تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدب المناضرة من روائع مقالات الكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي هام لجميع من يرتا د قسم النقاش العام.


أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-01, 19:45
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن النقاش قد بدأ يأخد مجرا آخرفي هدا القسم فعدنا نرى صراعات وملاسنات وتلميحات لا تسر من بعضنا البعض ودلك لأننا لم نعطي للمناضرة حقها وقد بحثت عن كلام يجعلنا أن نعي ونعرف أدب المناضرة فما وجدة خيرا من كلام الكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي في هدا السياق فنرجو من الله أن تعم الفائدة وأن نقرأ كلامه جيدا علنا نستفيد منه.
المقال:
أنا لا أقول إلا ما أعتقد، ولا أعتقد إلاَّ ما أسمع صداه من جوانب نفسي؛ فربما خالفت الناس في أشياء يعلمون منها غير ما أعلم ، ومعذرتي إليهم في ذلك أن الحق أولى بالمجاملة منهم، وأن في رأسي عقلاً أُجِلُّه عن أن أنزل به إلى أن أكون سيقة للعقول، وريشة في مهاب الأغراض، والأهواء.
فهل يجمل بعد ذلك بأحد من الناس أن يرميني بجارحة من القول، أو صاعقة من الغضب؛ لأني خالفت رأيه، أو ذهبت غير مذهبه، أو أن يرى أن له من الحق في حملي على مذهبه، أكثر مما يكون لي من الحق في حمله على مذهبي؟
لا بأس أن يُؤَيِّد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه، ويزيفها مما يعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التي يعتقدها إلا وسيلة واحدة لا أحبها له، ولا أعتقد أنها تنفعه، أو تغني عنه شيئاً، وهي وسيلة الشتم والسباب.
إن لإخلاص المتكلم تأثيراً عظيماً في قوة حجته، وحُلول كلامه المحلَّ الأعظم في القلوب والأفهام.
والشاتم يعلم عنه الناس جميعاً أنه غير مختص فيما يقول؛ فعبثاً يحاول أن يحمل الناس على رأيه، أو يقنعهم بصدقه، وإن كان أصدق الصادقين.
أتدري لِمَ يَسُبُّ الإنسانُ مناظرَه؟ لأنه جاهل وعاجز معاً، أما جهله؛ فلأنه يذهب في وادٍ غير وادي مُناظِرِه، وهو يظن أنه في واديه ولأنه ينتقل من موضوع المناظرة إلى البحث في شؤون المناظر، وأطواره وصفاته وطبائعه، كأن كل مبحث عنده مبحث (فسيولوجي).
وأما عجزه فلأنه لو عرف إلى مناظره سبيلاً غير هذا السبيل لسلكه، وكفى نفسه مئونة ازدراء الناس إياه، وحماها الدخول في مأزق هو فيه من الخاسرين، محقاً كان أم مبطلاً.
لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون الغرض من المناظرة شيئاً غير خدمة الحقيقة وتأييدها، وأحسب أن لو سلك الكُتَّاب هذا المسلك في مباحثهم لاتفقوا على مسائل كثيرة هم لا يزالون مختلفين فيها حتى اليوم، وما اختلفوا فيها إلا لأنهم فيما بينهم مختلفون، يسمع أحدهم الكلمة من صاحبه، ويعتقد أنها كلمة لا ريب فيها، ولكنه يبغضه؛ فيبغض الحق من أجله؛ فينهض للرد عليه بحجج واهية، وأساليب ضعيفة، وإن كان هو قوياً في ذاته؛ لأن القلم لا يقوى إلا إذا استمد قوته من القلب، فإذا جيء بالحجج والبراهين لجأ إلى المراوغة والمهاترة، فيقول لمناظره مثلاً: إنك جاهل لا يعتد برأيك، أو إنك مضطرب الرأي لا ثبات لك، تقول اليوم غير ما قلت بالأمس، وهناك يقول له الناس: رويداً، لا تخلط في كلامك، ولا تراوغ في مناظرتك، ولا شأن لك بعلم صاحبك أو جهله؛ فإنه يقول شيئاً، فإن كان صحيحاً فسلم به، أو باطلاً فبين لنا وجه بطلانه.
وهبه قولاً لا تعلم قائله، ولا شأن لك باضطراب صاحبه وثباته، فربما كان بالأمس على رأي تبين له خطؤه اليوم، والمرء يخطئ مرة ويصيب.
فإذا ضاق بمناظره وبالناس ذرعاً فرَّ إلى أضعف الوسائل وأوهنها، فَسَبَّ مناظره، وشتمه، وذهب في التمثيل به كل مذهب، فيسجل على نفسه الفرار من تلك المعركة، والخذلان في ذلك الميدان.
على أن أكثر الناس متفقون على ما يظنون أنهم مختلفون فيه، فإنَّ لكل شيء جهتين: جهةَ مدحٍ، وجهة ذم، فإما أن تتساويا، أو تكبر إحداهما الأخرى، فإنْ كان الأول فلا معنى للاختلاف، وإن كان الثاني وجب على المختلفين أن يعترف كل منهما لصاحبه ببعض الحق، لا أن يكون كل منهما من سلسلة الخلاف في طرفها الأخير.
كان يقع بين ملك من الملوك ووزيره خلاف في مسائل كثيرة حتى يشتد النزاع بينهما، وحتى لا يسلم أحدهما لصاحبه في طرف مما يخالفه فيه؛ فحضر حوارهما أحد الحكماء في إحدى الليالي وهما يتناظران في المرأة، يعلو بها الملك إلى مصاف الملائكة، ويهبط بها الوزير إلى منزلة الشياطين، ويسرد كل منهما على مذهبه أدلته، فلما علا صوتهما، واشتد لجاجهما خرج ذلك الحكيم، وغاب عن المجلس ساعة، ثم عاد وبين أثوابه لوحٌ على أحد وجهيه صورة فتاة حسناء، وعلى الآخر صورة عجوز شوهاء، فقطع عليهما حديثهما وقال لهما: أحب أن أعرض عليكما هذه الصورة؛ ليعطيني كل منكما رأيه فيها،ثم عرض على الملك صورة الفتاة الحسناء فامتدحها ورجع إلى مكان الوزير، وقد قَلَّبَ اللوح خِلْسَةً من حيث لا يشعر واحد منهما بما يفعل، وعرض عليه صورة العجوز الشمطاء؛ فاستعاذ بالله من رؤيتها، وأخذ يذمها ذماً قبيحاً، فهاج الملك على الوزير، وأخذ يرميه بالجهل وفساد الذوق، وقد ظن أنه يذم الصورة التي رآها هو، فلما عادا إلى مثل ما كانا عليه من الخلاف الشديد استوقفهما الحكيم، وأراهما اللوح من جهتيه فسكن ثائرهما، وضحكا ضحكاً كثيراً، ثم قال لهما: هذا ما أنتما فيه منذ الليلة، وما أحضرت إليكما هذا اللوح إلا لأضربه لكما مثلاً؛ لتعلما أنكما متفقان في جميع ما كنتما تختلفان فيه لو أنكما تنظران إلى المسائل التي تختلفان فيها من جهتيها، فشكرا له همته، وأثنيا على فضله وحكمته، وانتفعا بحيلته انتفاعاً كثيراً، فما كانا يختلفان بعد ذلك إلا قليلاً.
نسأل الله أن ينفعني وينفعكم بهدا المقال وأن يجعله الله في ميزان حسنات كاتبه إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

le fugitif
2009-08-01, 21:22
لا بأس أن يُؤَيِّد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه، ويزيفها مما يعتقد أنه مبطل لها

هذا هو الكلام الموزون والقول السديد اما السب فيحسنه كل الناس بارك الله فيك اصبت فيما نقلت

http://all-patch.org/vb/images/smilies/missyou.gif

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-01, 21:51
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .....

بارك الله فيك أخي أحمد ....

جزاك الله خيرا ...

أنا لا أقول إلا ما أعتقد، ولا أعتقد إلاَّ ما أسمع صداه من جوانب نفسي؛ فربما خالفت الناس في أشياء يعلمون منها غير ما أعلم ، ومعذرتي إليهم في ذلك

معك حق اخي الكريم فقد نتفق في كثير من الامور لكن لان كل واحد من يرى الصورة من وجه واحدا يحدث الخلاف دون سبب ...

وقد يكون غير ذلك



بارك الله فيك أخي محمد على مرورك العطر

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-01, 21:53
هذا هو الكلام الموزون والقول السديد اما السب فيحسنه كل الناس بارك الله فيك اصبت فيما نقلت


http://all-patch.org/vb/images/smilies/missyou.gif

بارك الله فيك أخي الهارب على المرور العطر

نورالدين17
2009-08-01, 22:00
لا بأس أن يُؤَيِّد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه، ويزيفها مما يعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التي يعتقدها إلا وسيلة واحدة لا أحبها له، ولا أعتقد أنها تنفعه، أو تغني عنه شيئاً، وهي وسيلة الشتم والسباب.


هذا هو فن ادارة الحوار الحجة بالحجة والرأي بالرأي ..................بارك الله فيك اخي

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-01, 22:06
لا بأس أن يُؤَيِّد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه، ويزيفها مما يعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التي يعتقدها إلا وسيلة واحدة لا أحبها له، ولا أعتقد أنها تنفعه، أو تغني عنه شيئاً، وهي وسيلة الشتم والسباب.


هذا هو فن ادارة الحوار الحجة بالحجة والرأي بالرأي ..................بارك الله فيك اخي
وفيك بارك الله أخي نر الدين

الغزالي
2009-08-02, 00:30
موضوعك يستحق التثبيت لأنه يصلح كأرضية للنقاش وإذا تطلب الأمر
أنا مستعد لأن يحذف موضوعي من قائمة المواضيع المثبتة ويوضع موضوعك بدله

milta
2009-08-02, 00:53
بوركت لهذا الطرح في هذا الصرح علنا نستفيد

thorpe
2009-08-02, 01:34
بارك الله فيك

الصديق عثمان
2009-08-02, 01:57
فعلا موضوع قيم ونقل موفق وانتقاء صائب ، بارك الله فيك أخي أحمد على هذا التوجيه الذي أظهر فينا مخالفات عدة نسأل الله السداد والرشاد ، وبارك الله في أخي أبو محمد على تواضعه وأخلاقه السامية .

حمـ 0418 ــزة
2009-08-02, 02:31
السلام عليكم
بارك الله فيك على المجهود و هذا الانتقاء
وادب النقاش يسمح لنا باستخراج هذه النتيجة
الفرق بين الجاهل و المثقف هو
المثقف يستمع و يؤمن برايك وقد لا يقتنع حتى يجد ما يقنعه من ادلة ان كنت على خطأ او صواب
و الجاهل يناظرك ويجادلك برايه دون حجة او برهان او اي علم............

سلام
http://up.arabseyes.com/gif/jTn89543.gif



http://www12.0zz0.com/2009/03/10/09/318360870.gif

الغزالي
2009-08-02, 09:34
فعلا موضوع قيم ونقل موفق وانتقاء صائب ، بارك الله فيك أخي أحمد على هذا التوجيه الذي أظهر فينا مخالفات عدة نسأل الله السداد والرشاد ، وبارك الله في أخي أبو محمد على تواضعه وأخلاقه السامية .

منكم نتعلم أخي الصديق فنحن تلاميذ في مدرسة أنتم أساتذتها

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 16:06
موضوعك يستحق التثبيت لأنه يصلح كأرضية للنقاش وإذا تطلب الأمر


أنا مستعد لأن يحذف موضوعي من قائمة المواضيع المثبتة ويوضع موضوعك بدله

بارك الله فيك أخي على المرور الطيب وشكرا على كلماتك تلك

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 16:07
بوركت لهذا الطرح في هذا الصرح علنا نستفيد
بارك الله فيك أخي على المرور العطر وهدا واجبنا إتجاه هدا الصرح

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 16:10
بارك الله فيك
وفيك بارك الله

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 16:11
فعلا موضوع قيم ونقل موفق وانتقاء صائب ، بارك الله فيك أخي أحمد على هذا التوجيه الذي أظهر فينا مخالفات عدة نسأل الله السداد والرشاد ، وبارك الله في أخي أبو محمد على تواضعه وأخلاقه السامية .
بارك الله فيك

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 16:13
السلام عليكم
بارك الله فيك على المجهود و هذا الانتقاء
وادب النقاش يسمح لنا باستخراج هذه النتيجة
الفرق بين الجاهل و المثقف هو
المثقف يستمع و يؤمن برايك وقد لا يقتنع حتى يجد ما يقنعه من ادلة ان كنت على خطأ او صواب
و الجاهل يناظرك ويجادلك برايه دون حجة او برهان او اي علم............

سلام
http://up.arabseyes.com/gif/jtn89543.gif




http://www12.0zz0.com/2009/03/10/09/318360870.gif

بارك الله فيك أخي حمزة على المرور العطر الدي سرني

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-08-02, 19:27
منكم نتعلم أخي الصديق فنحن تلاميذ في مدرسة أنتم أساتذتها

أخي شكرا لك

أحمد أبو عبد الرحمن
2010-05-19, 22:38
نسأل الله أن نستفيد منها واياكم ان شاء الله

هانيباال
2010-05-20, 01:14
موضوع قيم جدا اخي الكريم وفيه افادة كبيرة بارك الله فيك

الله يرحم المنفلوطي كان من اعظم الادباء خلال القرن العشرين لكنه لم يأخذ حقه كغيره


بالتوفيق اخي الكريم

أحمد أبو عبد الرحمن
2010-05-22, 14:07
موضوع قيم جدا اخي الكريم وفيه افادة كبيرة بارك الله فيك

الله يرحم المنفلوطي كان من اعظم الادباء خلال القرن العشرين لكنه لم يأخذ حقه كغيره


بالتوفيق اخي الكريم

جزاك الله خيرا وأثابك الله الجنة
رحم الله المنفلوطي