تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "كيف لا يعذر العوام بالجهل" مقتطفات من شرح الشيخ العلامة محمد أمان الجامي على قرة عيون الموحدين


"بدرالدين"
2014-08-25, 19:24
"كيف لا يعذر العوام بالجهل"
مقتطفات من شرح الشيخ العلامة محمد أمان الجامي على قرة عيون الموحدين
بسم الله الرحمن الرحيم
قرة عيون الموحدين
للإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله
بشرح
الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله
قال في الشريط الرابع:
يقول الشارح رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن مشاهداته وعن معلوماته لأنّه عاش في تلك البيئة التي تنتشر فيها هذه الأنواع من الشرك (وقد وقع الأكثر من متأخري هذه الأمة في هذا الشرك الذي هو أعظم المحرمات، كما وقع في الجاهلية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم،) يقارن الشارح بين ما وقع من المشركين قبل النبي عليه الصلاة والسلام وبين ما وقع من متأخري المسلمين من بعد انقراض القرون الثلاثة، المقارنة واضحة إلا أننا ينبغي أن ننبّه على بعض الأشياء، بعض النقاط التي تعتبر الفروق بين شرك الأولين وشرك هؤلاء المشركين المنتسبين إلى الإسلام، المشركون الأولون في الغالب الكثير لا يؤمنون بالبعث بعد الموت والقوم اليوم على الرغم من وقوعهم في الشرك الأكبر يؤمنون بالبعث بعد الموت، يؤمنون بالجنّة والنار والمشركون الأولون أنكروا نبوّة النبيّ صلى الله عليه وسلم ورسالته، هؤلاء في الجملة يؤمنون إذًا وجه المقارنة أنّهم -هؤلاء- يستنكرون من يدعوهم إلى التوحيد الخالص كما استنكر المشركون الأولون، إذا دعوتهم إلى التوحيد الخالص وأنكرت عليهم الشرك استنكروا ذلك ودافعوا عن معبوداتهم التي لا يسمونها معبودات يسمونها مشايخ وأضرحة وقبورًا يدافعون عنها دفاعًا كما دافع المشركون الأولون عن اللات وعزى ومناة وهبل، هذه المقارنة واقعة، تعظيمهم لهذه المعبودات كما عظّم المشركون معبوداتهم فإذا تلوت عليهم آيات فيها التوحيد والإخلاص استنكروا قالوا تفسرون بنا الآيات التي نزلت في المشركين الأولين ! نحن لا نعتبر التاريخ المشركون الأولون أو الآخرون العبرة بالمعاني لا بالزمن ولا بالتاريخ من وقف موقف المشركين الأولين من معبودات من أضرحتهم من قبورهم وأشجارهم وأحجارهم يعامل معاملة المشركين الأولين مع ملاحظة هذه الفروق التي أشرنا إليها ومع ملاحظة أنّ بعضهم قد يعذر لجهل مطبق ولوجود الشبه، الشبه المجسدة التي هي علماء السوء الذين يسخرون العوام ليخدموهم وليخضعوا لهم ويزنوا لهم الشرك ويزنوا لهم نفي الصفات وتعطيل ربّ العالمين هذا الصنف من العلماء شبهة مجسدة أمام صغار طلبة العلم وأمام العوام لذلك ينبغي أن نتريث كثيرًا بالنسبة للحكم على العوام وعلى صغار طلبة العلم أنهم قد يخرجون من الملّة بهذا بالشرك هذا الموقف موقف خطير جدًا يجب أن يتورع الإنسان ويتريث فينظر في أحوال الناس قد تنطبق هذه الصفات ويخرج من الملة بعضهم وقد ولا تنطبق على بعضهم فلا يخرج مسألة تحتاج إلى دراسة وتأمّل.
وقال أيضا في نفس الشريط:
كان شيخ الإسلام في مناظرات كثيرة عندما يناظر علماء الأشاعرة وفطاحلهم يقول لهم لو كنت أنا مكانكم لحكمت على نفسي بالكفر ولكنكم جهّال علماء كبار يحكم عليهم بأنهم جهّال، كثرة الاطلاع والمؤلفات لم تجعلهم علماء ولكنهم أهل الكلام وليسوا بعلماء لشيخ الإسلام مواقف يمتاز بها على غيره من الدعاة خالطهم وناظرهم وداخلهم وأفحمهم وأدرك ما لديهم من الجهل لذلك كثيرا ما يعذرهم وكثير من الدعاة يتشددون في مسألة العذر لعدم إدراكهم هذه الحقائق والرجل أدرك حقائق يجهلها كثير من الدعاة لذلك يميل دائما إلى أن يعذر أمثال هؤلاء بجهلهم يعتبرهم جهالًا فيعذرهم لأنهم لم يتبين لهم الهدى والله المستعان.
الشريط السادس:
والأمر كذلك اليوم (والمشركون من أواخر هذه الأمة) - لا تستنكر هذه العبارة - أنكروا ما أنكره أولئك على من دعاهم إلى ترك عبادة ما كانوا يعبدونه من دون الله من القبور والمشاهد والطواغيت ونحوها - وهذا واقع لكن نطلق عليهم أنهم مشركون؟ نعم نطلق عليهم أنهم مشركون وكما قلت مع إثبات الفروق بين شركهم وبين شرك الأولين هذا من الإنصاف، إطلاق من ذبح للضريح وطاف به ونذر له ودعا المدفون في هذا الضريح والقبر وخضع له ورجاه وطمع فيه تسميتنا لهذا مشركا هذا واجب ولا يجوز الشك في ذلك إنما البحث يأتي بعد ذلك هل يعذر بجهله؟ يقال ظاهره شرك وعمله شرك لكنه لا يخرج من الملة بهذا الشرك هذا محل بحث يبحثه طلاب العلم وأهل العلم والمعرفة أما إطلاق أنه مشرك واجب ولا يجوز الشك في ذلك الفروق التي ذكرت هؤلاء الذين وقعوا في الشرك أطلقنا عليهم أنهم مشركون يفارقون المشركين الأولين في فروق منها:
الإيمان بالبعث بعد الموت: هؤلاء يؤمنون بالبعث بعد الموت وبجميع شؤون المعاد لا ينكرون شيئًا يؤمنون برسول الله عليه الصلاة والسلام بالجملة أنه رسول الله وإن كان كثير منهم يجهلونه وهل تصدق إذا قيل لمسلم ما الفرق بين الله وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام قال هما شيء واحد مسلم يوجد هذا بل وجد بالفعل بل في الجملة يؤمنون برسالة محمد عليه الصلاة والسلام وعوامهم الذين لم يدرسوا طريقة الاعتزال والأشعرية يؤمنون بأن القرآن كلام الله، عوام المسلمين هم خير من أولئك المتعلمين يؤمنون بأن القرآن كلام الله إذًا لابد من إثبات هذه الفوارق، مع إثبات الفوارق لابد أن يبحث طلاب العلم عن حقيقة هؤلاء هل هم كفار أو مؤمنون بهذا الدين ويحبون الله ويحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن يقعون في هذا الشرك جهلا منهم وظنا منهم كما قال لهم من قال من علماء السوء بأن هذه ليست عبادة وإنما هي من محبة الله ومن محبة أولياء الله ومن ومحبة الصالحين شبه مجسدة وجهل مطبق لذلك يجب التريث في تكفير هؤلاء وإخراجهم من الملة وخصوصا الذين هم من غير العرب ويعيشون في تلك المناطق النائية فيهم الجهل وفيهم العجمة وقد يذهب إليهم عربي للأسف فيضللهم تضليلا يذهب إليهم ليوزع عليهم الطريقة الصوفية بدلا من أن يدعوهم إلى الله هذا حاصل أليس هؤلاء ملبَّسٌ عليهم أعجمي لا يفرق بين الجمل والجبل يأتيه عالم عربي فيعطيه الطريقة القادرية فيزين له أنه سوف يكون دخول الجنة على الطريقة القادرية لم يعرفه بالإسلام لذلك يجب أن نشفق على أمثال هؤلاء ونتريث في أمرهم مع إطلاق أن من فعل كل ذلك فهو مشرك في ظاهر الأمر والله أعلم.
وقال أيضا في الشريط الخامس عشر:
وما أحسن ما قال إبراهيم التيمي - رحمه الله-: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ - لا أحد إذا كان إبراهيم لم يأمن البلاء على نفسه وبنيه فمن يأمن البلاء بعد ذلك لا أحد إلا الجاهل (فهذا أمر لا يؤمن الوقوع فيه وقد وقع فيه الأذكياء من هذه الأمة) صحيح الأذكياء الذين إذا ذاكرتهم تدرك ما لديهم من الذكاء لكن مع ذلك يقعون في الإشراك بالله بل في الدعوة إلى الإشراك وتزيين الشرك للعوام. عالم بزي عالم يدرس بجوار ضريح يُطاف به فيرى الذين يطوفون بالضريح وإن استنكره مستنكر بالفطرة فسأله يقول لا هذه ليست عبادة هذه محبة الصالحين يطوفون فيقبلون الضريح وربما سجدوا كما أخبر من رآهم ولكن الشيخ الذكي المدرس الكبير في ذلك المسجد يقرّ كلّ ذلك بل يزيّن فيدافع فيقول كل هذا ليس بعبادة ولا هو بشرك ولكن محبّة الصالحين كيف لا يعذر العوام الذين يلجؤون إلى فتوى مثل هذا وليس لديهم عالم آخر وهو مرجعهم فيزين لهم هذا التزيين أليس هذا وأمثاله شبهة مجسدة أمام العوام ولو خاطبت أولئك الذين يطوفون بذلك الضريح خارج الضريح - إياك أن تخاطبهم في الضريح - وذكرت لهم نصوص الوعد والوعيد والترغيب والترهيب لوجدتهم مؤمنين قابلين مقبلين على الله وعلى دين الله ومحبين لرسول عليه الصلاة والسلام لكن فما حيلتهم مع وجود تلك الشبهة المجسدة الكبيرة التي تحول بينهم وبين فهم ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لذلك على الدعاة أن يتريثوا في تكفير أولئك الذين يقعون في الشرك الأكبر من العوام خصوصا إذا كانوا في البلاد الأعجمية أو بجوار تلك الشبه المجسدة التي أشرت إليها والله المستعان.
وقال في نفس الشريط: على الشباب أن يدرسوا نواقض الإسلام مشروحة وبأدلتها حتى تعلموا بأنهم إيمانهم هذا ينتقض بنواقض الإسلام ما لم يُعذروا، ومسألة العذر أمر يحتاج إلى بحث خاص ومع الخواص.
وقال في الشريط الثامن عشر
هنا نقطة مهمة ينبغي التنبيه عليها فرق بين جهل أهل الكتاب ما يجهلون من هذا الدين وبين جَهْل من دخل في هذا الدين ثم جَهِلَ ما جهل، أهل الكتاب لا يُعذرون في جهلهم لأن الواجب عليهم المبادرة إلى الدخول في هذا الدين الجديد الشامل الخاتم ومن أعرض منهم فلم يتعلم ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وربما قال كلمة التوحيد مجاملة للمجتمع الذي يعيش فيه لا يُعذر بجهله وإنما البحث فيمن يُعذر بالجهل أو لا يعذر في المسلم الذي أسلم راضيا بهذا الدين ثم طرأ عليه الجهل لأسباب إما لبعده عن أهل العلم وإما لوجود شبهة حالت بينه وبين الفهم الصحيح، الشاهد الجهل الذي دائما يتحدث فيه أهل العلم هل يعذر الإنسان بالجهل أم لا؟ هذا بالنسبة للمنتسبين إلى الإسلام، المعتنقين للإسلام أما الكفار لا يعذرون بجهلهم والأمر واضح.
كتبه
نجيب الأثري الجزائري