بهاء الدين 93
2014-07-11, 20:12
الإستحمار بتعريف موجز و من الآخر كما يحلو لأحدهم وصفه هو قول الحق و الإستماتة في الدفاع عليه , في المكان و الزمان و البيئة و الإحداثيات غير المناسبة , هذا بصرف النظر عن الكذب و الزور و البهتان , فهو في نهاية المطاف ضحك على الذقون , و إشغال الجماهير بمعارك وهمية و صرفهم عن المعركة الحقيقة , تماما كما نفعل نحن مع الطفل الصغير , نشغله بصنع جو وهمي من الألعاب و المرح , و صرفه عن مطلبه الأساسي و الذي هو رؤية أمّه في الحين و اللحظة ..
و بهذا فإن أقل ما يجنيه المستحمِر على حساب القطعان المستحمَرة هو إن لم يحيدهم بالكامل عن الهدف الحقيقي فإنّه سيربح و لا شك الوقت اللازم الذي سيكون في حسابه على حسابها .. !
و على عادة الإستحمار منذ القدم هو يتغذّى من الطابع الثقافي للمجتمع , فإنه سيكون إستحمارا دينيّا إن كان هذا المجتمع ذا طابع ديني في ثقافته و هكذا مع القومية و العرقية , و بهذا سيكون لكل ثقافة سائدة إستحمارا من جنس طابعها و الروح السارية عليها , و ذاك باللعب على الوتر الحساس لذاك المجتمع .. !
لذا نحن دائما في مجتمعاتنا العربية , نواجه إستحمارا دينيّا على مرّ العصور , يشغلنا بتفاصيل التفاصيل حتّى يغيّب عنّا الهدف الأساسي و الرؤية الإجمالية للأمور ..
لهذا كثيرا ما نرى حمارا مستحمِرا , يعتلي منبرا ليحدثنا عن ضلالات الإخوان و بدع الإخوان , و أخطاء الإخوان .. عندما تبدأ غزّة تقصف بالحديد و النّار .. !
و نرى حمارا آخرا يعتلي منبرا آخرا , ليحدثنا عن ما قام به الخوارج من تكفير للمسلمين , حين يُفتتحُ الحديث عن غرداية و عن ما يجري فيها من قتل , على أساس أن يفهمنا أن الخوارج هم أنفسهم إباضية اليوم .. لصرف الجماهير على التفكير في الصلح و ربط أواصر المحبة ..
و العجيب , في الأمر أنّي رأيت اليوم إستحمارا ليس ذا طابع مجتمعي بل ذا طابع إنساني , و المستحمرون في هذا الفن , هم لقطاء الملاحدة العرب الذين لا تاريخ لهم و لا هويّة .. بمجرّد إنطلاق صفّارات الإنذار و بداية قصف غزّة بالنار , إنطلقوا في سيمفونيّة الإنسانيّة و نهينا حتّى عن الدعاء على كلاب الكيان الصهيوني و أن نتضرّع إلى الله بأن يحرقهم و يدمّرهم كما أحرقوا و دمروا بيوتنا هناك .. ! فهذا لا يليق بالروح الإنسانية على حد زعمهم المخنّث ! و أنّه علينا أن نلوم حماس على الإعتداء الذي بدأه الكيان الصهيوني ..
و مع آخر الصيحات التي أرى أنّها من أحدث نسخ و ثمار الإستحمار و أخبثها , هو أنّ نكون حاضرين في قلب الحدث و أن نرقب و نشاهد , ليس للإهتمام الحقيقي و لا للفزع و الألم البليغ الذي ينزل على قلوبنا صواعق و فجائع , بل لتصفية حسابات سياسية و فكرية لا تزال معلقة في إنتظار الزمن و التاريخ إما لإثباتها أو نفيها .. لنرى أنّ السيسي كلب كسابقه مبارك أم أنّه سيد الرّجالة , لنرقب أن مواقف العلماء و إنتظار فتاويهم لنقوم بتصفية جديدة و تحديد أضيق للعلماء الموثوق فيهم , لنقوم بـتشطيبات جديدة على أسماء سياسية و قومية , ظانّين بهذا أننا بهذا لم نغفل لحظة عن غزّة و هي تحرق , في حين أن آخر شخص في حساباتنا ذاك الطفل الذي بترت ساقه و تلك الأم التي تبكي أطفالها و ذاك الكهل الذي يحاول إخفاء دموعه عن الكاميراهات .. و عدم التفكير الجاد في محاولة لإغاثة هؤلاء .
لهذا ترى التناقض الصارخ , الذي يبدأ بإتفاق الكل على أنّه يجب التضامن مغ غزّة و نصرة أهلها و ننتهي في الآخير بأن يسبّ أحدنا الآخر .. في حوار بين المثقفين , لأ، الهدف ليس غزة بقدر ما هو متعلّق بما له علاقة مع غزّة من رجال السياسة و الدين .
فالداروينيّة الإستحمارتيّة هذه و إكتسابها في كل عصر وسائل جديدة و عصرية و منمّقة و أكثر خبثا .. يتطلّب منّا أن نكون على وعي تام و متجدد و توعية الجماهير قدر المستطاع , ذاك الوعي السليم الذي يقول بأنّ لكل مقام مقال و أن لكل حادث حديث , و إلّا كما يقال بالدارجة سـ ( نروح في الرّجلين ) أمام هذه المستجدات السريعة للأحداث , و هذا التضليل الكبير الممارس على شعوبنا من الداخل و الخارج !
11 - 07 - 2014
و بهذا فإن أقل ما يجنيه المستحمِر على حساب القطعان المستحمَرة هو إن لم يحيدهم بالكامل عن الهدف الحقيقي فإنّه سيربح و لا شك الوقت اللازم الذي سيكون في حسابه على حسابها .. !
و على عادة الإستحمار منذ القدم هو يتغذّى من الطابع الثقافي للمجتمع , فإنه سيكون إستحمارا دينيّا إن كان هذا المجتمع ذا طابع ديني في ثقافته و هكذا مع القومية و العرقية , و بهذا سيكون لكل ثقافة سائدة إستحمارا من جنس طابعها و الروح السارية عليها , و ذاك باللعب على الوتر الحساس لذاك المجتمع .. !
لذا نحن دائما في مجتمعاتنا العربية , نواجه إستحمارا دينيّا على مرّ العصور , يشغلنا بتفاصيل التفاصيل حتّى يغيّب عنّا الهدف الأساسي و الرؤية الإجمالية للأمور ..
لهذا كثيرا ما نرى حمارا مستحمِرا , يعتلي منبرا ليحدثنا عن ضلالات الإخوان و بدع الإخوان , و أخطاء الإخوان .. عندما تبدأ غزّة تقصف بالحديد و النّار .. !
و نرى حمارا آخرا يعتلي منبرا آخرا , ليحدثنا عن ما قام به الخوارج من تكفير للمسلمين , حين يُفتتحُ الحديث عن غرداية و عن ما يجري فيها من قتل , على أساس أن يفهمنا أن الخوارج هم أنفسهم إباضية اليوم .. لصرف الجماهير على التفكير في الصلح و ربط أواصر المحبة ..
و العجيب , في الأمر أنّي رأيت اليوم إستحمارا ليس ذا طابع مجتمعي بل ذا طابع إنساني , و المستحمرون في هذا الفن , هم لقطاء الملاحدة العرب الذين لا تاريخ لهم و لا هويّة .. بمجرّد إنطلاق صفّارات الإنذار و بداية قصف غزّة بالنار , إنطلقوا في سيمفونيّة الإنسانيّة و نهينا حتّى عن الدعاء على كلاب الكيان الصهيوني و أن نتضرّع إلى الله بأن يحرقهم و يدمّرهم كما أحرقوا و دمروا بيوتنا هناك .. ! فهذا لا يليق بالروح الإنسانية على حد زعمهم المخنّث ! و أنّه علينا أن نلوم حماس على الإعتداء الذي بدأه الكيان الصهيوني ..
و مع آخر الصيحات التي أرى أنّها من أحدث نسخ و ثمار الإستحمار و أخبثها , هو أنّ نكون حاضرين في قلب الحدث و أن نرقب و نشاهد , ليس للإهتمام الحقيقي و لا للفزع و الألم البليغ الذي ينزل على قلوبنا صواعق و فجائع , بل لتصفية حسابات سياسية و فكرية لا تزال معلقة في إنتظار الزمن و التاريخ إما لإثباتها أو نفيها .. لنرى أنّ السيسي كلب كسابقه مبارك أم أنّه سيد الرّجالة , لنرقب أن مواقف العلماء و إنتظار فتاويهم لنقوم بتصفية جديدة و تحديد أضيق للعلماء الموثوق فيهم , لنقوم بـتشطيبات جديدة على أسماء سياسية و قومية , ظانّين بهذا أننا بهذا لم نغفل لحظة عن غزّة و هي تحرق , في حين أن آخر شخص في حساباتنا ذاك الطفل الذي بترت ساقه و تلك الأم التي تبكي أطفالها و ذاك الكهل الذي يحاول إخفاء دموعه عن الكاميراهات .. و عدم التفكير الجاد في محاولة لإغاثة هؤلاء .
لهذا ترى التناقض الصارخ , الذي يبدأ بإتفاق الكل على أنّه يجب التضامن مغ غزّة و نصرة أهلها و ننتهي في الآخير بأن يسبّ أحدنا الآخر .. في حوار بين المثقفين , لأ، الهدف ليس غزة بقدر ما هو متعلّق بما له علاقة مع غزّة من رجال السياسة و الدين .
فالداروينيّة الإستحمارتيّة هذه و إكتسابها في كل عصر وسائل جديدة و عصرية و منمّقة و أكثر خبثا .. يتطلّب منّا أن نكون على وعي تام و متجدد و توعية الجماهير قدر المستطاع , ذاك الوعي السليم الذي يقول بأنّ لكل مقام مقال و أن لكل حادث حديث , و إلّا كما يقال بالدارجة سـ ( نروح في الرّجلين ) أمام هذه المستجدات السريعة للأحداث , و هذا التضليل الكبير الممارس على شعوبنا من الداخل و الخارج !
11 - 07 - 2014