تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المأســـــــــــــاة


espoirr
2009-07-14, 13:03
قد تستيقض في الصباح و تجد غرابا عند رأسك
لا تفزع أو افزع المهم بمجرّد أن تتحرك يطير الغراب…
و لكن إذا اسيقضت و جدت نقطة سوداء في جبينك
ثم حاولت أن تغسلها أو تمحوها أو تقطعها و بقيت راسخة
فتلك هي المأساة....المأساة هو الشيء الذي يلاحقك إلى الأبد
أو تلاحقه أنت بغباوتك و طيب خاطرك.....
عندما تكون في صفحة بيضاء
نقطة واحدة سوداء
ثم تقلب الصفحة فتجد نقطة سوداء
تتساأل أهي نقطة البداية
ام النهاية
أم هي نقطة حرف هرب منها
تفكر تفكر
فتقطر قطرة عرق فوقها أو دمعة
فتتبلل النقطة ثم تمحى
و لكن تبقى بقعة
نعم بقعة لا تمحى
لأن الدمعة التى سالت فوفها
كانت مزيجا من الحبّ و الخيبة
من الأمل و الحرمان
من الحيرة و الضياع
تلك هي المأساة
أن تجد نقطة في وسط ورقة بيضاء
و تبقى يتيمة
بلا معنى و لا تفسير
كدتَ أن تزوّج تلك النقطة بحروف
و لكن خفتَ أن تطلقها الحروف بالثلاث
من يدري لعلها هي التي تأكل الكلمات
و الحروف....و المعاني
هممت أن تضع فوقها علامة استفهام أو تعجّب...
لكن بدا لك أنّها و حدها تكفي للتعجّب و الإستفهام
قهي النهابة للبداية و البداية للنهاية
و بينهما أشياء
أشياء فضيعة
كبريق بسمة حبّ موؤود
كأن تهمّ بقول أح و لكن تشلّ قبل أن تضيف ب
أو أنّ الذي تريد أن تفضي إليه بحبّك يضع يده على فيك
و يقول لك لا داعي صه....
حتى الكلمة هناك من يجهضها و يشنقها
المأساة أن يموت الشيء قبل أن يولد
المأساة أن تشعل النار ثم تهرب
المأساة أن تقول يـــــــا....
ثم تترك الكل يلتفت إليك
ثم تمضي كأن شيئا لم يكن
المأساة أن تجري وراء الوهم
و انت تحمل في يديك زهرة النرجس لتغرسها هناك
من يدري لعل تلك النقطة في تلك الصفحة هي الوهم عينه
المأساة أن تتعاطى الأوهام و تسكر بالأحلام
و ترسم في الهواء بل في الفراغ لوحة ملائكية
المأساة أن تنام على السلمّ و انت تعتفد أنه سيكون معراجا إلى العالم الوردي
المأساة أن تستيقض في الصباح وأنت تتفقـّد الوردة التي كنت أغازلها في الحلم
لأنك كنت أعددت لها روضا تسكن فيه
و لاتكتفي بالبحث عنها بل تتّهم أنّها سُرقت
المأساة أن تمسك قلما حتى منتصف الليل
تم ترى الورقة تتبخّر
أو أن يغلبنك النعاس فيقع على الورقة و يخلف نفقطة
لأنه تعب منك و من الورقة
كأنه يريد أن ينبهـك قم ياحيوان
أنت لاشيئ سأكتب وحدي
فقلت له : تلك النقطة كانت تراودني من زمان من دهور
فهما حاولت أن أبدع فلن أتجاوزها
النقطة كثير كثير كثير جدا حينما تكتب للمجهول
حينما تكتب لأشباح من نسج خيالك
حينما تجترّ صداك
حينما تقول أحبّك يا....
و أنت تعرف أنها آخر كلمة
كل شيئ بعدها سينهار
المأساة أن ترسم نقطة في كتاب و تجعل منها فلما و مسلسلا
المأساة أن تضع سدّادة من الفلين في المحيط و تحاول الإبحار عليها
المأساة أن تـُقدم على الجنون لأنه الشيء الوحيد الذي لم تجرّبه
أما و أنّك كاتب ترسم نقطة و تقول سأدوّخ بها الدنيا
المأساة أن تمدّ يدك للمصافحة فيُبصق عليها
فتبقى تلك البصقة نقطة لا تُمحى في مكانها ينبت شوك غليظ
المأساة أن تقدم قلبك الأبيض هدية فيُرمي للكلب
لأنّ من أهديته له يريد العبث و كان يقول أنّ القلوب البيضاء غير موجودة...
و لكن تستطيع العيش بلا قلب لأنّ مكانه سيكون نقطة لن يأكلها شيء
المأساة أن ترى كذّابا منافقا و أنت تنتظره و تقنع نفسك أنّه على حقّ....و أنّ مازال فيه بصيص أمل....أمل رماديّ
و لكن لأجل معدود و محدود.
في آخر المطاف ستحكم بينكم نقطة لا يهم لونها فهي مظلمة كقعر جهنم
المأساة أن لا يستطيع القلم أن يكتب أكثر من نقطة لأنها آخر قطرة حبر فيه
و لكن لا بأس النقطة هي المصدر و المرجع كلٌّ يفهمها على هواه
المأساة أن ترسل رسالة ثم تجري و راءها لتسترجعها
لأنك كتبت عليها أحبّك ...لمن لا يستحق....
ثم تدعو الله أن لا تصل إليه و تتضرّع و تبكي
لأنّ تلك الرسالة يكون مصيرها المرحاض
و اسمك سيضاف إلى قائمة الحمقى
المأساة أن تبخل بمالك على نفسك و تتصدق به لمن يعربد به
و ربما دعاك للعربدة معه....
المأساة أن تقدم على الحرام على وعي و أنت تفعله تقول الله غالب
و تكشف عورتك و أن تقول معليش اليوم بحر و غدا توبة
المأساة أن تقرأ كلمات تافهة و أنت تعتقد أنها حرز لك من الثعابين
و تمد يدك لتمسك بالثعبان كلك ثقة
قد يلدغك ثم تقنع نفسك أن سمّه لن يقتلك
وإذا اشتدّ عليك الألم تقول أخطأت في التعويذة لم أحفظها جيدا....
نعم هذهي المأساة أن تستمرّ في إقناع نفسك بالخرافات ...
و كلّما قيل لك لم نفهم معنى نقطتك تضيف إليها نقطة أخرى بلون آخر و حجم آخر
تكثر وتتراكم و تتلبّد النقاط
فإذا هي الورقة كلها سوداء
نقطة كبير فضيعة
ثم تقول الحمد لله كتبت فيها كل شيء
أو بالأحرى لا شيء
و لكن تبقى تحتفظ بها إلى الأبد
لأنّ فيها بقايا ذكريات أجملها سوداء كانت نقطة يتيمة
و كلّما شدّك الحنينُ لتلك الذكرى ترسم نقطة و نقطة حتى احتلّت كل الورقة
و من قال أنّ الأشياء السعيدة و حدها هي التي تصنع الذكرى...
الذكرى تصنعها نقطة غامضة تراهن عليها بكل ماتملك و تمضي صكّا على بياض...
أنت واهم واهم توقّع و تراهن على مأساتك….
سيقال لك لا نحتاج لتضحيتك....
فتتجمّد كالتمثال بل كتلك النقطة الصمّاء
و بعدها كلّ شيء عدم....لا و نعم
تلك هي النقطة هي السؤال والجواب
و الحياة و الموت
و الحقيقة و الخيال
و الأسوء في تلك المأساة هو أن تضيع وقتك في تفسيرها أو تدميرها أو تكبيرها و تصغيرها
عبثا عبثا عبثا
إنتهى عهدُ السّرابِ
إنتهى عهدُ السّحابِ
قد دفنّا في التــرابِ
كلّ ماض من عتابٍ
قد رسمنا في الكتابِ
نقطة الدنيا اللعينـــة ْ
نقطة فيها عذابُ
نقطة فاض بها الكأس و ماج
نقطة مرحلة للإنهيار
نقطة للإنتحار
نقطة للإندثار
هي مأساة حياة همجيّة ْ
بل حياة بشريّة ْ
تفتل الحبل لشنق الحبّ ظلما
تعصر السمّ لقتل القلب غدرا
تزرع الرعب لدفن البسمات
تدرس الغدر لتغتال البريئ
أيّ مأساة كمن يشنق قلبي المحبّ
يشنق القلب بصمت و تخفّ و احتقار
و أنا أرقص كالمجنون أرجو ثمّ أرجو
أحاول أن أعالج مأساة بمأساة
و أعالج السمّ بالسمّ
و أشتري حبلا لأصنع به أرجوحة لرأسي الأبله
و أشعل النار لأستمتع بالألم و الحريق
حيمنا تنعدم المتعة الحلوة
تصبح الآلام متعة أحلى
لأنك من خلال الألم تتأكد أنّ فيك بقايا إحساس
أمّا إذا فقدت الإحساس بالألم
فأنت عدم و العدم أنت
و لن يبقى معنى للسعادة و المواساة و المأساة
و تلك شاهد على قبر حيّ ميّت...
قد كتب على شاهده نقطة و بس .
أنا الورقة البيضاء التي دنّستها نقطة حمقاء
كنت أتمنّى أن أكون لوحة فنّيّة فيها زهرة فردوسية
و لكن قررّ القلم و أبى إلاّ أكون مقبرة لهذه النقطة
فممن أنتقم
القلم طار و جفّ
و القرار قضى و انصرف
فلن أكون إلاّ مسوّدة لا تُحفاً
عفا الله عمّا سلف عفا الله عمّا سلف
المأساة تلاحق كلّ شيئ و لا شيئ...
حتّى البسمة قد تكون شاهدا على مأساة...
نعم ...إذا كانت آخر بسمة ...
وبعدها دموع لا تنقطع...
و حسرات لا تفنى
لا لشيئ إلاّ لأنّ الذي ابتسمت له ليس أهلا لبسمتك...
و أنّ الذي علّقت عليه آمالا و أحلاما
و انتظرته أعواما
كان تقبيله عليك وداعا...
و ترى قصرك العاجي يتبخّر و يتلاشى ...
و لا يبقى منه سوى بقايا تافهة بقدر نقطة
نقطة و راءها ما وراءها من حكايات مأساويّة
لا تنبشوها و لا تسألوا عن ماضيها ....
قد تكون آخر قطرة دم....
و آخر عطر حلم...

nessma_20028
2009-07-14, 17:02
كلمات رووووووووووووووووووووووووووووعة شكرا

أريج الغار
2009-07-14, 18:39
برغم صغر سنك إلا أنك تكتب جيدا!

و برغم صغر سنك إلا أنك توحي للقارئ بأنك تحمل هموم الدنيا على ساعديك ..

المأساة من اللأسى ، و الأسى هو الحزن البالغ الذي يجتاح الإنسان في لحظة ضعف ليس بيده الخروج منها ، و تظل تلازمه إلى أجل مجهول ...

تقبل مروري .. و شكرا

نسمة الروح
2009-07-15, 11:51
ماذا عسايا ان اقول لك إن شاء الله نقطة اخرى تلطخ ورقتك البيضاء ولكن هي تبدو كالنقطة من الحبر وعندما تقرب اليها هي وردة مليئة بالاحاسيس وتنعمك بالحب الذي تحلم بهfile:///C:/Documents%20and%20Settings/Administrateur/Bureau/mimi%20and%20mido/Nouveau%20dossier/129613_1200910590.jpg