تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة توجيهية للعلامة مشهور بن حسن عن الاختلاف بين طلبة العلم


أبومحمد17
2014-04-09, 06:57
كلمة توجيهية للعلامة مشهور بن حسن عن الاختلاف بين طلبة العلم
هذه كلمة توجيهية للعلمة المحدث الفقيه مشهور بن حسن آل سلمان بخصوص الحرب الشعواء القائمة على الفيسبوك بين طلبة العلم

http://safeshare.tv/w/FwvHxUrNIf

أبومحمد17
2014-04-09, 20:42
*****التفريــغ*****
[السؤال]
أخ يطلب توجيهًا ولا أقول يسأل سؤالًا، يقول:
نرجو من فضيلتكم توجيه كلمة بخصوص الحرب الشعواء القائمة على الفيسبوك بين طلبة العلم ما بين مبدِّع ومفسِّق ومَن يخرِّج الآخر من المنهج.
نرجو كلمة توجيهيَّة، وجزيتم خيرا.
[الجواب]
أولًا: اعلموا أن الفتنة يسبقها الخلاف، والمراد بالخلاف أن يُعجب كل ذي رأي برأيه، ومن أخطر وسائل الانفتاح -أعني وسائل العلم وطرق الوصول للمعلومة- أن الناس يقولون ويَستخرجون ويَقفون على المعلومات ولكن دون أن يُحققوا أخلاقَ العلماء.
فالناس كما هم بحاجة إلى علم العلماء فإنهم أحوج إلى أخلاق العلماء، وأخلاق العلماء يُحسِنون متى يَرفعون الصوت ومتى يخفضونه، ومتى يسكتون ومتى يُنكِرون، ومَبعثهم في ذلك الغَيرة على دين الله -عزَّ وجلَّ-، والحماية لنصوص الكتاب والسنة، وعدم سلب خاصيَّة كون النصوص الشرعية حكمًا على الأحداث والأشخاص.
فأقول: الواجبُ في الإنكار على أهل العلم.
أما الطالب المبتدي فينبغي أن يعرف نفسه، فيُقال لمن ليس أهلًا للإنكار ما تقوله العربُ في أمثلتها: (ليس هذا بعشك فادرجي).
وشعار الخالِفين إنما هو الخلاف؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنه مَن يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا".
وهذا الخلاف هذه الأيام شديد وسيشتد مع مضي الزمن، والخلاف مرض، وهذا المرض له علاج "ما أنزل اللهُ داءً إلا وله دواء" ودواؤُه تتمة الحديث؛ ففي الحديث: "إنه مَن يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا" هذا الداء.
والدواء: "فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء المَهديِّين الراشدين مِن بعدي عضُّوا عليها بالنواجذ".
موضوع الوسائل الحديثة واستخدامها في التشهير والتنقيص؛ هذا أمرٌ ما ينبغي أن يكون.
العالم يوجِّه قوتَه وسهامه على القول لا على القائل، وينظر للدلائل لا للقائل.
أنظر إلى القول المخالف؛ أفنِّد أدلتَه، أبيِّن باطلَه، ولا يلزمني أن أجرِّح شخصَه، ولا أن أتعرَّض له.
ولذا: خلاف أهل العلم خلاف عقول، وخلاف العوام خلاف قلوب؛ العلماء إن اختلفوا تختلف عقولُهم.
وينبغي أن يقدِّر الخلاف والثمرة المترتِّبة عليه الراسخون من أهل العلم، فقد أخالفك في مائة مسألة وتكون هذه المسائل تقبل الخلاف، وقد أخالفك في مسألة واحدة وهذه المسألة لا تقبل الخلاف.
قد أفسِّقك في مسألة وأسكت لك عن ألف مسألة.
المسألة إنما معيارُها وميزانها ضوابط علميَّة مُنتظمة على منهج الراسخين من العلماء الربانيِّين.
فليس لكل أحد أن يتكلِّم في الناس وأن يبدِّعهم وهو لا يعرفُ الخلاف في المسائل، إذا كان قتادة يقول: (مَن لم يعرف الخلاف لم يشم أنفُه رائحة الفقه).
وينبغي أن يعلمَ المسألة ولماذا وقع الخلافُ فيها وعلى أي الأصول تنبني.
ولذا نصيحة لعوام طلبة العلم: أن لا ينشغلوا إلا بعيوب أنفسِهم، وأن ينشغلوا بالترقِّي في الطلب والتقدُّم وعدم التمحوُر نحو مسائل تُشغِل.. تكون البيئة التي يعيش فيها تشغلهم هذه المسائل فيتمحورون حولها فتصبح من العوائق والقواطع على التقدم في طلب العلم.