عبد القادر الطالب
2014-06-19, 15:28
هل يريدونها سلفية أم حزبية؟
كتبه:رضوان شكداني السلفي المالكي
بدأت ألاحظ مجموعة من المواقف صادرة عن قلة المعارف من بعض المنتسبين للسلفية تنم عن عدم تشبت بالمنهج وسفالة بعض المهج بل تدل على غرق في أوحال الحزبية وأحوال الحركية و مستنفعات العصبية مواقف يندى لها الجبين نائية عن مسلك السلف المبين والعجيب أنهم بمنهج القرون المفضلة يتمسحون وهم في غي
ضلال التعصب يسبحون .
والعديد من هؤلاء يجهلون أن الحزبية المقيتة ليست بالانتماء لحزب سياسي فقط ، ولكن هي بالانتماء لفكر أو شخص أو عالم معين نتعصب له ، ونوالي ونعادي علىه؛ حتى نصير جماعة أو عصبية تحت راية معينة ، لا نرى الحق أو الصواب أو السنة أو الطائفة المنصورة إلا من خلال هذا العالِم أو هذا المجموع.
قال ابن تيمية " ...ولهذا تجد قوما كثيرين يحبون قوما ويبغضون قوما لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلا صحيحا عن النبى وسلف الأمة ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها ولا يعرفون لازمها ومقتضاها وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة وجعلها مذاهب يدعى إليها ويوالى ويعادى عليها وقد ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول فى خطبته ( إن أصدق الكلام كلام الله الخ ) فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هى أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه الى الله والرسول .
وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو الى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبى ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه يعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون" .اهـ [مجموع الفتاوى (20/163ـ 164)] .
ومن مساوئ الحزبية :
_ أنها بدعة منكرة ذمها الله وذمها رسوله و وذمها سلف هذه الأمة قال الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون:53)
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19).
_ المنتمين إلى الحزب يجعلون حزبهم هو محل الولاء والبراء ويعادون من خالف حزبيتهم وإن كان على الحق ويؤيدون من تحزب معهم وإن كان أخرق.
_ الحزبية سبب للفرقة، والفرقة أول معول يضرب وحدة الأمة وتماسكها.
_جعل شخص معين أو شيخ مخصوص يرجعون إليه فلا يخرجون عن فكره ورأيه ولو خالف الحق ولو خالف الراجح ويعادون كل من انتقده أو رد خطأه بل ولو حاوره. فيكون الإعتراض سببا في الانطراد.
_ اتخاذ اسم معين ورسم وحدود ما أنزل الله بها من سلطان ولا لهم عليها برهان.
صبح الحقيقة من ليل الدجى انبلجا = أفٍ وأف لمن يبغونها عوجا
هل كل يوم ودين الله يفسده = داعٍ يخطط إنْ ليل الأمان سجى
حزبية نبتت في السر قد عبثت = ثمارها خبثت مابالثمار رجا
لافقه عندهمُ لانصح بينهمُ = لاشرع قد فهموا لم يعرفوا الحُججا
أصحاب تفرقة في كل منطقةٍ = من خلف أروقة قد أطفأوا السرجا.
يرقعون لأهل الزيغ ماابتدعوا = وينفقون لنشر الباطل المهجا
ماإنْ يطيح لهم شيخ فيسعدنا =إلا وشيخ على منواله نسجا.
على طريقته والسجن موعدهم = لاعجّل الله لابن الفتنة الفرجا
مادين ربي بتهييج وتربية = على الضلال ولا أن نتْبع الهمجا
عاثوا سنينا بأرض الله في عبث = في الزيغ قد لبثوا ياصاحبي حِججا
مابين قنبلة أو نشر بلبلة = مابين مبتدع أو زائغ خرجا
أهل الهوى جانبوا الآثار وابتعدوا = عن الهدى واستحبوا الضيق والحرجا
إذا رأى السلفي اشتاط ساكنه = وإن رأى مفسدا من حزبه ابتهجا.
تراه يقرأ كتْبا غير صافيةٍ = ففكره من كتاب سامج نتجا
إذا أتيت دروس العلم لم تره = بل في المسارح من أوحالها انتفجا
ماقد أقام لأهل العلم منزلة = ولا بما قدموا من صالح لهجا
تراه ينصب مسؤولا ليتبعه = فللذي قال ذاك الظالم انتهجا
الله يعصمنا من فتنة عشِيَت = فيها عيون بصير واستراب حِجا
ويرحم الناس من شر أحاط بهم = ويقمع الله من يبغونها عوجا
ألا فليتق الله أدعياء السلفية وليعودوا عن عن قبح حزبيتهم إلى أحضان السلفية الواسعة والمنهج الرحب الذي يحكم الدليل .والإرتباط بالمنهج لا بالرجال فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال وإنما هم أدلاء على الحق ووسائط لهقال العلامة أبو إسحاق الشاطبي في آخر (الاعتصام):
((إذا كان الحق هو المعتبر دون الرجال فهو أيضا لا يعرف دون وسائطهم فهم الأدلاء عليه)).
فلنعرف الرجال بما يحملونه ويعتقدونه من الحق ولا نعكس الأمر ، وما ظهر التعصب للأشخاص إلا لمخالفة هذه القاعدة ، فمن الناس من يعتمد شيخًا أو عالمًا فيتلقف منه كل أقواله معتقدًا أنها الحق الذي لا يجوز تعديه وتحرم مخالفته ، فالحق ما وافق الدليل من غير التفاتٍ إلى كثيرة المقبلين أو قلة المعارضين ، ولو لم يكن على موافقة الدليل إلا أنت وحدك فأنت على الحق ، فلا تغتر بكثرة القائلين ولا بكثرة النافرين عن الحق فالحق لا يعرف بالكثرة ولا يعرف بالأعيان ولا بالمذاهب المختلفة ، وإنما الحق ما وافق الكتاب والسنة ، وهذا يفيدك أن كل الأقوال فهي تابعة لقول الشريعة لا تتقدم عليها أبدًا ، فما وافق الشرع من الأقوال فهو الحق وإن قال به الأقل ، وما خالفه فهو الباطل وإن كان هو قول الأكثر.
والله أعلم
منقول للفائدة
كتبه:رضوان شكداني السلفي المالكي
بدأت ألاحظ مجموعة من المواقف صادرة عن قلة المعارف من بعض المنتسبين للسلفية تنم عن عدم تشبت بالمنهج وسفالة بعض المهج بل تدل على غرق في أوحال الحزبية وأحوال الحركية و مستنفعات العصبية مواقف يندى لها الجبين نائية عن مسلك السلف المبين والعجيب أنهم بمنهج القرون المفضلة يتمسحون وهم في غي
ضلال التعصب يسبحون .
والعديد من هؤلاء يجهلون أن الحزبية المقيتة ليست بالانتماء لحزب سياسي فقط ، ولكن هي بالانتماء لفكر أو شخص أو عالم معين نتعصب له ، ونوالي ونعادي علىه؛ حتى نصير جماعة أو عصبية تحت راية معينة ، لا نرى الحق أو الصواب أو السنة أو الطائفة المنصورة إلا من خلال هذا العالِم أو هذا المجموع.
قال ابن تيمية " ...ولهذا تجد قوما كثيرين يحبون قوما ويبغضون قوما لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلا صحيحا عن النبى وسلف الأمة ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها ولا يعرفون لازمها ومقتضاها وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة وجعلها مذاهب يدعى إليها ويوالى ويعادى عليها وقد ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول فى خطبته ( إن أصدق الكلام كلام الله الخ ) فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هى أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه الى الله والرسول .
وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو الى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبى ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه يعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون" .اهـ [مجموع الفتاوى (20/163ـ 164)] .
ومن مساوئ الحزبية :
_ أنها بدعة منكرة ذمها الله وذمها رسوله و وذمها سلف هذه الأمة قال الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون:53)
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19).
_ المنتمين إلى الحزب يجعلون حزبهم هو محل الولاء والبراء ويعادون من خالف حزبيتهم وإن كان على الحق ويؤيدون من تحزب معهم وإن كان أخرق.
_ الحزبية سبب للفرقة، والفرقة أول معول يضرب وحدة الأمة وتماسكها.
_جعل شخص معين أو شيخ مخصوص يرجعون إليه فلا يخرجون عن فكره ورأيه ولو خالف الحق ولو خالف الراجح ويعادون كل من انتقده أو رد خطأه بل ولو حاوره. فيكون الإعتراض سببا في الانطراد.
_ اتخاذ اسم معين ورسم وحدود ما أنزل الله بها من سلطان ولا لهم عليها برهان.
صبح الحقيقة من ليل الدجى انبلجا = أفٍ وأف لمن يبغونها عوجا
هل كل يوم ودين الله يفسده = داعٍ يخطط إنْ ليل الأمان سجى
حزبية نبتت في السر قد عبثت = ثمارها خبثت مابالثمار رجا
لافقه عندهمُ لانصح بينهمُ = لاشرع قد فهموا لم يعرفوا الحُججا
أصحاب تفرقة في كل منطقةٍ = من خلف أروقة قد أطفأوا السرجا.
يرقعون لأهل الزيغ ماابتدعوا = وينفقون لنشر الباطل المهجا
ماإنْ يطيح لهم شيخ فيسعدنا =إلا وشيخ على منواله نسجا.
على طريقته والسجن موعدهم = لاعجّل الله لابن الفتنة الفرجا
مادين ربي بتهييج وتربية = على الضلال ولا أن نتْبع الهمجا
عاثوا سنينا بأرض الله في عبث = في الزيغ قد لبثوا ياصاحبي حِججا
مابين قنبلة أو نشر بلبلة = مابين مبتدع أو زائغ خرجا
أهل الهوى جانبوا الآثار وابتعدوا = عن الهدى واستحبوا الضيق والحرجا
إذا رأى السلفي اشتاط ساكنه = وإن رأى مفسدا من حزبه ابتهجا.
تراه يقرأ كتْبا غير صافيةٍ = ففكره من كتاب سامج نتجا
إذا أتيت دروس العلم لم تره = بل في المسارح من أوحالها انتفجا
ماقد أقام لأهل العلم منزلة = ولا بما قدموا من صالح لهجا
تراه ينصب مسؤولا ليتبعه = فللذي قال ذاك الظالم انتهجا
الله يعصمنا من فتنة عشِيَت = فيها عيون بصير واستراب حِجا
ويرحم الناس من شر أحاط بهم = ويقمع الله من يبغونها عوجا
ألا فليتق الله أدعياء السلفية وليعودوا عن عن قبح حزبيتهم إلى أحضان السلفية الواسعة والمنهج الرحب الذي يحكم الدليل .والإرتباط بالمنهج لا بالرجال فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال وإنما هم أدلاء على الحق ووسائط لهقال العلامة أبو إسحاق الشاطبي في آخر (الاعتصام):
((إذا كان الحق هو المعتبر دون الرجال فهو أيضا لا يعرف دون وسائطهم فهم الأدلاء عليه)).
فلنعرف الرجال بما يحملونه ويعتقدونه من الحق ولا نعكس الأمر ، وما ظهر التعصب للأشخاص إلا لمخالفة هذه القاعدة ، فمن الناس من يعتمد شيخًا أو عالمًا فيتلقف منه كل أقواله معتقدًا أنها الحق الذي لا يجوز تعديه وتحرم مخالفته ، فالحق ما وافق الدليل من غير التفاتٍ إلى كثيرة المقبلين أو قلة المعارضين ، ولو لم يكن على موافقة الدليل إلا أنت وحدك فأنت على الحق ، فلا تغتر بكثرة القائلين ولا بكثرة النافرين عن الحق فالحق لا يعرف بالكثرة ولا يعرف بالأعيان ولا بالمذاهب المختلفة ، وإنما الحق ما وافق الكتاب والسنة ، وهذا يفيدك أن كل الأقوال فهي تابعة لقول الشريعة لا تتقدم عليها أبدًا ، فما وافق الشرع من الأقوال فهو الحق وإن قال به الأقل ، وما خالفه فهو الباطل وإن كان هو قول الأكثر.
والله أعلم
منقول للفائدة