المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيا عمر الفاروق هـل لك عودة


3abdou12
2014-07-13, 23:40
الحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته، وأقرت له بالخلق جميع مصنوعاته، سبحانه وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه, أرسله الله رحمةً للعالمين، وإماماً للمتقين, وحجةً على الخلائق أجمعين. وبعد.

فإن للمسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين أهميةً خاصةً ومكانةً عظيمةً، يُكنّون له الودّ الشديد, والحب العميق, وما ذلك إلا لتفضيل الله إياه، فيما خلق الله، ثم اصطفاه واجتباه (وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة)[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1), والله جلّ وعلا طيّب؛ لا يختار من موجوداته تفضيلاً وتشريفاً إلا ما كان شريفاً طيباً مباركاً. خلق السموات سبعاً فاختار منها أعلاها فجعلها مستقراً لملائكته المكرّمين. ومحطًّاً لأرواح عباده الأبرار المقربين، واختصها بالقرب من كرسيّه ومن عرشه، (فتبارك الله أحسن الخالقين)[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2), وخلق الملائكة فاصطفى منهم رسلاً وسادةً، كجبريل وميكائيل وإسرافيل, وخلق من الماء بَشَراً, فجعله نسباً وصهراً, فاختار منهم نبيين مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً جماً غفيراً, ثم اصطفى منهم رسلاً مبشّرين ومنذرين حجة منه عليهم وعدلاً, وخصّ منهم خمسةً من أولى العزم منّةً منه عليهم وفضلاً, ثم اجتبى من خيار الخيار عاقِبهم وخاتمهم الآخر السابق الذي أمّهم جميعاً بمسجد الأقصى ليلة الإسراء, صلى الله عليه وعلى سائر إخوانه الأنبياء الأصفياء.

ومن ذلكم كذلك اختيار الله تعالى البقاع المباركة الثلاثة من سائر مناحي الأرض التي دحاها. كما قال عزّ وجلّ مُقْسِماً بها: (والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين)[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3) ؛ لأنها استنارت بنـزول أعظم المنح السماوية, وتباركت بتنـزُّل أفضل الكتب الإلهية.

ومن لطف الله تعالى بعباده, ورحمته السابغة وجُودِه أنْ خصّ لنا من المساجد والأمكنة الأماجد ماتضاعف فيه الحسنات, وتكفّر بالخطا إليه السيئات، ومسجدنا الأقصى المبارك من تلكم الأصقاع, تشد إليه الرحال، وتضاعف فيه الأعمال, وتحط في ساحته الأوزار، ولكن! أوّاه.. أوّاه..!! على المسجد المسلوب, مسرى النبي صلى الله عليه وسلم المغصوب, حُرِمنا من وصاله والسفر إليه لمناجاة الله العظيم وعبادته في فنائه. حيل بيننا وبينه ووُتِرنا نحن – هذا الجيل – باليهود وإذنابهم فمنعونا خيره. أواه.. أواه..!! المسجد الأقصى, كَلْمٌ غائرٌ نازفٌ في قلوبنا, فراقه غصةٌ نتجرعها في حلوقنا, ودمعه تجري في عيوننا.
اليهود اليوم مع أمريكا يثيرون نقعاً وغباراً هنا وهناك، يوارون به سوأتهم القادمة من زعم هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم فوق ترابه، ودويلات العرب مشغولة باللهو واللعب، مهمومة بالمنافسات الكروية، والأولومبيات الرياضية العاليمة:
أيا عمر الفاروق هـل لك عودة فإن جيوش الروم تنهى وتأمـر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم وجيشك في حطين صلوا وكبروا
نساء فلسطين تكحــلن بالأسى وفي بيت لحـم قاصرات وقصر
وليمون يـافـا يابس في أصولـه وهل شجـر في قبضة الظلم يثمر
ولكن.. هيهات.. هيهات خاب ظن اليهود، وطاش فألهم، فإن الله جعل الجولة الأخيرة للمؤمنين اتباع المسجد الأقصى من الموحدين، وليس لليهود وأمريكا وأشياعها (ولتعلمن نبأه بعد حين).
ولكأني بطائفة الحق قد قامت مستندة إلى ولاية الله وحمايته ورعايته، وأعداؤهم مستندون إلى ولاية الشيطان وغوايته، يقفون على أرض صلبة، آوين ظهورهم إلى ركن شديد، واثقين بدفع الله عنهم، فهم يخوضون معركة لله ليس لأنفسهم ولا لقومهم أو جنس لهم فيه نصيب، يقاتلون اليهود تحت راية واضحة سوية غير جاهلية عمية، في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، وتحكيم منهجه وشرعته السنية، أرضاءاً له سبحانه، وقياماً بواجب الأمر والنهي والجهاد، وثأراً للحرمات والأعراض، فمن بقي منهم حياً فحياة عزة وكرامة، ومن فاز بشهادة نال جنات الخلد وزيادة.
سيعود المسجد الأقصى، وسننتظم جميعاً –بإذن الله- صفوفاً طويلة، وندك بأقدامنا حصباءها المستنيرة، ونجلس سوياً نسمع صوت إمامنا مدوياً مردداً قول الله تعالى : (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً)[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4).

[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1) القصص آية 68.

[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref2) المؤمنون آية 14.

[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3) سورة التين 1-3.

[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref4) الإسراء آية 7.


(1) وصف القرآن الكريم في كثير من آياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1).

وقال تعالى (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2). وهذا حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام في هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام.

وقال تعالى : (وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3). وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: (ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها..)[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4).

وقال تعالى على لسان موسى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم)[5] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn5).
وعند حديث القرآن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً)[6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn6) وهي قرى بيت المقدس كما روى العوفي عن ابن عباس[7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn7).

(2) وصف القرآن أرضها بالرَّبوة ذات الخصوبة وهي أحسن ما يكون فيه النبات, وماءها بالمعين الجاري. قال تعالى : (وجلعنا ابنَ مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ)[8] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn8). "قال الضحاك وقتادة: وهو بيت المقدس قال ابن كثير: وهو الأظهر"[9] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn9).

(3) أنه القبلة التي كان يتوجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل تحويلها إلى الكعبة, حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم حُوِّلت، وأشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول)[10] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn10).

(4) أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحانه: (واستمع يوم يُنادي المُنادِ من مكانٍ قريبٍ)[11] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn11). "قال قتادة وغيره: كنا نحدَّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة, وهي أوسط الأرض"[12] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn12).
قال ابن تيمية رحمه الله: "ودلّت الدلائل المذكورة على أن (ملك النبوة) بالشام والحشر إليها, فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام, كما أن مكة أفضل من بيت المقدس, فأول الأمة خيرٌ من آخرها، كما أن في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام, كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى[13] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn13).

(5) نَعَت الله تعالى المانعين لإقامة الشعائر فيه بأنهم أظلم البشر, وتوعدهم بالخوف عند دخوله, وبحلول الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الأخرى كما قال سبحانه: (ومن أظلمُ ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين)[14] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn14). ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في (بختنصّر) لأنه كان خرّب بيت المقدس, وروي عن ابن عباس وعن قتادة قال: "أولئك أعداء الله النصارى حملهم إبغاض اليهود على أن أعانوا (بختنصر) البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس"، ومعلوم أن هذا التخريب بقي إلى زمان عمر رضي الله عنه[15] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn15). ولكن الآن يعمّ حكمها كل مسجد مُنِعَ الناس من إقامة شعائر الله فيه سواء بالتخريب الحسي كما فعل (بختنصر) بمعبد بيت المقدس أو بصدّ الناسكين عنه كما فعلت قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم.

[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1) الاسراء. آية 1.

[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref2) الانبياء آية 71.

[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3) الاعراف آية 137.

[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref4) الانبياء آية 81.

[/URL]5 المائدة آية 21.

[URL="http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref6"][6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref5) سبأ آية 18.

[7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref7) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/497.

[8] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref8) المؤمنون آية 50.

[9] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref9) تفسير القران العظيم 3/233.

[10] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref10) البقرة آية 143.

[11] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref11) ق آية 41.

[12] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref12) تفسير الطبري 11/429.

[13] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref13) مجموع فتاوي ابن تيميه 27/443.

[14] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref14) البقرة آية 114.

[15] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref15) انظر تفسير القرطبيج2 ص 75، وأنظر قاموس القرآن الدامغاني ص321.

احلام14
2014-07-13, 23:52
بارك الله فيك