تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [خاطِرة] آَهَـــةْ عَــــــآنِسْ ..!!~||||||


تأبطَ شَيْئاً..!
2014-05-24, 14:14
على أطروحة المرض بمضجعها الهرم، سرق الأرق المنام من مقلتيها في ليلة ليلاء ظلماء لا وهج فيها ، أخذت كما عادتها تئن تارة و تصرخ أخرى .
هي تشعر بآلام انهكت عضل مقاومتها .
حتى الطبيب علّ احتكاكها شفقة عليها .
أخذ يخط لها النصائح قبل فحصها .
حفظ عن ظهر قلب صيغ توجعاتها .
بدوره علم بأن لا رجاء من شفائها ، فأخذ يكتفي بنصحها بمهدئات تخفف حدة الهمهمات ، وتساعد على طمس الحسرة إلى حين .
وهل لعاهاتها المزمنة شفاء وهي على منصة العقد الثامن من دواء ؟

هي الان تعيش وحيدة بمنتجع الالم الذي ورثته عن المرحومين والديها .
كثيرا ما كانت والدتها تردد مع نفسها وعلى مسامعها :
دمّرك والدك ...
حطمك وجار عليك ...
كان جبار، مغطرسا...
استمرأ أبضاعكِ منذ صباك ، بعد أن زج بك أمة في الدور.
تجاهل مصيرك ومستقبلك .
ورفض كل من قبل اليد لخطبتك
وكلما أشرت عليه بكسر وتمزيق السياج الذي طوقك به ، خاصمني وبالغ في تسخيفي...
وما هدأ ولا استقر البال به حتى رأى عتو السن على جمالك،
وعصفت الصروف بقوامك.

وارت أوجاعها ، و تحامى إلى ذهنها شريط الماضي:
فاستحضرت شقيقها الذي نمى بينهم مدللا تحت نفقة ما كانت تدره سواعدها وقت ما كانت خادمة البيوت ، رغم أنفها و- إلى خلفتها -
أكمل أخاها دراسته ، و اندمج في أسلاك الشغل مع الدولة .
وقبل وفاة والده انقطع خبره مع نبا زواجه ثم انتقاله إلى حيث لا يدرون .

تناولت بنهمة دوائها . وجذبت زفرات نفس عميقة ورددت :
حسبي الله و نعمة الوكيل

استقلت عصاها من تحت مخدعها وتوكأت وخطت أمانيها كعادتها على صفح الماء .

قامت إلى الصلاة تؤدي حركاتها على غير هدى .
ولكنها توطن نفسها وتتعود ، ريثما تلتقي من يصحح لها طريقة أداء واجباتها الدينية .

سألت و تسائلت
ألم يخطر ببال أبيها المعتوه أنه يؤسس بحماقاته لتشريد زهرة ابنته من بعده ، وضياعها ، ابنته الضحية التي أفنت زهرة شبابها في توفير لقمة العيش ، ووضعها في أفواه من لا يستحقها .

بعد فتور حدة آلامها ، غلقت منافذ الليل وفنائه ، وآوت إلى فراشها راغبة في الدفء والهدوء .
أخذتها سنة النوم فرأت فيما يرى النائم أنها في أبهى حلة تزف رويدا إلى زوج ضخم تضم بين راحتيه ما لذ وطاب من الاماني تحت جبل الجليد.
فرغت فاها للزغردة ومدت يدها واستعدت .
إلا أنها أُلقِمتْ ما كانت تتوقعه وتخشاه ...!!




عن يَسَآرِي أنَآ أكْتُبْ
( عُضوِيةَ مَجْهُولَة )

رملة قسنطينة
2014-05-24, 17:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نص مشبع بالأوجاع والآهات التي كُتمت علنا لتتفجّر سرّا

معان في الصّميم وتصوير رائع للحالة

أعجبني النّص فعلا واستمتعت بقراءته... والجميل أنّ النّص يسمح لك بالغوص إن شئت

بارك الله فيك على ما خطّت يمينك نستمتع بشذراتك أخي

في أمان الله

الاستاذة رجاء
2014-05-24, 19:22
كلماتك تميل الى قصة اكثر من خاطرة
مشبعة بالسرد
تحمل موضوعا مهما الا و هو العنوسة و التي يكون سببها تغضرس الاب
****************************************
نصك جميل
واصل في الابداع
في انتظار جديدك
دمت بخير

تأبطَ شَيْئاً..!
2014-05-24, 19:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نص مشبع بالأوجاع والآهات التي كُتمت علنا لتتفجّر سرّا

معان في الصّميم وتصوير رائع للحالة

أعجبني النّص فعلا واستمتعت بقراءته... والجميل أنّ النّص يسمح لك بالغوص إن شئت

بارك الله فيك على ما خطّت يمينك نستمتع بشذراتك أخي

في أمان الله




رملة الجميلة
و هل يثنى على نص فقير كهذا ؟؟
ممتنٌ و أكثر

free_voice
2014-05-24, 21:40
السلام عليكم



رغم رمادية الوضع بشدة و انغلاقه إلا أنها حقيقة و واقع و مصير


المشكل أن يتسبب فيه شخص ارتجل عن الدور الذي من المفروض أن يؤديه دون سبب أو مناسبة فقط لأنه رأى ذلك
و النتيجة تنعكس على حياة شخص آخر.





أخذتها سنة النوم فرأت فيما يرى النائم أنها في أبهى حلة تزف رويدا إلى زوج ضخم تضم بين راحتيه ما لذ وطاب من الاماني تحت جبل الجليد.
فرغت فاها للزغردة ومدت يدها واستعدت .
إلا أنها أُلقِمتْ ما كانت تتوقعه وتخشاه ...!! أمّا هذه فقد تأثرت جدا بمراعاتك و حسن انتقائك
للألفاظ و مسار السرد دون تفتير الموقف
و دون حرقه بما قد يلجأ إليه البعض في العادة
على حساب الذوق العام
زادك الله علما و أدبا

نُـون
2014-05-24, 21:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرد جميل، وقفلة مدويّة، شكرا

ايمان و امل
2014-05-24, 23:37
وجدانية جدا شعرت انك انتقيت من بين الكلمات اقلّها قسوة وكأنك تُشفق على شخصية روايتك مما بها من ألم
ووجدت فيها الكثير من اشفقة و الرقة

عدا ان تكون القصة واقعية أعتقد انك اردت تخليصها من المها و منحها النهاية التي تستحق بعد صبر جهيد
لُطفٌ منك


بارك الله لك في هذه الموهبة
تقديري

السلام

فاطمة الحالمة
2014-05-25, 11:15
أحسست و قراءتي هذه السطور..
برقة رونقية جياشة..
ولدتها أنامل عطوفة بل مرتابة..
من حنية و طيب خاطر نبتت هذه الحروف..

أبدعت و فعلا في اسكان مشاعرنا نفسية راقية ازاء غوصنا بين سطورك..

بوركت ..