هاشم الجزائري
2014-06-07, 08:17
تعلم العربة مطلب شرعي ّ
في الفاضل في اللغة للمبرد : وقال علي رحمة الله عليه: يا بردَها على الكبد من عالم يقول: لا أدري.
وأحسن ما رُوي في جبلّة الإنسان التي جُبل عليها كلامٌ يروى عن علي رحمة الله عليه؛
يشبّه بكلام الأنبياء عليهم السلام، يصدق ذلك ما روي عنه أنه مسح يده على بطنه، وقال:
كُنَيْف ملئ علماً؛ أما والله لو طُرحت لي وسادة لقضيتُ لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل
الإنجيل بإنجيلهم، ولأهل القرآن بقرآنهم. وكان رسول الله صلى الله عليه يقول: "أنا مدينة
العلم وعليّ بابها". وكان كلامه في فطرة الإنسان كلامَ من قد عرف ذلك من نفسه، أو يقرؤه
في كفه:
وأعجب ما في الإنسان قلبه، وله مَوادُّ من الحكمة، وأضداد من خلافها، فإن سنح له
الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرَض له الغضب استبد به الغيظ، وإن أُسعد بالرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله
الحذر، وإن اتسع له الأمر استلبته الغِرّة، وإن أفاد مالاً أطغاه الغنى، وإن عارضته فاقة
فضحه الجزع، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في الشبع كظَّتْه البِطنة، فكل
تقصير به مضرّ، وكل إفراط له مفسد.
وأفضل ما قُصد له من العلوم كتاب الله -جل ذكره- والمعرفة بما حلّ فيه من حلاله
وحرامه وأحكامه، وإعراب لفظه وتفسير غريبه. ويروى أن المأمون أمر معلّم الواثق -وقد
سأله عما يعلّمه إياه- أن يعلّمه كتاب الله جل اسمه، وأن يقرئه عهدَ أردشير، ويحفّظه كتاب
كليلة ودمنة.
وأفضل العلوم بعدُ علمُ اللغة وإعراب الكلام، فإن بذلك يُقرأ القرآن، وعليه تُروى الأخبار والأشعار، وبه يزين المرء كتابه، ويُحلّي لفظه، قال الله عز وجلّ: "بلسانٍ عربي مبين". قال
الشاعر:
النحو يُطلق من لسان الألكَنِ والمرءَ تُعظمه إذا لم يلحَنِ
فإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الألسنِ
وقال صلى الله عليه وسلم: "أعربوا في كلامكم تعربوا في كتاب الله".
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: تعلّموا العربية تُحرزوا المروءة.
ولحن رجل بين يدي سليمان بن عبد الملك بعد أن فاوضه فوجده عاقلاً، فقال سليمان:
زيادة عقل على منطقٍ هُجْنة، وزيادة منطقٍ على عقلٍ خدعة. وأحسنُ الأشياء ما شاكل
بعضُه بعضاً. وكان الصدر الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه يعربون طبعاً، حتى خالطهم
العجم ففسدت ألسنتهم، وتغيرت لغاتهم.
ويروى أن عمر بن عبد العزيز رأى قوماً من الفرس ينظرون في النحو فقال: لئن أصلحتموه
لأنتم أول من أفسده.
ويروى أن رجلاً قال لبعض العلماء: أسألك عن شيء من الغريب، فقال: هو كلام القوم،
وإنما أنت وأمثالك فيه غرباء.
في أخبار أبي القاسم الزجاجي :
أخبرنا نفطويه قال أخبرنا إسماعيل بن محمد السامي قال اخبرني روك بن المحبّر قال
سمعت شعبة يقول: "تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل".
في الفاضل في اللغة للمبرد : وقال علي رحمة الله عليه: يا بردَها على الكبد من عالم يقول: لا أدري.
وأحسن ما رُوي في جبلّة الإنسان التي جُبل عليها كلامٌ يروى عن علي رحمة الله عليه؛
يشبّه بكلام الأنبياء عليهم السلام، يصدق ذلك ما روي عنه أنه مسح يده على بطنه، وقال:
كُنَيْف ملئ علماً؛ أما والله لو طُرحت لي وسادة لقضيتُ لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل
الإنجيل بإنجيلهم، ولأهل القرآن بقرآنهم. وكان رسول الله صلى الله عليه يقول: "أنا مدينة
العلم وعليّ بابها". وكان كلامه في فطرة الإنسان كلامَ من قد عرف ذلك من نفسه، أو يقرؤه
في كفه:
وأعجب ما في الإنسان قلبه، وله مَوادُّ من الحكمة، وأضداد من خلافها، فإن سنح له
الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرَض له الغضب استبد به الغيظ، وإن أُسعد بالرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله
الحذر، وإن اتسع له الأمر استلبته الغِرّة، وإن أفاد مالاً أطغاه الغنى، وإن عارضته فاقة
فضحه الجزع، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في الشبع كظَّتْه البِطنة، فكل
تقصير به مضرّ، وكل إفراط له مفسد.
وأفضل ما قُصد له من العلوم كتاب الله -جل ذكره- والمعرفة بما حلّ فيه من حلاله
وحرامه وأحكامه، وإعراب لفظه وتفسير غريبه. ويروى أن المأمون أمر معلّم الواثق -وقد
سأله عما يعلّمه إياه- أن يعلّمه كتاب الله جل اسمه، وأن يقرئه عهدَ أردشير، ويحفّظه كتاب
كليلة ودمنة.
وأفضل العلوم بعدُ علمُ اللغة وإعراب الكلام، فإن بذلك يُقرأ القرآن، وعليه تُروى الأخبار والأشعار، وبه يزين المرء كتابه، ويُحلّي لفظه، قال الله عز وجلّ: "بلسانٍ عربي مبين". قال
الشاعر:
النحو يُطلق من لسان الألكَنِ والمرءَ تُعظمه إذا لم يلحَنِ
فإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الألسنِ
وقال صلى الله عليه وسلم: "أعربوا في كلامكم تعربوا في كتاب الله".
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: تعلّموا العربية تُحرزوا المروءة.
ولحن رجل بين يدي سليمان بن عبد الملك بعد أن فاوضه فوجده عاقلاً، فقال سليمان:
زيادة عقل على منطقٍ هُجْنة، وزيادة منطقٍ على عقلٍ خدعة. وأحسنُ الأشياء ما شاكل
بعضُه بعضاً. وكان الصدر الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه يعربون طبعاً، حتى خالطهم
العجم ففسدت ألسنتهم، وتغيرت لغاتهم.
ويروى أن عمر بن عبد العزيز رأى قوماً من الفرس ينظرون في النحو فقال: لئن أصلحتموه
لأنتم أول من أفسده.
ويروى أن رجلاً قال لبعض العلماء: أسألك عن شيء من الغريب، فقال: هو كلام القوم،
وإنما أنت وأمثالك فيه غرباء.
في أخبار أبي القاسم الزجاجي :
أخبرنا نفطويه قال أخبرنا إسماعيل بن محمد السامي قال اخبرني روك بن المحبّر قال
سمعت شعبة يقول: "تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل".