الزمزوم
2014-08-07, 23:24
http://up.n4hr.com/uploads/1405250703681.jpg
لا يخفى على أحد اليوم إلا من أعمته ايديولوجيته الدينية وبصيرته الديماغوجية أن ما حدث في غزة من عدوان غاشم قام به الصهاينة بدعم من الإمبريالية الاستعمارية قد أحدث فرزا رهيبا وعجيبا لطالما سعت الكثير من الدول العربية والإسلامية المتخاذلة إلى تجنب عدم الوصول له ، ولكن ما حدث فاق إرادة هؤلاء على الأقل أمام الشعوب والكثير من المخدوعين ، أما العبيد والأجراء ومن باع ضميره للمال ولشيوخ البترودولار فلا يهمنا من أمرهم شيئا . فأول النتائج هي تخلف إحدى أكبر دول العالم الإسلامي على غير العادة في مثل هذه الأحداث ونعني بها إيران ولعلنا في هذه الحالة نكون متعاطفين مع هذا الطرف الذي يخوض صراعا مريرا من أجل تمرير مشروعه النووي الذي ذاق فيه الأمرين ، عقوبات إقتصادية وتلويح بشن حرب من طرف الغرب والصهاينة عليها ، أما محور المقاومة من العرب فرغم معاناة سورية الصمود مع الإرهاب وانشغالها بالحرب عليه واجتثاث جذوره ، هذا الإرهاب الذي خلقه الصهاينة والغرب بدعم من الأعراب في إطار أكذوبة " الهلال الشيعي " على لسان ابن الأنجليزية أو" الخطر الصفوي " فلم يكن هذا الأمر إلا بهدف إزاحة سورية من الصراع مع الصهاينة ، فهو ليس من أجل أن تنخرط بلدان سنية مكان سورية في هذا الصراع وإنما لتحقيق تسويات للحفاظ على عروش الملوك وكراسي الأمراء الرؤساء وليذهب الفلسطنيون إلى الجحيم ، وإذا ما تحدثنا عن المقاومة فلا يفوتنا الحديث عن حزب الله اللبناني الذي ألحق الهزائم النكراء بالصهاينة هذا الأمر لم يستسغه الكثير من المتصهينيين العرب الحريصين على بقاء وقوة الكيان الصهيوني فعمدوا منذو اليوم الأول من انتصاراته إلى شن حملات إعلامية صرف فيها الملايير التي يبخلونا بها اليوم على سكان غزة ناهيك عن اتهام الحزب باغتيال " عامل السعودية ببيروت " رفيق الحريري ومازال الاتهام يطال الكثير من المجاهدين المرابطين على حدود الكيان الصهيوني من أفراد هذا الحزب المجاهد مع أن الكل اليوم بات يعرف من قتل الحريري والهدف من وراء ذلك ، فالهدف من كل ذلك هو تدمير المقاومة وإزاحتها من الصراع مع الصهاينة لذلك فالعمل قائم على قدم وساق حتى كتابة هذه الأسطر ولقد رأينا أن الهدف كان أيضا ترك الفلسطنيين وعلى وجه الدقة حركات المقاومة لوحدها من دون عون ليسهل التفرد بها ومن ثمة الانقضاض عليها والقضاء عليها . الصنف الثالث من الفرز هو بقاء مصر على نفس الدور الذي كانت تلعبه في القضية الفلسطينية وإن كنا اليوم نرى أن مصر ما قبل " الثورة " ليست هي مصر ما بعد " الثورة " ، فمصر ما قبل الثورة كانت لتلعب دورا كبيرا في صالح الفلسطنيين ولكن تخاذل الفرعون الطاعن في السن فوت عليها وعلى العرب ذلك . ولكن مصر اليوم معذورة لما أصاب البلد من أزمة إقتصادية وحرب أهلية وانقسام إثني وإرهاب اجتاح شرقها وغربها وجنوبها ، ومن يهاجم مصر فإن هجومه ينطلق من الثأر منها فقط نتيجة اسقاط شعبها الباسل للإخوان والربط بين الأمرين هو لتحقيق مكاسب سياسية وزيادة الضغط على القيادة المصرية الجديدة و تحريض وتهييج الناس للانقلاب عليها كما حدث في المرة السابقة ولعل يؤكد هذا ماتقوم به به وسائل إعلام الإخوان أبرزها بوق الجزيرة .
أما الصنف الآخر من الفرزوهو أخطرها على الإطلاق وأهمها والذي أماط اللثام عن المنافقين الذين خدعوا الناس طيلة السنوات والعقود الماضية من يقولون أنهم يملكون مفاتيح الجنة والطريق إلى حور العين من يبيع صكوك الغفران فهم الوهابية والوهابيون التي ظهر جليا وبلا غموض تحالفها الايديولوجي مع الصهيونية فلقد عمدت هذه الحركة المتصهينة في أوقات سابقة إلى شرعنة التدخل في العراق ضد نظام صدام حسين وعملت بنشاط وصرفت الملايير وسخرت خطابها الديني في كل من ليبيا وتونس ، بل وأخضعت النصوص الدينية الداعية للجهاد للإنقضاض على دولة مسلمة هي سورية ، ولكن الغريب والعجيب أن هذه الحركة الدينية المزعومة وطيلة العدوان على غزة ظلت تتفرج ساكنة صامتة والأدهى والأمر أن الوهابية في مصر التي تأتمر بأوامر الوهابية المتسعودة سعت للدعاء على غزة ودعت حاكم مصر الجديد لتشديد الحصار عليهم وجعلت أهل غزة من السنة لا يختلفون عن العلويين في سورية لذلك دعت للحرب عليهم وهذا الخطاب العدواني الذي مارسته هذه الحركة الدينية لا يختلف عن نظرة وموقف الحركة الأم في بلاد الحرمين وما يؤكد ذلك أن " بعض العلماء " في هذه البلاد الطاهرة حرم التظاهر لصالح أهل غزة استنكار لأعمال العدو الصهيوني .
إذن لم يبقى شك في أن المذهب الوهابي الذي تعود جذوره ونشأته إلى الإنجليز الذين ساعدوا في تأسيسه وحمايته و خلقوا له الإطار السياسي أي الأسرة المالكة ليتزاوج فيها المال والسلطة والدين في أن يعمل بجد ونشاط وينفق ملايير الدولارات من بترول العرب ليس خدمة لأهل السنة وللقضايا العربية إنما خدمة للصهاينة والغرب الإمبريالي والسبب بسيط هو أن سبب هذه الخدمات المسدات للأسياد ، ذلك أن الصهاينة والغرب ومن خلال التفوق العلمي والتقني وما يمتلكه من قوة عسكرية وقرار عالمي يقوم بحماية هذا المذهب التكفيري وحكامه نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمونها له .
إن العدوان على غزة ستكون له تأثيرات بالغة الأهمية بالإيجاب طبعا في القريب العاجل على المنطقة العربية والإسلامية بوجه خاص والأيام القادمة كفيلة لتأكيد هذه الحقيقة .
بقلم : الزمزوم ( ناشط سياسي )
ملاحظة : الأنترنت مازالت مقطوعة عنا ، وهي تتقطع في كل مكان حللنا به .
لا يخفى على أحد اليوم إلا من أعمته ايديولوجيته الدينية وبصيرته الديماغوجية أن ما حدث في غزة من عدوان غاشم قام به الصهاينة بدعم من الإمبريالية الاستعمارية قد أحدث فرزا رهيبا وعجيبا لطالما سعت الكثير من الدول العربية والإسلامية المتخاذلة إلى تجنب عدم الوصول له ، ولكن ما حدث فاق إرادة هؤلاء على الأقل أمام الشعوب والكثير من المخدوعين ، أما العبيد والأجراء ومن باع ضميره للمال ولشيوخ البترودولار فلا يهمنا من أمرهم شيئا . فأول النتائج هي تخلف إحدى أكبر دول العالم الإسلامي على غير العادة في مثل هذه الأحداث ونعني بها إيران ولعلنا في هذه الحالة نكون متعاطفين مع هذا الطرف الذي يخوض صراعا مريرا من أجل تمرير مشروعه النووي الذي ذاق فيه الأمرين ، عقوبات إقتصادية وتلويح بشن حرب من طرف الغرب والصهاينة عليها ، أما محور المقاومة من العرب فرغم معاناة سورية الصمود مع الإرهاب وانشغالها بالحرب عليه واجتثاث جذوره ، هذا الإرهاب الذي خلقه الصهاينة والغرب بدعم من الأعراب في إطار أكذوبة " الهلال الشيعي " على لسان ابن الأنجليزية أو" الخطر الصفوي " فلم يكن هذا الأمر إلا بهدف إزاحة سورية من الصراع مع الصهاينة ، فهو ليس من أجل أن تنخرط بلدان سنية مكان سورية في هذا الصراع وإنما لتحقيق تسويات للحفاظ على عروش الملوك وكراسي الأمراء الرؤساء وليذهب الفلسطنيون إلى الجحيم ، وإذا ما تحدثنا عن المقاومة فلا يفوتنا الحديث عن حزب الله اللبناني الذي ألحق الهزائم النكراء بالصهاينة هذا الأمر لم يستسغه الكثير من المتصهينيين العرب الحريصين على بقاء وقوة الكيان الصهيوني فعمدوا منذو اليوم الأول من انتصاراته إلى شن حملات إعلامية صرف فيها الملايير التي يبخلونا بها اليوم على سكان غزة ناهيك عن اتهام الحزب باغتيال " عامل السعودية ببيروت " رفيق الحريري ومازال الاتهام يطال الكثير من المجاهدين المرابطين على حدود الكيان الصهيوني من أفراد هذا الحزب المجاهد مع أن الكل اليوم بات يعرف من قتل الحريري والهدف من وراء ذلك ، فالهدف من كل ذلك هو تدمير المقاومة وإزاحتها من الصراع مع الصهاينة لذلك فالعمل قائم على قدم وساق حتى كتابة هذه الأسطر ولقد رأينا أن الهدف كان أيضا ترك الفلسطنيين وعلى وجه الدقة حركات المقاومة لوحدها من دون عون ليسهل التفرد بها ومن ثمة الانقضاض عليها والقضاء عليها . الصنف الثالث من الفرز هو بقاء مصر على نفس الدور الذي كانت تلعبه في القضية الفلسطينية وإن كنا اليوم نرى أن مصر ما قبل " الثورة " ليست هي مصر ما بعد " الثورة " ، فمصر ما قبل الثورة كانت لتلعب دورا كبيرا في صالح الفلسطنيين ولكن تخاذل الفرعون الطاعن في السن فوت عليها وعلى العرب ذلك . ولكن مصر اليوم معذورة لما أصاب البلد من أزمة إقتصادية وحرب أهلية وانقسام إثني وإرهاب اجتاح شرقها وغربها وجنوبها ، ومن يهاجم مصر فإن هجومه ينطلق من الثأر منها فقط نتيجة اسقاط شعبها الباسل للإخوان والربط بين الأمرين هو لتحقيق مكاسب سياسية وزيادة الضغط على القيادة المصرية الجديدة و تحريض وتهييج الناس للانقلاب عليها كما حدث في المرة السابقة ولعل يؤكد هذا ماتقوم به به وسائل إعلام الإخوان أبرزها بوق الجزيرة .
أما الصنف الآخر من الفرزوهو أخطرها على الإطلاق وأهمها والذي أماط اللثام عن المنافقين الذين خدعوا الناس طيلة السنوات والعقود الماضية من يقولون أنهم يملكون مفاتيح الجنة والطريق إلى حور العين من يبيع صكوك الغفران فهم الوهابية والوهابيون التي ظهر جليا وبلا غموض تحالفها الايديولوجي مع الصهيونية فلقد عمدت هذه الحركة المتصهينة في أوقات سابقة إلى شرعنة التدخل في العراق ضد نظام صدام حسين وعملت بنشاط وصرفت الملايير وسخرت خطابها الديني في كل من ليبيا وتونس ، بل وأخضعت النصوص الدينية الداعية للجهاد للإنقضاض على دولة مسلمة هي سورية ، ولكن الغريب والعجيب أن هذه الحركة الدينية المزعومة وطيلة العدوان على غزة ظلت تتفرج ساكنة صامتة والأدهى والأمر أن الوهابية في مصر التي تأتمر بأوامر الوهابية المتسعودة سعت للدعاء على غزة ودعت حاكم مصر الجديد لتشديد الحصار عليهم وجعلت أهل غزة من السنة لا يختلفون عن العلويين في سورية لذلك دعت للحرب عليهم وهذا الخطاب العدواني الذي مارسته هذه الحركة الدينية لا يختلف عن نظرة وموقف الحركة الأم في بلاد الحرمين وما يؤكد ذلك أن " بعض العلماء " في هذه البلاد الطاهرة حرم التظاهر لصالح أهل غزة استنكار لأعمال العدو الصهيوني .
إذن لم يبقى شك في أن المذهب الوهابي الذي تعود جذوره ونشأته إلى الإنجليز الذين ساعدوا في تأسيسه وحمايته و خلقوا له الإطار السياسي أي الأسرة المالكة ليتزاوج فيها المال والسلطة والدين في أن يعمل بجد ونشاط وينفق ملايير الدولارات من بترول العرب ليس خدمة لأهل السنة وللقضايا العربية إنما خدمة للصهاينة والغرب الإمبريالي والسبب بسيط هو أن سبب هذه الخدمات المسدات للأسياد ، ذلك أن الصهاينة والغرب ومن خلال التفوق العلمي والتقني وما يمتلكه من قوة عسكرية وقرار عالمي يقوم بحماية هذا المذهب التكفيري وحكامه نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمونها له .
إن العدوان على غزة ستكون له تأثيرات بالغة الأهمية بالإيجاب طبعا في القريب العاجل على المنطقة العربية والإسلامية بوجه خاص والأيام القادمة كفيلة لتأكيد هذه الحقيقة .
بقلم : الزمزوم ( ناشط سياسي )
ملاحظة : الأنترنت مازالت مقطوعة عنا ، وهي تتقطع في كل مكان حللنا به .