يسمينة البجائية
2014-09-02, 14:59
البعض من الناس يقولون الايمان في القلب ماشي في الحجاب و الصلاة و اللحية .....
السؤال: ما قولكم لمن إذا قيل له: اتق الله في نفسك من بعض المعاصي مثل حلق اللحية[ ] وشرب الدخان وإسبال الثياب، يقول: الإيمان[ ] في القلب[ ] ، وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب، ويقول: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم يقصد (اللحية والدخان وإسبال الثياب) ولكن ينظر إلى قلوبكم؟
الإجابة: هذه الكلمة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين، وهي كلمة حق يراد بها باطل. لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي؛ لأنه يزعم أنه يكفي الإيمان[ ] الذي في القلب[ ] عن عمل الطاعات وترك المحرمات، وهذه مغالطة مكشوفة، فإن الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب[ ] وصدقته الأعمال.
وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص. والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا} [سورة آل عمران[ ] : آية130]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ} [سورة المائدة: آية35]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} [سورة المائدة: آية95]، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} [سورة البقرة[ ] : آية 277]، { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [سورة البقرة: آية 62]، فالإيمان لا يسمى إيمانًا كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي. ويقول تعالى: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر: الآيات 1-3]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} [سورة النساء[ ] : آية 59]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: آية 24] فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب؛ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار[ ] .
ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل بل لابد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
شيخ صالح بن الفوزان الفوزان حفظه الله
ما حكم مَن يقول أنّ المظاهر غير مهمّة في الحكم على الإنسان وأنّ الإيمان في القلب؟
يعدها الشيخ ابو عبد السلام
إنّ الإيمان ليس مجرّد اعتقاد بالقلب وكفى، بل هو اعتقاد بالقلب ونطق اللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومتَى كان اعتقاد المرء بقلبه صحيحًا سليمًا، فإن ذلك سيؤثر على ظاهره بشكل إيجابي، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ إنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صَلُح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألاَ وهي القلب'' أو كما قال. فعبارة ''الإيمان في القلب وكفَى'' عبارة خاطئة لا ينبغي للمسلم أن يردّدها، وإلاّ فلماذا شرعت العبادات وفرض الحجاب وغيرها؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الإيمان بِضعٌ وسبعون شُعبَة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذَى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'' رواه مسلم. ففي قوله ''لا إله إلاّ الله'' إشارة إلى النطق باللسان، وفي قوله ''إماطة الأذى عن الطريق'' إشارة إلى عمل الجوارح، وفي قوله ''والحياء شعبة من الإيمان'' إشارة إلى عمل القلب، وسيحاسب المرء يوم القيامة عمّا كلّف بالنطق به وعمّا كلّف بالعمل به، فليتفطن لهذا كلّ مؤمن بالله، وما أنزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله الموفق.
السؤال: ما قولكم لمن إذا قيل له: اتق الله في نفسك من بعض المعاصي مثل حلق اللحية[ ] وشرب الدخان وإسبال الثياب، يقول: الإيمان[ ] في القلب[ ] ، وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب، ويقول: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم يقصد (اللحية والدخان وإسبال الثياب) ولكن ينظر إلى قلوبكم؟
الإجابة: هذه الكلمة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين، وهي كلمة حق يراد بها باطل. لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي؛ لأنه يزعم أنه يكفي الإيمان[ ] الذي في القلب[ ] عن عمل الطاعات وترك المحرمات، وهذه مغالطة مكشوفة، فإن الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب[ ] وصدقته الأعمال.
وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص. والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا} [سورة آل عمران[ ] : آية130]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ} [سورة المائدة: آية35]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} [سورة المائدة: آية95]، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} [سورة البقرة[ ] : آية 277]، { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [سورة البقرة: آية 62]، فالإيمان لا يسمى إيمانًا كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي. ويقول تعالى: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر: الآيات 1-3]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} [سورة النساء[ ] : آية 59]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: آية 24] فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب؛ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار[ ] .
ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل بل لابد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
شيخ صالح بن الفوزان الفوزان حفظه الله
ما حكم مَن يقول أنّ المظاهر غير مهمّة في الحكم على الإنسان وأنّ الإيمان في القلب؟
يعدها الشيخ ابو عبد السلام
إنّ الإيمان ليس مجرّد اعتقاد بالقلب وكفى، بل هو اعتقاد بالقلب ونطق اللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومتَى كان اعتقاد المرء بقلبه صحيحًا سليمًا، فإن ذلك سيؤثر على ظاهره بشكل إيجابي، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ إنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صَلُح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألاَ وهي القلب'' أو كما قال. فعبارة ''الإيمان في القلب وكفَى'' عبارة خاطئة لا ينبغي للمسلم أن يردّدها، وإلاّ فلماذا شرعت العبادات وفرض الحجاب وغيرها؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الإيمان بِضعٌ وسبعون شُعبَة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذَى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'' رواه مسلم. ففي قوله ''لا إله إلاّ الله'' إشارة إلى النطق باللسان، وفي قوله ''إماطة الأذى عن الطريق'' إشارة إلى عمل الجوارح، وفي قوله ''والحياء شعبة من الإيمان'' إشارة إلى عمل القلب، وسيحاسب المرء يوم القيامة عمّا كلّف بالنطق به وعمّا كلّف بالعمل به، فليتفطن لهذا كلّ مؤمن بالله، وما أنزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله الموفق.