تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أين المفتاح ؟


khaledmissi
2009-07-31, 15:38
أين مفتاح قضيتنا ؟

إن الأزمة الأخلاقية التي يعيشها شباب اليوم لم تكن وليــــدة الصدفــــــــة ولا ابنة اللحظــة .وإنما جاءت بسبب ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صبت كلها في اتجاه تحييد الشباب عن قيمه خوفا منه أو خوفا عليــــــــه .من مخاطر الانزلاق في بؤرة التطرف التي صيغت بشكل محكم وحضرت في مخابر علميـة عليمــــة بكل خطوة وكل مرحلـــــــة وكيف أن منفذيها لابد أن يكونـــوا من أبناء أمـــة الإســـلام وساعد على ذلك كلــــه الانحطاط العام الذي حط رحالــــه منذ حقبـــــــــة من الزمن وكذا الظلـــــم الذي أيأس الناس في إيجاد مخرج من أزماتــــــــــــــــهم المتتاليـــــة والمتعددة . وتفنن كثير من صناع القرار في خلق الأزمـــــــــــــــة وراء الأزمة هي مفتعلـــــة ولم تكن حقيقية على الإطلاق. وربما لم يغفل مفكــــــرو هذا النموذج من الجيل الذي يدعي أن الجهاد واجب في بلاد المسلمـــــين قبل أن يكـــــون واجبا في اليهود الغاصبين .
ومن هنا لم تتح لعلماء الأمة الفرصة لتوضيح الرؤية والكشف عن المؤامـرة . وهم بذلك ضحيــــــة التهميش والتغفيل . وأصبحت مصداقيتهم عند عامة الجماهير مطعون فيها فدفاعهم عن الأمة بات يترجـــم مباشـرة دفاعا عن الملوك والرؤساء ومن والاهم . وللناس ما يبرر موقفهم لأنهم ذاقـــــوا مرارة الظلــم وتجرعوها على كره منهم يشبه الطوع . حتى أصبح الرجل الحليم في بلادنا العربيـــــــــــة حيران . لا يدري أيقدم على نقد الأنظمــة أم يحجم . وعلى ضعف مصداقيتــــــه فإنه يحاول أن يبدو في ثوب الرجل المتوازن الذي يدرك مخاطر التطرف الذي يسلط سيف القهر والذل على الضعفاء من المسلمين بعد أن يسلبهم صفة الإسلام التي جبلــــــوا عليها وأدوا المناسك التي فرضها الله عليـهم راغبين ثابتين غير مكرهين ولا مبدلين . إذن أين نجد مفتاح القضيـــة في هذا الركام من الآلام؟
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . فالمسؤولية باتت تطوق رقاب الجميع الحاكـــم والعالــم والعامي من الناس . كل في موقعه ومن موقعـــــــه يضع حصاته إلى حصيات إخوانـــــه في الاتجاه الصحيح نحو معالجـــــــة الأوضاع بالتي هي أحسن فإذا حاول بعض الذين يعملــون على تعميق هوة الخلاف والتشرذم قطع دابــــــــــره بسيف صارم قاطع للفتنة . إننا في ذنب عجلة التطور حتى أننا أصبحنا نأكل ما لا نعلــم أكلــــــه. شيء كالخبز مثلا ولكنــــه مسلوب الخصائص التي تجعل الإنسان قوي البنيــــة صحيح العقل مرتاح النفس إذن هو ليس بخبـز.
نستهلك كل الموجودات ولا ندري كنهها ولا حتى ثقافــــة استهلاكها بشكـــــل جيد مفيد . من الآن يجب علينا أن نطرح كل خلافاتنا ونحافظ على مقدراتــــــــنا من أجل اكتساب القدرة الدفاعيـــــــة على أرضـنا وعرضـنا . من الآن يجب أن نجد ونكد بلا هوادة في اكتساب العلوم الماديـة والعلوم الدينيــــــــــــة . من الآن ينبــغي أن نترك لأهل الاختصاص يمارسون مسؤولياتهم من دون ضبط ولا ضغط على حرياتهم .من الآن يجب أن نجعل الرجل المناسب في مكانه المناسب . ومن الآن يجب عليــــــنا أن نترفع عن أساليب المراوغات والمزايدات الكاذبة فالدين والوطن للجميــع .والميدان وحده هو الكفيل بتحديد أقدار الرجال ومقدار إخلاصهم.
ومتى ما أخلصنا النيات . وصححـنا أسباب الخلافات وتوجهنا صـوب كعبـــــة الوحدة نطوف بها ونشد في أركانـها.نقــــــــــول حينها أننا سلكنا أول خطــــوة في سبيل التطـور وما زالت آلاف الأميال نقطعها .ومن دون استعجال النتائـــــج يوصـل السلـف ما بدأ فيه الخلـف بخطى ثابتـــة لا تمنعـــــها الهزات ولا الأزمات . ولا يعني الجندي في معركة النصر أن يرى هذا النصر بعينه هو. بل يرضى أن يعمــــل ويراه بعين أبنائه أو أحفاده .
قصر البخاري : 29/07/2009

kada70
2009-07-31, 19:18
شكرا صديقي
تحليل جميل للوجع ورصد للمطبات التي انزلقت فيها حوافر الأمة
كما قلت علينا أن نبدأ
ولأننا حقيقة ضيعنا مكتسبات نهضة الرعيل الأول من مفكرينا
وحتى
لا نبقى كما يقول أدونيس
كلنا
يسأل أين الباب
ولا أحد يفتح الباب

علينا أن نبدأ

شكرا لك صديقي

إشراق الجزائرية
2009-07-31, 21:24
بارك الله فيييك

أخي

أنت تعطيالموضوع المهم لنا و المفيييد

khaledmissi
2009-07-31, 23:09
إنني أتشوق للرد الذي يحمل التعميق أو التوسيع .بالمعارضة أو التأييد .وفي ذلك لقاح للفكر .وإشاعة لروح النقد والتصويب . وهي الكفيلة بتأدية دور التقوييم والتقييم لأي إبداع .وكذا المساهمة في توجيه أبناء الأمة لما هو صالح يرفع ذوي الأقدارلمراتب الأبرار. ىطمئنني ردكم أن رسالة الوحدة قد وصلت . وإن الى القلة ولكنها قطرة تضاف في نهر أمتنا .أشكرك أخي على هذاالتجاوب .الذي أثلج صدري .واطمأننت بأن في الشباب رجالا تزن عقولهم أمثال الجبال .لا تشغلهم التوافه على كثرتها وإغراءاتها عن العظائم . ومن بات ولم يفكر في أمته فليس منها .