تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمّة اقرأ ..هل تقرأ..؟!


#نُورْ أَمِيرَةَ الأَخْلاَقْ#
2014-05-04, 19:30
http://im44.gulfup.com/LnOnW.jpg

لا تدع الكتاب وحيداً . (اجعله صديقك) ...صرخة نطلقها لجيل اليوم المعاصر..( جيل النت). في ظل تزاحم مواقع الكترونية مختلفة احتلت أوقاتنا وسرقت أيامنا ..لم يعد فيه للكتاب ذلك الجليس الصالح والأنيس الناصح مكانٌ في حياتنا..
لقد هُجر وطال الغبار صفحاته الغنية التي غابت حميميتها وجاذبية القراءة فيها , وفُضّلت عليها عوالم الشبكة العنكبوتية المفترضة,
نحن مجتمع استهلاكيّ أرهقته القشور وغرق في عتمة الجهل . اليوم أصبح العالم بعيدٌ جداً عن العلم والمعرفة ,وضاع في غياهب الصفحات الالكترونية الزرقاء وابتكارات الهواتف الذكيّة التي تضر ولا تنفع بل تذهب العقول .وتحوّلنا إلى عالمرقميّ مبعثر انعدمت فيه الأحاسيس .إنّ عالم النت أصبح في عصرنا داء عضال ,ينخرُ العقل ويُفتّته, لقد قال رسول الله الكريم(" في آخر الزمان يُرفع العلم ").
فلماذا لا نقرأ؟ لقد خاطب الله الإنسان بكلمة اقرأ..!
فالقراءة هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة,لأنها تزيد الحياة عمقاً وتغني الفكر والروح , "سُئل (عباس محمود العقاد):لمَ تقرأ؟ فأجاب : لأن حياةً واحدة لا تكفيني..
القراءة هي مفتاح العلم والثقافة وبطاقة عبور لمعرفة الذات والتقرب منها وتصل بها لأعلى درجات الرقي,وتنطلق بها إلى الإبداع والإنجازوالعطاء ,فالعقل تلك المعجزة التي تفرد بها البشر وحدهم ,وخصهم بها الله تعالى, يجب أن ننميه بما يفيده لا بما يجمِّده بل يخرِّبه, يجب أن نُغذِّيه لا أن نَسحقَه.,.كي نجابه به أوباء الجهل.. كم ستندهش عندما تعرف أن العالم العظيم أينشتاين الذي بهر العالم بنتاج أفكاره ونظرياته,لم يستخدم من قدرة دماغه سوى 1%..!فماذا لو استخدم أكثر من ذلك..ونحن كم نستخدم من هذه القوة الجبارة اليوم؟! إن كل إنجاز في رحاب هذا العالم ..عقل مفكر ..!!*لأنك عندما تقرأ كتاباًَ فإنك تحمل عقلاًَ آخر بين يديك..
لقد علق الكاتب الساخر "برنارد شو " : "قلة من الناس لا تفكر في حياتها إلا مرة أو مرتين ...لكنني صنعتُ شهرتي من خلال التفكير مرة أو مرتين في الأسبوع.."
فالإنسان القارئ تصعب هزيمته , وبيوتنا بلا كتب جافة وقاحلة كما هي عقولنا ,مع الأسف..فلنسرق الوقت قبل أن يسرقنا ويعترينا داءالجهل والظلام الفكري والروحي..

لقد خصص هذا اليوم 23 -4 من كل عام يوماً عالمياً للكتاب .. وهو اليوم الذي يصادف رحيل الشاعر وليم شكسبير ..فالكتاب يعتبر مخزون الأمم وإرثها و أداتها في نشر الثقافة عبر التاريخ. لكنه يمر علينا مرور الكرام ..!*فكم نأسى عندما نعلم ما توصلت إليه آخر الإحصائيات " أنَّ الطفل العربي يقرأ 7 دقائق فقط في السنة بينما يقرأ الطفل الأمريكي 6 دقائق في النهار. وكشفت أحدث الإحصائيات أن أوروبياً يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة والإسرائيلي يقرأ 40 كتاباً في السنة بينما على المستوى العربي فإنّ 80 شخصاً يقرأون كتابا واحداً في السنة ! في المحصلة فإن ثقافة أوروبي واحد توازي ثقافة 2800 عربي ,وتوازي ثقافة اسرائيلي واحد ثقافة 3200 عربي !!
عليك أن تتأمل كيف تهتم دول الغرب بالكتاب حيث أُقيمت مكتبة ضخمة متنوعة في وسط ليفربول تحت شعار " خُذ كتاباً ,وضع كتاباً آخر"
أما دول اليابان والصين العظمى فيولي شعبهما أهمية كبيرة للقراءة ,فهم يقرأون داخل وسائل النقل وفي المطاعم , المواقف ..وفي كل وقتِ فراغٍ متاح..لذلك فهم شعوب مفكّرة ومنتجة بالتالي..فما أقل ما قرأنا وما أشح ما وصلنا إليه, فإنَّركن الحضارة الكتاب أما البلد الذي لم يكن فيه كتاب لا توجد فيه حضارة كما قال (ميخائيل نعيمة )
وأذكر أنني قرأت أن كاتباً أمريكياً معاصراً قد أعفى نفسه عن الكتابة ,نظراً لتناقص عدد القراء الحقيقيين للروايات والكتب ..!أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الوفي الذي الذي لن يخونك أبداًَ كما قال الشاعر أحمد شوقي :" أنا من بدّل الصحبَ الكتابا لم أجد لي وافياً إلأ الكتابا"
,وصدق المتنبي حين قال : "خيرُ جليسٍ في الأنام ..كتابُ..."



ولأننا لم نُخلق عَبَثاً , فهلّا تقرأ.. أمة أقرأ..!؟!




http://im70.gulfup.com/0mkG7b.jpeg

salilox
2014-05-04, 20:32
بارك الله فيك

زهرة كل يوم
2014-05-04, 20:43
"خيرُ جليسٍ في الأنام ..كتابُ..."

شكرا لك اختي على الموضوع القيم

في اسطرك تلك ربما غائب عن الكتاب يعود بارك الله فيك

#نُورْ أَمِيرَةَ الأَخْلاَقْ#
2014-05-04, 21:10
شكرا لردودكم نورتوا الموضوع باحرفكم
لكتاب.. أصدق صديق وأنبل جليس! أحسن ما جاء في الكتب العربية القديمة أن أديبا دخل على الخليفة عبد الملك بن مروان فوجده يقرأ، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن الكتاب أنبل جليس، وآنس أنيس، وأصدق صديق، وأحفظ رفيق، وأكرم مصاحب، وأفصح مخاطب، وأبلغ ناطق، وأكتم وامق (محب)، يورد إليك، ولا يصدر عنك، ويحكي لك، ولا يحكي عنك. إن أودعته سرا كتمه، وإن استحفظته علما حفظه، وإن فاتحته فاتحك، وإن فاوضته فاوضك، وإن جاريته جاراك. ينشط بنشاطك، ويغتبط باغتباطك، ولا يخفي عنك ذكرا، ولا يفشي لك سرا، إن نشرته شهد، وإن طويته رقد، خفيف المؤونة، كثير المعونة، حاضر كمعدوم، غائب كمعلوم، لا تتصنع له عند حضوره في خلوتك، ولا تحتشم له في حال وحدتك.. في الليل نعم السمير، وفي النهار نعم المشير.
فقال عبد الملك بن مروان: لقد حببت إلي الكتاب، وعظمته في نفسي، وحسنته في عيني.
ومن الممكن أن تمل القراءة.. طبيعي.. فعندما يمل الإنسان كل شيء تكون الكتب أولى الضحايا.
ولكن لا شيء يروض العقل مثل الكتب.. وعليك أن تروض العقل وتراوده حتى تجد الكتاب الذي يهدئ هذه الثورة.. قد يكون كتابا في الحب.. في الفلك.. في النبات.. في الحيوان.. في الشعر.. في كتب الرحلات.. في أي موضوع.. لا يهم الموضوع.. المهم هو أن تستعيد شهيتك المفتوحة على الدنيا. حدث لي ذلك كثيرا، ويحدث، وأعرف الداء والدواء.
فكثيرا ما أجدني في الساعات الصغيرة من كل يوم في نشاط وحيوية، ولكن لا أريد أن أكتب، ولا أريد أن أقرأ ما كان في نيتي.
إذن، فعقلي يريد أن يلهو ويلعب.. أن يتمرد فيقفز بلا قيود مثل رواد الفضاء على القمر، حيث تضعف خيوط الجاذبية.. فليكن.. من حق العقل أن يستريح مني.. ولذلك أجدني أقلب في كتب الرحلات أو في كتب أخرى.. المهم أن يلهو العقل ويلعب على مرأى مني مربوطا بخيوطي.