تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يوجد صحابي . أو تابعي . أنتخب


ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 07:05
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع مأخوذ من الارشيف
الانتخابات السابقة
.................
هذه الإنتخابات جائتنا من الغرب الكافر
...إلى من إنتخب وصال قبلها وجال علينا ماذا وقع هل تغيرت الامم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تطورالشعب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل واكبنا ركب العصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ذهبت المشاكل وزالت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تغير شئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين الاحزاب متمسلمة من السلطة وحب الشعب لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس بعد تجربة الفيس الشعب كره ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسؤال المطروح، هل من بين هذه الفئة، ما يسمى مناضلون والنضال بريئ منهم ومتعاطفون مع الأحزاب السياسية
التي أعلنت مسبقا أنها غير معنية بهذه الانتخابات ودعت الى مقاطعتها، وفي مقدمتهم البطلان الهمامان للجبهة الااسلامية
للخذلان المنحلة "الفيس" عباسي مدني وعلي بلحاج، والتجمع من أجل السخاافة والديمقراطية "الأرسيدي"،
الذين تحججوا بأن اللعبة مغلقة والفائز معروف مسبقا، أم أن من بيت تلك النسبة مواطنين غير منخرطين في الأحزاب
والسياسة وبينهم من لا يملك حتى بطاقة انتخاب، وبينهم عدم مكترثين بالعمليات الانتخابية؟
أن ما يقارب 12 مليون جزائري، تخلفوا عن موعد الخميس "الكبير"، ما يطرح عدة تساؤلات
حول هوية هذه الفئة "الساحقة"، التي اتخذت موقفا رافضا لهذه الانتخابات.
الشعب كره الاحزاب كره الاسلام متحزب كره كل شئ كذب فضل الحاكم لانه أراد الامان لم يعد يريد الموت
والفتن رغم تحسره من الحاكم إلا أنه فضل الامن فضل أن يعيش بسلام ..
..وتجنيب البلاد خطر الربيع العربي، والتخويف بالتدخل الاجنبي...
.....خاب مسعى البعض..بالله عليكم صدعتمونا بالانتخابات ومشوعيتها وجأتم بكلام بعض العلماء لإغاضتنا ...
اين هو الكلامكم وحثكم على الانتخاب
... المؤشر الثاني وربما الذي يشكل الغالبية التي تمثل ازيد من 57 بالمائة من الكتلة الناخبة
أو ما يطلق عليها اسم "الاغلبية الصامتة" التي لا ترى في هذه الانتخابات أي مخرج للبلاد...
وبعدها ماذا حصل إنتخبتم وشاركتم في لعبة الغرب وبعدها ................
هل تغير شئ رجعنا لنقطة صفر أي عند الحزب الواحد تماما أراد الشعب الرجوع
للوراء بيدا أرتم الازدهار والتطور وركب الامم وتقليدهم ..............
بالله عليكم ............................
هل يوجد صحابي . أو تابعي . أنتخب . أو شارك في الإنتخابات ؟؟!! حاشا وكلا
رضي الله عنهم أجمعين .
والله لو ترى الحال الذي فيه الأمة بإسرها إلا من رحم ربي .
يتكالبون على الإنتخابات وغيرها من القوانين المشرعة والعياذ بالله
ويريدوا من الله أن ينصرهم على عدوهم .آن لهم ذلك
فوالله وبالله وتالله لن تكون لهذه الأمة شوكة . إلا بإتباع الكتاب والسنة. وعلى فهم سلف الأمة الأخيار رضوان ربي عليهم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عباد الله الجندي لا يحمل أجندة ولا ايديولجية بل يحمل كفن ويحمي الوطن ...........
ياعباد الله
شتان بين صغير في العلم وبين دكتور شاخ من العلم
طاعة الحكام في المعروف ليس عيبا ولا يلزم منه العمالة بل هذا هو نهج السلف
لو كنتم تفقهون سواء كان هذا الحاكم فاسقا أو ظالما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم
((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين
في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟
قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع ))
رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم )
فهل تعتبرون وصية النبي صلى الله عليه وسلم عمالة ومخابرات-حاشاه- إنما العمالة
الحقيقية هي بالخروج عن الحكام لأنه من آثار ذلك :
ضعف الدولة الإسلامية، وانتهاك قواها، مع ما يقابله من قوّة العدو، وظهور شوكته.
فإنَّ في الخروج عليه إضعافاً لجيشه، وتقليلاً من عددهم، وذلك لأنّ الحاكم سيصد الخوارج
وسيقاتلهم، وسيحاول استئصال شوكتهم، فيذهب كثير من جنده، وسيخسر كثيراً من عتاده،
خاصّة إذا كان الخارجي له شوكة وشأفة وقوّة يصعب استئصالها.
وسينشغل المسلمون بقتال هؤلاء الخوارج وستتعطل الثغور، ويقلّ الجهاد في سبيل الله،
فيقوى العدو، ويزداد في إعداد نفسه، إن لم يداهم الإسلام والمسلمين.
وقد سمع الحسن البصري -رحمه الله- رجلاً يدعو على الحجاج فقال له:
(( لا تفعل -رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتم، وإنما تخاف إن عزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير )).
ومن أسباب ضعفه -أيضاً- تخلّف الناس عن القتال معه، كمن يرى
عدم جواز الجهاد مع حكام الجور، مخالفاً بذلك قول أهل السنّة، فيترتب على ذلك قلةً في جيشه، وضعفاً في عزيمته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/t1.0-9/1939807_262668753912286_1989117647_n.jpg

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 07:11
.............................
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/t1.0-9/s403x403/10150581_262674010578427_750483509_n.jpg

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 07:13
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc3/t1.0-9/10007003_262453163933845_2141756761_n.jpg

متبع السلف
2014-04-08, 10:42
من الحكمة عدم تقحم مثل هذه الأمور في هذا الجو المشحون حفاظا على سلامة البلاد والعباد ، وعلى الجميع الدعاء بالعافية .
والسكوت زمن الفتن منهج إسلامي سديد فلعل من يقول كلمة تزهق بسببها أرواح بريئة.
وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ،من تشرف غليها تستشرفه..)الحديث
وأمر النبي عليه الصة والسلام عند الفتن أن يكونوا أحلاس بيوتهم .
ومعناه كف اليد واللسان .
ولا أنفع في مثل هذه الأوقات من الدعاء .

عضوة 2014
2014-04-08, 11:19
بارك الله فيك يا متبع السلف على هذا الرد القييم هذا هو عين الصواب

abou.fatima
2014-04-08, 11:23
من الحكمة عدم تقحم مثل هذه الأمور في هذا الجو المشحون حفاظا على سلامة البلاد والعباد ، وعلى الجميع الدعاء بالعافية .
والسكوت زمن الفتن منهج إلاسمي سديد فلعل من يقول كلمة تزهق بسببها أرواح بريئة.
وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ،من تشرف غليها تستشرفه..)الحديث
وأمر النبي عليه الصة والسلام عند الفتن أن يكونوا أحلاس بيوتهم .
ومعناه كف اليد واللسان .
ولا أنفع في مثل هذه الأوقات من الدعاء .


بارك الله فيك اخي

القاعدة الاصولية تقول درء المفاسد قبل جلب المصالح

أبومحمد17
2014-04-08, 17:42
هل يوجد صحابي . أو تابعي . أنتخب . أو شارك في الإنتخابات ؟مثل هذا السؤال لا يصح طرحه
لانه بمثابة
هل استخدم الصحابة الانترنت
فالجواب واحد :
لا
لانها لم تكن موجودة وقتها

قطــــوف الجنــــة
2014-04-08, 18:01
بارك الله فيك يا متبع السلف على هذا الرد القييم هذا هو عين الصواب
شر البلية ما يضحك بالفعل هو ذكر من الحكمة مع انها حكمته لا من الشرع
وانت قيمتيه وباركتيه مع انك جديدة لكن ان بعد الظن اثم فالامر واضح

قطــــوف الجنــــة
2014-04-08, 18:06
الا يحس بالجمرة غير التي عفس عليها الذي عايش تلك الفترة من الفتن يعرف خطرها جيدا
الفتنة الاولى ذهبت بما عليها من دمار وخراب وخلفت احزان لكن الفتنة الثانية يعدون لها وهذا واجب كل سلفي وسلفية ان لا تقع وان يحذر منها قبل وقوعها .......
.....فلا مزايدة من احد ........................

قطــــوف الجنــــة
2014-04-08, 18:11
التحذير من الفتن - فضيلة الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي
http://safeshare.tv/w/UugcIJXFXN

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 18:17
تفريغ الخطبة الشيخ السنة حفظه الله
التحذير من الفتن ومن الديمقراطية ومشتقاتها

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: ١٠٢].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وإن من أخطر المحدثات الوافدة على ديار الإسلام الديمقراطية والمناداة بالحرية التي اخترعها ملاحدة الغرب وما يتبعها؛ لزحزحة الإسلام عن سيادته وقيادته للأمة إلى ما يسعدها في دنياها وأخراها ويرفعها إلى مكان العزة والقيادة والسيادة.
صدَّر الغرب هذه الديمقراطية والحرية والدولة المدنية والمظاهرات والانتخابات القائمة على الكذب والخيانات والرشاوى بالملايين، فركض إليها، ثم احتضنها غلاة أهل الضلال معتزين بها، متطاولين بها على المتمسكين بالإسلام العاضين عليه بالنواجذ، يسخرون منهم ومن منهجهم ومن أصولهم المنبثقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسخريتهم هذه إنما هي سخرية بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن جرأتهم أنهم ينشرونها في المواقع لينشئوا جيلاً منحرفاً عن الإسلام؛ يسخر من أصوله ومبادئه.
وهذا العمل منهم إنما هو خدمة منهم لسادتهم الماسون وملاحدة الغرب، شعروا بذلك أم لم يشعروا.
أين أنتم أيها الضلاّل من تحكيم شريعة الله القائل: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )، ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ).
أين أنتم أيها الضلاّل من الشروط الشرعية لاختيار الحاكم المسلم؟
أين أنتم من منـزلة الإمامة في الإسلام؟
فالإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع.
ولا يأتي هذا الإمام عن طريق الانتخابات الديمقراطية التي يمثلها الفساق والعلمانيون واليهود والنصارى والشيوعيون، ولا مانع عندهم من رئاسة واحد من هذه الأصناف.
ولا يصل الإمام في الإسلام إلى منصب الإمامة إلا عن طريق أفضل الناس علماً وأخلاقاً وعدلاً.
فمن شروط من يختار الإمام:
1- العدالة الجامعة لشروطها، ومنها الإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق وخوارم المروءة.
2- والعلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3- والرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلح، وبتدبير المصالح أقوم وأعرف.
ومن شروط من يختار للإمامة:
1- العدالة على شروطها الجامعة كما سلف.
2- والعلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام.
3- سلامة الحواس من السمع والبصر ليصح معها مباشرة ما يدرك بها.
4- والرأي السديد المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح.
5- الشجاعة والنجدة المؤدية إلى حماية البيضة وجهاد العدو.
انظر "الأحكام السلطانية" للماوردي (ص6).
ثم إن هذا الحاكم إن حكم بغير ما أنزل الله إن كان يؤمن بشريعة الله ويعتقد في قرارة نفسه أن الحكم بغير ما أنزل الله حرام وباطل وضلال، فهو كافر كفراً أصغر.
وإن كان مستحلاً للحكم بغير ما أنزل الله وأن الحكم للديمقراطية وبالديمقراطية فهو كافر كفراً أكبر مخرج من ملة الإسلام.
وإنني لأخشى على المتباهين بالديمقراطية والدولة المدنية وما تفرع عنهما من المساواة بين الأديان وأهل الأديان، أخشى عليهم من الوقوع في الكفر.
ويأبى الله ورسوله والمؤمنون المساواة بين المؤمنين بالله المتقين وبين الكفار الفجار.
قال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [سورة ص: 28].
وقال تعالى: ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية: 21].
وقال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [سورة النجم: (34-37)].
فالله ينفي المساواة بين المؤمنين وبين الكفار المجرمين في الدنيا والآخرة.
والديمقراطية تسوي بين الكفار على اختلاف أصنافهم وبين المسلمين، وتسوي بين الإسلام والديانات الباطلة، وعلى هذا المنهج يسير الديمقراطيون، وقد يقدمون الكفار على المسلمين.
ثم إن هذا الصنف من أذناب الغرب ينكر على السلفيين الصادقين التمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في معاملة الحكام العادلين والظالمين الذين لم يخرجوا من دائرة الإسلام إلى الكفر البواح ويتساءلون كيف سيتعامل السلفيون مع الحكام الجدد؟، وجوابنا عليهم أننا ثابتون على منهجنا الإسلامي المنبثق من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، والذي سار عليه سلفنا الصالح في العقائد والعبادات والمعاملات والسياسة.
لن نزيد ولن ننقص من ذلك شيئاً.
ولسنا مثلكم كالحرباوات نتلون ونتشكل مسايرة للمتغيرات وتقلبات الأوضاع والحكومات.
ومن بوائق هذا الصنف أنهم يتهمون السلفيين بأنهم يؤيدون القذافي الليبي والأسد السوري ونظامه النصيري الباطني، وقد أسرفوا في ترداد هذا الإفك وينشرونه في المواقع.
وكذبوا وأفكوا، فعلماء المنهج السلفي يكفرون القذافي وهذا النصيري وطائفته النصيرية الباطنية، ولقد صرّحت بهذا في مجالسي ودروسي مراراً وتكراراً، وأعتقد أن هذا الصنف يعلم هذا جيدا، ولكنهم قوم بهاتون، ومناهجهم الفاسدة تبيح لهم هذا البهت .
أما موقفنا من المظاهرات وما ترتب عليها من فوضى ومذابح ومجازر ذهب ضحيتها ألوف مؤلفة من الأرواح في ليبيا وسوريا.
وكم انتهكت من الأعراض وكم شردت من الأسر وكم دمرت من الممتلكات في هذين البلدين .
اسألوا المساكين والشيوخ والعجائز واليتامى الذين قتل آباؤهم في هذه الحروب، والأرامل اللاتي هلك أزواجهن في هذه الفتن وخلفوا لهن أطفالاً يتامى، اسألوا هؤلاء جميعاً هل هم راضون عن هذه الفتن ونتائجها الخطيرة التي تأتي على الأخضر واليابس؟
موقفنا من هذه الأمور الاستنكار الشديد وتبرئة الإسلام من هذه الجاهليات التي يرتكبها نظام هذين البلدين وحكامها.
ويشاركهم في أوزار ذلك خصومهم دعاة الحرية والديمقراطية المتسببون في هذه الفتن.
ونحذر السلفيين وكل من يستجيب لصوت الإسلام من المشاركة في هذه المذابح وما رافقها من تدمير وهتك واسع للأعراض وتشريد لآلاف الأسر؛ لأن الإسلام يحرم هذه الأعمال المتناهية في الوحشية، ويدين أهلها، ولا ناقة له فيها ولا جمل .
فبداية هذه الجرائم الديمقراطية والدكتاتورية ونهايتها الديمقراطية التي قد تتحول إلى دكتاتورية .
نسأل الله أن يجعل لهذين الشعبين فرجاً ومخرجاً، وأن يوفقهما للتمسك بالإسلام والاعتزاز به، وأن يريحهما من هذه الفتن الهوجاء المدمرة، وأن يحمي بلاد الإسلام من هذه الفتن والشرور .

التحذير في الإسلام من الفتن
لقد حذر الله من الفتن وأسبابها.
قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
وقد تكلم اللغويون في بيان معناها، فقالوا:
الفتنة أصلها الامتحان، وكثر استعمالها في ذلك، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والصرف عن الشيء.
وحذّر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كرات ومرات.
1- عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه"([1]).
فما أكثر من تتشرب قلوبهم الفتن حتى تسود هذه القلوب وتنتكس، ثم بعد ذلك لا تعرف معروفاً، ولا تنكر منكراً، جعلنا الله من المستنكرين لهذه الفتن صغيرها وكبيرها.
2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنـزلنا منـزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"([2]).
وهذا الحديث فيه الإنذار من فتن عظيمة مرعبة وشرور مهلكة.
ولقد أصاب آخر هذه الأمة بلاء وأمور منكرة وفتن مهلكة إلا من سلم الله من المؤمنين الصادقين، ولا سيما في هذا الزمن.
3- قال أبو داود: "باب فِى النَّهْىِ عَنِ السَّعْي فِى الْفِتْنَةِ".
عن أبي بكرة –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَكُونُ الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرًا مِنَ الْجَالِسِ، وَالْجَالِسُ خَيْرًا مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرًا مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرًا مِنَ السَّاعِي ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: « مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ». قَالَ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: « فَلْيَعْمِدْ إِلَى سَيْفِهِ فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ عَلَى حَرَّةٍ ثُمَّ لِيَنْجُ مَا اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ »([3]).
هذا لفظ أبي داود.
وفي مسلم بعد هذا: "اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت؟".
وفي هذا الحديث تعليم وتوجيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للأمة كيف تتجنب الفتن والهروب من الخوض فيها.
ومن المؤسف جداً أنَّ بعض أهل الأهواء يسخرون ممن يحتج بهذا الحديث، ويسخرون من مضمون هذا الحديث وما في معناه، ولا سيما المفتونين بضلالات الغرب كالديمقراطية والاشتراكية، ويزعمون أن الثابتين على الإسلام رجعيون ومتخلفون، ويزعمون أنهم راقون وتقدميون مع الأسف الشديد.
4- قال الإمام البخاري –رحمه الله-: "بَاب مِنْ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنْ الْفِتَنِ".
ثم روى بإسناده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ"([4]).
وفي هذا الحديث إرشاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى إيجاد التدابير والأسباب التي تجنب المسلم الصادق من الفتن.
وهذا الإرشاد والتوجيه النبوي لا يعجب المبهورين بمبادئ الغرب الضالة، بل يحبون الخوض في أعماق الفتن.
5- وعن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّةُ هُوَ؟، قَالَ « الْقَتْلُ الْقَتْلُ »([5]).
وفي هذا الحديث بيان لكثرة الفتن، ومنها: الهرج وهو القتل.
ومن أسباب هذه الفتن وكثرة الهرج الانبهار بمبادئ الغرب، ومنها المظاهرات والتشبث بالديمقراطية والحرية الإفرنجية.
6- وعن أبي موسى –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه و سلم- أنه قال في الفتنة: "كسِّروا فيها قسِيَّكم وقطِّعوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا كابن آدم"([6]).
وفي هذا الحديث الحث على الجد في البعد عن الفتن ووسائلها.
وهذا الحديث الشريف من جملة الأحاديث التي يسخر أهل الأهواء ممن يواجه الفتن في ضوئها بالاستنكار وبالابتعاد عنها امتثالاً لتوجيهات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحفاظاً على دينه.
7- وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا أو يصبح كافرا ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا"([7]).
نعوذ بالله من هذه الفتن المظلمة التي تؤدي إلى الكفر وإلى بيع الدين بعرض حقير من الدنيا.
8- عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أو يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ». قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ « كُونُوا أَحْلاَسَ بُيُوتِكُمْ»([8]).
أقول: وما أكثر المثيرين للفتن والماشين والساعين والراكضين إليها متباهين بذلك وما يشعرون بما وقعوا فيه من الجهل والضلال.
وفي الوقت نفسه يسخرون من المتمسكين بهدي محمد –صلى الله عليه وسلم- وتوجيهاته الرشيدة.

قال الخطابي: "يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لا يبرح منه هو حلس بيته؛ لأن الحلس يفترش فيبقى على المكان ما دام لا يرفع".
9- وعن حذيفة –رضي الله عنه- قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ: ( عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ )، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا فِتْنَةً وَهَرْجًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْفِتْنَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَالْهَرْجُ مَا هُوَ؟ قَالَ: بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْقَتْلُ، وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا"([9]).
لقد حذّرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث وغيرها أشد التحذير من الخوض في الفتن، وحذّر منها علماء الإسلام، وعلى رأسهم الصحابة الكرام وأئمة الحديث، الذين حفظ الله بهم الإسلام وأحاديث رسولنا الكريم؛ فقد ألّفوا كتباً خاصة في التحذير من الفتن، فقلَّ إمام يؤلف ديواناً في سنن رسول الله إلا ويذكر فيه أحاديث الفتن ومنهم الأئمة الستة.
فعلى المؤمنين الصادقين أن يتمسكوا بهدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعضوا عليه بالنواجذ، فإنه خير الهدي، وما خالفه ففيه العطب والهلاك والضلال.

بيان رسول الهدى –صلى الله عليه وسلم- وتوجيهاته الحكيمة لأمته كيف تتعامل
مع أمرائها.
1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه"، أخرجه مسلم حديث (1848).
2- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية"، أخرجه مسلم حديث (1849).
3- عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا"، أخرجه مسلم حديث (1854).
4- وعن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- قال: "دَعَانَا رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا على السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، قال: إلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ من اللَّهِ فيه بُرْهَانٌ"، متفق عليه، أخرجه البخاري حديث (7055)، ومسلم حديث (1709).
فهذه الأحاديث تدل على تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين وجماعة المسلمين، وأن هذا الخروج من أمر الجاهلية، وعلى براءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن يخرج؛ لأن ذلك من الإفساد في الأرض، ولأنه يؤدي إلى سفك الدماء وهتك الأعراض وتدمير الأموال والممتلكات، وإلى ضياع الأمن وانتشار الرعب.
فإذا كان الحاكم كافراً كفراً بواحاً عند المسلمين عليه برهان جاز الخروج عليه بشروط:
1- أن تكون لدى المسلمين قدرة مستيقنة أو شبه مستيقنة على إسقاط هذا الحاكم الكافر بأن تكون قائمة على إعداد العدة المادية إلى جانب العدة الإيمانية كما قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فإن ذلك يسهل التخلص منه لا سيما إذا كان معظم الجيش وقياداته والشعب ضده عقدياً ومنهجياً وسلاحاً.

2- أن يكون القصد إعلاء كلمة الله، لا من أجل عصبية ولا من أجل مطامع دنيوية.
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (7458).

وقال الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي -رضي الله عنه- مستنكراً ما يجري في عهده من قتال ودماء بين طلاب الدنيا:
""إِنِّي احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنْ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّأْمِ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا وَإِنْ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا"([10]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
" فالمقصود أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمها كتابه" ، "السياسة الشرعية" (ص75).
فإذا كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه لما فيه من الظلم والفتن وسفك الدماء.
ومع الأسف الشديد أن ثورات ما يسمى بالربيع العربي على حكامهم كانت خالية من هذه المعاني والمقاصد الإسلامية النبيلة.
بل مع الأسف كانت شعاراتها ومبادئ ثورتها غريبة وغربية مضادة للإسلام، فذهب الكثير والكثير من الشباب والشيب الضعفاء والمساكين ضحايا من أجل هذه الشعارات والمبادئ الغربية.
ومن هنا نصحنا الشباب السلفي ومن يقبل النصح بالابتعاد عن المشاركة في هذه الفتن وفي سفك الدماء.
هذا النصح كان من منطلق إسلامي واضح قائم على الأدلة من الكتاب والسنة، وقد سبقنا إلى مثل هذا الموقف شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء عصره.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وهو يتحدث عن أهل الضلال الذين يتعلقون بالأموات، يدعونهم ويستغيثون بهم في الشدائد، بعد أن بيّن أن هذا العمل من الشرك بالله .
قال -رحمه الله-:
" حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد؛ فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة لله عز وجل في ذلك، ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم، فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز و جل والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا إياه، لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل، كما قال تعالى يوم بدر: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
وروي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوم بدر يقول: "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث".
وفي لفظ: "أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك".
فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم؛ نصرهم على عدوهم نصرا عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك، فإن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"، "الاستغاثة" (2/732-738).

ماذا في هذا النص من العبر؟
1- قوم جاءهم عدو من أعداء الإسلام همجي ليستولي على بلادهم.
2- فخرج أهل دمشق ليقاتلوا هذا العدو باسم الإسلام، وليدافعوا عن عاصمة من عواصم الإسلام .
3- فسمع منهم شيخ الإسلام ما ينافي التوحيد، وذلك أنهم يستغيثون بالموتى لينصروهم على هذا العدو.
4- فصارحهم شيخ الإسلام بأنهم سوف ينهزمون، جازماً بذلك؛ لأنهم جاؤوا بما يخالف الإسلام من الاستغاثة بغير الله، وذلك مما يسبب الفشل والهزيمة.
5- ذكر أن أهل المعرفة بالدين والمكاشفة (أي الفراسة) لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله؛ لأن القتال الشرعي لا بد أن يكون أهله أهل توحيد يقاتلون لغاية عظيمة أن تكون كلمة الله هي العليا، وهؤلاء المقاتلون قد أتوا بما يخل بكلمة التوحيد، فانهزم جيش هؤلاء المقاتلين لاختلال شروط الجهاد الذي شرعه الله .
6- شرع شيخ الإسلام بعد هذا يدعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله -عزَّ وجل-، والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا بالله، لا بملك مقرب ولا نبي مرسل، وساق الأدلة على ذلك .
7- قال: "فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك فإن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
والشاهد من هذا الكلام أن شيخ الإسلام وأهل المعرفة بالدين لم يشاركوا في قتال الغزاة أعداء الله؛ لأن هذا قتال غير شرعي، ولو كان المقاتلون أهل توحيد يقاتلون لإعلاء كلمة الله لكان شيخ الإسلام وهؤلاء العلماء في طليعة المقاتلين .
ثم لما ربى شيخ الإسلام الناس على التوحيد وأصلحوا أمورهم شاركهم شيخ الإسلام في الجهاد، بل اعتقد أنه هو الذي قادهم إلى القتال الذي أحرزوا فيه النصر المظفر، وانهزم عدو الإسلام شر هزيمة .
والخلاصة أنه يجب على المسلمين أن يعرفوا المنهج الإسلامي عقيدة وعبادة ومعاملات وجهاداً وأخلاقاً، وأن يتمسكوا بهذا المنهج بكل تفاصيله، وأن يحذروا من الوقوع في الفتن واتباع أعداء الإسلام في عقائدهم أو سياستهم أو أخلاقهم، ومن وقع في شيء من هذه المخازي، فعليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
4/10/1433هـ




[1] - أخرجه مسلم حديث (144)، وأحمد (5/386).

[2] - أخرجه مسلم حديث (1844)، وأحمد (2/191).

[3] - أخرجه مسلم في "الفتن" حديث (2887) "باب نزول الفتن كمواقع القطر" ، وأبو داود في "الفتن والملاحم" حديث (4256).

[4] - "الإيمان" حديث (19).

[5] - متفق عليه، أخرجه البخاري في "الفتن" "باب ظهور الفتن" حديث (7061) ومسلم في "العلم"، "باب رفع العلم وقبضه" حديث (2672)، وأبو داود في "الفتن" حديث (4255).

[6] - أخرجه الترمذي حديث (2204)، وهو جزء من حديث رواه أحمد في "مسنده" (4/408)، وأبو داود في "سننه" برقم (4259).

[7] - أخرجه مسلم في "الإيمان" (118) وأحمد (2/303)، والترمذي في "الفتن" (2195) وابن حبان (6704).

[8] - أخرجه أحمد في "مسنده" (4/408) ، وأبو داود في "سننه" حديث (4262).

[9] - رواه أحمد (5/389) بإسناد حسن.

[10] - أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (7112).

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 18:27
ضعفت الهمم ...ضعفت .. و الله المستــــــعان
نسأل اللهم الثبات

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2014-04-08, 18:35
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى رجل من الخوارج / الحسن البصري فقال له : ما تقول في الخوارج ؟ قال : هم أصحاب دنيا ، قال : ومن أين قلت ، وأحدهم يمشي في الرمح حتى ينكسر فيه ويخرج من أهله وولده ؟ قال الحسن : حدثني عن السلطان أيمنعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة ؟ قال : لا ، قال : فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها .

سميرالجزائري
2014-04-09, 10:01
بارك الله في اختنا الفاضلة
والتحذير جاء في وقته
والذي يطعن في عالم رباني ويصفه وراق لا حكمة له

متبع السلف
2014-04-09, 10:24
بارك الله في اختنا الفاضلة
والتحذير جاء في وقته
والذي يطعن في عالم رباني ويصفه وراق لا حكمة له

لا أنتظر منك تقييما يا سمير فلا تكلف نفسك عناء الرد هذا أولا.
ثانيا كلمة وراق لم اقلها أنا فلا داعي للكذب .
ثالثا: الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وإذا أدبرت عرفها كل جاهل فلا تكونوا من هؤلاء .
ولست مستعدا للخوض في نقاش نسائي لا جدوى منه إلا مجرد الانتصار للرأي
السلام عليكم

سميرالجزائري
2014-04-09, 11:17
لا أنتظر منك تقييما يا سمير فلا تكلف نفسك عناء الرد هذا أولا.
ثانيا كلمة وراق لم اقلها أنا فلا داعي للكذب .
ثالثا: الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وإذا أدبرت عرفها كل جاهل فلا تكونوا من هؤلاء .
ولست مستعدا للخوض في نقاش نسائي لا جدوى منه إلا مجرد الانتصار للرأي
السلام عليكم


وانا ايضا بالمثل لا اتنظر منك خيرا فكلفت نفسي فقط لنوباتك التعكيرية في بعض الاخوة والاخوات كالعادة لا يعجبك العجب وتعالمك عليهم وابراز مفهومك الذي عهدناه لكن الذي لا نرضاه تطاولك على العلماء ومحاولاتك التلميح بشكل مباشر او غير ذلك واما ما قلته في الشيخ الالباني رحمه الله فهو حق وقد رؤيتها وللاسف حذفت وكان المشرف متساهل معك فانا لا اكذب ولا اتلون ولا ادعي التعالم على العلماء فقذ نصبت نفسك عالما ينتقد العلماء انظر لردودك والحمد لله البعض لاحظ هذا ............اما النقاش النسائي كنت تخوضه قبلا والآن ولماذا دخلت لموضوع اخت ان كنت لا تخوض نقاش نسائيا لا تنفي امور انت تخوضها ..............لا جدوى من متعالم من العامة ينتقد كبار علماء السنة .....اما الفتنة يعرفها العالم وقد نقلت لك الاخت كلام عالم جليل ام انه فيه حساسية مفرطة لك .......السلام عليكم

متبع السلف
2014-04-09, 11:29
وانا ايضا بالمثل لا اتنظر منك خيرا فكلفت نفسي فقط لنوباتك التعكيرية في بعض الاخوة والاخوات كالعادة لا يعجبك العجب وتعالمك عليهم وابراز مفهومك الذي عهدناه لكن الذي لا نرضاه تطاولك على العلماء ومحاولاتك التلميح بشكل مباشر او غير ذلك واما ما قلته في الشيخ الالباني رحمه الله فهو حق وقد رؤيتها وللاسف حذفت وكان المشرف متساهل معك فانا لا اكذب ولا اتلون ولا ادعي التعالم على العلماء فقذ نصبت نفسك عالما ينتقد العلماء انظر لردودك والحمد لله البعض لاحظ هذا ............اما النقاش النسائي كنت تخوضه قبلا والآن ولماذا دخلت لموضوع اخت ان كنت لا تخوض نقاش نسائيا لا تنفي امور انت تخوضها ..............لا جدوى من متعالم من العامة ينتقد كبار علماء السنة .....اما الفتنة يعرفها العالم وقد نقلت لك الاخت كلام عالم جليل ام انه فيه حساسية مفرطة لك .......السلام عليكم

الكلمة والله ما صدرت مني يا مسكين وأعرف ممن صدرت لكنك تخلط كعادتك .
وباقي التهم تجدها في صحفك يوم تقف بين يدي ربك ولا مشرف معك.
أما النقاش فقد تكلمت لأن الخوض في هذه الأمور في هذا الوقت ليس من الدين بل قد يشجع أناسا على الشر ، وكلامي كان موجها لقطوف حول ما تكملت به في لحظة انفعال .
كلام العالم لا ينشر في اي وقت وسير السلف مشهورة في كتم أحاديث النبي عليه السلام في بعض الأماكن والأزمنة دفعا للتفن لكن من قل فقهه كثر خوضه.
هداك الله.

رَكان
2014-04-09, 12:57
كلام العالم لا ينشر في اي وقت وسير السلف مشهورة في كتم أحاديث النبي عليه السلام في بعض الأماكن والأزمنة دفعا للتفن لكن من قل فقهه كثر خوضه.
هداك الله.

الله ينورك يا متبع السلف..فليت القوم يستفيقون ..

علي الجزائري
2014-04-09, 12:58
من الحكمة عدم تقحم مثل هذه الأمور في هذا الجو المشحون حفاظا على سلامة البلاد والعباد ، وعلى الجميع الدعاء بالعافية .
والسكوت زمن الفتن منهج إسلامي سديد فلعل من يقول كلمة تزهق بسببها أرواح بريئة.
وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ،من تشرف غليها تستشرفه..)الحديث
وأمر النبي عليه الصة والسلام عند الفتن أن يكونوا أحلاس بيوتهم .
ومعناه كف اليد واللسان .
ولا أنفع في مثل هذه الأوقات من الدعاء .



نسكت عن بيان الحقّ ؟! أم عن ماذا نسكت ؟

رَكان
2014-04-09, 13:03
السلام عليكم ..
والله أنني لم أر تناقضا صارخا في موضوع كالذي رأيته الآن..
في نفس الموضوع يتم التحذير من ممارسة الإنتخاب ابتداء..ثم يحذر من النيل من الحكام انتهاء ..كيف بالله عليكم..يستقيم الأمر وفي نفس الموضوع ..لعل صاحبته لاتدرك رداءة ذلك ساوضح..
الحاكم ..في بلادنا يجيش الجيوش من قنوات واعلام وإدارة وأموال طائلة من أجل انجاح العملية الإنتخابية ...ويؤكد على ضرورة المشاركة فيها لأنها المانع الوحيد لكل ما من شانه اثارة الشارع ووقوع الفتنة هو يرى ذلك ..فما عسانا نقول فيم يراه الحاكم ؟؟
وإن قلنا غير ما يقوله فذلك يعني أننا نناوئه ونثير الرعية عليه ...
يا قطوف استفيقي ..فانت آخر الموضوع تحذرين الفتنة ..ومناكفة الحكام ..اعقلي ..وحالك حال من يشعل النار ثم يحذر الحريق..بدأت الآن أشك بأمر صدقك دعواك ...
ماهذا المنطق الذي به ترون الأمور ..وإن لك فيم قاله متبع السلف ..إفادة عظيمة فهلا راجعت مداخلاته ؟؟؟؟؟

متبع السلف
2014-04-09, 13:16
نسكت عن بيان الحقّ ؟! أم عن ماذا نسكت ؟


إن كان في بيان الحق مفسدة أعظم يجب السكوت.
الم يسكت معاذ عن إخبار الناس بفضل التوحيد لأمر النبي عليه السلام بذلك ، وقال الشيخ المجدد في فوائد الحديث : وفيه جواز كتم العلم للمصلحة.
فالعلم يتعلم ليعمل به لا ليحفظ فقط.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : حدثتكم من جراب، وعندي جرابين. لو حدثتكم من الجراب الآخر لقطعتم هذا البلعوم.
وهو في البخاري .
فهل كتم الحديث أسهل من كتم فتوى عالم أو علماء؟
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في ضوابط الفتن:
وقد ثبت أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لابنه حين حدَّث في القيام ببعض الأمر في الفتنة ؛ قال لابنه : يا هذا ! أتريد أن تكون رأساً في الفتنة ! لا , لا والله .

فنهى سعد بن أبي وقاص ابنه عن أن يكون سعد أو أن يكون أبنه رأساً في الفتنة , ولو بمقال أو بفعال , ولو رآها حسنة صائبة ؛ فإنه لا يأمن أن تكون عاقبتها غير حميدة .

والناس لا بدَّ أن يزنوا الأمور بميزان شرعي صحيح , حتى يَسْلَموا, وحتى لا يقعوا بالخطأ .

ثم إن للأعمال وللأفعال وللتصرفات ضوابط لا بدَّ من رعايتها ؛ فليس كل فعل يُحمد في حال يُحمد في الفتنة إذا كان سيفهم منه غير الفهم الذي يُراد أن يُفهم منه .

فالنبي صلى الله عليه وسلم – كما روى البخاري في الصحيح – قال لعائشة : لولا حدثان قومك بالكفر ؛ لهدمت الكعبة , ولبنيتها على قواعد إبراهيم , ولجعلت لها بابين .

النبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يفهم كفار قريش الذين أسلموا حديثاً من نقضه الكعبة , ومن بنائه إياها على بناء إبراهيم , ومن جعله لها بابين : باب يدخل منه الناس , وباب يخرجون منه ؛ خشي أن يفهم منه الناس فهماً غير صائب , وأن يفهموا أنه يريد الفخر , أو أنه يريد تسفيه دينهم – دين إبراهيم - , أو نحو ذلك ؛ فترك هذا الفعل.

ولهذا ؛ بوَّب البخاري – رحمه الله – باباً عظيماً استدلَّ عليه بهذا الحديث ؛ ماذا قال ؟ قال : باب : من ترك الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه .
وذكر البخاري تحت هذا الباب هذا الحديث النبوي .

وعند ذلك نعلم أنه لا بد َّ من الفهم ؛ فالسرعة والتعجُّل أمور غير محمودة , فمَن الذي يلزمك بأن تتكلَّم في كل مجلس أو أن تتكلَّم في كل مجتمع بما تراه حقَّاً في الفتن ؟ .

علي الجزائري
2014-04-09, 14:31
إن كان في بيان الحق مفسدة أعظم يجب السكوت.
الم يسكت معاذ عن إخبار الناس بفضل التوحيد لأمر النبي عليه السلام بذلك ، وقال الشيخ المجدد في فوائد الحديث : وفيه جواز كتم العلم للمصلحة.
فالعلم يتعلم ليعمل به لا ليحفظ فقط.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : حدثتكم من جراب، وعندي جرابين. لو حدثتكم من الجراب الآخر لقطعتم هذا البلعوم.
وهو في البخاري .
فهل كتم الحديث أسهل من كتم فتوى عالم أو علماء؟
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في ضوابط الفتن:
وقد ثبت أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لابنه حين حدَّث في القيام ببعض الأمر في الفتنة ؛ قال لابنه : يا هذا ! أتريد أن تكون رأساً في الفتنة ! لا , لا والله .

فنهى سعد بن أبي وقاص ابنه عن أن يكون سعد أو أن يكون أبنه رأساً في الفتنة , ولو بمقال أو بفعال , ولو رآها حسنة صائبة ؛ فإنه لا يأمن أن تكون عاقبتها غير حميدة .

والناس لا بدَّ أن يزنوا الأمور بميزان شرعي صحيح , حتى يَسْلَموا, وحتى لا يقعوا بالخطأ .

ثم إن للأعمال وللأفعال وللتصرفات ضوابط لا بدَّ من رعايتها ؛ فليس كل فعل يُحمد في حال يُحمد في الفتنة إذا كان سيفهم منه غير الفهم الذي يُراد أن يُفهم منه .

فالنبي صلى الله عليه وسلم – كما روى البخاري في الصحيح – قال لعائشة : لولا حدثان قومك بالكفر ؛ لهدمت الكعبة , ولبنيتها على قواعد إبراهيم , ولجعلت لها بابين .

النبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يفهم كفار قريش الذين أسلموا حديثاً من نقضه الكعبة , ومن بنائه إياها على بناء إبراهيم , ومن جعله لها بابين : باب يدخل منه الناس , وباب يخرجون منه ؛ خشي أن يفهم منه الناس فهماً غير صائب , وأن يفهموا أنه يريد الفخر , أو أنه يريد تسفيه دينهم – دين إبراهيم - , أو نحو ذلك ؛ فترك هذا الفعل.

ولهذا ؛ بوَّب البخاري – رحمه الله – باباً عظيماً استدلَّ عليه بهذا الحديث ؛ ماذا قال ؟ قال : باب : من ترك الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه .
وذكر البخاري تحت هذا الباب هذا الحديث النبوي .

وعند ذلك نعلم أنه لا بد َّ من الفهم ؛ فالسرعة والتعجُّل أمور غير محمودة , فمَن الذي يلزمك بأن تتكلَّم في كل مجلس أو أن تتكلَّم في كل مجتمع بما تراه حقَّاً في الفتن ؟ .




نشكر لك إفادتك أخيرا ( من كلام أهل العلم ) غير أن المسألة تحتاج إلى تفصيل فيما نحن بصدده
و أنا أطلقتُ حين أطلقتَ و قلتَ :

والسكوت زمن الفتن منهج إسلامي سديد فلعل من يقول كلمة تزهق بسببها أرواح بريئة.

فكلامك عام في السكوت حتى في التحذير من المظاهرات و الاعتصامات و نحوها
من وسائل الخروج على الحاكم المســـلم ! فوجب حينها البيان و التخصيص ..

فلا يجب السكوت عما يجب الكلام عليه ..
و الله الموفّق .

يغلق الموضوع !