مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتلذذ بصلاتنا لندخل جنة ربنا شاركونا باقلامكم
نهى اسطاوالي
2014-07-29, 14:53
روى أبوداود أن جابر بن عبد الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) رضي الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) عنه قال:خرجنا مع رسول الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) صلى الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) عليه وسلم في غزوة .فأمر النبي صلى الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) عليه وسلم رجلين بالحراسة : رجلا من المهاجرين ورجلا من الأنصار.فلما خرج الرجلان اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي فأتى رجل من المشركين ؛ فرأى الأنصاري يصلي فرماه بسهم فوضعه فيه.. (يعني استقر السهم في جسده) فنزعه ثم أكمل صلاته ثم رماه بسهم ثان.. فنزعه وأكمل..حتى رماه بثلاثة أسهم، لكن بعد السهم الثالث ما استطاع الأنصاري أن يستحمل فركع وسجد،ثم انتبه صاحبه المهاجري..فلما رأى المشرك أنهم أحسوا به وعرفوا مكانه هرب ورأى المهاجريُ ما بالأنصاري من الدماء فقال: سبحان الله! ألا نبهتني أول ما رمى؟! قال:كنت في سورة أقرؤها؛ فلم أحب أن أقطعها.نعم.. كان يصلي يتلذذ بالقراءة والصلاة فلم يرد أن يقطع تلك اللذة..سبحان الله!هل يوجد شيء كهذا في الحياة الدنيا..؟!هل هنالك إحساس يصل إلى هذه الدرجة؟!بل أكثر.. انتظر حتى نرحل معا إلى أحلى عبادة في العالم.. هي الصلاة
يقول ابن الجوزي "نحن في روضة طعامنا فيها الخشوع وشرابنا فيها الدموع"بل قد ترى جسمه على الأرض وروحه حول عرش الرحمن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما معناه:
" تَقْرَبُ روحُ الساجد إلَى اللَّهِ مَعَ أَنَّهَا فِي بَدَنِهِ لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ } .. وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْضُ السَّلَفِ : الْقُلُوبُ جَوَّالَةٌ : قَلْبٌ يَجُولُ حَوْلَ الْعَرْشِ وَقَلْبٌ يَجُولُ حَوْلَ الْحُشِّ "وقد يقول قائل : لكن هذه اللذة عند السابقين من السلف وفي العصور المتقدمة وليست في هذه الأيام..!سبحان الله..!من قال هذا.. ذاق هذه اللذة أناس مثلك وفي عمرك وقبل أيام قليلة أيضا..أقمنا دورة كيف تتلذذ (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) بالصلاة؟
وبعد أن عرضنا أسرار الصلاة وكيفية الوصول إلى تلك اللذة بدأت صلاتهم تتغير عما كانت عليه في الماضي.. ولست أنا الذي غيرها ولكن الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) هو الذي غيرها لما عرف هؤلاء طريق الخشوع..بفضل الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) وحده لما أجرينا الاستبيان كانت نسبة الذين تغيرت صلاتهم أكثر من 90% من الحضور بحسب الدراسة الموثقة.فمن قال لك أن اللذة فقط للسابقين !من المشاركات التي وصلتنا في الاستبيان:أحدهم يقول: أصبحت إذا انتهيت من الصلاة أحس براحه.. كأني ولدت من جديد..إحدى المشاركات تقول: أنا متحسرة على كل صلاة صليتها في السابق!بعضهم يقول أنا أصبحت أنتظر الصلاة بتلهف.. كم باقي على الصلاة كم باقي..أحد المشاركين في الاستبيان يقول: بعد المحاضرة صليت أحلى صلاة عشاء في حياتي لهذا البرنامج أهداف:
1. أن تتغير صلاتك تماما فأنت بعد المحاضرة سوف تصلي بشكل مختلف تماما عما كنت عليه قبل البرنامج، بل إن التغيير سيبدأ قبل هذا بكثير.. نعم ستبدأ بملاحظة الفرق بعد حلقتين أو ثلاث..
2. أن نغمر قلبك بسعادة ما مرت عليك من قبل، وأن نسكب على فؤادك سكينة تطفئ كل ألم مر عليك في هذه الحياة، وأن تذوق اللذة التي ذاقها إخوان لك تخرجوا من هذه الدورة .
3. أن تكون في الفردوس الأعلى بإذن الله.. لأن الله (http://akhawaat.com/akhawat/showthread.php?t=52732) لما ذكر صفات المؤمنين من أهل الفردوس الأعلى فقال أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
ما هي أول صفة للمؤمنين ذكرها الله؟إنها الخشوع..
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ..)
نهى اسطاوالي
2014-07-29, 14:59
كان علي بن ابي طالب اذا حضرت الصلاه يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له مالك يقول لقد حضر وقت امانه عرضها الله على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملتها انا
نهى اسطاوالي
2014-07-29, 15:00
قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم:
" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر "
نهى اسطاوالي
2014-07-29, 15:01
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى للعلاّمة ابن باز -رحمه الله-، يُبيِّنُ فيها الأسبابَ المعينةَ على الخشوعِ في الصلاةِ، والتي أرجوهُ تعالى أن يعيننَا على الأخذِ بها.
" تسألُ وتقولُ:
إنني - ولله الحمد - أصلي الصّلوات الخمس في أوقاتها، ولكني -في أغلب الأحيان- لا أشعر بخشوع وخضوع في الصلاة! فبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أنصحك بأن تجتهدي في طلب الخشوع، يقول الله سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: 1-2]
فعليك أن تجتهدي في طلب الخشوع:
باستحضار عظمة الله وأنك بين يديه!
وأن هذه الصلاة عمود الإسلام، وأن الخشوع من كمالها وتمامها!
فاستحضري هذا عند دخولك في الصلاة!
استحضري أنكِ بين يدي الله، الرب العظيم الذي خلقكِ من العدم! وغذَّاكِ بالنعم! وأوجب عليك الصلاة!
استحضري هذا الرب العظيم، وأن الواجب الخضوع له، وأن تؤدي هذه العبادة في غاية من الكمال والتمام الذي أمر الله به، حتى تخشعي! حتى يخضع قلبك! حتى يطمئن! حتى يخشع لله! حتى يبكي من خشيته!
استحضري عظمة الله وكبرياءه، وأنه ربك وإلهك!
وأن هذه (الصلاة) عمود الإسلام!
وأنكِ كلما خشعت فيها؛ زاد أجرك، وزاد ثوابك، ومتى جاهدت نفسك حصل الخير كله!
ولكن لا يضرُّ، الصّلاة صحيحة ولو كان فيها بعض النقص بسبب عدم الخشوع الكامل، لكن لا يضر الصلاة، الصلاة صحيحة، إنما ينقصُ الأجر!
كلما زاد الخشوع زاد الأجر، وكلما ضعف الخشوع ضعف الأجر!
حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ))*!
بسبب: الخشوع وعدمه!
كلما زاد الخشوع زاد الأجر، وكلما نقص الخشوع نقص الأجر، والصلاة مجزئة.
وفق الله الجميع" ا.هـ
،،،
نقلاً من فتاوى: نور على الدّرب. 8/47-48
* رواه أبو داود وغيره، وقال عنه الألباني: صحيح.
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:03
روى الإمام البخاري وغيره عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم – أو تنتفخ – قدماه، فقيل له: يارسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟".
وفي البخاري أيضًا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه"[رواه مسلم].
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:08
هذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق ابن رواحة حين قال:
وفينــــا رسول الله يتــلو كتابه .. .. .. إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا .. .. .. به موقنـــات أن ما قــــال واقــــــــع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه .. .. .. إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:09
وجاء في كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي: عن سفيان بن عيينة قال: كان قيس بن مسلم يصلى حتى السحر ثم يجلس فيهيج البكاء فيبكي ساعة بعد ساعة ويقول: لأمر ما خُلقنا، لأمر ما خلقنا، وإن لم نأت الأخرة بخير لنهلكن.
وزار يوما محمد بن جحادة فأتاه في المسجد فوجده يصلي فقام قيس في الجانب الآخر يصلي دون أن يشعر به ابن جحادة .. فما زالا يصليان حتى طلع الفجر.
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي: كان عبد العزيز بن أبي رواد يوضع له الفراش لينام، فيضع عليه يده ويقول ما ألينك، ولكان فراش الجنة ألين منك. ثم يقوم فيصلي.
وفيه: كان عبد الرحمن بن مهدي يختم كل ليلتين.. يقرأ في كل ليلة نصف القرآن.
وعن معاذة العدوية زوجة صلة بن أشيم قالت: كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبوا. وقال ثابت البناني: ان رجالا من بني عدي قد أدركت بعضهم إن كان أحدهم ليصلي حتى ما أتى فراشه إلا حبوا ".. وذكروا مثل هذا عن علي بن الفضيل وجماعة .
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:10
إنها لذة الطاعة
إن كل هذا الذي سقناه من كثرة الصلاة وطول القيام فيها، وصبر النفس على تحمل مشاق البدن ليدل على أن هناك شيئًا يحمل المتعبدين على الإقبال على عبادتهم من غير ملل، والوقوف فيها من غير نظر إلى تعب أو كلل.. وهذا الشيء لا شك ينسي النفس همومها، ويورث القلب تعلقًا يشغله به عن الإحساس بالتعب، أو حتى الالتفات إلى تورم القدم ثم تفطرها وتشققها من طول الوقوف.
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:11
إنها لذة الطاعة، وحلاوة المناجاة، وأنس الخلوة بالله، وسعادة العيش في مرضاة الله؛ حيث يجد العبد في نفسه سكينة، وفي قلبه طمأنينة، وفي روحه خفة وسعادة، مما يورثه لذة لا يساويها شيء من لذائذ الحياة ومتعها، فتفيض على النفوس والقلوب محبة للعبادة وفرحًا بها، وطربًا لها، لا تزال تزداد حتى تملأ شغاف القلب فلا يرى العبد قرة عينه وراحة نفسه وقلبه إلا فيها، كما قال سيد المتعبدين صلى الله عليه وسلم: "حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء.. وجعلت قرة عيني في الصلاة". أي منتهى سعادته صلى الله عليه وسلم وغاية لذته في تلك العبادة التي يجد فيها راحة النفس واطمئنان القلب، فيفزع إليها إذا حزبه أمر أو أصابه ضيق أو أرهقه عمل، وينادي على بلال: "أرحنا بها.. أرحنا بها".
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:13
وهذا النوع من لذائذ القلوب والنفوس ذاقه السالكون درب نبيهم والسائرون على هديه وسننه، فجاهدوا أنفسهم وثابروا معها وصابروها في ميدان الطاعة حتى ذاقوا حلاوتها، فلما ذاقوها طلبوا منها المزيد بزيادة الطاعة، فكلما ازدادت عبادتهم زادت لذتهم فاجتهدوا في العبادة ليزدادوا لذة إلى لذتهم.. فمن سلك سبيلهم ذاق، ومن ذاق عرف.
قال بعض السلف: إني لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشي، وتقر به عيني من مناجاة من أحب، وخلوتي بخدمته، والتذلل بين يديه، وأغتم للفجر إذا طلع لما اشتغل به.
وكان ثابت البناني يقول: "اللهم إن كنت أعطيت أحدًا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري".
وقال سفيان الثوري: إني لأفرح بالليل إذا جاء، وإذا جاء النهار حزنت.
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:14
ولقد بلغت لذة العبادة وحلاوتها ببعض ذائقيها أن قال من شدة سروره: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه – يعني من النعيم – لجالدونا عليه بالسيوف.
وقال آخر مبديًا حزنه وتأسفه على الذين لم يشهدوا هذا المشهد: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها.. قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته وذكره.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة..
إنها الجنة التي لما دخلها الداراني قال: إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم... وإنه لتأتي على القلب أوقات يرقص فيها طربا من ذكر الله فأقول: لو أن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب".
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:15
إنها الجنة التي تنسي صاحبها هموم الحياة ومشاقها، بل تنسيه تعب العبادة ونصبها، وكلل الأبدان وملالها، بل وتنسيه الجوع والظمأ، فتغنيه عن الطعام وتعوضه عن الشراب، فهو بها شبعان ريّان، كما في حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقيل له: إنك تواصل. قال: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"[رواه البخاري ومسلم].
يطعمه اللذة والأنس والبهجة، كما قال ابن القيم: " المراد ما يغذيه الله به من معارفه، وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته وقرة عينه بقربه، وتنعمه بحبه والشوق إليه، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلوب ونعيم الأرواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو أعظم غذاء وأجوده وأنفعه، وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمان كما قيل:
لها أحاديث من ذكــــراك تشغلها .. .. .. عن الشــراب وتلهيها عن الزاد
لهـــا بوجهك نــــــور تستضيء به .. .. .. ومن حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها .. .. .. روح القدوم فتحيا عند ميعــــاد
فقوت الروح أرواح المعاني .. .. .. وليس بأن طعمت وأن شربت
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:16
أسباب تحصيل اللذة:
وبلوغ ما بلغه السلف في هذا الباب يحتاج إلى بذل أسباب بذلوها وسلوك سبيل سلكوها:
أولها: مجاهدة النفس:
وتعويدها العبادة والتدرج فيها، ولابد من الصبر في البدايات على تعب العبادات وحمل النفس عليها تارة وتشويقها إليها أخرى حتى تذوق حلاوتها؛ فالتعب إنما يكون في البداية ثم تأتي اللذة بعدُ كما قال ابن القيم: "السالك في أول الأمر يجد تعب التكاليف ومشقة العمل لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق فصارت قرة عين له وقوة ولذة".
وقال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.
وقال بعضهم: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فمازلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك.
والأمر كما قال ربنا تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمعَ الْمُحسِنِينَ}[العنكبوت:96].
ثانيها: الإكثار من النوافل:
بكل أنواعها ، وعلى اختلاف صفاتها وأحوالها ، والتنويع فيها حتى لا تمل النفس ، وحتى تقبل ولا تدبر، فتارة نوافل الصلاة، وتارة نافل الصوم، والصدقة ، والبر والصلة فإن كثرة النوافل تورث محبة الملك سبحانه كما في الحديث القدسي:" وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه".
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:17
ثالثها: صحبة المجتهدين وترك البطالين :
فمن بركة صحبة أهل الصلاح: الاقتداء بهم، والتأسي بحالهم، والانتفاع بكلامهم، والنظر إليهم. قال جعفر بن سليمان: "كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كأنه وجه ثكلى". (وهي التي فقدت ولدها).
وكان ابن المبارك يقول: "كنت إذا نظرت إلى وجه الفضيل بن عياض احتقرت نفسي". وقد قالوا قديما من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه.
رابعها: تدبر القرآن
خصوصًا ما يتلى في الصلوات، فإن في القرآن شفاءً للقلوب من أمراضها، وجلاءً لها من صدئها، وترقيقا لما أصابها من قسوة، وتذكيرًا لما اعتراها من غفلة، مع ما فيه من وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، وبيان أحوال الخلق بطريقيهم أهل الجنة وأهل السعير، ولو تخيل العبد أن الكلام بينه وبين ربه كأنه منه إليه لانخلع قلبه من عظمة الموقف، ثم يورثه أنس قلبه بمناجاة ربه، ولوجد من النعيم ما لا يصفه لسان أو يوضحه بيان.
وفي الحديث القدسي عند مسلم: "قسمت الصلاة بين وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال؛ الرحمن الرحيم. قال الله تعالى؛ أثنى علي عبدي. وإذا قال مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي (وقال مرة: فوض إلي عبدي) فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل... فهذا مثال وعلى مثلها فجاهد.
خامسها: الإكثار من الخلوة بالله تعالى:
فيتخير العبد أوقاتًا تناسبه في ليله أو نهاره، يخلو فيها بربه، ويبتعد فيها عن ضجيج الحياة وصخبها، يناجي فيها ربه، يبث له شكواه، وينقل إليه نجواه، ويتوسل فيها إلى سيده ومولاه. فلله كم لهذه الخلوات من آثار على النفوس، وتجليات على القلوب؟!
وقد قيل لبعض الصالحين لما أكثر الخلوة: ألا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟!!
وقال آخر: كيف أستوحش وهو يقول: وأنا معه إذا ذكرني؟!
فليتك تحلو والحياة مريــــــرة .. .. .. وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر .. .. .. وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين .. .. .. وكل الذي فوق التراب تراب
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:18
سادسها: ترك المعاصي والذنوب:
فكم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم.
فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
وأخيرا: الدعاء:
فهو سبيل الراغبين، ووسيلة الطالبين، الشفيع الذي لا يرد، والسهم الذي لا يطيش.. فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا.. فارفع يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة، مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.. وفي المسند: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين". منقول للفائدة
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:29
فالصلاة هي أعظم العبادات بعد الشهادتين ، راحة للقلوب ، وقرة عين ونعيم للروح ، لمن أقبل عليها وحضر فيها بقلبه ، وخشع فيها لله ، واستحضر أنها عمود الإسلام ، وأنها مناجاة للرب عز وجل ووقوف بين يديه ، فبذلك يرتاح فيها ، وتقر عينه ، ويجد لذة لها في نفسه ، في قيامه وقراءته وركوعه وسجوده ، وسائر ما شرع الله فيها
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:38
سؤال
عندما أبدأ الصلاة أحس بفتور، ومع الصلاة أبدأ أتحسن، وأصل لآخر الصلاة وحالتي النفسية ممتازة، وسؤالي: كيف أتلذذ بالصلاة؟، وأشعر بأهميتها؟، وكيف أقوي صلتي بالله؟، وكيف أنادي الله بخشوع؟، مع أني أتدبر وأرجو وأخاف فيها، لكنني أحس أن كل ما أفعله ضعيف، وكيف أقوي همتي ونفسي على العبادة؟، وكيف أوازن بين الخوف والرجاء؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
أن أداء الصلاة على الوجه الأكمل؛ أمر ليس بالسهل الهين؛ فأوضح سبحانه وتعالى أنها كبيرة أي ثقيلة على مؤديها ما لم يصل إلى درجة الخشوع: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة/ 45-46]، وبين عز وجل أن الخشوع يكون سببًا في حصد المغفرة والأجر العظيم فقال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب/ 35).
وحتى تحققي مرادك من الصلاة؛ فتصلي بها إلى مرحلة الخشوع؛ فإنني نصح نفسي وإياكِ بالآتي:-
1- المبادرة للصلاة أول الوقت؛ وتجنب تأخيرها.
2- إسباغ الوضوء على المكاره.
3- المحافظة على النافلة القبلية لأنها لكِ بمثابة تأهيل لصلاة الفريضة.
4- استحضار عظمة الله عز وجل قبل الصلاة.
5- الإقبال على الصلاة برغبة وحب وشوق، وليس من باب أداء الواجب وحسب.
6- تفريغ الذهن عن حاجات الدنيا، والانقطاع عن مشاغل الحياة.
7- البعد عن المؤثرات، بإغلاق التلفاز والهاتف الجوال.
8- الصلاة بعيدًا عن أعين الناس وعن أماكن المعيشة (بالنسبة لكِ كفتاة).
9- تدبر ما تقرئين من القرآن (الفاتحة وبعض الآيات).
10- الدعاء بالمأثور في القيام والركوع والرفع والسجود والانتقالات البينية.
واعلمي يا ابنتي أن الخشوع صفة مكتسبة، يمكن الوصول إليها، والتحلي بها إذا ما استشعر العبد أنه يقف أمام خالقه ومولاه، وأنه يصلي صلاة مودع، وإذا ما نظر إلى ذنوبه وخطاياه على أنها جبل يكاد يسقط عليه ويتهدمه، لا كذبابة وقفت على وجهه فيهشها بيده؛ كما أن كلمة السر في تقوية الهمة في أداء العبادات، والموازنة بين الخوف (من عذاب الله) والرجاء (في رحمة الله)، تكمن في فهم مقولة الإمام بن القيم – رحمه الله- "كمال الإيمان يكون بأداء الطاعة مع تمام الحب لله؛ والتي يمكن صياغتها في هذه المعادلة: (كمال الطاعة + كمال الحب = كمال الإيمان).
نسأل الله (عز وجل) أن يرزقك الخشوع والخضوع؛ وأن يهد قلبك لطاعته ورضاه، وأن يصرف عنكِ كيد الشيطان ومكره.. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نهى اسطاوالي
2014-07-30, 22:40
الخشوع في الصلاة .. أسباب وموانع
لقاء الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت مع المدير التنفيذي .
الخشوع والخضوع في الصلاة هما أساسا القبول، وبدونهما لا يستمتع الإنسان بالصلاة ولذتها ، وهما ثمره لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة الله جل وعلا، ومعرفة قدرته وعظمته – سبحانه وتعالى - ومعرفة أوامره والعمل بها، ومعرفة نواهيه واجتنابها.
عن الخشوع والخضوع في الصلاة، التقينا الدكتور/ محمد عدنان السَّمان، المدير التنفيذي لشبكة السنة النبوية وعلومها ، ليدلنا على طرق الحصول على الخشوع في الصلاة ...
• بداية ، فضيلة الدكتور .. الصلاة وأهميتها في حياة الفرد على المستوى الأخروي والنفسي والأخلاقي ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد : فإذا كان حوارنا عن الخشوع في الصلاة ، فإن أول الأسباب الداعية للخشوع في الصلاة ، هو معرفة مكانة الصلاة ، وأهميتها ، فالصلاة عمود الدين ووصية رب العالمين، ففي أكثر من عشرة مواضع في القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى : ( وأقيموا الصلاة ) ، والصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام ، ثم من فضلها ومكانتها أن فرضها الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) من دون واسطة جبريل عليه السلام كسائر الفرائض ، ففي رحلة المعراج الثابتة في الكتاب والسنة ، وهناك عندما وصل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكاناً لم يصل إليه أحد من العالمين ، فُرضت الصلاة ، لقد فرضها الله في بادئ الأمر خمسين صلاة ثم خففها بعد مراجعة النبي (صلى الله عليه وسلم) عدة مرات، فخففت إلى خمس صلوات وبقي أجرها كخمسين صلاة .
إن الصلاة راحة للنفس وطمأنينة للقلب ، ولهذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه رضي الله عنه : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة ) ، ويقول صلى الله عليه وسلم ، فيما صح : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ، ولقد كانت من آخر وصايا النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يودع هذه الحياة ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة ، الصلاة ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ) .
• الصلاة في حاجة إلى عوامل وأسباب حتى تؤتي ثمارها المرجوة .. ماذا عن هذه العوامل والأسباب ؟
ليس المقصود من الصلاة أداؤها فحسب ، بل مقصود الشارع الحكيم أعم من ذلك وأشمل، ففي كلام الله عز وجل : ( وأقيموا الصلاة ) وفي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما عدَّد أركان الإسلام : (وإقام الصلاة) ، وعليه فإقامة الصلاة تشمل القيام بشروطها وأركانها وخشوعها والمحافظة على أوقاتها ومراعاة سننها وآدابها ، وكلما أتقن المسلم ما سبق كانت صلاته أقرب إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، القائل (وصلوا كما رأيتموني أصلي ) ، فهذا الاقتداء كما هو شامل لصفة الصلاة الحسية ، فهو شامل أيضاً للإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في خشوعه وطمأنينته في صلاته .
• إذا اعتبرنا أن الخشوع في الصلاة من أهم الأسباب لحصول الفائدة المرجوة من الصلاة كيف ذلك ؟
نعم، الخشوع في الصلاة هو لب الصلاة وقلبها النابض ، وبدونه أو بفقد بعضه ، يقل أجر المصلي، ولهذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا المضمون بقوله في الحديث الصحيح : (إن الرجل ليصلي الصلاة ولعله لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها أو سدسها حتى أتى على الصلاة ) ، وفي روايةٍ أخرى (إن الرجل لينصرف ، وما كتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها) .
قال أهل العلم : والمعنى أن الرجل قد ينصرف من صلاته ولم يكتب له إلا عشر ثوابها أو تسعها أو ثمنها إلخ ..
• وماذا عن أهمية الخشوع في الصلاة ؟ وكيف يشعر الإنسان بالخشوع في الصلاة ؟
تكمن أهمية الخشوع في أنه عبادة جليلة ، وقربة عظيمة ، وصفة من صفات المؤمنين المفلحين ، كما قال تعالى:( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، وهو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبه يتحقق للمسلم الراحة والطمأنينة والتفكر والتدبر ، فتسكن نفسه ويخشع فؤداه ويطمئن قلبه وينشرح صدره ، ويتحقق له من صلاته ، ما أخبر الله عنه : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .
• وماذا عن الأسباب التي تؤدي للخشوع في الصلاة ؟
الأسباب كثيرة ، لكني سأجعلها مفقطة ، مرتبة ، لكي يسهل العمل بها - إن شاء الله - :
• أول طريق الخشوع يبدأ من قبل أداء الصلاة، فهذه الرحلة الإيمانية تبدأ من النداء لها ( الآذان ) فهو يحمل الدعوة للفلاح المنشود (حي على الفلاح) ، والفلاح يعني سعادة الدارين فيقبل المسلم إلى الصلاة لأنّه لا شيء يوازي هذا الفلاح.
• ثم إنّ المرحلة الثانية من مراحل هذه الرحلة المباركة يتمثل في الوضوء فهذه القطرات التي تتساقط معها الذنوب والسيئات تذكيرٌ آخر بالاستعداد للصلاة.
• ثم محرك آخر لهذا الخشوع يتمثل في استشعار الأجر العظيم المتمثل في الذهاب إلى المسجد، فخطوة ترفع درجة وأخرى تحط خطيئة فكم من الحسنات المكتسبة وكم من السيئات المكفرة
• ثم تذكر الرحمة التي تسألها ربّك حين تضع أول رجل لك في المسجد وتذكر المغفرة التي تسألها ربّك حين تضع أول رجل في دخولك للمسجد (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)،نعم لقد دخلت الآن إلى مكان الرحمات والمغفرة والتوبة والأوبة، الملائكة تستقبلك وتستغفر لك، (اللهم اغفر له، اللهم ارحمه) تصلي ركعتي المسجد فتزداد قربًا من الله، تأخذ مصحفًا وتفتحه وتقرأ منه فتزداد قربًا من الله، ترفع يديك وتدعو ربّك، وتتوسل إليه وتتضرع إليه فتزداد قربًا منه، تذكُر الله وتسبّحه وتستغفره، وتكبره فتزداد قربًا منه،وهكذا تستعد للخشوع في الصلاة ، بهذه الطمأنينة وذلك القرب من الله .
• ثم قبل الصلاة يأتي تذكير ثان بـ (حي على الفلاح) عند إقامة الصلاة فتنهض الهمة قبل القامة ، وهكذا لكي يقبل الإنسان إلى الصلاة وهو في أتم الاستعداد لها.
• وهناك يقف المصلون صفًا واحدًا متوجهين لاتجاه واحد إلى القبلة ليعلم هؤلاء المصلين أنّ قلوبهم ينبغي أن تتجه إلى الله الواحد كما اتجهت أجسامهم إلى قبلة واحدة.
• ثم ليعلم من يريد الخشوع في صلاته أنّ من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة تدبر ألفاظ الصلاة وما يتلى من الآيات، {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } الحشر/21
• ثم إنّ من أعظم أسباب الخشوع استشعار عظمة الله جلاله، فأنت في الصلاة واقف أمام الله تناجيه وتدعوه، تعبده وتستعين به وتسبحه بـ (سبحان ربي العظيم) في ركوعك فتصفه بالعظمة، و(سبحان ربي الأعلى) في سجودك، فتصفه بالعلو، فهو سبحانه العلي الأعلى المستوي على عرشه، جل جلاله، فتفكر أخي الكريم أنّك في هذا الموضع أعني موضع السجود حين تضع جبهتك على الأرض وتذل نفسك لخالقك أتعلم أن هذا الموضع ـ هو موضع العزة والارتفاع والقرب ـ وصدق إمام الخاشعين صلى الله عليه وسلم: « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».
• وهل من أسباب مانعة وطاردة لحدوث الخشوع في الصلاة ؟
أول الأسباب المانعة والطاردة للخشوع في الصلاة الانشغال عن غير الصلاة في الصلاة ، هو أكبر الآفات ، ولهذا كان من علاج هذا الأمر ما هو سبب من أسباب الخشوع وهو استشعار أن الصلاة تُفتتح بذكر هو من أعظم الأذكار وأجلها ألا وهو تكبير الله، وكأنّ في هذا تذكير - والله أعلم - أنّ هناك أمرًا ينبغي أن يعتني به المسلم في صلاته، فتكبيرة الإحرام في افتتاح الصلاة والتكبيرات الأخرى هذا التكرار لهذا الذكر العظيم (الله أكبر) .. يذكر المصلي أنّ الله أكبر من كل شيء تلتفت إليه ببدنك، والله أكبر من كل شيء تلتفت إليه بنظرك، والله أكبر من كل شيء تلتفت إليه بقلبك، وهذه الأشياء التي إذا التفت إليها الإنسان ألهته عن صلاته والخشوع فيها، وهذا المعنى العظيم يتكرر فإن غفل الإنسان أو التفت قلبه أو نظره أو جسده تذكر بتكرار هذا اللفظ العظيم (الله أكبر).
• أخيراً فضيلة الدكتور وصية للأخوة المصلين والقراء الأعزاء ؟
أوصيهم بوصية الله سبحانه : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) البقرة:45-46 ، وبوصيته رسوله صلى الله عليه وسلم : (صلِّ صلاة َمودعٍ ، كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه ، فإنه يراك )
وفي الختام نشكر باسمكم فضيلة الدكتور/ محمد بن عدنان السَّمان، المدير التنفيذي لشبكة السنة النبوية وعلومها، على هذه الوقفات حول الصلاة ومصادر الخشوع فيها ، ونسأل الله - عز وجل- أن يوفقنا لحسن طاعته وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ، وأن يرزقنا الصلاة ذات الخشوع والخضوع ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام وسلِّم تسليماً كثيراً .
أجرى الحوار
رضا العبادي
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir