ابو اكرام فتحون
2014-06-07, 21:12
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(*·.¸(`·.¸ [ الشيخ صالح الفوزان ] - منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع - .·´)¸.·*)
منهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة ، وهو المنهج المقنع المفحم ، حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها
ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن ، والنهي عن البدع والمحدثات ، وقد ألَّفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك
وردُّوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة
وألفوا كتبًا خاصّة في ذلك ، كما ألَّفَ الإمام أحمد كتاب الرد على الجهمية ، وألف غيره من الأئمة في ذلك كعثمان بن سعيد الدارمي
وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرهم ، من الرد على تلك الفرق
وعلى القبورية والصوفية ، وأما الكتب الخاصة في الرد على أهل البدع ، فهي كثيرة ، منها على سبيل المثال من الكتب القديمة :
1 - كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي .
2 - كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد استغرق الرد على المبتدعة جزءًا كبيرًا منه .
3 - كتاب إنكار الحوادث والبدع لابن وضَّاح .
4 - كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي .
5 - كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة .
ومن الكتب العصرية :
1 - كتاب الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ .
2 - كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي .
3 - رسالة التحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن باز .
ولا يزالُ علماء المسلمين - والحمد لله - يُنكرون البدعَ ويردون على المبتدعة من خلال الصحف والمجلات والإذاعات وخطب
الجُمع والندوات والمحاضرات ، مما له كبير الأثر في توعية المسلمين ، والقضاء على البدع ، وقمع المبتدعين .
موقف أهل السُّنَّة والجماعة من المبتدعة :
ما زال أهل السنة والجماعة يردون على المبتدعة ، ويُنكرون عليهم بدعهم ، ويمنعونهم من مزاولتها ، وإليك نماذج من ذلك :
( أ )
عن أم الدرداء قالت : ( دخل عليَّ أبو الدرداء مُغضَبًا ، فقُلتُ له : ما لكَ ؟ فقال : والله ما أعرفُ فيهم شيئًا من أمر محمد إلا أنهم
يصلون جميعًا .
( ب )
عن عمر بن يحيى قال : ( سمعتُ أبي يُحَدِّثُ عن أبيه قال : كنا نجلسُ على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج
مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرجَ عليكُم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا ، فجلس معنا حتى خَرجَ
، فلما خرجَ قُمنا إليه جميعًا ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرتُهُ ، ولم أرَ - والحمد لله - إلا خيرًا
قال : وما هو ؟ قال : إن عِشْتَ فستراه ، قال : رأيتُ في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي
أيديهم حصى فيقولُ : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، فيقول : سبّحوا مائة ، فيسبحون مائة
قال : فماذا قلتَ لهم ؟ فقال : ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك ، أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتَهُم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنتَ لهم
أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ؛ حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد
قال : فعدوا سيئاتكم ، فأنا ضامنٌ أن لا يضيعَ من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء أصحابه متوافرون
وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تُكسر ، والذي نفسي بيده : إنكم لعلى ملةٍ هي أهدى من ملة محمد ، أو مُفتتحو باب ضلالة .
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير
قال : وكم مريد للخير لن يُصيبه ! إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
وايمُ الله لا أدري لعل أكثرهم مِنكُم .
ثم تولَّى عنهم . فقالَ عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يومَ النهروان مع الخوارج .
( ج )
جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - فقال : من أين أُحْرِمُ ؟
فقال : من الميقات الذي وَقَّتَ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وأحرم منه
فقال الرجل : فإن أحرمتُ من أبعد منه
فقال مالك : لا أرى ذلك
فقالَ : ما تكرهُ من ذلك
قال : أكره عليك الفتنة
قال : وأي فتنة في ازدياد الخير ؟
فقالَ مالك : فإنّ الله تعالى يقول :
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
وأي فتنة أعظم من أنك خُصِّصْتَ بفضل لم يُختَصّ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ !
هذا نموذج ، ولا زال العلماءُ يُنكرونَ على المبتدعة في كل عصر ، والحمد لله .
الشيخ صالح الفوزان
من كتاب عقيدة التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(*·.¸(`·.¸ [ الشيخ صالح الفوزان ] - منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع - .·´)¸.·*)
منهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة ، وهو المنهج المقنع المفحم ، حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها
ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن ، والنهي عن البدع والمحدثات ، وقد ألَّفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك
وردُّوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة
وألفوا كتبًا خاصّة في ذلك ، كما ألَّفَ الإمام أحمد كتاب الرد على الجهمية ، وألف غيره من الأئمة في ذلك كعثمان بن سعيد الدارمي
وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرهم ، من الرد على تلك الفرق
وعلى القبورية والصوفية ، وأما الكتب الخاصة في الرد على أهل البدع ، فهي كثيرة ، منها على سبيل المثال من الكتب القديمة :
1 - كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي .
2 - كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد استغرق الرد على المبتدعة جزءًا كبيرًا منه .
3 - كتاب إنكار الحوادث والبدع لابن وضَّاح .
4 - كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي .
5 - كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة .
ومن الكتب العصرية :
1 - كتاب الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ .
2 - كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي .
3 - رسالة التحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن باز .
ولا يزالُ علماء المسلمين - والحمد لله - يُنكرون البدعَ ويردون على المبتدعة من خلال الصحف والمجلات والإذاعات وخطب
الجُمع والندوات والمحاضرات ، مما له كبير الأثر في توعية المسلمين ، والقضاء على البدع ، وقمع المبتدعين .
موقف أهل السُّنَّة والجماعة من المبتدعة :
ما زال أهل السنة والجماعة يردون على المبتدعة ، ويُنكرون عليهم بدعهم ، ويمنعونهم من مزاولتها ، وإليك نماذج من ذلك :
( أ )
عن أم الدرداء قالت : ( دخل عليَّ أبو الدرداء مُغضَبًا ، فقُلتُ له : ما لكَ ؟ فقال : والله ما أعرفُ فيهم شيئًا من أمر محمد إلا أنهم
يصلون جميعًا .
( ب )
عن عمر بن يحيى قال : ( سمعتُ أبي يُحَدِّثُ عن أبيه قال : كنا نجلسُ على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج
مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرجَ عليكُم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا ، فجلس معنا حتى خَرجَ
، فلما خرجَ قُمنا إليه جميعًا ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرتُهُ ، ولم أرَ - والحمد لله - إلا خيرًا
قال : وما هو ؟ قال : إن عِشْتَ فستراه ، قال : رأيتُ في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي
أيديهم حصى فيقولُ : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، فيقول : سبّحوا مائة ، فيسبحون مائة
قال : فماذا قلتَ لهم ؟ فقال : ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك ، أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتَهُم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنتَ لهم
أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ؛ حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد
قال : فعدوا سيئاتكم ، فأنا ضامنٌ أن لا يضيعَ من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء أصحابه متوافرون
وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تُكسر ، والذي نفسي بيده : إنكم لعلى ملةٍ هي أهدى من ملة محمد ، أو مُفتتحو باب ضلالة .
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير
قال : وكم مريد للخير لن يُصيبه ! إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
وايمُ الله لا أدري لعل أكثرهم مِنكُم .
ثم تولَّى عنهم . فقالَ عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يومَ النهروان مع الخوارج .
( ج )
جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - فقال : من أين أُحْرِمُ ؟
فقال : من الميقات الذي وَقَّتَ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وأحرم منه
فقال الرجل : فإن أحرمتُ من أبعد منه
فقال مالك : لا أرى ذلك
فقالَ : ما تكرهُ من ذلك
قال : أكره عليك الفتنة
قال : وأي فتنة في ازدياد الخير ؟
فقالَ مالك : فإنّ الله تعالى يقول :
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
وأي فتنة أعظم من أنك خُصِّصْتَ بفضل لم يُختَصّ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ !
هذا نموذج ، ولا زال العلماءُ يُنكرونَ على المبتدعة في كل عصر ، والحمد لله .
الشيخ صالح الفوزان
من كتاب عقيدة التوحيد