تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اهم المقالات الفلسفية لا تفوتوها


هجيرة رغد
2014-04-11, 19:27
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : إلى أي مدى تتدخل الأخلاق في بناء الاقتصاد الإسلامي ؟
المقدمة :
مما لا شك فيه أن العمل ظاهرة اجتماعية موجهة نحو تحقيق أثر نافع في الحياة . ولن يصل الإنسان إلى تحقيق هذه الغاية ما لم يستند ما يقوم به إلى مبادئ يستمد منها شرعيته والى أصول تضبط أموره , وتحدد معالمه الكبرى ولما كان الإنسان كائن أخلاقي كان لزاما أن تكون الأخلاق هي منبع العمل وغايته . ولا يمكن الحديث عن الأخلاق ودورها في تنظيم وبناء الحياة الاقتصادية دون الحديث عن الأخلاق التي دعا الإسلام إلى إرساء قواعد العمل والاقتصاد عليها . ومنه نتساءل : إلى أي حد تساهم الأخلاق في بناء الاقتصاد الإسلامي ؟
التحليل :
قبل بيان دور الأخلاق في بناء الحياة الاقتصادية في الإسلام لابد من الوقوف عند نظرة الإسلام للعمل .
لقد جعل الله الإنسان خليفة في الأرض مصداقا لقوله تعالى:(إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) من سورة البقرة -رقم30- ، وهذه الخلافة قائمة على السعي و العمل واكتساب الرزق بالطرق الشرعية ، ولقد حث القرآن على العمل و بين أنه ذو قيمة عظيمة في حياة الإنسان ، قال تعالى :( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون ) و أكدت الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة العمل و طلب الرزق حتى لا يكون الفرد منا عالة على مجتمعه يتجرع آلام الذل و المهانة . و في هذا قال الرسول صل الله عليه وسلم :( اليد العليا خير و أحب عند الله من اليد السفلي ). وقد سما الإسلام بالعمل ، فلم يفرق بين أنواعه يدويا كان أو فكريا ، بل جعله في مرتبة العبادة ، وفي هذا خالف الإسلام نظرة الفلسفات القديمة إلى العمل اليدوي الذي جعلته عنوانا للعبودية و نوعا من التكفير عن الذنوب .
إن فلسفة الاقتصاد في الإسلام تنظر إلى الحياة نظرة أكثر شمولا وتعتني بالنواحي الإنسانية عناية خاصة . وقد تضمنت هذه الفلسفة خلافا للفلسفات الاقتصادية المعاصرة مبادئ عامة وقواعد لتنظيم الحياة الاقتصادية تنظيما أخلاقيا من أجل تحقيق حياة متوازنة لكل فرد في المجتمع ، ومن بين هذه المبادئ :
الملكية الفردية : فالمكية الخاصة في الإسلام مشروعة لكن ليست مطلقة كما هو الحال في الرأسمالية ، ولا مقيدة كما في الاشتراكية ، بل إنها محدودة بحدود الشريعة الإسلامية .ومن أدلة شرعيتها قوله تعالى :( …و إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون و لا تُظلمون ) البقرة – الآية 277- وقوله تعالى :( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ... ) البقرة – 186 - . وإقرار الإسلام الملكية الخاصة إنما هو مراعاة وتماشيا مع الفطرة الإنسانية المحبة للتملك لقوله تعالى : "و انه لحب الخير لشديد "
ولا يدخل في ملكية المسلم المال الذي لا يكون حلال ، كالمتاجرة في لحم الخنزير و الخمر ، وكذا المال الذي تكون طرق كسبه غير مشروعة كالربا والقمار . و الإسلام وهو يشرع الملكية الفردية وضع التدابير الوقائية التي تمنع قيام الملكية الظالمة ، كحرمة الإفساد في الأرض و طغيان بعض الناس فيستحلوا ما هو حرام وينفرد ثلة من الأقوياء على كل شيء ويحرموا الضعفاء من كل شيء ، ولتؤدي الملكية الخاصة وضيفتها الاجتماعية حرم الإسلام كنـز الأموال أو تبديدها أو استعمالها في غير موضعها فأقر الحجر.
الزكاة : وهي ركن من أركان الإسلام وهي فرض على الفرد المسلم ، ومن أدلة وجوبها قوله تعالى :( أقيموا الصلاة و أتوا الزكاة ) وقوله تعالى كذلك :( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها... ) الآية 103 التوبة . وهذه الفريضة لا تأخذ إلا من المسلمين ولا تصرف الالفقرائهم . وقد حدد الشارع الأموال التي تأخذ منها الزكاة وحدد مقدارها وكذلك من تصرف إليهم وهم الأصناف الثمانية الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم . ولقد كان للزكاة الأثر الواضح في محو الفقر وخاصة في عهد الخليفة الأموي ( عمر بن عبد العزيز ) , حيث كان بطاف بها في السواق على الدور فلم تجد من يأخذها . كما كان للزكاة لها أثر آخر تمثل في تطهير النفوس من الشح و البخل.
الملكية العامة : أذن الشارع للجماعة بالاشتراك في الانتفاع بالعين ، فلا نختص فرد بحيازتها دون آخر ، وهذا ما ورد في قوله الرسول عليه الصلاة و السلام : ( الناس شركاء في ثلاث :الماء و الكلأ و النار ) . وإقرار الإسلام للملكية الجماعية إنما يرمي إلى تحقيق أهداف منها : ضمان الانتفاع بالثروة انتفاعا عادلا . تأمين الحاجات الأساسية لجميع الأفراد ، وضمان استمرار حق المسلمين في الثروة
إن فلسفة الاقتصاد في الإسلام نظرت للحياة الاقتصادية نظرة أكثر شمولية واعتنت بالنواحي الإنسانية عناية خاصة , لقد تضمنت هذه الفلسفة وخلافا للفلسفات الاقتصادية المعاصرة مبادئ عامة وقواعد لتنظيم الحياة الاقتصادية تنظيما أخلاقيا من اجل تحقيق حياة متوازنة لكل فرد في المجتمع . وحماية المجتمع الإسلامي .
الخاتمة :
من خلال ما تقدم تتبين أن وهكذا تكون فلسفة الاقتصاد في الإسلام قد رسمت معالم حياة اقتصادية متكاملة تقوم على أسس أخلاقية وتجعل من الموارد الاقتصادية وسيلة لنمو الإنسان وتطوره وتحقيق سعادته .

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:28
مقال فلسفي نص السؤال : إن للشغل أبعادا فما هي ؟
المقدمة :
التحليل
تطلق كلمة شغل في اللغة للدلالة على معنى الوظيفة والحرفة والصنعة ... أما من الناحية الاصطلاحية فإننا لا نجد للشغل تعريفا واجدا فقد عرفه
اوغست كونت " في قوله:( هو التغيير النافع للمحيط من طرف الإنسان ) . إن العمل يمتاز بكونه نشاط واع يتصف بالاستمرارية , ويختلف عن وعليه فالشغل فاعلية إنسانية إلزامية موجهة نحو تحقيق أثر نافع في الحياة .
وقد ذهب المفكرون مذاهب شتى في بيان طبيعة العمل والدافع إليه ( هل هو بيولوجي أم اجتماعي ؟ ) :
إن اليونان اعتبروا العمل مصدرا النقص والعبودية والانحطاط فهو شيء مخز وهولا يليق إلا بالعبيد كما أشار أرسطو . ورأى الروماني شيشرون : " انه من غير الممكن لي شيء نبيل أن يخرج من دكان أو ورشة " . .. وقد جاءت المسيحية مؤيدة لهذا الموقف واعتبرت العمل عقابا للإنسان في هذه الدنيا وهو نوع من أنواع التكفير عن الذنوب . ورفض الإسلام أن يكون العمل عنوانا للعبودية ...واعتبره وسيلة من وسائل التحرر , بل إن الغاية من العمل مرتبطة بغاية الوجود الإنساني التي من خلالها استحق الخلافة في الأرض .
ومهما يكن فقد بات من المؤكد انه لا سبيل إلى التحرر من الحتميات إلا بالعمل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن للعمل أبعاد تظهر في قول
الأديب و المفكر فولتير : ( إن الشغل يبعد عن القلق و الحاجة و الرذيلة ) . و تفصيل ذلك هو الآتي :
البعد النفسي : كان الهدف من الشغل حتى مطلع القرن 20 م هو الوصول إلى أكبر مردود ممكن وبأقل التكاليف حيث نظر المفكر الاقتصادي فريدريك تايلور إلى الشغل نظرة آلية خالية من أي معنى نفسي أو إنساني ، إذ اعتبر العمال في المصانع مجرد آلات للإنتاج ، وهذا ما أثار فيما بعد علماء النفس ودفعهم إلى الاهتمام بالعامل على اعتبار أنه محور العمل و الإنتاج وهكذا ظهرت " سيكولوجية العمل " التي تبحث في أسباب الشغل الفزيولوجية و الاجتماعية و النفسية و آثارها على الشغل و الإنتاج ويظهر الأثر النفسي للشغل عند الإنسان الذي لا يعمل ،إذ أنه يشعر بالملل و القلق ويكون سريع الانفعال، وتكون شخصيته في مرآة ذاته مهتزة ،و البعض من الناس قد يصبح نتيجة هذا الفراغ عرضة إلى الأمراض النفسية.
و بالنظر إلى فاعلية العمل اعتبره الأطباء النفسانيين وسيلة من وسائل العلاج لأن ممارسة نشاط معين في نظرهم له تأثير على الجملة العصبية وهذا ما ينتج عنه التخفيف من حدة صراعاتهم ومعاناتهم وفي هذا قال الدكتور اليعقوبي في كتابه الوجيز في الفلسفة : ( ...وقد دلت التجارب على المصابين بالأمراض العقلية ، تخف اضطراباتهم عندما يقومون ببعض الأعمال القليلة ، مما يثبت أن العمل أحد دعائم الصحة العقلية ).
البعد الأخلاقي : لم ينظر الإنسان للشغل نظرة مادية فحسب ، بل نظر إليه نظرة معنوية واعتبره قيمة أخلاقية تحفظ كرامته و تصون عرضه لأن الذي لا يعمل كثيرا ما يسأل الناس قوت يومه وهذا إذلال له و إهدار لسمعته .ويذهب البعض إلى أبعد من سؤال الناس إلى السرعة و ألوان الكسب غير المشروع ويصبحون مصدر شر للناس .
إن الشغل دليل وعنوان الحرية الإنسانية ومسئوليته اتجاه نفسه وغيره ، وهذا ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف إذ ورد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن الله تعالى يمقت العبد الصحيح الفارغ) . وفي في حديث آخر ( من اكتسب قوته ولم يسأل الناس لم يعذبه يوم القيامة )
البعد الاجتماعي : إن حاجات الإنسان البيولوجية كثيرة ومتنوعة في مقابل محدودية إمكانياته وقصوره عن تحقيقها بمفرده . وهو ما فرض عليه التعاون مع غيره ومن ثمة أصبح الشغل ضرورة اجتماعية اقتضت تقسيم الأعمال و الأدوار في المجتمع . فالشغل إذا ليس مجرد نشاط فردي، بل هو نشاط اجتماعي يقوم على التعاون ويقوي العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وذلك بوصفه ظاهرة ملازمة للعمران البشري كما أكد ذلك عالم الاجتماع ابن خلدون
البعد الاقتصادي : البعد الاجتماعي للعمل يؤدي إلى تقسيم العملية الإنتاجية من طرف المجتمع يحول الشغل من الصورة البيولوجية المرتبطة بتلبية حاجيات الفرد إلى الصورة الاقتصادية المرتبطة بتلبية حاجيات الجماعة ، وتحقيق هذه الصورة إنما يتم حسب تنظيم اقتصادي لعملية الإنتاج و الاستهلاك وما يتوسطها من علاقات مختلفة بين العمال و أرباب العمل المنتجين و المستهلكين .
الخاتمة : إن الشغل هو احد الشروط الأساسية للوجود الإنساني فالإنسان حين يشتغل يؤثر على ذاته ويغير فيها تغيرا ويوجهها نحو إنسانية الإنسان وفي هذا قال مونييه : " يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا " .

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:30
مقال فلسفي
نص السؤال : أيهما أصلح للتسيير الاقتصادي الحرية أو التوجيه ؟

طرح المشكلة : مما لاشك فيه إن العمل ظاهرة اجتماعية , وان كل مجتمع يحتوي عل ظواهر اقتصادية ,ولقد بنيت هذه الظواهر في العصر الحديث على مبادئ فكرية معينة . تجسدت من خلال النظام الاقتصادي الر أسمالي , والنظام الاقتصادي الاشتراكي .
ولقد اختلف المفكرون نتيجة تطبيق النظامين الر أسمالي و الاشتراكي وما لزم عنهما من نتائج و إلى تيارين متعارضين , يؤيد كل واحد منهما نظاما بعينه . والإشكال المطروح هو : إذا كانت الحرية هي مبدأ النظام الاقتصادي الر أسمالي , وكان النظام الاقتصادي الاشتراكي يسير وفق تدخل الدولة , فأيهما أصلح للتسيير الاقتصادي الحرية أو التوجيه ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة : الموقف القائل أن الحرية هي الأصلح للاقتصاد : تبنى هذا الطرح زعماء الفكر الرأسمالي ...و يعتبر الاقتصاد الحر امتداد للنظام الإقطاعي السائد في القرون الوسطى ، لكن بظهور الثورة الصناعية وخاصة في أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر ، تبلورت أفكار نظرية نظرت لهذا النظام . ويعد الفيلسوف الاقتصادي آدم سميث من أوائل دعاة هذا النظام معللا المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية بتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية ، معتقدا في المقابل أن الاقتصاد الحر هو النظام الوحيد القادر على تحقيق التطور و الرقي للمجتمعات .وذلك بالنظر إلى الأسباب التالية:
الملكية الفردية لوسائل الإنتاج: بوصفها أساس العمل ، وهي حق طبيعي ومشروع ، وعليه ينبغي أن تكون حرة ومطلقة ، حيث يمتلك الفرد ما يشاء و بالطرق التي يشاء عملا بشعار " آدم سميث " ( دعه يعمل دعه يمر) .
المنافسة الحرة : إن حرية التملك من شأنها أن تخلق منافسة اقتصادية في المجتمع ، إذ تنشط الأفراد وتدفعهم إلى التسابق نحو التفوق في العمل و الإنتاج و بالتالي إلى الإبداع و بالتالي تكون حرية التنافس عامل أساسي في تنشيط السوق , الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاج , وظهور رؤوس الأموال الضخمة التي يتطلب توظيفها الاستثمار المتزايد وهذا من شأنه أن يوسّع من دائرة الإنتاج , ويفتح مناصب عمل جديدة تمتص البطالة وتخلص الدولة من عبئ ومشقة ضمان العمل للمواطن , فيصير الاقتصاد في خدمة الشعب .
كما يفتح الاستثمار باب المنافسة بين المنتجين , وهذا ما يلزم عنه تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات دون الحاجة إلى الاستيراد . وهذا يؤدي إلى أن يستفيد المستهلك من تنوع المنتج , وجودته , إذ بإمكانه شراء البضاعة التي يرغب فيها والتي تناسب مع مستوى دخله .
قانون العرض و الطلب : إن الحياة الاقتصادية تسير حسب نظام طبيعي يتجاوز إرادة الإنسان ، أي تتحكم فيها قوانين ثابتة مماثلة للقوانين التي تتحكم في الحياة الطبيعية ، ومن هذه القوانين قانون العرض و الطلب و هو ينظم الاقتصاد في مجال الأسعار و الأجور طبقا لعلاقة طبيعية واضحة بين العرض و الطلب . فالأسعار تكون منخفضة إذا زاد العرض ، وترتفع إذا قل العرض و كذلك الأجور طبقا للعلاقة بين اليد العاملة المؤهلة و مناصب العمل .
مناقشة : لا أحد ينكر الإيجابيات التي حققها تطبيق هذا النظام ومنها تحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتوفير الإنتاج كما و كيفا ، الازدهار و التقدم غير أن تطبيق مبدأ الحرية الفردية قد انعكس سلبا على المجتمع الأوربي في القرن 18 م إذ أفرز نظاما اجتماعيا طبقيا قوامه الظلم و الاستغلال كما أن مبدأ المنافسة الحرة أدى إلى تبديد القوى الإنتاجية و إفلاس المتنافسين ( المضاربين ) ناهيك عن تراكم الإنتاج وتضخمه وما يصاحبه من بطالة و أزمات اقتصادية ( أزمة 1929 ) . واعتماد الحرية الاقتصادية لا يعني سوى ممارسة الاستغلال على أتم صوره و في أوسع نطاق له ، فتضيع كرامة الإنسان التي لا تعود إلا بعودة تدخل الدولة في تسيير الشؤون الاقتصادية ، و هذا ما نجد له سندا نظريا في النوع الثاني من الأنظمة الاقتصادية ( الاشتراكية ) .
عرض نقيض الأطروحة : الموقف القائل أن التوجيه هو الأصلح للاقتصاد : ظهر النظام الاقتصادي الاشتراكي كرد فعل على طغيان النظام الرأسمالي و ما صاحبه من ظلم و استغلال ، و يعد كارل ماركس "أبرز من نظروا لما أسماه بالاشتراكية الواقعية أو الاشتراكية العلمية التي لم ينادي بها ماركس كنظام موازي للرأسمالية بل كنقيض لها ، فهي نظام يجب أن يقوم على أنقاض الرأسمالية .حيث زعم في كتابه ( رأسمال ) أن الرأسمالية نظام قائم على التناقض الذي سيكون سببا في زوالها ( الرأسمالية تحمل بذور فنائها كما تحمل السحب المطر ) و يكمن التناقض في طبيعة العلاقة بين العمال و المالكين ، وهي علاقة قوامها الاستلاب ومن نتائجها ما اصطلح عليه " ماركس" فائض القيمة الذي سيكون من العوامل الحاسمة في نقل الاقتصاد من النظام الرأسمالي إلى الاشتراكي ويتم ذلك بـ : الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج : إيمانا بأن الناس سواء بسواء فلا بد أن يكون أن يكون المال ووسائل الإنتاج .. قدرا مشتركا بينهم ، تسهر الدولة على حمايتها مؤقتا إلى أن يصل المجتمع إلى المرحلة الشيوعية ، حيث لا أحد يملك ولا أحد يحكم ، لذا تصبح الملكية مشاعة .
تتولى الدولة تسير وتوجيه الاقتصاد أي : تتحكم كليا في إدارته داخليا وخارجيا وذلك من خلال اعتمادها سياسة التوازن الجهوري عبر أقاليم البلاد من اجل التوزيع المتوازن للمشاريع المختلفة بغية توفير مناصب العمل "القضاء على البطالة . كما تراعى الدولة في توجهها الاقتصادي عدم الإضرار بالإنتاج المحلى فتشرف الدولة بأجهزتها المتخصصة على استيراد المنتجات المكملة فقط وهذا ما يضمن التطور الاقتصادي . كما تدعم الدولة حاجيات المجتمع الأساسية من السلع .و اعتماد الدولة أسلوب مجانية الخدمات الحيوية في المجتمع مثل التعليم و الصحة ... وهذا ما يؤدي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية –تحمي الدولة بواسطة تحديدها نوع المنتج وسعره وكذا أجهزة الرقابة التابعة لها القدرة الشرائية للمواطن فتتحقق العدالة فت الاستهلاك ويغلب على المجتمع النمطية الموحدة في أسلوب الحياة بدل التفاوت الاجتماعي
- التخطيط المركزي : وهو أسلوب في التنظيم يقوم على استخدام المواد على أفضل وجه ممكن و الهدف منه إيجاد تناسب بين الإنتاج و الاستهلاك حتى لا يبقى الفائض الذي من شأنه أن يؤدي إلى أمراض الرأسمالية . وعلى المستوى الخارجي تتولى الدولة تخطيط علاقاتها الاقتصادية مستقلا وسيدا بعيدا عن ضغط الملاك من الداخل لعدم وجودهم . و حسب كارل ماركس إرساء الاقتصاد على هذه المبادئ من شأنه إزالة التفاوت و الطبقية بين الأفراد فتسود العدالة الاجتماعية ويتحقق الازدهار الاقتصادي لأفراد الطبقة العاملة .
مناقشة : إن النظام الاقتصادي الاشتراكي ساعد على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع في الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و ساعد أيضا على توفير الحاجيات الأساسية لأفراد المجتمع .
لكن مبدأ الحرية الجماعية انعكس سلبا على المبادرة الفردية في مختلف الميادين خاصة وأن الجزاء في الفعل بقدر الحاجة لا بقدر الجهد . وفي هذا معارضة للفطرة الإنسانية (حب التملك) من جهة و نفي للفوارق الفردية من جهة أخرى ، وللعدل كقيمة أخلاقية . كما أن تطبيق هذا النظام أدى إلى تفشي كثير من الأمراض الاجتماعية كالرشوة و البيروقراطية و التواكل ... و الطبقية فيه أسوأ من نظيرتها ووقوعه في أزمات كثيرة أدت إلى الإطاحة به .
التركيب : مما سبق عرضة يمكن القول أن لا الحرية المطلة التي أقام الرأسماليون عليها الاقتصاد ولا التوجيه المطلق الذي نادى به الاشتراكيون ن هما الأنسب والأصلح للنظام الاقتصادي بل يجب إقامة الاقتصاد على المبدأين معا . وهذا مانجده له سندا في الممارسة الاقتصادية في الإسلام إذ اقر الإسلام مبدأ الحرية الفردية ولكنها مقيدة بحدود الشريعة الإسلامية وأهمها الكسب المشروع ...
ولتحقيق العدالة الاجتماعية وهي غاية النظام الاشتراكي فرض الإسلام الزكاة وهي ركن من أركان الدين ... ولضمان جودة المنتج ربط الإيمان بإتقان العمل وهذا ما يظهر في الهدي النبوي : " من عمل عملا فليتقنه " . والى جانب الحرية المحدودة والمسئولة اقر الإسلام تدخل الدولة في تسيير الشؤون الاقتصادية على غرار شؤون البلاد الأخرى , لكن هذا التدخل محدود ومضبوط( إقرار بيت مال المسلمين ) .
من هذا العرض الموجز تتبين الأساس الأخلاقي للممارسة الاقتصادية في الإسلام وهي أسس لم تراع في النظريتين السابقتين ولذلك بدا جليا تطرفهما الواضح في مقابل وسطية الحل الإسلامي وتكامله ( فهو وسط من وسط وخيار من خيار ) .
حل المشكلة : نستنتج من خلال ماسبق : إن مبدأ الحرية وحده وان كان ضروريا فهو غير كاف ولا الأصلح في مطلق الأحوال .
إن " التوجيه " " " " " " " " " " " "
إن الأصلح والأنسب للممارسة الاقتصادية هو اعتمادها المبدأين معا أي الحرية والتوجيه النسبيين

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:30
مقال فلسفي
نص السؤال : إلى أي مدى تجسد الديمقراطية كنظام حكم سياسي إرادة الشعب في المجال السياسي؟
طرح المشكلة :
يحتل مفهوم السلطة الصدارة في الصراعات السياسية وكذلك الفكر السياسي والفلسفي , نظرا لما لها من أهمية كبرى في تحديد مصير الشعوب, ولقد أخذت السلطة السياسية منذ بروزها في المجتمعات الأولى أشكالا مختلفة و وهذا ما دفع بالمفكرين في أنواع الأنظمة وفي أحسن نظام منها . ولقد حظي النظام الديمقراطي بالاهتمام الأوفر خاصة في العصر الحالي , والإشكال المطروح يتمثل في ماهي الديمقراطية ؟ وما هي الأسس التي تقوم عليها وما قيمتها كنظام حكم سياسي الأكثر تطبيقا في السياسة الداخلية للدولة ؟
التحليل :
الديمقراطية كلمة يونانية الأصل وهي مؤلفة من لفظين ديموس (demos) وتعني الشعب وكراتوس (kratein) وتعني الحكم والكلمة ككل تعني حكم الشعب.
والديمقراطية عند اليونانيين هي ذلك النظام السياسي الذي يكون نابعا من إرادة الشعب ويصبح فيه هذا الأخير يحكم نفسه بنفسه ... وقد صنف كل من أفلاطون وأرسطو الديمقراطية ضمن الأنظمة الصالحة .
وجدير بالذكر أن النظام الديمقراطي في العصر الحديث جاء كبديل للأنظمة الديكتاتورية ( التي تكون فيها السيادة لفرد واحد مصادرة بذلك كل حقوق الشعب في اختيار الحاكم وتسيير شؤون البلاد ) . ويقوم النظام الديمقراطي على أسس هامها : الكرامة الإنسانية , سيادة الشعب , الحرية والمساواة .
وللديمقراطية كنظام حكم سياسي – في عالمنا المعاصر – أشكال أهمها :
الديمقراطية السياسية : هي نظام يضمن الحريات المختلفة , إذ للمواطن الحق في الترشح للانتخابات رئاسية كانت أو نيابية أو محلية , وهي نظام يعطي الفرص لجميع المواطنين دون استثناء للممارسة حقوقهم السياسية , فالمواطن حر في اختيار ممثليه في تسيير شؤون الدولة عن طريق الانتخابات . كما يقوم هذا النظام على التعددية الحزبية أي : وجود أحزاب معارضة ووجود هذه الأخيرة إلى جانب حرية الصحافة يضمن الشفافية والوضوح في تسيير شؤون البلاد .تماما كما يضمن التنافس الحر في جميع المجالات دفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي .
الديمقراطية الاجتماعية : إن منظري الايدولوجيا الاشتراكية يرون أن الديمقراطية الحقة لا تتمثل في التعددية الحزبية والتناوب على السلطة , بل هي مبدأ لتحسين الوضع الاجتماعي لكل أبناء المجتمع الواحد بالتساوي , حيث تسهر الدولة الممثلة فالحزب الحاكم في البلاد المنتخب من طرف الشعب – الحزب الطلائعي توزيع ثروات البلاد على الشعب توزيعا عادلا , وبما يسمح للمواطن الحصول على حقه في التعلم والعلاج و ا لعمل...
ويعتمد النظام السياسي الاشتراكي سياسة التسيير الأحادية أي سياسة الحزب الواحد . وحق المعارضة مكفول في إطار الرؤية الجماعية للشعب ويتم تجديد هياكل الحزب عن طريق المؤتمر العام للحزب في جلسات أحيانا عادية وأحيانا استثنائية كما يتولى الحزب تزكية شخص ويقدمه للشعب من اجل انتخابه كرئيس للدولة كما يتولى الحزب توزيع المناصب الحساسة في الدولة للإطارات النشطة في الحزب وهو من يتولى عزلهم أو ترقيتهم كما يتولى التشريع على غرار التسيير ويمارس كل السلطات ويسهر كل من الرئيس الجيش الإدارة على تنفيذ توجيهات الحزب وتعليماته باعتباره يمارس الحكم باسم الشعب فهو صاحب السيادة .
يظهر من خلال ما تقدم أن الديمقراطية تعني حكم الشعب نفسه بنفسه ويتم ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتقوم على دعامتين أساسيتين هما : الحرية والمساواة , غير أن ملاحظة الواقع لا تؤكد هذه الادعاءات إذ لم نرى شعبا يحكم نفسه وحتى في المجتمع اليوناني فالديمقراطية عندهم لم تكن تعني كل أ فراد الشعب فالعبيد والغرباء والنساء لا يسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية ومن الملاحظ كذلك في المجتمعات الغربية اليوم أن العدد الكبير من الشعب لاتتوفر فيهم شروط ممارسة الديمقراطية ذلك لأن الحرية الاقتصادية أدت إلى عدم توازن في الدخل , لأن الفرد الفقير في الدولة الديمقراطية , لا يستطيع أن يتمتع بحقوقه السياسية التي أعطيت له لأنه لامتلك حق الدعاية و الإشهار في الحملات الانتخابية ...حتى أن بعض الأفراد يبيعون أصواتهم باخس الأثمان .
أما الديمقراطية الاجتماعية فقد أدت هي الأخرى إلى التعسف الدكتاتورية ذلك أن هذا النظام يحكم باسم الحزب والمعارضة السياسية في ظل هذا النظام مرفوضة إن وجدت تقمع في الداخل وتكون في الخارج .
الخاتمة :
نستنج من خلال ما سبق تحليله
أن الديمقراطية كنظام حكم سياسي تقوم على مجموعة من الأسس تختلف باختلاف الاعتقادات الدينية , والمنهج الاقتصادي المتبع في كل بلد .
إن نوعي الديمقراطية لم يتمكنا من تجسيد إرادة الشعوب على ارض الواقع .
ويبقى الأمل قائما في أن يطالعنا الفكر السياسي يوما بنظرية في الحكم أساسها وغايتها إرادة الشعب فردا وجماعة .

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:31
نص السؤال : هل غاية الديمقراطية الحرية أو إقامة المساواة ؟

طرح المشكلة : يحتل مفهوم السلطة الصدارة في الصراعات السياسية وكذلك الفكر السياسي والفلسفي , نظرا لما لها من أهمية كبرى في تحديد مصير الشعوب, ولقد أخذت السلطة السياسية منذ بروزها في المجتمعات الأولى أشكالا مختلفة و وهذا ما دفع بالمفكرين في أنواع الأنظمة وفي أحسن نظام منها . ولقد حظي النظام الديمقراطي بالاهتمام الأوفر خاصة في العصر الحالي , والإشكال المطروح يتمثل في : هل غاية الديمقراطية الحرية أو إقامة المساواة ؟
محاولة حل المشكلة :
قبل الإجابة عن الإشكال المطروح لا بأس من تقديم تعريف موجز للديمقراطية .
الديمقراطية كلمة يونانية الأصل وهي مؤلفة من لفظين ديموس (demos) وتعني الشعب وكراتوس (kratein) وتعني الحكم والكلمة ككل تعني حكم الشعب.والديمقراطية عند اليونانيين هي ذلك النظام السياسي الذي يكون نابعا من إرادة الشعب ويصبح فيه هذا الأخير يحكم نفسه بنفسه ... وقد صنف كل من أفلاطون وأرسطو الديمقراطية ضمن الأنظمة الصالحة . وجدير بالذكر أن النظام الديمقراطي في العصر الحديث جاء كبديل للأنظمة الديكتاتورية التي تكون فيها السيادة لفرد واحد مصادرة بذلك كل حقوق الشعب في اختيار الحاكم وتسيير شؤون البلاد . غير أن المفكرين انقسموا إلى تيارين متعارضين ؛ التيار الليبرالي أي آمن بفكرة الحرية كغاية أساسية والتيار الاشتراكي الذي آمن بالمساواة كغاية أساسية لها.
عرض منطق الأطروحة : ( الموقف القائل أن الحرية هي الغاية الأساسية للديمقراطية )
يعتقد الاتجاه الليبرالي في الحرية كغاية أساسية للديمقراطية إذ أن هذه الأخيرة نظام يضمن الحريات المختلفة , إذ للمواطن الحق في الترشح للانتخابات رئاسية كانت أو نيابية أو محلية , وهي نظام يعطي الفرص لجميع المواطنين دون استثناء للممارسة حقوقهم السياسية , فالمواطن حر في اختيار ممثليه في تسيير شؤون الدولة عن طريق الانتخابات . كما يقوم هذا النظام على التعددية الحزبية أي : وجود أحزاب معارضة ووجود هذه الأخيرة إلى جانب حرية الصحافة يضمن الشفافية والوضوح في تسيير شؤون البلاد .تماما كما يضمن التنافس الحر في جميع المجالات دفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي .
مناقشة : غير أن ملاحظة الواقع لا تؤكد هذه الادعاءات إذ لم نرى شعبا يحكم نفسه وحتى في المجتمع اليوناني فالديمقراطية عندهم لم تكن تعني كل أ فراد الشعب فالعبيد والغرباء والنساء لا يسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية ومن الملاحظ كذلك في المجتمعات الغربية اليوم أن العدد الكبير من الشعب لاتتوفر فيهم شروط ممارسة الديمقراطية ذلك لأن الحرية الاقتصادية أدت إلى عدم توازن في الدخل , لأن الفرد الفقير في الدولة الديمقراطية , لا يستطيع أن يتمتع بحقوقه السياسية التي أعطيت له لأنه لامتلك حق الدعاية و الإشهار في الحملات الانتخابية ...حتى أن بعض الأفراد يبيعون أصواتهم باخس الأثمان
عرض نقيض الأطروحة : ( الموقف القائل أن المساواة هي الغاية الأساسية للديمقراطية )
إن منظري الايدولوجيا الاشتراكية يرون أن المساواة هي الغاية الأساسية للديمقراطية وان الديمقراطية الحقة لا تتمثل في التعددية الحزبية والتناوب على السلطة , بل هي مبدأ لتحسين الوضع الاجتماعي لكل أبناء المجتمع الواحد بالتساوي , حيث تسهر الدولة الممثلة فالحزب الحاكم في البلاد المنتخب من طرف الشعب – الحزب الطلائعي توزيع ثروات البلاد على الشعب توزيعا عادلا , وبما يسمح للمواطن الحصول على حقه في التعلم والعلاج و ا لعمل...
ويعتمد النظام السياسي الاشتراكي سياسة التسيير الأحادية أي سياسة الحزب الواحد . وحق المعارضة مكفول في إطار الرؤية الجماعية للشعب ويتم تجديد هياكل الحزب عن طريق المؤتمر العام للحزب في جلسات أحيانا عادية وأحيانا استثنائية كما يتولى الحزب تزكية شخص ويقدمه للشعب من اجل انتخابه كرئيس للدولة كما يتولى الحزب توزيع المناصب الحساسة في الدولة للإطارات النشطة في الحزب وهو من يتولى عزلهم أو ترقيتهم كما يتولى التشريع على غرار التسيير ويمارس كل السلطات ويسهر كل من الرئيس الجيش الإدارة على تنفيذ توجيهات الحزب وتعليماته باعتباره يمارس الحكم باسم الشعب فهو صاحب السيادة .
مناقشة : أما الديمقراطية الاجتماعية فقد أدت هي الأخرى إلى التعسف الدكتاتورية ذلك أن هذا النظام يحكم باسم الحزب والمعارضة السياسية في ظل هذا النظام مرفوضة إن وجدت تقمع في الداخل وتكون في الخارج .
التركيب :يعتقد البعض من المفكرين أن كل دعوة إلى الحرية في الديمقراطية السياسية تتضمن شكلا من إشكال المساواة , وكل دعوة إلى المساواة في الديمقراطية الاجتماعية تستلزم نوعا من التحرر وفي هذا قال ( لاكومب ) : " ... فالحرية التي تطالب بها الديمقراطية السياسية هي حرية الجميع , وليست حرية البعض , الأمر الذي يفترض وجود شكل من أشكال المساواة بين الناس ...و إن كل تقدم نحوى المساواة في الديمقراطيـة الاجتماعـية , باعتبارها إلغاء لبعض الامتيازات يحرر من ألم هذه الامتيازات بالنسبة للذي يعاني من وطأتها القياسية , لا بل إن لفكرة الحرية وفكرة المساواة منبعا واحدا من وجهة النظر المذهبية , فكلاهما ينحدر من أخلاق تتأسس على قيمة الشخص الإنساني ".
حل المشكلة:نستنتج من خلال ماسبق أن الديمقراطية من أهم و أكثر النظم السياسية تطبيقا في الواقع وذلك بالنظر إلى الأسس التي تقوم عليها . كما أن الاختلاف حول الغاية من الديمقراطية هو اختلاف مذهبي لا يلبث أن يزول إذا ما ارتكزت الديمقراطية على الحرية كأساس لها واتخذت من تحقيق العالة الاجتماعية الأفراد كغاية لها .

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:32
مقال فلسفي نص السؤال : هل وجود الدولة ضروري ؟
طرح المشكلة : يحتل مفهوم الدولة الصدارة في الصراعات السياسية , وكذلك في الفكر الفلسفي , نظرا لما لها من أهمية كبرى في تحديد مصير الشعوب . إن التفكير حول هذه الظاهرة شكلّ المحور الرئيسي في الفلسفة السياسية منذ التجمعات الإنسانية الأولى ...وصولا إلى الدولة الحديثة .ولعل أهم المواضيع التي تناولها المفكرون والفلاسفة بالبحث والتفسير , نشأة الدولة وطبيعتها وجوبها أو عدم وجوبها ... فتعددت النظريات في الإجابة عن هذه التساؤلات وصلت حد التباين وخاصة ما يتعلق بضرورة وجود الدولة . وهو ما يحيلنا إلى طرح الإشكال التالي :هل نخشى وجود الدولة ، أو نخشى عدم وجودها ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة: إن وجود الدولة ضروري:ذهب أنصار هذا الطرح إلى اعتبار أن الدولة أداة لتجسيد وتطوير حريات الأفراد , وغايتها سعادة الإنسان . فذهب روزنتال إلى أن لفظ الدولة عند الإغريق يعني الوحدة السياسية الصغيرة التي يمكن للإنسان أن يبلغ فيها حريته وسعادته , وهي محاولة لتطبيق دولة الكسموس ( مدينة الآلهة ) في أرض الواقع لتجسيد قيّم العدل والخير .و في الفكر الإسلامي ذهب أبو حامد الغزالي في كتابه ( الاقتصاد في الاعتقاد ) إن حياة الإنسان لا تنتظم إلا بسلطان تقدم له الرعية الولاء والطاعة ولذلك يعتبر السلطان برأيه ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لا ن حالة المجتمع أثناء موت السلطان حالة خطيرة تكون مصحوبة بوقوع الفتن ...حيث قال : " إن الأمن على الأنفس وعلى الأموال لا ينتظم إلا بسلطان مطاع ".ونفس الفكرة أكدها الفيلسوف و عالم الاجتماع ابن خلدون حيث قال : " وإذا اجتمعوا ...ومد كل واحد منهم يده إلى حاجته يأخذها من صاحبه , لما في الطبيعة الحيوانية من الظلم والعدوان ...فيقع التنازع المفضي إلى المقاتلة ...واستحال بقاؤهم فوضى دون حاكم يزغ بعضهم عن بعض ، واحتاجوا من أجل ذلك إلى الوازع ، وهو الحاكم عليهم , وهو بمقتض الطبيعة البشرية الملك القاهر المتحكم " . وأكد الباروخ بندكتو سبينوزا : " إن غاية الدولة القصوى ليست السيطرة . فلم توجد الدولة لتحكم الإنسان بخوف ولا تجعله ملكا لإنسان بل إنما وجدت لتحرر الفرد من الخوف حتى يعيش- قدر ما يستطيع دون ضرر ـ حقه الطبيعي في الوجود والفعل " . وقد ألح روسو على حقوق الأفراد الطبيعية في المساواة والحرية فالدولة عنده وليدة قرار سياسي ( تعاقد اجتماعي ) وليست متعالية على الإفراد ولا يمكن أن تتعارض مصلحتها ومصالحهم ولا تسلبهم حرياتهم .ورأى هيجل في كتابه مبادئ فلسفة الحق : " إن الدولة الحقيقية , هي التي تصل فيها الحرية إلى أعلى مراتبها ... إن الدولة هي ما هو عقلاني " .
مناقشة :إن التاريخ والواقع لا يؤكد أن الدولة كانت في خدمة مصالح المحكومين بل بالعكس فقد كانت مستبدة بالحكم ، مصادرة بذلك كل حقوق الشعب وحرياته الأساسية ، بل حتى حقه في الوجود إن هو عارضها وهذا ما جسدته فعلا الأنظمة الديكتاتورية حتى أصبح يخشى من وجود الدولة بوصفها آداه قمع .
عرض نقيض الأطروحة: أن وجدود الدولة ليس ضروريا: يعتقد كل من ماركس و انجلز أن الدولة لم توجد منذ الأزل بل هي مؤسسة قمعية أوجدتها الطبقة المالكة من اجل حماية مصالحها , فالقانون وجد لخدمة مصالح الطبقة البرجوازية , فما جهاز الأمن والجيش إلا لخدمة مصالح الأقوياء وحماية ممتلكاتهم من الثورات التي يمكن أن يقوم بها الضعفاء وفي هذا قال انجلز : " وبما أن الدولة قد نشأت من الحاجة إلى لجم تعارض الطبقات ، وبما أنها نشأت في الوقت نفسه ضمن الاصطدامات بين عدة طبقات ، فهي كقاعدة عامة دولة الطبقة السائدة سياسيا . وتكتسب على هذه الصورة وسائل جديدة لقمع الطبقة المظلومة " .
وينطلق باكو نين الروسي من مفهوم أساسي هو أن الدولة هي القاهر الأساسي للإنسان إنها على حد تعبيره :" الدولة مقبرة كبيرة تدفن فيها مختلف مظاهر الحياة الفردية " . ومن الضروري لقيادة الجنس البشري إلى مملكة الحرية أن تنسف الدولة وان يستبعد مبدأ السلطة من حياة الناس . وجاء موقفه على هذا النحو لان ما ميز المجتمعات خلال القرن التاسع عشر , وخاصة روسيا القيصرية ... حيث استخدم وقتئذ نظام الحكم كل وسائل القمع والقهر لبسط هيمنته ولذلك دفنت كل المبادرات الفردية وخاصة الحريات ...وهذا آمن باكو نين بالثورة والتمرد كحل وحيد للقضاء على الدولة .
مناقشة :إن هذا القول لا يصدق إلا على القوانين الاستبدادية التي عرفتها البشرية والتي تمثل انحرافا ي استخدام سلطة الدولة من الحكام المتسلطين ولا يتعلق بالدولة في حد ذاتها كمؤسسة اجتماعية .
كمان الإطاحة بالدولة لا يحل مشاكل الضعفاء ولا يخلصهم من البؤس والحرمان وإنما قد تؤدي بالإنسان إلى الحياة الحرب وقانون الغاب
التركيب:إن تقدم الوعي السياسي أدى إلى ظهور السلطة القائمة على القانون لا على الإرادة الفردية
إن وجود الدولة ضروري لكن السؤال الذي يطرح : كيف نجعلها معبرة عن إرادة الشعب ؟ وماهي آلاليات التي تقيّد استعمال السلطة بشكل استبدادي وتحفظ الحريات الأساسية للمواطن ؟
إن المجتمعات الحديثة وضعت آليات تقيّد استعمال السلطة و حوّلت علاقة المواطن بالدولة من علاقة رضوخ واستسلام لإرادة الحكام إلى علاقة امتثال للقانون إلي اشترك المواطنون – بكيفية ما – في وضعه وهكذا وجد دستور يبين شكل الدولة ونظام الحكم , وينظم السلطات ويحدد العلاقة بين أجهزة الدولة ويقر الحقوق الأساسية ووسائل حمايتها .
الفصل بين السلطات , واستقلال الوظيفة القضائية , ضمان حق الدفاع .
مجلس لمراقبة دستورية التشريعات والقوانين التنظيمية .
حل المشكلة :ومن خلال ما تقدم يمن أن نستنتج :سلطة الدولة تنفي حرية الأفراد في النظم الاستبدادية ,أما في الدولة الحديثة حيث تحولت السلطة السياسية من الإرادة الفردية لا أشخاص الحكام إلى المؤسسات السياسية , وتم الانتقال من علاقة طاعة الحكام إلى علاقة الامتثال إلى القانون,فهي الإطار الواجب وجوده لتحقيق الكرامة الإنسانية
وجود سلطة الدولة كتنظيم سياسي شكّل تحولا جذريا في تاريخ البشرية إذ انتقلت من المجتمع الطبيعي إلى المجتمع المدني .

هجيرة رغد
2014-04-11, 19:33
مقالات فلسفية
نص السؤال :- هل يمكن للممارسة السياسية تجاوز كل اعتبار أخلاقي ؟
طرح المشكلة :
لقد واكب تطور الحياة المعاصرة وإحراز الإنسان تقدما هائلا في المعارف والتكنولوجيا تعقيدا في المشكلات والقضايا السياسية التي تواجهه فمن حروب بين العشائر تقع وجها لوجه إلي حروب كونية يهدد اندلاعها الحياة الإنسانية بأسرها .
وعلى مدار هذه التحولات ,كان موضوع أسس العمل السياسي وعلاقته بالأخلاق واحدا من أهم محاور المعرفة السياسية والفلسفية والأشكال المطروح في هذا الصدد يتمثل في : هل يمكن أن يستمرا العمل السياسي باستبعاده القيم الأخلاقية أوان الضامن الوحيد لاستمراره وشرعيته هو استناده للقيم الأخلاقية ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض الموقف الأول : (الموقف القائل:يمكن للممارسة السياسية تجاوز كل اعتبار أخلاقي )
من الذين تبنوا هذا الموقف نجد المفكر الايطالي(نيكولاس ميكافيلي) (1469-1527) صاحب كتاب الأمير " الذي السياسة وشؤون الدولة عن حدد فيه مقومان أساسيان للحكم أولهما : امتلاك ناصية القوة والحزم وثانيهما استقلال السياسة عن الإطار الأخلاقي والديني.
ورأى( ميكافيلي ) أن فساد الدولة وتدهور العمل السياسي يرجعان بالدرجة الأولي إلى تبني الحاكم للأخلاق والى تدخل الدين في السياسة و أن الدولة التي تبني سياستها على أسس أخلاقية تنهار بسرعة لذلك دعا الحاكم وليضمن لنفسه البقاء في السلطة الابتعاد عن كل ماهو أخلاقي بل يجب أن يستعمل كل ما لديه من وسائل لذلك فعليه أن يجمع بين قوة الأسد ومكر الثعلب لان معيار الحكم في نظره في مجال السياسة هو نتائج الفعل حيث قال: " الغاية تبرر الوسيلة والضرورة لا تعترف بالقانون " . وقال أيضا توضيحا لهذا الرأي " إنني اعتقد تماما إن كل إنسان سيوافقني الرأي علي انه من خير الأمير أن يستغل من الصفات ما يشاء في سبيل رفعته غير ناظر إلي قيمة أخلاقية أو دينية فهناك من الفضائل ما قد تؤدي إلي تدهور وانهيار حكمه كما أن هناك من اللافضائل ما قد تؤدي إلى ازدهاره ورفعته " .
والواقع أن اغلب الحكام وخاصة في القرن العشرين لجئوا إلى الوسائل غير الأخلاقية للاستيلاء على للسلطة والاحتفاظ بها وفي هذا قال موسولوني: "إن السلام الدائم لا هو بالممكن ولا بالمفيد إن الحرب وحدها وبما تحدثه من توتر هي التي تبعث أقصى نشاطات الإنسان وهي التي تضع وسان النبل على صدور أولئك الذين لديهم الشجاعة لمواجهتها." ولقد انتقد الفقيه هانز مورجانتو في كتابه "السياسة بين الأمم" استخدام الوسائل القانونية في حل مشاكل السياسية الدولية وأكد على استخدام القوة التي اعتبرها ملازمة للبشر وبالتالي هي القانون الذي يحكم أو سيود العلاقات الدولية حيث قال :"إن السياسة الدولية,كأية سياسة أخرى هي صراع من أجل السلطة". وأكد نفس المنطلق الأمريكي كيسنجر حيث قال:"في السياسة ليس ثمة صداقة دائمة أو عداوة دائمة ثمة مصالح دائمة".
مناقشة:
إن القوة وان كانت ضرورية فهي غير كافية لأنها وحدها تؤدي إلى الفوضى .كما أن التاريخ يثبت أن مجمل الأنظمة التي تخلت عن الأخلاق كان مصيرها الفشل والانهيار وهدا ما قصده المفكر الايطالي كروتشه –وهو أحد المعجبين ميكافيلي- حيث قال:"...فالقوة التي تدوس كل حق تحت أقدامها لابد أن تتقوض في النهاية". فلابد للعمل السياسي أن يقوم على أسس أخلاقية.




الرأي الثاني :( الموقف القائل : يجب أن يقوم العمل السياسي على أسس أخلاقية) :
إن ضرورة اقتران السياسة بالأخلاق ليست بالدعوة المعاصرة فنجد أن الكثير من الفلاسفة رأوا ضرورة ذلك ومنهم أفلاطون صاحب كتاب الجمهورية وابن خلدون الذي رأى أن سقوط الدولة سببه الإغراق في الشهوات والبطش والابتعاد عن الأخلاق حيث ذكر في المقدمة : " يعود حسن التصرف في الحكم إلى الرفق , فان الملك إذا كان قاهرا باطشا شمل الناس الخوف والذل وان كان متخلقا اشربوا محبته واستماتوا دونه في محاربة أعدائه " .
وفي العصر الحديث رأى كانط أن للدولة وظيفة إنسانية وسياسية والغرض من وجودها مساعدة الفرد وتحسين ظروفه فلا يجب مجرد وسيلة. يقول كانط :"يجب أن يحاط كل إنسان باحترام بوصفه غاية مطلقة في ذاته وليس وسيلة لآي احد " و انتهى كانط إلى ضرورة أن يرتبط كل فعل سياسي بما هو أخلاقي ولقد لخص نظريته في السياسة في كتابه مشروع السلام الدائم وأكد أن ظاهرة الاستعمار الحديث إنما تعود إلى القوة ( الحكم الاستبدادي ) ومقابل ذلك دعا إلى الحكم الجمهوري القائم على أساس المساواة والعدل . وأعيد طرح المسألة بعد( ح ع 2) وقد تجسدت في إنشاء هيئة الأمم المتحدة وتضمن ميثاقها الذي صادقت عليه معظم الدول الدعوة إلى التعاون والاحترام وهذا نص الهيئة :(( نحن شعوب الأمم المتحدة ولقد ألقينا علي أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي خلال جيل واحد جلبت للإنسانية مرتين أحزانا , يعجز عنها الوصف .... وان ندفع بالرقي الاجتماعي قدما وان نرفع مستوي الحياة في وجو من الحرية )) وفي العصر المعاصر ناشد راسل العالم كله إلى ضرورة أن تغير السياسة مجراها حيث قال :"الشيء الوحيد الذي يحررنا نحن البشر هو التعاون ,وأول خطوة في التعاون تتم في قلوب الأفراد والمألوف أن يتمنى المرء الخير لنفسه .وفي عالمنا المعاصر لن يجدي فتيلا ما لم يصطحبه تمني المرء الخير للآخرين وهذا مبدأ قديم بشر به رجال حكماء في مختلف العصور ومختلف البقاع " . ونفس الفكرة أكدها المفكر الجزائري مالك بن نبي حيث قال:" إذا كان العلم دون ضمير خراب الروح فأن السياسة دون أخلاق خراب الأمة " .
إن تاريخ الشعوب وواقعها يبين أن العلم في مجال السياسة يتبع الطريقة الميكيافلية ولو بطريقة غير مباشرة . فالمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة يضمنان حقوق الأقوياء الذين يملكون حق النقض و إلا بم نفسر هذه الحروب والانقسامات داخل الدولة الواحدة؟
التركيب:
من خلال الرأيين السابقين تتبين أن أنصار الرأي الأول إنما أرادوا بدعوتهم تلك تحويل المجتمع الإنساني إلى مجتمع حيواني الغلبة فيه للأقوى ,وان دعاة الأخلاق بقيت دعوتهم مجرد نظريات ومثل متعالية عن الواقع . إن السياسة في المجتمع الدولي تقوم على القوة وتستخدم النوايا الطيبة كذرائع للاستبداد و الاستعمار وقمع الحريات . ولن يتغير هذا الوضع إلا إذا ارتبطت السياسة بالأخلاق قولا فعلا واتخذت من القوة وسيلة لضبط النظام والدفاع عن مصالح البلاد والعباد وهدا ما نجده في قول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي :" الدين والسلطان توأمان ,الدين أس والسلطان حارس فما لا أس له فمهدوم وما لا حارس له فضائع " .
" الخاتمة:
إن إشكالية السلطة السياسية من أهم المواضيع في الفكر السياسي والفلسفي , وتزداد الإشكالية أهمية عندما يتعلق الأمر بالأسس التي ينبغي أن تقوم عليها السلطة السياسية وبخاصة الأخلاقية. وفي هذا المقال تعرضنا لأهم أطروحتين في هذا الموضوع ومنه نستنج: الساسة دون أخلاق تؤدي إلى الدمار والسياسة دون قوة تؤدي إلى الضعف والانهيار ومنه لبد للسياسة من الارتكاز على الأخلاق والاستعانة بالقوة كوسيلة متى استلزم الأمر ذلك وعلى أن تكون القوة آخر الخيارات الممكنة.

أسامة غليزان
2014-04-11, 22:19
شكرا لك وبارك الله فيك

hamza18
2014-04-12, 09:32
بارك الله فيك وشكراfoza

hamza18
2014-04-12, 09:57
اختى هل لديك مقالة عن الاحساس والادراك والداكرة والخيال....foza

محاربة الصحراء
2014-04-12, 10:31
mais machekitch yhotona hadou lma9alat ta3 andima

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:05
الإحساس الإدراك
مقالة جدلية حول الإحساس الإدراك بين الظواهرية والقشطالت

السؤال يقول : هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أم محصلة نظام الأشياء ؟

المقدمة : طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع عالمه الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراد يشكلون محيطه الاجتماعي , يحاول فهم وتفسير وتأويل ما يحيط به وهذا هو الإدراك , فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما يربط الإدراك بالشعور (الظواهرية ) والأخر بنظام الأشياء (القشتالت ) فالمشكلة المطروحة : هل الإدراك مصدره الشعور أم نظام الأشياء

التحليل : محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة الظواهرية أن الإدراك يتوقف على تفاعل وانسجام عاملين هما الشعور والشيء المدرك , وحجتهم في ذلك أنه إذا تغير الشعور يتغير بالضرورة الإدراك ومن دعاة هذه الأطروحة هوسرل وهو مؤسس مذهب الظواهرية حيث قال << أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف أخرج وأغير مكاني عن إدراكي لها يتنوع >> وهكذا الإدراك يتغير رغم أن الأشياء ثابتة والإدراك عندهم يكون أوضح من خلال شرطين ( القصدية والمعايشة ) أي كلما اتجه الشعور إلى موضوع ما وإصل به يكون الإدراك أسهل وأسرع وخلاصة هذه الأطروحة عبر عنها ميرلوبونتي بقوله << الإدراك هو الإتصال الحيوي بالعالم الخارجي >>

النقد : من حيث المضمون الأطروحة بين أيدينا نسبية لأنها ركزت على العوامل الذاتية ولكن الإدراك يحتاج إلى العوامل الموضوعية بنية الشيء وشكله ولذلك نقول إنها نسبية أيضا من حيث الشكل

عرض الأطروحة الثانية ترى هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على عامل موضوعي ألا وهو ( الشكل العام للأشياء ) أي صورته وبنيته التي يتميز بها وحجتهم في ذلك أن تغير الشكل يؤدي بالضرورة التي تغير إدراكنا له وهكذا تعطي هذه الأطروحة الأهمية إلى الصورة الكلية وهي هذا المعني قال بول غيوم* << الإدراك ليس تجميعا للإحساسات بل أنه يتم دفعة واحدة >> ومن الأمثلة التي توضح لنا أهمية الصورة والشكل أن المثلث ليس مجرد ثلاثة أضلاع بل حقيقية تكمن في الشكل والصورة التي تكمن عليها الأضلاع ضف إلى ذالك أننا ندرك شكل اٌلإنسان بطريقة أوضح عندما نركز على الوجه ككل بدل التركيز على وضعية العينين والشفتين والأنف وهذه الأطروحة ترى أن هناك قواعد تتحكم في الإدراك من أهمها التشابه ( الإنسان يدرك أرقام الهاتف إذا كانت متشابه ) وكذلك قاعدة المصير المشترك إن الجندي المختفي في الغابة الذي يرتدي اللون الخضر ندركه كجزء من الغابة , وكل ذلك أن الإدراك يعود إلى العوامل الموضوعية .

النقد: صحيح أن العوامل الموضوعية تساهم في الإدراك ولكن في غياب الرغبة والاهتمام والانتباه لا يحصل الإدراك , ومنه أطروحة الجاشطالت نسبية شكلا ومضمونا .

التركيب : إن الظواهرية لا تحل لنا إشكالية لأن تركيز على الشعور هو تركيز على جانب واحد من الشخصية والحديث على بنية الأشياء يجعلنا نهمل دور العوامل الذاتية وخاصة الحدس لذلك قال باسكال << إننا ندرك بالقلب أكثر مما ندرك بالعقل >> وكحل الإشكالية نقول الإدراك محصلة لتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل مع التجربة الحسية كما قال كانط ومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنية الأشياء.

الخاتمة:
وخلاصة القول أن الإدراك عملية معقدة ينقل الإنسان من المحسوس إلى المجرد فالمحصلة فهم وتفسير وتأويل وقد تبين لنا أن مصدر الإدراك إشكالية اختلفت حولها أراء الفلاسفة وعلماء النفس ويعد استعراض الأطروحتين استخلاص النتائج نصل إلى حل الإشكالية
الإدراك محصلة للتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية.

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:05
يقول "دونان " إدراك بياض الورقة هو الإحساس وإدراك الورقة البيضاء هو الإدراك "
أطروحة صحيحة وتقرر لديك إبطالها فما عساك أن تفعل ؟
المقدمة :
لقد كان الإنسان منذ بداية التفكير الفلسفي من أهم المحاور التي غلت الفلاسفة والعلماء وكان من بين القضايا التي أثارت شغفهم ومحاولة الكف عن ماهيته هو قدرته على المعرفة وقد وقف عدد من العلماء والفلاسفة على ملكتي الإدراك والإحساس بصفتهما منبع أساسي لمعرفة الإنسان إلا أن هاتين القدرتين أثارتا جدلا واسعا بين الفلاسفة وعلماء النفس فهناك طرح يرى أنه لا يمكن التمييز بين كل من الإحساس والإدراك أي علاقة انفصال بينهما هذه الأطروحة الأخيرة فاسدة وباطلة من أساسها وتأسيس على ذلك كيف يمكن الرد على هذه الأطروحة ودحضها ؟ وكيف نستطيع إبطال القول القال " إن إدراك بياض الورقة هو الإحساس وإدراك الورقة البيضاء هو الإدراك ؟
عرض منطق الأطروحة :
تميل أصحاب النزعة الكلاسيكية إلى التمييز بين الإحساس والإدراك والهدف من وراء ذلك هو جعل الإحساس شيئا والإدراك شيئا آخر أي هناك فرق بين ما يقدمه لنا الإحساس من صفات عن الموضوع وبين إدراك الموضوع على أساس تلك الصفات فهناك تمايز من حيث الماهية والصفات الجوهرية لكل منهما .
وفكرة الفصل والتمييز بين الإحساس والإدراك ليست وليدة اليوم بل عدد كبير من المفكرين والفلاسفة الذين تناولوا إشكالية مصدر المعرفة ذهبوا إلى تحديد خصائص لكل من الإحساس والإدراك ومن الأدلة التي اعتمدوا عليها هؤلاء نجد الأسبقية الزمنية حيث أننا دائما نجد الإحساس يسبق الإدراك وخير مثال على ذلك هو تكون المعرفة عند الطفل حسب تصور علم النفس التربوي إذ الطفل يعجز في بدية حياته عن إدراك الموضوعات الحسية في غياب تماثلها الحسي فحتى عندما نقول للتلميذ في بداية حياته الدراسية "ذهب حمزة إلى المدرسة' لابد أن تقدم له صورة حسية عن هذه الجملة بحيث نرسم له صورة حمزة والمدرسة والطريق وكذلك فيها العمليات الحسابية ولا يفهم التلميذ الأعداد مجردة فلا بد أن نمثل له الأعداد بأشياء ملموسة مثل القريصات والخشيبات .....الخ
ومن مظاهر التمييز أيضا طبيعة كل منهما حيث يتميز الإحساس بالبساطة بينما الإدراك مركب ومعقد ثم أن الإحساس يمدنا بمعطيات حسية لا معنى لها في غياب تأويل العقل لها ومن ذلك الإحساس يمدنا بلون البياض بغض النظر عن الموضوع مثل ذلك الإحساس يمدنا بلون السبورة وحجمها ووضعيتها وشكلها لكن لا يستطيع أن يحدد هوية السبورة فيأتي الإدراك ويحدد لنا هوية الموضوع المدرك وهي أن السبورة بياء مستطيلة الكل معلقة في جدار وغيرها من الصفات التي من شأنها أن تحدد هوية الموضوع المدرك .
إبطالها بحجج خصية :
من خلال استقصاء أدلة وبراهين هذا الموقف تبين واتضح لنا مدى تعسف أنصاره في الفصل بين الإحساس والإدراك والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو هل بإمكان الإنسان أثناء إدراكه لموضوع ما أن يحدد أين ينتهي الإحساس وأين يبدأ الإدراك أو كم يستغرق الإحساس الوقت وكم يستغرق الإدراك ؟ عندما تبدأ عملية الإحساس هل بالفعل تبدأ بالجزء أم بالكل ؟ من ذلك إدراكنا للسبورة أسبق في الإحساس اللون أم الشكل أم الوضعية أم الإحساس يأتي ككل دفعة واحدة ؟ ثم هل يوجد إحساس خالص نستطيع أن نميزه عن الإدراك ؟ مثلما يقول " بول غيوم " ليست الإحساس تجميعا لإحساسات بل يتم دفعة واحدة لكل ما" ويقول أيضا في هذا الصدد إن الإحساس الخالص هو من خلق السيكولوجيين ليس ظاهرة واقعية ' هذا جعل المدرسة الجشطالتية تثور على أنصار النظرية الكلاسيكية التي حسبه قد تغافلت وتجاهلت عن جوهر الإدراك القائم على إدراك الكل وليس الجزء وأنه أثناء عملية الإدراك يصعب الفصل بين الفصل بين الإحساس والإدراك لأنهما متصلان ببعضهما البعض اتصالا عصويا لا معنى لأحدهما في غياب الآخر حيث الإحساس شيء غامض ( مبهم ) والإدراك رح له فلا يكون هناك سرح في غياب ما يستدعي الشرح
نقد المناصرين :
إن أصحاب أطروحة الفصل بين الإحساس والإدراك لم يكن تبريرهم قاما على الفراغ ثم أن إبطال أطروحتهم لا يعني رفضها بكل مطلق غنما هذه الأطروحة تمنت تعسفا أو مبالغة في الفصل بين الإحساس والإدراك وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث كما أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى الإدراك على أنه شعور الإحساس أو جملة من الإحساسات التي تنقلها إليه حواسه فلا يصبح عندها الإحساس والإدراك ظاهرتين مختلفتين وغنما وجهان لظاهرة واحدة .
الخاتمة :
نستخلص مما سبق أن القول بإمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك وهذا ما يراه أصحاب النزعة الكلاسيكية وهي أطروحة فاسدة وباطلة لا يمكن الأخذ بها وتبينها .

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:06
الموضوع: تحليل مقال فلسفي
نص المقال:إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة : « إدراكاتنا المعرفية صادرة عن العقل » أطروحة فاسدة
وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها. فما عساك أن تصنع؟
الطريقة: استقصاء بالوضع
طرح المشكلة : يعتبر الإدراك من العمليات النفسية الأشد تعقيدا، وهناك الكثير من العمليات النفسية كالذاكرة والتخيل والذكاء تتدخل لتعقل الشيء المراد معرفته وإدراكه، وبما أن الإدراك عملية تميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى لأن العقل هو الذي يلعب الدور الفعال فيها فلولا العقل لما استطاع الإنسان أن يعرف أو يعقل الأشياء ويصبح كسائر الكائنات الأخرى التي تحس ولكن لا تدرك، وعن أهمية العقل في العملية الإدراكية يمكن أن نتساءل:كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة جميع ادراكاتنا المعرفية صادرة عن العقل ؟ وما هي الحجج والأدلة التي تثبت صحة ذلك ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة: يذهب الاتجاه العقلي إلى ضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك، وهو يرى أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية في حاجة دائمة إلى تجريد عقلي، وهذا ما أكده قديما الفيلسوف اليوناني سقراط والفيلسوف اليوناني أفلاطون حيث ذهبا إلى أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها لآن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية، كما يذهب الفيلسوف الفرنسي ديكارت إلى عدم إنكار الإدراك الحسي ولكنه يقلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل.
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : إن أنصار المذهب العقلي منذ العصر اليوناني إلى الآن يعتقدون أن ثمة ما يستوجب التمييز بين الإحساس والإدراك سواء من حيث طبيعة كل منهما أو من حيث القيمة المعرفية المتأتية من كليهما، وهم يعتبرون أن ليست كل إدراكاتنا المعرفية نابعة ـ بالضرورة ـ من الإحساس بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل، ومن بين الحجج التي اعتمدها الاتجاه العقلي:
ـ أن الطفل الصغير يحس بالأشياء ولكنه لا يدركها بينما الراشد يحس ويدرك الأشياء، يقول وليام جيمس:" لا يحس الإنسان الراشد الأشياء بل يدركها "
ـ ليس الإدراك مجرد مجموعة من الأحاسيس، بل هو نشاط مربوط بالعقل، فالفيلسوف آلان يدعونا إلى الحكم على الشكل المبين أمامنا ـ مكعب ـ فنحكم عليه أنه مكعب بالرغم أننا لا نرى حقيقة الشكل الصحيح للمكعب وهذا ما جعل آلان يقول:" الشيء يدرك ولا يحس به".
ـ إن ما نحس به مرتبط بما يعطيه العقل من أحكام بل كثيرا ما يصحح العقل ما تقع فيه الحواس من أخطاء فأنت ترى انكسار العصا عند غطسها في الماء ولكن رغم ذلك تدرك بأنها ليست حادثة فعلية وهذا راجع إلى حكم العقل على ذلك وتصحيحه لما نقل من الأعضاء الحسية (البصر).
نقد خصوم الأطروحة: ترى النظرية الحسية أن إدراك العالم الخارجي متولد من الإحساس، وأن وظيفة العقل عندهم هي بتسجيل كل ما يأتيه عن طريق الحواس وهذا ما عبر عنه كل من جون لوك ودافيد هيوم، لكن إذا أخذنا هذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس. أما نظرية الجشطالت التي ذهبت إلى إبراز دور العوامل الموضوعية في عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه كل من كوفكا وكوهلر لكنهم بذلك قللوا من أهمية العوامل الذاتية مع العلم أن عملية الإدراك تتم بحضور عاملين اثنين عامل ذاتي وعامل موضوعي، أما النظرية الظواهرية فتذهب إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، وهذا الشعور هو الذي ينظم عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه الفيلسوف هوسرل لكن العالم الخارجي يتجاوز المعطيات المباشرة لشعورنا، لأن الشعور هو الذي يتأثر بالعالم الخارجي الذي هو موضوع إدراكنا.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكد أن أولئك الذين يشككون في دور العقل وحتمية العملية الإدراكية هم في حقيقة الأمر يشككون في الإدراك ذاته لأنه لا يمكن تصور إدراك دون عقل، كما لا يمكن تصور إنسان دون عقل، فالإدراك هو عملية عقلية في الأساس. والعقل يتدخل بكل عملياته النفسية في عملية الإدراك وزوال العقل هو زوال القدرة على التعقل والإدراك.

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:07
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : هل إدراكنا للأشياء يتوقف على التجربة الحسية ؟
الطريقة : جدلية

طرح المشكلة : مما لا شك فيه أن الإحساس هو عملية نفسية فيزيولوجية، ترتبط في أساسها على جملة من الحواس، وهذه الحواس تنقل إلينا صور مجردة من أي معنى، ولكن بعد وصولها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب، تتم عملية تأويل جميع تلك الصور، وذلك بتحليلها وفهمها عن طريق العقل، وبالتالي فهناك مرحلتين، مرحلة أولى: والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساس، ومرحلة ثانية: والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل، ونطلق عليها بالإدراك، لكن طبيعة الإدراك قد أثيرت حولها تساؤلات : فهل إدراكنا للأشياء يتوقف على الحواس أم العقل؟
محاولة حل المشكلة :
عرض الموقف الأول: يرى المذهب الحسي أن إدراك الإنسان للأشياء يتوقف على التجربة والإحساس، وليس على العقل والإدراك المجرد ، فقد ذهب الرواقيون قديما إلى أن مقياس المعرفة الحقة ليس تلك الأفكار التي كوناها بأنفسنا وصنعناها بأذهاننا ، بل لابد من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية أي التجربة الحسية، لأن نفس الطفل كما يرى الرواقيون لا تشتمل على أي نوع من المعارف المسبقة أو الفطرية فهو يبدأ في تحصيلها بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية. كما ذهب الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك" إلى أن الإنسان لا يصل إلى المجرد إلا بالانطلاق من الملموس، حيث قال : " الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( أي العقل ) ". كما قال أيضا : " ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا " لأن من فقد حاسة فقد المعاني المتعلقة بها. ويتفق الفيلسوف الانجليزي "دافيد هيوم" مع لوك في رد الإدراك إلى الإحساس، إذ حصر مفهومه في نطاق الانطباعات الحسية الناتجة عن تأثر الأعضاء الحسية بخصائص الأشياء.
النقد :هذا المذهب لم يبحث في جوهر الإدراك،لأن الاعتماد على الحواس لا يمكننا من معرفة كل عناصر الموضوع بدقة، كما أن هذه الحواس قد تخدعنا أحيانا، وهذا ما أكده "ديكارت" بقوله : " كل ما تلقيته حتى الآن على أنه أصدق الأشياء وأوثقها قد تعلمته من الحواس، أو عن طريق الحواس، غير أنني اختبرت أحيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ". كما أننا إذا أخذنا بهذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس.
عرض الموقف الثاني: يرى المذهب العقلي أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية، في حاجة دائمة إلى صقل وتجريد عقلي ، ففلاسفة اليونان الكبار أمثال "سقراط" و"أفلاطون" يرون أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، بل الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها ، لأن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية . كما ذهب الفيلسوف الفرنسي "ديكارت" إلى عدم إنكار الإدراك الحسي تماما، ولكنه قد قلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل . وقد قال : " العقل هو أحسن الأشياء توزعا بين الناس، إذ يعتقد كل فرد أنه أوتي منه الكفاية، وهو يتساوى بين كل الناس بالفطرة "، كما قال أيضا : " أنا أفكر إذن أنا موجود ".
النقد : لكن إذا كان الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء الإدراك، فإن ذلك يعني بالضرورة أن للإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك، وبدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا، أي كل إدراك يحمل في ثناياه بذورا حسية متنوعة. كما أن الواقع يؤكد عكس ما يقول به المذهب العقلي لأن الطفل الصغير يبدأ في اكتشاف هذا العالم من خلا الأصوات والألوان والأشكال، زد على ذلك إذا كان العقل هو مصدر الإدراك وهو مبدأ فطري في الإنسان، فلماذا لا نملك جميعا نحن البشر نفس المعارف.
التركيب : لقد استطاع الفيلسوف الألماني "كانط" أن يتجاوز مشكلة التعارض بين المذهب العقلي والمذهب التجريبي، حيث ذهب إلى أن عالم الأشياء كما تنقله لنا الحواس هو في الأصل شتات معرفي ، لا يمكن فهمه، والعقل هو الذي يجمع ويربط بين هذا الشتات، لذا فكانط يرى أن المعرفة ما هي إلا تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل، حيث يقول : " المفاهيم بدون حدوس حسية تظل جوفاء، والحدوس الحسية بدون مفاهيم عمياء ". كما كان لنظرية الجشطالت رأي آخر حيث ذهبت إلى أن الصيغة أو الشكل والأرضية التي يكون عليها الموضوع، هي التي تحدد طبيعة إدراكنا، فصيغة الشيء أو شكله وأرضيته له علاقة وطيدة في الكيفية الإدراكية ويؤثر مباشرة في إدراكنا. وكذا بالنسبة للنظرية الظواهرية التي ذهبت إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، فالإدراك يقترن بفاعلية الشعور، ومادام الشعور يتغير فإدراكنا يتغير رغم ثبات موضوع الإدراك أي الشيء المدرك.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكد أن الإدراك لا يمكن حصره لا في العقل وحده ولا في التجربة الحسية وحدها، بل هو تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل ، لذا فمن باب منطق الاعتدال والموضوعية أن نصرح بموقف الفلسفة النقدية التي يتزعمها "كانط" حيث ترى أن أصل المعرفة هو اتحاد العقل والتجربة معا، فكانت المعرفة عنده عقلية بقدر ما هي حسية.

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:08
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : هل إدراكنا للأشياء يتوقف على التجربة الحسية ؟
الطريقة : جدلية

طرح المشكلة: مما لا شك فيه أن الإحساس هو عملية نفسية فيزيولوجية، ترتبط في أساسها على جملة من الحواس، وهذه الحواس تنقل إلينا صور مجردة من أي معنى، ولكن بعد وصولها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب، تتم عملية تأويل جميع تلك الصور، وذلك بتحليلها وفهمها عن طريق العقل، وبالتالي فهناك مرحلتين، مرحلة أولى: والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساس، ومرحلة ثانية: والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل، ونطلق عليها بالإدراك، لكن طبيعة الإدراك قد أثيرت حولها تساؤلات : فهل إدراكنا للأشياء يتوقف على الحواس أم العقل؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة الأولى : يرى المذهب الحسي أن إدراك الإنسان للأشياء يتوقف على التجربة والإحساس، وليس على العقل والإدراك المجرد ، فقد ذهب الرواقيون قديما إلى أن مقياس المعرفة الحقة ليس تلك الأفكار التي كوناها بأنفسنا وصنعناها بأذهاننا ، بل لابد من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية أي التجربة الحسية، لأن نفس الطفل كما يرى الرواقيون لا تشتمل على أي نوع من المعارف المسبقة أو الفطرية فهو يبدأ في تحصيلها بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية. كما ذهب الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك" إلى أن الإنسان لا يصل إلى المجرد إلا بالانطلاق من الملموس، حيث قال : " الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( أي العقل ) ". كما قال أيضا : " ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا " لأن من فقد حاسة فقد المعاني المتعلقة بها. ويتفق الفيلسوف الانجليزي "دافيد هيوم" مع لوك في رد الإدراك إلى الإحساس، إذ حصر مفهومه في نطاق الانطباعات الحسية الناتجة عن تأثر الأعضاء الحسية بخصائص الأشياء.
النقد:هذا المذهب لم يبحث في جوهر الإدراك،لأن الاعتماد على الحواس لا يمكننا من معرفة كل عناصر الموضوع بدقة، كما أن هذه الحواس قد تخدعنا أحيانا، وهذا ما أكده "ديكارت" بقوله : " كل ما تلقيته حتى الآن على أنه أصدق الأشياء وأوثقها قد تعلمته من الحواس، أو عن طريق الحواس، غير أنني اختبرت أحيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ". كما أننا إذا أخذنا بهذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس.
عرض نقيض الأطروحة : يرى المذهب العقلي أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية، في حاجة دائمة إلى صقل وتجريد عقلي ، ففلاسفة اليونان الكبار أمثال "سقراط" و"أفلاطون" يرون أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، بل الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها ، لأن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية . كما ذهب الفيلسوف الفرنسي "ديكارت" إلى عدم إنكار الإدراك الحسي تماما، ولكنه قد قلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل . وقد قال : " العقل هو أحسن الأشياء توزعا بين الناس، إذ يعتقد كل فرد أنه أوتي منه الكفاية، وهو يتساوى بين كل الناس بالفطرة "، كما قال أيضا : " أنا أفكر إذن أنا موجود ".
النقد : لكن إذا كان الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء الإدراك، فإن ذلك يعني بالضرورة أن للإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك، وبدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا، أي كل إدراك يحمل في ثناياه بذورا حسية متنوعة. كما أن الواقع يؤكد عكس ما يقول به المذهب العقلي لأن الطفل الصغير يبدأ في اكتشاف هذا العالم من خلا الأصوات والألوان والأشكال، زد على ذلك إذا كان العقل هو مصدر الإدراك وهو مبدأ فطري في الإنسان، فلماذا لا نملك جميعا نحن البشر نفس المعارف.
التركيب : لقد استطاع الفيلسوف الألماني "كانط" أن يتجاوز مشكلة التعارض بين المذهب العقلي والمذهب التجريبي، حيث ذهب إلى أن عالم الأشياء كما تنقله لنا الحواس هو في الأصل شتات معرفي ، لا يمكن فهمه، والعقل هو الذي يجمع ويربط بين هذا الشتات، لذا فكانط يرى أن المعرفة ما هي إلا تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل، حيث يقول : " المفاهيم بدون حدوس حسية تظل جوفاء، والحدوس الحسية بدون مفاهيم عمياء ". كما كان لنظرية الجشطالت رأي آخر حيث ذهبت إلى أن الصيغة أو الشكل والأرضية التي يكون عليها الموضوع، هي التي تحدد طبيعة إدراكنا، فصيغة الشيء أو شكله وأرضيته له علاقة وطيدة في الكيفية الإدراكية ويؤثر مباشرة في إدراكنا. وكذا بالنسبة للنظرية الظواهرية التي ذهبت إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، فالإدراك يقترن بفاعلية الشعور، ومادام الشعور يتغير فإدراكنا يتغير رغم ثبات موضوع الإدراك أي الشيء المدرك.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكد أن الإدراك لا يمكن حصره لا في العقل وحده ولا في التجربة الحسية وحدها، بل هو تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل ، لذا فمن باب منطق الاعتدال والموضوعية أن نصرح بموقف الفلسفة النقدية التي يتزعمها "كانط" حيث ترى أن أصل المعرفة هو اتحاد العقل والتجربة معا، فكانت المعرفة عنده عقلية بقدر ما هي حسية.

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:08
الموضوع: تحليل مقال فلسفي
نص المقال:إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة : « إدراكاتنا المعرفية صادرة عن العقل » أطروحة فاسدة
وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها. فما عساك أن تصنع؟
الطريقة: استقصاء بالوضع
مقدمـة:
يعتبر الإدراك من العمليات النفسية الأشد تعقيدا، وهناك الكثير من العمليات النفسية كالذاكرة والتخيل والذكاء تتدخل لتعقل الشيء المراد معرفته وإدراكه، وبما أن الإدراك عملية تميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى لأن العقل هو الذي يلعب الدور الفعال فيها فلولا العقل لما استطاع الإنسان أن يعرف أو يعقل الأشياء ويصبح كسائر الكائنات الأخرى التي تحس ولكن لا تدرك، وعن أهمية العقل في العملية الإدراكية يمكن أن نتساءل:
إلى أي مدى يكمن دور العقل في عملية الإدراك؟ وهل يمكن أن يكون هناك إدراك دون وجود العقل؟
التحليـل:
1. عرض منطق الأطروحة:
يذهب الاتجاه العقلي إلى ضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك، وهو يرى أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية في حاجة دائمة إلى تجريد عقلي، وهذا ما أكده قديما الفيلسوف اليوناني سقراط والفيلسوف اليوناني أفلاطون حيث ذهبا إلى أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها لآن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية، كما يذهب الفيلسوف الفرنسي ديكارت إلى عدم إنكار الإدراك الحسي ولكنه يقلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل.
2. تدعيم الأطروحة بحجج:
إن أنصار المذهب العقلي منذ العصر اليوناني إلى الآن يعتقدون أن ثمة ما يستوجب التمييز بين الإحساس والإدراك سواء من حيث طبيعة كل منهما أو من حيث القيمة المعرفية المتأتية من كليهما، وهم يعتبرون أن ليست كل إدراكاتنا المعرفية نابعة ـ بالضرورة ـ من الإحساس بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل، ومن بين الحجج التي اعتمدها الاتجاه العقلي:
ـ أن الطفل الصغير يحس بالأشياء ولكنه لا يدركها بينما الراشد يحس ويدرك الأشياء، يقول وليام جيمس:" لا يحس الإنسان الراشد الأشياء بل يدركها "
ـ ليس الإدراك مجرد مجموعة من الأحاسيس، بل هو نشاط مربوط بالعقل، فالفيلسوف آلان يدعونا إلى الحكم على الشكل المبين أمامنا ـ مكعب ـ فنحكم عليه أنه مكعب بالرغم أننا لا نرى حقيقة الشكل الصحيح للمكعب وهذا ما جعل آلان يقول:" الشيء يدرك ولا يحس به".
ـ إن ما نحس به مرتبط بما يعطيه العقل من أحكام بل كثيرا ما يصحح العقل ما تقع فيه الحواس من أخطاء فأنت ترى انكسار العصا عند غطسها في الماء ولكن رغم ذلك تدرك بأنها ليست حادثة فعلية وهذا راجع إلى حكم العقل على ذلك وتصحيحه لما نقل من الأعضاء الحسية (البصر).

3. نقد خصوم الأطروحة:
ترى النظرية الحسية أن إدراك العالم الخارجي متولد من الإحساس، وأن وظيفة العقل عندهم هي بتسجيل كل ما يأتيه عن طريق الحواس وهذا ما عبر عنه كل من جون لوك ودافيد هيوم، لكن إذا أخذنا هذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس. أما نظرية الجشطالت التي ذهبت إلى إبراز دور العوامل الموضوعية في عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه كل من كوفكا وكوهلر لكنهم بذلك قللوا من أهمية العوامل الذاتية مع العلم أن عملية الإدراك تتم بحضور عاملين اثنين عامل ذاتي وعامل موضوعي، أما النظرية الظواهرية فتذهب إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، وهذا الشعور هو الذي ينظم عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه الفيلسوف هوسرل لكن العالم الخارجي يتجاوز المعطيات المباشرة لشعورنا، لأن الشعور هو الذي يتأثر بالعالم الخارجي الذي هو موضوع إدراكنا.

الخاتمـة:
في الأخير يمكن أن نؤكد أن أولئك الذين يشككون في دور العقل وحتمية العملية الإدراكية هم في حقيقة الأمر يشككون في الإدراك ذاته لأنه لا يمكن تصور إدراك دون عقل، كما لا يمكن تصور إنسان دون عقل، فالإدراك هو عملية عقلية في الأساس. والعقل يتدخل بكل عملياته النفسية في عملية الإدراك وزوال العقل هو زوال القدرة على التعقل والإدراك.

هجيرة رغد
2014-04-12, 13:09
مقالة جدلية حول الاحساس والادراك

الإحساس والإدراك
الأسئلة:
- هل الإحساس الخالص وجود؟
- هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة الحسية ؟
مقدمة:
يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيط بها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلمية والفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعي والآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ما هو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمة في الواقع فالمشكلة المطروحة:
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة النفسية ؟
الرأي الأول(الأطروحة):
انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرة عامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لم يوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذه النظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيلية إن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفة الإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء في الأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا على يد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائص المكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتابه [السيكولوجيا الألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل في إدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بل وأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمنا الأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعنا أمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأن يفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذا افترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري.
نقد:
ما يعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أن الحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك.
الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
أسس أنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العامل الأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظرية الاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوملو" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراء التجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركية وكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدت على منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلك الغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذه الإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضل وأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفت هذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليس كذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائص ومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلما تماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخص الأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي في إدراكنا.
نقد:
إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعية وإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقة إدراكنا.
التركيب:
إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز على الحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفت موقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "مارلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراك ليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلا بالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلة التي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلاف الشعور والشخصية ككل.
الخاتمة:
ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبط بالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أو الشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور).

محاربة الصحراء
2014-04-12, 13:46
nnn je pense pas yhotona 3la lidrak hada l3am psk that chhal mn khatra

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:51
السؤال : أثبت الأطروحة القائلة : " إن اللاشعور حقيقة علمية "
مقالة استقصائية بالوضع حول اللاشعور

المقدمة
تصدر عن الإنسان سلوكات مختلفة لها ظاهر يراه أكثر الناس وباطن يشكل الحياة النفسية والتي يعتبر اللاشعور أحد أجزائها فإذا كان من الشائع إرجاع الحياة النفسية إلي الشعور فإن بعض الأخر يربطها باللاشعور
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نبرهن على أن اللاشعور حقيقة علمية ؟
التحليل :
عرض منطق الأطروحة
إن الأطروحة القائلة "اللاشعور حقيقة علمية أطروحة فلسفية وعلمية في آن واحد حيث أثار بعض الفلاسفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية لاشعورية ومنهم شوبنهاور كما ارتبطت هذه الأطروحة بمدرسة التحليل النفسي والتي أسسها فرويد واللاشعور قيم خفية وعميقة وباطني من الحياة النفسية يشتمل العقد والمكبوتات التي تشكله بفعل الصراع بين مطالب الهو وأوامر ونواهي الأنا الأعلى وبفعل اشتداد الصراع يلجأ الإنسان إلى الكبت ويسجن رغباته في اللاشعور.
الدفاع عن منطق الأطروحة
إن هذه الأطروحة تتأسس على أدلة وحجج قوية تثبت وجودها وصحتها ومن أهم هذه الأدلة التجارب العيادية التي قام بها علماء الأعصاب من أمثال شاركوا الذين كانوا بصدد معالجة مرض الهستيريا وبواسطة التنويم المغناطيسي ثم الكشف عن جوانب اللاشعورية تقف وراء هذا المرض ومن الأدلة والحجج التي تثبت اللاشعور الأدلة التي قدمها فرويد والمتمثلة في الأحلام وفلتات اللسان وزلات القلم والنسيان وحجته أنه لكل ظاهرة سبب بينما هذه الظواهر لانعرف أسبابها ولا نعيها فهي من طبيعة لاشعورية وهي تفريغ وتعبير عن العقد والمكبوتات ومن الأمثلة التوضيحية افتتاح المجلس النيابي الجلسة بقوله " أيها السادة أتشرف بأن أعلن رفع الجلسة "
نقد منطق الخصوم
إن أطروحة اللاشعور تظهر في مقابلها أطروحة عكسية "أنصار الشعور " ومن أبرز دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال "أنا أفكر أنا موجود" والإنسان في نظره يعرف بواسطة الوعي عالمه الخارجي وعالمه الداخلي "الحياة النفسية " ونجد أيضا سارتر الذي قال " السلوك في مجري الشعور "ولكن هذه الأطروحة مرفوضة لأن علم النفس أثبت أن أكثر الأمراض النفسية كالخوف مثلا ينتج دوافع لاشعورية ومن الناحية الواقية هناك ظواهر لانشعر بها ولا يفسرها الوعي ومن أهمها الأحلام.
الخاتمة :
ومجمل القول أن الحياة النفسية تشمل المشاعر و الانفعالات والقدرات العقلية وقد تبين لنا أن الحياة النفسية أساسها اللاشعور وقد أثبتنا ذلك أما الذين ربطوا الحياة النفسية بالشعور فقد تمكنا الرد عليهم ونقد موقفهم ومنه نستنتج الأطروحة القائلة اللاشعور أساس الحياة النفسية أطروحة صحيحة ويمكن الدفاع عنها
__________________________________________________

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:52
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : ما علاقة الشعور باللاشعور ؟
الطريقة : مقارنة

مقدمة :
لقد ساد الاعتقاد قديما أن الشعور هو أساس الحياة النفسية، وكل قول بوجود اللاشعور هو قول يجمع بين تقيضين في شيء واحد أي شعور ولا شعور في الحياة النفسية، لكن معطيات علم النفس الحديث اتجهت وجهة أخرى وراحت تقول أن الحياة النفسية قد تكون شعورية مثلما هو معروف ويمكنها أن تكون لا شعورية، ويعرف الشعور بأنه حدس الفكر التام لأحواله وأفعاله الذاتية، في حين يعرف اللاشعور على أنه مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في السلوك دون الشعور بها، فإذا كان يبدو أنه من خلال التعريف أنهما مختلفان ، فما علاقة كل منهما بالآخر في شخصية الفرد ؟

التحليل :
أوجه الاتفاق (( التشابه )) :
ـ الشعور واللاشعور كلاهما حالتان يعيشهما الإنسان، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعيش حالة الشعور كما أنه يعيش حالة اللاشعور.
ـ الشعور واللاشعور كلاهما حالتان نفسيتان، فكل منهما يحتل منطقة في النفس البشرية حسب التحليل النفسي.

أوجه الاختلاف :
الشعور حالة واعية يعيشها الإنسان مصحوبة بالإتنباه والتركيز والإهتمام ، فالعقل يجد شكله الأسمى في الشعور، حيث يجري عملياته كالإستنتاج ، النقد ، المقارنة ... بينما اللاشعور هو حالة غير واعية يعيشها الإنسان وهو يشبه حالة الظلام، وهو يقال على الأحوال النفسية التي خرجت من مجال الشعور.

أوجه التداخل :
إن الحياة النفسية قبل فرويد كانت محصورة في الظواهر الشعورية فقط ، لكن فرويد كشف أن الحياة النفسية تركيبة، ويمثل اللاشعور الجانب العميق منها ، والتداخل القائم بين الجانبين أن ما هو موجود في الشعور قد ينزل إلى اللاشعور ، وأن ما هو موجود في اللاشعور متحفز للصعود إلى الشعور، وفي كل منهما تجري مجموعة من العمليات والنشاطات النفسية.





الخاتمة :
في الأخير يمكن أن نؤكد أن العلاقة بين الشعور واللاشعور هي علاقة تكامل في فهم الحياة النفسية، إذ أصبح علماء النفس يفسرون الكثير من الظواهر التي لا يجدون لها تفسيرا في الشعور باللجوء إلى اللاشعور، لكن الصراع لا يزال قائما حول أهمية كل منهما في فهم الحياة النفسية، وقد جعل فرويد من اللاشعور مركز الثقل في الحياة النفسية والمحرك الرئيسي لسلوك الإنسان.

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:52
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : يقول فرويد : (( إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ، ولنا أدلة كثيرة على وجود
اللاشعور )) حلل وناقش
الطريقة : جدلية

مقدمة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا ، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري ، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية ، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين ، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما ولكن العكس ليس صحيحا فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة . والإشكال المطروح : هل يمكن حصر النشاط النفسي في الحياة النفسية فقط ؟ وهل فرضية اللاشعور فرضية مشروعة ؟

التحليل :
الموقف الأول : يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية ، فكل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري . فابن سينا قد بين أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا . كما أن الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت قد أكد على هذا الموقف حين انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود ، وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ، وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، كما ذهب الطبيب العقلي النمساوي ستيكال (stekel) إلى أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها الأصلي وقد قال : (( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية ( تحجز الشعور) وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )) ، كما يرفض الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر أيضا فكرة اللاشعور ويرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال اللاشعور .
النقد : إن إنكار اللاشعور وعدم التسليم به يبقى جزءا من سلوك الإنسان غامضا ومجهول الأسباب ، لكن هذا الغموض يزول حين نفرض له سببا لا شعوريا حيث أثبتت التجارب فعاليته في السلوك ، وبالتالي فمعطيات علم النفس الحديث قد بينت أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، بل هي أوسع من ذلك ، وقد برهن علماء النفس على أن ما هو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الأحيان لكن قد يتطابق مع أمر آخر غير شعوري .
الموقف الثاني :يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية ، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا ، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ، حيث رأى أن الكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور، وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرضية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها .
النقد : حقا لقد تمكن فرويد من أن يكشف عن جوانب خفية من الحياة النفسية ، وبين الدور الذي يمكن أن يلعبه اللاشعور بالنسبة لنشاط الإنسان ، لكن فرضية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرضية العلمية لأنه لا يمكن التحقق من صحتها دائما ، خاصة وأن تجارب فرويد اقتصرت على المرضى ولم تمتد إلى الأسوياء .
التركيب : إن للحياةالنفسية جانبان متكاملان الشعور واللاشعور ، فالكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها بالاعتماد على الشعور وحده لكون فرضية اللاشعور سلطت الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهومة ، إذن فاللاشعور بالنسبة للعلاج النفسي يعد مفتاحا يشعر أصحابه أنه لا يمكنهم الاستغناء عنه ، ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا ( passe partout ) نفتح به جميع الأبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات التحليل النفسي ، وبناء على هذا تكون الحياة النفسية مبنية على أساس التكامل بين الشعور واللاشعور .
الخاتمة : إن اللاشعورلا يمكنإنكاره في سلوك الإنسان لكن المغالاة في تقديره وتأثير المكبوتات على تفكير الإنسان وتصرفاته أمر لا مبرر له ، فهذا الرأي يهدم الأخلاق من أساسها مادام يجعل الإنسان ضحية لغرائزه وعبدا لميوله وأهوائه .

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:53
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال :«التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي» دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه، وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما، ولكن العكس ليس صحيحا، فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة. والإشكال المطروح : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة« أنالتحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي »؟ وماهي الحجج والأدلة التي تثبت وتؤكد ذلك؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة: يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور، حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا، وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة، وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، ويعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه، وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور، وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية.
ـ تدعيم الأطروحة بحجج: لقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه، بالإضافة إلى أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع، بل كما نرغب نحن أن تكون، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا، ضف إلى ذلك تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا، كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين، ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا، فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به؟ وأين؟ ومتى؟ ومن كان معنا؟ وكيف افترقنا؟ كما استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال العواطف التي لا نتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك، وأخيرا الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
ـ نقد خصوم الأطروحة: تعتقد النظرية التقليدية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) لكن هذه النظرية قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكدأن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه.

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:54
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : يقول فرويد : (( إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ، ولنا أدلة كثيرة
على وجود اللاشعور )) ماذا يترتب عن عدم التسليم بهذه الفرضية ؟
الطريقة : جدلية


مقدمة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا ، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري ، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية ، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين ، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما ولكن العكس ليس صحيحا فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة . والإشكال المطروح : هل يمكن حصر النشاط النفسي في الحياة النفسية فقط ؟ وهل فرضية اللاشعور فرضية مشروعة ؟

التحليل :
الموقف الأول : يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية ، فكل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري . فابن سينا قد بين أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا . كما أن الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت قد أكد على هذا الموقف حين انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود ، وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ، وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، كما ذهب الطبيب العقلي النمساوي ستيكال (stekel) إلى أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها الأصلي وقد قال : (( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية ( تحجز الشعور) وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )) ، كما يرفض الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر أيضا فكرة اللاشعور ويرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال اللاشعور .
النقد : إن إنكار اللاشعور وعدم التسليم به يبقى جزءا من سلوك الإنسان غامضا ومجهول الأسباب ، لكن هذا الغموض يزول حين نفرض له سببا لا شعوريا حيث أثبتت التجارب فعاليته في السلوك ، وبالتالي فمعطيات علم النفس الحديث قد بينت أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، بل هي أوسع من ذلك ، وقد برهن علماء النفس على أن ما هو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الأحيان لكن قد يتطابق مع أمر آخر غير شعوري .
الموقف الثاني :يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية ، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا ، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور ، والمقصود باللاشعور جملة الدوافع والرغبات المكبوتة التي تؤثر على سلوك الإنسان وتفكيره دون أن يكون شاعرا بها وبكيفية تأثيرها ، وهي تسعى دوما إلى الإشباع مما يجعلها تمارس ضغطا مستمرا على الإنسان إلى حد أنه لا يمكن تفسير سلوكه إلا على ضوء معطيات اللاشعور . ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني
من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ، وهذا على يد أطباء أمثال بروير و شاركو و برنهايم وخاصة الطبيب والمحلل النفساني سيغموند فرويد ، فالكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور . كما أن معالجة مرض الهستيريا قد أدى بأطباء الأعصاب وفي مقدمتهم شاركو على أن أعراض هذا المرض ليس لها سبب عضوي ، إذ أن المريض بهذه الأعراض لا يعاني من الجانب الجسماني وبما أن السبب ليس في الجسم إذن فهو في النفس ولو كان شعوريا لما حدث المرض فالجانب الشعوري يمكن الإفصاح عنه والتعبير عنه ولكن المرض حدث فالسبب لا شعوري. وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرضية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها .
النقد : حقا لقد تمكن فرويد من أن يكشف عن جوانب خفية من الحياة النفسية ، وبين الدور الذي يمكن أن يلعبه اللاشعور بالنسبة لنشاط الإنسان ، لكن فرضية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرضية العلمية لأنه لا يمكن التحقق من صحتها دائما ، خاصة وأن تجارب فرويد اقتصرت على المرضى ولم تمتد إلى الأسوياء .
التركيب : إن للحياةالنفسية جانبان متكاملان الشعور واللاشعور ، فالكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها بالاعتماد على الشعور وحده لكون فرضية اللاشعور سلطت الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهومة ، إذن فاللاشعور بالنسبة للعلاج النفسي يعد مفتاحا يشعر أصحابه أنه لا يمكنهم الاستغناء عنه ، ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا ( passe partout ) نفتح به جميع الأبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات التحليل النفسي ، وبناء على هذا تكون الحياة النفسية مبنية على أساس التكامل بين الشعور واللاشعور .
الخاتمة : إن اللاشعورلا يمكنإنكاره في سلوك الإنسان لكن المغالاة في تقديره وتأثير المكبوتات على تفكير الإنسان وتصرفاته أمر لا مبرر له ، فهذا الرأي يهدم الأخلاق من أساسها مادام يجعل الإنسان ضحية لغرائزه وعبدا لميوله وأهوائه .

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:55
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال :«التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي» دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه، وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما، ولكن العكس ليس صحيحا، فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة. والإشكال المطروح : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة إن التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي؟ وماهي الحجج والأدلة التي تثبت صدق ذلك؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة: يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور، حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا، وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة، وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، ويعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه، وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور، وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية.
ـ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : لقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه، بالإضافة إلى أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع، بل كما نرغب نحن أن تكون، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا، ضف إلى ذلك تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا، كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين، ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا، فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به؟ وأين؟ ومتى؟ ومن كان معنا؟ وكيف افترقنا؟ كما استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال العواطف التي لا نتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك، وأخيرا الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
ـ نقد خصوم الأطروحة: تعتقد النظرية التقليدية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) لكن هذه النظرية قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكدأن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه وبالتالي الأطروحة القائلة: إن التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي صحيحة وصادقة ويمكن الأخذ بها وتبنيها .
.

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:55
مقالة حول الشعور( جدلية) :
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟.
طرح المشكلة : إن التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم أن الشعور هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟ أو بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟
– محاولة حل المشكلة :
- عرض الأطروحة :الأولى : يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، إلى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال ، فالشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس إلا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني أن الشعور هو أساس الحياة النفسية ، وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
الحجة : ويعتمد أنصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، أما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عن الإنسان السّوي انه يشعر ببعض الأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
النقد : ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فأثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم إن التسليم بأن الشعور هو أساس الحياة النفسية وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل جزء من السلوك الإنساني مبهما ومجهول الأسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو أساس العلوم .
عرض نقيض الأطروحة : بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من أنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيع – في جميع الأحوال – أن يعي ويدرك أسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
الحجة : وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهر السلوكية كالأحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الأقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال آثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الأمراض والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع إلى الخبرات والأحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
- النقد : لا شك أن مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور ، الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.
التركيب : وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:57
مقالة فلسفية:هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق رده إلى اللاشعور؟

هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق رده إلى اللاشعور؟
♣ إذا سلمنا بان الإنسان يعيش حياة نفسية شعورية فان ه>ا التسليم يدفعنا إلى التقرير بان جميع تصرفات الإنسان واعية ولكن ما هو ملاحظ عند الإنسان العادي انه يسلك سلوكات في بعض الأحيان ويجهل أسبابها إذا ما لفتنا انتباهه إليها ، فهل يعني هذا أن الإنسان العادي لا يعيش حياة شعورية فقط أو بالأحرى هل يمكن أن تفسير دائما سلوكات الإنسان بأنها سلوكات شعورية ؟ او هل يعي دائما أسباب سلوكه؟

☻ إن هذه التسؤولات المطروحة على تمثل في الفلسفة مواقف متعارضة ومتعاندة بين الفلاسفة والعلماء فمنهم من رد جميع تصرفات الإنسان إلى الحياة النفسية الشعورلية فقط وبالتالي فلا وجود إلى حياة لاشعورية ومنهم من رد سلوك الإنسان إلى الحياة النفسية أللشعورية ولكل هؤلاء حججهم وبراهنهم

☻ق1 ان الموقف الذي يرد جميع التصرفات الإنسان إلى الحياة النفسية الشعورية فقط الاتجاه الكلاسيكي في عصر النهضة الأوربية الذي راس الفيلسوف ديكارت حيث يرى بان ما هو عقلي هو بالأساس شعوري ورفض قبول إمكانية وجود عمليات عقلية غير مشعور بها أي لاواعية على اعتبار ان " مادمت كلمة عقلي تعني حين تعريفها شعوري فليس يمكن ان يكون شيء عقلي ولاشعور لنا به" وهذا الراي الاخير اخذ به كل من هوسرل وجان بول سارتر ومما هو معلوم ان الكوجيطو الديكارتي القائل انا افكر اذن انا موجود فان اساس بنائه قائما على اثبات الوجود الانساني انطلاقا من مبدا التفكير وماهيته وممارسته الشك الذي يحصبل في مجال الوعي او الشعور الانساني وما فعله هوسرل " مؤسس المنهج الفينومنولوجي" في علم النفس هو مجرد تجاوز نطاق الضعف في الكوجيتو الديكارتي عن طريق الربط بين الشعور وموضوع الشعور حيث لايمكن تصور الشعور بدون موضوع ينصب عليه يقول هوسرل: " في كتابه تاملات ديكارتية " " كل شعور هو شعور بموضوع ما او شيء من الاشياء بحيث لايبقلى هناك فاصل بين الدذات والموضوع " وعلى هذا الاساس كان الشعور عند الفلاسفة الكلاسيكين بكل خبراته كالتذكر والتخيل والانتباه والادراك مجالا للتفكيلر او بؤرة له والتعقل بمختلف وظائفه العقلية كالتصور والقياس والاستنباط والتجريد والتعميم والاستقراء ... فالتفكير عندهم ما نشعر ونعيه من عمليات عقلية وإذا اعتبر ديكارت ان اساس الوجود قائم على الشعور وبنسينا يعتبر قبل ديكارت ان اساس اثبات خلود النفس هو شعور وان الانسان كما يقول " اذ تجرد عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات والنعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن ان يتجرد عن تفكيره فانه موجود وانه يستطيع أن يفكر" فان الشعور يعتبر اساس التفسير وتحديد الحقائق داخلية كانت او خارجية فبالشعور نحكم على هذه الشخصية او تلك وباشعور نتمكن من تحديد العالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقليةمتعددة ومتكاملة وتداعيما لهذا الموقف اما ادراك المرء لذاته لايكون ادراكا غير مباشر وانما ادراك مباشرنة فلا احد من الناس يتعرف على ذاته بواسطة الغير او بواسطة الناس او بواسطة وسيلة من الوسائل وانما يدرك تخيله واحاسيسه وذكرياته بنفسه فلاوجود للحياة النفسية الا الحياة الشعورية لان وجوده قائم عليه

☻ نقد : اذا سلمنا بماذهب اليه الاتجاه الكلاسيكي في اثبات الحياة الشعورية ورد جميع سلوكات الانسان وفهمها ، فكيف نفسر مصدر بعض السلوكات التي تصدر عن النسان ولايعي اسبابها كالهفوات التي يقع فيها الانسشان كاخطاء القلم وزلات اللسان وحالة الهذيان

☻ق2 ان الموقف الذي يرد على فهم السلوك الى اللاشعور يمثله العالم سيغموند فرويد وحقيقة هذا الموقف ممثلا في تاكيدهç ان كل سلوك وكل فعل يمكن ارجاه الى الشعور الى فهمه كما انه ليس كل شيء في الانسان قابل الى ان يصبح شعور ا شعوريا مدركا لان الكثير من تجارب الانسان وخبراته وذكرايته وا فكاره هي بالاساس لاشعوريةوبناء على ذلك فان اللاشعور يفترض كمشروع كل المشروعية كما يقول فرويد ومن الأدلة التى برهن بها على اثبات الشعور الى الحياة النفسية ورد السلوك اليه مثل النسيان والهفوات... التي تتجلى في سلوكل النسان كواقع سيكولوجية غير متمتعة بشهادة الشعور وليست معروفة الاسباب وهذا مايؤدي الى التسليم والاعتراف ماع فرويد بان هناك حياة لاشعورية وان اللشعور ليس تعبير مجازي لاوجود له واقعيا بل ان مفهوم اللاشعور يعبر عن واع سيكولوجي حقيقي تدل عليه عمليات الكبت المسبب للمريض كما اثبته فريد عند الناس المرضى ومن ثمة رفض فريد موقف اللاسفة الذي ينكر امكانية وجود حياة نفسية لاشعورية لانهم لايفرقون ما بين ماهو شعوري وما هو نفسي وانهم لايستطيعون ان يعقلوا ان هناك ثمة شيء نفسي ولاشعور في ان واحد وذهب فرويد الى ابعدمن ذلك قصد اثبات اللاشعور ومفعوله على السلوك حيث يرى ان حياتنا النفسية هي اساسها لاشعوري بمعنى انتهى الى اعتبار ان كل شيء هو في المقام الاول لاشعوري " وعلى اساس هذا القول بفرضية اللاشعور اقان فرويد التحديد النفسي كاسلبوب في العلاج النفسي او فهم تفسير السلوك بصفة عامة وجعله فيها يعد كنظرية متكملة في تفسير الحياة النفسية للانسان وكل نشاطته وابداعته المختلفة

.♣ نقد ان فرضية اللاشعور عند فريد فرضية قابلة للنقض على اساس اللاشعور عند فرويد اكتشفه عند الناس المرضى وافترضه كمشروع لا يزال بعد غير قابل للتحقق فلسي بالضرورة اذا كانت عند الالانسان ارعاض عصبية ليس لها يبررها من الناحية العضوية، نبرها من الناحية النفسية بالضرورة ، كذلك ان لايمكن ارجاع جميع النشاطات الى الحياة اللاشعورية لان الجزء الكبير من الحياة النفسية يعيه النسان وهو الشعور. ونتيجة لكل ماسبق يمكننا القول الحياة النفسية عند الانسان شعورية ولا شعورية واذا ما لايمكن فهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور.

هجيرة رغد
2014-04-12, 15:58
الإشكالية الأولى : إدراك العالم الخارجي
المشكلة الثالثة : الشعور واللاشعور

مقدمة : طرح المشكلة
إذا كنا نحكم على الإنسان بأنه الكائن الحي الوحيد القادر على التحكم في سلوكاته وتوجيهها بشكل حر ومسؤول، فإن ذلك يعود مبدئيا إلى أنه كائن واع لذاته الباطنية من جهة، ولما يحيط بها في العالم الخارجي من جهة أخرى، فلولا الوعي ( الشعور ) لما كان حرا ولا مسؤولا ، بل ولا منتجا لأفكار ولا مبدعا لثقافة وحضارة. لكن هل هذا يعني أن الشعور مصباح يضيء كل جوانب الحياة النفسية ؟ ألا يوجد فينا مجال مظلم لا تتسرب إليه أضواء هذا المصباح ؟
ـ الشعور كإحاطة بالحياة النفسية ومعرفتها:
1 ـ مفهوم الشعور : هو مجموع العمليات العقلية أو الحالات النفسية التي يعيها الفرد ويستطيع استرجاعها في لحظة ما.
الشعور عند علماء النفس هو : (( إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله إدراكا مباشرا وهو أساس لكل معرفة ))
فالشعور إذن : (( هو معرفة النفس لأحوالها وأفعالها مباشرة )).
2 ـ مميزات المعرفة الشعورية :
أ ـ المعرفة الشعورية أولية: لأنها معرفة مباشرة تمارسها الذات بذاتها، بلا وسائط ، لهذا قال لالاند: (( إن الشعور معطى أولي غير متميز، ومادة لكل حياة نفسية )).
ب ـ المعرفة الشعورية ذاتية: فهي ملك خاص، وعالم مستقل مليء بالعواطف والأحلام والرغبات والأفكار والذكريات، ولكن كلها في أعماق الذات وخفاياها النفسية، ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها أو كشفها، فهي من خصوصية (( الأنا )) وحده في الإخبار عنها.
ج ـ المعرفة الشعورية لها هوية : فالمعرفة الشعورية بكل أحوالها وأفعالها، وتعدد مجالات الحياة النفسية وتنوعها إلا أنها متضامنة وأجزاؤها متكاملة في كل، له هوية هو الأنا الشخصي، بمعنى أن المعرفة الشعورية تقوم على إرجاع كثرة الأحوال النفسية وفعاليتها إلى وحدة النفس المدركة (( فالشعور إذن وحدة في كثرة )).
د ـ المعرفة الشعورية لها اتصال: فالحياة الشعورية مضمون متكامل، يعبر عن ديمومة متداخلة الفترات بين الأحوال الشعورية الحاضرة والأحوال السابقة ، ولعل هذا ما أشار إليه ابن سينا حينما اعتبر أن الإنسان السوي إذا تأمل نفسه يشعر أن ما تضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي، وسيظل يشعر بها طيلة حياته أي (( أن الشعور تغير في اتصال )).
ويمكن إجمال القول : (( أن الشعور وحدة في كثرة، وتغير في اتصال )).مل أمل أ أمل أمل
3 ـ مراتب الشعور: إذا كانت المعرفة الشعورية بهذه المميزات، هل معنى هذا أن الموضوعات الشعورية متساوية أمام الشعور، أم أن الشعور بها مراتب ودرجات؟
أ ـ الشعور العفوي : وهو الشعور الذي تعيشه الحياة النفسية بشكل تلقائي طبيعي بعيدا عن القصد والتوجيه الإرادي، فهو نشاط شعوري بسيط، يسجل الواقع كما هو ، غني وزاخر بالموضوعات والحالات الانفعالية، أو العقلية أو الفاعلة، يسيره في الغالب قانون التداعي الحر.
ب ـ الشعور الإرادي ( التأملي ) : وهو شعور قصدي تعايشه الذات المدركة بنوع من اليقظة والتركيز والانتباه، بحيث تعي أحوالها وما يجري في نفسها ومجموع التغيرات التي تطرأ عليها، وقدرتها على تحليل موضوع معرفتها، وأن تنقله إلى الغير، ومثال ذلك ما يفعله الأستاذ مع مشكلة معينة وتفكيك أجزائها، أو تحليل عنصر منها ، هذا يقتضي القصد، والانتباه والتركيز على موضوع المشكلة.
ج ـ الشعور الهامشي : وهي موضوعات أو حالات شعورية، قريبة من الشعور الإرادي، لكنها خافتة وغير واضحة، نظرا لاهتمامنا بموضوعات أخرى أهم منها ( التأملية )، فالتلميذ الذي يركز انتباهه ووعيه مع أستاذه للتعامل مع مشكلة الدرس يشعر في نفس الوقت بما يحيط بم من وسائل وأدوات وأشخاص وفضاء خارجي، لكنه شعور غير واضح وهامشي بالنسبة لموضوع الدرس.
4 ـ طبيعة الشعور: إن الشعور كنشاط لا يخرج عن أن يكون شعورا بالذات، أو شعور الذات بالموضوعات، ويتميز هذا النشاط الشعوري بصفات وخصائص من أهمها :
أ ـ الشعور شخصي ( الذاتية ) : بمعنى أن لكل شخص شعوره الخاص بالمواقف التي يعيشها يوميا مع غيره ، فكل شخص يشعر بأحواله وظروفه شعورا داخليا لا يشاركه فيه أحد ولا يستطيع أي كان أن يعرف طبيعته أو شدته ودرجته ، والدليل على ذلك أن الشعور بالحالات الانفعالية يختلف باختلاف الأشخاص ، فإذا اشترك أشخاص في رؤية موقف مفرح فإن شعور كل منهم بالفرح يختلف عن شعور الآخر، ومن ثمة كان الشعور حالة ذاتية خالصة.
ب ـ الشعور اصطفائي ( الانتقاء ) :إننا لا نأخذ من العالم المحيط بنا كل ما يطرحه هذا العالم من مواقف و أشياء و حوادث بل نختار دائما ما نحتاج إليه ويتماشى مع ميولنا واهتماماتنا ، فالفلاح والطبيب والمعلم والفنان والعالم إذا لاحظوا موقفا ما لا يدركونه بنفس الكيفية أو إذا رأوا شيئا ما لا يدركونه نفس الإدراك ، فما يراه الفنان في الشجرة لا يراه الحطاب ولا النجار ، وما يراه الحطاب أو النجار أو الفنان لا يراه عابر السبيل في الحر الشديد
ج ـ الشعور تيار متدفق و متغير: إن الشعور دائم التغير، في كل لحظة غيره في اللحظة السابقة ، ولذلك تجد أحكامنا تختلف حسب الظروف المحيطة بنا، وأحوالنا تنتقل من الحزن إلى السرور إلى الغضب إلى الشك . إنه تيار متدفق لا يعرف السكون ، والحياة النفسية تتغير من حال إلى حال فهي لا تسير في خط مستقيم، والتعارض القائم بين الحالات النفسية هو ما يمكننا من إدراكها بوضوح فنحن لا نكتشف قيمة الشيء إلا بعد فقدانه ، فقيمة الصحة تدرك بوضوح في حالة المرض، ولحظات السعادة تكتشف في لحظات الشقاء.
د ـ الشعور متصل وواحد ( الديمومة ) : إن تغير الحالات الشعورية لا تعني أن الشعور مركب من وحدات منفصلة ، بل هو بمثابة سلسلة متصلة الحلقات ، يقول وليام جيمس : (الشعور تيار متواصل ومتدفق باستمرار حالاته السابقة تؤثر في حالاته الحاضرة ) إذن فالحالات الشعورية تتعاقب في الزمان مثل تعاقب الليل والنهار طيلة حياة الإنسان .
وـ الشعور كيفي لا كمي وزماني لا مكاني: مادام الشعور ديمومة كما يقول هنري برغسون فلا بد أن يتصف بخاصية الكيفية ، بمعنى أن الحياة النفسية الشعورية نوعية وبالتالي لا يمكن تقديرها تقديرا كميا أو قياسها كما تقاس الأشياء المادية ،والدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نقيس الشعور بالحرية أو الشعور بالسعادة إلى غير ذلك من الحالات النفسية .
الشعور كمبدأ وحيد للحياة النفسية:
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور ، وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت (1596 ـ 1650) من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه
(( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) وأن الشعور باعتباره حدسا يقدم لنا معرفة تامة ولا يخطئ في معرفة ما يجري من حوادث في عالمنا الداخلي وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، إذ لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها بدليل أننا لا نستطيع القول بأن الإنسان يشعر في هذا الحال ولا يشعر في ذاك ، مادام الاستمرار من خصائص الشعور. كما يقول آلان : (( إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره ))، وهذا ما رآه من قبل ابن سينا (980 ـ 1037م) وأوضح أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي ، وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا .
إذن الشعور هو أساس الحياة النفسية من بدايتها إلى نهايتها ، والقول بوجود حياة نفسية لا شعورية هو من باب الجمع بين النقيضين في الشيء الواحد ، فإذا كانت الحياة النفسية في جوهرها شعورية فمن المستحيل أن تكون لا شعورية ، وما دام الأمر كذلك فالشعور يبقى الأساس الوحيد للحياة النفسية .
مناقشة : إن هذه الفكرة قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور . فما هو اللاشعور ؟
اللاشعور كأساس نفسي عميق ومؤثر على السلوك :
1 ـ مفهوم اللاشعور : اللاشعور كلمة نشير بها إلى مجموعة الحوادث النفسية التي لا نشعر بها، وتؤثر في سلوكنا كالذكريات المنسية والأحلام والرغبات المكبوتة .
أو هو مجموعة من الحوادث النفسية التي لا نشعر بها .
2 ـ مقدمات اكتشاف اللاشعور : يعتبر الفيلسوف الألماني ليبنتز ( 1646 ـ 1716 )أول من أكد وجود إدراكات لا شعورية وأتبعه في ذلك فلاسفة آخرون أمثال شوبنهاور و هاملتون ، لكنهم برهنوا على وجود هذه الحالات اللاشعورية برهانا عقليا لم يصمد أمام النقد بسبب تناقض فكرة اللاشعور مع وجود النفس المستند إلى الشعور، إذ كيف تقول عن شيء لا تشعر به أنه موجود؟ لكن لجوء علم النفس في القرن 19 إلى التجريب وتحول علماء النفس من دراسة الشعور إلى دراسة السلوك والتركيز على وحدة الحادثة النفسية ووحدة الشخصية وتكاملها ،وهذا ما جعل الأطباء في القرن 19 يفكرون في المشكلة التي كانت مطروحة وتتعلق بمعالجة مرض الهستيريا، فقد كانوا يرون أن الاضطرابات النفسية والعقلية ترجع إلى أسباب عضوية يمكن علاجها بوسائل مادية كالعقاقير . ولكن الطب في الواقع لم يهتد إلى الأسباب العضوية المفترضة مما حمل بعض الأطباء وفي مقدمتهم بيرنهايم
( 1837 ـ 1919 ) على إرجاعها إلى أسباب نفسية ، فلجأوا إلى استخدام التنويم المغناطيسي لمعالجة مرض الهستيريا ، وهذا ما لفت انتباه الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ( 1859 ـ 1939 ) الذي انشغل بالمشكلة وتتبع معالجة مرض الهستيريا بواسطة التنويم المغناطيسي ، فسافر إلى باريس سنة 1885 لمشاهدة تجارب شاركو (1825 ـ 1913) في التنويم المغناطيسي . ولكن متابعته للتجارب التي قام بها رفيقه الطبيب جوزيف بروير ( 1842 ـ 1925 ) لمعالجة المرض نفسه قد برهنت له بما فيه الكفاية على أن أعراض مرض الهستيريا مصدرها بعض الخبرات الماضية التي ترجع إلى الشعور أثناء عملية التنويم ،فقد لاحظ بروير أن المريض إذا تذكر مرضه شفي منه وزالت عنه أعراضه ، كما لاحظ أنه بالإمكان تخليص المريض من بعض الاضطرابات عن طريق التعبير عما يشعر به . ومن هنا استنتج فرويد أن هناك علاقة وطيدة بين بعض الأعراض العصبية والذكريات المنسية وهي العلاقة التي كشف عنها التنويم .
لكن نتائج العلاج بالتنويم كانت محدودة لأن المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه ، كما أن بعض المرضى ليس لهم قابلية للتنويم مما جعل فرويد يتخلى عنه ويبحث عن وسيلة أخرى ، فاهتدى إلى منهج التحليل النفسي.
3 ـ ظهور التحليل النفسي:
يعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة ، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض ، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية .
4 ـ أدلة وجود اللاشعور : يتلخص مفهوم اللاشعور عند فرويد في تلك الحوادث النفسية الباطنية التي تؤثر في سلوك الإنسان ، وتجعله يقوم بحركات وتصرفات دون وعي ، وقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال الوقائع التالية : تتمثل أولا في النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه . وتتمثل ثانيا في أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع بل كما نرغب نحن أن تكون ، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا. وتتمثل ثالثا في تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ومن كان معنا ؟ وكيف افترقنا ؟
وتتمثل رابعا في العواطف التي لا تتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك وتتمثل خامسا في الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
هذه هي أهم الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور ، ولكن ماهي مكانة اللاشعور في الحياة النفسية ؟
5 ـ مستويات الجهاز النفسي : لقد نظر فرويد للحياة النفسية في ضوء اكتشافه للاشعور نظرة جديدة مخالفة لنظرة علم النفس التقليدي ، متأثرا في ذلك بفكرة الأجهزة السائدة في البيولوجيا وعلى هذا الأساس فقد رأى أن الجهاز النفسي مكون من ثلاث قوى أساسية :
الهو : ويمثل عمق منطقة اللاشعور التي تتجمع فيها الدوافع والميول والرغبات الصادرة عن الغريزة الجنسية والتي يسميها فرويد
( الليبيدو ) أي ميل الإنسان إلى اللذة وتجنب الألم ، وهذه الغريزة الجنسية هي مصدر الطاقة النفسية المحركة لنشاط الإنسان وإبداعاته في مختلف الميادين .
الأنا : والمقصود منه الشعور الذي يصاحب مختلف السلوكات التي يقوم بها الشخص خلال حياته الواقعية ، ويتكون من مختلف الإحساسات والعمليات العقلية ، فالأنا من حيث هو شعور يمثل الذات الواعية التي تتصرف وفق مقتضيات الظروف والأحوال .
الأنا الأعلى : ويتشكل من العادات والتقاليد والمعتقدات والقيم التي اكتسبها الفرد من الأسرة والمجتمع ، وانطبعت في نفسه ، والتي أصبح بموجبها يميز بين الخير والشر وبين الحسن والقبيح وبين الحلال والحرام وبين المباح والممنوع .
وقد حلل فرويد العلاقة بين هذه الأقسام الثلاثة ، وبين أن العلاقة بين الهو والأنا الأعلى هي علاقة تناقض ، ذلك أن الميول والرغبات المتولدة عن الليبيدو تسعى دائما إلى التعبير عن ذاتها في الواقع وتحقق مطالبها بطريقة مباشرة ولكن الأنا الأعلى بمختلف محتوياته يقف في وجهها ويمنعها من الخروج إلى ساحة الشعور فلا تظهر ولا تتحقق ، إذن هناك صراع مستمر بين الدوافع اللاشعورية وبين الأنا الأعلى ، ولكن الأنا أو الشعور يتدخل وينظم العلاقة بينهما فهو من جهة يخضع لأوامر ونواهي الأنا الأعلى ولا يخالفها ، وهو من جهة ثانية يراقب الدوافع اللاشعورية ولا يسمح بالخروج إلا للدوافع المعقولة التي يرضى عنها الأنا الأعلى أما الدوافع المحرمة والممنوعة فيكبتها ، وعلى هذا الأساس فالشعور هو مصدر أو أساس التوافق بين الهو والأنا الأعلى وفشله في إحداث التوازن بينهما يؤدي في نظر فرويد إلى تكوين العقد والأمراض النفسية ، وإذا كان الشعور هو مجرد حارس ، وكان الأنا الأعلى عائقا بالنسبة لإشباع الميول والرغبات ، فهذا يعني أن اللاشعور مصدر نشاط الإنسان وفعاليته في مختلف الميادين فهو إذن الأساس المتين الذي تقوم عليه الحياة النفسية عند فرويد .
6 ـ من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية:
لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردها إلى هاتين الغريزتين فقط : غريزة الحياة ( أو الغريزة الجنسية ) وغريزة الموت ( أو العدوان والتدمير ).
أ ـ دور الليبيدو ( الغريزة الجنسية ): تتجلى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده، ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية، فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر، بل قد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كل محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية، والغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على الميول الجنسية التي تستهدف الإنسال والتكاثر، كما أنها تشتمل على مظاهر الحب والود بين الآباء والأبناء، وحب الذات، وحب الأصدقاء، وحب الحياة ، وحب الإنسانية جمعاء.
ب ـ دور الغريزة العدوانية: أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير ( كما في الحرب ) والعدوان على النفس ( كما في الانتحار )، وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدوا لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة، وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع، ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها.
هل اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها أم يظل مجرد افتراض فلسفي ؟
أولا : بين المنهج العيادي والتفسير النظري:
1 ـ التحليل كمنهج عيادي:
مما لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين، وقد عززت هذه الدراسات الجاني الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يلقى بهم قديما في غياهب السجون، أو يظلون عرضة للسخرية والامتهان.
2 ـ نظرية اللاشعور من الوجهة التفسيرية:
إن إجرائية فرضية اللاشعور تبرز في أن كثيرا من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن أن تفسر عند الوقوف عند الحياة الشعورية في مظاهرها المختلفة، ولذلك فإن مجهود المحلل النفسي يتركز على ملاحظة مظاهر الشعور ذاتها ملاحظة دقيقة ليتمكن من أن يكتشف المظاهر اللاشعورية التي تختبئ وراءها، إنها تساعدنا على إلقاء الضوء على حالات المرض النفسي.
ـ لكن رغم كل هذه النتائج لنظرية فرويد ، هل يعد ما ذهب إليه صحيحا ؟ وهل يوضع في مصاف النظريات العلمية الكبرى أم انه مجرد افتراض؟ إن نظرية اللاشعور عند فرويد ، ومنهج التحليل النفسي الذي أسسه لم يلق الاتفاق ولا الإجماع، بل ثارت ضده الكثير من الاعتراضات، وحتى الرفض الكلي.
ثانيا: الفرضية والفرضيات المضادة:
إن المبالغات التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسسه الرائد قد أدت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أول من عارضوا هذه النظرية ، فالفريد آدلر رأى أن اللاشعور ليس مرده إلى الليبيدو، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور ، وكل ما فسره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور، أما كارل يونغ فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلا جانبا واحدا من المشكلة، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة، وبذلك فقد وضع نظرية في اللاشعور الجمعي، فلا شعورنا ليس مليئا بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء. وفضلا عن ذلك فقد بلغ الاعتراض على نظرية التحليل النفسي إلى حد أن هناك من أنكر حتى وجود اللاشعور، فهذا الطبيب النمساوي ( ستيكال ) الذي قال: (( لا أومن باللاشعور، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى، لكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما تحت شعورية، وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )). كما يرفض ( سارتر ) فكرة اللاشعور، ويعتبره مجرد خداع، حيث يرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال الشعور.

الخاتمة: حل المشكلة
إن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه.

محاربة الصحراء
2014-04-12, 16:07
mais ma9alat chwiya mahoumch mtwess3in surtout ta3 cho3or faradiya 3ilmiyaaa

hamza18
2014-04-12, 19:58
يارب يجعله في ميزان حسناتك وبارك الله فيك اختى...foza

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:07
يارب يجعله في ميزان حسناتك وبارك الله فيك اختى...foza
ان شاء الله حنونة
ربي يوفقك ان شاء الله
ولي احتجتيها راني هنا نعاونك

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:16
الدال والمدلول.

طرح الإشكال : من تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و ثم نفسية ثم فكرية وفي هذه المرحلة وضع لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى بالدّال و المدلول و العلاقة بينهما تسمى الدلالة . اذ تعرف الدلالة بأنها العلاقة الموجودة بين الدّال و المدلول .ومن خلال هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى ان العلاقة بين الدال و الندلول ضرورية طبيعية.و الموقف الاخر يعتبرها اعتباطية اصطلاحية . يمثل الموقف الاول افلاطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة الللسانية المعاصرة لـ ارنست كاسير و ذي سوسير .هل فعلا ان العلاقة بين الرمز و العلامة ضرورية طبيعية ؟ ام انها اعتباطية اصطلاحية ؟
محاولة حل الشكال : عرض منطق الاطروحة (العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية ) يمثل الاطروحة المدرسة اللسانية القديمة لـ افلاطون ان هناك تلازم بين الدال و المدلول .
ضبط الحجة: Jعندما بدا الانسان التواصل قلد كل مايوجد في الطبيعة من اصوات و رموز و اشارات و مايوجد في الطبيعة كما يؤكد افلاطون فيه تكون العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة تطابق و تلازم و بما ان اللغة عند الانسان نشأة نتيجة تقليد لما في الطبيعة كانت العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية طبيعية .
J في كل لغات العالم نلاحظ استمدادها من الطبعة مثل حفيف الأوراق زئير الأسد هديل الحمام خرير المياه ...الخ فكلها مشتقة من اصوات الطبيعة التي تحمل دلالة واحدة
نقد الحجة: لو كانت العلاقة ضرورية طبيعة لوجدنا اللغة الإنسانية واحدة و ضيقة لاكن الملاحظ انها واسعة و متنوعة فاللفظ الواحد له عدّة معاني و عليه يستحيل ان تكون العلاقة بين الدّال و المدلول ضرورية طبيعية .
عرض نقيض الأطروحةالعلاقة بين الدّال و المدلول اعتباطية اصطلاحية) يمثل الأطروحة المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ذي سسسير و ارنست كاسير حيث اعتبرت أن العلاقة بين الدّال و المدلول اصطلاحية تواضعية بالتالي تستطيع أي جماعة أن تحدّد معنى للفظ بطريقة اعتباطية .
ضبط الحجة : J يقدم ذي سوسير حجة يعتبر فيها ( ان العلاقة اعتباطية نلاحظ ان لفظ (أخت) لا علاقة له اطلاقا كلفظ او كنبرة صوتية او ك فوني مات مورفي مات بي المعنى الذي يحمله فاذا قسمنا الفظ الى (أ...خـ...ت) لا نجد ان هناك علاقة بين ما تحدثه فونيمات أ - خ – ت وبين المعنى الذي نستخدمه اثناء التلفظ ب الأحرف متلاصقة مما يعني اننا تواضعنا ان هذا المعنى الذي نريد ايصاله للغير ينطق بهذه الاحرف).
Jيقول ارنست كاسير (ان الاسماء الموجودة في الكلام لم توضع للدلالة عن الاشياء المادية انما وضعة للدلالة عكس المعاني والالفاظ المجردة التي لا وجود لها في الواقع المادي و بما انها كذلك فمعنى و الفكر ابداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني)
نقد الحجة: تاريخ اللغة يبين لنا ان بدايتها استمدت من الطبيعة مثل : إحصاء مشتق من كلمة حصى نفس الشيىء في اللغة اللاتينية :calcule=calcaire مما يعني ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية لزومية.
التركيب : (التوفيق) لكل لغة قواعد تلتزم بها و يصبح كلامنا خاطئ اذا خالفنا هذه القواعد لهذا نقول ان الدلالة بدات باللغة الطبيعية الضرورية مثلما قدمه أفلاطون الا ان اللغة بمجرد ما إرتبطة بالفكر بدأت العلاقة بين الدال و المدلول تصبح اعتباطية اصطلاحية و ما اكدته المدرسة الرمزية المعاصرة هنالك علاقة بين الرسم و الطبيعة رغم انه في بدايته بدأ كفن يقد فيه الانسان الطبيعة ثم اصبح الرسم رمزي تجريدي.
حل الاشكال : تقدم لنا المدرسة الرمزيسة خير دليل يبين طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول ويحسم الموقف ان كانت ضرورية او اعتباطية كما في الرسم بدا بالتقليد لما يوجد في الطبيعة لايخرج عن تفاصيلها و الوانها وذلك يعبر عما حدث في اللغة في العلاقة بين الدال والمدلول بدات ضرورية طبيعية و اليوم نجد مدارس كثيرة للرسم كالراديكالية الرومانسية التجريدية والرمزية...الخ نفس الشيئ فى الدلالة عندا ارتبطة اللغة بالفكر اصبحت فيها دلالة اعتباطية اصطلاحية كلفظ (بيت) بدا للدلالة على شيء مادي موجود ثم استخدم لمعاني اخرى (البيت شعري).

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:19
هل العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية أم اعتباطية ؟
تقديم المشكل :

لو تأملنا أحداث قصة حي بن يقضان للفيلسوف بن طفيل لوجدناها قصة تجري وقائعها في جزيرة نائية يلعب الدور الرئيسي فيها حي الذي ولد تلقائيا من غير أب فتعهدته ظبيه فقدت صغيرها حتى اشتد عوده وأصبح قادرا على مجاراة البهائم في العدو والدفاع عن النفس ولما ماتت الظبية اخذ يبحث عن سر الحياة والموت فاكتشف بمجاراة الحيوانات أصوات قلدها عوضها بإشارات ثم في أعقاب ذلك التقى بفتيين فتعلم منهما الكلام وعلى ضوء هذه القصة الرمزية نجد بان اللغة لدى الإنسان بدأت طبيعية وانتهت اصطلاحية يعرفها العلماء:" هي تلك الرموز والحركات والرسومات التي يقوم بها الإنسان لكي يتصل بغيره." ويعرفها الجرجاني:"هي كل ما يعبر به قوم عن أغراضهم." واللغة تحمل علامة رمزية لسانية تنقسم إلى قسمين: دال وهو الصوت ومدلول وهو المعنى
لكن المشكل هنا لا يتعلق باللغة بل بأقسام العلامة اللغوية فهل العلاقة بين الدال والمدلول في العلامة الرمزية ضرورية أم اعتباطية ؟

محاولة حل المشكل:
للإجابة عن هذا الإشكال المطروح انقسم علماء اللغة إلى قسمين:

ج1 : قسم أول يرى أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة طبيعية ضرورية ويؤكد ذلك أيميل بينفست وحججهم على ذلك :
-إن اللفظ دائما يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي
-أساس هذه المطابقة محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة
-تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية دفع بالإنسان إلى إبداع كلمات وألفاظ تدل على أشياء
-اثبت علماء اللغة المعاصرين الترابط الوثيق بين الدال والمدلول في العلامة اللسانية
-العلامة اللسانية لبنة واحدة يتحد فيها الدال والمدلول وبدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية خاصيتها الذهنية
-الإنسان لا يقبل الأصوات التي لا تحمل تمثلا للأشياء لان الأصوات التي لا تحمل معاني هي غريبة ومجهولة
-يقول بينفست : (إن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك ضرورية )
النقد: تصطدم بعض الحقائق التي اقرها علماء اللغة على انه لا توجد علاقة ضرورية بين الدال والمدلول لأنه لا يوجد تناسب بين ما نملكه من أصوات ومعاني.ثم وكيف تفسر تعدد الألفاظ لشيء واحد؟

ج2 : وقسم ثاني يرى أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية (ارنست كاسيرر ) حججهم على ذلك :
-إن العلامة اللسانية لا توحد بين الاسم والشيء وبين المفهوم والصورة السمعية
-إن المعنى يعبر عنه في لغات أخرى بتتابع أصوات أخرى فمثلا كلمة تلميذ-lélève-student تبين تباين الأصوات وهذا يعني انه لا علاقة بين الدال والمدلول
-يتقيد الفرد في وضع العلامات اللغوية بالمجتمع إذ لا يمكن للفرد أن يشير إلى كلمة أخت بأصوات أخرى حسب هواه
-اللغة نشاط رمزي والعلاقة فيه بين الأسماء والأشياء غير ضرورية بواسطة هذا النشاط يتمثل الإنسان الواقع دون الحاجة إلى إحضاره في شكله المادي.
-يقول كاسيرر :"بقدر ما يتقدم النشاط الرمزي بقدر ما يتراجع الواقع المادي "
النقد : اقر علم اللسانيات وعلم اللغة بأنه لا دال بدون مدلول، فالعلامة اللغوية تقوم على التناسب بين الدال والمدلول


ج3: انطلاقا من الجزء1 والجزء2 نصل إلى أن اللغة هي كل نشاط يقوم به الإنسان ويعبر عن علامة لغوية يدرسها علم الرموز باعتباره أدوات اتصال لذلك يصعب تحديد طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول حسب علم المعاني والألفاظ (الدلالة)

الخروج من المشكل :
وأخيرا نصل إلى أن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اعتباطية مبدئيا وضرورية ممارسة فلا يمكن تصور عالم الألفاظ (الدال) بدون عالم المعاني (المدلول) والقدرة على استيعاب الألفاظ يتناسب مع القدرة على

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:21
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : هل تستطيع اللغة أن تعكس كل ما يدور في فكرنا ؟
الطريقة : جدلية
طرح المشكلة : إن علماء النفس يطلقون معنى اللغة على مجموع الإشارات التي يعبر بها عن الفكر، فنحن عندما نتحدث مع الغير فإنه من الواضح أننا ننطق بألفاظ نرتبها حسب المعنى، وعندما نتحدث لأنفسنا لا ننطق بألفاظ ولكننا نرتب المعاني حسب الصورة المنطوقة مما يبدو معه أن كل تفكير يحتاج إلى تعبير وأن كل تعبير يحتاج إلى تفكير، إلا أن مسألة اللغة والفكر ظلت موضع جدال بين الفلاسفة والعلماء فهل يمكن قيام فكر بدون لغة ؟ بمعنى آخر هل اللغة والفكر منفصلان عن بعضهما أم أنهما مظهرين لعملية نفسية واحدة ؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول : يذهب أنصار الاتجاه الثنائي إلى التمييز بين اللغة والفكر، ويفصلون بينهما فصلا واضحا ، ويعتبرون أن الفكر سابق عن اللغة وأوسع منها، لأن الإنسان يفكر بعقله أولا ثم يعبر بلسانه ثانيا ، لذلك قد تتزاحم الأفكار في ذهن الإنسان ولكنه يعجز عن التعبير عنه مما يجعل اللغة عائقا للفكر ولعل هذا ما يدفع بالإنسان إلى الاستعانة بالإشارات لتوضيح أفكاره أو اللجوء إلى وسائل بديلة للتعبير اللغوي كالرسم والموسيقى وغيرهما. وهذا ما أكده الفيلسوف الفرنسي برغسون حين قال : (اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر) بمعنى أن تطور المعاني أسرع من تطور الألفاظ، فالمعاني بسيطة متصلة بينما الألفاظ مركبة منفصلة، ويقول الشاعر الفرنسي فاليري : ( أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها ) بمعنى أن اللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا، فلا يمكنها أن تجسد كل ما يختلج في نفس الإنسان ، ولهذا قيل : ( الألفاظ قبور المعاني ).
مناقشة :غير أن هذا الاتجاه بالغ في التقليل من شأن اللغة ووصفها بالعجز والجمود ، وبالمقابل الرفع من قيمة الفكر وتمجيده، ولكن هل يمكن أن يوجد فكر خالص عار من اللغة ؟ ثم كيف نميز بين الأفكار والمعاني إن لم تدرج في قوالب لغوية تعرف بها وترسم حدودها ؟ وفوق هذا ألم تكشف الدراسات في علم النفس أن تكوين المعاني لدى الأطفال يتم مع اكتساب وتعلم اللغة ؟
الموقف الثاني : يذهب أنصار الاتجاه الواحدي إلى عدم التمييز بين اللغة والفكر فهم لا يفصلون بينهما ولا يرون وجود فرق بينهما، بل يرون أنه لا يمكن أن يوجد فكر بدون لغة، كما لا توجد لغة من دون فكر. فاللغة ليست مجرد أداة للتبليغ والتعبير بل هي الأساس الذي يقوم عليه التفكير، ومن بين الفلاسفة الذين يؤكدون على وجود وحدة عضوية بين اللغة والفكر الفيلسوف اليوناني أرسطو حيث قال : ( ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية ) ، كما ذهب الفيلسوف الألماني هيغل إلى أن الرغبة في التفكير بدون كلمات لمحاولة عديمة المعنى، حيث قال: ( الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى )، وهكذا فإن أنصار الاتجاه الواحدي يعتبرون أن اللغة والفكر كل موحد وأن العجز الذي توصف به اللغة فهو عجز في التفكير، وأن عدم التناسب بين القدرة على الفهم والقدرة على التبليغ يعود إلى عجز المتكلم عن إيجاد الألفاظ المناسبة للفكرة لا إلى عجز اللغة، وقد قيل: ( الألفاظ حصون المعاني ).
مناقشة: لكن هذا الاتجاه الذي يعطي الاعتبار للغة ويساوي قيمتها مع الفكر لا يعني الخضوع للقوالب اللغوية الجامدة لأن قيمة أي لغة إنما تقاس بثروتها الفكرية وبدقتها في التعبير ، لذلك لا بد من الحذر من استعمالاتها وإخضاعها لتعديلات عميقة وشاملة ، لأن اللغة ينبغي أن تكون من السيولة والمرونة ما يجعلها قادرة على تتابع الفكر الحي في سيولته وحركته المستمرة .
التركيب : لقد حاول الكثير من الفلاسفة من خلال آرائهم التوفيق بين الفكر واللغة، فلا فكر بدون لغة ولا لغة بدون فكر، كما أن الفكر متضمن داخل اللغة واللغة لباس الفكر، وهذا ما ذهب إليه دولاكروا حين قال: (( إن الفكر يصنع اللغة، وهي تصنعه ))، بالإضافة إلى تأكيد الدراسات والأبحاث العلمية اللسانية لهذه العلاقة والتي تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها حيث يقول دو سوسير : (( إن الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر ، أو فصل الفكر عن الصوت )).
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكد على أن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة تداخل وتكامل، وإن كانت بينهما أسبقية فهي منطقية لا زمنية، كما إن كان بينهما تمييز فهو نظري لا مادي، وقد عبر عن هذه العلاقة هاملتون بقوله: (إن المعاني شبيهة بشرار النار لا تومض إلا لتغيب فلا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ).

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:29
الموضوع : تحليل نص فلسفي

النص :

لقد استطاع العلم عبر القرون أن يدحض ما تتصف به البشرية من أنانية ساذجة دحضا خطيرا في مناسبتين. أما أولاهما فقد حصلت حين برهن العلم على أن الأرض ليست مركز الكون، وأنها بعكس ذلك ليست إلا جزءا ضئيلا من النظام الكوني الذي نكاد لا نستطيع أن نتمثل عظمته، وتتصل هذه البرهنة الأولى عندنا باسم ( كوبرنيك)، وأما المناسبة الثانية التي كذب فيها العلم البشرية فقد تمت بفضل البحث البيولوجي، ولقد حصلت هذه الثورة في أيامنا نتيجة للبحوث التي قام بها (داروين) و (والاس) وأسلافهما، وهي بحوث تصدى لها المعاصرون وقاوموها بكل ضراوة.

ولسوف يدحض جنون العظمة البشري مرة ثالثة بما يتم في أيامنا من بحث نفساني يروم أن يبين للأنا أنه ليس سيدا حتى في بيته، بل وأن عليه أن يقنع بمعلومات قليلة وجزئية عما يحدث خارج وعيه في حياته النفسية. إن علماء التحليل النفسي ليسوا بأول من نادى بالتواضع والتأمل، ولكن يبدو أنه قد آلت إليهم هم رسالة العمل بكل حزم على توسيع وجهة النظر هذه، وتعزيزها بإنتاج مواد يستمدونها من التجربة ويضعونها في متناول كل الناس، لذلك اعترض القوم على علمنا اعتراضا شاملا، وغفلوا عن كل قواعد اللياقة الأكاديمية، وقامت معارضة عنيفة لنا عصفت بكل قيود المنطق غير المنحاز.

سيغموند فرويد












تحليل النص الفلسفي
المقدمـة:
إن الملاحظة البسيطة لمختلف الظواهر المادية والمعنوية، تدل على أنهما ليست في مستوى واحد من حيث الدقة والتعقيد، فكلما كانت أسبابها متعددة ومتداخلة كانت صعبة الفهم والدراسة، ومن بين هذه الظواهر، الظواهر النفسية فقد كان يعتقد أن الشعور هو الوظيفة الوحيدة التي تمارسها النفس، ولكن بعد دراسات قام بها أطباء في علم النفس تبين بأن هناك نشاط آخر لاشعوريا تمارسه أيضا من حين لآخر والإشكال المطروح: هل يمكن حصر النشاط النفسي في الحياة الشعورية فقط؟ وهل فرضية اللاشعور فرضية مشروعة؟
التوسيع:
موقف صاحب النص:
يرى صاحب النص أن الاكتشافات العلمية هدمت ما كان يعتقده الإنسان يقينا مطلقا عن الكون وعن نفسه، ومن خلال هذه الثورات تنازلت البشرية عن كبريائها، وقد ركز سيغموند فرويد على الثورة التي أحدثها في مجال الأبحاث النفسية، حيث بين أن بعض الفلاسفة أنكروا علينا القول بوجود نشاط لاشعوري، وليس لديهم الدليل الكافي على ذلك، فلا يستطيع أحد أن ينكر على الأقل تلك الدوافع التي تسود حياتنا النفسية يوميا، دون معرفة مصدرها، وهذا ليس عند المرضى فقط، ولكن عند الجميع، فلا يمكن القول بأن لدينا شعورا ثانيا لأن الشعور واحد لا يتجزأ، ولهذا يجب الاعتراف بوجود اللاشعور.
الأدلة والحجج:
لقد أثبت سيغموند فرويد موقفه من خلال اعتماده على أدلة استقاها من تاريخ تطور العلم، حيث بين أن الناس لم يرحبوا بالاكتشافات العلمية الجديدة، نظرا لتعارضها مع أنانيتهم، فتاريخ العلم قد صحح تصورات الإنسان في مجال علم الفلك حيث أثبت بأن الأرض ليست مركز الكون، وإنما تمثل سوى قطعة لا معنى لها من المنظومة الكونية، أما في مجال البيولوجيا فقد تم إثبات أن الإنسان ليس له أصل متميز وذلك بانحداره من المملكة الحيوانية، أما في مجال علم النفس فقد تم إثبات أن الشعور ليس الأساس الوحيد للحياة النفسية، فالحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، لأنه تشمل كذلك الحياة اللاشعورية.
النقد والتقييم:
لا شك في أن الحقائق المرة تلك التي لا ترضي مشاعر ومصالح الإنسان، تدفع هذا الأخير إلى تكذيبها، لكن هل الأمر هو كذلك بالنسبة للاعتراضات التي وجهت إلى التحليل النفسي، يبدو أن المفكرين والعلماء لم يرفضوا فقط طريقة التحليل النفسي، لأنه جعل من الطريقة الجنسية( الليبيدو ) المحرك الرئيسي للسلوك، بل لأنهم وجدوا كذلك أن الأفكار التي جاء بها فرويد لا تتوفر فيها شروط العلم، ولهذا فإذا كانت الأبحاث العلمية صحيحة في مجال علم الفلك، فإنها ليست كذلك في مجالي البيولوجيا وعلم النفس باعتبارها ليست حقائق علمية مبرهنة بل إنها مجرد فرضيات.

الخاتمة:
في الأخير يمكن أن نؤكد أنه مهما قيل عن الثورات العلمية فإن نتائجها تبقى محدودة، وخصوصا في مجال علم النفس، لكن يبقى منهج التحليل النفسي قد كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية، كما أنه على الرغم من اكتشافه للاشعور فهو لم ينكر الأساس الشعوري للحياة النفسية. لذا فالحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور.

هجيرة رغد
2014-04-15, 17:31
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال: هل العولمة إيجابية أم سلبية ؟
الطريقة : جدلية

مقدمة:
إن المتتبع للتاريخ البشري، يجد أن لكل حقبة تاريخية اهتماماتها وقضاياها وانشغالاتها، وفي مسيرة الفكر الإنساني، تتحد ألفاظ الحضارة، وتبرز أفكار ومفاهيم جديدة، من أهم هذه المفاهيم الجديدة لهذا القرن مفهوم العولمة الذي يفرض نفسه على الحياة المعاصرة في جميع مستوياتها الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية، والعولمة توصف بأنها إيديولوجية الألفية الجديدة، وقد اقترن ظهورها بانتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشيوعي وسقوط جدار برلين كرمز لانتصار النظام الليبيرالي أو الرأسمالي كإيديولوجية أحادية لكن الإشكال المطروح : هل فكرة العولمة تترتب عنها المنافع والمحاسن أم الأضرار والمساوئ ؟

التحليل :
الموقف الأول:
يعتقد الكثير من المفكرين والباحثين قد تكون حسنة لها من المزايا الكثير من جهة خدمة الإنسانية وتقريبها لبعضها ولم الشمل وتحقيق التعايش السلمي وتمكين الدول من التفتح على بعضها البعض وتأسيس حوار حضاري من خلال احترام ذات الآخر وهويته واستقلاله وتميزه وإقامة اقتصاد مشترك عادل. فهي كإيديولوجية عالمية تسعى إلى تحقيق كثير من الأهداف من بينها تعميق التأثير في الثقافات الإنسانية والسلوك الاجتماعي لإلغاء التمايزات المختلفة، بالإضافة إلى العمل على تحقيق الثراء من خلال التجارة وذلك بتوسيع الخيارات الاقتصادية وحركة الاستثمارات الدولية والأسواق العالمية المفتوحة، كما أنها تسعى لتعميم وسائل الاتصال وجعل الفرد جزءا من منظومة عالمية للاتصالات من خلال تشجيع استثمار القطاع الإلكتروني بواسطة مؤسسات كبرى متعددة الجنسيات.ومن أبرز مناصري هذا الموقف رجال أعمال الاقتصاد الأمريكي, ونخبة من البنكيين وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الدول الخمس العظمى من مصرفيين وأرباب شركات عالمية، حيث يتصور " دافيد روكفيلير" أن العالم يكون في حال جيدة لو كان محكوما من طرف جماعة نخبوية تتألف من بنكيين.
مناقشة: لكن الباحث بعمق في فلسفة العولمة وأفكارها وأهدافها يدرك أنها اتجاه غايته الهيمنة والسيطرة على العالم وجعله في نسق واحد من قبل الأقلية وانطلاقا من هذا المعنى تعد العولمة خطرا وشرا كبيرا، فهي تملك قدرة كبيرة في التغلغل والتأثير والاستحواذ على مقدرات الشعوب والحكومات.
الموقف الثاني:
يرى العديد من المفكرين والعلماء خاصة منهم دعاء الأصالة أن العولمة سلبية تترتب عليها العديد من المساوئ، فهي مادية جشعة توجهها الليبيرالية المتوحشة لذلك فهي لا تراعي أبعاد الإنسان الروحية، كما أنها هدامة للقيم تشجع على الاضطراب وخلق الفوضى والأزمات ويمكن أن تؤدي إلى الحروب لفتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى أن العولمة سوق عالمي تحكمه لغة المال والأعمال والربح والاستغلال بلا وازع أو ضمير أخلاقي، فهي خادمة للأقوياء وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة وتقضي على الضعفاء في إطار التذويب الاجتماعي العالمي والقضاء على الهوية الثقافية. لهذا فالعولمة مجرد سياسة اقتصادية وإيديولوجية مقصودة تحكمها وتوجهها منظمات دولية عالمية لها سلطتها وسيطرتها على الاقتصاد العالمي كصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة... كما أن العولمة ترتدي لباس الغزو الثقافي وطمس الانتماء وتدمير القيم الأخلاقية في الأمم عبر أجهزة الاتصالات والتكنولوجيات المعلوماتية الحديثة لمحو كل موروث شعبي ثقافي وإفراغه من أصالته. ومن أبرز أنصار هذا الموقف المفكر " هارالد كليمانطا " حيث يؤكد في كتابه " أكاذيب العولمة العشر " مخاطر العولمة، أهمها أن العولمة تنفلت من المراقبة، فهي لم تسقط من السماء كقضاء محتوم، إنها مقصودة وتتحكم فيها قيادة المنظمات الدولية كصندوق النقد والمنظمة العالمية للتجارة.
مناقشة: ليس من الحكمة الابتعاد عن الواقع والنظر إلى العولمة على أنها كلها سلبيات ومساوئ، بل يجب الاستفادة من كل مظاهر العولمة الاقتصادية والاجتماعية لكن شريطة المحافظة على أصالة ثقافية معينة حتى لا نفقد هويتنا وتميزنا على الآخرين أي عن الأمم الأخرى.
التركيب:
العولمة سيف ذو حدين، فقد تكون سلبية إذا لم تعرف الشعوب كيف تستفيد منها ودخلت فيها بعيون مغلقة، أما الشعوب التي تدرك كيفية الاستفادة من الآخر دون الذوبان فيه، فهي أحسنت الاستفادة من العولمة وبذلك تكون العولمة إيجابية. فالفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط " يعترض على ذوبان الدول والأمم في بوتقة واحدة، ويرفض انصهار واندماج دولة أو أمة في دولة أخرى أو أمة أخرى، وبهذا فهو يفضل التعدد والتنوع على الاختلاط والاندماج من أجل المحافظة على الرصيد الحضاري وهوية الدولة، لذلك يوجب التمييز بين ما هو ذاتي خاص وبين ما هو موضوعي عالمي تشترك فيه جميع الأمم.

خاتمة:
في الأخير يمكن أن نؤكد أن المشكلة ليست في العولمة بل في كيفية التعامل بها ومعها، والمشكلة الثانية تكمن في طبيعة الشخص الذي يريد التطبيع معها، فإن كان يريد الاستفادة حقيقة من العولمة ومن لبها استطاع أن يحاكي العولمة بإيجابية، وإن لم يعرف كيفية التعامل معها وأخذ القشور منها كانت في نظره سلبية وستبقى كذلك.

hamza18
2014-04-15, 18:44
شكرا مرة اخري اختي هجيرة اللهم اجعلنا من المتحابين فى الله وان شاء الله باك2014...كيف عرفت اني فتاة ...foza

جوهرة الشمال1995
2014-04-16, 15:00
شكرااااااا و بارك الله فيك.

هجيرة رغد
2014-04-16, 19:31
شكرااااااا و بارك الله فيك.
لا شكر على واجب اختاه
اي مقالة تحتاجونها انا هنا

هجيرة رغد
2014-04-16, 19:33
شكرا مرة اخري اختي هجيرة اللهم اجعلنا من المتحابين فى الله وان شاء الله باك2014...كيف عرفت اني فتاة ...foza
ولو حبيبتي عادي
والله صدفة لم انتبه انا ايضا لكن احسست انك فتاة
واي مقالة تحتاجينها انا هنا

hamza18
2014-04-23, 11:43
شكراااااا على الموضوع

bey_sas
2014-04-27, 12:09
شكرا وبارك الله فيك

محاربة الصحراء
2014-04-27, 12:47
machekitch yssa3bouna ga3 haka w ana andima mantigch nhfadha

nourdinih
2014-04-30, 10:56
بارك الله فيك مقالات فى قمة الانتقاء والاختيار....شكرا لمجهوداتك.

هجيرة رغد
2014-09-09, 17:34
بالتوفيق هاد العام

lamia1996
2014-09-18, 20:27
erci pour ca mais ida 3andek lfarekbin soal lfalsafi wl3ilmi

أصيل الـمـسـلـم
2016-12-28, 02:22
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع