أَحمــد
2014-06-27, 21:24
السلام عليكم ورحمة الله
----------
في حكم قيام رمضان ليلةَ الشكِّ ... الشيخ فركوس الجزائري -حفظه الله - يجيب
السؤال:
أعمل معلِّمَ قرآنٍ، وفي رمضان يكلِّفني الإمامُ بصلاة التراويح قبلَ الإعلان عن دخول أوَّلِ رمضان، وكذا بالنسبة للَيلةِ الشَّكِّ لأوَّل شوَّالٍ، فما حكمُ قيام ليلة الشكِّ فيهما؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فصلاةُ التراويح سنَّةٌ مؤكَّدةٌ للرجال والنساء في رمضان، وهي مِن شعائر الإسلام الظاهرة، وتعلُّقُها برمضان يقتضي بدءَ قيامها مِن أوَّل ليلةٍ مِن رمضان جماعةً، وأفضلُ وقتِها أوَّلُ الليل بعد صلاة العشاء لفعلِ الناس في زمان عمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه، فقد أخرج البخاريُّ ـ رحمه الله ـ أنَّ عمر قال: «نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ» يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ(1)، وقد أشار الإمامُ أحمدُ إلى هذا الأثر حين سُئل: يُؤخَّر القيامُ ـ أي: التراويح ـ إلى آخر الليل؟ فقال: «لا، سُنَّةُ المسلمين أحبُّ إليَّ»(2)، ولأنَّ ذلك أيسرُ على الناس وأدعى لاجتماعهم، كما ينتهي وقتُها مع آخر رمضان لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(3)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، فَقَامَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَقَامَ مَعَهُ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ فَقَالَ: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ اللَّيْلِ»»(4)، ففي الحديثين دليلٌ على مشروعيةِ صلاة الليل في رمضان جماعةً، وذلك يستلزم إيقاعَها في ليالي رمضان دون ما قبله أو ما شكَّ أنه مِن رمضان حتى يتيقَّن، ولا ينبغي له ترضيةُ الناس بمخالفة المشروع؛ لأنه مداهنةٌ منهيٌّ عنها بقوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9]، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»(5).
وإذا لم تكن الليلةُ مِن رمضان فلا يقيمها لهم، وله أن يقوم الليلَ إذا اعتاد قيامَه، وأفضلُ أوقاته في الثلث الأخير مِن الليل ليتعرَّض للنفحات العظيمة في تلك الأوقات.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 19 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 6 جوان 2007م
----------
في حكم قيام رمضان ليلةَ الشكِّ ... الشيخ فركوس الجزائري -حفظه الله - يجيب
السؤال:
أعمل معلِّمَ قرآنٍ، وفي رمضان يكلِّفني الإمامُ بصلاة التراويح قبلَ الإعلان عن دخول أوَّلِ رمضان، وكذا بالنسبة للَيلةِ الشَّكِّ لأوَّل شوَّالٍ، فما حكمُ قيام ليلة الشكِّ فيهما؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فصلاةُ التراويح سنَّةٌ مؤكَّدةٌ للرجال والنساء في رمضان، وهي مِن شعائر الإسلام الظاهرة، وتعلُّقُها برمضان يقتضي بدءَ قيامها مِن أوَّل ليلةٍ مِن رمضان جماعةً، وأفضلُ وقتِها أوَّلُ الليل بعد صلاة العشاء لفعلِ الناس في زمان عمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه، فقد أخرج البخاريُّ ـ رحمه الله ـ أنَّ عمر قال: «نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ» يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ(1)، وقد أشار الإمامُ أحمدُ إلى هذا الأثر حين سُئل: يُؤخَّر القيامُ ـ أي: التراويح ـ إلى آخر الليل؟ فقال: «لا، سُنَّةُ المسلمين أحبُّ إليَّ»(2)، ولأنَّ ذلك أيسرُ على الناس وأدعى لاجتماعهم، كما ينتهي وقتُها مع آخر رمضان لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(3)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، فَقَامَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَقَامَ مَعَهُ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ فَقَالَ: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ اللَّيْلِ»»(4)، ففي الحديثين دليلٌ على مشروعيةِ صلاة الليل في رمضان جماعةً، وذلك يستلزم إيقاعَها في ليالي رمضان دون ما قبله أو ما شكَّ أنه مِن رمضان حتى يتيقَّن، ولا ينبغي له ترضيةُ الناس بمخالفة المشروع؛ لأنه مداهنةٌ منهيٌّ عنها بقوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9]، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»(5).
وإذا لم تكن الليلةُ مِن رمضان فلا يقيمها لهم، وله أن يقوم الليلَ إذا اعتاد قيامَه، وأفضلُ أوقاته في الثلث الأخير مِن الليل ليتعرَّض للنفحات العظيمة في تلك الأوقات.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 19 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 6 جوان 2007م