seifellah
2014-07-27, 17:54
قال الله جل ذكره:
﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
البقرة: (185).
وقال سبحانه:
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾
الكوثر: (2)
قال أنس t:
قدم النبي r ، ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال:
«قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية ، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم النحر ويوم الفطر».
الرموز المستخدمة في هذا الكتاب:
خ: للبخاري.
م: لمسلم.
د: لأبي داود.
ت: للترمذي.
س: للنسائي.
جه: لابن ماجة.
حم: لأحمد في المسند.
قط: للدارقطني في السنن.
ك: للحاكم في المستدرك.
ق: للبيهقي في السنن الكبرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فقد شرع الله تبارك وتعالى لهذه الأمة عيدين كل عام، يعقبان أداء ركنين عظيمين من أركان الإسلام، عنيت الحج والصيام.
وفيهما ينشر الله الرحمات، ويعفو عن السيئات، ويتجاوز عن الخطيئات، فضلاً منه ورحمة، ومن ثم يفرح المؤمنون.
قال تعالى:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾([1]).
فبهذا الفضل الذي آتاه الله عباده، وبهذه الرحمة التي أفاضها عليهم من الإيمان.. فبذلك وحده فليفرحوا. فهذا هو الذي يستحق الفرح، لا المال، ولا أعراض هذه الحياة.
«إن ذلك هو الفرح العلوي الذي يطلق النفس من عقال المطامع الأرضية، والأعراض الزائلة، فيجعل هذه الأعراض خادمة للحياة لا مخدومة، ويجعل الإنسان فوقها وهو يستمتع بها لا عبدًا خاضعًا لها »([2]).
والعيد موسم للفرح والسرور والترويح عن النفس، بل إن لفظ العيد ذاته يحمل ظلالا من الفرح والبهجة، فقيل: سمى عيدا لعود الفرح والسرور بعوده ([3]).
ولقد جانب الصواب من زعم أن الإسلام ضد السرور والفرح والبهجة، أو أن الجدية التي ينبغي أن يتسم بها سلوك المسلم لابد وأن تعصف بحقه في الترويح عن النفس.
إن الحياة الطيبة تنتظر من يصدق في إيمانه ويعمل صالحا، فلا يقتصر فرح المؤمن وسروره على أيام معدودات، بل تضحى حياته كلها «طيبة».
قال تعالى:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([4]).
«إن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض. لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال، فقد تكون به، وقد لا يكون معها، وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه.
وفيها الصحة، والهدوء، والرضا، والبركة، وسكن البيوت، ومودات القلوب.
وفيها الفرح بالعمل الصالح، وآثاره في الضمير، وآثاره في الحياة..
وليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله»([5]).
فهنيئا للمؤمنين هاتيك الحياة الطيبة، وهنيئا لهم العيدين، وما فيهما من مغفرة ورحمة وفضل.
وتقبل الله منا ومنهم
وهذه كلمات يسيرات مختصرات في:
- آداب العيد.
- صلاة العيدين.
- الأضحية.
أسأل الله عز وجل أن يجعلهن نافعات مباركات، وأن يعفو بكرمه عن الزلات، إنه سميع قريب مجيب للدعوات.
أولا: آداب العيدين
1- يستحب للمسلم أن يتجمل يوم العيد، فيغتسل، ويتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب بأطيب ما يجد، ويتسوك.
عن ابن عمر رضي الله عنهما:
«أن عمر بن الخطاب رأى حلى سيراء ([6]) عند باب المسجد. فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه فلبستها للناس يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله r: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة([7])».
ثم جاءت رسول الله r منها حلل، فأعطى عمر منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها، وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال رسول الله r: «إني لم أكسكها لتلبسها. فكساها عمر أخًا له مشركًا بمكة».
رواه الشيخان ([8])
قال الحافظ في الفتح (2/434):
وجه الاستدلال به من جهة تقريره r لعمر على أصل التجمل للجمعة، وقصر الإنكار على لبس مثل تلك الحلة، لكونها كانت حريرًا.
وقال ابن قدامة في المغنى (2/228):
وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهورا.
قال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.
قال ابن القيم في زاد المعاد (1/441):
وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة بردا أحمر، وليس هو أحمر مصمتا كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك، لم يكن بردا، وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية..
وكان يغتسل للعيدين، صح الحديث فيه، وفيه حديثان ضعيفان...
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/510):
وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي ([9]) بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
2- ويستحب أن يأكل قبل خروجه إلى صلاة عيد الفطر تمرات، ويأكلهن وترا، وأما في عيد الأضحى فالسنة ألا يطعم حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته.
عن أنس t قال: «كان رسول الله r لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
قال أنس: «ويأكلهن وترا» رواه البخاري ([10]).
وعن بريدة t قال: «كان النبي r لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته».
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ([11])
3- ويستحب إظهار التكبير في العيدين في المساجد، والمنازل، والطرق، والأسواق، للمسافر والمقيم.
وهو في الفطر آكد، لقوله تعالى:
﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([12]).
قال بعض أهل العلم في تفسيرها: لتكملوا عدة رمضان، ولتكبروا الله عند إكماله على ما هداكم.
ومعنى إظهار التكبير رفع الصوت به، واستحب ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير ([13]).
وجمهور العلماء على أن التكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة، إلى ابتداء الخطبة. وفي الأضحى من صبح يوم عرفة إلى عصر أخر أيام التشريق.
قال صاحب مغنى المحتاج (1/314).
والعمل على هذا في الأمصار، وصح من فعل عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس y من غير إنكار.
قال أمير المؤمنين في الحديث، الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العيدين في صحيحه:
باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة. وكان عمر t يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكل النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.
4- وأما صيغة التكبير – فقال الحافظ في فتح الباري (2/536):
فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق ([14]) بسند صحيح عن سلمان قال:
«كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار: صح عن عمر وعلي وابن مسعود أنهم كانوا يكبرون ثلاثا ثلاثا: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر»([15]).
وقال ابن أبي شيبة في المصنف (1/168): «حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شريك، قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان يكبر علي وعبد الله؟
قال: كانا يقولان:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
:هذا إسناد رجاله ثقات
حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكار، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقول:
الله أكبر كبيرا
الله أكبر كبيرا
الله أكبر وأجل
الله أكبر ولله الحمد
:وهذا إسناد صحيح
قال الحافظ في الفتح (2/536): وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (3/316): وقد استحسن البعض زيادات في تكبير التشريق لم ترد عن السلف، وقد استوفي ذلك الإمام المهدي في البحر. والظاهر أن تكبير التشريف لا يختص استحبابه بعقب الصلوات، بل هو مستحب في كل وقت من تلك الأيام كما يدل على ذلك الآثار المذكورة.
5- ويسن الخروج إلى المصلى من طريق، والرجوع من طريق أخرى.
عن جابر قال: «كان النبي r إذا كان يوم عيد خالف الطريق».
رواه البخاري ([16])
قال في شرح السنة (4/314):
قيل: كان يفعل ذلك لأنه كان يذهب من الطريق الأطول، لأنه يقصد الطاعة فتحتسب خطاه، ويرجع من الأقصر، لأنه رجوع عن الطاعة.
قال في زاد المعاد (1/449):
قيل: ليسلم على أهل الطريقين.
وقيل: لينال بركته الفريقان.
وقيل: ليقضى حاجة من له حاجة منهما.
وقيل: ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق.
وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره.
وقيل: لتكثر شهادة البقاع، فإن الذاهب إلى المسجد إحدى خطوتيه ترفع درجة، والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلى منزله.
وقيل – وهو الأصح -: إنه لذلك كله، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله منها.
6- ويستحب التبكير إلى العيد بعد صلاة الصبح إلا الإمام، فإنه يتأخر إلى وقت الصلاة.
قال مالك: مضت السنة أن يخرج الإمام من منزله قدر ما يبلغ مصلاه وقد حلت الصلاة ([17]).
فأما غيره فيستحب له التبكير والدنو من الإمام ليحصل له أجر التبكير، وانتظار الصلاة، والدنو من الإمام من غير تخطي رقاب الناس، ولا أذى أحد.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة.
رواه مسلم ([18])
قال محمد بن زياد: رأيت أبا أمامة ورجالا من أصحاب النبي r إذا صلوا الفجر يوم العيدين مع الجماعة، فسلم الإمام، عجلوا الخروج حتى يقعدوا قريبا من المنبر ([19]).
7- ويستحب أن يخرج إلى العيد ماشيا، وعليه السكينة والوقار، وإن كان له عذر فركب فلا بأس.
عن علي t قال: من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج.
رواه الترمذي وابن ماجة ([20])
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم: يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا ، وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج لصلاة الفطر.
قال أبو عيسى: ويستحب أن لا يركب إلى من عذر.
8- ولا بأس أن يقول الرجل للرجل في يوم العيد: تقبل الله منا ومنك.
وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث منها:
أن محمد بن زياد قال: «كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي r فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك».
قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيد ([21]).
قال الحافظ في الفتح: (2/517): وروينا في «المحامليات» بإسناد حسن من جبير بن نفير قال:
كان أصحاب رسول الله r إذا التقوا يوم العيد، يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
9- ويرخص يوم العيد في اللعب واللهو الذي لا معصية فيه.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان (في رواية: تلعبان بدف) من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت ([22]) به الأنصار، يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين ([23]). فقال أبو بكر: «أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله r؟». وذلك في يوم عيد.
فقال رسول الله r: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا».
متفق عليه ([24])
قال في شرح السنة: (4/422):
بعاث يوم مشهور من أيام العرب، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وبقيت الحرب بينهما مائة وعشرين سنة، إلى أن قام الإسلام، وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الحرب والشجاعة، وفي ذكره معونة لأمر الدين.
فأما الغناء بذكر الفواحش، والابتهار ([25]) بالحرم، والمجاهرة بالمنكر من الصوت، فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيء من ذلك بحضرته عليه الصلاة والسلام، فيغفل النكير له..
وقوله: هذا عيدنا يعتذر به عنها بأن إظهار السرور في العيدين شعار الدين، وليس هو كسائر الأيام. اهـ.
قال الحافظ في الفتح: (2/514):
وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
جاء حبش يزفنون ([26]) في يوم عيد في المسجد. فدعاني النبي r، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم.رواه مسلم ([27])
([1])يونس: (57).
([2])في ظلال القرآن: (3/1799).
([3])العيد مشتق من العود لتكرره كل عام قال ابن الأنباري: يسمى عيدا لعود الفرح والمرح فيه، وقيل لكثرة عوائد الله تعالى فيه على عباده، وجمعه أعياد. وإنما جمع بالياء – وإن كان أصله الواو – للزومها في الواحد. وقيل: للفرق بينه وبين أعواد الخشب.
([4])النحل: (97).
([5])في ظلال القرآن: (4/2193).
([6])(حلة سيراء): هي برود يخالطها حرير، وهي مضلعة بالحرير. كأنها شبهت خطوطها بالسيور. قال أهل اللغة: الحلة لا تكون إلا ثوبين، وتكون غالبا إزارا ورداء.
([7])(من لا خلاق له): قيل: معناه من لا نصيب له في الآخرة. وقيل: من لا حرمة له. وقيل: من لا دين له.
([8])خ: (2/434) (11) كتاب الجمعة (7) باب يلبس أحسن ما يجد – رقم (886).
م: (3/1638) (37) كتاب اللباس والزينة (2) باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء، وخاتم الذهب والحرير على الرجل... رقم (6).
([9])ق: (3/281).
([10])خ: (2/517) (13) كتاب العيدين (4) باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج – رقم (953).
وقول أنس: «ويأكلهن وترا» علقه البخاري، لكن وصله ابن خزيمة والإسماعيلي وغيرهما.
([11])حم: (5/352).
ت: (2/426) (2) كتاب الصلاة (390) باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج – رقم (542).
جه: (1/558) (7) كتاب الصلاة (49) باب في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج – رقم (1756).
من طريق ثواب بن عتبة المهري، عن ابن بريدة، عن أبيه، صححه الألباني في المشكاة (1440)، وصحيح سنن ابن ماجة (1/292).
([12])البقرة: (185).
([13])المغنى: (2/226).
([14])ورواه عنه البيهقي في السنن الكبرى (3/316).
([15])نيل الأوطار: (3/315).
([16])خ: (2/547) (13) كتاب العيدين (24) باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد – رقم (986).
([17])الموطأ: (1/182).
([18])م: (2/605) (8) كتاب صلاة العيدين – رقم (9).
([19])شرح السنة: (4/303).
([20])ت: (1/410) أبواب العيدين – باب ما جاء في المشي يوم العيد – رقم (530).
جه: (1/411) (5) كتاب الصلاة (161) باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشيا – رقم (1296)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1/164). وصحيح ابن ماجة: (1/218).
([21])المغنى: (2/259).
([22])(تقاولت) معناه بما خاطب بعضهم بعضا في الحرب من الأشعار.
([23])(وليستا بمغنيتين) معناه ليس الغناء عادة لهما، ولا هما معروفتان به. فليستا ممن يغني بعادة المغنيات من التشويق والهوى، والتعريض بالفواحش، والتشبيب بأهل الجمال، وما يحرك النفوس، ويبعث الهوى والغزل. وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن، ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا. شرح النووي (6/182).
([24])خ: (2/516) (13) كتاب العيدين (3) باب سنة العيدين لأهل الإسلام رقم (952).
م: (2/607-608) (8) كتاب صلاة العيدين (4) باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، في أيام العيد – رقم (16) واللفظ له.
([25])الابتهار: الاشتهار من قولك: ابتهر بفلانة: شهر بها.
([26])قال النووي في شرح مسلم (6/186): معناه يرقصون. وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم، ولعبهم بحرابهم، على قريب من هيئة الراقص، لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم، فيتأول هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات.
([27])م: الموضع السابق – رقم (20).
﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
البقرة: (185).
وقال سبحانه:
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾
الكوثر: (2)
قال أنس t:
قدم النبي r ، ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال:
«قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية ، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم النحر ويوم الفطر».
الرموز المستخدمة في هذا الكتاب:
خ: للبخاري.
م: لمسلم.
د: لأبي داود.
ت: للترمذي.
س: للنسائي.
جه: لابن ماجة.
حم: لأحمد في المسند.
قط: للدارقطني في السنن.
ك: للحاكم في المستدرك.
ق: للبيهقي في السنن الكبرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فقد شرع الله تبارك وتعالى لهذه الأمة عيدين كل عام، يعقبان أداء ركنين عظيمين من أركان الإسلام، عنيت الحج والصيام.
وفيهما ينشر الله الرحمات، ويعفو عن السيئات، ويتجاوز عن الخطيئات، فضلاً منه ورحمة، ومن ثم يفرح المؤمنون.
قال تعالى:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾([1]).
فبهذا الفضل الذي آتاه الله عباده، وبهذه الرحمة التي أفاضها عليهم من الإيمان.. فبذلك وحده فليفرحوا. فهذا هو الذي يستحق الفرح، لا المال، ولا أعراض هذه الحياة.
«إن ذلك هو الفرح العلوي الذي يطلق النفس من عقال المطامع الأرضية، والأعراض الزائلة، فيجعل هذه الأعراض خادمة للحياة لا مخدومة، ويجعل الإنسان فوقها وهو يستمتع بها لا عبدًا خاضعًا لها »([2]).
والعيد موسم للفرح والسرور والترويح عن النفس، بل إن لفظ العيد ذاته يحمل ظلالا من الفرح والبهجة، فقيل: سمى عيدا لعود الفرح والسرور بعوده ([3]).
ولقد جانب الصواب من زعم أن الإسلام ضد السرور والفرح والبهجة، أو أن الجدية التي ينبغي أن يتسم بها سلوك المسلم لابد وأن تعصف بحقه في الترويح عن النفس.
إن الحياة الطيبة تنتظر من يصدق في إيمانه ويعمل صالحا، فلا يقتصر فرح المؤمن وسروره على أيام معدودات، بل تضحى حياته كلها «طيبة».
قال تعالى:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([4]).
«إن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض. لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال، فقد تكون به، وقد لا يكون معها، وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه.
وفيها الصحة، والهدوء، والرضا، والبركة، وسكن البيوت، ومودات القلوب.
وفيها الفرح بالعمل الصالح، وآثاره في الضمير، وآثاره في الحياة..
وليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله»([5]).
فهنيئا للمؤمنين هاتيك الحياة الطيبة، وهنيئا لهم العيدين، وما فيهما من مغفرة ورحمة وفضل.
وتقبل الله منا ومنهم
وهذه كلمات يسيرات مختصرات في:
- آداب العيد.
- صلاة العيدين.
- الأضحية.
أسأل الله عز وجل أن يجعلهن نافعات مباركات، وأن يعفو بكرمه عن الزلات، إنه سميع قريب مجيب للدعوات.
أولا: آداب العيدين
1- يستحب للمسلم أن يتجمل يوم العيد، فيغتسل، ويتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب بأطيب ما يجد، ويتسوك.
عن ابن عمر رضي الله عنهما:
«أن عمر بن الخطاب رأى حلى سيراء ([6]) عند باب المسجد. فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه فلبستها للناس يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله r: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة([7])».
ثم جاءت رسول الله r منها حلل، فأعطى عمر منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها، وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال رسول الله r: «إني لم أكسكها لتلبسها. فكساها عمر أخًا له مشركًا بمكة».
رواه الشيخان ([8])
قال الحافظ في الفتح (2/434):
وجه الاستدلال به من جهة تقريره r لعمر على أصل التجمل للجمعة، وقصر الإنكار على لبس مثل تلك الحلة، لكونها كانت حريرًا.
وقال ابن قدامة في المغنى (2/228):
وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهورا.
قال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.
قال ابن القيم في زاد المعاد (1/441):
وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة بردا أحمر، وليس هو أحمر مصمتا كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك، لم يكن بردا، وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية..
وكان يغتسل للعيدين، صح الحديث فيه، وفيه حديثان ضعيفان...
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/510):
وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي ([9]) بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
2- ويستحب أن يأكل قبل خروجه إلى صلاة عيد الفطر تمرات، ويأكلهن وترا، وأما في عيد الأضحى فالسنة ألا يطعم حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته.
عن أنس t قال: «كان رسول الله r لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
قال أنس: «ويأكلهن وترا» رواه البخاري ([10]).
وعن بريدة t قال: «كان النبي r لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته».
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ([11])
3- ويستحب إظهار التكبير في العيدين في المساجد، والمنازل، والطرق، والأسواق، للمسافر والمقيم.
وهو في الفطر آكد، لقوله تعالى:
﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([12]).
قال بعض أهل العلم في تفسيرها: لتكملوا عدة رمضان، ولتكبروا الله عند إكماله على ما هداكم.
ومعنى إظهار التكبير رفع الصوت به، واستحب ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير ([13]).
وجمهور العلماء على أن التكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة، إلى ابتداء الخطبة. وفي الأضحى من صبح يوم عرفة إلى عصر أخر أيام التشريق.
قال صاحب مغنى المحتاج (1/314).
والعمل على هذا في الأمصار، وصح من فعل عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس y من غير إنكار.
قال أمير المؤمنين في الحديث، الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العيدين في صحيحه:
باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة. وكان عمر t يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكل النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.
4- وأما صيغة التكبير – فقال الحافظ في فتح الباري (2/536):
فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق ([14]) بسند صحيح عن سلمان قال:
«كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار: صح عن عمر وعلي وابن مسعود أنهم كانوا يكبرون ثلاثا ثلاثا: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر»([15]).
وقال ابن أبي شيبة في المصنف (1/168): «حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شريك، قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان يكبر علي وعبد الله؟
قال: كانا يقولان:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
:هذا إسناد رجاله ثقات
حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكار، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقول:
الله أكبر كبيرا
الله أكبر كبيرا
الله أكبر وأجل
الله أكبر ولله الحمد
:وهذا إسناد صحيح
قال الحافظ في الفتح (2/536): وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (3/316): وقد استحسن البعض زيادات في تكبير التشريق لم ترد عن السلف، وقد استوفي ذلك الإمام المهدي في البحر. والظاهر أن تكبير التشريف لا يختص استحبابه بعقب الصلوات، بل هو مستحب في كل وقت من تلك الأيام كما يدل على ذلك الآثار المذكورة.
5- ويسن الخروج إلى المصلى من طريق، والرجوع من طريق أخرى.
عن جابر قال: «كان النبي r إذا كان يوم عيد خالف الطريق».
رواه البخاري ([16])
قال في شرح السنة (4/314):
قيل: كان يفعل ذلك لأنه كان يذهب من الطريق الأطول، لأنه يقصد الطاعة فتحتسب خطاه، ويرجع من الأقصر، لأنه رجوع عن الطاعة.
قال في زاد المعاد (1/449):
قيل: ليسلم على أهل الطريقين.
وقيل: لينال بركته الفريقان.
وقيل: ليقضى حاجة من له حاجة منهما.
وقيل: ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق.
وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره.
وقيل: لتكثر شهادة البقاع، فإن الذاهب إلى المسجد إحدى خطوتيه ترفع درجة، والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلى منزله.
وقيل – وهو الأصح -: إنه لذلك كله، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله منها.
6- ويستحب التبكير إلى العيد بعد صلاة الصبح إلا الإمام، فإنه يتأخر إلى وقت الصلاة.
قال مالك: مضت السنة أن يخرج الإمام من منزله قدر ما يبلغ مصلاه وقد حلت الصلاة ([17]).
فأما غيره فيستحب له التبكير والدنو من الإمام ليحصل له أجر التبكير، وانتظار الصلاة، والدنو من الإمام من غير تخطي رقاب الناس، ولا أذى أحد.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة.
رواه مسلم ([18])
قال محمد بن زياد: رأيت أبا أمامة ورجالا من أصحاب النبي r إذا صلوا الفجر يوم العيدين مع الجماعة، فسلم الإمام، عجلوا الخروج حتى يقعدوا قريبا من المنبر ([19]).
7- ويستحب أن يخرج إلى العيد ماشيا، وعليه السكينة والوقار، وإن كان له عذر فركب فلا بأس.
عن علي t قال: من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج.
رواه الترمذي وابن ماجة ([20])
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم: يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا ، وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج لصلاة الفطر.
قال أبو عيسى: ويستحب أن لا يركب إلى من عذر.
8- ولا بأس أن يقول الرجل للرجل في يوم العيد: تقبل الله منا ومنك.
وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث منها:
أن محمد بن زياد قال: «كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي r فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك».
قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيد ([21]).
قال الحافظ في الفتح: (2/517): وروينا في «المحامليات» بإسناد حسن من جبير بن نفير قال:
كان أصحاب رسول الله r إذا التقوا يوم العيد، يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
9- ويرخص يوم العيد في اللعب واللهو الذي لا معصية فيه.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان (في رواية: تلعبان بدف) من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت ([22]) به الأنصار، يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين ([23]). فقال أبو بكر: «أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله r؟». وذلك في يوم عيد.
فقال رسول الله r: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا».
متفق عليه ([24])
قال في شرح السنة: (4/422):
بعاث يوم مشهور من أيام العرب، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وبقيت الحرب بينهما مائة وعشرين سنة، إلى أن قام الإسلام، وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الحرب والشجاعة، وفي ذكره معونة لأمر الدين.
فأما الغناء بذكر الفواحش، والابتهار ([25]) بالحرم، والمجاهرة بالمنكر من الصوت، فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيء من ذلك بحضرته عليه الصلاة والسلام، فيغفل النكير له..
وقوله: هذا عيدنا يعتذر به عنها بأن إظهار السرور في العيدين شعار الدين، وليس هو كسائر الأيام. اهـ.
قال الحافظ في الفتح: (2/514):
وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
جاء حبش يزفنون ([26]) في يوم عيد في المسجد. فدعاني النبي r، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم.رواه مسلم ([27])
([1])يونس: (57).
([2])في ظلال القرآن: (3/1799).
([3])العيد مشتق من العود لتكرره كل عام قال ابن الأنباري: يسمى عيدا لعود الفرح والمرح فيه، وقيل لكثرة عوائد الله تعالى فيه على عباده، وجمعه أعياد. وإنما جمع بالياء – وإن كان أصله الواو – للزومها في الواحد. وقيل: للفرق بينه وبين أعواد الخشب.
([4])النحل: (97).
([5])في ظلال القرآن: (4/2193).
([6])(حلة سيراء): هي برود يخالطها حرير، وهي مضلعة بالحرير. كأنها شبهت خطوطها بالسيور. قال أهل اللغة: الحلة لا تكون إلا ثوبين، وتكون غالبا إزارا ورداء.
([7])(من لا خلاق له): قيل: معناه من لا نصيب له في الآخرة. وقيل: من لا حرمة له. وقيل: من لا دين له.
([8])خ: (2/434) (11) كتاب الجمعة (7) باب يلبس أحسن ما يجد – رقم (886).
م: (3/1638) (37) كتاب اللباس والزينة (2) باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء، وخاتم الذهب والحرير على الرجل... رقم (6).
([9])ق: (3/281).
([10])خ: (2/517) (13) كتاب العيدين (4) باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج – رقم (953).
وقول أنس: «ويأكلهن وترا» علقه البخاري، لكن وصله ابن خزيمة والإسماعيلي وغيرهما.
([11])حم: (5/352).
ت: (2/426) (2) كتاب الصلاة (390) باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج – رقم (542).
جه: (1/558) (7) كتاب الصلاة (49) باب في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج – رقم (1756).
من طريق ثواب بن عتبة المهري، عن ابن بريدة، عن أبيه، صححه الألباني في المشكاة (1440)، وصحيح سنن ابن ماجة (1/292).
([12])البقرة: (185).
([13])المغنى: (2/226).
([14])ورواه عنه البيهقي في السنن الكبرى (3/316).
([15])نيل الأوطار: (3/315).
([16])خ: (2/547) (13) كتاب العيدين (24) باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد – رقم (986).
([17])الموطأ: (1/182).
([18])م: (2/605) (8) كتاب صلاة العيدين – رقم (9).
([19])شرح السنة: (4/303).
([20])ت: (1/410) أبواب العيدين – باب ما جاء في المشي يوم العيد – رقم (530).
جه: (1/411) (5) كتاب الصلاة (161) باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشيا – رقم (1296)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1/164). وصحيح ابن ماجة: (1/218).
([21])المغنى: (2/259).
([22])(تقاولت) معناه بما خاطب بعضهم بعضا في الحرب من الأشعار.
([23])(وليستا بمغنيتين) معناه ليس الغناء عادة لهما، ولا هما معروفتان به. فليستا ممن يغني بعادة المغنيات من التشويق والهوى، والتعريض بالفواحش، والتشبيب بأهل الجمال، وما يحرك النفوس، ويبعث الهوى والغزل. وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن، ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا. شرح النووي (6/182).
([24])خ: (2/516) (13) كتاب العيدين (3) باب سنة العيدين لأهل الإسلام رقم (952).
م: (2/607-608) (8) كتاب صلاة العيدين (4) باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، في أيام العيد – رقم (16) واللفظ له.
([25])الابتهار: الاشتهار من قولك: ابتهر بفلانة: شهر بها.
([26])قال النووي في شرح مسلم (6/186): معناه يرقصون. وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم، ولعبهم بحرابهم، على قريب من هيئة الراقص، لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم، فيتأول هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات.
([27])م: الموضع السابق – رقم (20).