مشاهدة النسخة كاملة : مــــــن حكـــــــــــــ ابن عطــــــاء ــــــــــــم ـ متجدد ـ
الحمد لله حمد عباده الشاكرين الذاكرين
والصلاة والسلام على نبيه الكريم
وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلي يوم الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلف ابن عطاء الصوفي العارف عددا من الحكم القيمة الجليلة
التي تتضمن خلاصة تجربته الروحية والدينية, وقد عني كثيرون
بشرح تلك الحكم والتأمل في معانيها, من دارسين متخصصين
في العلوم الصوفية العارفين بأسسها ومقاصدها, وفيما يأتي
شرح مبسط لبعض الحكم المختارة المتجددة لابن عطاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكمة الأولى
من علامات الاعتماد على العمل؛ نقصان الرجاء عند وجود الزلل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
يتحدث هنا ابن عطاء عن قيمة جوهرية عند المسلم,وهي وجوب
اعتماده لبلوغ الجنة على فضل الله ورحمته, فعمله
وحده لا يكفيه لبلوغ الجنة, وحتى وإن كان
عابدا قانتا صواما متصدقا محسنا مجاهدا يبقى دخوله إلى الجنة
متوقفا على رحمة الله وتفضله عليه
بالمغفرة ومضاعفة الحسنات حتى تمحو السيئات.
وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( لن يدخل أحدكم الجنة بعمله))
قالوا : ((ولا أنت يا رسول الله ؟))
قال صلى الله عليه وسلم :
(( ولا أنا , إلا أن يتغمدني الله برحمته))
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
فاعتماد المسلم على عمله الصالح لبلوغ الجنة
يؤدي به إلى القنوط عند الزلل والوقوع
في الخطايا, وذلك لأنه يعتقد بأنه كما
تدخله الحسنة إلى الجنة تدخله السيئة إلى النار، وينسى
أن الله لعظم نعمته على العباد وتفضله عليهم يتجاوز عن كثير
ويفتح باب التوبة والمغفرة للجميع إلا أن يشرك به.
خلاصة القول أن العمل الصالح واجب ولكنه
لا يكفي للنجاة من النار, ذلك أن الإنسان خطاء ظلوم
ومهما كثر عمله الصالح يبقى دائما في حاجة إلى فضل الله جل وعلا
ورحمته حتى يبلغ الجنة، ومثل هذا الإعتقاد يساعد
على تجنب الوقوع في القنوط واليأس من رحمة الله سبحانه وتعالى.
الحكمة الثانية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
يقول الله سبحانه وتعالى :
(( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله))
فمهما كبرت رغبة النفس
واشتدت للوصول إلى أمر ما
لا يتأتى لها ذلك إلا بمشيئة الله وإرادته، ومهما عظمت رغبة الآخرين في أذيتنا
أو إصابتنا بالسوء لا يكون لهم ذلك إلا أن يشاء الله, فرغبة العبد
تحت إرادة الخالق دائما.
وعليه فإن الهمم السباقة مهما عظمت وكبرت
لا تؤثر بشيء فيما قدره الله، فكل من عند الله، وما كان من عند الله فأهلا به
كان ما كان، ومثل هذا الأمر يريح المسلم ويجعله يركن إلى الله مطمئنا
برعايته وصيانته إياه
الحكمة الثالثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرح نفسك من التدبير؛ فما قام به غيرك عنك، لا تقم به لنفسك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
التدبير حسب الشيخ العارف زروق ثلاثة أقسام :
قسم مذموم ، وقسم مطلوب ، وقسم مباح
أما القسم المذموم فهو الذي يصحبه الجزم والتصميم دينيا ودنيويا
أما القسم المطلوب فهو تدبير ما تكلفه من الواجبات وما تندب إليه من الطاعات
مع تفويض المشيئة والنظر إلى القدرة
وهذا ما يسمى بالنية الصالحة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :
(( نية المؤمن خير من عمله ))
أما القسم المباح فهو التدبير في أمر دنيوي أو طبيعي
مع التفويض للمشيئة
وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم :
((التدبير نصف العيش ))
والتدبير الذي دعا ابن عطاء إلى أن يريح المسلم نفسه منه هو التدبير المنافي للعبودية
كأن تقول : لولا فعلت كذا ما كان كذا، ولو أني فعلت كذا كان كذا.
أو أن يجزم المرء على بلوغ أمور معينة
فيهتم بها ويستعجل الوصول إليها ولعل ما يقدره لا يقع فيخيب ظنه ويبطل سعيه
ثم فيه من ترك العبودية ومضادة أحكام الربوبية ومنازعة القدر
فما قام به الله عنك من تدبير وتوجيه وتيسير لا تقم به لنفسك
ولا تضيع فيه طاقتك
بل اسعى عاقدا النية على الخير واترك الباقي لله تبارك وتعالى
الحكمة الرابعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجتهادك فيما ضُمن لك، وتقصيرك فيما طُلب منك؛ دليل على انطماس البصيرة منك
ــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
الشيء المضمون للعبد هو رزقه الذي يحصل له به قوام وجوده في دنياه
ومعنى كونه مضمونا أن الله تبارك وتعالى تكفل به، وفرغ العباد عنه
ولم يطلب منهم الاجتهاد في السعي فيه ولا الاهتمام له
والشيء المطلوب من العبد هو العمل الذي يتوصل به إلى سعادة الآخرة
والقرب من الله تعالى من عبادات وطاعات
ومعنى كونه مطلوبا أنه موكل إلى اكتساب العبد له
واجتهاده فيه؛ ومراعاة شروطه وأسبابه وأوقاته
فمن قام بهذا الأمر على ما ينبغي له من الوجه الذي ذكرناه
من الاجتهاد في الأمر المطلوب
وتفريغ القلب عن الأمر المضمون له
فقد انفتحت بصيرته وأشرق نور الحق في قلبه
وحصل على غاية المقصود
ومن عكس هذا الأمر فهو مطموس البصيرة أعمى القلب
وفعله دليل على ذلك
والبصيرة ناظر القلب كما أن البصر نظر العين
وناظر القلب إنما ينظر إلى العاقبة؛ والعاقبة للمتقين
فالتقوى هي التي يجب على العبد أن يجتهد فيها
ويقصر عما يمنع منها
كما يفهم من الحكمة أن دليل انطماس البصيرة هو اجتماع الأمرين
أي الاجتهاد في طلب الرزق مع التقصير في العمل
أما الاجتهاد في طلب الرزق الحلال من غير تقصير في العبادة والطاعة فإنه
يكسب الخير ويعقب الأجر
وقال عطاء الله في التنوير في قوله جل جلاله :
(( وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك))
أي قم بخدمتنا ونحن نقوم لك بقسمتنا وهما شيئان
شيء ضمنه الله لك؛ فلا تتهمه
وشيء طلبه منك فلا تهمله
فمن اشتغل بما ضمن له عما طلب منه فقد عظم جهله واتسعت غفلته
وحقيق على العبد أن يشتغل بما طلب منه عما ضمن له
وإذا كان سبحانه وتعالى قد أجرى رزقه على أهل الكفران
كيف لا يجريه على أهل الإيمان
الحكمة الخامسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يكن تأخّر أمد العطاء ـ مع الإلحاح في الدعاء
موجبا ليأسك؛ فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك
لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
حُكم العبد ألا يتخير شيئا على مولاه، لأنه جاهل من كل وجه
قد يكره الشيء وهو خير له ويحب الشيء وهو شر له
قال أبو الحسن الشاذلي :
(( لا تختر من أمرك شيئا، واختر ألا تختار))
وعن جابر رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله
ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ))
وعن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما من داع يدعو إلا استجاب الله له دعوته، أو صرف عنه مثلها سوءاً
أو حط من ذنوبه بقدرها
ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ))
فإذن الإجابة المطلقة حاصلة لكل داع بحق
حسبما جاء في الحديث الشريف
إلا أن الإجابة أمرها إلى الله تعالى
يجعلها متى يشاء
وقد يكون المنع وتأخر العطاء
إجابة وعطاء لمن فهم عن الله سبحانه وتعالى ذلك
فلا ييأس العبد من الله تعالى إذا رأى منعا أو تأخيرا
وإن ألح في دعائه وسؤاله
وقد يكون تأخير ذلك إلى الآخرة خيرا له
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى النهي في الاستعجال في إجابة الدعاء في
قوله :
((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت ولم يستجب))
وقد دعا موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام على فرعون حيث جاء في الذكر الحكيم :
((ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ))
فأجابهما الله بقوله :
((قد أُجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ))
قالوا وكان بين وعد الله بإجابة الدعاء وهلاك فرعون أربعون سنة
قال أبو الحسن الشاذلي في قوله تعالى :
((فاستقيما ))
أي عدم استعجال ما طلبتما
وأن المقصود الذي نهاهما تبارك وتعالى عنه في قوله :
((ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون))
هم الذين يستعجلون الإجابة
ويزيد المؤمن شرفا وحظا ما يتحصل له بسبب مداومة الدعاء
من محبة الله تعالى وموافقة رضاه
فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( إن الله يحب الملحين في الدعاء))
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( قال جبريل عليه السلام؛ يارب عبدك فلان؛ اقض له حاجته ؛ فيقول: دعوا عبدي،
فإني أحب أن أسمع صوته))
وقال سبحانه وتعالى :
(( أمّن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه))
فقال فيها بعض العارفين :
إذا أراد الله تعالى أن يستجيب دعاء عبد رزقه الاضطرار في دعائه
فالمضطر هو الذي إذا رفع إلى الله جل وعلا يديه لم يرى لنفسه عملا
وهذا حال شريف ومقام منيف
يعسر على أكثر الناس
anas-helala
2014-07-08, 22:42
جزاك الله الف خير وجعلها في ميزان حسناتك
بوركت على المرور والاهتمام بالموضوع
oosaisdo
2014-07-09, 14:18
شكرا با رك الله فيك
الحكمة السادسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمال صورٌ قائمة؛ وأرواحها وجود سرّ الإخلاص فيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
إخلاص كل عبد في أعماله يكون على حسب رتبته وعمله
فأما من كان منهم من الأبرار فمنتهى درجة إخلاصه أن تكون أعماله سالمة من الرياء
الجلي والخفي
والسعي لموافقة أهواء النفس
طلبا لما وعد الله تعالى به المخلصين من جزيل الثواب وحسن المآب
وأما من كان منهم من المقربين فقد جاوز هذا إلى عدم رؤيته لنفسه في عمله
فإخلاصه إنما هو في شهود انفراد الحق تعالى بتحريكه وتسكينه
من غير أن يرى لنفسه في ذلك حولا ولا قوة
ويعبر عن هذا المقام بالصدق الذي به يصح مقام الإخلاص
قال أبو القاسم القشيري :
(( فعمل الأول هو العمل لله، وعمل الثاني هو العمل بالله
فالعمل لله يوجب المثوبة والعمل بالله يوجب القربة
والعمل لله يوجب تحقيق العبادة
والعمل بالله يوجب تصحيح الإرادة
والعمل لله نعت كل عابد
والعمل بالله نعت كل قاصد
والعمل لله قيام بأحكام الظواهر
والعمل بالله قيام بالضمائر ))
فإخلاص كل عبد هو روح أعماله
فبوجود ذلك تكون حياتها وصلاحيتها للتقرب بها
ويكون فيها أهلية وجود القبول لها
قال ابن عجيبة في "إيقاظ الهمم" :
(( الأعمال كلها أشباح وأجساد، وأرواحها وجود الإخلاص فيها
وكما أنه لا قيام للأجساد إلا بالأرواح
وإلا كانت ميتة ساقطة
كذلك لا قيام للأعمال البدنية والقلبية إلا بوجود الإخلاص فيها))
قال جل ذكره :
(( وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء))
وقال جل وعلا :
((فاعبد الله مخلصا له الدين))
والإخلاص على ثلاث درجات
درجة العوام ودرجة الخواص ودرجة خواص الخواص
فإخلاص العوام هو إخراج الخلق من معاملة الحق مع طلب الحظوظ الدنيوية والأخروية
وإخلاص الخواص هو طلب الحظوظ الأخروية دون الدنيوية
وإخلاص خواص الخواص إخراج الحظوظ الكلية
فبعبادتهم تحقيق العبودية والقيام بوظائف الربوبية
anas-helala
2014-07-09, 15:41
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
شكرا لمرروك
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
شكرا لمرروك
بارك الله فيك
باهي جمال
2014-08-20, 10:51
بارك الله فيك.......
وفيك بارك
شكرا على المرور الكريم
عبدالنور.ب
2014-08-20, 15:30
فلا الصوفي يغريني بجهل--------------- وهرطقة الشيوخ الهالكينا
يقلد شيخه من دون علم --------------- ويعكف عند قبته سنينا!!!!
يقيم لمولد الهادي احتفالا --------------- ويزعم أنه في الذاكرينا!!!!
يمرِّغُ وجهه بتراب قبر--------------- ويذبحُ عنده حينا وحينا
القضية قضية زاوية نظر
فالزاوية التي تنظر منها تقع على الجانب المظلم للصوفية
والزاوية التي أنظر منها تقع على الجانب المنير للصوفية
والنظرة الحق هي النظرة التي تصدر عن الباطن
عبدالنور.ب
2014-08-20, 19:12
القضية قضية دين
فقد قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأى فقيه
كلا ولا جحْد الصفات ونفيها ... حذرا من التمثيل والتشبيه
ونحن والحمد لله لا نأخذ ديننا من الحكايات والشعوذة والخزعبلات والرقصات الصوفية لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))
فالحمد لله حسبنا كتاب الله وسنة أحمد بفهم السلف وإتباع الأ ثر فلن نضل بإذن الله
ابو اكرام فتحون
2014-08-20, 21:46
هل هو ابن عطاء الله السكندري من أهل التصوف الغلاة ؟
الملقب عند جهال الصوفية
بـ "قطب العارفين" و"ترجمان الواصلين" و"مرشد السالكين".
لأحضر لكم ترسانة من الحجج والبراهين و الأدلة
لأدمغ به بإذن الله ضلالاته
ليكون القارىء على بصيرة مما يدعو إليه هذا الرجل وأمثاله
و ما تسعين للترويج له من إنحرافات و مزالق عقدية خطيرة
al7eah.net
2014-08-20, 22:11
بارك الله فيك وجعله الله فى ميزان حسنتاك
بارك الله فيك وجعله الله فى ميزان حسنتاك
وفيك بارك شكرا على المرور الكريم
هل هو ابن عطاء الله السكندري من أهل التصوف الغلاة ؟
الملقب عند جهال الصوفية
بـ "قطب العارفين" و"ترجمان الواصلين" و"مرشد السالكين".
لأحضر لكم ترسانة من الحجج والبراهين و الأدلة
لأدمغ به بإذن الله ضلالاته
ليكون القارىء على بصيرة مما يدعو إليه هذا الرجل وأمثاله
و ما تسعين للترويج له من إنحرافات و مزالق عقدية خطيرة
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
لله في خلقه شؤون
الخنساء15
2014-08-20, 22:53
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :
قبل أن تتكلم عن ضلالاته ومزالقه العقدية ...نتمنى أن ترجع الى كتاب الحافظ ابن حجر : الدرر الكامنة ........لتحضر منه الأدلة والبراهين على هذه المزالق العقدية والضلالات ؟؟!!!!
نتمنى من الله لك ولنا الهداية والشفاء .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir