارك الله وجزاك خيرا

houssem zizou
2014-09-06, 23:32
جزاكم الله خيرا

ابو اكرام فتحون
2014-09-07, 22:24
جزاكم الله خيرا


بارك الله فيك وجزاك خيرا

moh140
2014-09-07, 22:27
بارك الله فيك