ابن العروب
2009-07-25, 14:44
رحلة الآلام من أرض الأحلام
http://www.paledream.com/vb/images/smilies/5702.gif
رحلة الآلام من أرض الأحلام
......... كان شابا يافعا، نمت عضلاته من بواكير أرضة الغنية،فيها بنى آمالة وعاش أحلامه، أحب الأرض كغيره حتى الثمالة، أخلص لها الإنتماء وأجزل لها العطاء.
.... وكم كان عرقه يتصبب عطرا يُضفي للأرض عبيرا فوق عبيرها الأصلي، عمل بها صغيرا، ثم انتقل بعد تعليمه ليعمك مُمَرضا في عيادة خاصة في يافا عند الدكتور (خليل أبو العافية) وامتزجت حياته بين الريفية والحضر. ولم ينسى يوما قداسة قريته الوادعة(عراق المنشية) رغم رفاهية المدينة وترفها.
.......بقي هكذا وبقيت حياته سعيدة مُنعمه ، حتى هبة ريح النكبة المشؤومة، فاقتلعت جذوره عنوة من أرضه التي أحب وقريته التي عشق.
حملته ريح الغدر1948 بعيدا نحو المجهول!!!!!! حملته إلى حيث لايعلم كغيره ممن هُجروا إل بلد غير ذي فاكهة أو فكاهه، من أرض الحور إلى البور ومن بين السهول إلى إلى المجهول.
كان يحمل إبنه البكر وزوجته تحمل وليدها الطفل البريء قبل أن يُحملوهم في شاحنات إستأجرها الصليب الأحمر، واعدينهم وهم كاذبون بأنهم سيعودوا بعد انتهاء الحرب.كانوا يسيرون والدموع تنهمر كماء جدول يرسم على وجه الأرض خارطة العودة.
حطت بهم الشاحنات اللعينة في واد غير ذي زرع عند أقدام جبال شمال مدينة الخليل.
ونصبوا لهم خياما لاتحمي من برد الشتاء ولا حر الصيف، خالية من معاني الأمن والآمان، سكنوها مرغمين ، أبدلوهم بقصورهم الطينية خيام خيطت من القماش الواهي.
ومن مرار تلك الأيام أن البرد كان قارص ،فهطلت عليهم الثلوج طوال الليل واقتلعت بعض الخيام، ولولا تكاتف الناس وتعاونهم لهلك أكثرهم.
بحث عن عمل وبعد جهد جهيد وجد ضالته فعمل مع الأشغال العامة في نقل الحجارة لتعبيد طريق القدس الخليل، وكثيرا ما كان يتنقل من عمل لآخر، وبرغم كل المشقات التي كابدها ،كان سعيدا لأنه يؤمن رزق عياله ويأكل معهم من عرق جبينه ، مُتبع قول الشاعر:
خلقت عيوفا لا أجد لكل حرٍ......علي يدٌ أزجي لها حين يغضب
وفيما بعد وعبر سنين الألم رزقه الله بثلاثة أولاد وبنت عاشوا معا يتقاسمون الحلوة والمرة، صابرين هانئين في ظل جناح الأب والأم ولكن؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
...... وبعد عشرين عاما عادة ريح الغدر فعصفت بما تبقى من أرض الوطن 1967؟؟؟؟!!!!!، وفي هذه الأثناء كان لة ولد أنهي دراسته الأعدادية وذهب في عطلته المدرسية مع أخوانه حيث كانو يعملون في مدينة العقبة في الأردن.
حكم القدر مجددا بأن يلبسوا ثياب الحزن من جديد، لم يعرف الأخوة الثلاثه العوده كما فعل الآخرون رغم أنهم حاولوا وفشلوا، فتشتت العائلة من جديد ،ثلاثة أبناء هناك في القريب البعيد خلف النهر، وأربعة ظلوا تحت رعاية الوالدين، وسجل الأخوة مع النازحين إلى هذا اليوم.
وكان هذا التشتت للوالد وكأن الريح قد بترت جناحاه أو فقأة عيناه،.... إلا أنه ضحى وصبر مُضمدا جروحه بالأمل والصبر. وظل كذلك حتى وافاه الأجل في شهر رمضان عام 94. في نفس ليلة هبوط الملائك لقبض أرواح شهداء الحرم الأبراهيمي، ولعل الله قد أراد أن يحشره معهم ليناله قصط من شفاعة الشهداء وهذا ما دعونا به ورجوناه من الله سبحانه وتعالى.
وبعد عشرة أعوام أستدعى القدر أختنا الوحيده لزيارة أبيها والأقامة عنده لتكون له ونيسا في قبره. فهو كان يحب أختنا أكثر منا جميعا لأنها فتاه ولأنها وحيده ،وبذلك حرمنا رضا الأب الذي لا يُعَوَض وبسمة الأخت التي لا تُنسى .... .
ثم سافرت الأم الرؤوم إلى أبنائها في الأردن فأصابها المرض وقررت الأستقرار هناك . وما من شيء أمَّرُ من فقدان دعاء الوالدين وبركتهم وبركة الحياة بسب وجودهم.
هذا وما زلنا نحن الأبناء على أمل من الله بجمع شملنا بإخواننا ، وبأرضنا اللتي عشقناها قبل أن نراها
ونررد دائما أللهم إجمع الخلان وحرر الأوطان يا صاحب الجبروت والسلطان
أللهم آمين أللهم آمين
قصة حقيقية من حكاية الأباء لأبنائهم
تلك هي أرضي وأؤلائك هم عائلتي وهم من مئات الآلاف التي هُجرت وتجرعت المر والحنضل وصبوا عليه من الصبر والرباط ليخفف مراره وآلامه
تلك هي أرضي وأؤلائك هم عائلتي
وهم من بين عشرات بل ومئات الآلاف من الذين هُجرو عن أرضهم وتجرعوا مُرَّ الحياة وحنضلها على أمل العودة ولو بعد حين
لاجئ مرابط وصابر
في أحد مخيمات اللجوء داخل وطني وأرضي فلسطين
أخوكم ابن العروب
http://www.paledream.com/vb/images/smilies/29820z2qdwfxjob.gif
http://www.paledream.com/vb/images/smilies/5702.gif
رحلة الآلام من أرض الأحلام
......... كان شابا يافعا، نمت عضلاته من بواكير أرضة الغنية،فيها بنى آمالة وعاش أحلامه، أحب الأرض كغيره حتى الثمالة، أخلص لها الإنتماء وأجزل لها العطاء.
.... وكم كان عرقه يتصبب عطرا يُضفي للأرض عبيرا فوق عبيرها الأصلي، عمل بها صغيرا، ثم انتقل بعد تعليمه ليعمك مُمَرضا في عيادة خاصة في يافا عند الدكتور (خليل أبو العافية) وامتزجت حياته بين الريفية والحضر. ولم ينسى يوما قداسة قريته الوادعة(عراق المنشية) رغم رفاهية المدينة وترفها.
.......بقي هكذا وبقيت حياته سعيدة مُنعمه ، حتى هبة ريح النكبة المشؤومة، فاقتلعت جذوره عنوة من أرضه التي أحب وقريته التي عشق.
حملته ريح الغدر1948 بعيدا نحو المجهول!!!!!! حملته إلى حيث لايعلم كغيره ممن هُجروا إل بلد غير ذي فاكهة أو فكاهه، من أرض الحور إلى البور ومن بين السهول إلى إلى المجهول.
كان يحمل إبنه البكر وزوجته تحمل وليدها الطفل البريء قبل أن يُحملوهم في شاحنات إستأجرها الصليب الأحمر، واعدينهم وهم كاذبون بأنهم سيعودوا بعد انتهاء الحرب.كانوا يسيرون والدموع تنهمر كماء جدول يرسم على وجه الأرض خارطة العودة.
حطت بهم الشاحنات اللعينة في واد غير ذي زرع عند أقدام جبال شمال مدينة الخليل.
ونصبوا لهم خياما لاتحمي من برد الشتاء ولا حر الصيف، خالية من معاني الأمن والآمان، سكنوها مرغمين ، أبدلوهم بقصورهم الطينية خيام خيطت من القماش الواهي.
ومن مرار تلك الأيام أن البرد كان قارص ،فهطلت عليهم الثلوج طوال الليل واقتلعت بعض الخيام، ولولا تكاتف الناس وتعاونهم لهلك أكثرهم.
بحث عن عمل وبعد جهد جهيد وجد ضالته فعمل مع الأشغال العامة في نقل الحجارة لتعبيد طريق القدس الخليل، وكثيرا ما كان يتنقل من عمل لآخر، وبرغم كل المشقات التي كابدها ،كان سعيدا لأنه يؤمن رزق عياله ويأكل معهم من عرق جبينه ، مُتبع قول الشاعر:
خلقت عيوفا لا أجد لكل حرٍ......علي يدٌ أزجي لها حين يغضب
وفيما بعد وعبر سنين الألم رزقه الله بثلاثة أولاد وبنت عاشوا معا يتقاسمون الحلوة والمرة، صابرين هانئين في ظل جناح الأب والأم ولكن؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
...... وبعد عشرين عاما عادة ريح الغدر فعصفت بما تبقى من أرض الوطن 1967؟؟؟؟!!!!!، وفي هذه الأثناء كان لة ولد أنهي دراسته الأعدادية وذهب في عطلته المدرسية مع أخوانه حيث كانو يعملون في مدينة العقبة في الأردن.
حكم القدر مجددا بأن يلبسوا ثياب الحزن من جديد، لم يعرف الأخوة الثلاثه العوده كما فعل الآخرون رغم أنهم حاولوا وفشلوا، فتشتت العائلة من جديد ،ثلاثة أبناء هناك في القريب البعيد خلف النهر، وأربعة ظلوا تحت رعاية الوالدين، وسجل الأخوة مع النازحين إلى هذا اليوم.
وكان هذا التشتت للوالد وكأن الريح قد بترت جناحاه أو فقأة عيناه،.... إلا أنه ضحى وصبر مُضمدا جروحه بالأمل والصبر. وظل كذلك حتى وافاه الأجل في شهر رمضان عام 94. في نفس ليلة هبوط الملائك لقبض أرواح شهداء الحرم الأبراهيمي، ولعل الله قد أراد أن يحشره معهم ليناله قصط من شفاعة الشهداء وهذا ما دعونا به ورجوناه من الله سبحانه وتعالى.
وبعد عشرة أعوام أستدعى القدر أختنا الوحيده لزيارة أبيها والأقامة عنده لتكون له ونيسا في قبره. فهو كان يحب أختنا أكثر منا جميعا لأنها فتاه ولأنها وحيده ،وبذلك حرمنا رضا الأب الذي لا يُعَوَض وبسمة الأخت التي لا تُنسى .... .
ثم سافرت الأم الرؤوم إلى أبنائها في الأردن فأصابها المرض وقررت الأستقرار هناك . وما من شيء أمَّرُ من فقدان دعاء الوالدين وبركتهم وبركة الحياة بسب وجودهم.
هذا وما زلنا نحن الأبناء على أمل من الله بجمع شملنا بإخواننا ، وبأرضنا اللتي عشقناها قبل أن نراها
ونررد دائما أللهم إجمع الخلان وحرر الأوطان يا صاحب الجبروت والسلطان
أللهم آمين أللهم آمين
قصة حقيقية من حكاية الأباء لأبنائهم
تلك هي أرضي وأؤلائك هم عائلتي وهم من مئات الآلاف التي هُجرت وتجرعت المر والحنضل وصبوا عليه من الصبر والرباط ليخفف مراره وآلامه
تلك هي أرضي وأؤلائك هم عائلتي
وهم من بين عشرات بل ومئات الآلاف من الذين هُجرو عن أرضهم وتجرعوا مُرَّ الحياة وحنضلها على أمل العودة ولو بعد حين
لاجئ مرابط وصابر
في أحد مخيمات اللجوء داخل وطني وأرضي فلسطين
أخوكم ابن العروب
http://www.paledream.com/vb/images/smilies/29820z2qdwfxjob.gif