تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من خطبة لحاكم عادل مؤمن


أم حميد
2014-04-04, 17:56
خليفة رغم أنفه
الخليفة الوحيد الذي سعت إليه الخلافة دون أن يتوقعها والوحيد الذي قبل الخلافة وهو كاره لها ،مشفق على نفسه من عظم مسؤوليتها أمام الله عز وجل وأمام الناس
عمر بن عبد العزيز خليفة للمسلمين رغم أنفه
في أول يوم من أيام خلافته ،توجه إلى المسجد ثم صعد المنبر وخطب فى الناس خطبة طويلة منها...
((...أيها الناس..منصحبنا فليصحبنا بخمس إلا فلا يقربنا ، يرفع إليناحاجة من لا يستطيع رفعها ويعيننا على الخير بجهده ،ويدلنا من الخير على ما نهتدي إليه
ولا يغتابن أحدا،ولا يعترض فيما لا يعنيه ))
وفي أول ليلة من ليالي خلافته، بدا مهموما،حزينا، ساهم النظرة مشغول الفكر
وكان إذا استعصى عليه أمر من أمور الدنيا فرغ إلى الله سبحانه وتعالى ، واستقبل القبلة ليستغرق فى الصلاة ، دخلت عليه زوجته ، فرأت الدموع تنحدر فى غزارة من عينيه وتبلل لحيته فرغ من صلاته فقالت له :ماذا بك أحدث شىء
قال عمر : إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،فتفكرت فى الفقير الجائع
والمريض الضائع،والغازي، والمظلوم المقهور،والغريب الأسير،والشيخ الكبير ،وذي العيال الكثير والمال القليل،وأشباههم في أقطار الأرض فعلمت أن ربي سيسألني عنهم يوم القيامةنوأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم
إلى الله،فخشيت الا تثبت حجتي عند الخصومة فرحمت نفسي فبكيت
قالت والدموع تغالبها : إن الله تعالى لن يضيعك أبدا وأنت تعمل بسنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

هكذا كانوا فعدلوا وما زالوا فماذا عنا وما كنا وكذلك ما زلنا ؟؟؟؟؟؟