~~ حَمْزَة ~~
2014-03-29, 08:54
في أحد أيام الشتاء القارص و البارد لمحت عيناي من نافذة بيتنا الدافىء فتاة جرفت بها امواج الدهر الى احدى زوايا حينا المظلم فاتخذته ملاذا لها فتاة بعينين خضراوتين بائستين و شعر اشقر ينسدل على وجهها المغطى بتراب الاسى و الالم . وكانت تغطي جسدها الهزيل ثياب بالية و أناملها ترتعش من شدة البرد فضاق صدري ورقّ قلبي وانهمرت الدموع من عيني وبدأت أقارن بين حالي في السرير الدافئ والبيت الهادئ والغطاء الآمن وبين حالها في الطقس البارد والظلام الداكن والشارع المخيف ، رغم ذلك لم تفارق البسمة وجهها البرىء ادركت حينها ان الحياة فلسفة لم اعرف ماهي ، لم اعرف ان ميزان الحياة مختل ظننته لوقت طويل متوازن ،حصل فيه كل على ما استحقه
بعد وهلة قرعت الباب قرعا خفيفا ، اسرعت لافتح واذا بها تقابلني بابتسامة عريضة عكسي انا الذي اريتها دموعي
قالت بصوت خافت "مابك لما تبكين ،،،، هل حصل مكروه " ايعقل ؟؟من الاولى بالسؤال انا ام هي ،،،، الا يجدر بي ان اكون من تسال و تواسي
طأطأت رأسي خجلآ من القدر فإذآ بهآ تمدّ يدهآ البآردة حتى لامست خدّي فأحسست بهآ تمسح عبَرتِي الدآفئة و قآلت: دمعتك تحمل الكثير من الأسى ، وعينيك تبوحان لي بما يختلجك
لما البكاء يا قمر يا شمسا أضاءت في وجه عتمتي
فجرت بقولها ذاك ما بقي لدي من مشاعر سقطت أمامها منهارة و أنا أصرخ فاحتضنتني و هي تمسح على رأسي و تواسيني وهي تقول : لابأس أنا معك ؟ لا تخافي فستيقظ حينها عقلي و تولى زمام الأمور بدلا عن قبلي و أدركت أنه علي قلب الموازين
فوقفت حينها بعدما استرجعت قواي و قلت لها :
من أين أتيت يا أختي ؟ و أين يقن منزلك ؟ أين هم أهلك ؟
ردت حينها و هي تبتسم :
والدي في الجنة فقد استشهدا بأحد القنابل في سوريا.....
اذن بعدما تحدثنا أمام المنزل دخلنا
وطلبت من أمي أن تساعدني كي نوفر لها ما تحتاج
بعدها ذهبنا لغرفتي و بتنا ندردش عن حكايتها و كيفية وصولها الى بلدنا
ولما ارتدت السماء حلة الليل رأيت الفتاة تسقط على الفراش وقد غلبها النعاس وملامح وجهها تدل على شدة تعبها ومعاناتها .
لم أستطع أنا النوم تلك الليلة فقد بـِـتُّ أفكر في حالها ومعاناة أهلها واخوانها في البلد الحبيب * فلسطين * .........
بت اتذكر كلامها
عندما قالت : توفيت جميع عائلتي وتشردت انا فلم اجد خبزا يابسا لأكله ولا قطرة ماء لأشربها ، رايت الكثير من البنات في بيوتهن وسط دفئ العائلة .... اتمنى فقط ان تعود لي لحظة بجانب والدي لاقبل راسه وادلك قدماه بعد يوم شاااق ومتعب
ولحظة لاقبل راس والدتي وارتمي بحضنها واجلعها صديقتي كما تفعل اي فتاة ..، لكن ... ليس بعد الان ،ليس بعد الان .......
*طرأ على بالي تلك الايام التي كنت اعامل فيه والدتي بقسوة واصرخ في وجهها من طعام لم يعجبني لآكله
تذكرت تلك الايام التي كان يأتي ابي لياخذني من المدرسة فانزعج لانه لم يتركني لأعود مع صديقاتي
وعندها كنت اقول "ماالذي اتى به فأنا لست بحاجة له"
بكيت كثيرااا
ففي النهاية هي تتمنى حنان ام وحضن في صدر اب وبسمة اخ ومزاح اخت
لكنني تطاولت على كل هذا وتكبرت عليه ......و منذ ذلك اليوم أصبحت واحدة منا .. و عاشت معنا في بيتنا الدافئ و بدأت منذ ذلك اليوم حياة جديدة أما انا فقد حظيت بالاخت التي لم يكن لي الحظ في امتلاكها...
و عشنا في سعادة و هناء
***النهاية***
بعد وهلة قرعت الباب قرعا خفيفا ، اسرعت لافتح واذا بها تقابلني بابتسامة عريضة عكسي انا الذي اريتها دموعي
قالت بصوت خافت "مابك لما تبكين ،،،، هل حصل مكروه " ايعقل ؟؟من الاولى بالسؤال انا ام هي ،،،، الا يجدر بي ان اكون من تسال و تواسي
طأطأت رأسي خجلآ من القدر فإذآ بهآ تمدّ يدهآ البآردة حتى لامست خدّي فأحسست بهآ تمسح عبَرتِي الدآفئة و قآلت: دمعتك تحمل الكثير من الأسى ، وعينيك تبوحان لي بما يختلجك
لما البكاء يا قمر يا شمسا أضاءت في وجه عتمتي
فجرت بقولها ذاك ما بقي لدي من مشاعر سقطت أمامها منهارة و أنا أصرخ فاحتضنتني و هي تمسح على رأسي و تواسيني وهي تقول : لابأس أنا معك ؟ لا تخافي فستيقظ حينها عقلي و تولى زمام الأمور بدلا عن قبلي و أدركت أنه علي قلب الموازين
فوقفت حينها بعدما استرجعت قواي و قلت لها :
من أين أتيت يا أختي ؟ و أين يقن منزلك ؟ أين هم أهلك ؟
ردت حينها و هي تبتسم :
والدي في الجنة فقد استشهدا بأحد القنابل في سوريا.....
اذن بعدما تحدثنا أمام المنزل دخلنا
وطلبت من أمي أن تساعدني كي نوفر لها ما تحتاج
بعدها ذهبنا لغرفتي و بتنا ندردش عن حكايتها و كيفية وصولها الى بلدنا
ولما ارتدت السماء حلة الليل رأيت الفتاة تسقط على الفراش وقد غلبها النعاس وملامح وجهها تدل على شدة تعبها ومعاناتها .
لم أستطع أنا النوم تلك الليلة فقد بـِـتُّ أفكر في حالها ومعاناة أهلها واخوانها في البلد الحبيب * فلسطين * .........
بت اتذكر كلامها
عندما قالت : توفيت جميع عائلتي وتشردت انا فلم اجد خبزا يابسا لأكله ولا قطرة ماء لأشربها ، رايت الكثير من البنات في بيوتهن وسط دفئ العائلة .... اتمنى فقط ان تعود لي لحظة بجانب والدي لاقبل راسه وادلك قدماه بعد يوم شاااق ومتعب
ولحظة لاقبل راس والدتي وارتمي بحضنها واجلعها صديقتي كما تفعل اي فتاة ..، لكن ... ليس بعد الان ،ليس بعد الان .......
*طرأ على بالي تلك الايام التي كنت اعامل فيه والدتي بقسوة واصرخ في وجهها من طعام لم يعجبني لآكله
تذكرت تلك الايام التي كان يأتي ابي لياخذني من المدرسة فانزعج لانه لم يتركني لأعود مع صديقاتي
وعندها كنت اقول "ماالذي اتى به فأنا لست بحاجة له"
بكيت كثيرااا
ففي النهاية هي تتمنى حنان ام وحضن في صدر اب وبسمة اخ ومزاح اخت
لكنني تطاولت على كل هذا وتكبرت عليه ......و منذ ذلك اليوم أصبحت واحدة منا .. و عاشت معنا في بيتنا الدافئ و بدأت منذ ذلك اليوم حياة جديدة أما انا فقد حظيت بالاخت التي لم يكن لي الحظ في امتلاكها...
و عشنا في سعادة و هناء
***النهاية***