عائشة حسان
2009-07-26, 13:09
باب الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة: تنبغي عند الشروع في القراءةِ بدليل قوله تعالى}:فَإِذَا قَرأْتَ القُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ{
وقوله " فإذَا قَرَأْتَ " أَي إِذا أردت قراءةَ القرآن، وهو من أَساليب العربتقول: إِذا ذهبْتَ إِلى فلانٍ فاحمل معكَ كذا.. أَي إِذا أَردْتَ الذهابَ.
وصيغةُ الاستعاذةِ: أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ.
هذاهوِ المُخْتَارُ عند القراءِ لأنه المنصوص عليه في الآية، قال ابن الجزريفى نشْرِهِ : وقد ورد النصُّ بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيالصحيحين من حديث سليمان بن صرد رضي اللّه عنه قال: استَبَّ رجلان عندرسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوسٌ وأَحدهما يسبُّ صاحبَهمُغْضَبَاً قد احمرَّ وجهُهُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمةً لو قَالَها لذهبَ عنه ما يجدُه لو قال أَعوذُ باللّهِ من الشيطان الرجيم).
وهناك صيغةٌ أُخرى يُفيدُها حديثُ أَبي سعيدٍ الخُدْرِي رضي اللّه عنه فى السنن وهي: (أً عوذ باللّهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ..) وفى روايةٍ زيادة: (من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ).
ولا خلاف في أَنَّ الاستعاذة ليست من القرآن ولك فيها مع البسملة والسورة أَربعةُ أَوجه:
1- وَصْلُ الجميع.
2- قَطْعُ الجميع.
3- وَصْلُ الاستعاذةِ بالبسملة مع الوَقْف عليها.
4- قَطْعُ الاستعاذة عن البسملة ووَصْلُ البسملةِ بالسورة.
ولا خلاف عن حفصٍ في الجهر بالاستعاذة إِن كان يَجْهَر بالقراءة، قال أَبو شامة رحمه الله:
وإِنماأَبَى الإخفاءَ الوعاةُ لأنَّ الجَهْرَ به إِظهارٌ لشعارِ القراءةكالجَهْر بالتلبيةِ وتكبيراتِ العيد، ومن فوائده أَنَّ السامع له ينصتللقراءة من أَولها لا يفوته منها شيء، وهذا المعنى هو الفارق بين القراءَةخارج الصلاة وفي الصلاة، فإِنَّ المختار في الصلاة الإخفاءُ لأنَّالمأَموم مُنْصِت من أَول الإِحرام بالصلاة.
ومعنى هذا أَن المختارأَن يُسِرَّ التَّعُوُّذَ في الصلاة، قال النووي : وكان ابن عمر رضي اللهعنه يُسِرُّ وهو الأَصح عند جمهور أَصحابنا وهو المختار.
وقال ابن الجزري في النشر: ومن المواضع التي يُستحب فيها الإخفاء إِذا قَرَأَ خالياً سواءً قَرَأَ جهراً أَو سرَّاً ومنها إِذا قرأَ سرَّاً فإِنه يُسِرُّأَيضاًومنها إِذا قرأَ في الدَّوْر ولم يكن في قراءَته مُبتدِئاً يُسِرُّبالتَّعوُّذ لتتصل القراءةُ ولا يتخللها أَجنبي فإِنَّ المعنى الذي منأَجله استُحِب الجهر وهو الإِنصات فُقِدَ في هذه المواضع .
.
باب البسملة
1.يتفق ورش مع حفص في الحكم بين السورتين،و معلوم أن حفصا يفصل بين كل سورتين بالبسملة .حينئذ يكونلورش بين
البسملة بأوجهها الثلاثة :
* قطع الجميع ،
*ووصل الجميع ،
* و الوقف على آخر السورة ،ووصل البسملة بأول الثانية.
2].و يزاد له على ما سبق وجهان و هما : السكت ، و الوصل بلا بسملة [أي بدون قراءة البسملة]
فيكون لورش بين كل سورتين خمسة أوجه، و هكذا الحكم عام بين كل سورتين ما عدا الأنفال و براءة [التوبة]، و الناس والفاتحة ، أما الأنفال و براءةفله بينهما الوقف و السكت والوصل و كلها من غير بسملة .
وأما الناس و الفاتحة فليس له – و لا لغيره- بينهما إلا البسملة، و كذا لو وصل آخر السورة بأولها كمن يكرر سورة فإن البسملةحينئذ تكون سنة الإتيان بها في الحالة الأولى وواجب في الحالة الثانية.
إيضاح :
السكتة و السكت بمعنى واحد، و هو هنا عبارة عن قطع الصّوت على آخر كل كلمة في السّورة زمنا دون زمن الوقف عادة منغير تنفّس و لا بسملة .
الوصل و الصّلة بمعنى واحد ، يقال في اللغة : و صل الشيء بالشيء وصلا وصِلة إذا ربطه به، و المراد به هنا وصل آخرالسّورة بأول الثّانية من غير فصل بينهما بالبسملة أيضا.
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
التنوين: هو نون ساكنة تلحق ءاخر الاسم تظهر في اللفظ والوصل وتسقط في الخط والوقف. والنون الساكنة تكون في ءاخر الكلمة وفي وسطها، وتثبت لفظًا وخطًّا ووصلاًووقفًا.
وهذا الفصل ينقسم إلى أربعة أقسام:
* القسم الأول: الإظهار:
الإظهار لغةً هو البيان،
واصطلاحًا معناه: إخراج كل حرف من حروفه من مخرجه من غير غنة.
وحقيقته أن النون الساكنة والتنوين يظهران عند ستة حروف هي حروف الحلق لأنها تخرج منه، اثنان من أقصى الحلق وهما: الهمزة والهاء، واثنان من وسطه وهما: العين المهملة والحاء المهملة، واثنان من أدناه وهما: الغين المعجمة والخاء المعجمة، فعلم من ذلك أن مخارج الحلق ثلاثة وحروفه ستة وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، نحو: {من إله} و: {رسولٌ أمين}، و: {من هاجر}، و: {جُرُفٍ هارٍ}، و:{من عندِ}، و:{أجرٌ عظيم}، و:{من حكيم}،و:{وخيراتٌ حِسَان}، و:{من غِلٍّ}، و:{ماءٍ غيرِ}، و:{من خوف}، و:{نداءًا خفيًّا}.
والعلة في إظهار ذلك أن النون والغنة بَعُدَ مخرجهما عن مخارج حروف الحلق.
* القسم الثاني: الإدغام:
والإدغام لغة: إدخال الشىء في الشىء،
واصطلاحًا: التقاء حرف ساكن بمتحرك فيصيرانحرفًا واحدًا مشددًا يرتفع اللسان عنده ارتفاعةً واحدة.
واعلم أن النون الساكنة والتنوين يدغمان في ستة أحرف هي: الياء المثناة من تحت،والراء والميم واللام والنون والواو مجموعة في قول القراء: "يرملون". وهي على قسمين:
الأول: الإدغام بلا غنة:
وهو أن يدغما في اللام والراء إدغامًا كاملاً بلا غنة نحو:{من لم}، و:{لا عبرةً لمن}، و:{من ربّكم}، و:{محمدٌ رسول الله}.
وعلة ذلك قُرب مخرج النون والتنوين من مخرج اللام والراء لأنهن من حروف طرف اللسان، فتمكّن الإدغام وذهبت الغنة في الإدغام.
الثاني: الإدغام بغنة:
وهوأن يدغما في الأربعة الباقية من: "يرملون"، مجموعة في حروف "ينمو" فتدغمإدغامًا غيرَ مستكمَل التشديد لبقاء الغنة نحو:{من يقومُ}، و:{برْقٌيجعلون}، و:{من ورائهم}، و:{وهدًى ورحمة}، و:{من مآءٍ}، و:{صراطٍ مستقيم}،و:{مِن نعمة}، و:{حطّةٌ نغفر}.
وعلة الإدغام في النون التماثلُ، وفي الميم التجانسُ في الغنة، وفي الواو والياء أن الغنة التي في النون أشبهت المد واللين اللذين في الياء والواو فتقاربا بهذا فَحسُنَ الإدغام، وتدغم الغنة مقدار حركتين.
ويستثنى من ذلك ما لوكان المدغَم والمدغم فيه كلمةً واحدة فلا تدغم بل ينبغي إظهارها لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله، لذلك قالوا لا تدغم النونالساكنة في الواو والياء إذا اجتمعا في كلمة نحو:{صنوان}، و:{والدنيا}.
* القسم الثالث: الإقلاب:
ومعناه لغة: تحويل الشىء عن وجهه وتحويل الشىء ظهرًا لبطن، واصطلاحًا: جعل حرف مكان ءاخر مع الإخفاء لمراعاة الغنة.
وحقيقته أن النون الساكنة والتنوين إذا وقعتا قبل الباء يقلبان ميمًا مخفاة في اللفظ من غير إدغام ولا تشديد، على أن فيه غنة، ومقداره حركتان. وذلكنحو:{من بعد}، و:{أنبِئْهم}، و:{عليهمٌ بذات الصدور}.
والعلة في ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومؤاخية للباء لأنها من مخرجها، ومشارِكةٌ لها في الجهر، فلما وقعت النون قبل الباء وتعذَّرإدغامها فيها لبعد المخرجين، ولا (أي تعذر) أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم أُبدلت منها ميمًا لمؤاخاتها النون والباء.
أما إدغام الباء في الميم فهو حسن، وقد قرئ في قوله تعالى:{اركب معنا}، ولا بد من إظهار الغنة لأنك أبدلت من الباء ميمًا ساكنة، وفيها غنة.
* القسم الرابع: الإخفاء:
ومعناهُ لغة: الستر،
واصطلاحًا: عبارة عن النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغامعار عن التشديد مع بقاء الغُنة في الحرف الأول وهو النون الساكنةوالتنوين. ويفارق الإخفاءُ الإدغامَ لأنه بين الإظهار والإدغام.
وحقيقته إخفاء النون الساكنة والتنوين عند باقي الحروف التي لم يتقدم لها ذكر، وهي خمسة عشر حرفًا، يتضمنها أوائل كلمات هذا البيت:
صِفْ ذَا ثَنا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَما * دُمْ طَيبًا زدْ في تُقًى ضَعْ ظَالما
نحو:{ولمن صبر}؛ و:{وان صرنا}، و:{ريحًا صرصرًا}، و:{من ذلكَ}، و:{فأنذرتُكم}،و:{سراعًا ذلكَ}، و:{أن ثبتناك}، و:{منثورًا}، و:{ماء ثجّاجًا}، و:{م كان}، و:{أن تنكحوهنّ}، و:{قرية كانت}، و:{من جوعٍ}، و:{أنجانا}،و:{حُبًّا جمًّا}، و:{من شآءَ}، و:{يُنشىءُ}، و:{نفسٌ شيئًا}، و:{من قبلُ}، و:{منقلبون}، و:{شىءٍ قديرٌ}، و:{من سوءٍ}، و:{منسأتَه}، و:{بابٍ سلام}، و:{من دابةٍ}، و:{أندادًا}، و:{مستقيم دينًا}، و:{وإن طائفتانِ}،و:{قومًا طاغين}، و:{من زوال}، و:{أنزلنا}، و:{من فواقٍ}، و:{الإنفاق}،و:{وعميٌ فهُم}، و:{من تحتها}، و:{كنتم}، و:{جناتٍ تجري من تحتها الأنهار}، و:{إن ضللتُ}، و:{منضود}، و:{قومًا ضالين}، و:{من ظُلِم}،و:{ينظرون}، و:{قومٍ ظلموا}.
والعلَّة في إخفاء النون الساكنة والتنوين عندما ذكرنا أن النون قد صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج غنتها، فاتسعت في المخرج فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم، فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها.
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الاستعاذة: تنبغي عند الشروع في القراءةِ بدليل قوله تعالى}:فَإِذَا قَرأْتَ القُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ{
وقوله " فإذَا قَرَأْتَ " أَي إِذا أردت قراءةَ القرآن، وهو من أَساليب العربتقول: إِذا ذهبْتَ إِلى فلانٍ فاحمل معكَ كذا.. أَي إِذا أَردْتَ الذهابَ.
وصيغةُ الاستعاذةِ: أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ.
هذاهوِ المُخْتَارُ عند القراءِ لأنه المنصوص عليه في الآية، قال ابن الجزريفى نشْرِهِ : وقد ورد النصُّ بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيالصحيحين من حديث سليمان بن صرد رضي اللّه عنه قال: استَبَّ رجلان عندرسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوسٌ وأَحدهما يسبُّ صاحبَهمُغْضَبَاً قد احمرَّ وجهُهُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمةً لو قَالَها لذهبَ عنه ما يجدُه لو قال أَعوذُ باللّهِ من الشيطان الرجيم).
وهناك صيغةٌ أُخرى يُفيدُها حديثُ أَبي سعيدٍ الخُدْرِي رضي اللّه عنه فى السنن وهي: (أً عوذ باللّهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ..) وفى روايةٍ زيادة: (من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ).
ولا خلاف في أَنَّ الاستعاذة ليست من القرآن ولك فيها مع البسملة والسورة أَربعةُ أَوجه:
1- وَصْلُ الجميع.
2- قَطْعُ الجميع.
3- وَصْلُ الاستعاذةِ بالبسملة مع الوَقْف عليها.
4- قَطْعُ الاستعاذة عن البسملة ووَصْلُ البسملةِ بالسورة.
ولا خلاف عن حفصٍ في الجهر بالاستعاذة إِن كان يَجْهَر بالقراءة، قال أَبو شامة رحمه الله:
وإِنماأَبَى الإخفاءَ الوعاةُ لأنَّ الجَهْرَ به إِظهارٌ لشعارِ القراءةكالجَهْر بالتلبيةِ وتكبيراتِ العيد، ومن فوائده أَنَّ السامع له ينصتللقراءة من أَولها لا يفوته منها شيء، وهذا المعنى هو الفارق بين القراءَةخارج الصلاة وفي الصلاة، فإِنَّ المختار في الصلاة الإخفاءُ لأنَّالمأَموم مُنْصِت من أَول الإِحرام بالصلاة.
ومعنى هذا أَن المختارأَن يُسِرَّ التَّعُوُّذَ في الصلاة، قال النووي : وكان ابن عمر رضي اللهعنه يُسِرُّ وهو الأَصح عند جمهور أَصحابنا وهو المختار.
وقال ابن الجزري في النشر: ومن المواضع التي يُستحب فيها الإخفاء إِذا قَرَأَ خالياً سواءً قَرَأَ جهراً أَو سرَّاً ومنها إِذا قرأَ سرَّاً فإِنه يُسِرُّأَيضاًومنها إِذا قرأَ في الدَّوْر ولم يكن في قراءَته مُبتدِئاً يُسِرُّبالتَّعوُّذ لتتصل القراءةُ ولا يتخللها أَجنبي فإِنَّ المعنى الذي منأَجله استُحِب الجهر وهو الإِنصات فُقِدَ في هذه المواضع .
.
باب البسملة
1.يتفق ورش مع حفص في الحكم بين السورتين،و معلوم أن حفصا يفصل بين كل سورتين بالبسملة .حينئذ يكونلورش بين
البسملة بأوجهها الثلاثة :
* قطع الجميع ،
*ووصل الجميع ،
* و الوقف على آخر السورة ،ووصل البسملة بأول الثانية.
2].و يزاد له على ما سبق وجهان و هما : السكت ، و الوصل بلا بسملة [أي بدون قراءة البسملة]
فيكون لورش بين كل سورتين خمسة أوجه، و هكذا الحكم عام بين كل سورتين ما عدا الأنفال و براءة [التوبة]، و الناس والفاتحة ، أما الأنفال و براءةفله بينهما الوقف و السكت والوصل و كلها من غير بسملة .
وأما الناس و الفاتحة فليس له – و لا لغيره- بينهما إلا البسملة، و كذا لو وصل آخر السورة بأولها كمن يكرر سورة فإن البسملةحينئذ تكون سنة الإتيان بها في الحالة الأولى وواجب في الحالة الثانية.
إيضاح :
السكتة و السكت بمعنى واحد، و هو هنا عبارة عن قطع الصّوت على آخر كل كلمة في السّورة زمنا دون زمن الوقف عادة منغير تنفّس و لا بسملة .
الوصل و الصّلة بمعنى واحد ، يقال في اللغة : و صل الشيء بالشيء وصلا وصِلة إذا ربطه به، و المراد به هنا وصل آخرالسّورة بأول الثّانية من غير فصل بينهما بالبسملة أيضا.
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
التنوين: هو نون ساكنة تلحق ءاخر الاسم تظهر في اللفظ والوصل وتسقط في الخط والوقف. والنون الساكنة تكون في ءاخر الكلمة وفي وسطها، وتثبت لفظًا وخطًّا ووصلاًووقفًا.
وهذا الفصل ينقسم إلى أربعة أقسام:
* القسم الأول: الإظهار:
الإظهار لغةً هو البيان،
واصطلاحًا معناه: إخراج كل حرف من حروفه من مخرجه من غير غنة.
وحقيقته أن النون الساكنة والتنوين يظهران عند ستة حروف هي حروف الحلق لأنها تخرج منه، اثنان من أقصى الحلق وهما: الهمزة والهاء، واثنان من وسطه وهما: العين المهملة والحاء المهملة، واثنان من أدناه وهما: الغين المعجمة والخاء المعجمة، فعلم من ذلك أن مخارج الحلق ثلاثة وحروفه ستة وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، نحو: {من إله} و: {رسولٌ أمين}، و: {من هاجر}، و: {جُرُفٍ هارٍ}، و:{من عندِ}، و:{أجرٌ عظيم}، و:{من حكيم}،و:{وخيراتٌ حِسَان}، و:{من غِلٍّ}، و:{ماءٍ غيرِ}، و:{من خوف}، و:{نداءًا خفيًّا}.
والعلة في إظهار ذلك أن النون والغنة بَعُدَ مخرجهما عن مخارج حروف الحلق.
* القسم الثاني: الإدغام:
والإدغام لغة: إدخال الشىء في الشىء،
واصطلاحًا: التقاء حرف ساكن بمتحرك فيصيرانحرفًا واحدًا مشددًا يرتفع اللسان عنده ارتفاعةً واحدة.
واعلم أن النون الساكنة والتنوين يدغمان في ستة أحرف هي: الياء المثناة من تحت،والراء والميم واللام والنون والواو مجموعة في قول القراء: "يرملون". وهي على قسمين:
الأول: الإدغام بلا غنة:
وهو أن يدغما في اللام والراء إدغامًا كاملاً بلا غنة نحو:{من لم}، و:{لا عبرةً لمن}، و:{من ربّكم}، و:{محمدٌ رسول الله}.
وعلة ذلك قُرب مخرج النون والتنوين من مخرج اللام والراء لأنهن من حروف طرف اللسان، فتمكّن الإدغام وذهبت الغنة في الإدغام.
الثاني: الإدغام بغنة:
وهوأن يدغما في الأربعة الباقية من: "يرملون"، مجموعة في حروف "ينمو" فتدغمإدغامًا غيرَ مستكمَل التشديد لبقاء الغنة نحو:{من يقومُ}، و:{برْقٌيجعلون}، و:{من ورائهم}، و:{وهدًى ورحمة}، و:{من مآءٍ}، و:{صراطٍ مستقيم}،و:{مِن نعمة}، و:{حطّةٌ نغفر}.
وعلة الإدغام في النون التماثلُ، وفي الميم التجانسُ في الغنة، وفي الواو والياء أن الغنة التي في النون أشبهت المد واللين اللذين في الياء والواو فتقاربا بهذا فَحسُنَ الإدغام، وتدغم الغنة مقدار حركتين.
ويستثنى من ذلك ما لوكان المدغَم والمدغم فيه كلمةً واحدة فلا تدغم بل ينبغي إظهارها لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله، لذلك قالوا لا تدغم النونالساكنة في الواو والياء إذا اجتمعا في كلمة نحو:{صنوان}، و:{والدنيا}.
* القسم الثالث: الإقلاب:
ومعناه لغة: تحويل الشىء عن وجهه وتحويل الشىء ظهرًا لبطن، واصطلاحًا: جعل حرف مكان ءاخر مع الإخفاء لمراعاة الغنة.
وحقيقته أن النون الساكنة والتنوين إذا وقعتا قبل الباء يقلبان ميمًا مخفاة في اللفظ من غير إدغام ولا تشديد، على أن فيه غنة، ومقداره حركتان. وذلكنحو:{من بعد}، و:{أنبِئْهم}، و:{عليهمٌ بذات الصدور}.
والعلة في ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومؤاخية للباء لأنها من مخرجها، ومشارِكةٌ لها في الجهر، فلما وقعت النون قبل الباء وتعذَّرإدغامها فيها لبعد المخرجين، ولا (أي تعذر) أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم أُبدلت منها ميمًا لمؤاخاتها النون والباء.
أما إدغام الباء في الميم فهو حسن، وقد قرئ في قوله تعالى:{اركب معنا}، ولا بد من إظهار الغنة لأنك أبدلت من الباء ميمًا ساكنة، وفيها غنة.
* القسم الرابع: الإخفاء:
ومعناهُ لغة: الستر،
واصطلاحًا: عبارة عن النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغامعار عن التشديد مع بقاء الغُنة في الحرف الأول وهو النون الساكنةوالتنوين. ويفارق الإخفاءُ الإدغامَ لأنه بين الإظهار والإدغام.
وحقيقته إخفاء النون الساكنة والتنوين عند باقي الحروف التي لم يتقدم لها ذكر، وهي خمسة عشر حرفًا، يتضمنها أوائل كلمات هذا البيت:
صِفْ ذَا ثَنا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَما * دُمْ طَيبًا زدْ في تُقًى ضَعْ ظَالما
نحو:{ولمن صبر}؛ و:{وان صرنا}، و:{ريحًا صرصرًا}، و:{من ذلكَ}، و:{فأنذرتُكم}،و:{سراعًا ذلكَ}، و:{أن ثبتناك}، و:{منثورًا}، و:{ماء ثجّاجًا}، و:{م كان}، و:{أن تنكحوهنّ}، و:{قرية كانت}، و:{من جوعٍ}، و:{أنجانا}،و:{حُبًّا جمًّا}، و:{من شآءَ}، و:{يُنشىءُ}، و:{نفسٌ شيئًا}، و:{من قبلُ}، و:{منقلبون}، و:{شىءٍ قديرٌ}، و:{من سوءٍ}، و:{منسأتَه}، و:{بابٍ سلام}، و:{من دابةٍ}، و:{أندادًا}، و:{مستقيم دينًا}، و:{وإن طائفتانِ}،و:{قومًا طاغين}، و:{من زوال}، و:{أنزلنا}، و:{من فواقٍ}، و:{الإنفاق}،و:{وعميٌ فهُم}، و:{من تحتها}، و:{كنتم}، و:{جناتٍ تجري من تحتها الأنهار}، و:{إن ضللتُ}، و:{منضود}، و:{قومًا ضالين}، و:{من ظُلِم}،و:{ينظرون}، و:{قومٍ ظلموا}.
والعلَّة في إخفاء النون الساكنة والتنوين عندما ذكرنا أن النون قد صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج غنتها، فاتسعت في المخرج فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم، فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها.
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.