المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة رمضان الحلقة الخامسة


بختاتو أبو أصيل
2014-07-16, 00:44
بسم الله الرحمان الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
أما بعد سوف سأواصل في هذه الحلقة الخامسة بالحديث عن دروس رمضان والأخلاق التي نتحلى بها فيه ومن بين أهم الأخلاق خلق التواضع على الرغم أنني كنت أود أن أكمل الحديث عن خلق الحلم لكن أترك الحديث عنه في حلقات أخرى و أفضل أن أكتب في هذه الحلقة عن خلق التواضع لأن شهر رمضان يمر و أنا لست في عطلة سنوية وليس لي متسع من الوقت وفضلت أن أنوع في الحديث عن خلق آخر غير الحلم وغير الكرم و غير الصبر و أنتقيت الحديث عن خلق التواضع فشهر رمضان المعظم والمقدس يعلمنا حقا درس التواضع لأنه يجعلنا نجوع مثل المساكين الجائعين فيجعلنا في رتبة مشابهة لهم كأننا لا نجد مثلهم ما نسد به رمقنا فنشعر بوحدة العناء و المشاركة في تحمل الجوع و الظمأ معهم لأن التكبر صفة ذميمة ولأن الإسلام ينبذ الخيلاء والتكبر والإستعلاء على الناس وشهر رمضان شهر العبادة و سمو الأرواح عن التكبر أو التجبر فالناس جميعا في إقبال على الله بروح الإخاء و التضامن والتساوي حيث أن المساجد في شهر رمضان تعج بالمصلين الذين يركع و يسجد غنيهم وفقيرهم سواسية أمام الله و أصحاب الجاه والسلطان مع من لا سلطان لهم و لاجاه كلهم مع بعضهم البعض يسجدون لله الواحد القهار.
وعلى كل مسلم التحلي بالتواضع مهما كانت ثروته ومهما كان المنصب الذي وصل إليه في المجتمع .
ومدرسة شهر رمضان توحي بروح المساواة و تدعو إلى التحلي بالتواضع
وعدم التكبر والخيلاء أو الإعراض عن الناس وعدم احتقارهم لهذا يقول الله عز و جل في سورة لقمان الآية 18 :
ولا تصعر خدك للناس ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور
ومن خلال الآية الكريمة يتبين أن الله يكره الخيلاء والتكبر.
لهذا فعلينا بالتواضع الذي هو زاد الملوك ولأن التواضع صفة حميدة وعلينا بالتواضع حتى في المشي وأن ننهي أنفسنا عن الخيلاء والعجب بأنفسنا
لأن الله يقول في سورة الإسراء الآية 37 :
"ولاتمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا "
فمن خلال الآية الكريمة يتبين أن التواضع محمود وعلى الإنسان عدم تجاوز حدوده بالتكبر على الناس .
وإن التواضع يخلق جو عائلي لتعاون والتسامح والسلم المدني و يؤلف بين القلوب وينشر المحبة بين الناس والمودة و التعاطف و التواضع صفة أهل الإيمان و الإسلام وصفة الرسل و الأنبياء والصالحين والتواضع له ثواب في الآخرة لهذا يقول الله عزوجل في سورة القصص الآية 83 :
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا فساد والعاقبة للمتقين .
كما أن السنة النبوية حثت على التواضع فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :
"ما نقصت صدقة مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله " رواه مسلم حديث رقم 2588
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
"إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحد" رواه مسلم الحديث رقم 2865
وللحديث عن مدرسة شهر رمضان و خلق التواضع بقية في حلقة قادمة قد لا تكون السادسة بل بعد أن أتحدث عن أخلاق أخرى في حلقات أخرى إن شاء الله هذا
هذا ما وقفني الله في كتابته فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسال الله الهداية والتوفيق فيما نكتب وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم و الرجاء تنبيهي إلى أي خطأ مهما كان نوعه إملائي أو ممن ناحية الفكرة أو الأسلوب و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه .