المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 2 )


عبدالحق صادق
2014-05-25, 21:45
و من صفات أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي و سماته أيضاً :
يتنكرون للمعروف فلو اغدقت عليهم المليارات يتجاهلون ذلك و يقولون لم نرى خيرا قط
و المنصف منهم يقول هذا واجب و اقل من القليل و يمنن بكسرة عيش اعطاها في سالف الأزمان حاج من بلده لا يخصه لفقراء الحرم من المتخلفين عن الحج و العمرة فمعروف أن أهل مكة و المدينة عندهم خدم منذ الجاهلية و يتنافسون في خدمة الحجاج و يعتبرونه شرف
كلمة الشكر ممسوحة من قواميسهم فمهما اعطيتهم فلا تكاد تسمع منهم كلمة شكر و يقولون هل من مزيد و ينسون بأنه بالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول
يبالغون في الشكر لسيدهم فلو أعطاهم خطاب ناري يطيرون به نشوة و طربا و تراهم ينتفخون كالطبل الاجوف الذي تتحطم عليه مؤامرات الاعداء و المادة ترخص امام ذلك فأي شئ يعطيه لهم هو تفضل و كرم
الحب الشديد للمادة و الحقد الشديد على الاغنياء وعلى رأسهم دول الخليج و خاصة السعودية ثم دول الغرب و الطعن فيهم في السر و طأطأة الرأس امامهم
لديهم تخبط فكري كبير فتراهم يطلقون الاحكام المتطرفة القاسية التي تصيبهم في مقتل دون أن يدركوا معانيها و دلالاتها
فمثلا يقولون عن نظام العمل في السعودية و دول الخليج نظام عبودية و ذل
و رغم ذلك أكبر حلمهم الحصول على تأشيرة عمل لديهم و يدفعون كل ما يملكون من اجل الحصول عليها فهل رأيتم عاقل يشتري العبودية فالمعروف قديما شراء الحرية ؟؟؟
و اذا ظفروا بها فيحرصون عليها اشد الحرص و أكبر مصيبة عندهم إذا تم إنهاء عقدهم و تسفيرهم
فهل رأيتم عاقل يحزن على مفارقة نظام العبودية ؟؟؟
و يقولون عن حكومات دول الخليج و الغرب بأنها عميلة و خائنة و متآمرة و معادية للاسلام و المسلمين ورغم ذلك يتركون بلدانهم ليعيشوا في ظل و تحت سلطة هذه الحكومات
ولا يدركون بأن معنى كلامهم يدل على أن الذي يترك بلده ليعيش تحت سلطة من هذه صفاته هو أدنى مرتبة منهم و لا يعرفون بأن الذي يكون المال عنده أغلى من كرامته و دينه لا يحق له التحدث عن الحرية و الكرامة
النظرة المادية للحياة و عقدة المؤامرة تجري في عروقهم مجرى الدم فيفسرون كل ما يجري في الكون بمنظور مادي بحت و من فعل المؤامرات فتراهم يتحدثون صباح مساء عن المؤامرات
و يتجاهلون قوله تعالى ( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير ) و لم يقل و ما أصابكم من مصيبة فمن مؤامرة خارجية
و قوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
يقدسون القوة و المادة و السلطة فيهدرون كرامتهم و عزتهم امامهم فالمعاني و المبادئ لا قيمة لها سوى بالكلام
ارخص شئ عندهم الدماء و الانسان و الكرامة و رغم ذلك فلا يخجلون من قول قطرة دم تعادل اموال دول الخليج فكلهم تناقض في تناقض
نتيجة المبالغة في تقديس القوة و السلطة و ضعف الايمان فقد يصلون لحد تأليهها فيتصورون ان امريكا و الدول الغنية إلها من دون الله و العياذ بالله
فكل ما يجري في الكون بأمرها فترفع من تشاء و تخفض من تشاء و تغني من تشاء و تفقر من تشاء و تضع من تشاء و تخلع من تشاء


للموضوع تتمة
الكاتب عبدالحق صادق

syrus
2014-05-26, 00:19
عندما تناقش فكرا معينا ناقش رموزة و منظريه من خلال تحليل كتاباتهم و مواقفهم السياسية و ليس من خلال الحديث عن إنطباعاتك الشخصية المقولبة عن نمط معين من العمالة الأجنبية في بلدك...

الموضوع برمته ينطلق من خلفية معينة و أحكام مسبقة عن أفضلية نظام الحكم الملكي على نظام الحكم الجمهوري ، لكنه لا يناقش طبيعة النظام الجمهوري لا نظريا و لا تاريخيا...

الفكرة العامة للموضوع هي الدفاع على الوضع القائم و رفض الثورات ، لكن المغالطة هي في وصف الثورة بالإستبداد في حين الثورات تثور ضد الحكام المستبدين... يمكن مناقشة جدوى الثورات و آليتها و نقدها، لكن هذا الأمر يكون على ضوء تحليل تاريخي صارم لعدة ثورات في مختلف العصور و المناطق و ليس عن طريق تحليل نفسي مبني للمجهول...

عبدالحق صادق
2014-05-26, 16:04
إنني لم اتطرق للنظام الجمهوري او الملكي و الامر لا يخص ثورات الربيع العربي
انني اصف واقع مشاهد و اذكر صفات و سمات فكر معين نشأ في ظل الانظمة القمعة و هذا الفكر و الكلام يردده اصحاب هذا الفكر من صغيرهم لكبيرهم و هناك سمة بارزة و هي ان اصحاب هذا الفكر يتحدثون في السياسة بنفس الاسلوب بدءا من عامل النظافة و انتهاء بدكتور الجامعة في العلوم السياسية