المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيّ ربيع هذا؟


أبو ساعدة
2014-04-25, 08:07
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الكريم.
إنّ الأحداث كثيرة ومتسارعة، فلا نكاد نقرأ حدثا، حتى تتلوه أحداث وأحداث.
وإنّ الأخبار كثيرة ومتنوعة، والقنوات كثيرة ومتنوعة، والأغراض كثيرة ومتنوعة...
والإعلام يسرد الأخبار، فيحجّم أو يقزّم، والمتلقّي بين زاهد فيه ومهتمّ.
وعلى المسلم المؤمن أنْ يقرأ ويتروّى ويفهم ثم يحكم.
إخواني إنّ الذي يحدث في العالم العربي شيء لا يمكن التغاضي عنه ولا تجاهله، ولكن كيف يجب أن نتعامل مع هذا الحدث؟
هل بالحمية والعصبية والخشونة، أو بالروية والحكمة والمرونة؟
هل نضخمه حتى يظهر للناس أنه الحدث الوحيد الذي يجري في العالم، أو نقلل من شأنه حتى يبدو وكأنّ شيئا لم يحدث؟
نحن مسلمون أيها الإخوة، وقد فرض علينا الإسلام ألآّ نقول شيئا ولا نفعل شيئا إلاّ على هدًى من القرآن والسنّة، وخاصة في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.
فعبارة (الربيع العربي) هي من صنع الإعلام المغرض... رماها إلينا ورحنا نلوكها ونحن لا نستصيغ لها طعما. لم تأتنا إلا بالدماء والأحزان والمآسي.
فهذا الربيع الذي يتحدثون عنه لم يزهـر، ولكن حجب علينا السماء فلم تمطر.
ولا زالت الصراعات مشتعلة، والخلافات مستمرة وسماؤنا مكفهرّة، تجعل الإنسان العربي المسلم لا يثق في أخيه العربي المسلم.
إذن أيّ ربيع هذا؟

أبو ساعدة
2014-04-25, 08:11
لا تخَفْ على دين الله أن يخْبو وينحسرْ
فرَبـّـُـنا قد وعد، بأنّه سيعلو وينتصرْ
وإنّما علينا أنْ نمتثل لشرْعه وبه نأتمرْ
ونمتنع عمّا نهانا ونزدجـِـرْ
نكنْ بذلك أعبد الناس، فننجو ونزدهر
نعم؛ إنّ كثيرا من المسلمين يأسفون ويتألمون لما يجري في عالم الناس هذا، ويحزنون كثيرا على أنّ شرع الله معطل وأنّ الشريعة مغيبة إلا في جوانب محدودة... وأنّ الأمر كله بيد الكفار والفسّاق والمشركين، وليس بيد المسلمين في هذا العصر...
فيأتي بعضهم فيكلف نفسه فوق طاقتها ويحملها ما لا تستطيع فيقطع عهدا على أنْ ينصر دين الله، ويرفع لواء الجهاد ومحاربة الفساد، ولكنه يصطدم بجبال من الإعراض والجحود، ويقابل بالإنكار والصدود، بل يتهم من قريب ومن بعيد.
ولعلّ في ذلك شيئا من المنطق، إذ العالم كما نعرف جميعا أصبح متنكرا للحق ناكبا عن الصواب يعيش في جهالة وضحالة أخلاقية...
كثرت المساوئ والمفاسد، فحجبت نور الهداية، فلا يستطيع إنسان بمفرده ولا حتى جماعة من مواجهة كل جبهات الشر الموجودة في العالم اليوم.
إنّ الكفار والفجار والمنافقين والمبتدعين والمصلحيين... كل هؤلاء في صف يعرقلون الجهود المبذولة من قبل الفرقة التي تتبنى واجب النهوض بالأمة.
فإذا كان الأمر كما علمنا فما هو الحل وماذا نصنع وماذا نفعل؟
فلقد جرّب الناس المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات لوقت طويل ولم تقم دولة إسلامية ولا خلافة إسلامية، ولا استقر حال المسلمين ولا اختفى الشر... بل ازداد المسلمون تشرذما وتفرقا وضعفا، وازداد خصومهم قوة ومنعة، فامتلكوا الأرض والسماء ونجحوا في الترويج لبضاعتهم وثقافتهم وسمومهم، وأصبح المسلم يستورد منهم كل شيء حتى الأفكار وربما استورد الدين، نسأل الله السلامة.
والحل كما تعلمنا من دين الله لا يأتي عن طريق الأساليب المذكورة سالفا، ولكن هي أنْ يصلح كل مسلم حاله، ويؤدي واجبه، ويتقي ربّه، ويحفظ أمانته، ويرعى حقوق غيره في دائرته مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذلك.
فإذا عمل ذلك وأخلص النية في ذلك فإنّ الله وعده بالتمكين في الأرض، ووعْدُ الله حق وصدق، لا يليق بمسلم أنْ يشكّ فيه لحظة واحدة...
ويوم يأتيه التمكين، ويوم تكون بيده القوة فليُطبّقْ شرع الله لا ينقص منه شيئا، ليعرف الناسُ أنّ المسلم هو الذي يسْلم الناس من يده ولسانه، وهو الذي يعمل الخير لا لشيء إلاّ لمرضاة الله، يعمل الخير مهما كان حاله؛ ضعيفا أو قويا، رئيسا أو ومرؤوسا........
والحمد لله رب العالمين.

فارس وجواد
2014-04-25, 10:37
جملة قرأتها قبل مدة .
كم من ربيع مضى علينا ........ و لكننا مازلنا لم نقطف و لا زهرة منه .
شــــــــــــــكرا أخي على الموضوع .

بصمة لاتنسى
2014-04-25, 13:04
السلام عليكم
لكن مايحير ان هناك من لايزال ينتظر الثمار للربيع العبري
شكرالك
حفظ الله جزائرنا من الفتن ماظهر منها ومابطن
سلام

optimism
2014-04-25, 13:30
السلام عليكم
في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.
قال الله تعالى : فأما الزبد فيذهب جفاء واماماينفع الناس فيمكث في الارض , صدق الله العظيم
مايبقى غير الصح