المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالنا وحالهم مع الصلاة والمساجد


زهرة القدس
2007-09-02, 18:20
المكان : مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الزمان : السنة الثالثة والعشرين من الهجرة .
يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر ..يدخل المسجد .. تقام الصلاة .. يتقدم عمر و يسوي الصفوف .. يكبر. فماهو إلا أن كبر حتى تقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين .أما الصحابة الذين خلف عمر فذهلوا وأسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم .
وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر .. فما إن فقدوا صوت عمر حتى رفعوا أصواتهم : سبحان الله .. سبحان الله . ولكن لا مجيب . يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس .
يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يُسْفِرَ الصبحُ . اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته .
نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله . ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس .
قال : نعم . قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .
هكذا كان حالهم مع الصلاة . حتى في أحلك الظروف ، بل وحتى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت .كيف لا ؟ وقد كانت هذه الفريضة الهم الأول لمعلم البشرية  وهو يعالج نفسه في سكرات الموت فيقول : الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .
فالصلاة قرة عيون المؤمنين كما صح عنه  أنه قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة .
ولذا كان يقول : أرحنا بها يا بلال .
أما نحن اليوم فلسان حال بعضنا اليوم : أرحنا منها يا إمام .
وقد سطر سلفنا الصالح صوراً مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة .
ففي صحيح مسلم ينقل لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صورة حية لصحابة رسول الله  وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول : ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف . فأين النائمون عن صلاة الفجر الذين أنعم الله عليهم وأصحّ لهم أجسامهم ؟ وما عذرهم أمام الله تعالى ؟.
منائركم علت في كل حيٍّ ومسجدكم من العباد خالي
وصوت أذانكم في كل وادٍ ولكن أين صوت من بلالِ
• وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .
ولما اشتكى عينه يوماً قالوا لـه : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة . فقال : فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح .
• وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج ( الشلل ) فقيل لـه : قد رخص لك . قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .
• وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوا بيدي فقيل: إنك عليل قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟. فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات
• وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
• وسئل ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياماً ؟ قال : لا ، ولا صلاةً واحدةً .
هكذا أفتى ابن مهدي رحمه الله . ثم يأتي الامتحان ، فيزوج ابن مهدي إحدى بناته فيخرج صبيحة العرس ويمشي إلى بابهما فيقول للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة . فخرج النساء والجواري فقلن : سبحان الله !! أي شيء هذا ؟ . فقال : لا أبرح حتى يخرج إلى الصلاة .
فهل ترانا نستطيع أن نصنع مثل صنيعهم ، أم هو ما نراه من ترك للصلاة وجراءة على الرحمن بوجه لم نعرفه في السلف أبدا ولا في الخلف الصالحين ، إننا بحاجة إلى معرفة هذه النماذج عن سلفنا في المحافظة على الصلاة في المساجد ، ونحن الذين نتعلل بما لا يُتَعَلَّل به ، وكأن الله لا يطلع على قلوبنا ، أو أننا نستطيع خداعه .
وانظروا رحمكم الله إلى مساجدنا وكيف أنها اقفرت من المصلحين خصوصا في صلاة الصبح مع أن المصلي ينتفع بها لدنياه أول ما ينتفع ، أو ليست الصلاة التي يظل المؤمن بها في حماية الله حتى يمسي ؟!!
منقول