تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الموعد........للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان


ينابيع الصفاء
2009-07-23, 15:15
الحرية لفلسطين.....يا قدس..يا زهرة المدائن
الشاعرة فدوى طوقان
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الإعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.

وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت -وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.

موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948, جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات, وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.

كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.

وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.

تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.

مؤلفات :
على مدى 50 عامًا, أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952, (وجدتها), (أعطنا حباً), (أمام الباب المغلق), (الليل والفرسان), (على قمة الدنيا وحيدًا), (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000, عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة, رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب).
وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة .


من روائع فدوى طوقان..............قصة الموعد!!

هنا في جوانحي الخافقة....هنا ملء مهجتي العاشقة
نما أمل العمر يا شاعري.... تغذيه لهفي الحارقة
و ترويه أشواقي الدفقة
و راحت مع الأمل المسعد....ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ،لقاء الغد
و كنت أقول لقلبي اللهيف :
و راحت مع الأمل المسعد....ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ، لقاء الغد
وكنت أقول لقلبي اللهيف :
رويدك يا قلبي ، ماذ دهاك رويدك ، أي جنون عراك
وأي اصطخاب وأي اندفاع
وكأنك مستقبل في عراك....تصارع فيه انتظار السنين !
رويدك زعزعت صدري الضعيف....بهذا الخفوق القويّ الضعيف
بهذا الوثوب، بهذا الصراع
وكنت أقول لأشواقه :
تحملت دهراً عذاب الفراق....وأنت على ظمأ واحتراق
فما بالك اليوم لا تصبرين
فما وقف الفلك الدائر.... ولا اليوم ليس له آخر
مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد
ونلقاه ، أوّاه كم تهدرين
رويدك عصفت بأضلاعه ....وقطّعت أنفاسي الواهيه ورحت بأشواقي الجامحات....أشق السحاب وأطوي السما ورائي تموت ليالي العذاب.... أمامي ترفّ مجالي الهناء ونفسي سكرى بحلم اللقاء.... تشعشع من فرح باللقاء
فكنت أحس بها تتألق في روعة .. في سنىً....في بهاء....
تذرّ على الكون أنوارها.... وتغمره ببحار الضياء..
فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوّة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟
ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء
أتعرف ما هو ؟ قل لي ، لا ، لا تقل لي ودع سرّه في انطواء
فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء
كفافي بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنىً وامتلاء
وإني وإياك قصة حبّ.... يخلّدها الشعر رغم الفناء ! وكان الغد الحلو يا شاعري.... تنسمت في جوّه الناضر
شذى الموعد المقبل الساحر
وقلبي في نزق ثائر....يعدّ خطى الزمن السائر
ويرقص في خفة الطائر....
وأقبلت .. روح هوى خافقاً.... يلاقيه دربٌ ويطويه درب أحث خطاي وملء كياني.... رؤى لاهثات وشعر وحب وهل أنا إلا ّخيال يشبّ.... وهل أنا إلاّ شعورٌ وقلب وكان يصوّر قلبي اللقاء.... وماسيجيء...وما سيكون !
وكيف ستلقى العيون العيون
وكيف سيصرخ فيها النداء نداء الحنين....نداء السنين
فنخنقه تحت خفض الجفون
وكيف سترجف أشواقنا....وكيف سترعش كفٌ بكف وقلبي وقلبيك معتنقان....على راحتنا بشوق ولهف !!
كطيرين راحا معاً يلهثان انبهارا ، وفرط اختلاج ورفّ.
فيا لخيالات حرمانيه!
ويا لخرافة ميعاديه!
فما كنت أعلم شاعري....بأن يد القدر الجانيه
تلوح لي برؤى المستحيل
وتصنع منهنّ حلمي الجميل
لتحكم ضربتها القاسية....وتلهو بمأساتي الدّاميه....
فها أنا بالدار ، ماذا ؟ فراغٌ يمد ووحشة صمت كئيب
وقفل ثقيل ، يعض على الباب كالوحش ، أبكم لا يستجيب
تمثّل لي قدراً راصداً....يحدّ جني بجمود رهيب تراجعت ، أين أنا ؟ أين أنت ؟ فواحيرتي في المكان الغريب
ويا صعقة الروح ؛ ماذا ؟ ضللت طريقي ، وغمّت عليّ الدروب
فما كانت الدرب درب اللقاء ولا كانت الدار دار الحبيب !
وأحسست في أفق روحي ظلاماً وأحسست في غور قلبي دويّا
دوّي فراديس حلم اللقاء تنهار فيه وتهوي هويا !!
وأطرقت . . يعقد يأسي المرير سحابة دمع ٍعلى مقلتيا
. . . . . . .
هناك على شاطىء كم حواك
و كم ضم من ذكريات هواك
تململ قلبي فوق الرمال....يعانق ذرّاتها في ابتهال و أجهشت في وله ضارع....و قد بتّ من يأسي الفاجع
أفتش عن عالمي الضائع !!
هنا و انتهت قصة الموعد....و لا شيء من أملي في يدي سوى غصص اليقظة القاسية....تبدّد أحلام أشواقيه و تنقض وحشية ضارية....على قلبي التائه المجهد!!