المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياترى هل يجوز كتابة (ص) أو (صلعم) إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من كتابتها


أمير معزوزي
2007-09-03, 13:51
بسم الله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و صلى الله على نبيه سيد ولد آدم أجمعين ، و على آل بيته الطيبين الطاهرين ، و صحابته الغر الميامين و كل من إتبعهم برفق و إحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
من فضائل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم: صلاة الله تعالى وملائكته على من صلى عليه، وتكفير الذنوب، وتزكية الأعمال، ورفع الدرجات:
عن أبى طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت من ربى عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها" رواه أحمد في مسنده والترمذي. والملك هو جبريل كما في رواية النسائي واالطبرانى.
وما صلى أحد على النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى الله وملائكته معه على النبي، وصلى الله وملائكته عليه عشرا.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا" رواه مسلم وأبو داود والنسائى والترمذى وابن حبان.
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى قال: "من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات"، رواه أحمد, والنسائى واللفظ له، وابن حبان فى صحيحه.
وعن أبى بردة بن نيار رضى الله عنه قال: قال رسول الله: "من صلى على من أمتى صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات" رواه النسائى والطبرانى والبزار. قال ابن كثير ورواتهم ثقات.
ومن فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: إجابة الدعاء، وكفاية هم الدنيا والآخرة، والبراءة من النفاق، والعتق من النار، وكان صاحبها من أولى الناس به, صلى الله عليه وسلم, يوم القيامة واسكنه الله مع الشهداء:
روى الطبرانى فى الأوسط موقوفا ورواته ثقات، عن على رضى الله عنه قال: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد". ورواه الترمذى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب بلفظ: "إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك".
وروى الترمذى عن عبد الله بن مسعود قال كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سل تعطه سل تعطه", وقال حسن صحيح.
وعن ابن مسعود رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة". رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه.
وروى الطبراني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا، ومن صلى على عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى على مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء"
الحث على الإكتار من الصلاة النبى صلى الله عليه وسلم
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا على من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة على". قالوا يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ (قال: يقولون بليت) قال: "إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء". رواه أبو داود بإسناد صحيح. ورواه النسائى وابن ماجة، ورواه الحاكم فى المستدرك من حديث أبى مسعود الأنصارى وقال: صحيح الأسناد.
ياترى هل يجوز كتابة (ص) أو (صلعم) إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من كتابتها كاملة ؟.
قال الإمام النووي في مقدمته لشرح صحيح مسلم: يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله عز وجل أن يكتب (عز وجل) أو (تعالى) أو (سبحانه وتعالى) أو (تبارك وتعالى) أو (جل ذكره) أو (تبارك اسمه) أو (جلت عظمته) أو ما أشبه ذلك. وكذلك يكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) بكاملها، لا رامزًًا إليهما ولا مقتصرًا على أحدهما، وكذلك يقول في الصحابي (رضي الله عنه)، فإن كان صحابيًا ابن صحابي قال (رضي الله عنهما) وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار.
ويكتب كل هذا وإن لم يكن مكتوبًًا في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء ؛ وينبغي للقارئ أن يقرأ كل ما ذكرناه، وإن لم يكن مذكورًًا في الأصل الذي يقرأ منه ولا يسأم من تكرار ذلك، ومن أغفل هذا حرم خيرًًا عظيمًًا وفوت فضلًاً جسيمًًا.
وذكر ابن القيم في كتابه "جلاء الإفهام" أن من المواطن التي يستحب فيها الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم: عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم، وذكر أثارًا وروايات عن السلف في استحباب كتابة الصلاة والسلام عليه إذا كتب اسمه.
ومما ذكره: قال سفيان الثوري: لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب صلى الله عليه وسلم.
- وقال ابن سنان: سمعت عباسًا العنبري وعلي بن المديني يقولان: ما تركنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث سمعناه وربما عجلنا، فنبيض الكتاب في كل حديث حتى نرجع إليه.
والخلاصة: اختصار كتابة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام أمر غير لائق وهو خلاف المستحب وخلاف اتباع المحب .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد ، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى : فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك .
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً ) الأحزاب/56 ، مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة .
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه : " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه :
التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما في الأصل .
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك ، إلى أن قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب ( وسلم ) .
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي ( صلى الله عليه ) ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة عليَّ ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك ( صلى الله عليه ) إلا كتبت ( وسلم ) ... إلى أن قال ابن الصلاح : قلت : ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً .
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو ( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ) .
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 397 – 399 ) .
و أسأل الله سبخانه و تعالى أن يجعلنا وقافين عند أحكامه ، و متأدبين مع نبيه صلى الله عليه و سلم



أخوكم الراجي عفو ربه أبو عبد الله علاءالدين معزوزي

محمد أبو عثمان
2007-09-03, 14:22
جزاك الله خيرا

أمير معزوزي
2007-09-03, 14:39
و إياكم أخي الفاضل