مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز كيفية حساب ليلة القدر (فائدة لا تفوتنكم).....فقد تكون في الاشفــــاع أحيانا
كيفية حساب ليلة القدر (فائدة لا تفوتنكم)
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13584
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فائدة من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى عن كيفية حساب ليلة القدر وتحريها ، وبالمناسبة هذه الفائدة أفادنا بها الشيخ خالد حمودة حفظه الله تعالى عندما أتانا إلى بلدتنا - بوشقرون - بولاية بسكرة في شهر شعبان ، عند شرحه لباب الصيام من كتاب :(منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين ، للشيخ السعدي رحمه الله تعالى ) ، فأحببت أن أبثها بالمنتدى ، عسى الله أن ينفع بها المبلغ والقاريء - والدال على الخير كفاعله -
السؤال: سئل رحمه الله عن ليلة القدر، وهو معتقل بالقلعة قلعة الجبل سنة ست وسبعمائة.
الإجابة:
الحمد لله، ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هي في العشر الأواخر من رمضان"، وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى". فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروها في العشر الأواخر"، وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله، أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث وقد روي في علاماتها: "إنها ليلة بلجة منيرة" وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد، وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة, فيرى أنوارها أو يرى من يقول له: هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - (ج 25/ ص 284 ـ 286)
فهذا مقطع من خطبة ليلة القدر في الأشفاع أحيانا
يبين فيه الشيخ الجليل محمد سعيد رسلان أن ليلة القدر ليس بالضرورة أن تكون في أيام الوتر ولكن يمكن أن تكون في أيام الأشفاع أيضا
شاهد شرح
http://cleanutube.com/play-Z1Z0jdsozyU
مزيد من الفوائد
يتبع بإذن الله
فهذا مقطع من خطبة ليلة القدر في الأشفاع أحيانا يبين فيه الشيخ الجليل محمد سعيد رسلان أن ليلة القدر ليس بالضرورة أن تكون في أيام الوتر ولكن يمكن أن تكون في أيام الأشفاع أيضا
شاهد شرح
http://cleanutube.com/play-Z1Z0jdsozyU
أناييس الربيع
2014-07-21, 15:01
جزاك الله خيرا
إسعاف ذوي البصيرة والبصر بالتحذير من أمر خطير يشاع حول ليلة القدر
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما مزيد:
أما بعد:
فلا يخفى على من بصَّره الله وأنار قلبه بالهدىـ وطوع نفسه باغتنام سبيل كل خير فضل ليلة القدر، وذلك لما جاء في التنزيل الكريم ومستفيض السنة الصحيحة من عظيم فضلها وشرفها وحض المسلم على اغتنامها وتحريها.
فمن آيِّ التنزيل الكريم قوله تعالى {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ([1])}.
وبين سبحانه هذه الليلة المباركة بقوله {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ([2])}.
قال مقيده: فقد تضمنت هذه الأيات من السورتين مجتمعة ثلاث فوائد عظيمة:
الأولى: فضل هذه الليلة، والحض على اغتنامها وتحرِّيها، كما جاء في السنة الصحيحة أن ذلك في أوتار العشر الأخيرة من رمضان.
الثانية: نزول القرآن في هذه الليلة، وهو الكتاب الذي أنزله الله بالهدى وبينات من الهدى والفرقان، وجعل فيه لا في غيره من كلام البشر الهدى والنور.
الثالثة: وهذه في سورة القدر خاصة، الحضُّ على العبادة في هذه الليلة، وأنه من قيام ليلٍ وقراءة قرآن وغير ذلك مما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك يزيد على فضل العبادة في ألف شهر خلت من ليلة القدر، وذلك ثلاث وثمانون سنة وأشهر.
وليس حديثي إليكم معاشر المسلمين مبسوطًا في بيان فضل هذه الليلة والحضِّ على تحرِّيها، فقد بسط ذلك في غير هذا الموضع.
وسيكون حديثي مقصوراً على مسائل:
المسألة الأولى: هل تُرى ليلة القدر بالعين المجردة؟
يجري على ألسنة كثير من العامة أن ليلة القدر تُرى نوراً بين السماء والأرض، وسترى فيما نبيِّنه ضمن الجواب على هذا السؤال إن كان ذلك صحيحًا:
فنقول بادئ ذي بدء لا يقبل مثل هذا القول إلا بحجة يجب التسليم لها، وهذه الحجة إما أية من التنزيل الكريم أو حديث صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) أخرجه الترمذي ([3]) وابن ماجة ([4]) وأحمد ([5]) ولفظه (يا نبي الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول؟ قال: "تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني").
وللنسائي في الكبرى (يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ماذا أدعو به؟ قال: " قولي: اللهم إنك عفو تحب العافية فاعف عني) ([6]) وفي رواية (يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فما أسأل الله فيها؟ قال: " قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) ([7]).
ش/ فليس في الحديث بمجموع رواياته دليلٌ على رؤية هذه الليلة المباركة بالعين المجردة.
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
س: هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟ حيث أن بعض الناس يقولون إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماء ونحو هذا، وكيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسان ثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل.
جـ/ قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة y يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها..]([8]) أهـ.
ش/ وذكر الحديثين المتقدمين.
المسألة الثانية: هل لها علامات تعرف بها؟
يتلخص مما سبق أن ليلة القدر لا تُرى بالعين المجردة كما هو شائع عند العوام وقد أسلفناه، وإنما لها علاماتٌ وهاك هذه العلامات على وفق ما صحت به السنة:
· الأولى: الطلاقة:
لحديث جابر عند ابن حبان ([9]) وابن خزيمة ([10]) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني كنت أريت ليلة القدر ثم نُسِّيتُها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمراً يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها) قال الألباني: صحيح لغيره ([11]).
· الثانية: طلوع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها:
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء) رواه أبو داود الطيالسي ([12])، وقال الألباني: (صحيح)([13]).
· الثالثة: نزول المطر في ليلتها:
لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه (وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين» قال أبو سعيد الخدري: مطرنا ليلة إحدى وعشرين، فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح، ووجهه مبتل طينا وماء) ([14]).
ش/ قال عبيد: فهذه علامات ثلاث صحة به سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا تطلبنَّ غيرها.
المسألة الثالثة: هل يسوغ للمسلم أن ينشر ما رأه من علامات تلك الليلة المباركة؟
ماذا يقال لمن أولع صبيحة كل ليلة وتر من هذه العشر تشوفاً بعلامات هذه الليلة ومن ثم نقل ما يرونه بالصورة بين مستقل ومستكثر.
فيقال أولا: هل سلك هذا المسلك من السلف الصالحين أحدٌ قبلكم!؟
- فإن قلتم: نعم، قلنا: أسندوا قولكم عن إمام معتبر.
- وإن قلتم: لا، قلنا: فلماذا إذن تتكلفون؟
وثانيا: ننقل ما نرى أنه مما يروي الغليل ويشفي العليل نصيحة لمن أحب النصيحة فنقول:
قال الحافظ رحمه الله: "واستنبط السبكي الكبير في الحلبيات من هذه القصة استحباب كتمان ليلة القدر لمن رأها. [قلت: يعني علاماتها].
قال: ووجه الدلالة أن الله قدر لنبيه أنه لم يخبر بها والخير كله فيما قدر له فيستحب إتباعه في ذلك.
وذكر في شرح المنهاج ذلك عن الحاوي قال والحكمة فيه:
أنها كرامة والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف.
من جهة رؤية النفس فلا يأمن السلب.
ومن جهة أن لا يأمن الرياء.
ومن جهة الأدب فلا يتشاغل عن الشكر لله بالنظر إليها وذكرها للناس.
ومن جهة أنه لا يأمن الحسد فيُوقع غيره في المحذور، ويستأنس له بقول يعقوب عليه السلام يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك الآية"([15]).
وقال الماوردي الشافعي رحمه الله:" ويستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتمها [قلت: يعني علامة من علاماتها، وقد سبق أنها لا ترى بالعين المجردة]، ويدعو بإخلاص نية وصحة يقين بما أوجب من دين ودنيا، ويكون أكثر دعائه لدينه وآخرته" ([16]) وذكر حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم.
ش/ قال عبيد: فافهم يا من تحب النصيحة هذا الكلام وأقدر له قدره، واسلك سبيل أهل الهدى والتقى، وإياك ومداخل الشيطان، ومنها إشهار العمل الصالح للناس.
واعلم أنه كلما أخفي العمل الصالح كلما كان أكثر أجراً، إلا إذا ترتبت مصلحة على إشهاره، وليس إشهار علامات ليلة القدر ممن رأها كلها أو بعضها من المصلحة.
وقد عرفت مما نقلناه لك من كلام أهل العلم مؤيدًا بالأدلة ما يترتب على ذلك من المفاسد، فإياك ثم إياك فترديك هذه المحدثات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه
عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا
وحرر
صباح السبت
الحادي والعشرين من شهر رمضان عام خمسة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة
([1]) [الدخان: 1 -6].
([2]) [القدر: 1-5].
[3])) كتاب الدعوات، بابٌ. قال الألباني: صحيح، برقم (3513).
[4) كتاب الدعاء، باب: الدعاء بالعفو والعافية، قال الألباني: صحيح، برقم (3850).
[5]) مسند عائشة رضي الله عنها برقم (25384).
([6]) كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر برقم (10645).
([7]) كتاب عمل اليوم والليلة، ذكر الاختلاف على سفيان في هذا الحديث برقم (10646).
([8]) مجموع فتاوى ابن باز (6/398).
([9]) كتاب الصوم باب الإعتكاف وليلة القدر برقم (3688).
([10]) كتاب الصيام باب صفة ليلة القدر بنفي الحر والبرد فيها، وشدة ضوئها، ومنع خروج شياطينها منها حتى يضيء فجرها برقم (2190).
([11]) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان برقم (3680).
([12]) ما أسند عبد الله بن عباس، باب عكرمة مولى بن عباس برقم (2802).
([13]) صحيح الجامع وزياداته برقم (5474).
([14]) متفق عليه، البخاري كتاب فضل ليلة القدر باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، برقم (2018)، ومسلم كتاب الصيام باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان برقم (1167).
([15]) فتح الباري (4 / 268).
([16]) الحاوي الكبير للماوردي (3 / 484).
صفة إحياء الليل بالعبادة في ليالي العشر على ما يوافق الهدي الأكمل
الشيخ خالد حمودة
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13609
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه أمَّا بعد:
فإنَّ العبادة في ليلة القدر من أعظم منن الله تعالى على أمَّة الإسلام، وذلك أنَّ الأجر فيها مضاعفٌ مضاعفةً كبيرةً جدًّا، فهي خيرٌ من ألف شهر، لكن كثيرًا من النَّاس لا يحسن زيادةً على التَّراويح أن يتعبد فيها في ليالي العشر طلبا لإصابتها ، فلذلك اعتاض النَّاس بالهدي الصَّالح ولزوم السنَّة بصلاةٍ غير مشروعة على الصَّحيح من قوليْ أهل العلم، وهي الَّتي يسمُّونها التَّهجُّد، وكان من مضى يسمُّونها التَّعقيب، يرجع النَّاس إلى المسجد بعد أن يصلُّوا التَّراويح والوتر، فيصلُّون، وقد سئل عنها أنس بن مالك رضي الله عنه عن هذه الصَّلاة فلم ير بها بأسًا وقال: «إنَّما يرجعون إلى خير»، فلذلك لم يكرهها الإمام أحمد رحمه الله في إحدى الرِّوايتين عنه، وكرهها في رواية أخرى، واختلف أصحابه في أيِّ الرِّوايتين أولى بالتَّقديم، ولا يُعرف لغير الإمام أحمد رحمه الله الأئمَّة المتبوعين كلامٌ فيها.
وقد قدَّمت أنَّ الصَّحيح من القولين أنَّ التَّعبُّد على ذلك الوجه غير مشروع لأمور:
1ـ منها أنَّ عمر رضي الله عنه قال لمَّا جمع النَّاس على صلاة التراويح: «نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل»، قصد بالتي ينامون عنها صلاة آخر اليل، ومع علمهم بفضلها لمكنهم قاموا أول الليل لأنه ارفق بالناسي وأيسر عليهم وأدعى لاجتماعهم ونشاطهم. فالسَّلف أعلم بمواقع الخير وأحرص عليه، ومع ذلك لم يكونوا يتهجَّدون على هذا النَّحو، وقد حكى ابن ابي شيبة في «المصنَّف» ومحمَّد بن نصر في «قيام اللَّيل» كراهتَها عن الحسن وقتادة وسعيد بن جبير.
2ـ ومنها أنَّهم يوترون وهو يعلمون أنَّهم سيرجعون إلى الصَّلاة بعد الوتر، وهذا خلافُ الهدي النَّبوي، فقد أمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُجعل الوتر آخر الصَّلاة باللَّيل، مع الصَّلاة بعد الوتر على خلاف هذه الهيئة الَّتي يفعل النَّاس جائزة في بعض الأحوال، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «الشَّرح الممتع» بعد أن ذكر هذا المحذور ـ أعني التَّنفُّل بعد الوترـ: «ولهذا كان القولُ الرَّاجحُ أنَّ التَّعقيب المذكور مكروه، وهذا القولُ إحدى الرِّوايتين عن الإمام أحمد رحمه الله» اهـ.
أمَّا ما يفعله بعضهم من أنَّه يترك الوتر مع الإمام فينصرف قبله فإنَّه يضيِّع سنَّة أخرى هي أن يثبت مع إمامه حتَّى ينصرف ليكتب له قيام ليلةٍ كما صحَّ بذلك الخبر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فلهذا فالهدي الأكمل لمن أراد أن يحيي ليالي العشر كلَّها أحدُ وجهين:
الوجه الأوَّل: أن يصلِّي العشاء في جماعة في المسجد، ثمَّ ينصرف إلى بيته ليصلِّي باللَّيل ليستغرق اللَّيل كلَّه في الصَّلاة إذا وثق من نفسه وقدرته على ذلك، ويستحبُّ له حينذاك أن يصلِّي إحدى عشرة ركعة يطوِّل فيها القراءة والرُّكوع والسُّجود، وإذا قرأ آية رحمةٍ دعا وسأل الله من فضله، أو آية عذابٍ تعوَّذ.
ويستمرُّ على ذلك الحال إلى أن يوتر وقتَ السَّحور فيتسحَّر، ثمَّ يخرج إلى المسجد فيصلِّيَ الصُّبح في جماعة فيكتب له قيام ليلةٍ بصلاته العشاء والصُّبح في جماعة تلك اللَّيلة، فيكون قد حصَّل أجرَ قيام تلك اللَّيلة مرَّتين.
الوجه الثَّاني: أن يصلِّيَ مع الإمام العشاء ثمَّ التَّراويح حتَّى ينصرف إمامه فيكتب له بذلك قيام ليلة، ثمَّ يجتهد فيما بقي من ليلته في قراءة القرآن بتدبُّرٍ، ويجتهد في الدُّعاء في مواضعه على حسب ما تقدَّم إلى وقت السحور، فيتسحَّر ثمَّ يصلِّي الصُّبح في جماعة، فتكتب له قيام ليلة أخرى كونَه صلَّى الصُّبح والعشاء في جماعة، ويبقى قراءته ودعاؤه فضلًا زائدًا على الوجه الأوَّل.
لكن مَن كان لا يحسن قراءة القرآن ولا يحفظ منه ما يقرأ بظهر الغيب أو عرف من نفسه ضعفًا على إحياء اللَّيل في بيته، وأراد أن يصلِّيَ بصلاة النَّاس آخر اللَّيل (التهجُّد) فالأحسن له أن يصلِّيَ مع الإمام حتَّى ينصرف، ولا يسلِّم بتسليمه من الوتر، بل يشفع وترَه بركعة أخرى ثمَّ يصلِّي التَّهجُّد مع من يصلِّي إن شاء، ولا يُمنع من ذلك، لأنَّه خير لا يمكنه أن يحصِّله بما هو أفضل منه، فصلاته مع النَّاس خيرٌ من إخلاده إلى النَّوم، أو السَّمرِ في اللَّغو، ويظهر لي أنَّ هذا الصِّنف من النَّاس هم من رخَّص أنس رضي الله عنه في فعلهم وكره نهيهم عنه، لئلا ينزلوا إلى غيره ممَّا هو دونه من الأحوال المفضولة، وفي الأثر إشارةٌ إلى هذا.
آخـرُه، وقد كتبتُ هذا على عجلٍ لئلَّا يتأخَّر عن أوانه، فلهذا يظهر عليه نقصٌ في التَّحرير، فمن وقف على زيادةٍ أو إفادةٍ أو تصويبٍ فليكرمنا به، والله تعالى أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه.
إتحاف أهل النظر بمعرفة بعض الأخطاء المتعلقة بليلة القدر للشيخ د.أحمد بازمول
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهناك جملة من الأخطاء يقع فيها بعض الصائمين تتعلق بليلة القدر ، أحببت التنبيه عليها لنحذرها ونحذر منها :
فمن الأخطاء :
أن بعض الصائمين يغفلون عن تحري وطلب ليلة القدر
وهي في أوتار العشر الأواخر من رمضان قال صلى الله عليه وسلم عن رمضان (( فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر فإن غلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي))
وقال صلى الله عليه وسلم (( التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر ))
ومن الأمور التي تفوت على المسلم أجراً كثيراً :
أنه لا يقول الدعاء المأثور الوارد في ليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال صلى الله عليه وسلم (( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ))
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
اعتقادهم أن ليلة القدر لا بد من نزول المطر فيها !
قال ابن المنير : نحن نرى كثيراً من السنين ينقضي رمضان دون مطر مع اعتقادنا أنه لا يخلو رمضان من ليلة القدر انتهى .
وقال عبيد الله المباركفوري : قوله (في ماء وطين) علامة جعلت له يستدل بها عليها انتهى .
فهذا يدل على أن نزول المطر ليس شرطاً لليلة القدر .
بل جاء عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة ( ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح ) ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها ))
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أن من علاماتها عدم نزول المطر .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
ظنهم أن من علامات ليلة القدر وصباحها :
أن ماء البحر يكون عذباً .
وظنهم أن الكلاب لا تصيح فيها .
وأن الحمير لا تنهق فيها .
وأن الأشجار تضع فروعها على الأرض .
وأن الواحد يرى النور فيها ساطعاً حتى في الأماكن المظلمة .
وأن الملائكة تسلم على أهل المساجد .
وأنهم يرون قناديل ومصابيح تنزل من السماء وأن السماء تتشقق.
وقد بينت السنة الصحيحة أمارات تلك الليلة :
ا/ أنها في أوتار العشر الأواخر .
قال صلى الله عليه وسلم (( التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر))
2/ أن الشمس تطلع في صبيحتها بلا شعاع ضعيفة حمراء حتى ترتفع ثم يأتي الشعاع بعد إرتفاعها
قال أبي بن كعب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأمرتها (( فأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع))
وفي رواية بلفظ (( تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ))
3/ أن الملائكة ليلتها أكثر من عدد الحصى
قال صلى الله عليه و سلم (( ليلة القدر سابعة أو تاسعة و عشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ))
4/ أن ليلتها مشرقة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم
قال صلى الله عليه وسلم (( ليلة القدر ليلة بلجة ـ أي مشرقة ـ لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها))
وقال صلى الله عليه و سلم (( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ـ أي سهلة طيبة ـ لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (( أكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين فقيل له بأي شيء علمت ذلك فقال بالآية التى أخبرنا رسول الله (( أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها ))
فهذه العلامة التى رواها أبي بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات فى الحديث وقد روي فى علاماتها :
أنها ليلة بلجة منيرة
وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد انتهى .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
اعتقادهم أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرون !
وهذا خلاف السنة !!
والصحيح أن ليلة القدر أخفاها الله لحكمة أرادها لأجل أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر من ليالي رمضان طلباً لهذه الليلة فيكثر عمله ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي العشر الأواخر من رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها فيكون جمع بين الحسنين .
فإن قيل : قال صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ؟
فالجواب : الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أيضاً قال : إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر
وقال صلى الله عليه وسلم (( تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))
فهذه الأحاديث أفادت أن ليلة القدر متنقلة في أوتار العشر الأواخر .
فهذه جملة من الأخطاء التي أردت التنبيه عليها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأحد 22 رمضان 1435هـ
00 : 3 ظهراً
منقول من شبكة سحاب السلفية
ابو اكرام فتحون
2014-07-21, 15:21
بارك الله فيك وجزاك خيرا
سبقتني إلى نقل الموضوع
كنت عزمت على نقله وإظافته الليلة
تقبل الله منك اخي و أحسن اليك و جعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر
ورزقنا وإياك الاخلاص في الاقوال والاعمال
بارك الله فيك وجزاك خيرا
سبقتني إلى نقل الموضوع
كنت عزمت على نقله وإظافته الليلة
تقبل الله منك اخي و أحسن اليك و جعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر
ورزقنا وإياك الاخلاص في الاقوال والاعمال
بارك الله فيك الأخ فتحون
وشكرا على الدعاء الطيب
وفقنا الله الى ما يحبه و يرضاه
عبدالنور.ب
2014-07-21, 15:41
فهذا مقطع من خطبة ليلة القدر في الأشفاع أحيانا يبين فيه الشيخ الجليل محمد سعيد رسلان أن ليلة القدر ليس بالضرورة أن تكون في أيام الوتر ولكن يمكن أن تكون في أيام الأشفاع أيضا
شاهد شرح
http://cleanutube.com/play-Z1Z0jdsozyU
جزاك الله خيرا
مهدي 2014
2014-07-21, 18:38
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
قاسم امير
2014-07-23, 11:43
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
exellance
2014-07-23, 12:18
بارك الله فيك
براءة سامية
2014-07-23, 12:29
بارك الله فيك
bellal_mohamed
2014-07-23, 12:40
جزاك الله خيرا
الشابي الجزائري
2014-07-23, 13:13
مشكوووووووووووووووووووووووووووووور
ذكرى أبي
2014-07-23, 13:32
بارك الله فيك
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا
ابو اكرام فتحون
2015-07-06, 16:33
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
icbinkrank
2015-07-06, 16:40
الله يبارك فيك اخي الكريم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir