تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة عن استقبال شهر رمضاان


عادل الجلفاوي
2009-07-19, 21:04
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

خطبة عن استقبال شهر رمضاان الشيخ صلاح محمد البدير
الخطبة الأولى


أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله فإنّ تقواه أفضلُ زاد، وأحسنُ عاقبةٍ في معاد، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].

واعلموا أنّ الدّنيا حُلوة خضِرة جَميلة نضرة، نعيمٌ لولا أنّه عديم، ومحمودٌ لولا أنّه مفقود، وغِناء لولا أنّ مصيره الفنَاء، المستقِرُّ فيها يزول، والمقيمُ عنها منقول، والأحوال تحول، وكلُّ عبدٍ مسؤول، من تعلّق بها التاط بشغلٍ لا يفرغ عناه، وأملٍ لا يبلغ منتهَاه، وحِرصٍ لا يدرِك مداه، أيّامُها تسير في خبَب، وشهورُها تتتابع في عجَب، وزمانها انحدَر مِن صبَب، الدّنيا كلُّها قليل، وما بقي منها إلا القليل، كالسَّغب شُرِب صفوُه وبقِي كدره، مخاطرُ ومعاثِر، وفتنٌ زوائِر، صغائر وكبائِر، والنّاس يتقلبون فيها مؤمن وكافر، وتقيّ وفاجِر، وناجٍ وخاسِر، وسالمٌ وعاثر، فطوبى لمن حفِظ نفسَه وأولاده ونساءه وقِعاده، من موجبات السخط والذمّ، ووسائل الشر والهدم، وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرٰطٍ مّسْتَقِيمٍ [آل عمران:101].

أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ المرابح بظلالِه ونوالِه وجمالِه وجلالِه، زائرٌ زاهر، وشهر عاطِر، فضلُه ظاهر، بالخيراتِ زاخر، أرفعُ من أن يُحَدَّ حسنُ ذاتِه، وأبدع من أن تُعدَّ نفحاتُه وتحصى خيراتُه وتستقصَى ثمراتُه، فحُثّوا حزمَ جزمِكم، وشدّوا لبَد عزمكم، وأروا الله خيرًا مِن أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جازَ مَن جاز، واعلَموا أنّ من دام كسله خاب أمله، وتحقَّق فشله، تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره. أخرجه مسلم[1].

أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ القبول والسّعود والعتقِ والجود والترقّي والصّعود، فيا خسارة أهلِ الرّقود والصّدود، فعن أنس رضي الله عنه قال النبيّ : ((قال الله عزّ وجلّ: إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقرّبت إليه ذِراعًا، وإذا تقرّب مني ذراعًا تقرّبت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة)) أخرجه البخاري[2].

أيّها المسلمون، هذا نسيم القَبول هبّ، هذا سيلُ الخير صَبّ، هذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، هذا الشّيطان كبّ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله قال: ((إذا جاء رمضانُ فتِّحت أبوابُ الجنة، وغلقت أبواب النّار، وصفِّدت الشياطين)) متّفق عليه[3]، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إذا كانت أوّلُ ليلة مِن رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبوابُ النار فلم يفتَح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كلَّ ليلة)) أخرجه ابن ماجه[4].

أيّها المسلمون، هذا زمانُ الإياب، هذا مغتسلٌ بارِد وشراب، رحمةً من الكريم الوهّاب، فأسرعوا بالمتَاب، فقد قرب الاغتراب في دار الأجداث والتّراب.

قرُب منا رمضان فكم قريب لنا فقدناه، وكم عزيز علينا دفنّاه، وكم حبيب لنا في اللحد أضجعناه. فيا من ألِف الذنوبَ وأجرمَا، يا مَن غدا على زلاّته متندِّمَا، تُب فدونك المنى والمغنمَا، والله يحبّ أن يجود ويرحمَا، وينيلَ التّائبين فضلَه تكرُّمًا، فطوبَى لمَن غسل في رمضان درنَ الذّنوب بتوبة، ورجع عن خطاياه قبلَ فوْت الأوبة.

يا من أوردَ نفسَه مشارعَ البوَار، وأسامَها في مسارح الخَسار، وأقامَها في مهواة المعَاصي والأوزار، وجعلها على شَفا جُرفٍ هار، كم في كتابك من زَلل، كم في عملِك من خلَل، كم ضيّعتَ واجبًا وفرضًا، كم نقضتَ عهدًا محكمًا نقضًا، كم أتيتَ حرامًا صريحًا محضًا، فبادِر التّوبة ما دمتَ في زمن الإنظار، واستدرِك فائتًا قبل أن لا تُقال العِثار، وأقلِع عن الذنوب والأوزار، وأظهِر النّدم والاستغفار، فإنّ الله يبسُط يده بالنّهار ليتوبَ مسيء الليل، ويبسط يدَه باللّيل ليتوبَ مسيء النّهار.

يا أسيرَ المعاصي، يا سجينَ المخازي، هذا شهرٌ يُفَكّ فيه العاني، ويعتَق فيه الجاني، ويتجَاوَز عن العاصي، فبادِر الفرصَة، وحاذِر الفوتَة، ولا تكن ممّن أبى، وخرج رمضان ولم ينَل فيه الغفرانَ والمُنى، صعد رسول الله المنبَر فقال: ((آمينَ آمينَ آمين))، فقيل: يا رسول الله، إنّك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين!! فقال : ((إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: مَن أدرك شهرَ رمضانَ فلم يُغفَر له فدخَل النار فأبعَده الله قل: آمين، قلت: آمين)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان[5].

أيّها المسلمون، احذَروا ما أعدّه لكم أهلُ الانحلال ودعاةُ الفساد والضّلال، من برامج مضِلّة ومشاهدَ مخِلّة، قومٌ مستولِغون لا يبَالون ذمًّا، وضمِنون لا يخافون لَومًا، وآمِنون لا يعاقََبون يومًا، ومجرِمون لا يراعون فطرًا ولا صومًا عدوانًا وظلمًا، جرَّعوا الشباب مسمومَ الشّراب، وما زادوهم غيرَ تتبيب، وتهييجٍ وتشبيب، وتدميرٍ وتخريب، مآربُ كانت عِذابا فصارت عَذابًا. فيا من رضِي لنفسه سوءَ المصير، وارتكب أسبابَ التفسيق والتّحقير، أخسِر بها من صفقة، وأقبِح بها مِن رفقة.

يا مطلقي النّواظر في محرّمات المنظور، قد أقبل خيرُ الشّهور، فحذارِ حذار من انتهاكِ حرمتِه، وتدنيس شرفِه، وانتقاصِ مكانتِه، يقول رسول الهدى : ((من لم يَدَع قولَ الزّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابه)) أخرجه البخاري[6].

يا طليقًا برَأي العَين وهو أسير، يا مُسامًا حياضَ الرّدى وهو ضرير، يا مَن رضي عن الصّفا بالأكدار، وقضى الأسحار في العارِ والشّنار، وكلَّ يومٍ يقوم عن مثل جيفةِ حِمار، عجَبًا كيف تجتنب الطريقَ الواضح، وتسلك مسالكَ الرّدى والقبائِح؟! ما بالُ سمعك عليه سُتور؟! ما بال بصرِك لا يَرى النّور؟! وأنت في دبور، وغفلة وغرور، وما أنت في ذلك بمعذور. فبادِر لحظاتِ الأعمار، واحذَر رقدات الأغمار، ولا تكن ممّن يقذفون بالغيب من مكانٍ بعيد، إذا قيل لهم: توبوا سوَّفوا ولا مجيب.

فطوبى لمَن تركوا شهوةً حاضِرة لموعدِ غيبٍ في الآخرة، لم يرَوه ولكنهم صدَّقوا به، وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء ٱلْمُحْسِنِينَ لِيُكَـفّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِى كَـانُواْ يَعْمَلُونَ [الزمر:33-35].

أيّها المسلمون، إنّ أولى ما قُضِيت فيه الأوقات وصُرفت فيه الساعات مدارسةُ الآيات وتدبّر البيّنات والعِظات، وقد كان جبريل عليه السلام يلقى رسولَ الله في كلِّ ليلة من رمضانَ فيدارسه القرآن. متّفق عليه[7].

شفاءٌ لما في الصّدور، وحَكَم عدلٌ عند مشتبِهات الأمور، قصصٌ باهرة، ومواعظ زاجِرة، وحكَم زاهرة، وأدلّة على التوحيد ظاهرة. أندى على الأكباد من قطر النّدى، وألذّ في الأجفان من سِنة الكرى، هو الرّوح إلى حياة الأبد، ولولا الروح لمات الجسد، فأقبِلوا عليه، واستخرجوا دُرَره، واستحلِبوا دِررَه، وتعلّموا أسبابَ التنزيل، وراجِعوا كتبَ التفسير والتأويل، ولا تقنعوا من تلاوته بالقليل، وحكِّموه في كلّ صغيرٍ وجليل، فالسّعيد من صرف همّتَه إليه، ووقف فكرَه وعزمَه عليه، يرتَع منه في رِياض، ويكرَع منه في حِياض، لا يجفّ ينبوعها، ولا تنضَب فيوضها، شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ [البقرة:185].

فكن ـ يا عبد الله ـ كالحالِّ المرتحِل، كلّما ختمه عادَ على أوّله يقرأ ويرتِّل، يقول رسول الهدى : ((الصّيام والقرآنُ يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصّيام: أي ربّ، منعتُه الطعامَ والشهوة فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ باللّيل فشفِّعني فيه، فيشفعان)) أخرجه أحمد[8].

أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ الإنفاق والبذل والإشفاق، فيا من يتبجَّس بالرِّئم ويتبذّخ بالجِدة ويكاد ينشقّ بالغنى، تذكّروا الأكبادَ الجائعة، أهلَ الخصاصة والخماصة، الذين أصابتم البوائق الفالقة، والقوارعُ الباقعة، ممّن يعانون عُدمًا، ويعالجون سُقمًا، أعينوهم وأغنوهم، وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ [الحج:36]، وأغيثوا الجائعَ والمضطرّ، وأنفقوا وانفَحوا وانضِحوا، ولا توكوا فيوكي الله عليكم، ولا تحصوا فيحصي الله عليكم، ولا تُوعوا فيوعي الله عليكم. وأصيخوا السمع ـ أيها الجمع ـ لقول المصطفى : ((يا ابنَ آدم، إنّك أن تبذلَ الفضلَ خير لك، وأن تمسكَه شرٌّ لك، ولا تُلام على كفاف، وابدأ بمَن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى)) أخرجه مسلم[9]، وقوله : ((أفضل الصّدقة صدقة في رمضان)) أخرجه الترمذي[10]، وكان رسول الله أجودَ النّاس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام[11].

أيّها المسلمون، مواسمُ الخيرات أيّامٌ معدودات، مصيرها الزوال والفوَات، فاقصُروا عن التّقصير في هذا الشّهر القصير، وقوموا بشعائره التعبّدية وواجباتِه الشرعيّة وسننِه المرويّة وآدابه المرعيّة، و((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطر))[12]، و((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحر))[13]، فتسحَّروا ولو بجرعة ماء، وكان رسول الله يُفطِر قبل أن يصلّي على رُطبات، فإن لم تكن رطبات فتمَيرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسواتٍ من ماء[14]، وكان إذا أفطَر قال: ((ذهب الظمأ، وابتلّت العروق، وثبتَ الأجر إن شاء الله))[15]. و((من أكلَ أو شرب ناسيًا فليتمّ صومه، فإنّما أطعمه ربُّه وسقاه))[16]، ولا كفّارة عليه ولا قضاء، و((من ذرَعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاءٌ، ومن استقاء فليقض))[17]، ويفطِر من استمنى لا منِ احتلم، و((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))[18]، و((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه))[19]، و((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة))[20]، و((مَن فطَّر صائِمًا كان له مثلُ أجره، غيرَ أنّه لا ينقُص من أجرِ الصائم شيء))[21]، ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم))[22]، و((عمرةٌ في رمضان تعدِل حجّة مع النبيّ ))[23].

أيّها المسلمون، احذَروا الفطرَ قبلَ تحلّة صومكم ووقتِ فطركم، واحذَروا انتهاكَ حرمة نهار شهركم بالفطرِ بلا عذرٍ شرعيّ، فعن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((بينا أنا نائمٌ أتاني رجلان، فأخذا بضبعَيّ، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلتُ: إني لا أطيقه، فقالا: إنّا سنسهِّله لك، فصعدتُ حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصواتٍ شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ ما هذه الأصوات؟ قالا: هذا عُواءُ أهلِ النار، ثمّ انطُلِق بي، فإذا أنا بقومٍ معلَّقين بعراقيبهم، مشقّقة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطِرون قبلَ تحلّة صومهم)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان[24].

وعلى المرأة المسلمة إذا شهدت العشاء والتراويحَ أن تجتنبَ العطورَ والبخور، وما يثير الفتنة من ملابسِ الزّينة المزخرفة أو غيرها، والتي تستميل نفوسَ ضعافِ الإيمان، وتغري بها أهلَ الشرّ والفساد، وتبلبِل من في قلبه مرضٌ. وعليها أن تجتنبَ الخَلوة بالسّائق الأجنبي لما في ذلك من النّتائج التي لا تُحمَد عقباها، ولا يُعرَف منتهاها، فعن زينب الثقفيّة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((إذا شهِدت إحداكنّ العشاءَ فلا تتطيّب تلك الليلة))، وفي رواية: ((إذا شهدت إحداكنّ المسجدَ فلا تمسَّ طيبًا)) رواهما مسلم[25]، وعن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: لو أنّ رسول الله رأى ما أحدَث النساء لمنعهنّ المسجدَ كما مُنعت نساء بني إسرائيل، فقيل لعمرة: نساء بني إسرائيل مُنعن من المسجد؟ قالت: نعم. أخرجه مسلم[26].

وصلاتهنّ في قعر بيوتهنّ خيرٌ لهنّ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ قال: ((لا تمنَعوا نساءَكم المساجدَ، وبيوتهنّ خير لهنّ)) أخرجه أبو داود[27]، وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله أنّه قال: ((خيرُ مساجدِ النّساء قعر بيوتهنّ)) أخرجه أحمد[28]، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((صلاةُ المرأة في بيتها أفضل مِن صلاتِها في حجرتها، وصلاتها في مخدَعِها أفضل من صلاتها في بيتها)) أخرجه أبو داود[29].

أيّها المسلمون، شفاءُ العِيِّ السؤال، فاسألوا عما أشكل، واستفتوا عما أقفَل، فمن غدا بغير علمٍ يعملُ، أعماله مردودة لا تقبلُ.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

http://forum.nailidz.com/images/kh/cc15.gif

** مريم **
2009-07-20, 02:05
بارك الله فيك . نفعنا الله و اياك يا اخي عادل .
الله يوفقك و الله يبلغنا رمضان آمنين سالمين.
انت لم تعد الى صفحتي الخاصة بالبكالوريا . تفدل و قل لي اختياراتك . الله يحفظك . اختك

doudou
2009-07-20, 14:15
بارك الله فيك

عادل الجلفاوي
2009-07-22, 09:05
شكرا لكم علي المرور
وانا عدت للصفحة الخاصة...........

الهامل الهامل
2010-08-06, 10:08
في استقبال شهر رمضان المبارك
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للطاعات، وأفاض على الصائمين نعيم الرضوان والنفحات، وأشهد أن لا إله إلا الله شرع الصوم صحةً للأبدان والأرواح، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله هيأ لأمته طريق الهدى والفلاح، اللهم صل وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله تعالى وطاعته، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}َ [البقرة/183, 184].
أيها الإخوة المؤمنون:
هذا شهر شعبان قد قوض للرحيل خيامه، وآذن بالفراق بعد الإقامة، وجاءت بشائر الهناء تهنئ الأمة بقدوم شهر رمضان، وتبشرهم بنيل الكرامة, وطالع السعد في أفق الهناء لنا ظهر، ولم يبق سوى أيام قليلة على حلول شهر رمضان المبارك.
سيهل عليكم هلال الشهر العظيم الأكبر, وسيهل عليكم موسم من مواسم الخيرات، يتجلى فيه ربكم بالرحمات والبركات، فتشهدون فيه بالخير والفضل من الله العلي المنان؛ إذ ستطوى صفحات شعبان، وتفتح لكم صفحات رمضان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، ويقال فيه : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر،
فقد أتاكم شهر رمضان، شهر بركة وإحسان، ينزل الله فيه الرحمة، ويعمكم فيه بالفضل والنعمة، ينظر الله إلى تنافسكم في طاعته ويباهي بكم صنوف ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً, ألا فاستعدوا لصوم هذا الشهر ولا تحرموا أنفسكم من رحمات الله فيه؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله، وابتعد عن رضوان الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها المؤمنون:
إن شهراً هذا بعض فضائله لحقيق بالإجلال والتعظيم, وجدير بالترحيب والتكريم، فمرحباً بك يا شهر رمضان, مرحبا بك شهر الطاعة والغفران، مرحبا بك شهر النور والبرهان، مرحبا بك شهر الهداية والفرقان، مرحبا بك شهر الإسلام والقرآن, مرحبا بك موسم العبادة والسعادة وأيام التوبة والإنابة.
لك أيها الشهر في قلوب المؤمنين أسمى مقام، وأعلى مكان، كيف لا وقد أكرمك الله وفضلك على الأشهر كلها، وفرض على المؤمنين صيام أيامك وضاعف في إجلالك وإكرامك ونزل فيك كتابه المبين {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة 185).
وقد جعلك الله حجة على الناس، فمن رعاك رعاه الله، ومن ضيعك ضيعه الله، وجعلك شهراً دوريًّا تأتي في الصيف والشتاء، وفي فصول السنة الأخرى وإذا ما جئت في الحر، كنت شهر محنة واختبار ليميز الله بك الخبيث من الطيب، ويفرق بين الصادقين وغير الصادقين، وبين المؤمنين والمنافقين، {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت 1, 3) وإذا ما جئت في البرد كنت غنيمة باردة للمؤمنين.
أيها الشهر المبارك: إن أيامك معدودات, وإنها تمر مرّ السحاب, فالسعيد السعيد من وقى نفسه وصانها من عبودية الشهوات، فصام نهارك وقام ليلك, فجئت له يوم القيامة شاهداً عدلا عند ربك فأكرمه الله بشهادتك ونعمه وجعله في عليين، والشقي الشقي من أضاعك وأضاع نفسه بالسقوط في أودية الشهوات المظلمة، فأفطر في نهارك وأساء في ليلك، فجئت عليه شاهداً عدلاً عند ربك، فأذله الله وأشقاه وجعله من الخاسرين.
أيها الشهر المكرم:
إن ربك العظيم قد خصك بمميزات ظاهرة وباطنة، فجعلك غرة شهور السنة، وفضل أيامك على أيام العام كله, وإن فيك ليلةً هي خير من ألف شهر {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}ِ (القدر4, 5).
فيك أيها الشهر الجليل تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد وتقيد مردة الشياطين بالسلاسل والأغلال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
والصائم المحتسب فيك لا يرد الله دعوته، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم )) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وفيك أيها الشهر الكريم تزكّى الأجساد من أدرانها، وتطهر الأنفس من شهواتها فلكل شيء زكاة كما ورد في الحديث، وزكاة الجسد الصوم، والصوم نصف الصبر، والصبر ثوابه الجنة، والصوم جنة ووقاية من عذاب الله.
هكذا يجزي الله فيك العاملين أيها الشهر المبارك، فأنت أيها الشهر موسم التقوى، وعيد المؤمنين, وفيك تشترى الجنان, فمرحباً بك وبقدومك الميمون. فعظموا عباد الله شهركم؛ فإنه شهر عظيم, وقوا أنفسكم عذاب الجحيم، واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله سيد المرسلين، وإمام المتقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله:
اتقوا الله تعالى وأطيعوه .
أيها الإخوة المسلمون إن لشهر رمضان فضائل لا تحصى, وكرامات لا تستقصى فهي منحة إلهية كبرى، وفرصة حقيقية عظمى لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا.
عباد الله: لقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يجتهدون في عبادة ربهم اجتهاداً عظيماً, ليس في رمضان فحسب وإنما طوال الشهور والأيام، يجتهدون في قراءة القرآن، وفي قيام الليل، وفي الصدقة وفي الذكر والاستغفار، وفي الصيام والطاعة وكل ما يقرب الله تعالى، فهم رهبان بالليل فرسان بالنهار يقول الله عز وجل في كتابه الكريم
في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح: 29 ).
فعلينا معاشر المسلمين، أن نقتدي بأولئك السلف الأخيار, والأصحاب الأطهار في الاجتهاد في الطاعة والعبادة، والتقرب إلى الله تعالى ولو في هذا الشهر الكريم على أقل الأحوال، الذي تتهيأ فيه الأجواء لذلك، فضلا من الله تعالى ونعمةً، والله واسع عليم.
فأجيبوا داعي الله إن كنتم مؤمنين، وادخلوا دار الصوم راشدين، واحرصوا على شعائر الدين, واحذروا أن تكونوا متهاونين, من الذين فسدت قلوبهم، وضلت عقولهم، وساءت تربيتهم, فيفطرون في رمضان، ويعرضون عن ربهم الديان، ويهدمون من الإسلام الأركان فيحلهم الله دار البوار، جهنم يصلونها وبئس القرار .
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما بقوله تعالى – ولم يزل قائلاً عليماً-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب: 56).
فأكثروا من الصلاة والسلام عليه تكونوا من الفائزين، اللهم صل وسلِّم عليه، وارض عن الأربعة الخلفاء، وبقية العشرة الكرام، وأزواج نبيك المصطفى، وعن عمي حبيبك وسبطيه ذوي الإخلاص والصفا، وعن الأنصار والمهاجرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا معهم بمنّك، وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

طاهيري فتيحة
2010-08-06, 10:11
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررا

سرور.
2010-08-06, 14:00
بارك الله فيك ......................

محمد مولاي
2010-08-06, 14:25
بارك الله فيك اخي عادل