ع.جمال
2009-07-15, 11:15
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم.
اعقلهـــــــــــــــا وتوكل على الله.
أخواني إخوتي في الله.
من القيم الدينية التي يلتبس (يختلط) أمرها على بعض الناس قيمة التوكل على الله .
فما معنى التوكل؟.
وما هي حقيقته؟.
وما أثره على الفرد والمجتمع ؟.
طبعا الإنسان في هذه الحياة له قدرات محدودة تحيط بها قدرة الله التي لا تحد ، ومن قدرة الله يستمد الإنسان القوة والعون في الحياة، وارتباطه بهذه الحقيقة هو أساس التوكل على الله.
حين يهم الإنسان بأمر من الأمور ، فيعد عدته ويستكمل أسبابه ، فما عليه بعد ذلك إلا أن يتوكل على الله في بلوغ هدفه ، وأن يفوض أمره إلى الله في تحقيق غايته......
يقول الله تعالى: ( فإذا عزمت فتوكل على الله).(1).
فالعزم أولا ثم التوكل ، وعليك أن تعمل أولا ثم تفوض أمرك إلى الله فهو وحده الذي يرعى عملك ويكتب لك التوفيق والنجاح.
وقد ظن قوم أن التوكل لا يستلزم الأخذ بالأسباب ومن هؤلاء مثلا الأعرابي الذي ترك ناقته طليقة خارج المسجد.فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:( اعقلها وتوكل).
وحتى من يقول مالي والسعي والكد في طلب الرزق وقد كفل الله لي نصيبي منه ، فهو يأتيني حيث أكون وهذا لما قرأ هذه الآية:( ومن دابة في الأرض إلا على الله رزقها). (2).
ولو تدبر قوله تعالى لعلم أن الله كفل الرزق لكل (( دابة)) أي لكل مخلوق دب على الأرض ،فهو يسعى في طلب رزقه ويعمل لتحصيل معاشه، فلا يعود من سعيه إلا وقد أصاب رزقه وجنى ثمرة عمله.
ويؤكد هذا المعنى ويوضحه حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ). (*).
ولم يقل الرسول يرزق الله الطيور وهي قابعة في أوكارها، ولكنها تغادرها في الصباح الباكر جائعة خاوية وتبحث هنا وهناك عن الثمار وما تزال تجمع من هذا وذاك ، وتعود وقد أصابت رزقها ورزق أفراخها الصغار.......
إنها لم تزرع ولم تحصد ولكنها سعت في طلب الرزق، وكذلك الإنسان حين يتوكل على الله حق توكله في سعيه وكفاحه مؤمنا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين لا يتكالب على الدنيا ولا يذل نفسه في الطلب ، ولا يسلك الطرق غير المشروعة لقضاء مصالحه.
إذا فعل الإنسان ذلك فتح الله أمامه أبواب الرزق ، ويسر له أسباب الخير ورزقه كما يرزق الطير .
وقد كان التوكل على الله في حياة الأنبياء والرسل مقترنا بالعمل على تبليغ الرسالة والصبر على الأذى ومجاهدة الباطل وأهله.
وأخيرا أتمنى أن أكون قد وفقت بفضل الله إلى المقصود من الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الهوامش:
(1) الآية 173 من سورة آل عمران.
(2) الآية 6 من سورة هود.
(*) خماصا: جائعة فارغة البطن.
بطانا: ممتلئة البطن من الشبع.
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم.
اعقلهـــــــــــــــا وتوكل على الله.
أخواني إخوتي في الله.
من القيم الدينية التي يلتبس (يختلط) أمرها على بعض الناس قيمة التوكل على الله .
فما معنى التوكل؟.
وما هي حقيقته؟.
وما أثره على الفرد والمجتمع ؟.
طبعا الإنسان في هذه الحياة له قدرات محدودة تحيط بها قدرة الله التي لا تحد ، ومن قدرة الله يستمد الإنسان القوة والعون في الحياة، وارتباطه بهذه الحقيقة هو أساس التوكل على الله.
حين يهم الإنسان بأمر من الأمور ، فيعد عدته ويستكمل أسبابه ، فما عليه بعد ذلك إلا أن يتوكل على الله في بلوغ هدفه ، وأن يفوض أمره إلى الله في تحقيق غايته......
يقول الله تعالى: ( فإذا عزمت فتوكل على الله).(1).
فالعزم أولا ثم التوكل ، وعليك أن تعمل أولا ثم تفوض أمرك إلى الله فهو وحده الذي يرعى عملك ويكتب لك التوفيق والنجاح.
وقد ظن قوم أن التوكل لا يستلزم الأخذ بالأسباب ومن هؤلاء مثلا الأعرابي الذي ترك ناقته طليقة خارج المسجد.فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:( اعقلها وتوكل).
وحتى من يقول مالي والسعي والكد في طلب الرزق وقد كفل الله لي نصيبي منه ، فهو يأتيني حيث أكون وهذا لما قرأ هذه الآية:( ومن دابة في الأرض إلا على الله رزقها). (2).
ولو تدبر قوله تعالى لعلم أن الله كفل الرزق لكل (( دابة)) أي لكل مخلوق دب على الأرض ،فهو يسعى في طلب رزقه ويعمل لتحصيل معاشه، فلا يعود من سعيه إلا وقد أصاب رزقه وجنى ثمرة عمله.
ويؤكد هذا المعنى ويوضحه حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ). (*).
ولم يقل الرسول يرزق الله الطيور وهي قابعة في أوكارها، ولكنها تغادرها في الصباح الباكر جائعة خاوية وتبحث هنا وهناك عن الثمار وما تزال تجمع من هذا وذاك ، وتعود وقد أصابت رزقها ورزق أفراخها الصغار.......
إنها لم تزرع ولم تحصد ولكنها سعت في طلب الرزق، وكذلك الإنسان حين يتوكل على الله حق توكله في سعيه وكفاحه مؤمنا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين لا يتكالب على الدنيا ولا يذل نفسه في الطلب ، ولا يسلك الطرق غير المشروعة لقضاء مصالحه.
إذا فعل الإنسان ذلك فتح الله أمامه أبواب الرزق ، ويسر له أسباب الخير ورزقه كما يرزق الطير .
وقد كان التوكل على الله في حياة الأنبياء والرسل مقترنا بالعمل على تبليغ الرسالة والصبر على الأذى ومجاهدة الباطل وأهله.
وأخيرا أتمنى أن أكون قد وفقت بفضل الله إلى المقصود من الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الهوامش:
(1) الآية 173 من سورة آل عمران.
(2) الآية 6 من سورة هود.
(*) خماصا: جائعة فارغة البطن.
بطانا: ممتلئة البطن من الشبع.