المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصـه طيـف ::


ملائك ايران
2007-09-05, 15:18
قصـه طيـف ::





السلامـ عليكمـ ورحمه الله وبركاته

في مقتبل العمر هي في عينيها بريق أخاذ وفي وجهها صفاء السماء وإشراقة الشمس عندما تلقي ضؤها على صفحة الأرض الخضراء اليانعة ثغرها يفغر عن ابتسامة قلما تفتر يراودك شعور بأنها لاتعرف للحزن معنى وبالأخص عندما تتكلم فموسيقى صوتها تنافس تغريد البلابل عند السحر وعندما تتهادى في مشيتها تحسبها غصن بان يحركه النسيم فيتمايل بغنج يحرك الأحاسيس وهذا الشعر الحاني المستلقي فوق كتفيها والمنسدل فوق ظهرها كشلال مياه لا يعرف الاستقرار اسود تتخلله خصلات من احمرار خشب الماهوجني سبحان من خلق فجمل سبحان من ابدع وصور كل من يراها يتمنى لو كانت من حظه ونصيبه وكل امرأة تحلم بأن تكون زوجة لابنها او لأخيها .....هي ذات جمال فتان تسلب العقل قبل القلب... هكذا قيل لي او كما احببت ان اتخيل انها ربما تكون هي من سلبت عقلي وقلبي..

تقابلنا صدفة عند مدخل أحد المتاجر التي تبيع العطور والتقت عينانا فتسمرتا وكأن الزمان قد توقف هنيهة ... شعرت وكأنما قلبي يكاد يقفز من بين حنايا ضلوعي ليحلق في السماء .. يالهي أهي بشر انا لم ولن أرى مثل صفاء هذا الوجه ولاسماحته ولم تقابل عينايا نظرة مثل هذه النظرة في لحظات دار بيني وبين عقلي حوار سريع : ما هذا اهو الحب من اول نظرة؟ مالي قد تلجم لساني وكأنني لا احسن الكلام .. لفنا الصمت فسكت الكلام وسكن الزمان كل هذا حدث من خلال لقاء لم يستمر عد ثوان ... اعتذرت بكلمات متعثرة وكأني اقول لها اشكر لله علىهذه المصادفة الجميلة وتخاطبت عينانا بكلمات لا يترجمها سوى الاحساس وأومأت برأسها خجلا وردت علي بكلمات حسبتها موسيقى لم اسمع حرفا مما قالت ولكن احساسي رد علي قائلا انها تقول ما أجملها صدفة واستدارت لتدخل ذلك المتجر ولأستدير انا واتركه وكأنني تركت وراء ظهري قلبا وعقلا تعلقا بها تعلق الطفل التائه بأمه بعد فراق .......

مرت علي أيام لم أعرف للنوم سبيل صورة ذلك الوجه الصبوح الجميل همهمات الموسيقى شجتني وايقظت أحساسي الخامد تحت رماد ساخن أشعلت في قلبي نيران الحب الذي لم أعرفه حتى ان رأيتها .. يا إلهي ماذا حدث لي وكيف لي بها .. أصبحت اراود ذلك المكان صبح مساء علني اصادفها ثانية علني... من يدري لعل القدر يجمعنا من جديد ولكن هيهات أمضيت شهورا أبحث عمن تعلق قلبي بها عمن سحرتني واخذت بلبي دون فائدة ترجى.. اصبحت وأمسيت على كلمات سوف القيها على مسامعها لتقوم نيابة عني بالتعبير عما جاش ويجيش بقلبي لو دار الزمان وقابلتها .

وحاولت ان اتناسى ذلك اللقاء وأقنعت نفسي بأنه هذيان مجرد أوهام وحلم يقظة.. وبالفعل عودت نفسي على محاولة النسيان .........



عاودت العيش كما كنت قبل ان التقيها ولو ان طيفها كان يزورني بين الحين والآخر ليذكرني بها فحمدت الله على ما حباني من خيال حتى لا أنسى ..........



شقيقة لي تصغرني بعدة أعوام اجتماعية الطباع تعرف هذه وتسمع عن تلك وبطريقتها المعهودة بينيا كانت تسرد علينا القصص والأخبار التي تدور بين الناس ...فلانة تزوجت وفلانة تفتقر الى الجمال فلا متقدم للزواج بها واخرى مسكينة تزوجت ولم يمضي على زواجها بضعة أشهر حتى ترملت على الرغم من صغر سنها وهكذا قصص وأخبار نسمعها وقت تناول وجبة الغذاء او اثناء التقاءنا مساءا لشرب الشاي.. وفي احد الأيام ساد الصمت حولنا فأختي صامتة حزينة لا تنبث ببنت شفة وكأن على رأسها الطير وكعادتي معها حاولت استفزاز قريحتها بالكلام ولكنها أبت الا ان تصمت...... بادرتها ضاحكا .... هل تزوجت جميع الفتيات ام ترملن ام هل انتهت القصص والروايات ؟؟ هلا حدثتنا عن أخبار المجتمع كما جرت عادتك؟ صمتت أختي وكأنها تغلب دمعة تكاد تفر من عنيها قالت ماذا أقول انني حزينة على صديقة لي تقعد بجانبي في مدرج الجامعة .. رددت مبتسما ماذا هل طلقت من زوجها بعد بضعة اشهر من الزواج؟ ردت والحزن يكسو وجهها قالت لا بل اصيبت بذلك المرض الخبيث وقد اجمع الأطباء على استفحاله بجسدها والأمل ضعيف بشفاءها رددت وقد أخذ مني الموقف وقفة انسان يشاطر أحزان الأخر من هي صديقتك هذه لم تحدثينا عنها من قبل كعادتك قالت: انها صديقة الدراسة طيف وهي بالفعل كالطيف بجميع المقاييس انها جوهرة بحسن خلق وحسن جمال وطيب معشر يا إلهي انها في العشرين من عمرها انعم الله بجمال عليها لم يعطه احد سواها .. لا أدري لماذا تذكرت فتاتي التي قابلتها عند ذلك المتجر عندها بدأ قلبي بالخفقان وبادرتها سائلا صفيها لي وبدأت تذكر محاسنها ولا تفتر عن الكلام وكأنها تترجم ما في مخيلتي من صفات اكتشفتها بفتاتي بلحظات لقاء عابر وكأني بها هي... حوالت استدراج شقيقتي مرات ومرات عن كيف احوال زميلة الدراسة وكل يوم توافيني بأخبارها وأنا انزف دما حزنا عليها وعلى ما يجري لها .. وأخيرا قالت لي شقيقتي لقد قرر الاطباء عجزهم عن علاجها وقد تقرر لها السفر للعلاج خارج البلاد .. وتساءلت ومتى سيكون السفر قالت بعد عشرة ايام على الأكثر . لا أدري لما تحركت سريعا الى سفارة ذلك البلد الذي ستكمل به علاجها لآخذ تأشيرة السفر الى حيث هي ان في قلبي يقين انها هي لا ادري اهو مجرد احساس ام أضغاث أحلام وبطريقتي الاعتيادية بالتسلل الى معرفة اخبارها من شقيقتي علمت عن موعد السفر والاقلاع .. فأوهمت عائلتي بالسفر غاية عمل هناك .. وكنت على متن نفس الطائرة التي ستقلها ... وتجولت في ممرات الطائرة علني المحها ولكن لم يكن هناك وجه مألوف لدي ولم تكن هناك حالة طوارئ بالطائرة وكنت على عجل للوصول الى تلك البلاد لأتمكن من الاتصال بأختي والاستفسار عن زميلتها ولماذا لم تستقل الطائرة لتسافر وتكمل العلاج وما ان استقريت في الفندق حتى اجريت مكالمة مع اهلي في بلادي لأطمأنهم بسلامة الوصول ولأسأل عن شقيقتي التي قيل لي انها في عزاء صديقتها حمدت الله انني لم اتأكد من هوية صديقة اختي حتى يلازمني الأمل باللقاء.

مع التحيه