مواطن وخلاص
2014-07-08, 16:19
الائتلاف الوطني السوري يشتكي من توقف المساعدات المالية والعسكرية.. اين قطر والسعودية.. وهل “انتهى الدرس″ بعد “خراب مالطا”؟
فجر السيد لؤي الصافي المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض قنبلة من العيار الثقيل عندما اعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول الاثنين “حدوث توقف شبه كامل للمساعدات التي كانت تصل للقوى الثورية والعسكرية من الدول الداعمة للمعارضة في وقت يستمر تدفق الدعم الذي يتلقاه النظام من حلفائه الروس والايرانيين، وعودة تنظيم “الدولة الاسلامية” من العراق مدججا بالذخيرة التي اغتنمها من الجيش العراقي”.
كلام السيد الصافي هذا الممزوج باليأس والمرارة وخيبة الامل على درجة كبيرة من الخطورة خاصة انه يأتي في وقت تتقدم فيه قوات الجيش السوري بشكل متسارع في جبهات عديدة خاصة في منطقة حلب وتقهقر قوات المعارضة امامها.
سبحان مغير الاحوال، فقبل بضعة اشهر كان السجاد الاحمر مفروشا للسيد احمد الجربا رئيس الائتلاف امام البيت الابيض في واشنطن، ويتسابق المسؤولون الامريكيون على لقائه والحفاوة به، وعاد الى المنطقة ليعلن ان الاسلحة النوعية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات ستصل في غضون ثلاثة اسابيع الامر الذي سيغير معادلات القوة على الارض السورية، وقبل عام كانت ايام الرئيس الاسد معدودة، واصدقاء المعارضة بزعامة واشنطن تعترف في مؤتمر عقدته في مراكش بحضور وزراء خارجية عرب وغربيين بوحدانية تمثيل الائتلاف الوطني للشعب السوري، بينما كانت الجامعة العربية تمهد لتسليمه مقعد سورية فيها تنفيذا لقرار من القمة العربية.
كيف حدث هذا الانقلاب فجأة، واصبح قادة الائتلاف الذين يبحثون في اجتماع في اسطنبول عن رئيس جديد وسط برود اعلامي واجنبي، يشتكون من التهميش وتوقف الدعم؟
الجواب بسيط، وهو انهم جرى استخدامهم من قبل الولايات المتحدة الامريكية في اطار مخطط لتدمير سورية تشارك فيه دول عربية (قطر والسعودية) وتوظف ملياراتها وامبراطورياتها الاعلامية الضخمة لدعمه، والآن وبعد ان اكتملت عملية التدمير او اوشكت، وجرى ارهاق الجيش السوري واستنزافه، وثم قتل مئتي الف سوري، وتشريد خمسة ملايين آخرين، انتهت المسرحية، وتم الاستغناء عن الممثلين.
اولويات الولايات المتحدة الامريكية تغيرت، وباتت الجماعات الاسلامية المتشددة هي الخطر الذي يجب مواجهته وليس اسقاط النظام السوري الذي يواجه نفسه، ويقف في الخندق نفسه ايضا في مواجهة هذه الجماعات.
المعارضة السورية جرى استخدامها كأداة، او واجهة، طوال السنوات الثلاث الماضية ولتحقيق اهداف غير معلنة، عنوانها الابرز تهشيم الدول العربية المركزية، والعراق وسورية على وجه الخصوص، وتأجيج الانقسامات المذهبية والطائفية والعرقية في المنطقة وبما يصب في مصلحة اسرائيل وبقائها كقوة اقليمية عظمى في مواجهة عرب ضعفاء وممزقين ومتقاتلين في حروب اهلية.
شكوى السيد الصافي المريرة في محلها، ولكنها جاءت متأخرة، وكنا نتمنى عليه، وهو الذي يمثل “ائتلافا ثوريا”، ان يسمي الاشياء بأسمائها دون مواربة، ويكشف عن كل الحقائق، ويعتذر للشعب السوري عن الخديعة الكبرى التي اوقعته فيها منظومة “اصدقاء سورية” الذين هم في واقع الامر الد اعدائها.
“راي اليوم”
عبد الباري عطوان
فجر السيد لؤي الصافي المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض قنبلة من العيار الثقيل عندما اعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول الاثنين “حدوث توقف شبه كامل للمساعدات التي كانت تصل للقوى الثورية والعسكرية من الدول الداعمة للمعارضة في وقت يستمر تدفق الدعم الذي يتلقاه النظام من حلفائه الروس والايرانيين، وعودة تنظيم “الدولة الاسلامية” من العراق مدججا بالذخيرة التي اغتنمها من الجيش العراقي”.
كلام السيد الصافي هذا الممزوج باليأس والمرارة وخيبة الامل على درجة كبيرة من الخطورة خاصة انه يأتي في وقت تتقدم فيه قوات الجيش السوري بشكل متسارع في جبهات عديدة خاصة في منطقة حلب وتقهقر قوات المعارضة امامها.
سبحان مغير الاحوال، فقبل بضعة اشهر كان السجاد الاحمر مفروشا للسيد احمد الجربا رئيس الائتلاف امام البيت الابيض في واشنطن، ويتسابق المسؤولون الامريكيون على لقائه والحفاوة به، وعاد الى المنطقة ليعلن ان الاسلحة النوعية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات ستصل في غضون ثلاثة اسابيع الامر الذي سيغير معادلات القوة على الارض السورية، وقبل عام كانت ايام الرئيس الاسد معدودة، واصدقاء المعارضة بزعامة واشنطن تعترف في مؤتمر عقدته في مراكش بحضور وزراء خارجية عرب وغربيين بوحدانية تمثيل الائتلاف الوطني للشعب السوري، بينما كانت الجامعة العربية تمهد لتسليمه مقعد سورية فيها تنفيذا لقرار من القمة العربية.
كيف حدث هذا الانقلاب فجأة، واصبح قادة الائتلاف الذين يبحثون في اجتماع في اسطنبول عن رئيس جديد وسط برود اعلامي واجنبي، يشتكون من التهميش وتوقف الدعم؟
الجواب بسيط، وهو انهم جرى استخدامهم من قبل الولايات المتحدة الامريكية في اطار مخطط لتدمير سورية تشارك فيه دول عربية (قطر والسعودية) وتوظف ملياراتها وامبراطورياتها الاعلامية الضخمة لدعمه، والآن وبعد ان اكتملت عملية التدمير او اوشكت، وجرى ارهاق الجيش السوري واستنزافه، وثم قتل مئتي الف سوري، وتشريد خمسة ملايين آخرين، انتهت المسرحية، وتم الاستغناء عن الممثلين.
اولويات الولايات المتحدة الامريكية تغيرت، وباتت الجماعات الاسلامية المتشددة هي الخطر الذي يجب مواجهته وليس اسقاط النظام السوري الذي يواجه نفسه، ويقف في الخندق نفسه ايضا في مواجهة هذه الجماعات.
المعارضة السورية جرى استخدامها كأداة، او واجهة، طوال السنوات الثلاث الماضية ولتحقيق اهداف غير معلنة، عنوانها الابرز تهشيم الدول العربية المركزية، والعراق وسورية على وجه الخصوص، وتأجيج الانقسامات المذهبية والطائفية والعرقية في المنطقة وبما يصب في مصلحة اسرائيل وبقائها كقوة اقليمية عظمى في مواجهة عرب ضعفاء وممزقين ومتقاتلين في حروب اهلية.
شكوى السيد الصافي المريرة في محلها، ولكنها جاءت متأخرة، وكنا نتمنى عليه، وهو الذي يمثل “ائتلافا ثوريا”، ان يسمي الاشياء بأسمائها دون مواربة، ويكشف عن كل الحقائق، ويعتذر للشعب السوري عن الخديعة الكبرى التي اوقعته فيها منظومة “اصدقاء سورية” الذين هم في واقع الامر الد اعدائها.
“راي اليوم”
عبد الباري عطوان