المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "إن التفسيــر بالـــرأي محـــرم" من أقوال السلف و المعاصرين


ابو اكرام فتحون
2014-07-27, 02:18
بسم الله الرحمن الرحيم

"إن التفسيــر بالـــرأي محـــرم"
من أقوال السلف و المعاصرين



يقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الترمـــذي ـ :


" من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار "



وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما سئل عن معنى آية لا يعلمها :


أي ارض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم .




و لم يزل أهل العلم ينكرون على من فسر القرآن برأيه وخالف تفسير السلف وقد أجمع العلماء على انه لا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي أو الاجتهاد فيه من غير أصل





فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [ 3/555] : حَدثنا أَبي، حَدثنا ابن الطباع، حَدثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وزيد بن أَسلم
حي، فسألت عُبَيد الله بن عُمر فقلت: إِن الناس يتكلمون فيه، فقال: ما أعلم به بأسًا، إِلاَّ أَنه يفسر القرآن برأيه.اهـ

فإذا كان زيد بن أسلم التابعي الجليل وهو مولى لبني عدي من قريش أفصح العرب ، قد أنكروا عليه التفسير بالرأي فكيف بمن هو
دونه ، ولو لم يكن عندهم من التفسير المأثور ما يكفيهم لما أنكروا على من تقحم التفسير بالرأي

وقال شيخ الإسلام في رسالة علم الظاهر والباطن ص7 :
وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ
التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ
وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ .اهـ

وقال شيخ الإسلام في مقدمة في التفسير :
وفي الجملة من عَدَل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى
ما يخالف ذلك كان مخطئًا في ذلك، بل مبتدعًا، وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه.اهـ

هذا إن كان من أهل الاجتهاد لا من أهل الإلحاد

ولا شك فيما قاله شيخ الإسلام فإن الإحداث في علم التفسير كالإحداث في غيره من العلوم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
[ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ]

واعلم - وفقك الله - أن الصحابة والتابعين هم أعلم باللغة وبما تحتمله وما لا تحتمله وأعلم الناس بالمأثور الذي لا سبيل إلى
تفسير قصص القرآن وما ورد عن الجنة والنار إلا به

ثم هم بعد ذلك أحرص الناس على نشر العلم وبثه في الأمة ، لذا فإن كل ما تحتاجه الأمة من تفسير القرآن موجودٌ في تفاسير
السلف .
وغاية جهد المتأخرين فهم كلامهم على الوجه الصحيح ، والجمع بين ما قد يظن البعض أنه متعارض ، وبيان وجه بعض الأقوال
التي قد يستنكرها بعض جهلة المتأخرين

وقال الترمذي في جامعه [ 2952 ] :
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَزْمٍ، أَخُو حَزْمٍ القُطَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ
الجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الحَدِيثِ فِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ.

وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فِي هَذَا فِي أَنْ يُفَسَّرَ القُرْآنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ .

وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا القُرْآنَ، فَلَيْسَ الظَّنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي القُرْآنِ أَوْ فَسَّرُوهُ
بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا، أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ.اهـ

فإذا كان كبار مفسري التابعين مجاهد وقتادة ، ما تكلموا في التفسير برأيهم فكيف يتجاسر على من جاء بعدهم

قال أبو عبيد في فضائل القرآن [ 689] :
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ،
قال : سأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة؟
فقال ابن عباس : فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟
قال الرجل : إنما سألتك لتحدثني .
فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه ، الله أعلم بهما .
فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم .اهـ

ســـؤال :

يقول ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره :
"إن التفسير بالرأي محرم " ونقل أقوال السلف في ذلك
فما هي صور التفسير بالرأي المحرم

الجواب

إن من التفسير [المسمى] بالرأي التفسير بالجهل والهوى، فحتى العالم إذا لم يعرف معنى آية أو آيات من القرآن الكريم، فلا يجوز له
أن يقدم على تفسيرها، لأن ذلك من القول على الله بلا علم، ومن أكبر الكبائر كما قال تعالى: ((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر
منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون))
وكما قال تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))

وقد كان بعض كبار الصحابة وكبار أئمة التابعين والسلف على علمهم وجلالتهم يتورعون عن تفسير القرآن خشية القول على الله
بغير علم، أما إذا كان المفسر عالما بما يفسره فلا حرج، بل هو من العلم الواجب الذي لا يجوز كتمانه، ويجب إظهاره للناس

ومن صور التفسير بالجهل والهوى، تفسير أهل البدع، من الروافض والجهمية والخوارج والمعتزلة والأشعرية، حيث تجد في
تفسيرهم تعطيل صفات الله عز وجل وتحريف الآيات الواردة في تلك الصفات، مثل آيات استواء الله على عرشه، وعلوه على خلقه
وعلى أن له وجها ويدين، والآيات الدالة على أنه يرضى ويغضب ويرحم ويثيب، وكذلك الأحاديث الدالة على هذه الصفات، وعند
الجهمية والمعتزلة والروافض تعطيل الصفات المذكورة، ونكر صفات السمع والبصر والقدرة والإرادة، وإنكار رؤية الله في الدار
الآخرة، وإنكار الميزان، إلى غير ذلك من الضلالات، والجهالات التي ارتكبوها من العقائد الفاسدة وتحريف نصوص الكتاب والسنة.

[شريط بعنوان:اللقاء الهاتفي الأول 25-02-1416]
من الموقع الرسمي للعلامة الشيخ :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
http://www.rabee.net/ar/questions.php?cat=36&id=562




- جمع ونقل للفائدة بإذن الله -

ابو اكرام فتحون
2017-04-26, 21:48
للتذكيــــــــــــــــر .

abadaM
2017-04-27, 22:28
بارك الله فيكم