المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النعي


الحارث2
2014-08-23, 18:49
السلام عليكم ورحمة الله

تكرر في المنتدى نعي الموتى وذكر مناقبهم فرأيت أن أذكر نص فتوى لعلها تفيد

-من موقع الشيخ فركوس-

الفتوى رقم: 678
الصنف: فتاوى الجنـائز

في حكم نعي الميّت


السـؤال:
جرتِ العادةُ عندنا أنه إذا مات شخصٌ يقوم أهلُه بتعليق إعلان فيه إخبار بوفاته ووقت دفنه على أبواب المساجد، والمقاهي وغيرها، فهل هذا من النعي المنهي عنه؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
- فالإخبارُ بموتِ الميِّتِ وإذاعتُهُ على رؤوسِ المنائِرِ أو تعليقُ إعلانات وفاته على أبواب المساجدِ والمقاهي وغيرِها فإنّ هذا يُعَدُّ من نعيِ أهلِ الجاهلية، وقد ثبت عن حذيفةَ بنِ اليَمَانِ رضي الله عنه أنه قال: «إِذَا مِتُّ فَلاَ تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ النَّعْيِ»(1).
قال ابن حَجَرٍ: «وإنما نهى عمّا كان أهلُ الجاهلية يصنعونه، فكانوا يُرسِلون من يُعلن بخبر موتِ الميت على أبواب الدُّورِ والأسواق…»(2).
- أمّا إذا كان الإيذانُ بموته والإعلامُ به مجرّدًا عن إذاعةٍ وإعلانٍ فجائزٌ كما ثبت في الصحيحين أنه قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لَمَّا رأى قبرًا دفن ليلاً: «مَتَى دُفِنَ هَذَا؟ فَقَالُوا: البَارِحَةَ، قَالَ: أَفَلاَ آذَنْتُمُونِي»(3).
- وقد يكون الإعلان عن وفاته واجبًا إذا لم يكن عنده من يقوم بحقّه من الغُسل والتكفينِ والصلاةِ عليه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى المُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا»(4)؛ ولأنّ حضورَ مَن يتولى تجهيزَه وحملَهُ والصلاةَ عليه لازمٌ ولا يتمُّ إلاّ بالإخبار عن موتِه، و«مَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ» فضلاً عن انتفاعِ الميت بكثرةِ المصلين عليه فهم شفعاؤُهُ.
فالحاصل: أنّ النعيَ ليس ممنوعًا كلُّه، وإنما الممنوعُ ما كان عليه صنيعُ أهلِ الجاهليةِ، ومِنْ صُوَرِهِ ما هو وَارِدٌ في السؤال.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 24 ربيع الثاني 1428ه
الموافق ل: 12 ماي 2007م


1- أخرجه الترمذي في «الجنائز»: (986)، وابن ماجه في «الجنائز»: (1476)، وأحمد: (23072)، والبيهقي: (7210)، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. والحديث حسنه ابن حجر في «فتح الباري»: (3/452)، والألباني في «أحكام الجنائز»: (44).
2- فتح الباري لابن حجر: (3/452).
3- أخرجه البخاري في «الجنائز»: (1258)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
4- أخرجه البخاري في «الجنائز»: (1268)، ومالك في «الموطإ»: (532)، وابن حبان في «صحيحه»: (3103)، وأحمد: (10624)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.